تحدثنا في مقالاتنا السابقة وذكرنا تعاريف مفهوم الإدارة وقلنا إنها تٌعرف على وجه العموم، بأنها مجموعة ممارسات بشرية هامة تؤثر على حياة الإنسان من جميع المناحي الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، فيما ويعتمد قيام الدول واعتمادها بشكل شبه كلي على الإدارة الجيدة التي تكون قادرة على توظيف الموارد الاقتصادية والبشرية لخدمة المجتمع، ويمكن تعريف الإدارة أيضًا على أنها عبارة عن عملية من النشاطات التنظيمية التي يكون اعتمادها على التخطيط والتنسيق وتطبيقها يكون على الموارد الاقتصادية والبشرية بهدف تحقيق المطالب وبأقل التكاليف.
لكن بمفاهيم الإدارة هناك فرق بين الإدارة التقليدية والإدارة الرقمية وإدراجها هنا في أبرز الفروقات الجوهرية بين هذين النوعين من الإدارة من الحيثيات الآتية:
* مفهوم الإدارة التقليدية: وتُعرف بأنها نظام معين أو علم أو فن، والفرد يستطيع من خلاله تحقيق أهدافه المرسومة بأسرع الوسائل وبالتكاليف الأقل، وفي الوقت ذاته عن طريق الاستخدام الأمثل للإمكانات المتوفرة بين يديه، بالإضافةً إلى تنظيم مجموعة معينة من الأشخاص في منظمة أو منشأة ما لنشاطات ومهمات أشخاص آخرين، ويقومون بممارسة أعمال إدارية في وظائفهم ومنشآتهم، ويُستخدم هذا المفهوم أو المصطلح في نفس الوقت للتعبير عن مسمياتهم الوظيفية، أما مفهوم الإدارة الإلكترونية: فتُعرفُ الإدارةُ الإلكترونيّة على أنها أسلوب إداري حديث وجدبد، ويعتمدُ على التكنولوجيا الإلكترونيّة الحديثة، و تهدف إلى تحويل شكل الإدارة التقليديّة إلى إدارةٍ إلكترونيّة حديثة يكون اعتمادها على استخدام الحاسوب الآلي وتطبيقاته، وتُعرفُ الإدارة الإلكترونيّة بأنها نمط وأسلوب جديد من أنماط الإدارة وله آثار واسعة على المؤسسات ومجالات عملها، كما وتعمل الإدارة الإلكترونية على زيادة مستوى المرونة الإدارية في عمليات التفويض، والتمكين الإداري والاعتمادِ على وسائل الاتصال الحديثة، وتسهيل عمليات الإتصال والتواصل بين أفراد المنشآة الواحدة على اختلاف مناصبهم فيها.
* الوسائل المستخدمة في الإدارة التقليدية: وتتعامل الإدارة التقليدية في إنجاز مهماتها ومعاملاتها من خلال عملية التواصل المباشر، وتستخدم في مراسلاتها واتصالاتها الأوراق والملفات، أما في الإدارة الإلكترونية: فاعتماد الإدراة الإلكترونية في اتصالاتها اعتمادًا كُليًا على شبكات الاتصال الإلكترونية في كافة المعاملات.
* الوثائق المستخدمة في الإدارة التقليدية: وتستخدم الإدارة التقليدية الوثائق والملفات الورقية لحفظ بياناتها ومعلوماتها، وفي كافة أعمالها المدرجة، أما الإدارة الإلكترونية: فتستثمر هذه الإدارة التكنولوجيا الحديثة في عمليات التوثيق الإلكترونية غير الملموسة.
* الاعتماد على الإمكانات المادية والبشرية الإدارة التقليدية: فتعتمد الإدارة التقليدية اعتمادًا كاملاً على الموارد المادية والبشرية حتى تستطيع أن تحقق أهدافها المنشودة، أما الإدارة الإلكترونية: فتعتمد هذه الإدارة على التكنولوجيا بشكل كامل في تحقيق أهدافها وأعمالها.
* القدرة على التفاعل في الإدارة التقليدية: حيث تتطلب فترةً زمنيةً طويلةً للتمكن من التفاعل بالشكل اللازم والمطلوب لتحقيق أهدافها، أما الإدارة الإلكترونية: فتُمكن المدير من إرسال البيانات والمعلومات والتواصل مع أكبر عدد ممكن من الأفراد والموظفين و في نفس الوقت وبوقت أقل.
* التكلفة لدى الإدارة التقليدية: وتتطلب هذه الإدارة تكلفةً مرتفعة جدًا على المدى الطويل، أما الإدارة الإلكترونية: فتُعد اقتصادية بشكل ما على المدى البعيد.
* الوصول للبيانات في الإدارة التقليدية: وهنا يصعب أن يتم الوصول إلى البيانات بسرعة في هذه الإدارة وذلك نظرًا لهيكلها التنظيمي الكبير والمعقد والتسلسل الوظيفي، كما وكثـرة الوثائق الورقية التي تتطلب بحثًا يدويًا ودقيقًا، أما الإدارة الإلكترونية: فيسهل في هذه الإدارة الحصول على البيانات بشكل سهل وسلس، وذلك بفضل توفيرها لقواعد بيانات إلكترونية ضخمة تتيح الوصول إلى كل المعلومات المطلوبة بسهولة وسرعة.
* الموثوقية لدى الإدارة التقليدية: هذه الإدارة لا توفر أنظمة لحماية البيانات، لذلك تعد الموثوقية فيها قليلة، أما الإدارة الإلكترونية: فتتيح هذه الإدارة أنظمة منظمة وذكية وآمنة لحماية كل المعلومات والبيانات من خلال وسائل تكنلوجية حديثة لذلك تعد موثوقيتها عالية وكبيرة جدًا.
* جودة الإدارة التقليدية: وتتم عمليات الإدارة التقليدية بجودة قليلة بعض الشيء، أما الإدارة الإلكترونية: فتعد عمليات الإدارة الإلكترونية ذات جودة عالية وتحتمل نسبة خطأ بسيطة جدًا ويمكن أن تكون معدومة.
