"ينق و"يتكيف" في آن... خذوا وصفة التأقلم من اللبناني؟! | أخبار اليوم

"ينق و"يتكيف" في آن... خذوا وصفة التأقلم من اللبناني؟!

كارول سلّوم | الإثنين 27 سبتمبر 2021

يدبر اموره "بالتي هي أحسن" ويحول المشهد المأساوي الى مضحك

كارول سلّوم – "أخبار اليوم"

عند الحديث عن المواطن الذي يعيش ازدواجية في التعاطي، يفوز اللبناني بالمرتبة الأولى في هذا المضمار فهو يعرف كيف "ينق" وكيف يتكيف في الوقت عينه.

يطلق صرخة عن ذله في تعبئة الوقود وعندما ينجح في مهمته أو "يفول" سيارته في الصباح يتوجه للـ" مشورة" او للسهر في الليل.  ينتظر لساعات وهو مستعد لهذه المهمة لكنه يشغل نفسه في خلالها بالقيام بأعمال عدة كما انه يساير ويقابل اناسا جدد. أنها "ثقافة التَكيُّف"، اما البطل والمخرج وكاتب القصة حتى، فهو  لبناني .

يرفع الصوت عاليا في وجه موجة الغلاء وارتفاع الدولار لكنه يدبر اموره "بالتي هي أحسن". يبدي استياء من غياب التيار الكهربائي ومن تقنين المولدات فيفتش عن البديل وفي كثير من الأحيان يتأقلم.

وفي معظم الأزمات، يقف موقف المواجهة وحتى في الانهيارات الكبرى يستخدم البعض الوسائل المتاحة في عملية الصمود علما أن البعض ينهار.

 وفي معظم الأحوال، أثبت الشعب اللبناني قدرة عالية على  تحويل المشهد المأساوي إلى مشهد مضحك. وما يجري اليوم هو مثال على هذه القدرة الخارقة لهذا المواطن.

دخل هذا الشعب في ثورة وعاد وتكيف مع الواقع الراهن وفي عز الظروف الصعبة اعاد ترتيب أولوياته.

غريب أمر بعض اللبنانيين كيف يتعاطون مع التبدلات التي حصلت وهم قادرون على الاستمرار على نفس المنوال لوقت طويل.

فكيف يمكن تفسير تصرفاتهم وهم الذين  يواجهون اقسى الأوضاع وهم انفسهم  يترحمون على الحروب التي  مرت عليهم!

وتقول رولا يزبك عبر وكالة "اخبار اليوم" أنها اعتادت على الواقع الراهن وتدبر أمرها كما بحب فلا تستخدم سيارتها في المسافات القصيرة وتلجأ الى السير على الاقدام، علما انها لم تتخل عن قيادة سيارتها ابدا. وللوصول إلى مركز عملها اتفقت مع زميلة لها على المداورة في إطار الـ carpooling . وتضيف : تعلمنا من التجارب أنه في حال عدم قدرتنا على احداث التغيير أن نتكيف لا حول ولا قوة....

اما ليلى بقاعي التي كما غيرها تعاني من  ازمة الانقطاع بالتيار الكهربائي ولجأت إلى المولد الكهربائي باعت شيئا من مصاغها واشترت بالفريش مولدا كهربائيا، "بيمشي الحال" في ظل الوضع وتفكر حاليا بطرح فكرة الطاقة الشمسية وكيفية الاستفادة منها مع جيرانها.

في المقابل، هناك من يرفض اللجوء إلى هذا النمط من التكيف، ومن ويشير إلى مسؤولية الدولة في تأمين الحد الأدنى  من مقومات العيش المراقبة والوقوف إلى جانب الشعب. فيشير ابو سامر هنا إلى أن الذهنية اللبنانية قائمة على هذا المبدأ أي التكيف مع ما جرى وسيجري، اما القلة فلا تملك الامكانات واستغنت عن حقوق ما مقابل ما هو أساسي. 

لكن هل يحين الوقت لفقدان القدرة على  هذا التكيف؟ الاعتقاد السائد أن العملية متواصلة إلا إذا وقع اللبنانبون في المحظور وانتفت حماستهم لخلق ما يسمح لهم بذلك.

للاطلاع على مقال تحت عنوان :"هل انتهى "شهر العسل" بين ميقاتي والحريري؟"، اضغط هنا

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار