دروس النحو

عطف البيان: تعريفه وأحكامه والفرق بين عطف البيان والبدل

درس جديد من دروس النحو العربي، نتعلم فيه بحثاً مهماً عن عطف البيان، تعريفه، وأحكام عطف البيان، والفرق بين عطف البيان والبدل المطابق (بدل كل من كل)، مع ضرب أمثلة حتى تثبت المعلومة في الذهن ونفهمها فهماً أسهل.

تعريف عطف البيان

عطف البيان هو التابع المشبه للصفة في توضيح متبوعه إن كان معرفة، أو تخصيصه إن كان نكرة.

ومن ذلك قول الشاعر:

أَقْسَمَ بِاللَّهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ * مَا مَسَّهَا مِنْ نَقَبٍ وَلَا دَبَرْ

فهنا كلمة (عمر) عطف بيان على (أبي حفص) لتوضيحه.

ومن ذلك قوله تعالى: {أَو كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ} سورة المائدة: ٩٥.

فكلمة (طعام) عطف بيان على (كفارة) للتخصيص.

وقوله تعالى: {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ} سورة النور: ٣٥.

فكلمة (زيتونة) هي عطف بيان على (شجرة).

أحكام عطف البيان

أ –يوافق عطف البيان متبوعه في حركته وإفراده وتذكيره وتأنيثه وفروعهن؛ أي يوافقه كالنعت الحقيقي في أربعة من عشرة أشياء.

ب –رأى النحاة تماثلاً كثيراً بين عطف البيان والبدل المطابق (بدل كل من كل) كما يبدو في المثالين السباقين، غير أنهم عُنُوا بتبيان الفوارق بينهما فخلصوا إلى أحكام نستعرضها في الفقرة التالية.

الفرق بين عطف البيان والبدل المطابق

١ –البدل هو المقصود بالحكم، ولذا كان على نية تكرار العامل، أما عطف البيان فليس المقصود بالحكم وإنما يُذْكَرُ كما تُذكر الصفة للتوضيح أو للتخصيص.

٢ –يجوز إبدال النكرة من المعرفة، والمعرفة من النكرة، والفعل من الفعل، والجملة من الجملة، والظاهر من المضمر، ولا يجوز شيء مما سبق في عطف البيان، بل يشترط فيه التطابق كما مر معنا.

٣ –يجوز في كل عطف بيان أن يعرب بدل كل من كل إلا إذا مَنَعَ من ذلك مانع صناعي؛ كأن يتعذر الاستغناء عن الأول أو يُخَالِفَ تقدير العامل قبل الثاني قواعد العربية، كقول المرار الفقعسي:

أَنَا ابْنُ التَّارِكِ الْبَكْرِيِّ بِشْرٍ * عَلَيهِ الطَّيرُ تَرْقُبُهُ وُقُوعَا

فكلمة (بشر) عطف بيان على (البكري) ولو أُعرب بدلاً لكان على نية تكرار العامل، ولكان التقدير: أنا ابن التاركِ بشرٍ، فيضاف الوصف المشتق المقرون بـ ال إلى غير مقرون بها، وهو أمر غير جائز.

وقال طالب ابن أبي طالب:

أَيَا أَخَوَينَا عَبْدَ شَمْسٍ وَنَوفَلَا * أُعِيذُكُمَا بِاللَّهِ أَنْ تُحْدِثَا حَرْبَا

فكلمة (عبد شمس) و(نوفل) عطف بيان على (أخوينا)، ولو أعربا بدلاً لكان التقدير: أيا عبد شمس ونوفلا، وهذا خطأ؛ لأن (نوفل) مفرد علم، ومن حقه في النداء أن يكون مبنياً على ما يرفع به، وقد جاء في هذا البيت منصوباً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى