You are on page 1of 12

‫خطة البحث‬

‫• مقدمة‪.‬‬

‫• المبحث األول‪ :‬ماهية الهجرة الغير شرعية ودوافعها والهجرة في الجزائر‬

‫• المطلب األول‪ :‬تعريف الهجرة الغير شرعية‬

‫• المطلب الثاني‪ :‬دوافع الهجرة الغير شرعية‬

‫• المطلب الثالث‪ :‬الهجرة الغير شرعية في الجزائر‬

‫• المبحث الثاني‪ :‬موقف القانون الدولي اإلنساني واستراتيجيات واالتفاقيات‬

‫والمواثيق الدولية من الهجرة‬

‫• المطلب األول‪ :‬موقف القانون الدولي اإلنساني من الهجرة غير الشرعية‬

‫• المطلب الثاني‪ :‬استراتيجيات االتحاد األوربي نحو الهجرة غير الشرعية‬

‫• المطلب الثالث‪ :‬االتفاقيات والمواثيق الدولية لمكافحة الهجرة غير المشروعة‬

‫• خاتمة‪.‬‬

‫• قائمة المراجع‬
‫مقدمة‬

‫تعتبر ظاهرة الهجرة غير الشرعية أحد الطرق التي يعمد إليها الفرد للهروب من مجتمعه إلى مجتمع‬
‫يحظى فيه بميزات اجتماعية واقتصادية وحتى أمنية أرقی‪ ،‬فهي تشكل نوعا من االنسحاب والتمرد‬
‫والرفض على المجتمع األصلي حيث أصبحت أكثر تفاقما وانتشا ار متخذة عدة طرق وأشكال‪ .‬ففي‬
‫المجتمع الجزائري تظافرت مجموعة من العوامل ساهمت في حدتها والسيما ما مرت به من أزمة سياسية‬
‫أمنية في التسعينيات والتي ال تزال تداعياتها في الوقت الراهن‪ .‬باإلضافة إلى سيطرت المذهب‬
‫البراغماتي النفعي والذي جعل خاصة فئة الشباب تبحث عن الطرق السهلة والربح الوفير والذي وجد في‬
‫الهجرة إلى أوروبا وجهته التي تحقق له ذلك‪ ،‬حيث يسعى بكل الوسائل والطرق غير المشروعة لتحقيق‬
‫ذلك حتى ولو كان في ذلك هالكه‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية الهجرة الغير شرعية ودوافعها والهجرة في الجزائر‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الهجرة الغير شرعية‬

‫سميت الهجرة غير الشرعية ألنها تتم وفق إطار غير قانوني حيث يقصد بها مخالفة التشريعات والقوانين‬
‫المعمول بها في تنظيم دخول األجانب إلى اإلقليم السيادي لدولة ما‪ ،‬وتتضمن حركة األفراد أو‬
‫الجماعات العابرة للحدود في خارج إطار القانون والتي ظهرت مع بداية القرن العشرين (‪ )20‬وزادت‬
‫حدتها خاصة بعد تبني إقرار سياسات غلق الحدود في أوروبا في القرن الماضي (السبعينيات)‪.1‬‬

‫هي التسلل عبر الحدود البرية والبحرية واإلقامة بدولة أخرى بطريقة غير مشروعة وقد تكون الهجرة في‬
‫أساسها قانونية وتتحول فيما بعد إلى غير شرعية‪ ،‬وهو ما يعرف باإلقامة غير الشرعية‪. 2‬‬

‫إذن الهجرة غير الشرعية هي سلوك يقوم عليه الفرد من خالل إتباع طرق غير شرعية (التزوير‪،‬‬
‫االنتقال عبر القوارب‪ )... ،‬أو عن طريق التحايل بطريقة شرعية ثم تحويلها إلى طريقة غير شرعية‬
‫(مثل ما يحدث في تركيا)‪.‬‬

‫وبالنسبة للتشريع الجزائري أعطى تعريفا يرتبط بالهجرة غير الشرعية ومنفذها فهو كل جزائري أو أجنبي‬
‫يغادر التراب الوطني بصفة غير شرعية أثناء اجتيازه أحد مراكز الحدود البرية أو البحرية وذلك بانتحال‬
‫هوية أو باستعمال وثائق مزورة أو أية وسيلة احتيالية أخرى للتملص من تقديم الوثائق الرسمية الالزمة‬
‫أو من القيام باإلجراءات التي توجبها القوانين واألنظمة السارية المفعول وتطبيق نفس العقوبة على كل‬
‫شخص يغادر اإلقليم الوطني عبر المنافذ أو أماكن غير مراكز الحدود‪.3‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دوافع الهجرة الغير شرعية‬

‫تعد الهجرة غير الشرعية ظاهرة عالمية تسعى غالبية حكومات الدول الى القضاء عليها والتصدي لها‬
‫خاصة بعد انتشار سماسرة الهجرة غير الشرعية الذين يعملون على تجميع المهاجرين مقابل الحصول‬

‫على مبالغ طائلة رغم عدم قانونية هذا السفر‪ ،‬وتعريض حياة المسافرين للخطر المؤكد حدوثه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪vaisse maurice , Dictionnaire des relations internationales au 20 em siecles ,edition armand colin ,paris‬‬
‫‪,2000,p 173‬‬
‫‪ 2‬محمد رمضان‪ ،‬الهجرة السرية في المجتمع الجزائري‪ :‬أبعادها وعالقتها باالغتراب االجتماعي‪ ،‬مجلة المواقف للدراسات والبحوث في‬
‫المجتمع والتاريخ‪ ،‬جامعة مصطفى اسطنبولي‪ ،‬معسكر‪ ،‬العدد ‪ ،2009 ،4‬ص‪.2‬‬
‫‪ 3‬قانون ‪ 01/09‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2005‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 156/66‬المتضمن قانون العقوبات ج ر ‪ 15‬الصادر في ‪ 08‬مارس‬
‫‪.2009‬‬
‫لم تكن ظاهرة الهجرة غير الشرعية حديثة العهد‪ ،‬بل بدأت منذ فترة الستينات في القرن الماضي‪ ،‬وهي‬
‫ظاهرة تشكل جريمة على بلدان الدول األوروبية التي تعد المكان المناسب للمهاجرين التلبية حاجاتهم‬
‫والهروب من الفقر‪.‬‬

‫ومن األسباب التي دعت الى قيام هذه الهجرات غير الشرعية الظروف التالية‪:‬‬

‫‪- 1‬سعي الشباب لتحقيق أحالمهم الوردية‪ :‬حيث يقوم في خيالهم أن أوروبا ستكون جنة الفردوس من‬
‫خالل العصابات والسماسرة المختصين في رسم االحالم والذين يقدمون وعودة وأحالم للشباب ليصبحوا‬
‫أثرياء في زمن قصير‪ ،‬والخالص من الفقر والجوع‪ ،‬حيث أن انفتاح الدول علي بعضها البعض من‬
‫خالل االنترنت وشبكات التواصل االجتماعي جعلت الشاب يحلم بجمع المال‪ ،‬اال ان الغرق والموت في‬
‫اغلب االحيان هو مصيرهم‪.‬‬

‫‪- 2‬العوامل االقتصادية‪ :‬بسب التباين في المستوى االقتصادي بين دول العالم الثالث ودول أوروبا‪ ،‬او‬
‫ما يسمى بمفهوم الدول الطاردة والدول المستقبلة‪ .‬هذا التباين هو نتيجة لتذبذب وتيرة التنمية في بلدان‬
‫العالم الثالث التي الزالت تعتمد أساسا في اقتصاداتها على الفالحة والتعدين وهما قطاعان ال يضمنان‬
‫استق ار ار في التنمية نظ ار الرتباط األول باألمطار والثاني بأحوال السوق الدولية وهو ما له انعكاسات‬
‫سلبية على مستوى سوق العمل‪ .‬بالمقابل دول اوروبا دول صناعية وذات دخل مرتفع واقتصاد قوي‪،‬‬
‫لذلك يشكل هذا التباين فارقة في األجور‪ ،‬كذلك عامال للتحفيز على الهجرة حيث الحد األدنى لألجور‬
‫يفوق ب ‪ 3‬إلى ‪ 5‬مرات المستوى الموجود في دول العالم الثالث‪.‬‬

‫‪- 3‬االضطرابات السياسية‪ :‬أن الشعور باالضطهاد وعدم االستقرار‪ ،‬والخوف من المصير المجهول‪،‬‬
‫وعدم توفر الحريات‪ ،‬كلها أمور تدفع بالكثير من األفراد والجماعات إلى الهجرة السرية‪ ،‬مما يشكل‬

‫حالة من عدم االستقرار لإلفراد والمجتمعات‪ .‬كذلك تعد الحروب األهلية والدولية سببا رئيسية للظاهرة‬
‫حيث يقصد المهاجرون السريون المناطق األكثر أمانا ومن بعد ذلك يطلبون ما يعرف باللجوء لسياسي‪.‬‬
‫وتعد افريقيا ومنطقة الشرق األوسط األكثر تصديره للهجرة السرية بسب األزمات واالضطرابات السياسية‬
‫التي تعيشها‪.‬‬

‫‪- 4‬العامل الجغرافي‪ :‬يساهم عامل القرب الجغرافي بصورة مباشرة في انتشار هذه الظاهرة‪ ،‬ويتضح‬

‫ذلك بصورة جلية في الحدود البحرية‪ ،‬حيث أن المسافة القصيرة بين إفريقيا وأروبا مثال تقدر بأربعة‬
‫عشر ‪ 14‬كيلومت ار فقط‪ ،‬عامل يسهل عملية الهجرة السرية إلى سواحل أوروبا ‪.‬‬
‫‪ -5‬أسباب أمنية‪ :‬تعد األسباب األمنية من أسباب الهجرة الدولية‪ ،‬لذلك فأن اغلب دول العالم الثالث‬
‫تتشابه في أنظمتها وسياساتها واقتصادياتها‪ ،‬فضعف دور السلطة الرسمية واألجهزة األمنية في ضبط‬
‫األمن في الدولة الطاردة‪ ،‬يدفع إلى التسلل من اجل أن يحمي المتسلل نفسه وذويه‪ ،‬وقيام المتسلل‬
‫بارتكاب جريمة في بلده‪ ،‬فيهرب من األجهزة األمنية أو من األعداء‪ .‬كذلك تعد البطالة المحرك الرئيسي‬
‫لهذه الظاهرة فهي تمس عددا كبيرة من السكان وخاصة فئة الشباب والحاصلين على مؤهالت جامعية‬
‫وبالتالي تمثل الهجرة الطريق الوحيد للحصول على فرص عمل جيدة وبدائل أفضل في دول أكثر تقدما‪.‬‬

‫‪- 6‬األوضاع االجتماعية‪ :‬يعد سوء األوضاع االجتماعية من أسباب الهجرة غير المشروعة‪ ،‬حيث أن‬
‫ضعف الروابط االجتماعية‪ ،‬وانعدام القيم والتقاليد االجتماعية‪ ،‬والتفكك األسري داخل دول العالم الثالث‪،‬‬
‫وكذلك التفرقة الطائفية والفئوية وعدم التوافق مع عادات وتقاليد البلد المصدر للهجرة غير المشروعة‪،‬‬
‫ووجود أقارب في البلد المستقبل للهجرة غير المشروعة‪ ،‬كلها تشكل أسباب ودوافع للهجرة غير الشرعية‪.‬‬

‫‪- 7‬أسباب دينية‪ :‬يعد الدين الغذاء الروحي للبشرية‪ ،‬وان المساس به يؤثر على النفس اإلنسانية‬
‫وتفكيرها‪ ،‬لذلك فأن االضطهاد الديني والسعي لفرض الفكر المذهبي أو البحث عن بيئة أكثر أمانا لنشر‬
‫المذهب الديني إلى تعزيز الهجرة غير المشروعة‪ ،‬لذلك فإن كثي ار من القوميات تبحث عن دول تحترم‬
‫الطقوس الدينية وال تشكل أي نوع من اإلكراه في الممارسات الدينية‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الهجرة الغير شرعية في الجزائر‬

‫لقد عرف المجتمع الجزائري ظاهرة الهجرة (الشرعية وغير الشرعية) منذ األمد البعيد‪ ،‬لكن أخذت منحى‬
‫آخر للخطورة وال سيما بعد ظهور القوانين التي تنظم الهجرة الشرعية إلى الخارج (أوربا خاصة فرنسا)‪.‬‬
‫في ظل تساعد الظروف األمنية والسياسية واألمنية واالقتصادية في الجزائر أخذت هذه الظاهرة تتجه‬
‫نحو الالمشروع فظهرت بذلك الهجرة غير الشرعية خاصة في التسعينيات األزمة األمنية)‪.‬‬

‫إن اإلحصائيات الحديثة تبين أن هذه الظاهرة أصبحت تهدد الكيان السياسي واالجتماعي في المجتمع‬
‫الجزائري خاصة وأنها تعصف بأهم فئة أال وهي فئة الشباب الذي أصبح يعاني من مجموعة ال متناهية‬
‫من العراقيل التهميش‪ ،‬البطالة‪ ،‬المحسوبية‪« )...‬إن ظاهرة التمييز منتشرة جدا في مجتمعاتنا العربية مما‬
‫يجعل‪ ...‬الشاب الموهوب الذي يعتمد على مواهبه غير قادر على مواجهة التحديات التي تواجهه»‪.2‬‬

‫‪ 1‬محمد إمحمد محمد أبو زيد‪ ،‬الهجرة غير الشرعية وأثرها على األمن القومي الليبي (‪ ،)2011-2017‬رسالة استكمال لمتطلبات الحصول على‬
‫درجة الماجستير في العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،2019 ،‬ص‪.29-26‬‬
‫‪ 2‬فتحي سرحان‪ ،‬المهاجرة و إدارة استثمارها بين الحياة المفقودة و الموعودة‪ ،‬مكتبة الش ريف ماس للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪،1‬ص ‪.90‬‬
‫وتفيد اإلحصائيات في أن قيادة حرس السواحل تابعة للقوات البحرية ألن قواتها أحبطت محاوالت غير‬
‫الشرعية ل ‪ 1500‬شخص حاول اإلبحار بطريقة غير شرعية لسنة ‪ 2015‬وقد أكد األمين الوطني‬
‫للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق اإلنسان أن هذه اإلحصائيات وعلى ضخامتها ال تعكس العدد‬
‫الحقيقي للحراقة الجزائريين حيث أن أعداد كبيرة تتمكن من بلوغ الضفة األخرى‪ ،‬وأخرى يأكلهم الحوت‪.‬‬
‫واستنادا إلى إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة فإن عدد الدين بلغوا الضفة األخرى من المهاجرين غير‬
‫الشرعيين انطالقا من الشرق األوسط إلفريقيا سنة ‪ 2015‬بلغ عددهم ‪ 970‬ألف شخص بينما توجه‬
‫أكثر من ‪ 34‬ألف شخص عبر األراضي التركية متوجهين إلى بلغاريا واليونان‪.1‬‬

‫في حين تفيد اإلحصائيات أنه أكثر من ‪ 180‬ألف شخص هاجروا أوروبا في ‪ ،2016‬هذا ما كشفه‬
‫المشاركون في الملتقى الدولي للهجرة غير الشرعية الذي نظمه مخبر الدراسات اإلفريقية للعلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية الذي احتضنته الجامعة اإلفريقية في أدرار‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمنافذ ومعابر الهجرة غير الشرعية في الجزائر فقد أخذت طابع الهجرة السرية أو غير‬
‫الشرعية عبر البحر‪ ،‬بالرغم من أن المسافة ليست بالقريبة بالمقارنة مع جارتها خاصة المغرب (مضيق‬
‫جبل طارق) حيث أن أقرب نقطة إلسبانيا بالنسبة للجزائر هي مدينة الغزوات التي تبعد حوالي ‪ 195‬كلم‬
‫(حوالي ‪ 105‬ميل بحري وال من فرنسا في الشمال أو حتى من إيطاليا في الشمال الشرقي‪ ،‬بما أن والية‬
‫عنابة تبعد عن سردينيا مسافة ‪ 245‬كلم (‪132‬ميل بحري)‪.2‬‬

‫وهذا ما يؤثر على طبيعة المنافذ وخطورة تنفيذها‪ .‬أما بالنسبة للشواطئ الجزائرية األكثر استخداما نجد‬
‫شواطئ مدينة مستغانم هي المحطة الرئيسية التي ينطلق منها الحراقة الجزائريين إلى إسبانيا‪ ،‬حيث‬
‫تحولت في بداية ‪ 2007‬الوجهة هي ايطاليا (سردينيا) وبالتالي تحولت شواطئ سيدي سالم بعنابة هي‬
‫نقطة االنطالق آلالف المهاجرين غير الشرعيين‪.3‬‬

‫أما بالنسبة للصيغة القانونية لهذه الظاهرة فإن القانون الجزائري تعامل مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية‬
‫وفق مراحل ارتبطت بطبيعة وحدة هذه الظاهرة من جهة‪ ،‬والتغيرات التي طرأت على العالقات الدولية‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬

‫مولود بالعربي‪ 1322 ،‬ج ا زئري حاولوا الهجرة غير الشرعية سنة ‪0213‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪http://www reflexion dz .net .a37688.html.‬‬


‫صايش عبد المالك‪ ،‬مكافحة تهريب المهاجرين السريين‪ ،‬دكتوراه في العلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2014 ،‬ص ‪124‬‬ ‫‪2‬‬

‫مهدي مبروك‪ ،‬الهجرة السرية بالمغرب العربي‪ :‬الشباب‪ ،‬الشبكات‪ ،‬وثقافة الهروب‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪http://www .maghrebuni.org /n4/malaf /mahdi.doc.‬‬


‫ففي البداية كانت مرحلة عدم المباالة أي غض النظر خاصة مباشرة بعد االستقالل وهذا راجع إلى‬
‫أسباب نفعية لحجم العملة الصعبة وامتصاص البطالة‪ ،‬غير أن توقيع اتفاقية تشنغن واألزمة السياسية‬
‫وتداعياتها في التسعينيات أثرت بشكل كبير سواء على حجم الهجرة (خاصة غير الشرعية وعلى‬
‫سياسات الدول المستقبلة أدى ذلك إلى توقيع الشراكة مع االتحاد األوروبي التي دخلت حيز التنفيذ في‬
‫‪ 2005‬والتي أصبح فيها تزايد كبير للمهاجرين غير الشرعيين‪ ،‬حيث أنه أصبحت مياه البحر تقذف عدد‬
‫كبير من جثث الحراقة‪ ،‬ألنها صارت تتم في ظروف غير مالئمة وخطيرة وعلى هذا األساس كان لزاما‬
‫أن تضع الدولة العديد من االعتبارات القانونية من أجل احتواء هذه المعضلة المتعددة اآلثار (اجتماعية‪،‬‬
‫اقتصادية‪ ،‬سياسية‪ .)...‬وفي ظل الفراغ القانوني الذي يعالج هذا النوع من الظواهر كان لزاما تسليط‬
‫عقوبات ردعية وبهذا أصبحت تطبق أحكام القانون البحري‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬موقف القانون الدولي اإلنساني واستراتيجيات واالتفاقيات والمواثيق الدولية من‬
‫الهجرة‬

‫المطلب األول‪ :‬موقف القانون الدولي اإلنساني من الهجرة غير الشرعية‬

‫‪ -1‬اتفاقية شنغن وقد وقع عليها أكثر من ثالثين دولة وتم من خاللها تبادل المعلومات الشخصية واألمنية‪.‬‬
‫‪ -2‬اتفاقيات أمنية مشتركة ثنائية وجماعية بين الدول الواقعة على ضفتي البحر المتوسط‪ ،‬تهدف الى تقديم‬
‫الدعم المادي واللوجستي لحكومات دول شمال افريقيا والى تشديد الرقابة على الحدود والى زيادة قدرات‬
‫الحراسة على تعقب المهربين والمهاجرين أنفسهم‪.‬‬
‫‪ -3‬اتفاقية بين االتحاد األوروبي وحكومات دول الشمال اإلفريقي‪ ،‬وقد ركزت معظم المشروعات المشتركة‬
‫على منع المهاجرين غير الشرعيين بالقوة من التسلل إلى أوروبا سواء بإنشاء معسكرات احتجاز أم من‬
‫خالل ترحيل المهاجرين غير الشرعيين‪.‬‬
‫‪ -4‬اقتراح األمم المتحدة‪ ،‬فقد اقترحت األمم المتحدة على دول االتحاد األوروبي على بذل مزيد من‬
‫الجهود لمعالجة أزمة المهاجرين غير الشرعيين‪ ،‬الذين تتعرض حياتهم للخطر أثناء عبورهم مياه البحر‬
‫المتوسط‪ ،‬والمطالبة بإعطاء األولوية لحماية الحياة البشرية وكرامة اإلنسان في تعاملها مع أزمة‬
‫المهاجرين‪.‬‬
‫‪ -5‬الواليات المتحدة األمريكية‪ :‬للواليات المتحدة دور في مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية‪ ،‬كونها أكثر‬
‫الوجهات على مستوى العالم‪ .‬فقد كان األحداث الحادي عشر من سبتمبر أثر في التشديد على الهجرة‪،‬‬
‫فقد شهدت من خالل قوانين الهجرة واإلقامة األمريكية على منع دخول المهاجرين غير الشرعيين‪ ،‬واتباع‬

‫القانون البحري الصادر باالمر ‪ 80.76‬رقم ‪ 05-98‬المؤرخ في ‪ .1998/06/27‬الجريدة الرسمية العدد ‪.47‬‬ ‫‪1‬‬
‫سياسية اإلبعاد الفوري لمن يحاول الدخول عن طريق االحتيال أو التسلل أو بموجب وثائق ثبوتية مزورة‪.‬‬
‫كما أن قوانينها تقلل من سلطة االدعاء العام في العفو وتوقف منح اإلعانات للمهاجرين غير الشرعيين‬
‫وتغرم بغرامات مشددة باستخدامهم من قبل أصحاب األعمال‪ ،‬كما قامت السلطات األمريكية المختصة‬
‫بتجنيد األجهزة وتزويدها باإلمكانات البشرية والفنية والتقنية والمادية لمواجهة عصابات الجريمة المنظمة‬
‫وخاصة عصابات االتجار باألشخاص وتهريب المهاجرين‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬استراتيجيات االتحاد األوربي نحو الهجرة غير الشرعية‬
‫‪ -1‬االستراتيجية األمنية‪ :‬تعد االستراتيجية األمنية من اهم اآلليات التب اتخذتها دول أوروبا في مكافحة‬
‫الهجرة غير الشرعية بحيث ركزت الدول على تكثيف األدوات األمنية لمحاربة الهجرة السرية من بين‬
‫األدوات وكالة فرونتكس وهي هيئة متخصصة انشأها االتحاد األوروبي عام ‪ 2004‬وتهدف الى‬
‫تشديد الحراسة على الحدود والشواطئ األوروبية للحد من الهجرة غير الشرعية وحمايتها في حالة‬
‫الطوارئ‪.2‬‬
‫‪ -2‬االستراتيجية السياسية‪ :‬تعد اآلليات السياسية ضرورية جدا للحد من مخاطر الهجرة غير الشرعية‪،‬‬
‫وقد وضعت دول االتحاد األوروبي مجموعة من اآلليات تتكاتف جهودها لحل مشكلة الهجرة غير‬
‫الشرعية وكان من أبرزها اآلليات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬حوار ‪ 5+5‬انعقدت في روما عام ‪ 1990‬وشارك فيها كل فرنسا‪ ،‬جزائر‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا‪ ،‬ايطاليا‪ ،‬المغرب‬
‫ويهدف الحوار الى ايجاد خطة شاملة لمعالجة المشاكل التي تتعلق بمسائل الهجرة غير الشرعية بالتنسيق‬
‫مع الدول اإلفريقية التي ينتسب إليها المهاجرون غير الشرعيين‪ ،‬وذلك من خالل إرجاع المهاجرين غير‬
‫الشرعيين إلى أوطانهم شريطة موافقة دول العبور‪ ،‬ومعاقبة األشخاص الذين هاجروا بطريقة غير شرعية‬
‫بالسجن لمدة تتراوح بين ثالثة أشهر إلى عشرين عاما‪ ،‬باإلضافة إلى عقوبات اخرى تتعلق بغرامات مالية‬
‫متفاوتة‪.‬‬
‫‪ -‬اتفاقية الرباط عام ‪ ،2006‬وقد شارك في هذا البيان ‪ 60‬دولة اوروبية وافريقية‪ ،‬وكان الهدف من هذا‬
‫البيان معالجة مشكلة الهجرات غير الشرعية وتناولها بطريقة شاملة ومتوازنة تتوافق مع أسس إنسانية‬
‫تتمثل في احترام حقوق االنسان‪ ،‬وكرامة المهاجرين وتوفير الحماية لهم‪ ،‬كما عملت على المطالبة‬
‫بتعاون الشرطة والسلطات القضائية ضد االتجار بالبشر وشبكات الجريمة التي تعمل في مسارات الهجرة‬
‫غير الشرعية‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد إمحمد محمد أبو زيد‪ ،‬الهجرة غير الشرعية وأثرها على األمن القومي الليبي (‪ ،)2011-2017‬رسالة استكمال لمتطلبات الحصول‬
‫على درجة الماجستير في العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،2019 ،‬ص‪.36-33‬‬
‫‪ 2‬مطاوع محمد‪ ،‬االتحاد األوربي وقضايا الهجرة‪ ،‬اإلشكالية الكبرى واالستراتيجيات والمستجدات‪ ،‬مجلة 'المستقبل العربي"‪ ،‬العدد ‪،431‬‬
‫‪ ،2015‬ص‪.30‬‬
‫‪ -3‬اإلستراتيجية االقتصادية‪ :‬لقد شكلت الهجرة بكل أنواعها عبئة اقتصادية كبيرة على الدول‬
‫المستضيفة‪ ،‬مما دعا تلك الدول إلى وضع آلية لمعالجة هذه الظاهرة‪ ،‬وقد تمثل ذلك من خالل اليات‬
‫التعاون ما يسمى الشراكة االوروبية‪-‬المتوسطية بحيث بدا التعاون االقتصادي األوربي المتوسطي‬
‫بمعاهدة برشلونة في ‪ 1990‬مع الدول العربية المتوسطية وبذلك انشئت منطقة تجارة حرة بين تلك‬
‫الدول بحلول ‪ ،2010‬ووضعت استراتيجية تسعى للقيام بإصالحات اقتصادية عميقة في الدول‬
‫المصدرة للمهاجرين وتنفيذ تنمية مستدامة‪ ،‬وتشجيع دعم االستثمار األجنبي األوروبي في المنطقة‬
‫المتوسطية ‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬االتفاقيات والمواثيق الدولية لمكافحة الهجرة غير المشروعة‬

‫‪ -1‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ :‬وقد نص اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان لعام ‪ 1948‬ضمان‬
‫اضطراد مراعاة حقوق اإلنسان والحريات األساسية واحترامها‪ ،‬وأكدت المواثيق على أن العمال المهاجرين‬
‫لهم حق التمتع بالحقوق الواردة في الصكوك الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان كافة انطالقا من مبدأ‬
‫المساواة بين الجميع ومنع أي تمييز بسبب الجنس أو اللون او العرق او الدين‪.‬‬
‫‪ -2‬المنظمة الدولية للهجرة‪ :‬وقد تم تأسيسها عام ‪ .2001‬ومن أهم أنشطتها يتمثل في مجاالت متعددة‬
‫أهمها‪ :‬متابعة تحركات المهاجرين؛ ومساعدة العائدين؛ والمساعدة التقنية وبناء القدرات؛ والحمالت‬
‫اإلعالمية؛ ومكافحة عمليات االتجار بالمهاجرين؛ والخدمات الطبية‪.‬‬
‫‪ -3‬االتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم عام ‪ .1990‬وقد نصت هذه االتفاقية‬
‫الدولية على حماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم‪ ،‬واحترام حقوق المهاجرين وضمان‬
‫حمايتهم‪ .‬كما نصت االتفاقية على مجموعة من المعايير الدولية الملزمة لتناول معاملة المهاجرين‬
‫الحائزين على الوثائق الرسمية والمهاجرين غير الحائزين لها على السواء‪.‬‬
‫‪ -4‬اتفاقيات منظمة العمل الدولية‪ :‬وقد أكدت جميع االتفاقيات الصادرة عن منظمة العمل الدولية الهادفة‬
‫إلى حماية حقوق العمال المهاجرين وعدم التمييز والمساواة بينهم‪ .‬وقد ركزت اتفاقيات المنظمة على‬
‫العامل المهاجر الشرعي وتستثني أفراد اسر العمال المهاجرين بشكل غير نظامي‪.‬‬
‫‪ -5‬بروتوكول حقوق اإلنسان المهاجر‪ ،‬اعتمدت منظمة األمم المتحدة في الجلسة الثانية والعشرين العام ‪2008‬‬
‫ميثاقا يختص بحقوق اإلنسان المهاجر‪ .‬وقد احتوى هذا الميثاق على الحقوق الواردة في اإلعالن العالمي‬
‫لحقوق اإلنسان‪ .‬ويشدد هذا البروتوكول على مظاهر وأعمال العنصرية والتمييز العنصري‪ ،‬ويحث الدول‬

‫‪ 1‬محمد إمحمد محمد أبو زيد‪ ،‬الهجرة غير الشرعية وأثرها على األمن القومي الليبي (‪ ،)2011-2017‬رسالة استكمال لمتطلبات الحصول على‬
‫درجة الماجستير في العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،2019 ،‬ص‪.42-40‬‬
‫على تطبيق القوانين القائمة عند حدوث أفعال أو مظاهر أو استخدام عبارات ضد المهاجرين تدل على كرة‬
‫األجانب أو التعصب ضد المهاجرين‪ ،‬ويؤكد على الطلب من الدول إن تقوم على نحو فعال بتعزيز وحماية‬
‫حقوق اإلنسان والحريات األساسية لجميع المهاجرين‪ ،‬وال سيما حقوق النساء واألطفال‪.1‬‬

‫‪ 1‬محمد إمحمد محمد أبو زيد‪ ،‬الهجرة غير الشرعية وأثرها على األمن القومي الليبي (‪ ،)2011-2017‬رسالة استكمال لمتطلبات الحصول على‬
‫درجة الماجستير في العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،2019 ،‬ص‪.45-43‬‬
‫الخاتمة‬

‫بعد عرض ماهية الهجرة الغير شرعية‪ ،‬وأسبابها‪ ،‬وانواع تلك الهجرة‪ ،‬وبعض اآلثار السلبية واإليجابية المترتبة‬
‫على الهجرة الغير شرعية‪ ،‬مع عرض بعض الحلول لتلك المشكلة‪ ،‬نكون قد ألممنا بإيجاز كل ما يخص‬
‫الهجرة الغير شرعية‪ ،‬ولكن وجب التنويه على عدة أشياء‪:‬‬

‫الهجرة الغير شرعية في اغلب األحوال تنتهي بالفشل وترحيل الكثير من المهاجرين لبلدانهم‪ ،‬وفي بعض‬
‫األحيان قد يتم سجن بعضهم‪ ،‬معاقبة على انتهاك القوانين‪ ،‬والسفر بطرق غير شرعية‪.‬‬

‫قد تتسبب طرق الهجرة الغير شرعية في وفاة الكثير من المهاجرين‪ ،‬بسبب الطرق الغير آمنه المتبعة‬
‫كالسفر بالزوارق عبر البحار‪.‬‬

‫قد يصل المهاجر بسالم وال يتم تتبعه من قبل شرطة الدول المهاجر لها‪ ،‬ولكن من سوء حظه ال يتمكن من‬
‫الحصول على عمل يوفر له المال الذي يطمح إليه‪ ،‬وقد يتسبب ذلك في تشريده في بلد غريب بدون أي‬
‫مساعدات أو طريقة للرجوع لبلده‪.‬‬

‫الهجرة الغير شرعية محرمة شرًعا في كل الديانات السماوية‪ ،‬ألنها تعد من قبيل السرقة‪ ،‬لذلك ال تلجأ إليها‬
‫مهما تأزمت األحوال بك‪.‬‬

‫تتسبب الهجرة الغير شرعية في تأخر البالد المتقدمة بسبب الزيادة السكانية‪ ،‬وزيادة العاملين بها‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلى تدهور حالها‪.‬‬

‫أغلب الشباب في الوقت الحالي بداخله الكثير من الدوافع الكثيرة للتغيير لألفضل‪ ،‬والسفر حول العالم‪،‬‬
‫وكذلك لديه رغبة مستمرة في السعي لألفضل والمعيشة األكثر استقرار‪ ،‬والرغبة الدائمة في العيش بدولة‬
‫تحظى بمستوى اقتصادي أحسن‪ ،‬فبالتالي يلجأ العديد من الشباب إلى الهجرة‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪-‬‬ ‫‪vaisse maurice , Dictionnaire des relations internationales au 20 em siecles‬‬


‫‪,edition armand colin ,paris ,2000,p 173‬‬
‫‪ -‬محمد رمضان‪ ،‬الهجرة السرية في المجتمع الجزائري‪ :‬أبعادها وعالقتها باالغتراب االجتماعي‪ ،‬مجلة المواقف‬
‫للدراسات والبحوث في المجتمع والتاريخ‪ ،‬جامعة مصطفى اسطنبولي‪ ،‬معسكر‪ ،‬العدد ‪.2009 ،4‬‬
‫قانون ‪ 01/09‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2005‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 156/66‬المتضمن قانون العقوبات ج ر‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 15‬الصادر في ‪ 08‬مارس ‪.2009‬‬
‫محمد إمحمد محمد أبو زيد‪ ،‬الهجرة غير الشرعية وأثرها على األمن القومي الليبي (‪ ،)2011-2017‬رسالة‬ ‫‪-‬‬
‫استكمال لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪.2019 ،‬‬
‫فتحي سرحان‪ ،‬المهاجرة و إدارة استثمارها بين الحياة المفقودة و الموعودة‪ ،‬مكتبة الش ريف ماس للنشر و‬ ‫‪-‬‬
‫التوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫مولود بالعربي‪ 1322 ،‬ج ا زئري حاولوا الهجرة غير الشرعية سنة ‪2013‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪http://www reflexion dz .net .a37688.html.‬‬

‫صايش عبد المالك‪ ،‬مكافحة تهريب المهاجرين السريين‪ ،‬دكتوراه في العلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تيزي وزو‪.2014 ،‬‬
‫مهدي مبروك‪ ،‬الهجرة السرية بالمغرب العربي‪ :‬الشباب‪ ،‬الشبكات‪ ،‬وثقافة الهروب ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪http://www .maghrebuni.org /n4/malaf /mahdi.doc.‬‬

‫القانون البحري الصادر باالمر ‪ 80.76‬رقم ‪ 05-98‬المؤرخ في ‪ .1998/06/27‬الجريدة الرسمية العدد‬ ‫‪-‬‬
‫‪.47‬‬

You might also like