Professional Documents
Culture Documents
• مقدمة.
• خاتمة.
• قائمة المراجع
مقدمة
تعتبر ظاهرة الهجرة غير الشرعية أحد الطرق التي يعمد إليها الفرد للهروب من مجتمعه إلى مجتمع
يحظى فيه بميزات اجتماعية واقتصادية وحتى أمنية أرقی ،فهي تشكل نوعا من االنسحاب والتمرد
والرفض على المجتمع األصلي حيث أصبحت أكثر تفاقما وانتشا ار متخذة عدة طرق وأشكال .ففي
المجتمع الجزائري تظافرت مجموعة من العوامل ساهمت في حدتها والسيما ما مرت به من أزمة سياسية
أمنية في التسعينيات والتي ال تزال تداعياتها في الوقت الراهن .باإلضافة إلى سيطرت المذهب
البراغماتي النفعي والذي جعل خاصة فئة الشباب تبحث عن الطرق السهلة والربح الوفير والذي وجد في
الهجرة إلى أوروبا وجهته التي تحقق له ذلك ،حيث يسعى بكل الوسائل والطرق غير المشروعة لتحقيق
ذلك حتى ولو كان في ذلك هالكه.
المبحث األول :ماهية الهجرة الغير شرعية ودوافعها والهجرة في الجزائر
سميت الهجرة غير الشرعية ألنها تتم وفق إطار غير قانوني حيث يقصد بها مخالفة التشريعات والقوانين
المعمول بها في تنظيم دخول األجانب إلى اإلقليم السيادي لدولة ما ،وتتضمن حركة األفراد أو
الجماعات العابرة للحدود في خارج إطار القانون والتي ظهرت مع بداية القرن العشرين ( )20وزادت
حدتها خاصة بعد تبني إقرار سياسات غلق الحدود في أوروبا في القرن الماضي (السبعينيات).1
هي التسلل عبر الحدود البرية والبحرية واإلقامة بدولة أخرى بطريقة غير مشروعة وقد تكون الهجرة في
أساسها قانونية وتتحول فيما بعد إلى غير شرعية ،وهو ما يعرف باإلقامة غير الشرعية. 2
إذن الهجرة غير الشرعية هي سلوك يقوم عليه الفرد من خالل إتباع طرق غير شرعية (التزوير،
االنتقال عبر القوارب )... ،أو عن طريق التحايل بطريقة شرعية ثم تحويلها إلى طريقة غير شرعية
(مثل ما يحدث في تركيا).
وبالنسبة للتشريع الجزائري أعطى تعريفا يرتبط بالهجرة غير الشرعية ومنفذها فهو كل جزائري أو أجنبي
يغادر التراب الوطني بصفة غير شرعية أثناء اجتيازه أحد مراكز الحدود البرية أو البحرية وذلك بانتحال
هوية أو باستعمال وثائق مزورة أو أية وسيلة احتيالية أخرى للتملص من تقديم الوثائق الرسمية الالزمة
أو من القيام باإلجراءات التي توجبها القوانين واألنظمة السارية المفعول وتطبيق نفس العقوبة على كل
شخص يغادر اإلقليم الوطني عبر المنافذ أو أماكن غير مراكز الحدود.3
تعد الهجرة غير الشرعية ظاهرة عالمية تسعى غالبية حكومات الدول الى القضاء عليها والتصدي لها
خاصة بعد انتشار سماسرة الهجرة غير الشرعية الذين يعملون على تجميع المهاجرين مقابل الحصول
على مبالغ طائلة رغم عدم قانونية هذا السفر ،وتعريض حياة المسافرين للخطر المؤكد حدوثه.
1
vaisse maurice , Dictionnaire des relations internationales au 20 em siecles ,edition armand colin ,paris
,2000,p 173
2محمد رمضان ،الهجرة السرية في المجتمع الجزائري :أبعادها وعالقتها باالغتراب االجتماعي ،مجلة المواقف للدراسات والبحوث في
المجتمع والتاريخ ،جامعة مصطفى اسطنبولي ،معسكر ،العدد ،2009 ،4ص.2
3قانون 01/09المؤرخ في 25فيفري 2005يعدل ويتمم األمر رقم 156/66المتضمن قانون العقوبات ج ر 15الصادر في 08مارس
.2009
لم تكن ظاهرة الهجرة غير الشرعية حديثة العهد ،بل بدأت منذ فترة الستينات في القرن الماضي ،وهي
ظاهرة تشكل جريمة على بلدان الدول األوروبية التي تعد المكان المناسب للمهاجرين التلبية حاجاتهم
والهروب من الفقر.
ومن األسباب التي دعت الى قيام هذه الهجرات غير الشرعية الظروف التالية:
- 1سعي الشباب لتحقيق أحالمهم الوردية :حيث يقوم في خيالهم أن أوروبا ستكون جنة الفردوس من
خالل العصابات والسماسرة المختصين في رسم االحالم والذين يقدمون وعودة وأحالم للشباب ليصبحوا
أثرياء في زمن قصير ،والخالص من الفقر والجوع ،حيث أن انفتاح الدول علي بعضها البعض من
خالل االنترنت وشبكات التواصل االجتماعي جعلت الشاب يحلم بجمع المال ،اال ان الغرق والموت في
اغلب االحيان هو مصيرهم.
- 2العوامل االقتصادية :بسب التباين في المستوى االقتصادي بين دول العالم الثالث ودول أوروبا ،او
ما يسمى بمفهوم الدول الطاردة والدول المستقبلة .هذا التباين هو نتيجة لتذبذب وتيرة التنمية في بلدان
العالم الثالث التي الزالت تعتمد أساسا في اقتصاداتها على الفالحة والتعدين وهما قطاعان ال يضمنان
استق ار ار في التنمية نظ ار الرتباط األول باألمطار والثاني بأحوال السوق الدولية وهو ما له انعكاسات
سلبية على مستوى سوق العمل .بالمقابل دول اوروبا دول صناعية وذات دخل مرتفع واقتصاد قوي،
لذلك يشكل هذا التباين فارقة في األجور ،كذلك عامال للتحفيز على الهجرة حيث الحد األدنى لألجور
يفوق ب 3إلى 5مرات المستوى الموجود في دول العالم الثالث.
- 3االضطرابات السياسية :أن الشعور باالضطهاد وعدم االستقرار ،والخوف من المصير المجهول،
وعدم توفر الحريات ،كلها أمور تدفع بالكثير من األفراد والجماعات إلى الهجرة السرية ،مما يشكل
حالة من عدم االستقرار لإلفراد والمجتمعات .كذلك تعد الحروب األهلية والدولية سببا رئيسية للظاهرة
حيث يقصد المهاجرون السريون المناطق األكثر أمانا ومن بعد ذلك يطلبون ما يعرف باللجوء لسياسي.
وتعد افريقيا ومنطقة الشرق األوسط األكثر تصديره للهجرة السرية بسب األزمات واالضطرابات السياسية
التي تعيشها.
- 4العامل الجغرافي :يساهم عامل القرب الجغرافي بصورة مباشرة في انتشار هذه الظاهرة ،ويتضح
ذلك بصورة جلية في الحدود البحرية ،حيث أن المسافة القصيرة بين إفريقيا وأروبا مثال تقدر بأربعة
عشر 14كيلومت ار فقط ،عامل يسهل عملية الهجرة السرية إلى سواحل أوروبا .
-5أسباب أمنية :تعد األسباب األمنية من أسباب الهجرة الدولية ،لذلك فأن اغلب دول العالم الثالث
تتشابه في أنظمتها وسياساتها واقتصادياتها ،فضعف دور السلطة الرسمية واألجهزة األمنية في ضبط
األمن في الدولة الطاردة ،يدفع إلى التسلل من اجل أن يحمي المتسلل نفسه وذويه ،وقيام المتسلل
بارتكاب جريمة في بلده ،فيهرب من األجهزة األمنية أو من األعداء .كذلك تعد البطالة المحرك الرئيسي
لهذه الظاهرة فهي تمس عددا كبيرة من السكان وخاصة فئة الشباب والحاصلين على مؤهالت جامعية
وبالتالي تمثل الهجرة الطريق الوحيد للحصول على فرص عمل جيدة وبدائل أفضل في دول أكثر تقدما.
- 6األوضاع االجتماعية :يعد سوء األوضاع االجتماعية من أسباب الهجرة غير المشروعة ،حيث أن
ضعف الروابط االجتماعية ،وانعدام القيم والتقاليد االجتماعية ،والتفكك األسري داخل دول العالم الثالث،
وكذلك التفرقة الطائفية والفئوية وعدم التوافق مع عادات وتقاليد البلد المصدر للهجرة غير المشروعة،
ووجود أقارب في البلد المستقبل للهجرة غير المشروعة ،كلها تشكل أسباب ودوافع للهجرة غير الشرعية.
- 7أسباب دينية :يعد الدين الغذاء الروحي للبشرية ،وان المساس به يؤثر على النفس اإلنسانية
وتفكيرها ،لذلك فأن االضطهاد الديني والسعي لفرض الفكر المذهبي أو البحث عن بيئة أكثر أمانا لنشر
المذهب الديني إلى تعزيز الهجرة غير المشروعة ،لذلك فإن كثي ار من القوميات تبحث عن دول تحترم
الطقوس الدينية وال تشكل أي نوع من اإلكراه في الممارسات الدينية.1
لقد عرف المجتمع الجزائري ظاهرة الهجرة (الشرعية وغير الشرعية) منذ األمد البعيد ،لكن أخذت منحى
آخر للخطورة وال سيما بعد ظهور القوانين التي تنظم الهجرة الشرعية إلى الخارج (أوربا خاصة فرنسا).
في ظل تساعد الظروف األمنية والسياسية واألمنية واالقتصادية في الجزائر أخذت هذه الظاهرة تتجه
نحو الالمشروع فظهرت بذلك الهجرة غير الشرعية خاصة في التسعينيات األزمة األمنية).
إن اإلحصائيات الحديثة تبين أن هذه الظاهرة أصبحت تهدد الكيان السياسي واالجتماعي في المجتمع
الجزائري خاصة وأنها تعصف بأهم فئة أال وهي فئة الشباب الذي أصبح يعاني من مجموعة ال متناهية
من العراقيل التهميش ،البطالة ،المحسوبية« )...إن ظاهرة التمييز منتشرة جدا في مجتمعاتنا العربية مما
يجعل ...الشاب الموهوب الذي يعتمد على مواهبه غير قادر على مواجهة التحديات التي تواجهه».2
1محمد إمحمد محمد أبو زيد ،الهجرة غير الشرعية وأثرها على األمن القومي الليبي ( ،)2011-2017رسالة استكمال لمتطلبات الحصول على
درجة الماجستير في العلوم السياسية ،جامعة الشرق األوسط ،2019 ،ص.29-26
2فتحي سرحان ،المهاجرة و إدارة استثمارها بين الحياة المفقودة و الموعودة ،مكتبة الش ريف ماس للنشر و التوزيع ،القاهرة ،ط ،1ص .90
وتفيد اإلحصائيات في أن قيادة حرس السواحل تابعة للقوات البحرية ألن قواتها أحبطت محاوالت غير
الشرعية ل 1500شخص حاول اإلبحار بطريقة غير شرعية لسنة 2015وقد أكد األمين الوطني
للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق اإلنسان أن هذه اإلحصائيات وعلى ضخامتها ال تعكس العدد
الحقيقي للحراقة الجزائريين حيث أن أعداد كبيرة تتمكن من بلوغ الضفة األخرى ،وأخرى يأكلهم الحوت.
واستنادا إلى إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة فإن عدد الدين بلغوا الضفة األخرى من المهاجرين غير
الشرعيين انطالقا من الشرق األوسط إلفريقيا سنة 2015بلغ عددهم 970ألف شخص بينما توجه
أكثر من 34ألف شخص عبر األراضي التركية متوجهين إلى بلغاريا واليونان.1
في حين تفيد اإلحصائيات أنه أكثر من 180ألف شخص هاجروا أوروبا في ،2016هذا ما كشفه
المشاركون في الملتقى الدولي للهجرة غير الشرعية الذي نظمه مخبر الدراسات اإلفريقية للعلوم اإلنسانية
واالجتماعية الذي احتضنته الجامعة اإلفريقية في أدرار.
أما بالنسبة لمنافذ ومعابر الهجرة غير الشرعية في الجزائر فقد أخذت طابع الهجرة السرية أو غير
الشرعية عبر البحر ،بالرغم من أن المسافة ليست بالقريبة بالمقارنة مع جارتها خاصة المغرب (مضيق
جبل طارق) حيث أن أقرب نقطة إلسبانيا بالنسبة للجزائر هي مدينة الغزوات التي تبعد حوالي 195كلم
(حوالي 105ميل بحري وال من فرنسا في الشمال أو حتى من إيطاليا في الشمال الشرقي ،بما أن والية
عنابة تبعد عن سردينيا مسافة 245كلم (132ميل بحري).2
وهذا ما يؤثر على طبيعة المنافذ وخطورة تنفيذها .أما بالنسبة للشواطئ الجزائرية األكثر استخداما نجد
شواطئ مدينة مستغانم هي المحطة الرئيسية التي ينطلق منها الحراقة الجزائريين إلى إسبانيا ،حيث
تحولت في بداية 2007الوجهة هي ايطاليا (سردينيا) وبالتالي تحولت شواطئ سيدي سالم بعنابة هي
نقطة االنطالق آلالف المهاجرين غير الشرعيين.3
أما بالنسبة للصيغة القانونية لهذه الظاهرة فإن القانون الجزائري تعامل مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية
وفق مراحل ارتبطت بطبيعة وحدة هذه الظاهرة من جهة ،والتغيرات التي طرأت على العالقات الدولية
من جهة أخرى.
مولود بالعربي 1322 ،ج ا زئري حاولوا الهجرة غير الشرعية سنة 0213 1
مهدي مبروك ،الهجرة السرية بالمغرب العربي :الشباب ،الشبكات ،وثقافة الهروب. 3
المبحث الثاني :موقف القانون الدولي اإلنساني واستراتيجيات واالتفاقيات والمواثيق الدولية من
الهجرة
-1اتفاقية شنغن وقد وقع عليها أكثر من ثالثين دولة وتم من خاللها تبادل المعلومات الشخصية واألمنية.
-2اتفاقيات أمنية مشتركة ثنائية وجماعية بين الدول الواقعة على ضفتي البحر المتوسط ،تهدف الى تقديم
الدعم المادي واللوجستي لحكومات دول شمال افريقيا والى تشديد الرقابة على الحدود والى زيادة قدرات
الحراسة على تعقب المهربين والمهاجرين أنفسهم.
-3اتفاقية بين االتحاد األوروبي وحكومات دول الشمال اإلفريقي ،وقد ركزت معظم المشروعات المشتركة
على منع المهاجرين غير الشرعيين بالقوة من التسلل إلى أوروبا سواء بإنشاء معسكرات احتجاز أم من
خالل ترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
-4اقتراح األمم المتحدة ،فقد اقترحت األمم المتحدة على دول االتحاد األوروبي على بذل مزيد من
الجهود لمعالجة أزمة المهاجرين غير الشرعيين ،الذين تتعرض حياتهم للخطر أثناء عبورهم مياه البحر
المتوسط ،والمطالبة بإعطاء األولوية لحماية الحياة البشرية وكرامة اإلنسان في تعاملها مع أزمة
المهاجرين.
-5الواليات المتحدة األمريكية :للواليات المتحدة دور في مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية ،كونها أكثر
الوجهات على مستوى العالم .فقد كان األحداث الحادي عشر من سبتمبر أثر في التشديد على الهجرة،
فقد شهدت من خالل قوانين الهجرة واإلقامة األمريكية على منع دخول المهاجرين غير الشرعيين ،واتباع
القانون البحري الصادر باالمر 80.76رقم 05-98المؤرخ في .1998/06/27الجريدة الرسمية العدد .47 1
سياسية اإلبعاد الفوري لمن يحاول الدخول عن طريق االحتيال أو التسلل أو بموجب وثائق ثبوتية مزورة.
كما أن قوانينها تقلل من سلطة االدعاء العام في العفو وتوقف منح اإلعانات للمهاجرين غير الشرعيين
وتغرم بغرامات مشددة باستخدامهم من قبل أصحاب األعمال ،كما قامت السلطات األمريكية المختصة
بتجنيد األجهزة وتزويدها باإلمكانات البشرية والفنية والتقنية والمادية لمواجهة عصابات الجريمة المنظمة
وخاصة عصابات االتجار باألشخاص وتهريب المهاجرين.1
المطلب الثاني :استراتيجيات االتحاد األوربي نحو الهجرة غير الشرعية
-1االستراتيجية األمنية :تعد االستراتيجية األمنية من اهم اآلليات التب اتخذتها دول أوروبا في مكافحة
الهجرة غير الشرعية بحيث ركزت الدول على تكثيف األدوات األمنية لمحاربة الهجرة السرية من بين
األدوات وكالة فرونتكس وهي هيئة متخصصة انشأها االتحاد األوروبي عام 2004وتهدف الى
تشديد الحراسة على الحدود والشواطئ األوروبية للحد من الهجرة غير الشرعية وحمايتها في حالة
الطوارئ.2
-2االستراتيجية السياسية :تعد اآلليات السياسية ضرورية جدا للحد من مخاطر الهجرة غير الشرعية،
وقد وضعت دول االتحاد األوروبي مجموعة من اآلليات تتكاتف جهودها لحل مشكلة الهجرة غير
الشرعية وكان من أبرزها اآلليات التالية:
-حوار 5+5انعقدت في روما عام 1990وشارك فيها كل فرنسا ،جزائر ،تونس ،ليبيا ،ايطاليا ،المغرب
ويهدف الحوار الى ايجاد خطة شاملة لمعالجة المشاكل التي تتعلق بمسائل الهجرة غير الشرعية بالتنسيق
مع الدول اإلفريقية التي ينتسب إليها المهاجرون غير الشرعيين ،وذلك من خالل إرجاع المهاجرين غير
الشرعيين إلى أوطانهم شريطة موافقة دول العبور ،ومعاقبة األشخاص الذين هاجروا بطريقة غير شرعية
بالسجن لمدة تتراوح بين ثالثة أشهر إلى عشرين عاما ،باإلضافة إلى عقوبات اخرى تتعلق بغرامات مالية
متفاوتة.
-اتفاقية الرباط عام ،2006وقد شارك في هذا البيان 60دولة اوروبية وافريقية ،وكان الهدف من هذا
البيان معالجة مشكلة الهجرات غير الشرعية وتناولها بطريقة شاملة ومتوازنة تتوافق مع أسس إنسانية
تتمثل في احترام حقوق االنسان ،وكرامة المهاجرين وتوفير الحماية لهم ،كما عملت على المطالبة
بتعاون الشرطة والسلطات القضائية ضد االتجار بالبشر وشبكات الجريمة التي تعمل في مسارات الهجرة
غير الشرعية.
1محمد إمحمد محمد أبو زيد ،الهجرة غير الشرعية وأثرها على األمن القومي الليبي ( ،)2011-2017رسالة استكمال لمتطلبات الحصول
على درجة الماجستير في العلوم السياسية ،جامعة الشرق األوسط ،2019 ،ص.36-33
2مطاوع محمد ،االتحاد األوربي وقضايا الهجرة ،اإلشكالية الكبرى واالستراتيجيات والمستجدات ،مجلة 'المستقبل العربي" ،العدد ،431
،2015ص.30
-3اإلستراتيجية االقتصادية :لقد شكلت الهجرة بكل أنواعها عبئة اقتصادية كبيرة على الدول
المستضيفة ،مما دعا تلك الدول إلى وضع آلية لمعالجة هذه الظاهرة ،وقد تمثل ذلك من خالل اليات
التعاون ما يسمى الشراكة االوروبية-المتوسطية بحيث بدا التعاون االقتصادي األوربي المتوسطي
بمعاهدة برشلونة في 1990مع الدول العربية المتوسطية وبذلك انشئت منطقة تجارة حرة بين تلك
الدول بحلول ،2010ووضعت استراتيجية تسعى للقيام بإصالحات اقتصادية عميقة في الدول
المصدرة للمهاجرين وتنفيذ تنمية مستدامة ،وتشجيع دعم االستثمار األجنبي األوروبي في المنطقة
المتوسطية .1
-1اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان :وقد نص اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان لعام 1948ضمان
اضطراد مراعاة حقوق اإلنسان والحريات األساسية واحترامها ،وأكدت المواثيق على أن العمال المهاجرين
لهم حق التمتع بالحقوق الواردة في الصكوك الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان كافة انطالقا من مبدأ
المساواة بين الجميع ومنع أي تمييز بسبب الجنس أو اللون او العرق او الدين.
-2المنظمة الدولية للهجرة :وقد تم تأسيسها عام .2001ومن أهم أنشطتها يتمثل في مجاالت متعددة
أهمها :متابعة تحركات المهاجرين؛ ومساعدة العائدين؛ والمساعدة التقنية وبناء القدرات؛ والحمالت
اإلعالمية؛ ومكافحة عمليات االتجار بالمهاجرين؛ والخدمات الطبية.
-3االتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم عام .1990وقد نصت هذه االتفاقية
الدولية على حماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم ،واحترام حقوق المهاجرين وضمان
حمايتهم .كما نصت االتفاقية على مجموعة من المعايير الدولية الملزمة لتناول معاملة المهاجرين
الحائزين على الوثائق الرسمية والمهاجرين غير الحائزين لها على السواء.
-4اتفاقيات منظمة العمل الدولية :وقد أكدت جميع االتفاقيات الصادرة عن منظمة العمل الدولية الهادفة
إلى حماية حقوق العمال المهاجرين وعدم التمييز والمساواة بينهم .وقد ركزت اتفاقيات المنظمة على
العامل المهاجر الشرعي وتستثني أفراد اسر العمال المهاجرين بشكل غير نظامي.
-5بروتوكول حقوق اإلنسان المهاجر ،اعتمدت منظمة األمم المتحدة في الجلسة الثانية والعشرين العام 2008
ميثاقا يختص بحقوق اإلنسان المهاجر .وقد احتوى هذا الميثاق على الحقوق الواردة في اإلعالن العالمي
لحقوق اإلنسان .ويشدد هذا البروتوكول على مظاهر وأعمال العنصرية والتمييز العنصري ،ويحث الدول
1محمد إمحمد محمد أبو زيد ،الهجرة غير الشرعية وأثرها على األمن القومي الليبي ( ،)2011-2017رسالة استكمال لمتطلبات الحصول على
درجة الماجستير في العلوم السياسية ،جامعة الشرق األوسط ،2019 ،ص.42-40
على تطبيق القوانين القائمة عند حدوث أفعال أو مظاهر أو استخدام عبارات ضد المهاجرين تدل على كرة
األجانب أو التعصب ضد المهاجرين ،ويؤكد على الطلب من الدول إن تقوم على نحو فعال بتعزيز وحماية
حقوق اإلنسان والحريات األساسية لجميع المهاجرين ،وال سيما حقوق النساء واألطفال.1
1محمد إمحمد محمد أبو زيد ،الهجرة غير الشرعية وأثرها على األمن القومي الليبي ( ،)2011-2017رسالة استكمال لمتطلبات الحصول على
درجة الماجستير في العلوم السياسية ،جامعة الشرق األوسط ،2019 ،ص.45-43
الخاتمة
بعد عرض ماهية الهجرة الغير شرعية ،وأسبابها ،وانواع تلك الهجرة ،وبعض اآلثار السلبية واإليجابية المترتبة
على الهجرة الغير شرعية ،مع عرض بعض الحلول لتلك المشكلة ،نكون قد ألممنا بإيجاز كل ما يخص
الهجرة الغير شرعية ،ولكن وجب التنويه على عدة أشياء:
الهجرة الغير شرعية في اغلب األحوال تنتهي بالفشل وترحيل الكثير من المهاجرين لبلدانهم ،وفي بعض
األحيان قد يتم سجن بعضهم ،معاقبة على انتهاك القوانين ،والسفر بطرق غير شرعية.
قد تتسبب طرق الهجرة الغير شرعية في وفاة الكثير من المهاجرين ،بسبب الطرق الغير آمنه المتبعة
كالسفر بالزوارق عبر البحار.
قد يصل المهاجر بسالم وال يتم تتبعه من قبل شرطة الدول المهاجر لها ،ولكن من سوء حظه ال يتمكن من
الحصول على عمل يوفر له المال الذي يطمح إليه ،وقد يتسبب ذلك في تشريده في بلد غريب بدون أي
مساعدات أو طريقة للرجوع لبلده.
الهجرة الغير شرعية محرمة شرًعا في كل الديانات السماوية ،ألنها تعد من قبيل السرقة ،لذلك ال تلجأ إليها
مهما تأزمت األحوال بك.
تتسبب الهجرة الغير شرعية في تأخر البالد المتقدمة بسبب الزيادة السكانية ،وزيادة العاملين بها ،مما يؤدي
إلى تدهور حالها.
أغلب الشباب في الوقت الحالي بداخله الكثير من الدوافع الكثيرة للتغيير لألفضل ،والسفر حول العالم،
وكذلك لديه رغبة مستمرة في السعي لألفضل والمعيشة األكثر استقرار ،والرغبة الدائمة في العيش بدولة
تحظى بمستوى اقتصادي أحسن ،فبالتالي يلجأ العديد من الشباب إلى الهجرة.
قائمة المراجع
صايش عبد المالك ،مكافحة تهريب المهاجرين السريين ،دكتوراه في العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري، -
تيزي وزو.2014 ،
مهدي مبروك ،الهجرة السرية بالمغرب العربي :الشباب ،الشبكات ،وثقافة الهروب . -
القانون البحري الصادر باالمر 80.76رقم 05-98المؤرخ في .1998/06/27الجريدة الرسمية العدد -
.47