الإحتقار : أعظم مايهدد العلاقات وكيف تتجنبه

 

يستخدم خبير العلاقات المحترم جون جوتمان المصطلح “فرسان نهاية العالم الأربعة” ليشير الى أربعة من أعظم ما يهدد العلاقات و هي ” النقد ” و ” الدفاعية “و ” المماطلة ” و ” الإحتقار “.

إذا خمنت أن الإحتقار هو الأكثر تهديدًا من بين الأربعة، تهانينا ، فأنت على حق. إذا كنت غير مستوعب لتعريف الإحتقار أو غير متأكد من كيفية اختلافه عن الغضب أو الاستياء ، فإليك كيفية تعريف القاموس له:

الإحتقار: شعور تجاه الآخر بأنه لا يستحق أي درجة من الاحترام و ما يستحقه هو فقط الازدراء والإدانة ؛ أدنى من كل اعتبار.

إنها لغة حادة، بالذات عند إستخدامها للتحدث عن شخص من المحتمل إننا قد شعرنا معه بمشاعر الحب و التقدير، و مع ذلك من الممكن أن ننتقل من تثمين أحدهم الى إحتقاره ومن المدهش أن يحصل ذلك أحيانا خلال فترة وجيزة.

 

نادرًا ما يظهر الإحتقار “فجأة”، على الرغم من أنه قد يبدو كذلك للشخص الذي يشعر به أو لمن يتلقاه. إنه يحدث نتيجة لخيبة أمل تم نكرانها أو عدم مواجهتها أو الإمتعاض أو الغضب أو الألم.

إن الظروف التي تجعلنا نختبر هذه المشاعر السيئة تجاه أحدهم، لا تزول. بل إنها تزداد حدة حتى تتم معالجتها من خلال وضع حدا لمسببها.

يمكن التخلص من هذه المشاعر القوية دون مشاركة الطرف الآخر في عملية التعافي (عن طريق مسامحتهم) و لكن في أغلب الأحيان يجب علينا أن نجري “تلك المحادثة”

يمكن أن تكون مواجهة الطرف الآخر بعيوبهم، خطوة محفوفة بالمخاطر، إذ نحن من يهيئ إمكانية شعورهم بالغضب و الأذى، لأننا من يحمل الأخبار السيئة.

فبدلا من الإفصاح عما نشعر به، نفضل الكتمان، آملين أن تزول هذه المشاعر يوما فلا نضطر للأفصاح عنها. و لكن تتسبب هذه المشاعر السلبية بتآكل أساس العلاقة فيتفاقم إنعدام الثقة و الإمتعاض و القلق و خيبة الأمل و البعد. يعد الإنتقال إلى مرحلة الإحتقار أشبه بالإنتقال من كونك غير سعيد إلى مكتئب بشدة. من الصعب التعافي نظرا لقبضته المترسخة بشدة و المسيطرة علينا.

كلما تُركت المشاكل غير المعترف بها دونما معالجة كلما يصبح من المحتمل أن تؤدي إلى طريق مسدود. لا يرى أحد الشريكين أو كليهما أي حل سوى المغادرة أو الاستمرار في محاولة تقبل شراكة تفتقر للحب.

إن محاولة تحمل موقف يكتم فيه المرء الإحتقار، أمر لايمكن تحمله و سيتسبب في أضرار جسيمة لأجسامنا وقلوبنا و / أو أرواحنا.

 

لا يأتي الإحتقار من العدم، إنه نتاج عدم الإستعداد للشروع بخوض المناقشات الصعبة، أو حين يفشل الشريك في سماع الحقيقة من شريكه، عندما تكون رفاهية العلاقة هي الدافع وراءها. عندما يستجيب الشريك للملاحظات المؤلمة دون أن يصبح عدائيًا، فمن غير المرجح حدوث الإحتقار لأنه لن يكون هنالك خوف من الإنتقام بسبب إثارة المسائل الشائكة.

إن الميل نحو الإحتقار هي عادة شارك في إفتعالاها كلا الطرفين. إذا كان الشريك متجنبًا للصراعات و ميالًا إلى التعامل مع مشاعره عن طريق كتم الغضب و الحقد و الأوهام المهلكة. مع مرور الوقت، إن بقيت دون رقابة، يمكن لهذا النمط تدمير العلاقة حتى و إن كانت علاقة جيدة.

إن الكلمة المفتاحية هنا هي “دون رقابة” عندما نولي المزيد من الإهتمام لإحتياجات علاقتنا و نوفرها في الوقت المناسب يصبح إحتمال تدهور العلاقة نحو الإحتقار أبعد بكثير. عندما لا نتفقد حال علاقتنا، نزرع بذور الإحتقار و نعرض العلاقة بحد ذاتها للخطر.

 

من المؤكد أن الأمر قد يتطلب الشجاعة و الإلتزام حتى نعتبر أنفسنا جديرين بالإحترام و الإعتبار. إن القيام بذلك يمكن أن يستسفز أحدا إعتاد التمنر لتخويف الآخرين. الخبر السار هو أنه عندما نبدأ في الدفاع عن أنفسنا ونرفض أن نُعامل بقلة احترام ، فإننا لا نقلل من الإحتقار فحسب ، بل نتخذ خطوات قوية لاستعادة احترام الذات لهويتنا الشخصية والعامة.

في بعض الأحيان يجب أن نكون على استعداد للمخاطرة بعلاقتنا مع الآخر لكي يكون لنا الحق في الشعور بالرضا عن أنفسنا. أأنت راض عن نفسك؟

 

 

المصدر : هنا

 

ترجمة : نسرين حمدي
مراجعة وتعديل الصورة : فرات جمال