06.06.2014 Views

El-BAHITH REVIEW Number 04 _ University Of Ouargla Algeria

Annual refereed journal of applied reserch in economic, commercial and managment sciences

Annual refereed journal of applied reserch in economic, commercial and managment sciences

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

العدد الرابع العدد الرابع<br />

هتتن<br />

اجمللة<br />

بنشر<br />

األحباث<br />

املتعلقة<br />

بالعلوم<br />

االقتصادية<br />

والقانونية<br />

والسياسية<br />

دورية<br />

أكادميية<br />

حمكوة،‏<br />

نصف<br />

سنوية،‏<br />

تصدر<br />

عن<br />

كلية<br />

احلقوق<br />

والعلوم<br />

– جاهعة االقتصادية<br />

ورقلة<br />

2006<br />

جملة الباحث<br />

REVUE DU CHERCHEUR<br />

®<br />

2002<br />

1970<br />

20<strong>04</strong><br />

1962<br />

TQM<br />

:<br />

العدد الرابع 4//2006<br />

حمتويات العدد<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

La Question du jury criminel : Etude comparée France – Algérie<br />

Problématique des zones steppiques Algériennes et perspectives d’avenir<br />

Savoir faire local dans l’Agriculture oasienne - déperdition ou reconduction<br />

Le marketing au sein de l’entreprise - Un processus chronologique<br />

La problématique du rapport salarial dans l’entreprise algérienne<br />

ISSN : 1112-3613<br />

2002 110<br />

http://www.ouargla-univ.dz/rc


جملة الباحث<br />

REVUE DU CHERCHEUR ®<br />

دورية أكادميية حمكوة،‏ نصف سنوية،‏<br />

تصدر عن كلية احلقوق والعلوم االقتصادية<br />

جاهعة ورقلة -<br />

هتتن اجمللة بنشر األحباث املتعلقة بالعلوم االقتصادية والقانونية والسياسية<br />

2006<br />

4


أسرة<br />

المجلة<br />

:<br />

30000<br />

http://www.ouargla-univ.dz/rc/<br />

rc@ouargla-univ.dz<br />

029 72.93.75 029 72.93.76<br />

029 72.93.76 029 71.28.90


1<br />

CD ROM<br />

2<br />

14<br />

Traditional Arabic<br />

.RTF<br />

Microsoft Word<br />

15<br />

0.8<br />

12<br />

Times New Roman<br />

3<br />

Mots clés<br />

14<br />

Traditional Arabic<br />

5<br />

4<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

http://www.ouargla-univ.dz/rc/


2006<br />

الباحث - العدد - <strong>04</strong><br />

حمتويات اجمللة<br />

07<br />

TQM<br />

17<br />

23<br />

31<br />

41<br />

49<br />

57<br />

67<br />

75<br />

87<br />

97<br />

107<br />

2002<br />

1970<br />

115<br />

123<br />

129<br />

143<br />

149<br />

155<br />

20<strong>04</strong><br />

1962<br />

01<br />

13<br />

21<br />

25<br />

35<br />

- La Question du jury criminel : Etude comparée France – Algérie - Dr Mohamed KORICHI - Université de <strong>Ouargla</strong><br />

- Problématique des zones steppiques Algériennes et perspectives d’avenir. NEDJIMI & HOMIDA – Centre univ Djelfa<br />

- Savoir faire local dans l’Agriculture oasienne – BOUAMMAR & IDDER - Université de <strong>Ouargla</strong><br />

- Le marketing au sein de l’entreprise Un processus chronologique - TARI Mohamed Larbi - Université de Biskra<br />

- La problématique du rapport salarial dans l’entreprise algérienne - Samir BELLAL - Université de <strong>Ouargla</strong>.


____________________________________________________________________________________________________<br />

إدارة الجودة الشاملة (TQM) في المؤسسات الخدمية<br />

(TQM) <br />

أحمد بن عيشاوي<br />

- جامعة ورقلة<br />

benaichaoui_19@yahoo.fr<br />

(1<br />

(2<br />

(3<br />

الملخص:‏ تحاول هذه الدراسة إبراز كيفية تطبيق أسلوب إدارة<br />

لجودة الشاملة في مؤسسات تقديم الخدمة من خلال التعرض<br />

لدواعي اهتمام المؤسسات الخدمية بتطبيق هذا المنهج الإداري<br />

الحديث،‏ وكيفية إدماج مبادئه وأساليبه في هذا النوع من<br />

المؤسسات،‏ ثم توضيح الترابط الشديد بينه وبين مداخل بناء<br />

وتحسين الميزة التنافسية،‏ وصولا إلى مرتبة متميزة من الأداء<br />

تتحقق ا رغبات وتطلعات العملاء،‏ كما تؤدي إلى إنجاز<br />

أهداف المؤسسة،‏ وتحقيق المنافع لأصحاب المصلحة فيها من<br />

مالكين لها وعاملين ا،‏ ومتعاملين معها،‏ واتمع بأسره.‏<br />

الكلمات المفتاح:‏ الخدمة،‏ الجودة الشاملة،‏ المؤسسات<br />

الخدمية،‏ الميزة التنافسية،‏ العملاء،‏ التدريب.‏<br />

تمهيد:‏<br />

لقد أدت النتائج الايجابية التي حققتها نضم إدارة<br />

الجودة الشاملة في المنشآت الصناعية في كل من اليابان<br />

والولايات المتحدة وأوربا الغربية إلى تشجيع مؤسسات تقديم<br />

الخدمة على الأخذ ا كوسيلة لإدارة وتحسين جودة الخدمات<br />

التي يتم تقديمها.‏<br />

كما يرجع إهتمام الباحثين بجودة الخدمة إلى التأثير<br />

المباشر لمستوى هذه الجودة على ربحية المؤسسة ومركزها<br />

التنافسي،‏ وحصتها السوقية<br />

أجريت دراسة قامت ا الجمعية الامريكية للإدارة في عام<br />

1992 اتضح لها من خلالها أن %78 من مديري منشآت<br />

الخدمات في كل من أمريكا،‏ وكندا،‏ واليابان،‏ وأوروبا الغربية<br />

يعتقدون أن تحسين الخدمة هو أهم عناصر الميزة التنافسية<br />

بالنسبة لمنشآت تقديم الخدمة<br />

وقد أدى تركيز الباحثين خلال تلك الفترة على<br />

البحث على طبيعة الخدمة،‏ وخصائصها،‏ بالإضافة إلى وجود<br />

محاولات جادة لوضع مقياس يتسم بالصدق والثبات لقياس<br />

جودة الخدمة كما يدركها العميل.‏<br />

1985) ،(Thompson حيث<br />

Berry and parasuraman )<br />

،(1992<br />

وتأتي هذه الدراسة لتقدم عرضا عن الأسباب الداعية لتطبيق<br />

هذا المنهج الإداري الحديث في مؤسسات تقديم الخدمات<br />

وكذا كيفية إدماج مبادئه،‏ وأساليبه داخل هذه المؤسسات،‏ بما<br />

يخدم الأسباب الداعية لاستخدامه،‏ دف إبراز العلاقة بينه<br />

وبين امتلاك،‏ وتطوير الميزة التنافسية.‏<br />

المحور الأول:‏ منهجية الدراسة:‏<br />

إشكالية الدراسة:‏<br />

كيف يمكن للمؤسسات الخدمية اعتماد أسلوب<br />

إدارة الجودة الشاملة كأداة لامتلاك وتحسين الميزة التنافسية؟<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

أ-‏ محاولة أبراز الأسباب الداعية لاهتمام مؤسسات تقديم<br />

الخدمة باستخدام نظم إدارة الجودة الشاملة.‏<br />

ب-‏ محاولة توضيح كيفية إدماج مبادئ وأساليب هذا المنهج<br />

الإداري الحديث داخل المؤسسات الخدمية،‏ بما يحقق الأهداف<br />

المرجوة من استخدامه.‏<br />

ج-‏ محاولة الربط بين أثر تبني هذه التقنية الإدارية الحديثة،‏<br />

وحسن تطبيقها في بناء وتحسين الميزة التنافسية لمؤسسات<br />

تقديم الخدمة،‏ وصولا لتقديم بعض الاستنتاجات والتوصيات<br />

في هذا الشأن.‏<br />

أهمية الدراسة:‏<br />

يكتسي البحث أهميته من خلال النقاط الأساسية التالية:‏<br />

1- إن قطاع الخدمات مازال متأخرا بشكل ملحوظ عن<br />

القطاع الصناعي في الجهود نحو تحسين الجودة،‏ وإدارا،‏ وما<br />

يمكن أن تساهم به هذه الدراسة حول إلقاء المزيد من الضوء<br />

والتعمق في جوانبه،‏ وكيفية تطبيقه.‏<br />

2- إن موضوع إدارة الجودة الشاملة يتسم بالحداثة،‏ حيث<br />

يعتقد الباحث أن هناك محدودية في شيوع ثقافة إدارة الجودة<br />

الشاملة بسبب وجود فجوة معرفية في تبني هذا المسعى<br />

الإداري الحديث،‏ ويئة مستلزمات تطبيقه،‏ وحسن استخدامه<br />

من طرف المسيرين وذوي القرار لاسيما في البلاد النامية.‏<br />

3- يعد هذا الأسلوب الإداري المتطور النظرة المعاصرة<br />

لتحقيق وتحسين الميزة التنافسية للمؤسسات بمختلف أنواعها<br />

بما فيها مؤسسات تقديم الخدمة.‏<br />

7


________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

8<br />

:<br />

(4<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

منهج الدراسة<br />

لقد اعتمدت الدراسة المنهج النظري التحليلي في<br />

معالجة إشكالية موضوع البحث من خلال تغطية العناصر<br />

التالية:‏<br />

دواعي اهتمام المؤسسات الخدمية بإدارة الجودة الشاملة<br />

نحو إدماج مبادئ وأساليب إدارة الجودة الشاملة في<br />

المؤسسات الخدمية.‏<br />

إدارة الجودة الشاملة والميزة التنافسية<br />

استراتيجيات الجودة في المؤسسات الخدمية.‏<br />

المحور الثاني:‏<br />

دواعي اهتمام المؤسسات الخدمية بإدارة<br />

الجودة الشاملة:‏<br />

قبل التعرض للأسباب الداعية إلى اهتمام المؤسسات<br />

الخدمة بإدارة الجودة الشاملة يستوجب علينا التعرض إلى<br />

مفهوم الخدمة،‏ وخصائصها،‏ ثم إلى مؤسسات تقديم الخدمة،‏<br />

وإلى جودة هذه الخدمة وكيفية قياسها،‏ وذلك لما لهذه<br />

الجوانب من أهمية فيما يتعلق بكيفية تطبيق منهج إدارة الجودة<br />

الشاملة في مثل هذه المؤسسات.‏<br />

1. ماهية الخدمة:‏<br />

1.1. تعريف الخدمة:‏ يعرفها محمد توفيق ماضي ويقول إن<br />

الخدمة هي نشاط أو سلسة من الأنشطة التي تكون إلى حد ما<br />

ذات طبيعة غير ملموسة وغير عادية.‏<br />

ويعرفها أحمد السيد مصطفي على أا نشاط يؤدي إلى إشباع<br />

حاجة أو حاجات معنية لدى العميل<br />

ومن خلال ما تقدم يمكن القول أن الخدمة هي<br />

نشاط أو سلسلة من النشاطات ذات طبيعة غير ملموسة،‏<br />

وتقدم لإشباع حاجة أو حاجات معينة لدى طالبها.‏<br />

.<br />

(1)<br />

(2)<br />

خصائص مميزة للخدمة:‏<br />

تكتسب الخدمة كمنتوج عدة خصائص تميزها عن<br />

السلعة وتتمثل هذه الخصائص المميزة فيما يلي:‏<br />

أ)-‏ سيادة الجانب الإنساني على نظم إنتاج وتقديم الخدمة:‏<br />

يؤثر اتصال المستفيد وتفاعله مع مقدمي الخدمة كواجهة لهذا<br />

النظام وجزء من مداخلاته على مزاج وانفعالات وانطباعات<br />

الطرفين.‏<br />

ب)-‏ الكيان أو الجانب الغير ملموس للخدمة:‏ تتميز النظم<br />

الخاصة بإنتاج وتقديم الخدمة بأن أنشطتها تؤدى دون أن<br />

يكون لها كيان مادي ملموس،‏ بل تتميز بأن لها مؤثرات<br />

سيكولوجية تتمثل في ملامح متعددة،‏ مثل طبيعة وأسلوب<br />

تعامل مقدم أو مقدمي الخدمة،‏ لغتهم،‏ مستوى تجهيزات مكان<br />

تقديم الخدمة والجو المحيط به،‏ المدة المستغرقة في تقديم الخدمة<br />

‏....الخ.‏<br />

ج)-‏ تزامن إنتاج وتقديم الخدمة مع الأثر الذي يصيب<br />

المستفيد:‏ بخلاف السلع فالخدمات لا تستهلك على مدى زمني<br />

معين،‏ وإنما لا يتأثر ا المستفيد إلا مع بداية تقديمها ويزداد<br />

ذلك مع مرور وقت تقديم هذه الخدمة،‏ على عكس السلعة<br />

التي يمكن تجربتها قبل استعمالها.‏<br />

د)-‏ الخدمات لا تخزن:‏ لا يمكن تخزين الخدمة قبل بيعها وهذا<br />

على خلاف السلع فالمقاعد الخالية في طائرة مثلا،‏ أو الغرف<br />

الغير محجوزة في فندق فإا تمثل خسائر تستمر طوال عدم<br />

شغلها.‏<br />

ه)‏ عدم تماثل مستويات الأداء في الخدمة:‏ إن كانت آلات<br />

متماثلة في مصنع يمكنها أن تنتج وحدات متماثلة،‏ أي يمكن أن<br />

يكون لديها خاصية النمطية،‏ بينما الخدمات لا تتسم بالنمطية<br />

وحتى وإن كانت مخرجات لنفس النظام الخدمي،‏ فمثلا يمكن<br />

أن يختلف مستوى أداء الخدمة المصرفية من فرع لآخر لنفس<br />

البنك،‏ ومن شباك لآخر لنفس الفرع،‏ ولذلك تصعب مراقبة<br />

الجودة في إنتاج الخدمات وأيضا تصعب عملية تقدير درجات<br />

الإشباع ا من قبل العملاء.‏<br />

3.1.. مؤسسات<br />

تقديم الخدمة:‏ ويقصد بمؤسسة تقديم الخدمة<br />

كل مؤسسة يتحدد غرضها الأساسي في تقديم خدمة لعميل،‏<br />

ومن أمثلة مؤسسات تقديم الخدمة الفنادق،‏ والمطاعم،‏<br />

والمستشفيات،‏ والمؤسسات المالية والتعليمية ومؤسسات خدمية<br />

أخرى متنوعة.‏<br />

1.3.1. تصنيف مؤسسات تقديم الخدمة:‏<br />

بتقديم نموذج<br />

قد قام<br />

لتقسيم مؤسسات تقديم الخدمة ‏(تصنيفها)‏ حسب ثلاثة أبعاد<br />

أساسية هي:‏<br />

أ)‏ درجة الاتصال والتفاعل ‏(عالي/‏ مرتفع).‏<br />

ب)‏ درجة الاعتماد على العنصر البشري في تقديم الخدمة<br />

(Haywood, Farmer, 1988)<br />

‏(عالي/منخفض)‏ .<br />

ج)‏ درجة القدرة على تغيير مواصفات الخدمة حسب رغبات<br />

العميل ‏(عالي/‏ منخفض).‏<br />

وفي حالة مشاة قام<br />

بتقسيم مؤسسات تقديم الخدمة حسب بعدين<br />

رئيسيين فقط وهما<br />

أ)‏ درجة التفاعل والاتصال ‏(منخفض/‏ مرتفع).‏<br />

ب)‏ درجة وجود سلعة في عملية تقديم الخدمة ‏(خدمة فقط،‏<br />

خدمة مع بعض السلع،‏ خدمة في شكل سلعة)‏<br />

Vandermer and chadwick, )<br />

.<br />

(4)<br />

:<br />

(1989<br />

(3)<br />

.2.1


____________________________________________________________________________________________________<br />

إدارة الجودة الشاملة (TQM) في المؤسسات الخدمية<br />

9<br />

2. الجودة:‏<br />

1.2. تعريف الجودة:‏<br />

-1 يقول:‏ juran) :(Joseph<br />

إن الجودة هي الملائمة للغرض<br />

أو الاستعمال.‏<br />

2- ويعرف(‏deming :(edward الجودة بأا تتوجه<br />

لإشباع حاجات المستهلك في الحاضر والمستقبل.‏<br />

-3 ويرى crosby) :( philip<br />

إن الجودة هي التوافق مع<br />

الاحتياجات.‏<br />

4- وتصف المعايير البريطانية الجودة بأا مجمل مظاهر،‏<br />

وخصائص السلعة،‏ أو الخدمة التي تؤثر في قدرا على إشباع<br />

رغبة محددة أو مفترضة.‏<br />

والحقيقة إن الجودة هي كل ما سبق ذكره،‏ وإن التعاريف<br />

المختلفة تتناول أبعادا مختلفة من نفس الظاهرة،‏ وذلك برغم<br />

اختلاف الأصول الفكرية،‏ والمهنية للمجتهدين،‏ أو المهتمين<br />

ذا الموضوع،‏ إلا أن النتيجة النهائية أم جميعا يقولون ذات<br />

(5)<br />

الشيء ولكن بتعبيرات مختلفة.‏<br />

2.2. جودة الخدمة:‏<br />

في ما يتعلق بجودة الخدمة فإنه يمكن القول بوجود شبه<br />

اتفاق بين العديد من الباحثين على أن جودة الخدمة تتمثل في<br />

تحقيق رغبات العميل،‏ أي أن متلقي الخدمة يحكم على مستوى<br />

جودا عن طريق مقارنة ما حصل عليه مع ما توقعه من تلك<br />

الخدمة.‏<br />

أي أن درجة جودة الخدمة هي مقياس نسبي يختلف من<br />

شخص إلى آخر،‏ ويعتمد على مقارنة الجودة المتوقعة مع<br />

بين نوعين من<br />

الجودة المدركة وقد ميز<br />

الجودة المدركة وهما:‏ الجودة الفنية<br />

أما الجودة الفنية<br />

والجودة الوظيفية<br />

فهي ما يتم تقديمه للعميل فعلا،‏ ويتصل بالحاجة الأساسية التي<br />

يسعى لإشباعها،‏ على حين أن الجودة الوظيفية هي درجة<br />

جودة الطريقة التي يتم ا تقديم الخدمة.‏ أما من حيث الجودة<br />

بين نوعين منها وهما:‏<br />

المتوقعة فقد ميز<br />

الجودة المتوقع حدوثها<br />

(gronroos,1990)<br />

(technical quality )<br />

،(fuctional quality)<br />

(boulding, 1993)<br />

expectations) ،(will والجودة كما<br />

(Should expectations<br />

فعلى حين تمثل<br />

يجب أن تكون،(‏<br />

الأولى التوقع العملي لمستوى الخدمة اعتمادا على تقييم العميل<br />

لجهة تقديم الخدمة،‏ فإن الثانية تمثل ما ينبغي أن يكون في مثل<br />

هذا النوع من الخدمات.‏<br />

قياس جودة الخدمة:‏<br />

عقب دراسة<br />

لقد خلص<br />

استطلاعية أجراها مع العديد من مؤسسات تقديم الخدمة في<br />

أمريكا،‏ في محاولة لوضع مقياس لجودة الخدمة يتسم بالصدق<br />

والثبات،‏ وعتمادا على المقابلات المعمقة مع مجموعة من عملاء<br />

هذه المؤسسات،‏ أمكن التوصل إلى خمسة محددات أساسية<br />

تستخدم في قياس جودة الخدمة وهي:‏<br />

الجانب الملموس من تقديم الخدمة الإعتمادية،‏<br />

الاستجابة السريعة،‏ الثقة في التعامل،‏ والتعاطف،‏ وتم تقديمها<br />

في شكل مقياس عام أطلق عليه اسم يتم<br />

استخدام المقياس مرتين الأولى قبل حصول العميل على الخدمة<br />

لقياس ما يسمى بالجودة المتوقعة،‏ أما الثانية فهي مستوى<br />

الجودة المدركة،‏ والتي يتم قياسها بعد حصول العميل على<br />

الخدمة،‏ حيث يتم بعد ذلك مقارنة المتوقع بالمدرك لتحديد ما<br />

يسمى بالفجوات ،(gaps) والتي تعبر عن درجة رضاء العميل<br />

عن الخدمة المقدمة بأبعادها وعناصرها المختلفة.‏<br />

أن مقياس يعتبر الأكثر شيوعا في قياس الجودة<br />

المدركة للخدمة في حل الدراسات الميدانية.‏<br />

(servqual)<br />

(6)<br />

(servqual)<br />

‎4.2‎‏.مرتكزات نظام الجودة في مؤسسات تقديم الخدمة:‏<br />

والذي يعتمد على العوامل التالية:‏<br />

1- تحليل الخدمة،‏ وخصائص تقديمها،‏ إي سرعة الاستجابة،‏<br />

واحترام العميل،‏ وراحته،‏ والأداء الفني والمهني للخدمة.‏<br />

2- تصميم أساليب للقياس والرقابة،‏ أي قوائم بالبنود موضع<br />

الرقابة،‏ وآليات الرقابة.‏<br />

3- إرساء سياسة للجودة،‏ والالتزام ا،‏ أو عمل خطة<br />

تنفيذية تجسد ذلك.‏<br />

(7)<br />

4- يئة آلية مستمرة للمراجعة.‏<br />

3. تطوير الجودة:‏<br />

يبدو جليا مما تقدم أن تعاريف الجودة كلها تعطينا<br />

رؤية للكيفية التي يمكن من خلالها جعل المنتوج أو الخدمة<br />

تحضى برضى العميل،‏ وهكذا فإن تطور مفهوم الجودة وبلورة<br />

أفكاره وصولا إلى فلسفة إدارة الجودة الشاملة لم يأتي دفعة<br />

واحدة بل استلزم ردحا من الزمن،‏ وكان نتيجة لإضافات<br />

علمية كبيرة على المستويين الفكري،‏ والتطبيقي،‏ وتميز أغلب<br />

الأدبيات الإدارية بين أربع مراحل تاريخية لتطور الجودة إذ<br />

توجت المرحلة الأخيرة بإدارة الجودة الشاملة وذلك من خلال<br />

ما يلي:‏<br />

أ)‏ المرحلة الأولى:‏ مرحلة فحص الجودة:‏<br />

inspection stage وهي نظام يستعمل لاكتشاف الأخطاء<br />

في المنتجات ثم تصحيحها.‏<br />

ب)‏ المرحلة الثانية:‏ مرحلة مراقبة الجودة<br />

:stage وفي ظل هذا النظام تعتمد الأساليب الإحصائية لأداء<br />

أنشطة مراقبة الجودة والتحقق من مطابقة المنتوج أو الخدمة<br />

لمقاييس الجودة.‏<br />

quality<br />

quality control<br />

(parasuraman,1985)<br />

.3.2


________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

.5<br />

ج)‏ المرحلة الثالثة:‏ مرحلة ضمان الجودة<br />

:assurance stage وفي هذه المرحلة يتم الانتقال من جودة<br />

المنتوج أو الخدمة إلى جودة النظام،‏ والأساس في ذلك منع<br />

وقوع الخطأ.‏<br />

د)‏ المرحلة الرابعة:‏ مرحلة إدارة الجودة الشاملة:‏<br />

وهي نظام شامل<br />

للقيادة والتشغيل للمؤسسة يعتمد على مشاركة جميع العاملين،‏<br />

والموردين والعملاء من أجل التحسين المستمر للجودة.‏<br />

ومن خلال تلك المراحل المختلفة لتطور الجودة يمكن لنا القول<br />

ما يلي:‏<br />

أن مفهوم الجودة انتقل من السيطرة على العيوب إلى منع<br />

العيوب وهو مبدأ ‏(الوقاية خير من العلاج).‏<br />

مفهوم وضبط الجودة ‏(السيطرة الاحصائية)‏ تدرج من<br />

منظور المنتوج إلى منظور الزبون.‏<br />

الانتقال من الاهتمام بالمنتوج إلى العمليات ثم إلى<br />

الخدمات.‏<br />

دور الإدارة انتقل من الحرفي،‏ رئيس العمال،‏ وقسم<br />

الجودة في المؤسسة إلى الدور الاستراتيجي للجودة حيث تتولاه<br />

الإدارة العليا<br />

quality<br />

Total<br />

: quality management stage<br />

.<br />

(8)<br />

(1<br />

(2<br />

(3<br />

(4<br />

4. إدارة الجودة الشاملة<br />

وسوف نعرض فيما يلي لأهم التعاريف لإدارة<br />

الجودة الشاملة (T.Q.M) وذلك من خلال ما يلي:‏<br />

يعرفها على أا شكل تعاوني لأداء<br />

الأعمال بتحريك المواهب،‏ والقدرات لكل من العاملين،‏<br />

والإدارة لتحسين الإنتاجية والجودة بشكل مستمر مستخدمة<br />

فرق عمل من خلال المقومات الأساسية الثلاثة لنجاحها في<br />

المؤسسة وهي:‏ الاشتراك في الإدارة،‏ التحسين المستمر<br />

للعمليات،‏ استخدام فرق العمل.‏<br />

ويعرفها هي أكثر من مجرد عماليات إدارية،‏<br />

إا ثقافة وطريقة حياة،‏ والتي من خلالها دف المؤسسات إلى<br />

إحداث تغيرات أساسية في طريقة كل فرد،‏ وكل المديرين في<br />

الأداء والتصرف السليم في المؤسسة.‏<br />

وتعرفها الجمعية البريطانية للجودة:‏ بأا فلسفة المشاركة في<br />

إدارة الأعمال،‏ والتي تعترف بأن حاجات المستهلك،‏ وأهداف<br />

المؤسسة ليست منفصلة.‏<br />

ومما تقدم يمكن استنتاج تعريف يشمل ما سبق<br />

ذكره في هذا الخصوص وذلك كما يلي:‏<br />

إدارة الجودة الشاملة هي مجموعة من المبادئ والطرق المنظمة<br />

وفق استراتيجية شاملة دف إلى تعبئة المؤسسة من أجل تحقيق<br />

هدفها الأسمى،‏ والذي هو إرضاء العملاء وبأقل التكاليف.‏<br />

اهتمامات إدارة الجودة الشاملة:‏<br />

من خلال مناقشتنا لأهم تعاريف إدارة الجودة الشاملة،تصبح<br />

إدارة هذه الجودة أمرا حيويا يتوجه للتعامل مع المتطلبات<br />

التالية في جميع المؤسسات بما فيها تقديم الخدمة:‏<br />

1. ضمان انتشار مفهوم الجودة في كافة إنحاء المؤسسة،‏ وفي<br />

مختلف مستوياا وقبول العاملين جميعا مسؤولية المشاركة في<br />

تحقيقها وتحمل نتائج القصور فيها.‏<br />

2. العناية ببلورة مفاهيم الجودة وضرورة شموليتها،‏ وفلسفتها<br />

بالمؤسسة،‏ وصياغتها في سياسة واضحة تنبع من استراتيجية<br />

عامة دف إلى تعميق وتثبيت معاني وآليات،‏ ومعايير الجودة<br />

الشاملة في المؤسسة.‏<br />

3. تأكيد قيام الأجهزة المعنية بتخطيط الجودة وتحديد<br />

معاييرها،‏ ومتابعة تنفيذ برامجها،‏ وتقييم مدى الالتزام ا.‏<br />

4. العناية بتدريب العاملين في جميع المستويات ومجالات<br />

النشاط على أهداف وآليات،‏ ومتطلبات إدارة الجودة الشاملة،‏<br />

والتأكد من استمرارية التدريب لتجديد المفاهيم،‏ وعلاج ما<br />

قد يتبين من مشكلات أثناء التطبيق العملي لنظام إدارة الجودة<br />

الشاملة.‏<br />

5. ضمان مطابقة مواصفات وأداء السلعة أو الخدمة<br />

لاحتياجات وتوقعات العملاء.‏<br />

6. ضمان التطابق بين المواصفات للسعلة أو للخدمة حسب<br />

التصميم المعد لها وبين مواصفاا أثناء وبعد إنتاجها.‏<br />

7. ضمان تخطيط وتنفيذ كافة عمليات التصميم،‏ والإنتاج،‏<br />

والنقل،‏ والتسويق لضمان وصول السلعة أو الخدمة إلى العميل<br />

المستهدف في أسرع وقت ممكن،‏ وبتكلفة أقل ما يمكن قياسا<br />

بمستوى التكلفة لدى المنافسين،‏ وفي توافق مع مستويات<br />

الأسعار.‏<br />

ومن خلال ما تقدم يمكن القول أن قضية إدارة الجودة الشاملة<br />

هي في الأساس ليست مسؤولية فرد أو أفراد معينين فقط في<br />

المؤسسة،‏ أو تخص قطاع أو قطاعات معينة،‏ بل هي اهتمام<br />

عام يشمل الجميع،‏ وبنفس درجة الأهمية،‏ وفي جميع مستويات<br />

النشاط بالمؤسسة سواء إن كانت صناعية أم خدمية،‏ وصولا<br />

في الأخير إلى إرضاء العملاء وتحقيق توقعام<br />

.<br />

(10)<br />

.6<br />

فوائد تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات<br />

تقديم الخدمة:‏<br />

إن الفوائد الممكن تحقيقها من خلال تطبيق نظام إدارة<br />

الجودة الشاملة في مؤسسات الخدمات يمكن التطرق إليها من<br />

خلال ما يلي:‏<br />

1- تحقيق تغطية شاملة لكافة العناصر الإدارية والفنية،‏<br />

والبشرية في كافة مجالات نشاط المؤسسة.‏<br />

:(T.Q.M)<br />

(9)<br />

:(Jablonski)<br />

:(Odjers)<br />

-<br />

-<br />

-<br />

10


ىعل<br />

____________________________________________________________________________________________________<br />

إدارة الجودة الشاملة (TQM) في المؤسسات الخدمية<br />

"Deming"<br />

2- تحدث تطويرا في المقومات الإدارية عن طريق ما<br />

يلي:‏<br />

- نظام متكامل للجودة يحدد مجالاا،‏ ومواصفاا،‏<br />

والمسئولية عن تحقيقها.‏<br />

- أهداف محددة للجودة يمكن قياسها،‏ ومتابعة تحقيقها.‏<br />

- سياسة واضحة للجودة،‏ ومعلنة يلتزم ا الجميع<br />

3- تحسين اقتصاديات الأداء وتحسين القيمة الاقتصادية<br />

من خلال:‏<br />

- تخفيض التكلفة بمنع أو تقليل الخطأ.‏<br />

تخفيض التكلفة بمنع أو تقليل التأخير.‏<br />

- تخفيض أخطاء وتكاليف إعادة التشغيل.‏<br />

تحسين استخدام الموارد،‏ ورفع كفاءا الإنتاجية.‏<br />

ومن خلال كل ذلك يمكن القول أن محصلة الفوائد الممكن<br />

تحقيقها من جراء تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في<br />

مؤسسات تقديم الخدمة هو زيادة رضاء العملاء عن خدمات<br />

المؤسسة كدليل على تحسين مركزها التنافسي بين المؤسسات<br />

المنافسة الأخرى<br />

.<br />

.<br />

(11)<br />

-<br />

-<br />

المحور الثالث:‏ نحو إدماج مبادئ وأساليب إدارة الجودة<br />

الشاملة في مؤسسات تقديم الخدمة:‏<br />

إن قطاع الخدمات مازال متأخرا بشكل ملحوظ عن القطاع<br />

الصناعي في الجهود نحو تحسين الجودة وإدارا،‏ والسبب يعود<br />

لتركيز الباحثين في أول الأمر على تطبيق هذه التقنية الإدارية<br />

المتطورة على القطاع الصناعي،‏ وما الاهتمام بقطاع الخدمات<br />

بشكل جدي إلا في السنوات القليلة الأخيرة من القرن الماضي<br />

(12)<br />

.(Gummesson, 1989)<br />

والسؤال الذي يمكن طرحه هنا هو كيف يمكننا إدماج مبادئ<br />

وأساليب إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات تقديم الخدمة ؟<br />

إي ما هي المتطلبات الواجب التركيز عليها؟ ، وما هي<br />

المراحل الواجب المرور ا لإرساء هذا النظام الإداري المتطور<br />

في هذا النوع من المؤسسات؟ ، ثم كيف يتم تنظيم هيكلة<br />

الجودة داخل هذه المؤسسات؟،‏ وسوف نحاول الإجابة عن<br />

ذلك من خلال تناولنا لهذا المحور.‏<br />

،<br />

1. متطلبات إدارة الجودة الشاملة:‏<br />

حسب المعهد الأمريكي للجودة هنالك قائمة تسعة<br />

عناصر التي تمثل متطلبات تطبيق أسلوب إدارة الجودة الشاملة<br />

في جميع المؤسسات سواء إن كانت صناعية أم خدمية:‏<br />

1.1. دعم وتأييد الإدارة العليا لبرنامج إدارة الجودة الشاملة:‏<br />

والذي ينبع من اقتناعها،‏ وإيماا بضرورة التحسين والتطوير<br />

الشامل للمؤسسة.‏<br />

2.1. التوجه بالعميل والعمل على تحقيق رضاه:‏ ويشمل<br />

ذلك العملاء الخارجين ‏(المستهدفين)،‏ والداخليين<br />

‏(عمال المؤسسة)،‏ فالعميل هو مرتكز كل اهودات في فلسفة<br />

إدارة الجودة الشاملة.‏<br />

3.1. يأة مناخ العمل وثقافة المؤسسة:‏ وهو إعداد الأفراد<br />

العاملين بالمؤسسة،‏ وإقناعهم بقبول أساليب إدارة الجودة<br />

الشاملة،‏ وضمان تظامنهم،‏ مما يقلل أو يقضي عن مقاومتهم<br />

للتغير،‏ كما أنه مرهون بمدى استيعاب ثقافة المؤسسة.‏<br />

4.1. قياس الأداء للإنتاجية وللجودة:‏ ويتمثل ذلك في وجود<br />

نظام قادر القياس الدقيق للأداء فيما يتعلق بالإنتاجية<br />

والجودة.‏<br />

5.1. الإدارة الفعالة للموارد البشرية:‏ إن للموارد البشرية<br />

الأهمية القصوى في تفعيل إدارة الجودة الشاملة،‏ إذ يدعو<br />

إلى إقامة نظام يرتكز على فكرة العمل الجماعي،‏<br />

والتدريب المستمر،‏ والمشاركة في وضع خطط التحسين<br />

المستمر،‏ وربط المكافآت بأداء فرق العمل،‏ ودورها في تحقيق<br />

رضا الزبون.‏<br />

6.1. التعليم والتدريب المستمر:‏ إن المتفحص بعناية لمختلف<br />

معايير إدارة الجودة الشاملة يتضح له أهمية تنمية وتدريب<br />

العنصر البشري،‏ والحرص على أن يكون ذلك باستمرار من<br />

اجل الوفاء بمتطلبات تلك المعايير التي الهدف منها ضمان<br />

القدرة على إنتاج الجودة.‏<br />

7.1. القيادة القادرة على إدارة الجودة الشاملة:‏ إن القيادة<br />

بصفة عامة هي العنصر المحوري الذي ينسق كافة العناصر<br />

الأخرى،‏ ويتابع ويساند الأداء،‏ ويقدم النصح،‏ والمساعدة<br />

لتصحيح ما قد يقع من انحرافات في الأداء.‏<br />

8.1. إرساء نظام معلومات لإدارة الجودة الشاملة:‏ يعتبر نظام<br />

المعلومات من الركائز المهمة والأساسية التي تقتضيها متطلبات<br />

إدارة الجودة الشاملة،‏ إذ أن تدفق المعلومات ووصولها لمختلف<br />

فعاليات المؤسسة يفعل أكثر دور إدارة الجودة الشاملة داخلها.‏<br />

9.1. تشكيل فريق عمل الجودة على جميع مستويات النشاط:‏<br />

ويظم ذلك أعضاء من وظائف وأقسام مختلفة قصد إشراك<br />

جميع فعاليات المؤسسة في بذل الجهود اللازمة في إرساء نظام<br />

الجودة .<br />

ومن خلال تتبعنا لمتطلبات إدارة الجودة الشاملة<br />

يمكننا القول أن مدى نجاح تطبيق هذا المنهج الإداري الحديث<br />

في مختلف المؤسسات إنما يتوقف على مدى مشاركة ومساهمة<br />

جميع أفراد المؤسسة في تفعيل ذلك،‏ كما أن الدور المحوري<br />

لكل هذه الجهود يستند لقيادة المؤسسة.‏<br />

(13)<br />

2. مراحل تطبيق برنامج إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات<br />

تقديم الخدمة:‏<br />

11


________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

أن هناك خمسة مراحل لإنجاز ناجح<br />

ذكر<br />

لأسلوب إدارة الجودة الشاملة في مختلف المؤسسات:‏<br />

(J. Jablonski)<br />

المرحلة الصفرية الإعداد:‏<br />

تحتوي هذه المرحلة على مجموعة من الخطوات وهي:‏<br />

أ-‏ قرار تطبيق إدارة الجودة الشاملة:‏ في هذه الخطوة تقرر<br />

إدارة المؤسسة رغبتها في تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة،‏<br />

والذي يستوجب عليها أن يكون لديها اتجاهات إيجابية تجاه<br />

هذا المسعى ودراية مبدئية به.‏<br />

ب-‏ تدريب المديرين على إدارة الجودة الشاملة:‏ ويشمل هذا<br />

التدريب الجوانب الضرورية لإدارة الجودة الشاملة.‏<br />

ج-‏ صياغة رؤية المؤسسة:‏ وهنا يتم صياغة ما تطمح له<br />

المؤسسة مستقبلا،‏ وهي رؤية إستراتيجية،‏ ومنهج إدارة<br />

الجودة الشاملة هو أداة تحقيق هذه الإستراتيجية.‏<br />

.1.2<br />

مرحلة التخطيط:‏ ويتم في هذه المرحلة ما يلي:‏<br />

أ-‏ اختيار أعضاء لجنة الجودة:‏ التي تضم رئيس المؤسسة،‏<br />

وممثلين على مستوى عال،‏ والتي تتولى توجيه برنامج إدارة<br />

الجودة الشاملة داخل المؤسسة،‏ والتي من مهامها إزالة العقبات<br />

الموجودة بين الكيانات الوظيفية،‏ والتغلب على مقاومة التغير.‏<br />

ب-‏ اختيار مستشار للجودة:‏ وغالبا يتم اختياره من<br />

المستويات الإدارية العليا،‏ ويكون يتمتع بتأييد قوى لقضية<br />

الجودة الشاملة.‏<br />

ج-‏ تدريب لجنة توجيه الجودة والمستشار:‏ لقد أشرنا سابقا<br />

لتدريب الجودة،‏ أما المستشار فيجب أن يحصل على تدريب<br />

مكثف حول قضايا الجودة الشاملة.‏<br />

د-‏ الموافقة على خطة التطبيق وتخصيص الموارد اللازمة:‏ وفي<br />

هذه المرحلة تتم الموافقة على خطة تطبيق برنامج إدارة الجودة<br />

الشاملة،‏ والموارد المالية اللازمة لتطبيق هذا البرنامج.‏<br />

.2.2<br />

مرحلة التقييم:‏ وتشمل هذه المرحلة على ما يلي:‏<br />

أ-‏ التقييم الذاتي:‏ والذي الهدف منه معرفة تقييم ووعي،‏<br />

وإدراك العاملين بأهمية إدارة الجودة الشاملة.‏<br />

ب-‏ التقييم التنظيمي:‏ ويتم ذلك عن طريق المقابلات<br />

الشخصية مع العاملين أو استقصائهم،‏ لتحديد الفجوة بين<br />

الثقافة التنظيمية الحالية،‏ وتلك المرغوب فيها،‏ فيما يتعلق<br />

بإدارة الجودة الشاملة.‏<br />

ج-‏ تقييم رأي الزبائن:‏ لمعرفة ما ينتظره الزبائن من<br />

المؤسسة.‏<br />

د-‏ تقييم تكلفة الجودة:‏ وهو تقييم التكاليف المالية للجودة.‏<br />

4.2. مرحلة التنفيذ:‏ والتي تحتوي على الخطوات التالية:‏<br />

أ-‏ اختيار من يستولي التدريب بالمؤسسة:‏ وعادة يكون يتمتع<br />

بالخبرة والدراية اللازمة بشؤون وقضايا إدارة الجودة الشاملة،‏<br />

كما أنه غالبا تتم دعوته من هيئات خارجية متخصصة في مثل<br />

هذا التدريب.‏<br />

ب-‏ تدريب المديرين والمرؤوسين:‏ والذي يتضمن ما يلي:‏<br />

- الإدراك والوعي بأهمية إدارة الجودة الشاملة.‏<br />

- التدريب على اكتساب المعرفة والمهارات التي تخص<br />

مهارات بناء الفرق،‏ وديناميكية الجماعة،‏ والاتصال<br />

وحل المشاكل.‏<br />

ج-‏ تشكيل فرق العمل:‏ ويتم في هذه الخطوة تشكيل فرق<br />

عمل تساهم في جمع المعلومات،‏ وإعطاء الاقتراحات،‏ والحلول<br />

الممكنة للمشاكل المطروحة،‏ والتي م مجال الجودة.‏<br />

مرحلة تبادل الخبرات:‏<br />

وفي هذه المرحلة يجب الاستفادة من الخبرات<br />

المكتسبة سابقا في مجال الجودة وإدارا.‏<br />

.5.2<br />

‎3‎‏.تنظيم الجودة:‏<br />

ويقصد بتنظيم الجودة الهيئة الموجهة،‏ والمديرة،‏<br />

والمسيرة لعملية الجودة في المؤسسة والتي تتكون من الهياكل<br />

التالية:‏<br />

أ-‏ اللجنة الموجهة للجودة:‏ وهي اللجنة المديرة،‏ والتي تتكون<br />

من رئيس المؤسسة،‏ وكبار المسئولين الذين يمثلون القطاعات<br />

الرئيسية في المؤسسة.‏<br />

ب-الفريق المنسق للجودة:‏ تعين الإدارة العليا منسقا للجودة،‏<br />

والذي يشرف على فريق صغير،‏ ومن مهامه،‏ ترقية وتنشيط<br />

الجودة،التأكد من تطبيق الجودة،‏ القيام بعمليات المتابعة.‏<br />

ج-‏ فريق المسهلين لعملية الجودة:‏ ويتمثل دوره في دعم<br />

نشاط فرق التحسين،‏ والتطوير،‏ وذلك بضمان التدريب<br />

اللازم،‏ والإرشاد لاختيار الفرص المساعدة على تطبيق الحلول<br />

(14)<br />

المقدمة لذلك التحسين.‏<br />

المحور الرابع:‏ إدارة الجودة الشاملة والميزة التنافسية:‏<br />

تعد إدارة الجودة الشاملة من أكثر المفاهيم الفكرية،‏<br />

والأنظمة التسييرية التي استحوذت على اهتمام الباحثين<br />

والمهتمين بتحسين الجودة في المؤسسات الاقتصادية،‏ صناعية<br />

كانت أم خدمية دف امتلاك الميزة التنافسية،‏ وتنميتها في<br />

ظل متغيرات البيئة التنافسية خاصة على المستوى العالمي.‏<br />

.3.2<br />

12


____________________________________________________________________________________________________<br />

إدارة الجودة الشاملة (TQM) في المؤسسات الخدمية<br />

1. أهمية امتلاك وتحسين الميزة التنافسية:‏<br />

1.1. أهمية امتلاك الميزة التنافسية:‏<br />

يمثل امتلاك الميزة التنافسية هدفا استراتيجيا تسعى<br />

جميع المؤسسات باختلاف أنواعها لتحقيقه،‏ في ظل التحديات<br />

التنافسية الشديدة للمناخ الاقتصادي الراهن،‏ إذ ينظر للميزة<br />

التنافسية على أا قدرة المؤسسة على تحقيق حاجات<br />

المستهلك،‏ أو القيمة التي يتمنى الحصول عليها من المنتوج<br />

‏(سواء أكان صناعي أو خدمي)،‏ مثل الجودة العالية،‏ وبالتالي<br />

فهي استثمار موعة الأصول المالية،‏ والبشرية،‏ والتكنولوجية<br />

دف إنتاج قيمة للعملاء تلبي احتياجام،‏ والتميز عن<br />

المنافسين.‏<br />

فلقد أكد "Porter" على أن الميزة التنافسية تنشأ<br />

من القيمة التي باستطاعة المؤسسة أن تحققها لعملائها،‏ إذ يمكن<br />

أن تأخذ شكل السعر المنخفض،‏ أو تقديم منافع متميزة في<br />

المنتوج مقارنة بالمنافسين.‏<br />

أهمية تحسين الميزة التنافسية:‏<br />

لقد أفرزت التطورات التنافسية إلى سعي المؤسسات<br />

إلى رفع كفاءة وفعالية أدائها التنافسي،‏ حيث برزت مداخل<br />

تساهم في تنمية وتحسين هذه القدرات التنافسية ومن بينها ما<br />

يلي:‏<br />

أ-‏ مداخل تلبية حاجات العملاء:‏ يتوقف نجاح المؤسسة في<br />

اختراق الأسواق في ظل المناخ الاقتصادي الحالي على مدى<br />

إمكانية التلبية الدائمة،‏ لحاجات المستهلكين مقارنة بالمنافسين،‏<br />

وبتالي يتطلب الأمر ما يلي:‏<br />

1- تحقيق رضى المستهلكين،‏ وذلك مرهون بتقديم القييم<br />

والمنافع القادرة على تحقيق الإشباع العالي لحاجاته المتنوعة.‏<br />

2- سرعة الاستجابة في تلبية هذه الحاجات.‏<br />

3- تقديمه منتوج متقن،‏ وذو جودة عالية.‏<br />

4- تقديم منتوج بأسعار جذ ّابة.‏<br />

ب-‏ مدخل تنمية القدرات التنافسية:‏ ويتم تنمية القدرات<br />

التنافسية للمؤسسة من خلال تنمية العناصر التالية:‏<br />

1- المرونة:‏ وهي قدرة المؤسسة على تنويع منتوجاا،‏<br />

وتسويقها في الوقت المناسب.‏<br />

2- الإنتاجية:‏ يؤدي الاستثمار والاستغلال الأمثل للأصول<br />

المادية،‏ والتكنولوجية،‏ والبشرية إلى الرفع من الإنتاجية،‏<br />

وتحقيق أفضل المخرجات أو أجودها بأقل تكلفة ممكنة،‏ مما<br />

يؤثر إيجابا على الميزة التنافسية للمؤسسة.‏<br />

3- الزمن:‏ وهو سرعة الاستجابة لتلبية حاجات العميل.‏<br />

4- الجودة العالية:‏ وهي مدى قدرة المؤسسة على تقديم<br />

منتجاا بأعلى جودة ممكنة مقارنة مع المنافسين.‏<br />

‎2‎‏.إدارة الجودة الشاملة ومرتكزات التنافسية:‏<br />

تركز إدارة الجودة الشاملة باعتبارها نظام تسييري،‏<br />

واستراتيجية تنافسية ملائمة للمؤسسات الاقتصادية بمختلف<br />

أنواعها،‏ والهادفة إلى التكيف الايجابي مع المناخ الاقتصادي<br />

الحالي،‏ إلى امتلاك وتحسين ميزا التنافسية من خلال ما يلي:‏<br />

1.2. التحسين المستمر:‏ تؤكد فلسفة إدارة الجودة الشاملة<br />

على أهمية التحسين المستمر لمختلف الأنشطة والعمليات<br />

التسييرية في المؤسسات،‏ وذلك من خلال تدعيم البحث،‏<br />

والتطوير،‏ وتشجيع الإبداع،‏ وتنمية المعرفة،‏ والمهارات لدى<br />

الكفاءات البشرية في المؤسسة.‏<br />

2.2. التركيز على العميل:‏ وذلك من خلال ما يلي:‏<br />

أ-‏ التعرف الدائم على حاجياته الحالية،‏ والمتوقعة.‏<br />

ب-‏ ضرورة إنتاج سلع،‏ أو تقديمه خدمات مناسبة لهذه<br />

الحاجيات.‏<br />

ج-‏ قياس مدى رضا العميل عن جودة السلع،‏ أو الخدمات<br />

المقدمة.‏<br />

3.2. التركيز على الموارد والكفاءات البشرية:‏ وذلك عن<br />

طريق عماليات التدريب،‏ والتحفيز،‏ وتوفير بيئة العمل الملائمة<br />

للإبداع.‏<br />

4.2. المشاركة الكاملة:‏ تعد مشاركة جميع الأفراد والعمل<br />

الجماعي أداة فعالة لتشخيص المشاكل،‏ وإيجاد الحلول المثلى لها<br />

من خلال الاتصال المباشر بين الوظائف،‏ والاحتكاك المستمر<br />

بين العاملين.‏<br />

‎5.2‎‏.التعاون بدل المنافسة:‏ من خلال التعاون يمكن تحقيق<br />

التكامل بين جميع الوظائف،‏ والتعرف على احتياجات بعضها<br />

من الموارد المالية والبشرية،‏ والفنية المساعدة على دعم التحسين<br />

المستمر.‏<br />

6.2. اتخاذ القرار بناء على الحقائق:‏ إن تميز الأداء بشكل<br />

دائم يعد نتيجة لأداء تسيري فعال مبني على القرارات<br />

الصحيحة المعتمدة على دقة المعلومات،‏ وأولها المعلومات<br />

التسويقية،‏ ويضع الجودة الشاملة هدفا استراتيجيا ويسعى إلى<br />

تحقيقه.‏<br />

7.2. الوقاية بدل التفتيش:‏ إن تطبيق نظام إدارة الجودة<br />

الشاملة يساهم في تخفيض تكاليف الإنتاج،‏ وزيادة الإنتاجية<br />

بسبب اعتمد عنصر الوقاية في العملية الإنتاجية،‏ ومراقبة<br />

الانحرافات جميعها،‏ بما يساهم في مطابقة السلع المنتجة مع<br />

(15)<br />

المواصفات المعيارية.‏<br />

.2.1<br />

13


________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

المحور الخامس:‏<br />

استراتيجيات الجودة في المؤسسات الخدمية<br />

تعدد الاستراتيجيات التي يمكن للمؤسسة من خلالها<br />

تحقيق أهدافها الاستراتيجية ذات الصلة بالجودة،‏ وضمن هذا<br />

التحليل يمكن التطرق إلى ما يلي:‏<br />

1. التخطيط الاستراتيجي للجودة الشاملة:‏<br />

يقصد بالتخطيط الاستراتيجي للجودة الشاملة عملية<br />

وضع أهداف رئيسية للحصول على جودة طويلة الأجل،‏<br />

إضافة إلى القيام بخطوات رئيسية لتحقيق تلك الأهداف،‏ مع<br />

وضع مؤشرات،‏ ومقاييس مستويات الأداء،‏ وتتمثل مراحل<br />

وضع الخطة الاستراتيجية للجودة الشاملة في ما يلي:‏<br />

1.1. إعداد المرحلة:‏ حيث تقوم إدارة المؤسسة بإعداد بيئة<br />

العمل الداخلية من خلال نشر ثقافة الجودة والتأكيد على<br />

أهميتها الاستراتيجية.‏<br />

2.1. تطوير رسالة المؤسسة وتحديد أهدافها الاستراتيجية:‏<br />

وذلك لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للجودة.‏<br />

3.1. تحليل بيئة العمل الداخلية:‏ لتحديد نقاط القوة من أجل<br />

استثمارها،‏ ونقاط الضعف لمعالجتها.‏<br />

4.1. تحليل البيئة التنافسية:‏ إذ يجب تحليل مختلف عواملها،‏<br />

والتنبؤ باتجاهاا المستقبلية،‏ وتحديد مجالات الفرص الحالية،‏<br />

والمستقبلية لاستثمارها،‏ وكذا تحديد مجالات التهديد<br />

لمواجهتها.‏<br />

5.1. اختيار أحد استراتيجيات الجودة الشاملة الملائمة<br />

للظروف التنافسية:‏ والتي من أهمهما استراتيجية التميز،‏<br />

واستراتيجية التأهيل والتوافق مع المواصفات القياسية العالمية،‏<br />

وغيرها من الاستراتيجيات الأخرى.‏<br />

2. أهم استراتيجيات الجودة الشاملة:‏<br />

1.2. استراتيجية التميز:‏<br />

يقصد باستراتيجيةالتميز تلك الاستراتيجية التي<br />

تسعى بموجبها المؤسسة إلى التفرد في تقديم سلعة أو خدمة<br />

معينة للزبائن على مستوى بعض الجوانب المهمة لديهم مقابل<br />

سعر مرتفع،‏ وبالتالي دف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق تميز<br />

في السوق أساسه الجودة العالية للمنتوج.‏<br />

إن نجاح تطبيق هذه الاستراتيجية يتوقف على عاملين وهما:‏<br />

1.1.2. عوامل داخلية منها:‏<br />

أ-‏ الاستخدام الأمثل للموارد،‏ والكفاءات البشرية،‏ وتشجيعها<br />

على الإبداع،‏ والتطوير،وكذا تنمية بيئة ملائمة للاستغلال<br />

الجيد لقدراا،‏ ومهارا.‏<br />

ب-‏ دعم جهود البحث،‏ والتطوير لتحسين جودة المنتوج،‏ أو<br />

الخدمة المقدمة،‏ وتنويع استخداماا.‏<br />

ج-‏ تطوير نظام المعلومات التسويقي بما يسمح بالتعرف<br />

المستمر على أذواق واحتياجات المستهلكين المتغيرة.‏<br />

د-‏ انتقاء المواد الأولية،‏ والموارد التكنولوجية،‏ والكفاءات<br />

البشرية الضرورية لإحداث تحسين مستمر في الجودة الشاملة.‏<br />

ه-‏ تحسين الأداء الإنتاجي للتغلب النهائي على العيوب<br />

والأخطاء.‏<br />

2.1.2. عوامل خارجية منها:‏<br />

أ-‏ مدى إدراك العملاء لفرق القيمة بين منتوج،‏ أو خدمة<br />

المؤسسة مقارنة بمنتوج المنافسين.‏<br />

ب-‏ مدى تنوع استخدامات المنتوج،‏ أو الخدمة،‏ وتوافقها مع<br />

رغبات المستهلكين.‏<br />

ج-‏ مدى قلة المؤسسات المنافسة المنتهجة لنفس<br />

الاستراتيجية.‏<br />

استراتيجية التأهيل والتوافق مع المواصفات القياسية<br />

العالمية:‏<br />

أتت تحولات المنافسة العالمية إلى سعي المؤسسات<br />

الاقتصادية بمختلف أنواعها إلى تبني استراتيجية للجودة تؤدي<br />

عالمي على فعالية<br />

إلى حصولها على شهادة<br />

نظامها التسيري المتطابق مع متطلبات الإدارة بالجودة الشاملة.‏<br />

ISO9000 كدليل<br />

(16)<br />

.2.2<br />

مستويات المواصفة<br />

تعتبر ISO 9000 من سلسلة المواصفات التي تختص<br />

بإدارة الجودة الشاملة في قطاع الصناعة،‏ والخدمات والتي<br />

تنقسم إلى مجموعة مواصفات تختلف حسب درجة شمولية كل<br />

منها،‏ وأهم تلك المواصفات ما يلي:‏<br />

التي تطبق على المؤسسات التي تقوم<br />

بالإنتاج الصناعي،‏ و الخدمة،‏ والتركيب،‏ والتصميم،‏<br />

حيث أكبر المواصفات شمولية.‏<br />

التي تطبق على المؤسسات التي تقوم بنفس<br />

الأنشطة السابق ذكرها في ،ISO9001 فيما عدا نشاط<br />

التصميم.‏<br />

تطبق على المؤسسات التي تقوم بالأنشطة<br />

المتعلقة بمنظومة الجودة في مجال التفتيش والاختبارات النهائية.‏<br />

فهي تختص بضمان الجودة في الإنتاج<br />

والتركيب والخدمة.‏<br />

ISO9000 2.2.2. في الخدمات:‏<br />

أفردت مواصفة للإيزو خاصة بالخدمات وهي<br />

المواصفة(‏ ISO90<strong>04</strong> جزء‎2‎‏)،‏ وسميت عناصر جودة الإدارة<br />

ونظام الجودة إرشادات للخدمات،‏ إذ يعد تحولا رئيسيا في<br />

الاتجاهات العالمية تجاه قياس الجودة في المؤسسات الخدمية،‏<br />

:ISO9000<br />

.1.2.2<br />

: ISO 9001<br />

:ISO 9002<br />

-<br />

-<br />

:ISO9003 -<br />

:ISO90<strong>04</strong> -<br />

14


____________________________________________________________________________________________________<br />

إدارة الجودة الشاملة (TQM) في المؤسسات الخدمية<br />

1. الاستنتاجات:‏<br />

.1.1<br />

2 الملاحظة<br />

حيث توضح المواصفة ‏(جزء 12) الخصائص التالية<br />

كمتطلبات كمية يسهل تحديدها في مؤسسات تقديم الخدمة:‏<br />

أ-‏ الطاقة الإنتاجية ‏(عدد العاملين،‏ والمستلزمات المستخدمة في<br />

أداء الخدمة).‏<br />

ب-‏ وقت انتظار العميل،‏ ووقت عملية الخدمة،‏ وتسليمها.‏<br />

هذا إضافة لخصائص نوعية أخرى هي:‏ أسلوب الاستجابة<br />

لطلب العميل،‏ سهولة نيل العميل للخدمة،‏ الود،‏ والاحترام<br />

والبشاشة،‏ والراحة،‏ والاعتبارات الجمالية في مكان تقديم<br />

الخدمة،‏ والتمكن،‏ والنواحي الفنية في أداء الخدمة،‏ والمصداقية،‏<br />

والاتصال الفعال،‏ والحفاظ على صحة وسلامة العملاء.‏<br />

3.2.2. خطوات الحصول على شهادة<br />

بجودة الخدمة:‏<br />

يعد الحصول على شهادة<br />

الخدمات مؤشر على أن للمؤسسة الخدمية نظام متكامل<br />

للجودة أساسه إرضاء العملاء ‏(الداخليين،‏ والخارجيين)‏ عن<br />

طريق التحسين المستمر،‏ وأا ذات ميزة تنافسية.‏<br />

إن استراتيجية التوافق مع ISO90<strong>04</strong> المتعلقة بجودة<br />

الخدمات تتطلب إتباع الخطوات التالية:‏<br />

أ-‏ مرحلة التخطيط:‏ حيث يتم ضمن هذه المرحلة ما يلي:‏<br />

- إقناع الإدارة العليا بضرورة إنشاء نظام للجودة يتطابق مع<br />

المواصفة<br />

- تحديد جهة الاعتماد المانحة للشهادة.‏<br />

- تعيين مسئول الإدارة لقيادة عملية التأهيل للحصول على<br />

المتعلقة بجودة الخدمات.‏<br />

شهادة<br />

ب-‏ مرحلة التطابق:‏ ويتم من خلالها ما يلي:‏<br />

نظام الجودة القائم في المؤسسة،‏ مع معاينة وفحص<br />

وثائق الجودة بما في ذلك دليل الجودة للتعرف على انحرافات<br />

الأداء.‏<br />

- تحديد نقاط القوة والضعف في نظام الجودة.‏<br />

- التطبيق الفعلي لمبادئ الجودة الشاملة،‏ والذي يتفق مع<br />

2) المتعلق بجودة الخدمات.‏<br />

المواصفة<br />

ج-‏ مرحلة التسجيل للحصول على الشهادة:‏<br />

- يتم في هذه المرحلة مراجعة نظام الجودة مع استكمال<br />

شروط التسجيل.‏<br />

- وضع الجدول الزمني لعملية المراجعة.‏<br />

التنسيق مع فريق المراجعة التابع لجهة التسجيل.‏<br />

د-‏ مرحلة المتابعة:‏<br />

بعد منح شهادة(‏ISO90<strong>04</strong>‎ جزء 2) المتعلقة بجودة<br />

الخدمة،‏ يتم مراجعة نظام الجودة على فترات دورية ‏(عادة كل<br />

أشهر)‏ للتأكد من فعالية تطبيق نظام الجودة.‏<br />

المحور السادس:‏ الاستنتاجات والتوصيات<br />

إن منهج إدارة الجودة الشاملة له أهمية خاصة في جميع<br />

المؤسسات ‏(الصناعية والخدمية)،‏ كونه من المداخل التطويرية<br />

الحديثة التي تحقق الفاعلية المطلوبة في جميع مستويات النشاط<br />

بالمؤسسة.‏<br />

2.1. إن السبب في قلة الدراسات التي تناولت موضوع إدارة<br />

الجودة الشاملة في قطاع الخدمات قياسا بالقطاع الصناعي،‏ قد<br />

يعود إلى صعوبة تطبيق هذا المفهوم في هذا القطاع لما تمتاز به<br />

الخدمات من خصائص معينة،‏ لذا يتوجب عل الباحثين في هذا<br />

اال بذل مجهودات أكبر من أجل تحسين الجودة في<br />

مؤسسات تقديم الخدمة عن طريق ضبط مقاييس للجودة والتي<br />

تلائم وطبيعة كل خدمة.‏<br />

3.1. إن متطلبات الجودة الشاملة لم تعد مسألة فنية تتعلق<br />

بالتصنيع،‏ أو إنتاج السلع،‏ بل أصبحت تمثل مطلبا إنسانيا<br />

مهما،‏ إذ امتدت تطبيقاا إلى مؤسسات تقديم الخدمة،‏ وحتى<br />

إلى المؤسسات غير الهادفة للربح.‏<br />

4.1. تشكل إدارة الجودة الشاملة عاملا أساسيا في تطوير<br />

وديمومة المؤسسات بمختلف أنواعها ذلك لما تشكله من أهمية<br />

في امتلاك وتحسين الميزة التنافسية للمؤسسات،‏ ‏(صناعية<br />

كانت أم خدمية)،‏ وقدرا على مواجهة المؤسسات المنافسة<br />

الأخرى.‏<br />

5.1. تشكل إدارة الجودة الشاملة أسلوبا إداريا،‏ وفلسفيا<br />

متكاملا أمام مختلف المؤسسات بما فيها مؤسسات تقديم<br />

الخدمة،‏ فهي محصلة الأهداف الاستراتيجية من خلال<br />

المشاركة الفعالة لجميع الأفراد في المؤسسة وصولا في النهاية<br />

لتحقيق رضا الزبون وكسب تطلعاته.‏<br />

2. التوصيات:‏<br />

1.2. ضرورة اعتماد المؤسسات الخدمية تقنية إدارة الجودة<br />

الشاملة كأسلوب إداري متطور بدلا من الأساليب التقليدية<br />

للإدارة من أجل الوصول إلى التحسين المستمر في جميع<br />

مستويات النشاط بالمؤسسة.‏<br />

2.2. ضرورة قيام إدارات المؤسسات الخدمية بإعداد وتوثيق<br />

نظام الجودة،‏ وسياسة الجودة،‏ ودليل الجودة،‏ وتعميمه<br />

في المؤسسة لغرض الإطلاع عليه،‏ وإبداء وجهات النظر حوله،‏<br />

والاتفاق عليه قبل البدء في عملية التنفيذ.‏<br />

‎3.2‎‏.إن التدريب على إدارة الجودة الشاملة أمرا ضروريا لكل<br />

فرق العمل المعنية بذلك،‏ حيث أن بناء الفريق هو عنصر<br />

محوري للعملية،‏ والطريق الصحيح لإيجاد الحلول لمشاكل<br />

العمل المطروحة.‏<br />

ISO90<strong>04</strong> المتعلقة<br />

(ISO90<strong>04</strong>) لجودة<br />

(17)<br />

ISO 90<strong>04</strong> لجودة الخدمات.‏<br />

ISO90<strong>04</strong>) جزء (2<br />

ISO90<strong>04</strong>) جزء<br />

- تقييم<br />

-<br />

06<br />

15


________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

4.2. النظر<br />

لإدارة الجودة الشاملة كهدف استراتيجي يبدأ<br />

بالإدارة العليا،‏ وينتهي بأخر فرد في المؤسسة.‏<br />

5.2. الانفتاح على التجارب الدولية في مجال الجودة خاصة في<br />

مجال الخدمات للاستفادة من تطبيقاا.‏<br />

6.2. يقترح الباحث على مؤسسات تقديم الخدمة الاجتهاد<br />

والسعي تجاه تحسين نوعية خدماا لتتوافق مع المواصفة الدولية<br />

المتعلقة بجودة الخدمات،‏ وأن تقدم طلبا<br />

لمنظمة التقييس الدولية للحصول على هذه الشهادة لما لها من<br />

فوائد ومزايا.‏<br />

7.2. استحداث جائزة وطنية للجودة في مجال الخدمات دف<br />

إطلاق مجالات التنافس،‏ وتفجير القدرات الذاتية لمؤسسات<br />

تقديم الخدمة.‏<br />

: الخلاصة<br />

إن تطبيق إدارة الجودة الشاملة في قطاع الخدمات<br />

يستدعي اهتمام أكبر من طرف الباحثين فيما يتعلق بالجهود<br />

نحو تحسين الجودة،‏ وإداراا قياسا بالقطاع الصناعي،‏ وأن يتم<br />

التركيز بالخصوص حول تحليل الخدمة،‏ وخصائص تقديمها،‏<br />

وضبط مقاييس للجودة تتلائم وطبيعة هذه الخصائص،‏ كما<br />

أثبتت الدراسات أن لجودة الخدمة تأثيرا مباشرا على ربحية<br />

المؤسسة،‏ ومركزها التنافسي،‏ وحصتها السوقية.‏<br />

ISO90<strong>04</strong>) جزء‎2‎‏)‏<br />

المصادر والإحالات المعتمدة:‏<br />

358، مصر،‏<br />

.13<br />

2002<br />

1- توفيق ماضي محمد،‏ تطبيقات إدارة الجودة الشاملة في المنظمات الخدمية،‏ مجلة المنظمة العربية للتنمية الإدارية،‏ العدد<br />

ص،‏<br />

2- مصطفي أحمد السيد،‏ إدارة الإنتاج والعماليات في الصناعة والخدمات،‏ الدار الجامعية،‏ مصر،‏<br />

‎3‎‏-مصطفي أحمد السيد،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص<br />

4- توفيق ماضي محمد،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص<br />

5- السلمي على،‏ إدارةالتميز،دار غريب للنشر،‏ مصر،‏<br />

6- توفيق ماضي محمد،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص<br />

7- مصطفي أحمد السيد،‏ إدارة الجودة الشاملة والإيزو 9000 دليل عملي،‏ الدار الجامعية،‏ مصر،‏<br />

8- هادي صلاح عباس،‏ إدارة الجودة الشاملة مدخل نحو أداء منظمي متميز،‏ المؤتمر الدولي الثاني حول الأداء المتميز للمنظمات<br />

والحكومات أيام،‏ 2005، جامعة ورقلة،‏ ص<br />

9- فرانسيس ماهوني،‏ كارل جي ثور،‏ ترجمة عبد الحكيم أحمد الخزامي،‏ ثلاثية الجودة الشاملة،‏ دار الفجر للنشر والتوزيع،‏ مصر،‏<br />

،1999 ص .28<br />

1998، ص‎26‎‏.‏<br />

،2002 ص .125<br />

.157<br />

.29<br />

.15<br />

.16<br />

.19<br />

، ص .127<br />

9،8 مارس<br />

،1999 ص .251<br />

-10<br />

السلمي على،‏ مرجع سبق ذكره<br />

11- بن عيشاوي أحمد،‏ إدارة الجودة الشاملة مدخل لتطوير الأداء الإداري للمنظمات،‏ المؤتمر الدولي الثاني حول الأداء المتميز<br />

للمنظمات والحكومات،‏ أيام 2005، جامعة ورقلة،ص‎510‎‏.‏<br />

توفيق ماضي محمد،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص<br />

13- خالد بن سعيد عبد العزيز،‏ إدارة الجودة الشاملة،‏ مكتبة الملك فهد الوطنية،‏ السعودية،‏<br />

14- خالد بن سعيد عبد العزيز،‏ المرجع السابق،‏ ص<br />

15- سملالي محمد يحضية،‏ إدارة الجودة الشاملة مدخل لتطوير الميزة التنافسية للمؤسسات الاقتصادية،‏ الملتقي الوطني الأول حول<br />

المؤسسة الاقتصادية وتحديات المناخ الاقتصادي الجديد،‏ أيام 2003، جامعة ورقلة،‏ ص<br />

16- سملالي محمد يحضية،‏ المرجع السابق،‏ ص<br />

أحمد السيد،‏ إدارة الجودة الشاملة والإيزو دليل عملي،‏ الدار الجامعية،‏ مصر،‏<br />

،1998 ص .88<br />

،1997 ص .84<br />

.178<br />

23، 22 أفريل<br />

9000<br />

.88<br />

.180<br />

9 ،8 مارس<br />

-12<br />

17- مصطفى<br />

16


_______________________________________________________________________<br />

التحديات المعاصرة لإعداد واستخدام المعلومات المحاسبية في الشركات متعددة الجنسيات<br />

<br />

<br />

د.عبيرات مقد م:‏ -<br />

ا.‏ رمضاني لعلا<br />

ا.‏ شنوف شعيب<br />

جامعة الأغواط<br />

جامعة الأغواط<br />

جامعة الأغواط<br />

- :<br />

- :<br />

مقدمة :<br />

إن الظاهرة التي نعيشها اليوم هي التغير المتزايد والسريع في<br />

كل جوانب الحياة مما يتطلب الأمر معه حتمية التغير في<br />

لأنظمة المستخدمة ومن بين هذه النظم تظهر نظم المعلومات<br />

المحاسبية,هذا التطور يتطلب منا فحصا موضوعيا للمشاكل<br />

والتحديات التي تواجهها هذه النظم لإيجاد طرق جديدة<br />

لتحسين جودة المعلومات التي توفرها هذه النظم المحاسبية<br />

فخلال العشرية الأخيرة حدثت تغيرات جوهرية في أنظمة<br />

المعلومات فمن ناحية ازداد الطلب على المعلومات من حيث<br />

كميتها ونوعيتها نتيجة لزيادة في حجم الوحدات الاقتصادية<br />

وتزايد التعقيد في هيكلها التنظيمي.‏<br />

ومن جهة أخرى ازداد ت قدرة المعلومات على تلبية<br />

الاحتياجات المعروضة عليها نتيجة لاستخدام المعلوماتية ونظرا<br />

للتطورات الحديثة التي امتدت ميادين تتعامل مع بيانات مالية<br />

وبيانات غير مالية واستخدام أساليب كمية جديدة على<br />

الميادين التقليدية للمحاسبة كان من الضروري التوقف<br />

للتحديد نطاق المحاسبة.‏ بينما يزال حتى الآن ما يعتبر وما لا<br />

يعتبر من مضمون المحاسبة خاضع للتقدير الشخصي.‏<br />

وتحديد دور المحاسبة في أنظمة المعلومات الذي يخدم هدفين<br />

محاولة تحسين الأداء المحاسبي وتحديد الصلاحيات والكفاءات<br />

اللازمة في محاسب المستقبل حتى يقوم بدوره بفعالية ومن<br />

خلال هذه المقدمة يمكن طرح التساؤلات التالية :<br />

ماهو أثر استخدام المعلوماتية على النظام المحاسبي ومهنة<br />

المحاسبة؟<br />

ماهي تحديات إعداد واستخدام التقارير المالية والوقت<br />

المناسب لتقديمها ؟<br />

ماهي المتطلبات اللازمة لإعداد واستخدام المعلومات<br />

المحاسبية في الشركات متعددة الجنسيات ؟<br />

لمعالجة هذه التساؤلات نحاول عرضها في المحاور التالية.‏<br />

أولا-‏ اثر استخدام المعلوماتية على النظام المحاسبي<br />

:<br />

يمكن التطرق إلي العناصر التالية لمعالجة الإشكالية<br />

طبيعة النظام المحاسبي النظام المحاسبي هو تنظيم<br />

للنماذج والسجلات والتقارير الملحقة لتسهيل إدارة الأعمال<br />

والهدف من النظام المحاسبي هو تقديم المعلومات عن تكلفة<br />

إنتاج السلع المختلفة للشركات الصناعية،‏ وفي البنوك يتطلب<br />

الأمر تقديم معلومات عن الودائع المقدمة والشيكات<br />

المسحوبة والاستثمارات التي تمت وعموما فان كل نظام<br />

محاسبي يتكون من<br />

مجموعة النماذج المطبوعة مثل الفواتير والشيكات<br />

والتقارير التي تستخدم لوضع نظام محاسبي ؛<br />

مجموعة من الدفاتر من أجل تسجيل القيود اليومية الأولية<br />

هذه الدفاتر تتكون من عدد كبير من اليوميات المساعدة؛<br />

مجموعة من دفاتر الأستاذ يتم تسجيل المعلومات فيها كما<br />

يتم تلخيصها وتجميعها تحت أسماء الحسابات ؛<br />

مجموعة من التقارير أو الوثائق الشاملة مثل ميزان المراجعة<br />

الميزانية قوائم جدول حسابات النتائج.‏<br />

:<br />

1<br />

:<br />

:<br />

-1<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الأسس العامة التي يقوم عليها أعمال تصميم الأنظمة<br />

المحاسبية يمكن الأخذ بعين الاعتبار العناصر التالية وذلك<br />

حسب التسلسل التاريخي.‏<br />

- 2<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

تحليل العمليات الخاصة بالمشروع ؛<br />

تجميع العمليات في النماذج والسجلات المناسبة ؛<br />

وضع اختيارات داخلية مناسبة تغطي العمليات ؛<br />

تسجيل في الدفاتر العمليات امعة على النماذج ؛<br />

تسليم التقارير المحاسبية والتقارير الإحصائية من واقع<br />

العمليات المسجلة ؛<br />

المراجعة الداخلية المستمرة والمراجعة الخارجية من نظام<br />

2<br />

المحاسبي.‏<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

17


___________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

9<br />

:<br />

-<br />

9<br />

-<br />

3<br />

اثر استخدام الحاسوب على النظام المحاسبي:‏ يحتاج<br />

الحاسوب إلى عدد محدود من العمال ذو الخبرة المتخصصة في<br />

مهام تحليل وتصميم الأنظمة ووضع البرامج وتشغيل الحاسوب<br />

وتحضير البيانات بينما يتطلب النظام اليدوي عدد ضخم من<br />

العمال في عملية تحضير واثبات وترحيل واستخراج الأرصدة<br />

ومراجعة العمليات المالية المختلفة.‏<br />

- 4<br />

تغذية النظام بالبيانات:‏ يتم تسجيل البيانات في النظام<br />

اليدوي مباشرة في الدفاتر إما في شكل مفردات أو في شكل<br />

مجاميع ملخصة لها<br />

وفي حالة الإعداد الالكتروني للبيانات لايستطيع الحاسوب<br />

إعداد البيانات التغذية المباشرة بل يجب تحويلها إلى وسيط<br />

يقبله مثل البطاقات والشرائط ويمكن استخدام هذه البيانات<br />

لإعداد عدة تقارير مما يؤدي إلى احتمالات تقليل الخطأ<br />

.<br />

3<br />

-<br />

تسلسل عمليات الإعداد:‏ في النظام اليدوي يتداول<br />

المستندات الأولية عدد كبير من الأفراد أما في النظام<br />

الالكتروني فإذا ما تم إدخال بيانات التغذية للنظام تتم كافة<br />

العمليات بواسطة الحاسوب بسرعة ودقة غير قابلة للمقارنة<br />

بالنظام اليدوي وبدون تدخل كبير من أخصائي التشغيل .<br />

-5<br />

6<br />

إعداد البيانات:‏ يتطلب النظام اليدوي في تصميمه<br />

الحصول على مجموعة من الدفاتر ثم انتظار الوصول البيانات<br />

ليتم معالجتها محاسبيا.‏<br />

أما في الأنظمة المستخدمة لنظام المعلوماتية فيحتاج الأمر إلى<br />

تحليل المهام وتوجيه عناية خاصة للمفردات غير العادية لذلك<br />

يحتاج الأمر إلى مجهودان اكبر ا ما عملية تصميم النظام<br />

الالكتروني فعادة لا يتم بواسطة محاسب بل قد يتم بواسطة<br />

خبير أخصائي أو بواسطة مهندسي الإنتاج<br />

.<br />

4<br />

:<br />

5<br />

الوقت المتاح للمحاسبين لدراسة البيانات وتحضيرها<br />

لاتخاذ القرارات:‏ يتميز النظام الالكتروني بالدقة والسرعة<br />

الفائقة للمحاسبين من إلقاء أعباء أداء العمليات الروتينية على<br />

عاتق الآلة مما يسمح لهم بالتفرق لدراسة تحليل النتائج والقيام<br />

بالمهام الأكثر إنتاجية ، أما في النظام اليدوي ينصب اهتمام<br />

المحاسبين على التحقيق من الدقة الحسابية للبيانات والى تكوين<br />

الموازين التي تمكن من اكتشاف الأخطاء وينفق معظم وقته في<br />

- 7<br />

تجميع وتبويب وتحقيق البيانات واستخراج النتائج مما يجعل<br />

6<br />

الوقت المخصص للإعمال الأكثر إنتاجية وفعالية ضئيل جدا.‏<br />

مركزية الأرشيف يميل الوضع في الأنظمة اليدوية في<br />

الاحتفاظ كل إدارة بمستنداا الخاصة هبا ، أما في النظام<br />

الإلكتروني فنظرا لمركزية إعداد البيانات ، يتطلب الأمر جعل<br />

الحفظ المستندات<br />

مركزيا،‏ حيث تحتاج عمليات الحفظ إلى مواصفات خاصة<br />

يصعب توفرها لكل إدارة على حدا<br />

تحليل البيانات إذا كان النظام الإلكتروني قاصرا<br />

على تلبية الطلبيات العشوائية ، أو غير المتكررة بكفاءة إلى انه<br />

من الناحية الأخرى يتمتع بميزة المرونة في إعداد التقارير<br />

الإحصائية والتخطيطية ، بحيث يستطيع الحاسوب ، إعداد<br />

البيانات تحليليا في أي نمط مطلوب في ظل البرامج الموضحة<br />

8<br />

له.‏<br />

تكامل أنظمة إعداد البيانات : ونعني بتكامل النظام<br />

إعداد البيانات تجمع البيانات الأولية من مصادرها و ترميزها<br />

بطريقة تمكن من تلبية كافة احتياجات تحليل البيانات ثم<br />

تحويلها إلى مركز إعداد البيانات حيث يتم بيه إعداد كافة<br />

التقارير اللازمة للمشروع.‏<br />

ثانيا ضرورة استخدام الحاسوب في الأنظمة المحاسبية:‏<br />

-10<br />

يمكن القول انه أصبح استعمال المعلوماتية ضرورة حتمية في<br />

الأنظمة المحاسبية وذلك في أكبر الشركات العالمية ومن بين<br />

أهم الأنظمة<br />

يمكن توضيح العلاقة التي تربط بين الحاسوب والنظام المحاسبي.‏<br />

.BUSNISS OBJECTS 11<br />

،Oracle 10<br />

:<br />

-1<br />

2<br />

العلاقة بين الحاسوب وتطور المحاسبة : حتى وقت قريب<br />

كان ينظر إلى المحاسبة أا تم بمسك الدفاتر والسجلات<br />

للعمليات الماضية وأن مهمتها هي التأكد من دقة الأرقام التي<br />

تظهر بالقوائم المالية ، دون الاهتمام بدرجة كبيرة بمدى<br />

ارتباط المعلومات التي تنتجها الو ضيفة المحاسبية بتخطيط<br />

لمستقبل المشروع ، وحاليا يواجه المحاسبون حقيقة وهي أن<br />

نوع المعلومات التي كانت تنتج في الماضي قد لا تكون مرتبطة<br />

باحتياجات مستعملي هذه المعلومات ، ونلاحظ أن تركيز<br />

مهنة المحاسبة تتحول من مسك الدفاتر الدقيقة إلى تقديم<br />

12<br />

المعلومات التي يحتاجها متخذو القرارات<br />

- استخدام الحاسوب في مهام رقابة المحزونات وحسابات<br />

العملاء<br />

تستعمل الشركات الكبرى حاليا مجموعة من الأنظمة<br />

المعلوماتية المتطورة لمتابعة سير المحزونات بشكل فعال وذلك<br />

من خلال تتبع الطلبيات ومراقبة وصول الاستلام من خلال<br />

أنظمة جد متطورة أهمها نظام و<br />

OPMAN<br />

MAXIMO<br />

.<br />

13<br />

- 8<br />

18


_______________________________________________________________________<br />

التحديات المعاصرة لإعداد واستخدام المعلومات المحاسبية في الشركات متعددة الجنسيات<br />

- التحويل<br />

-<br />

:<br />

-3<br />

-<br />

-<br />

-<br />

4<br />

أمن المعلومات يعتبر استخدام المعلوماتية والحسابات<br />

الإلكترونية من أحد سمات المشروعات الحديثة ، فالتقدم<br />

التكنولوجي في المراحل الإنتاجية والتسويقية والمالية يستلزم<br />

الحصول على بيانات فورية ودقيقة تمكن إدارة المؤسسات من<br />

اتخاذ القرارات ، وفي هذا الإطار يمكن أن نتكلم عن مخاطر<br />

المعلومات بحيث يلزم في هذا اال العديد من الأسئلة<br />

الجوهرية:‏<br />

كيف يمكن الحكم على جودة المعلومات المقدمة للإدارة؟<br />

وماهية طبيعة المخاطر المرتبطة بالمعلومات ؟<br />

وما هو دور كل من معدي المعلومات ومستخدميها في<br />

التقليل من هذه المخاطر ؟<br />

:<br />

- معركة الحسابات الإلكترونية الحرب القادمة صناعية<br />

وميداا الحسابات الإلكترونية ، وفقا للعديد من الاقتصاديين<br />

، فإن أهم صناعة للعالم بعد البترول والسيارات ، ستكون<br />

الحسابات الإلكترونية أكبر استثمار منفرد في الشركات<br />

الحديثة ، والفجوة التكنولوجية بين الدول العربية والدول<br />

المتقدمة معروفة إلا أن أكبر تأخر موجود في ميدان الحسابات<br />

الإلكترونية ونظام المعلوماتية ، وبالتالي أكبر تحدي يوجهنا<br />

اليوم هنا بناء مجتمع ما بعد التصنيع<br />

.<br />

14<br />

-<br />

ثالثا-‏ مظاهر التغير في شركات الأعمال<br />

تركت تكنولوجية المعلومات أثرها على كل شئ ، ومن<br />

خلال ذلك مهنة المحاسبة ، سواء في مجالات التطبيق أو التعليم<br />

أو البحوث<br />

وقد بدأت تكنولوجيا المعلومات في مجال الصناعة في عام<br />

‎1970‎م وفي مجال الخدمات عام ‎1980‎م وفي مجال المحاسبة<br />

‎1990‎م أن المسيرين والمدراء يحتاجون إلي أنواع جديدة من<br />

المعلومات ، ولذالك فان المحاسبة الداخلية والخارجية يجب أن<br />

تتغير بحيث تصبح خدمة المعلومات المحاسبية أكثر ملائمة<br />

وفائدة.‏ لكن السؤال الذي يطرح هو كيف نستخدم<br />

تكنولوجيا المعلومات بفعالية لتحقيق التغير المطلوب ؟ مزال<br />

هذا السؤول دون إجابة محددة ويمثل تحديا صعبا لمهنة المحاسبة<br />

وفي هذا الإطار يمكن عرض العناصر المهمة التالية :<br />

طبيعة وعرض التنظيم لمسؤولية المحاسبة يمكن القول بان<br />

الهدف الرئيسي للتنظيم يمكن في إيجاد قيمة للسلع والخدمات،‏<br />

وبغض النظر عنى نوعية السلع والخدمات المقدمة فان كل<br />

تنظيم لديه ثلاثة أنواع رئيسية من العمليات هي<br />

أو الاقتناء ، التسديد أو الدفع<br />

أو التصنيع<br />

البيع،‏ التحصيل<br />

- عمليات ا لتغير والحاجة إلي التغير تشمل المعلومات حسب<br />

العمليات الإدارية العناصر التالية التسجيل،‏ الحفظ،‏ التقرير<br />

وعندما يحدث التكامل بين كل الأعمال،‏ المعلومات والإدارة<br />

فان ذالك يساعد علي تحقيق الأهداف المرغوبة.‏<br />

:<br />

:<br />

)<br />

-5<br />

الدعوة إلي التغيير أن توفير القيمة للعملاء أصبح<br />

التحدي الحقيقي الأساسي في عالم اليوم،‏ هذه التغيرات يمكن<br />

أن تمس جملة من العناصر كالمنافسة،‏ احتياجات العملاء،‏<br />

التنظيمات،‏ إخطار التشغيل طلبات الموظفين،‏ بالإضافة إلي<br />

التشريعات والقوانين<br />

رابعا-‏ التحديات المعاصرة لإعداد واستخدام التقارير المالية<br />

في مجال تقييم المعلومات المحاسبية التي تتضمنها التقارير المحاسبة<br />

الحالية عجز المعلومات الحالية عن مقابلة التغيرات في النظم<br />

التصنيعية والبيئية إن التطور التكنولوجي أدى إلى التغيرات في<br />

عمليات الإنتاج في معظم المؤسسات بما يساعد على تحقيق<br />

أهداف الجودة والتسليم والمرونة في مقابلة احتياجات العملاء<br />

هذه التغيرات سببت العديد من المشاكل من أهمها<br />

الاستثمارات في التقنية المتقدمة وكيفية حساب تكاليف<br />

الإنتاج وكيفية تعديل نظم الرقابة ومقاييس الأداء هبدف<br />

15<br />

تزويد المدراء بالمعلومات الضرورية في الوقت المناسب.‏<br />

-1<br />

حدود الاستفادة من نظم تكاليف الإنتاج التقليدية :<br />

تقوم الشركات اليوم بإنتاج عدد كبير من المنتجات والعمل<br />

المباشر يمثل فقط جزءا صغيرا من التكاليف الكلية في الوقت<br />

الذي ازدادت فيه أهمية التكاليف الإضافية ويصعب مع هذا<br />

الموقف تبرير تحميل التكاليف الإضافية على أساس تكاليف<br />

العمل المباشر ومثل هذا الموقف يتطلب توفير معلومات أكثر<br />

دقة حول خليط الإنتاج والقرارات الأخرى ذات التأثير على<br />

16<br />

ربحية المؤسسة.‏<br />

ضرورة الاهتمام بالبيئة الخارجية:ان المحاسبة قد<br />

وضعت نفسها في مأزق عندما ركزت اهتماماا نحو<br />

المقارنات الداخلية للتكاليف والإيرادات وأعطت اهتماما أقل<br />

للمعطيات الخارجية والبيئة التي تعمل بداخلها المؤسسة هذا<br />

النقص أدى الى إعداد تقارير إضافية حول أسواق المنشآت<br />

والمؤسسات المنافسة لذلك فان المدراء يحتاجون الى توضيح<br />

بواسطة من ، وبكم ، ولماذا يكسبون أو يخسرون)‏ أن<br />

-2<br />

:<br />

- الشراء<br />

19


___________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

الممارسات الحالية لا توفر مثل هذه المعلومات بالإضافة الى ما -<br />

سبق فان مهنة المحاسبة تواجه عددا من التحديات أهمها:‏<br />

المعلومات المحاسبية مطلوبة في جميع المؤسسات الصناعية<br />

‏.التجارية,‏ والخدمية.‏<br />

17<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-3<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

أن معظم ما تقوم هبي المهنة يمثل امتدادا طبيعيا لمرحلة<br />

التفكير ما قبل الكمبيوتر وإذا ما اتجه تغير المحاسبة نحو<br />

التغير أساليبها لتواكب مع متطلبات تكنولوجيا المعلومات<br />

عندئذ يمكن أن يدفع حل محل مهن أخرى.‏<br />

وعلى هذا الأساس فعلى المحاسبة أن تحاول اعادت النظر<br />

في كيف يتم جمع وتخزين وتوفير المعلومات للمستخدمين<br />

لأن عملية الاتصال بين مهنة المحاسبة وبين عملائها<br />

والصالح العام هو ما يسمى بفجوة التوقع.‏<br />

ان مهنة المحاسبة في حاجة الى تعديل لغة تقرير المراجعة<br />

التي تخدم المتعاملين منها حت تمكن الغير من قراءة<br />

التقارير المحاسبية والمالية عن طريق المعلوماتية<br />

أهم الاعتبارات الأساسية التي يجب على المحاسبين<br />

مراعاا عند إعداد التقارير<br />

إدراك المحاسبين لأهمية هذه التقارير<br />

التركيز على تحليل الانحرافات هبدف الرقابة على<br />

العمليات<br />

ماهو الشكل الذي يمكن أن تتخذه هذه التقارير؟<br />

اعتاد المحاسبين على التفكير والإفصاح في شكل رقمي و<br />

كمي من خلال التقارير المالية المتعارف عليها فيما بينهم<br />

بينما هناك تقارير إضافية لا تؤدي الى نتائج كمية<br />

بالضرورة والتي يعرفها المحاسبون<br />

يجب إعداد التقارير مع مراعاة الأداء الاجتماعي وهو ما<br />

يعرف بالنشر الاجتماعي للخطة من اجل اتخاذ قرارات<br />

سليمة وفعالة<br />

لكن هل يجب أن تكون هذه التقارير إلزامية ؟ وماهو<br />

التوقيت المناسب لهذه التقارير؟ مثال على ذلك الدورة<br />

: المحاسبية<br />

- SONATRACH خلال سنة<br />

- BPAMOCO خلال شهر<br />

الدور المتوقع للإدارة والمحاسبة ومتطلبات سرعة<br />

التغيير في شركات الأعمال يمكن القول ان المحاسبة في<br />

خدمة الإدارة وذلك من حيث<br />

المدراء يحتاجون إلى المعلومات المحاسبية ويحتاجون الى<br />

كيفية استخدامها.‏<br />

المعلومات المحاسبية يمكن أن تساعد المدراء في تحديد<br />

المشكلات<br />

مثل هذه الأهمية للمعلومات المحاسبية يصعب معها تصور قيام<br />

المدراء بوظائفهم بدوا بحيث تمثل المحاسبة والمعلومات<br />

المحاسبية عنصرا أساسيا في العملية الإدارية.‏ ويترتب على ذلك<br />

فان مدراء المستقبل يجب أن ينظرون الى المحاسبة على أا احد<br />

الموضوعات الأساسية ويجب أن يدركوا كيفية استخدام<br />

المعلومات المحاسبية حتى يستطيعوا أداء والوظائف الإدارية<br />

بفعالة.‏ وبالتالي يمكن طرح السؤول التالي ، ماهو الدور<br />

المتوقع لمهنة المحاسبة؟ ومنه يجب مقابلة التقارير المالية الحالية<br />

باحتياجات المستقبل لان ظهور التكتلات الاقتصادية الكبرى<br />

والانفجار في التكنولوجيا والتعقيد في أنشطة منظمة الأعمال<br />

وعوامل أخرى قد نقلت التقارير المالية الى عهد جديد<br />

وظهرت الحاجة الى التحقق من أن المعلومات المحاسبية ذات<br />

مصداقية ولمواجهة ذلك بصورة جيدة ينبغي أن تكون نظم<br />

التقارير المالية تتسم بالحركية كما في الأسواق المالية ذاا.‏<br />

خامسا-‏ أهم الأنظمة المستعملة من طرف أكبر الشركات<br />

العالمية في مجال التسيير<br />

توجد أنظمة متعددة تساعد الشركات على عملية التسجيل<br />

المحاسبي وإعداد التقارير المالية ومتابعة تسيير المخزونات بشكل<br />

فعال ومن أهم هذه الأنظمة مايلي:‏<br />

18<br />

1- برنامج أوراكل:‏ ORACLE<br />

هو عبارة عن نظام يتمتع بقاعدة للمعطيات يمكن استخدامها<br />

في عملية التسيير المالي والإداري وهذا البرنامج يحتوي على<br />

مجموعة من المسؤوليات تستخدم كل مسؤولية في انجاز عمل<br />

معين وذلك على حسب الوظيفة التي يحتلها مستخدم<br />

Oracleهم هذه المسؤوليات مايلي:‏<br />

1- sonarco - AP resp - fournisserrs<br />

2- sonarco - AP util bancaire<br />

3- sonarco - GL consulter<br />

4- sonarco - GL resp - compte GL<br />

5- sonarco - GL - reporting<br />

ويمكن ملاحظة ان هذه المسؤوليات مقسمة حسب المعالم<br />

الموجودة والتي تتطلبها المحاسبة المالية بصفة عامة بحيث نجد<br />

المسؤولية تم بمحاسبة الموردين والثانية تم بالخزينة<br />

والمسؤولية الثالثة لإصدار التقارير و الرابعة تخص المحاسبة<br />

العامة والمسؤولية الخامسة تم بالتقارير لكن من زاوية المحاسبة<br />

التحليلية.‏<br />

:<br />

:<br />

.<br />

-4<br />

-<br />

-<br />

20


ل,‏<br />

_______________________________________________________________________<br />

التحديات المعاصرة لإعداد واستخدام المعلومات المحاسبية في الشركات متعددة الجنسيات<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

الخاتمة :<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-2 نظام MAXIMO:- :<br />

هو قاعدة للبيانات يسهل عملية متابعة تسيير المحزونات<br />

بشكل دقيق وفعال ويحتوي على عدة مسؤوليات.‏ فمن خلال<br />

ذلك النظام يمكن إنشاء نظام الطلبيات بحيث تكوين<br />

الطلبيات عن طريق هذا النظام بكل جزئيات الطلبية وكذلك<br />

يتم إنشاء بطريقة آلية<br />

للمحاسب عند عملية التسديد أن يراقب عملية استلام<br />

البضائع مباشرة من هذا النظام دون الرجوع الى مراقبة<br />

المخازن بالإضافة الى انه يمكن حجز أي وسيلة أو<br />

عن طريق هذا النظام بحيث هناك وسائل يمكن استعمالها من<br />

طرف العمال يمكن طلبها عن طريق النظام ليتم حجزها من<br />

طرف المكلف بالمخازن وعندما يصل المخزون الحد الأدنى<br />

يمكن للمكلف بالمخزن القيام بإشعار المكلفين بإنشاء الطلبيات<br />

ليتم إنشاء طلبية جديدة وهكذا تتم العملية بطريقة منسقة<br />

وفعالة<br />

article) (réceptions des بحيث يمكن<br />

(Article)<br />

.<br />

19<br />

نظام 3-<br />

:<br />

Business Objects<br />

هو نظام يعتمد على المعطيات التي تم إدخالها في نظام<br />

أو نظام أوراكلOracle بحيث يمكن إعداد<br />

جملة من التقارير من خلال<br />

بالكيفية التي تريدها المؤسسة بمعنى ان هذا النظام هو نظام<br />

للتقارير بحيث يحتوي على معطيات دقيقة وفعالة يمكن من<br />

خلالها إعداد التقارير التي تعتبرها المؤسسات ضرورية ويمكن<br />

المحافظة على أي تقرير داخل بزنس اوبجاكت ليتم تحديثه كل<br />

ما احتاجته المؤسسة إلى ذلك كما يمكن تعديله في أي وقت<br />

ونظام بزنس اوبجاكت يعمل ككل الأنظمة المعلوماتية تحت<br />

نظام التشغيلwindows<br />

حتى يتسنى لنا مواجهة التحديات المعاصرة في مهنة المحاسبة<br />

ينبغي أن نركز اهتماماتنا على العناصر التالية:‏<br />

التعليم سرعة إعادة النظر في مناهج التعليم المحاسبي<br />

والإداري في الجامعات وذلك من اجل تحقيق الدافعية<br />

لفهم,والتطبيق ‏,وذلك لمواجهة التطور السريع في مجال<br />

تكنولوجيا المعلومات والاحتياجات المتزايدة للإدارة والجهات<br />

الأخرى ؛<br />

التدريب والتكوين صياغة برامج تدريبية متكاملة لكل<br />

من المحاسبين ورجال الأعمال والإدارة لتزويدهم بالمعارف<br />

الأساسية المرتبطة بآثار التكنولوجيا على طبيعة عملهم المحاسبي<br />

والمالي<br />

- البحث العلمي يجب ربط مجالات البحث العلمي في مجال<br />

المحاسبة أو الإدارة في الجامعات أو غيرها بالتحديات المعاصرة<br />

التي تواجه عملية الإنتاج وتوصيل المعلومات المالية التي لها قيمة<br />

وفائدة للمستخدمين وإيجاد الحلول المناسبة لها.‏<br />

التشريعات والقوانين ينبغي إعادة النظر في التشريعات<br />

القائمة وعلى رأسها المخطط المحاسبي الوطني التي تحدد نماط<br />

وحجم المعلومات الواجب توفيرها في التقارير المالية التي توفر<br />

المعلومات الأزمة والضرورية لاتخاذ القرارات المناسبة وفي<br />

الوقت المناسب.‏<br />

إعادة تنظيم مهنة المحاسبة وذلك عن طريق تشجيع<br />

المبادرات الجادة التي تم بدراسة المشكلات القائمة وكيفية<br />

مواجهتها وإعطاء المهنة قوة الإلزام والالتزام لأعضائها بالميثاق<br />

العام للمهنة.‏<br />

:<br />

نظام Business Objects<br />

20<br />

.<br />

Maximo<br />

الهوامش والاحالات<br />

21<br />

:<br />

-1<br />

حمد الفيومي محمد ‏,المحاسبة والمراجعة في ظل استخدام الحاسبات<br />

ضيف خيرت النظم المحاسبية الخاصة،‏ دار النهضة العربية بيروت<br />

محمد الفيومي محمد,مرجع سابق,ص 51<br />

32 ص,‏ الالكترونية 1982<br />

1979<br />

نفسه,ص 56<br />

نفسه,ص 61<br />

نفسه,ص 66<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

-5<br />

-6<br />

-7<br />

-8<br />

ضيف خيرت,‏ مرجع سابق,‏ ص 29<br />

محمد الفيومي محمد,‏ مرجع سابق,‏ ص 71<br />

9- ضيف خيرت,‏ مرجع سابق,‏ ص 32<br />

Voir : Angela lien and Linda Robinson, Oracle applications, release 09 june 1992 USA -10<br />

Voir: J.M. cambot, business objects, France, 1995 -11


___________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

Voir : Muriel nahamias, l’essentiel des normes IAS/IFRS, Paris France 20<strong>04</strong>,p25-12<br />

Voir:BP.Amoco, guide gestionnaire financier, 2002 -13<br />

79<br />

-14<br />

34<br />

محمد الفيومي محمد,‏ مرجع سابق,‏ ص<br />

نفسه,‏ ص<br />

محمود السيد الناغي نظرية المحاسبة ‏،المكتبة العصرية 2002<br />

نفسه,‏ ص 45<br />

ص,‏<br />

-17<br />

Voir: Christopher Andrews’s oracle general edger release10, volume2, 1994, USA -18<br />

Voir: BP.Amoco, guide de gestionnaires financiers, Op-Cit, 45 -19<br />

Voir: J.M. cambot business objects version 3, France, 1995 - 20<br />

82<br />

-15<br />

-16<br />

المراجع :<br />

ضيف خيرت النظم المحاسبية الخاصة ‏،دار النهضة العربية بيروت 1979<br />

محمود السيد الناغي نظرية المحاسبة ‏،المكتبة العصرية 2002<br />

محمد الفيومي المحاسبة والمراجعة في ظل استخدام الحسابات الالكترونية الاسكندرية 1982<br />

B.P. Amoco guide des gestionnaires financier.2002 -4<br />

Christopher Andrews oracle general edger release10 volume 02, 1994, USA -5<br />

clngela lien and Linda robinson oracle applications ,release 09 june 1992 USA - 6<br />

Muriel nahamias l'essentiel des normes IAS/IFRS, paris France 20<strong>04</strong>-7<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

22


_______________________________________________________________________________________________________<br />

تجربة البنوك الاسلامية في الجزائر – الواقع والآفاق<br />

<br />

<br />

د/‏ سليمان ناصر – جامعة ورقلة<br />

abouyoucef1966@ yahoo.fr<br />

ملخص تتناول هذه الدراسة تقييم تجربة جديدة في النظام<br />

المصرفي الجزائري،‏ وهي تجربة البنوك الإسلامية ممثلة في بنك<br />

البركة الجزائري.‏ وإذا كانت هذه الدراسة تقييميه مختصرة،‏ فمن<br />

الناحية المنهجية اعتمدنا على التحليل بواسطة المؤشرات الأكثر<br />

دلالة للوقوف على واقع هذه التجربة،‏ ولنصل من خلالها إلى<br />

تصور لآفاقها المستقبلية.‏<br />

23<br />

.<br />

:<br />

:<br />

الكلمات المفتاح النظام المصرفي الإسلامي ، البنوك الإسلامية ،<br />

بنك البركة الجزائري<br />

Résumé : L’objet de cette étude est d’évaluer<br />

une nouvelle expérience dans le système<br />

bancaire algérien, qui est celle des banques<br />

islamiques. Sur le plan méthodologique, nous<br />

avons utilisé les indices les plus indicatifs tout en<br />

mettant en évidence les pérspéctives de cette<br />

expérience.<br />

Les mots clés : Système Bancaire Islamique ,<br />

Banques Islamiques , Banque Al Baraka<br />

d’Algerie.<br />

:<br />

مقدمة تعتبر تجربة البنوك الإسلامية في الجزائر حديثة العهد<br />

نسبيا ً،‏ حيث دخلت عامها العاشر وسجلت عقدا ً من الزمن مع<br />

منتصف عام ، 2001 و بما أن هذه التجربة تعتبر جزءا ً من النظام<br />

المصرفي الجزائري الذي يعيش تحولات و إصلاحات تتماشى و<br />

ظروف العصر ومتغيرات العولمة،‏ فقد حاولنا رصد هذه التجربة و<br />

تقييمها للوقوف على آفاقها من خلال هذه الدراسة المختصرة.‏<br />

و بما أن تجربة البنوك الإسلامية في الجزائر تتمثل أساسا ً في تجربة<br />

بنك البركة الجزائري<br />

هذا البحث المختصر سوف يكون حول هذا البنك كدراسة<br />

تقييمية لهذه التجربة القصيرة،‏ و رصد ما حققته من إنجازات أو ما<br />

سجلته من إخفاقات،‏ و ذلك بالاعتماد على بعض الأرقام<br />

والمؤشرات التي وردت في تقارير هذا البنك،‏ أو بعض النسب التي<br />

تنتج عن تحليل هذه الأرقام.‏<br />

و بالنظر إلى قصر لتجربة التي عاشها بنك البركة الجزائري؛ فإن<br />

دراسة بعض الأرقام أو النسب سوف تكون خاصة بالفترة<br />

كدراسة تقييميه مختصرة على أساس أن<br />

بداية هذه الفترة تعتبر الانطلاقة الحقيقية للبنك كما سنرى لاحقا ً،‏<br />

كما أن هذه الدراسة سوف تقتصر على جانب الأنشطة<br />

المالية دون الجانب البشري،‏ وذلك بغرض الوصول إلى<br />

بعض الحقائق والاستنتاجات العلمية و لو من خلال هذه<br />

الدراسة المركزة بما يفيد البحث العلمي و بما ينير الطريق<br />

أمام المسؤولين عن هذه التجربة الفتية.‏<br />

- 1<br />

1– 1<br />

النظام المصرفي الإسلامي،‏ المفهوم و الأدوات<br />

– مفهوم النظام المصرفي الإسلامي و نشأته<br />

النظام المصرفي الإسلامي هو آلية لتطبيق العمل المصرفي<br />

على أسس تتلاءم مع مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء،‏<br />

وبطريقة لا يتم التعامل فيها بنظام الفائدة أخذا ً أو عطاءا ً<br />

لأن ذلك يعتبر ربِا محرما في الإسلام.‏ و إذا كان النظام<br />

المصرفي التقليدي يعتمد على نظام القرض بفائدة و بالتالي<br />

فإن العلاقة التي تربط البنك بمودعيه وعملائه هي علاقة<br />

دائن و مدين،‏ فإننا نجد بالمقابل أن النظام المصرفي<br />

الإسلامي يعتمد على نظام المشاركة في الربح و الخسارة و<br />

بالتالي فإن علاقة البنك بمودعيه هي علاقة شريك<br />

بشريكه.‏<br />

:<br />

تعتبر تجربة النظام المصرفي الإسلامي حديثة العهد نسبيا ً،‏<br />

حيث بدأت لأول مرة في ريف مصر سنة<br />

طرف الدكتور أحمد النجار الذي أسس ما يسمى ببنوك<br />

الإدخار المحلية للتعامل مع صغار الفلاحين بجمع مدخرام<br />

ثم تمويل مشاريعهم الفلاحية وفق أسس إسلامية،‏ لكن<br />

الفكرة أ ُجهضت سنة 1967، لتنتقل بعدها إلى دول<br />

الخليج حيث أ ُنشئ أول بنك إسلامي بالشكل الحديث في<br />

جدة بالمملكة العربية السعودية سنة 1975 وهو البنك<br />

الإسلامي للتنمية حيث كانت ملكيته وتعامله أساسا ً مع<br />

الدول و الحكومات خاصة منها الأعضاء في منظمة المؤتمر<br />

الإسلامي،‏ وفي نفس السنة أ ُنشئ أول بنك إسلامي خاص<br />

يتعامل مع الأفراد و هو بنك دبي الإسلامي.‏<br />

1963 من<br />

Banque Al Baraka d’Algerie فإن<br />

(2000 – 1993)


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

:<br />

- 5 الإستصناع :<br />

:<br />

1<br />

– 2 - أدوات النظام المصرفي الإسلامي<br />

يمكن التمييز بين نوعين من أدوات النظام المصرفي الإسلامي<br />

حيث منها ما يتعلق التمويل والإستثمار و منها ما يتعلق<br />

بالخدمات المصرفية.‏<br />

:<br />

أولا - أدوات التمويل و الاستثمار و تمثل الصيغ التمويلية<br />

التي يمكن أن يشارك ا البنك الإسلامي عميلا ً من عملائه،‏ و هي<br />

مستنبطة في معظمها من كتب الفقه الإسلامي و منها<br />

:<br />

" :<br />

-1 المضاربة :<br />

يعرفها ابن رشد كما يلي أن يعطي الرجل ُ<br />

الرجل َ المال على أن يتجر به على جزء معلوم يأخذه العامل من<br />

ربح المال،‏ أي جزء كان مما يتفقان عليه ثلثا ً أو ربعا ً أو نصفا ً"‏<br />

أي أا تقديم المال من طرف و العمل من طرف آخر على أن يتم<br />

الإتفاق على كيفية تقسيم الربح،‏ والخسارة على صاحب المال،‏ و<br />

يتلقى البنك الإسلامي الأموال من المودعين بصفته مضاربا ً بينما<br />

يدفعها إلى المستثمرين بصفته ربا ً للمال.‏<br />

.<br />

1<br />

– 2 المشاركة :<br />

و هي اشتراك طرفين أو أكثر في المال أو العمل<br />

على أن يتم الإتفاق على كيفية تقسيم الربح،‏ أما الخسارة فيجب<br />

أن تكون حسب نسب المشاركة في رأس المال،‏ و يطبق البنك<br />

الإسلامي هذه الصيغة بالدخول بأمواله شريكا ً مع طرف أو<br />

مجموعة أطراف في تمويل المشاريع مع اشتراكه في إدارا<br />

ومتابعتها.‏<br />

- 3 المرابحة :<br />

و هي أن يقوم البنك الإسلامي بشراء بضاعة أو<br />

تجهيزات للعميل بطلب منه،‏ ثم يعيد بيعها له مع هامش ربح معين<br />

يتفقان عليه،‏ و يعتبر الدكتور الباحث سامي حمود أول من طور<br />

هذه الصيغة بعد أن أخذها عن كتاب ‏"الأم"‏ للإمام الشافعي و<br />

أدخلها إلى النظام المصرفي الإسلامي لقد أصبحت هذه الصيغة<br />

تمثل أهم أنشطة البنوك الإسلامية بل أصبحت مشكلتها الأولى،‏<br />

حيث يطبقها بعض هذه البنوك بنسبة قد تصل إلى<br />

إجمالي تمويلاته،‏ وذلك نظرا لربحها المضمون من جهة ولقصر<br />

أجلها من جهة أخرى.‏<br />

% من<br />

90<br />

.<br />

2<br />

- 4 الإجارة :<br />

و هو الاسم الذي عرفت به في كتب الفقه<br />

الإسلامي،‏ أما البنوك الإسلامية فتطبقه نحت إسم التأجير،‏ و هو لا<br />

يختلف كثيرا عن الصيغة التي تطبقها البنوك الأخرى تحت اسم<br />

الإيجار أو ما يسمى بالفرنسية Crédit-Bail و بالإنجليزية<br />

و في هذه العملية يشتري البنك الإسلامي تجهيزات أو<br />

معدات و يقوم بإيجارها للعملاء لمدة معينة مقابل أقساط إيجار<br />

شهرية أو نصف سنوية أو سنوية مع بقاء ملكيتها للبنك،‏ أما<br />

صيانتها فتكون على المستأجر مع إمكانية بيعها له في اية المدة.‏<br />

و هو أن يطلب العميل من البنك<br />

الإسلامي صناعة شيء معين غير متوفر في السوق،‏ وأفضل<br />

مجال يطبق فيه البنك هذه الصيغة هو بناء العقارات،‏ حيث<br />

يقوم بإنجاز مسكن يصفه العميل ثم يبيعه إياه بالتقسيط<br />

عادة مقابل ضمانات تدفع مسبقا ً.‏<br />

- 6 السل َم :<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

و هو يشبه المرابحة في مجال تطبيقه من<br />

طرف البنك الإسلامي،‏ لكنه يختلف عنها في تقديم ثمن<br />

السلعة عند طلبها من البنك على أن يتم التسليم لاحقا ً،‏ و<br />

قد شرع أساس ًا في مجال الزراعة قديما ً،‏ لكنه أصبح حاليا ً<br />

يطبق في مجالات أخرى كالتجارة و الصناعة.‏ هذا و<br />

توجد صيغ تمويلية أخرى كالمزراعة والمساقاة و المغارسة،‏<br />

إلا أن تطبيقها من طرف البنوك الإسلامية يبقى ضعيف ًا<br />

بالمقارنة مع الصيغ الأخرى.‏<br />

ب - الخدمات المصرفية وهي الخدمات التي تطبقها<br />

البنوك التجارية الأخرى و ذلك لعدم وجود شبهة الربا<br />

فيها أو عدم تعارضها مع مبادئ الشريعة الإسلامية و أهم<br />

هذه الخدمات :<br />

.<br />

فتح الحسابات الجارية و ما يتعلق ا من إصدارات<br />

الشيكات و البطاقات الإئتمائية،‏ أو الحسابات<br />

الادخارية والاستثمارية.‏<br />

تحصيل الأوراق التجارية<br />

التحويلات الداخلية و الخارجية<br />

بيع و شراء العملات الأجنبية و المعادن الثمينة<br />

عمليات الأوراق المالية ‏(الأسهم دون السندات)‏<br />

تأجير الخزائن الحديدية<br />

إصدار خطابات الضمان<br />

فتح الاعتمادات المستندية<br />

تقديم الاستشارات و دراسات الجدوى الاقتصادية<br />

لخإ…‏<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

- 2 تقديم لبنك البركة الجزائري كأول تجربة<br />

للبنوك الإسلامية في الجزائر :<br />

– 2 1 - نشأة البنك :<br />

بنك البركة الجزائري هو أول بنك إسلامي<br />

مشترك ‏(بين القطاع العام و الخاص)‏ يفتح أبوابه في<br />

الجزائر،‏ أنشئ بتاريخ<br />

مساهمة في إطار قانون النقد و القرض ‏(القانون رقم<br />

: 20 مايو 1991 كشركة<br />

10<br />

.Leasing<br />

24


_______________________________________________________________________________________________________<br />

تجربة البنوك الاسلامية في الجزائر – الواقع والآفاق<br />

لسنة الذي صدر مع الدخول في مرحلة الإصلاحات<br />

الإقتصادية في الجزائر،‏ و مقره الرئيسي هو مدينة الجزائر العاصمة.‏<br />

25<br />

500 000 000 دينار جزائري<br />

(1990<br />

– 2 2 - رأس المال :<br />

يبلغ رأس المال الإجتماعي للبنك<br />

مقسمة إلى 500 000 سهم،‏ قيمة كل سهم 1000 دينار<br />

جزائري،‏ و يشترك فيه مناصفة كل ّ من<br />

بنك الفلاحة و التنمية الريفية ‏(بنك حكومي<br />

جزائري)‏<br />

شركة دل ّة البركة القابضة الدولية ‏(ومقراا بين جدة<br />

السعودية والبحرين)‏<br />

–<br />

:<br />

B.A.D.R<br />

. %<br />

بنسبة %50 .<br />

بنسبة 50<br />

-<br />

-<br />

– 2 3 - الودائع :<br />

يتلقى البنك الودائع من الأفراد و المؤسسات ويفتح ثلاثة أنواع<br />

من الحسابات بالدينار الجزائري أو بالعملة الصعبة و هي<br />

حساب الشيكات لتسهيل معاملات الأفراد و المؤسسات.‏<br />

حساب التوفير لتشجيع صغار المدخرين حيث الحد الأدنى<br />

للرصيد هو 2000 دج.‏<br />

حساب الاستثمار غير المخصص لاستثمار الأموال الكبيرة<br />

حيث الحد الأدنى للرصيد هو<br />

:<br />

:<br />

10 000 دج.‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

و الحسابين الأخيرين يدخلان في الإستثمار بنسب معينة تتناسب<br />

طرديا ً مع طول الفترة الزمنية،‏ ويتحصلان على معدلات للربح<br />

تتناسب مع الزمن بنفس الطريقة.‏ و تفكر إدارة البنك في فتح نوع<br />

جديد من الحسابات هو:‏ حساب الإستثمار المخصص والذي<br />

توجه فيه الوديعة إلى الإستثمار في مشروع معين.‏<br />

- 4 – 2<br />

إدارة البنك<br />

يدير البنك مجلس إدارة يتكون من 7 أعضاء تحت رئاسة رئيس<br />

و نائب له،‏ كما أن للبنك مديرا ً عاما ً و أربعة مدراء مساعدين،‏<br />

وللبنك لجنة تنفيذية تتشكل من أربعة أعضاء بما فيهم المدير العام،‏<br />

ويوجد أيضا للبنك مراقبين للحسابات،‏ و ثلاثة مراقبين شرعيين،‏<br />

وجمعية عامة للمساهمين.‏<br />

- 5 – 2<br />

3<br />

معلومات عامة<br />

يقع المقر الرئيسي للبنك بالجزائر العاصمة،‏ و له فروع<br />

في كل من الجزائر العاصمة ‏(وكالتين)،‏ البليدة،‏ وهران،‏<br />

تلمسان،‏ غرداية،‏ قسنطينة،‏ سطيف،‏ باتنة،‏ عنابة،‏ رويبة.‏ وهناك<br />

فروع أخرى كمشروع للإنشاء.‏ السنة المالية للبنك هي السنة<br />

الميلادية.‏<br />

– دراسة تقييمية مختصرة لمسيرة بنك البركة الجزائري من<br />

خلال بعض الأرقام و المؤشرات<br />

شهد بنك البركة الجزائري فترة صعبة عند بداية نشاطه<br />

سنة 1991 بسبب سوء التسيير،‏ ومع بداية سنة<br />

عرف البنك تحسنا ً في الأداء مع الإدارة الجديدة،‏ وبالنظر<br />

إلى الأرباح التي حققها البنك سنة 1994، ومقارنتها مع<br />

الأرباح المحققة لدى البنوك الأخرى في نفس السنة و من<br />

معيار نسبة مردودية الأموال الخاصة فإن بنك البركة<br />

الجزائري يعتبر البنك الأكثر ربحية في الجزائر<br />

1993<br />

.<br />

3<br />

– 3 1 - تطورات حجم الميزانية :<br />

سنة 2 : 1993<br />

176 679 872 دج و بلغ سنة 32 525 : 3200<br />

:<br />

كان إجمالي حجم الميزانية ‏(الأصول)‏<br />

589 139 دج،‏ أي تضاعف بحوالي 15 مرة،‏ والجدول<br />

التالي يبين هذه الزيادات السنوية مع نسبها المئوية خلال<br />

هذه الفترة<br />

السنوات<br />

( الأصول ) حجم الميزانية<br />

2 176 679 872,00<br />

3 486 878 392,00<br />

4 532 680 027,00<br />

5 275 860 698,66<br />

8 0<strong>04</strong> 716 197,<strong>04</strong><br />

9 931 953 456,47<br />

11 817 141 697,10<br />

15 110 139 357,00<br />

19 1<strong>04</strong> 747 628,00<br />

25 723 583 476,00<br />

32 525 589 139,00<br />

:<br />

1993<br />

1994<br />

1995<br />

1996<br />

1997<br />

1998<br />

1999<br />

2000<br />

2001<br />

2002<br />

2003<br />

المصدز<br />

ب دج<br />

نسبة الزيادة<br />

السنوية %<br />

60,19<br />

30<br />

16,39<br />

51,72<br />

24,07<br />

19<br />

27,86<br />

26,43<br />

34,64<br />

26,44<br />

من إعداد الباحث بالإعتماد على وثائق البنك.‏<br />

ويمكن تمثيل هذا الجدول بيانيا ً كما يلي:‏<br />

تطور حجم الميزانية بالمليون دج)‏<br />

المبالغ<br />

35000<br />

30000<br />

25000<br />

20000<br />

15000<br />

10000<br />

5000<br />

0<br />

1993<br />

1994<br />

1995<br />

1996<br />

)<br />

1997<br />

1998<br />

1999<br />

2000<br />

2001<br />

2002<br />

2003<br />

نلاحظ إذن أن الميزانية سجلت زيادات معتبرة خاصة<br />

%، و‎1997‎ بنسبة<br />

%، 51,72 وعموما ً كان معدل الزيادة السنوية خلال<br />

هذه الفترة هو % 32,74 وهي نسبة جد معتبرة،‏ كما<br />

سنوات 1994 بنسبة 60<br />

:


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

أن نسبة الزيادة العامة بين سنتي<br />

1993 و<br />

.% 1400<br />

3<br />

2003 بلغت حوالي<br />

:<br />

+<br />

– 2 - تطورات حجم رأس المال الخاص<br />

نقصد برأس المال الخاص ما يسمى بحقوق الملكية و التي تضم<br />

‏(رأس المال المدفوع الإحتياطيات بجميع أنواعها الأرباح غير<br />

موزعة)،‏ و قد كان هذا الرأسمال سنة : 1993<br />

000 دج متمثلا ً فقط في رأس المال الإجتماعي،‏ ثم بلغ سنة<br />

دج أي أنه أصبح يمثل مرتين<br />

ونصف المبلغ الذي بدأ به البنك.‏ و الجدول التالي يبين هذه<br />

الزيادات السنوية مع نسبها المئوية<br />

:<br />

+<br />

500 000<br />

:<br />

1 278 301 565<br />

: 3200<br />

السنوات<br />

1993<br />

حقوق الملكية ب دج<br />

500 000 000,00<br />

500 039 390,00<br />

756 023 312,00<br />

845 752 642,00<br />

605 197 407,24<br />

718 6<strong>04</strong> 838,49<br />

853 274 222,27<br />

1 032 8<strong>04</strong> 450,00<br />

1 133 994 646,00<br />

1 133 994 646,00<br />

1 278 301 565,00<br />

1994<br />

1995<br />

1996<br />

1997<br />

1998<br />

1999<br />

2000<br />

2001<br />

2002<br />

2003<br />

:<br />

نسبة الزيادة %<br />

0,008<br />

51,2<br />

11,86<br />

28,45 -<br />

18,73<br />

18,74<br />

21,<strong>04</strong><br />

9,80<br />

12,72<br />

المصدر من إعداد الباحث بالاعتماد على وثائق البنك،‏ مع ملاحظة أن<br />

رأس المال الخاص للبنك أدرجنا فيه العناصر الثلاثة السابقة فقط،‏ أي ما أسمته<br />

لجنة بازل بالرأسمال الأساسي للبنك.‏<br />

يمكن تمثيل هذا الجدول بيانيا ً كما يلي<br />

:<br />

تطور حقوق الملكية ‏(بالألف دج)‏<br />

المبالغ<br />

1400000<br />

1200000<br />

1000000<br />

800000<br />

600000<br />

400000<br />

200000<br />

0<br />

1993<br />

1994<br />

1995<br />

1996<br />

1997<br />

1998<br />

1999<br />

2000<br />

2001<br />

2002<br />

2003<br />

نلاحظ من خلال هذا الجدول أن الزيادة كانت ضئيلة جدا ً خلال<br />

سنة 1994 ثم سجلت نسبة % في السنة الموالية و هي<br />

نسبة جد معتبرة،‏ ثم انخفضت بشكل كبير سنة<br />

بسبب أن سنتي 1995 و‎1996‎ ظهر مع الخصوم نوع في<br />

الإحتياطي يدعى احتياطي إعادة التمويل،‏ و هو النوع الذي لم<br />

يظهر قبل أو بعد هاتين السنتين مع الخصوم،‏ أما سنة 2000 فقد<br />

أ ُضبف مع الأموال الخاصة بند ترحيل من جديد<br />

nouveau. ، Report à وقد كانت الزيادات بعد سنة<br />

1997 متقاربة باستثناء سنة 2001 التي سجلت زيادة<br />

ضئيلة،‏ وسنة 2002 التي كانت زيادا معدومة.‏<br />

:<br />

:<br />

3<br />

– 3 - تطورات مردودية الأصول و الأموال<br />

الخاصة<br />

حتى تكون الدراسة أكثر علمية و تكون المقارنة موضوعية<br />

‏–إذا ما تمت مع البنوك الأخرى-‏ فلا بد من مقارنة<br />

النتيجة السنوية مع المؤشرات التي قد تتغير من بنك لآخر،‏<br />

مثل الأموال الخاصة ‏(حقوق الملكية)‏ و إجمالي الموارد و<br />

التي يعبر عنها أحيانا ً بمردودية الأصول لأا مساوية لها.‏ و<br />

الجدول التالي يبين تطورات هذين النوعين من المردودية<br />

خلال فترة الدراسة :<br />

السنوات<br />

1993<br />

1994<br />

1995<br />

1996<br />

1997<br />

1998<br />

1999<br />

2000<br />

2001<br />

2002<br />

2003<br />

المصدر<br />

النتيجة ب دج<br />

787 793,00<br />

48 596 874,00<br />

90 024 060,00<br />

107 796 313,51<br />

139 539 613,64<br />

165 011 967,64<br />

203 395 764,85<br />

163 453 485,00<br />

126 275 559,00<br />

289 955 513,00<br />

250 416 740,00<br />

النتيجة<br />

الأموال الخاصة<br />

% 0,15<br />

% 9,72<br />

% 12<br />

% 12,74<br />

% 23,05<br />

% 23<br />

% 23,83<br />

% 15,82<br />

% 11,13<br />

% 25,57<br />

% 19,60<br />

النتيجة<br />

إجمالي الأصول<br />

% 0,036<br />

% 1,4<br />

% 2<br />

% 2,<strong>04</strong><br />

% 1,74<br />

% 1,66<br />

% 1,72<br />

% 1,08<br />

% 0,66<br />

% 1,13<br />

% 0,77<br />

:<br />

من إعداد الباحث بالاعتماد على وثائق البنك.‏<br />

– بالنسبة لمردودية الأموال الخاصة نلاحظ أا بدأت<br />

بنسبة ضعيفة جدا ً سنة 1993، ثم تزايدت بشكل<br />

ملحوظ مع نوع من الإستقرار خلال بعض السنوات<br />

المتقاربة،‏ إلا أا تراجعت بنسبة كبيرة سنة<br />

2001، لتعاود الإرتفاع من جديد سنة<br />

السنة التي حقق فيها البنك أحسن مردودية مقارنة<br />

بالسنوات الماضية.‏<br />

- بالنسبة لمردودية الأصول فقد بدأت أيضا بنسبة ضعيفة<br />

سنة 1993، ثم تراوحت بين الزيادة والإنخفاض لكن<br />

بفارق صغير،‏ و قد سجلت أحسن النسب سنتي<br />

و‎1996‎‏.‏<br />

– 4 - تطورات أنشطة البنك حسب الأجل<br />

والصيغة و القطاع<br />

أ - حسب الأجل من الملاحظ عمليا ً أن معظم البنوك<br />

الإسلامية تعتمد في تمويلاا على الأجل القصير لتقليل<br />

حجم المخاطرة و تفادي تجميد الأموال،‏ و بالنسبة لبنك<br />

البركة الجزائري يمكننا ملاحظة ذلك من خلال دراسة<br />

2000 ثم<br />

2002 وهي<br />

1995<br />

:<br />

:<br />

3<br />

1997، وذلك<br />

51,2<br />

26


_______________________________________________________________________________________________________<br />

تجربة البنوك الاسلامية في الجزائر – الواقع والآفاق<br />

2002 و<br />

:<br />

:<br />

7<br />

حجم الديون قصيرة الأجل في ميزانية البنك و مقارنتها مع إجمالي<br />

حجم الديون على الزبائن،‏ و ذلك من خلال ثلاث سنوات<br />

متباعدة من الفترة ذاا حسب الجدول التالي<br />

السنوا د.ق.‏ أ ب دج نسبة د.ق.أ إجمالي<br />

الديون القائمة<br />

ت<br />

المصدر<br />

/<br />

% 84,23<br />

% 83<br />

% 97,68<br />

:<br />

529 910 000,00<br />

2 312 389 846,41<br />

8 323 054 627,00<br />

1993<br />

1996<br />

2000<br />

:<br />

:<br />

من إعداد الباحث بالإعتماد على وثائق البنك.‏<br />

نلاحظ أن نسبة التمويل قصير الأجل مرتفعة جدا ً إذ تراوحت<br />

خلال هذه السنوات المختارة بين 83 و‎97‎ % و باقي النسبة<br />

يضم التمويلين المتوسط و الطويل الأجل.‏<br />

أما بالنسبة لسنة 2003 وإذا قارنا نسبة التمويل قصير الأجل مع<br />

إجمالي الديون بما في ذلك المشكوك فيها ‏(بعد إنقاص المؤونات)‏<br />

نجدها تمثل نسبة % من تلك الديون،‏ وهي نسبة جيدة لأا<br />

تمثل انخفاضا ً في اعتماد البنك على التمويل قصير الأجل،‏ مقابل<br />

نسبة % للتمويل المتوسط والطويل الأجل خلال نفس<br />

السنة<br />

ب - حسب الصيغة إذا درسنا صيغ التمويل في الإقتصاد<br />

الإسلامي وكيفية تطبيقها حسب الأجل لوجدنا أن صيغة المرابحة<br />

تطبق خاصة في الأجل القصير،‏ لذلك وبالإعتماد على النتيجة<br />

السابقة نجد أن البنك يعتمد على تطبيق صيغة المرابحة في تمويلاته<br />

أكثر من غيرها من الصيغ و هي مشكلة معظم البنوك الإسلامية<br />

أيضا،‏ و ذلك لقصر آجل هذه الصيغة من جهة و دخلها المضمون<br />

من جهة أخرى،‏ و بالنسبة لبنك البركة الجزائري يمكننا ملاحظة<br />

هذه الظاهرة من خلال الأرقام التالية<br />

بلغ مجموع التمويل بصيغة المرابحة سنة<br />

حوالي % 44 من مجموع التمويلات.‏<br />

في سنة 1996 بلغ مجموع الديون بصيغة المرابحة<br />

% 60 من مجموع الديون قصيرة الأجل القائمة،‏ و‎54‎ % من<br />

مجموع الديون على العملاء بما فيها المشكوك فيه،و‎24‎ % من<br />

إجمالي الإستخدامات ‏(الميزانية).‏<br />

في سنة 2000 بلغ مجموع الديون بصيغة المرابحة<br />

% 66 من مجموع الديون قصيرة الأجل و القائمة فعلا،‏ و<br />

من مجموع الديون على العملاء بما فيها المشكوك فيه،‏ و<br />

40,7 من إجمالي الإستخدامات ‏(الميزانية).‏<br />

أما بالنسبة لصيغ التمويل الأخرى فإن البنك يطبق المشاركة و<br />

التأجير و السلم والإستصناع بنسب ضعيفة،‏ و تشير المطبوعات<br />

الإعلامية للبنك أنه يقدم تمويلات بالمضاربة أيضا بينما لا نجد لها<br />

أثرا في الحسابات الختامية له.‏ إلا أن تقرير الإتحاد الدولي للبنوك<br />

الإسلامية لسنة 1996 يشير إلى أن البنك يطبق صيغة المضاربة<br />

بنسبة % 8 من إجمالي تمويلاته<br />

ولم ترد في التقارير السنوية للبنك لسنتي<br />

2003 معلومات عن كيفية توزيع البنك لتمويلاته<br />

حسب الصيغة،‏ إلا أن التمويل قصير الأجل المشار إليه<br />

سابقا ً إتضح أنه يتمثل أساسا ً في صيغة المرابحة.‏<br />

ج حسب القطاع لم ترد أيضا ً في تقارير البنك<br />

ووثائقه المعلومات الكافية عن كيفية توزيع التمويلات<br />

على القطاعات الإقتصادية،‏ لكن بالاعتماد على النتيجتين<br />

السابقتين أي التمويل قصير الأجل و المرابحة فإننا نستنتج<br />

أن البنك يعتمد في نسبة كبيرة من تمويلاته على قطاع<br />

التجارة،‏ و ما يؤكد ذلك هي الأرقام الواردة في تقرير<br />

الإتحاد الدولي للبنوك الإسلامية لسنة 1996 حيث جاء<br />

التوزيع كالأتي<br />

الزراعة<br />

التجارة<br />

الصناعة<br />

الخدمات<br />

إنجاز العقارات<br />

اموع<br />

% 0,7<br />

% 72<br />

% 20,2<br />

% 5,7<br />

% 1,4<br />

% 100<br />

يلاحظ إذن من خلال هذه الأرقام أن البنك يعتمد في<br />

تمويلاته على قطاع التجارة وبدرجة أقل قطاع الصناعة<br />

بينما يكاد يهمل قطاعا ً حيويا ً و هو الزراعة،‏ وهو بذلك<br />

لا يختلف عن معظم البنوك الإسلامية بإستثناء السودانية<br />

:<br />

منها.‏<br />

3<br />

– 5 - مدى التزام البنك بقواعد الحيطة والحذر<br />

هناك قواعد معروفة في تسيير البنوك يجب<br />

احترامها على سبيل الحيطة والحذر وهو ما يسمى أيضا ً<br />

بالقواعد الإحترازية<br />

هذه القواعد تلك المتعلقة بكفاية رأس المال وهو المعدل<br />

الذي يتمثل أساسا ً في نسبة بال أو كوك كمعيار عالمي،‏<br />

والذي يفرض على البنوك تحقيق نسبة بين أموالها الخاصة<br />

إلى مجموع أصولها بطريقة مرجحة الخطر تساوي أو<br />

، Les régles prudetielles وأهم<br />

.%<br />

تتجاوز 8<br />

وقد حق ّق البنك نسبة ملاءة تساوي<br />

سنة 2002، ونسبة<br />

معدلات جيدة تبين القوة المالية للبنك و تفيد باحترامه لهذا<br />

المعيار العالمي.‏<br />

% 19,3<br />

8<br />

% سنة ، 2003 وهي<br />

21,7<br />

- 4 واقع و آفاق تجربة البنوك الإسلامية في الجزائر في<br />

ظل المتغيرات الدولية و العولمة<br />

من غير الممكن عمليا ً تقييم تجربة بنك البركة<br />

الجزائري لمدة عقد من الزمن من خلال بحث مختصر،‏ لكن<br />

من خلال دراسة الأرقام السابقة،‏ و بفضل التعامل المستمر<br />

:<br />

1994<br />

% 65<br />

%<br />

:<br />

5<br />

.<br />

6<br />

55<br />

41<br />

. 4<br />

.<br />

-<br />

-<br />

-<br />

27


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

4<br />

للباحث مع هذا البنك،‏ وأيضا بعد إنجازه لدراسات حول عدد من<br />

البنوك الإسلامية،‏ فإنه يمكن الوقوف على واقع تجربة هذا البنك و<br />

تقييمها في النقاط التالية<br />

– 1 - واقع تجربة البنوك الإسلامية ‏(بنك البركة الجزائري)‏<br />

في الجزائر<br />

أولا ً - إن بنك البركة الجزائري لا يختلف كثيرا ً عن بقية البنوك<br />

الإسلامية من حيث اعتماده على التمويل قصير الأجل و خاصة<br />

بصيغة المرابحة،‏ كما يلاحظ عنه تمويله الكبير لقطاع التجارة<br />

وإهماله لقطاعات حيوية أخرى،‏ وهو ما يقل ّل من الدور التنموي<br />

الكبير و المنوط بالبنوك الإسلامية عند إنشائها مثل الاستثمار في<br />

المشاريع الإنتاجية و رفع معدلات النمو الإقتصادي وتشغيل اليد<br />

العاملة،‏ وإذا كانت البنوك الإسلامية في الخليج مثلا ً تعمل في بيئة<br />

تعتمد أساسا ً على الإستيراد لضيق مجالات الإستثمار الإنتاجي ا،‏<br />

فإن بنك البركة الجزائري يعمل في بلد يتميز باتساع مجالات<br />

الإستثمار لوفرة الموارد الطبيعية و البشرية و ربما كان السبب<br />

الآخر في هذه المشكلة هو الوضع الأمني الغير مستقر والذي تزامن<br />

مع العشرية الأولى من عمر البنك.‏<br />

ثاني ًا - نتيجة لما سبق فإن الم ُلاحظ أن بنك البركة الجزائري كغيره<br />

من البنوك الإسلامية لم يتحرر بعد من نظرية القروض التجارية<br />

التي تأثرت بالتقاليد الأنجلوسكسونية و التي ترى بأن البنوك يجب<br />

أن تقتصر على القروض قصيرة الأجل للحفاظ على السيولة،‏ إذ<br />

من المعروف تاريخيا ً أن البنوك التجارية تطورت بعد هذه النظرية<br />

إلى نظرية التبديل ثم نظرية الدخل المتوقع ثم أخيرا ً النظرية الحديثة<br />

أو نظرية إدارة الخصوم،‏ والتي جعلت من هذه البنوك الأخيرة<br />

بنوكا ً شاملة تمارس نشاطها لمختلف الآجال،‏ و لا تخشى نقصا ً في<br />

السيولة للجوئها عند الضرورة إلى الإقتراض من السوق النقدية<br />

وهو ما لا يتوفر للبنوك الإسلامية لعدم تعاملها بالفائدة.‏<br />

ثالثا ً - عدم الإهتمام الكافي بالجانب البشري في بنك البركة<br />

الجزائري،‏ حيث يلاحِظ المتعامل مع هذا البنك أن معظم الموظفين<br />

و حتى إطارات البنك غير ملمة بالمعلومات الكافية حول النظام<br />

المصرفي الإسلامي و المعاملات المالية الإسلامية،‏ إذ أن العدد<br />

الأكبر من اليد العاملة بالبنك تم جلبها من البنوك التقليدية<br />

الأخرى،‏ إضافة إلى عدم إقامة دورات تكوينية لها كما هو الشأن<br />

في البنوك الإسلامية العاملة بالمشرق أو الخليج.‏<br />

رابعا ً عدم تفهم طبيعة عمل البنوك الإسلامية بالشكل الكافي<br />

من طرف المتعاملين معها في اتمع الجزائري والذين يرون في<br />

بعض إيرادات البنك دخلا ً ربوي ًا،‏ كما أن المودعين يطالبون البنك<br />

بمعدل أرباح لا يقل عن معدل الفائدة السائد في السوق.‏<br />

خامسا ً - يجد بنك البركة الجزائري إشكالية في التعامل مع البنك<br />

المركزي ‏(بنك الجزائر)،‏ إذ من المعلوم أنه يوجد ثلاثة نماذج من<br />

البيئات التي تعمل فيها البنوك الإسلامية في العالم من الناحية<br />

القانونية و هي:‏<br />

أ - نموذج نظام مصرفي إسلامي كامل و هي حالة<br />

إيران،‏ باكستان،‏ و السودان.‏<br />

ب – نموذج نظام ذو قوانين خاصة لمراقبة أعمال البنوك<br />

الإسلامية مثل ماليزيا،‏ تركيا،‏ الإمارات،‏ اليمن،‏<br />

الكويت،‏ لبنان.‏<br />

ج نموذج نظام تخضع فيه البنوك الإسلامية للقوانين<br />

المنظ ّمة للبنوك الأخرى و هي حالة بقية البلدان<br />

الإسلامية و الغربية.‏<br />

و الجزائر تدخل ضمن النموذج الأخير حيث أن قانون<br />

النقد و الإئتمان ‏(القانون رقم وتعديلاته ينظم<br />

عمليات جميع البنوك العاملة في الدولة،‏ وذلك رغم<br />

الإختلاف في طبيعة العمل بين البنوك الإسلامية ‏(ممثلة في<br />

بنك البركة الجزائري)‏ والبنوك التقليدية الأخرى.‏<br />

– 2 - آفاق تجربة البنوك الإسلامية في الجزائر<br />

إن آفاق تجربة البنوك الإسلامية في الجزائر يمكننا<br />

تصورها في ظل المتغيرات الدولية و العولمة كما يلي:‏<br />

أولا ً - إن النجاح المنقطع النظير و التوسع الهائل الذي<br />

شهدته البنوك الإسلامية على المستوى العالمي والتي يتجاوز<br />

عددها 270 حاليا ً تجعل الجزائر مرشحة لدخول المزيد<br />

من هذه البنوك إليها،‏ خاصة منها الشركات الدولية<br />

القابضة على غرار مجموعة البركة الدولية،‏ و ذلك لما تحمله<br />

هذه الشركات من خبرة واسعة في الميدان،‏ و لعل أقرا<br />

إلى هذا التوقع هي مجموعة دار المال الإسلامي الدولية،‏<br />

بينما المبادرات الداخلية يبقى قيامها ضعيف الإحتمال<br />

لإفتقارها للخبرة الكافية،‏ و ما يشجع ذلك هو اتساع<br />

مجالات الإستثمار بالجزائر كما ذكرنا سابقا ً،‏ و النتيجة<br />

هي قيام منافسة حقيقية في هذا اال،‏ و المستفيد الأخير<br />

من هذه التجربة هما المواطن و الإقتصاد الجزائري.‏<br />

ثاني ًا - إذا تزايد عدد البنوك الإسلامية في الجزائر سواء<br />

كأسماء جديدة أو كفروع فسوف تطرح إشكالية التعامل<br />

مع البنك المركزي بحدة أكبر،‏ و هنا يمكن أن تسن قوانين<br />

خاصة ذه البنوك على غرار ما حدث في بعض البلدان<br />

ذات الإزدواجية في القوانين المصرفية.‏<br />

ثالثا ً - يمكن أن تستغل البنوك الدولية العاملة بالجزائر<br />

ذلك الوعي الشعبي و الرغبة في التعامل مع البنوك<br />

الإسلامية في فتح فروع لها خاصة بالمعاملات المالية<br />

الإسلامية،‏ على غرار ما قام به سيتي بنك<br />

BANK الأمريكي في مصر،‏ أو البحرين ‏(كفرع<br />

مستقل)،‏ خاصة و أن هذا البنك موجود فعلا ً في الجزائر.‏<br />

رابعا ً - إن التطور الهائل و المستمر في تقنيات العمل<br />

المصرفي يفرض على البنوك الإسلامية مواكبة هذا التطور<br />

بما يتماشى و أحكام الشريعة الإسلامية،‏ و هذا بالاعتماد<br />

:<br />

CITI<br />

(90/10 :<br />

4<br />

،<br />

9<br />

-<br />

28


_______________________________________________________________________________________________________<br />

تجربة البنوك الاسلامية في الجزائر – الواقع والآفاق<br />

:<br />

على إطارات مؤهلة بتكوين عالٍ‏ في الاقتصاد و المالية والشريعة،‏ و<br />

هو الشيء الذي لم يتأت بعد لبنك البركة الجزائري وبالشكل<br />

الكافي،‏ إذ من غير المعقول ألا ّ يتمكن البنك لحد الآن من إصدار<br />

إحدى البطاقات البنكية الدولية مثل بطاقة VISA أو<br />

MasterCard لتسهيل معاملات زبائته خاصة في خارج<br />

الوطن،‏ إلا ّ أن كون البنك فرعا ً من مجموعة دولية يجعله قابلا ً<br />

لمواكبة الكثير من التطورات مستقب ًلا.‏<br />

الخاتمة إن تجربة البنوك الإسلامية في الجزائر ممثلة في بنك<br />

البركة الجزائري على قصر مدا تعد تجربة ناجحة وبكل المقاييس،‏<br />

و يمكن الإعتماد عليها و تقييمها بما يخدم هذه التجربة،‏ وذلك<br />

بالعمل على معالجة السلبيات والنقائص و تدعيم كل ما<br />

هو إيجابي فيها،‏ خاصة و أن تجربة البنوك الإسلامية في<br />

العالم تعتبر قصيرة نسبيا ً إذ أكملت مؤخرا ً عقدها الثالث.‏<br />

و لعل أفضل وسيلة لترشيد هذه التجربة هي الإحتكاك<br />

المستمر بين المسؤولين على بنك البركة الجزائري و<br />

مسؤولين من بنوك إسلامية أخرى خاصة العريقة منها،‏ و<br />

ذلك من خلال الندوات و المؤتمرات الدورية،‏ إضافة إلى<br />

التكوين المستمر لموظفي البنك على مبادئ وأسس النظام<br />

المصرفي الإسلامي وعلى التطورات التي يشهدها في آليات<br />

عمله،‏ و هو الشيء الذي لم يهتم به بنك البركة الجزائري<br />

بالشكل الكافي لحد الأن.‏<br />

الهوامش<br />

– 1952 م،‏ ج ،2 ص .234<br />

1<br />

– ‎1991‎م،‏ ص 431.<br />

: - 2<br />

3 – Mohamed séddik HAFID ( D.G de la banque Al Baraka d’Algerie), Entretien avec le quotidien EL OUMA, N° 45<br />

du 17/01/1995.<br />

.19 :<br />

–4<br />

-5 المصدر :<br />

6 - -Directory of Islamic Banks and Financial Institution : International Association of Islamic Banks, Jeddah/ K.S.A,<br />

1996, p29.<br />

:<br />

- إبن رشد:‏ بداية اتهد و اية المقتصد،‏ مطبعة الاستقامة،‏ القاهرة،‏ 1371 ه<br />

أنظر د.‏ سامي حمود:‏ تطوير الأعمال المصرفية بما يتفق و الشريعة الإسلامية،‏ ط 3، دار التراث،‏ القاهرة،‏ ‎1411‎ه<br />

التقرير السنوي لبنك البركة الجزائري لسنة ، 2003 ص<br />

وثائق ومطبوعات بنك البركة الجزائري.‏<br />

7- المرجع السابق ، نفس الصفحة.‏<br />

8- التقرير السنوي للبنك لسنة 2003، ص<br />

مصطفى رشدي شيحة الاقتصاد النقدي و المصرفي،‏ ط 5، الدار الجامعية،‏ بيروت،‏ 1985، ص 197.<br />

.10 :<br />

:<br />

9- د.‏<br />

: المراجع<br />

1- إبن رشد:‏ بداية اتهد و اية المقتصد،‏ مطبعة الإستقامة،‏ القاهرة،‏ 1371 ه<br />

سامي حمود:‏ تطوير الأعمال المصرفية بما يتفق و الشريعة الإسلامية،‏ ط 3، دار التراث،‏ القاهرة،‏ ‎1411‎ه<br />

مصطفى رشدي شيحة:‏ الإقتصاد النقدي و المصرفي،‏ ط:‏‎5‎ الدار الجامعية،‏ بيروت،‏ 1985.<br />

4- تقارير سنوية ‏(منشورة و غير منشورة)‏ ومطبوعات إعلامية خاصة ببنك البركة الجزائري خلال الفترة<br />

– ‎1952‎م .<br />

– ‎1991‎م،‏<br />

،<br />

.(2003 – 1993)<br />

5- EL OUMA , ( Quotidien algérien Suspendu ), N° 45 du 17/01/1995.<br />

6 - Directory of Islamic Banks and Financial Institution : International Association of Islamic Banks, Jeddah/<br />

K.S.A, 1996.<br />

2- د.‏<br />

3- د.‏<br />

29


_____________________________________________________________________________________________________<br />

النمذجة القياسية لقطاع التجارة الخارجية في الجزائر<br />

<br />

(2002-1970 ) <br />

د/‏ صالح تومي – جامعة الجزائر<br />

عيسى شقبقب - جامعة الجزائر<br />

:<br />

:<br />

الملخص عرف قطاع التجارة الخارجية تذبذبات قوية و<br />

مستمرة خلال الثلاثة عقود الماضية من خلال تأثره بالصدمات<br />

الخارجية كعدم استقرار أسعار المحروقات،‏ التي هي العنصر<br />

الأساسي في إيرادات الصادرات الجزائرية،‏ تدهور سعر صرف<br />

الدولار الأمريكي في السوق الدولية و تأثير التضخم الخارجي<br />

عبر السلع المستوردة.‏ أما العوامل الداخلية كضعف الإنتاجية<br />

الحدية للعامل الجزائري في مختلف القطاعات الإنتاجية و فشل<br />

أغلب سياسات الإصلاح الإقتصادي المتبعة خلال هذه الفترة<br />

شجعت على تراجع الإنتاج و منه زيادة الواردات و إنحصار<br />

الصادرات في جانب المواد البترولية فقط.‏<br />

وعليه،‏ دف هذه الدراسة إلى بناء نموذج قياسي لقطاع<br />

التجارة الخارجية تتضح من خلاله المتغيرات الأساسية<br />

المتحكمة في تفسير الصادرات و الواردات الجزائرية و التي من<br />

خلالها يمكن لمتخذي القرار أن يرسموا سياسات مالية و<br />

إقتصادية تقلل من درجة التذبذب في هذا القطاع و من ثم<br />

إحداث تحسن في الميزان التجاري.‏<br />

المقدمة ورثت الجزائر عقب استقلالها نظاما اقتصاديا<br />

يسيطر عليه اقتصاد فرنسا في مجال المبادلات التجارية،‏ و<br />

لكون هذا القطاع يمثل المتنفس الوحيد لما يوفره من مدخلات<br />

تسمح بتغطية متطلبات الداخل اعتمادا على صادراا من<br />

المواد الأولية(‏ البترول و الغاز )، و حماية الصناعة المحلية الفتية،‏<br />

رأت الدولة أن تسير هدا القطاع بانتهاج سياسات مختلفة<br />

تتلاءم مع المرحلة الاقتصادية التي تمر ا البلاد.‏<br />

فقد عمدت الجزائر خلال مسيرا التنموية إلى فرض<br />

الرقابة على التجارة الخارجية في مرحلة أولى ثم احتكارها في<br />

مرحلة ثانية،‏ و أخيرا و بعد التخلي عن النظام التخطيط<br />

المركزي و تبني المنهج اللبرالي تم تحرير التجارة الخارجية.‏<br />

نظرا للدور التنموي الهام الذي يلعبه هذا القطاع،‏ و لأنه<br />

الوسيلة الأساسية لحماية المنتوج الوطني من المنافسة الأجنبية<br />

خاصة و أن الجزائر قد وقعت اتفاق شراكة مع الإتحاد<br />

الأوروبي و على أبواب الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية،‏<br />

فإنه تبرز أهمية وضع سياسات تمكن من حماية المنتوج الوطني و<br />

تحقق الأهداف المرجوة.‏ وحتى نتمكن من وضع هذه<br />

السياسات لابد من تحديد العوامل المفسرة لتغيرات كل من<br />

الصادرات و الواردات الكلية و حسب التركيبة السلعية لكل<br />

منهما.‏ و حتى يتسنى لنا الإجابة على هذه الإشكالية سنتعرض<br />

في هذه الورقة لأهم السياسات التي عرفها قطاع التجارة<br />

الخارجية في الجزائر،‏ ثم سنحاول وضع نموذج قياسي يشرح<br />

سلوك معادلات الصادرات و الواردات.‏<br />

‎1‎‏-السياسات التجارية الجزائرية<br />

:<br />

سنحاول في هذا الجزء من الورقة إظهار السياسات<br />

التجارية الجزائرية و التي تميزت في هذا الخصوص بثلاث<br />

مراحل هي :<br />

-1-1<br />

مرحلة الرقابة على التجارة الخارجية (1969-1962)<br />

عقب الاستقلال ورثت الجزائر نظاما اقتصاديا يسيطر عليه<br />

اقتصاد فرنسا في المبادلات التجارية مع العالم الخارجي،‏ مما<br />

أدى بمتخذي القرار إلى اعتماد جملة من القوانين و المراسيم<br />

Résumé : Le secteur de commerce extérieur<br />

a connu plusieurs fluctuations durant les trois<br />

dernières décennies en Algérie dus aux chocs<br />

externes telles que la volatilité du prix de<br />

pétrole qui constitue l’élément principal dans<br />

l’amélioration des recettes des exportations<br />

Algériennes, la détérioration du taux de<br />

change du dollar et l’effet de l’inflation<br />

mondiale à travers les produits importés. De<br />

l’autre côte, la détérioration du taux de<br />

productivité marginale de travail en Algérie<br />

dans les différents secteurs de production et<br />

les résultats non satisfaisantes de la plupart<br />

des politiques de reformes économiques ont<br />

une repercussion négatives sur le secteur du<br />

commerce extérieur, en formes<br />

d’augmentations successives dans les<br />

importations en volumes et en valeurs.<br />

Dans ce contexte, on cherche dans cette<br />

étude à construire un modèle économétrique<br />

pour le secteur du commerce extérieur en<br />

déterminant les variables explicatives des<br />

importations et des exportations qui, à travers<br />

leurs valeurs d’élasticités, aident les<br />

décideurs de la politique à prévoir les<br />

politiques financières et économiques<br />

nécessaires pour diminuer les risques des<br />

fluctuations sur ce secteur et par conséquent<br />

améliorer le solde de la balance commerciale.<br />

31


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

-<br />

•<br />

•<br />

•<br />

تحاول من خلالها تنظيم التجارة الخارجية معتمدة على مبدأ<br />

الرقابة.‏ و من أجل تحقيق هذه الرقابة،‏ عمدت الدولة إلى عدة<br />

إجراءات منها:‏<br />

- الرقابة على الصرف:‏ حيث عرفت الجزائر خلال هذه الفترة<br />

استقرارا في سعر الصرف،‏ هذا الاستقرار كان ضروريا بالنظر<br />

إلى المرحلة التي كان يعيشها الاقتصاد الوطني و التي تميزت<br />

بتنمية كثيفة تتطلب استثمارات كبيرة.‏<br />

- الرسوم الجمركية:‏ و في هذا اال تم استحداث معدلات<br />

جديدة و تم تنويع تشكيلتها من أجل حماية الإقتصاد الوطني<br />

من المنافسة الخارجية و تشجيع الصناعة التحويلية.‏<br />

نظام الحصص و التجمعات المهيمنة للشراء:‏ عملت<br />

الحكومة الجزائرية إلى فرض نظام الحصص و إنشاء تجمعات<br />

مهيمنة للشراء،‏ و التي استنادا إلى مجموعة من الرسوم التنفيذية<br />

قامت بالرقابة على التجارة الخارجية و كان الهدف من هذا<br />

الإجراء:‏<br />

إعادة توجيه الواردات؛<br />

كبح الواردات الكمالية و الحفاظ على العملة الصعبة؛<br />

حماية الإنتاج الوطني و تحسين الميزان التجاري في ظل<br />

احتياطات صرف قليلة.‏<br />

رغم هذه الإجراءات الحمائية،‏ إلا أن وضعية الميزان<br />

التجاري كانت متذبذبة بين الفائض و العجز(أنظر الجدول<br />

رقم 1)، فبعد الفائض المسجل في سنتي<br />

عرفت الجزائر أول عجز في ميزاا التجاري سنة<br />

بقيمة 167 مليون دج،‏ و يعود هذا العجز إلى انخفاض قيمة<br />

الصادرات،‏ و نسجل من خلال الجدول أيضا أن أكبر عجز<br />

في هذه المرحلة كان في سنة 370 مليون دج،‏<br />

و يعود هذا أساسا إلى الزيادة في الواردات بشكل ملموس و<br />

خاصة من سلع التجهيز و المنتوجات النصف مصنعة و هذا<br />

تلبية لاحتياجات البلاد،‏ من جهة أخرى نلاحظ أن صادرات<br />

المواد الغذائية سجلت تراجعا ابتداء من سنة سنة<br />

تأمين الأراضي الزراعية في حين أن صادرات المحروقات عرفت<br />

ازدهارا خلال نفس الفترة<br />

1963 و ،1964<br />

1965<br />

1965<br />

1969 بقيمة<br />

.<br />

‎2-1‎احتكار الدولة للتجارة الخارجية 1989/1970<br />

بعد مرحلة الستينات،‏ جاء المخطط الرباعي الأول<br />

ليفصح عن نوايا السلطات الجزائرية اتجاه<br />

قطاع التجارة الخارجية،‏ حيث و ابتداء من جويلية تم<br />

إقرار مجموعة من الإجراءات تنص على احتكار التجارة<br />

الخارجية من طرف المؤسسات العمومية كل واحدة حسب<br />

المنتوج المتخصص فيه.‏ كان الهدف من هذا الاحتكار هو<br />

التحكم في التدفقات التجارية و إدماجها في إطار التخطيط<br />

المركزي للنمو الاقتصادي و الاجتماعي،‏ و كنتيجة لذلك<br />

كانت أكثر من من الواردات تحت رقابة الدولة.‏<br />

وفيما يخص تطور الميزان التجاري و التركيبة السلعية<br />

للصادرات و الواردات،‏ فإن الجدول(‏‎2‎‏)‏ يوضح ذلك.‏ يتبين<br />

من خلال الجدول أن واردات المنتجات الغذائية في تزايد<br />

مستمر،‏ فبعدما كانت تمثل من مجموع الواردات<br />

ارتفعت إلى سنة يظهر أن الثورة<br />

الزراعية بصفة خاصة و الإصلاح الزراعي بصفة عامة لم يؤت<br />

أكله.‏<br />

%10.95<br />

1989، مما<br />

%80<br />

%28.49<br />

و يتضح كذلك ارتفاع فاتورة استيراد سلع التموين<br />

الصناعي و التجهيز وهذا بداية من السبعينات،‏ ويعود هذا<br />

الارتفاع إلى التوجه المتبني خلال هذه الفترة،‏ حيث ركزت<br />

الدولة جهودها على إحداث قفزة نوعية في قطاع الصناعات<br />

الثقيلة و قطاع المحروقات؛و ذا تكون الواردات من سلع<br />

التجهيز و المواد الأولية و نصف المصنعة تمثل من<br />

إجمالي الواردات عام 1980.[<br />

أما عن الصادرات،‏ فإن انحصارها في قطاع المحروقات<br />

يتضح جليا من خلال الجدول(‏‎2‎‏)‏ أعلاه،‏ فبعدما كانت نسبة<br />

صادرات المحروقات تمثل 1970 ارتفعت إلى<br />

سنة ‎1985‎‏.هذه الوضعية جعلت المحروقات تمثل<br />

المورد المالي الأول و الوحيد في الجزائر من العملة الصعبة،الأمر<br />

الذي يفسر العجز الوحيد المسجل في الميزان التجاري في<br />

عشرية الثمانينات(‏‎1986‎‏)‏ أين تزامن انخفاض أسعار البترول<br />

مع تدهور قيمة الدولار الأمريكي.‏<br />

%90<br />

[191<br />

ص 2<br />

%69.4 سنة<br />

%98<br />

3-1<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

مرحلة تحرير التجارة الخارجية:‏<br />

بعد الأزمة البترولية لسنة 1986 و زيادة عبء المديونية<br />

الخارجية و كذا ضغط المنظمات الدولية،‏ عمدت الجزائر إلى<br />

إصلاح قطاع التجارة الخارجية.‏ أهم ما ميز هذا الإصلاح هو<br />

أنه كان مرحلي،‏ فالمرحلة الأولى كانت عبارة عن تحرير مقيد،‏<br />

أما المرحلة الثانية فعرفت على أا مرحلة التحرير الخالي من<br />

القيود،‏ وأخيرا مرحلة التحرير التام حيث تزامن ذلك مع<br />

التوقيع على برنامج التعديل الهيكلي.و من أهم الإجراءات<br />

المتخذة خلال هذه المراحل:‏<br />

تخفيض قيمة العملة الوطنية؛<br />

رفع الدعم عن الأسعار؛<br />

تغير السياسة الجمركية بما يلائم سياسة التحرير؛<br />

رفع القيود الإدارية و الكمية عن الواردات.‏<br />

رغم الزيادة الملفتة للانتباه في الواردات بداية من سنة<br />

إلا أن الميزان التجاري لم يعرف عجزا إلا في سنتي<br />

1990<br />

1994 و<br />

)<br />

1971<br />

( 1973-1970<br />

32


_____________________________________________________________________________________________________<br />

النمذجة القياسية لقطاع التجارة الخارجية في الجزائر<br />

USP PIB -<br />

33<br />

1995 ويعود هذا العجز إلى انخفاض أسعار البترول و رفع<br />

القيود عن الإستراد.‏ ما يمكن تسجيله أيضا هو الارتفاع الكبير<br />

للصادرات بداية من سنة 2000، حيث أن ارتفاع سعر<br />

البترول من دولار سنة إلى 28.5 دولار سنة<br />

نتج عنه زيادة في الصادرات ب<br />

.%50.7<br />

1999<br />

17.9<br />

2000<br />

أما فيما يخص التركيبة السلعية للصادرات و الواردات،‏ و<br />

مع انفتاح الأسواق الجزائرية على السلع الأجنبية،‏ تضاعفت<br />

الكميات المستوردة من كل فئة،‏ فلقد ارتفعت المنتوجات<br />

الغذائية بنسبة في سنة مقارنة بسنة<br />

ومنتوجات التمويل الصناعي بنسبة<br />

مقارنة بنفس السنة.‏ أما عن الصادرات و نظرا لغياب صناعة<br />

وطنية تنافسية،‏ بقيت المحروقات تمثل النسبة الأكبر من<br />

الصادرات.‏ في حين نسجل تذبذبا في صادرات المواد الغذائية<br />

ناتج عن تذبذب في الإنتاج الزراعي.‏<br />

%53.14<br />

1991<br />

%54.78<br />

1990<br />

-2<br />

النموذج القياسي<br />

عادة ما تكون<br />

معادلات الميزان التجاري في<br />

معادلات مفسرة بنموذج لوغاريتمي[‏<br />

هذا الجزء من الورقة في تقديم شكل المعادلات المفسرة<br />

‏،بعدها سنقدم<br />

و الصادرات الكلية حسب التركيبة<br />

للصادرات للواردات و شكل المعادلات السلعية،‏ و أخيرا نستعرض نتائج عملية التقدير.‏<br />

(M t ,X t<br />

3 ص‎6‎‏].‏ سنشرع<br />

X t<br />

)<br />

:<br />

للواردات الكلية M t<br />

1-2<br />

دالة الواردات الكلية<br />

دالة الواردات الكلية تكون عموما على الشكل<br />

الديناميكي(‏‎1‎‏)‏ أنظر الملحق حيث تشير هذه الصيغة إلى أن<br />

الواردات مفسرة بواسطة الإنتاج الداخلي الخام،‏ أو ‏(عادة)‏<br />

بواسطة الطلب الداخلي ، حيث يمثل هذه الأخير مجموع<br />

استهلاك العائلات،‏ الاستثمار،‏ الإنفاق الحكومي و التغير في<br />

المخزون.‏<br />

Di t<br />

المتغيرة الثانية المفسرة لسلوك الواردات هي نسبة مؤشر<br />

الواردات على الرقم القياسي الضمني لاستبعاد أثر الأسعار<br />

على الإنتاج الداخلي الخام حيث يسمح هدا الشعاع بقياس<br />

تنافسية الواردات.‏ أما الشعاع Z يسمح بإضافة متغيرات تؤثر<br />

على حجم الطلب على الواردات مثل المتغيرات الصماء،‏<br />

متغيرات القرار...).‏ ولعل أهم هذه المتغيرات سعر الصرف<br />

الفعلي الحقيقي و التي تعطى علاقتها كما يلي<br />

حيث<br />

سعر الصرف؛<br />

الرقم القياسي الضمني لاستبعاد أثر الأسعار على<br />

الإنتاج الداخلي الخام للولايات المتحدة الأمريكية؛<br />

PC- مؤشر أسعار الاستهلاك.‏<br />

نلاحظ أن الزيادة في مؤشر أسعار الاستهلاك و الذي لا<br />

يكون مصحوبا بتدهور في قيمة سعر الصرف،‏ ينجم عنه<br />

انخفاض فيRER الذي بدوره يؤدي إلى زيادة التكاليف<br />

الداخلية مقارنة بالتكاليف العالمية الشيء الذي ينجم عنه زيادة<br />

حصة الواردات في الإنتاج الداخلي الخام.‏ في حالة الاقتصاد<br />

الجزائري،‏ ونظرا لتعلق الواردات بإيرادات الدولة و التي<br />

بدورها تتعلق بالصادرات من المحروقات،‏ فإننا<br />

نعتبر 1+t Xمتغيرة خارجية كتنبؤ لإيرادات الدولة للسنة المقبلة.‏<br />

2-2<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

مع<br />

دالة الواردات حسب التركيبة السلعية:‏<br />

نظرا للمعطيات المتاحة بالنسبة للواردات الجزائرية،‏ فإننا<br />

صنفنا هده الأخيرة إلى الفئات التالية:‏<br />

فئة سلع الاستهلاك ‏(دائمة و غير دائمة).‏<br />

MF فئة سلع الغذائية.‏<br />

MI فئة مواد الوسيطية.‏<br />

MK فئة مواد التجهيز.‏<br />

MS فئة الخدمات.‏<br />

MC<br />

مجموع الفئات الخمسة مضافا إليها M 0 ‏(عبارة عن واردات<br />

لا تنتمي إلى أي فئة من الفئات الخمسة)‏ ينتج عنه الواردات<br />

الكلية .<br />

لتقدير هده الفئات فإننا سوف نستعمل الصيغة التالية:‏<br />

Mit = aiMt + bitYit<br />

N<br />

∑<br />

i=<br />

1<br />

M t<br />

ai = 1 ∑bi<br />

= 0<br />

Y it<br />

حيث يمثل القيمة المضافة للفلاحة إذا تعلق الأمر<br />

بواردات فئة المواد الغذائية و القيمة المضافة للخدمات إذا تعلق<br />

الأمر بواردات الخدمات؛ أما بالنسبة لسلع التجهيز و المواد<br />

الوسيطية فإننا سنعوض بالاستثمار الإجمالي و الإنتاج<br />

الوطني.‏<br />

Y it<br />

3-2<br />

دالة الصادرات الكلية:‏<br />

حسب النموذج الوغاريتمي فإن الصادرات الكلية<br />

مفسرة بالطلب الدولي QW والذي يأخذ على أنه الإنتاج<br />

الدولي أو متغيرات أخرى تقيس هذا الطلب،‏ و أيضا منافسة<br />

الصادرات بالنسبة للسلع العالمية PXW و الذي ما هو إلا<br />

Px<br />

Pxw =<br />

Pw × Fx<br />

(6)<br />

(5)<br />

N<br />

i=<br />

1<br />

(4)<br />

M<br />

t<br />

= MC<br />

+ MF<br />

+ MK<br />

+ MI<br />

+ MS<br />

+ M 0<br />

:<br />

)<br />

(3)<br />

:<br />

Fx-


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

)<br />

سعر الصادرات المحلية مقومة بالعملة المحلية على السعر الأجنبي<br />

مقومة بالعملة المحلية.‏<br />

حيث:‏<br />

Px ‏:مؤشر أسعار الصادرات؛<br />

Pw‏:مؤشر الأسعر العالمية.‏<br />

كما هو الشأن بالنسبة لدالة الواردات،‏ فإن لدالة الصادرات<br />

شعاع D يسمح بإضافة متغيرات أخرى مثل سعر البترول أو<br />

سعر الصرف الفعلي الحقيقي.‏<br />

4-2<br />

دالة الصادرات حسب التركيبة السلعية:‏<br />

تعد صادرات المنتوجات البترولية أكبر صادرات<br />

الجزائرية ، و تنقسم هده الأخيرة إلى فئة صادرات الغاز<br />

و فئة صادرات البترول السائلXhl كما يمكن أيضا<br />

تحديد فئة أخرى و هي فئة المنتوجات الفلاحية و فئة<br />

الخدمات المحروقات هي مواد أولية غير قابلة للتجديد،‏<br />

يتحدد حجم إنتاجها عن طريق نظام الحصص المفروضة من<br />

طرف منظمة .OPEC أما عن سعر البترول فهو يتحدد في<br />

الأسواق الدولية مما يجعله عرضة لتقلبات العرض و الطلب.‏<br />

الصادرات الجزائرية من المحروقات السائلة تتعلق بعاملين<br />

هما<br />

Xf<br />

X hl<br />

Xh<br />

.<br />

Xs<br />

Xhg<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

عامل داخلي:‏<br />

قدرة الإنتاج الوطني من البترول الخام.‏<br />

إحتياطي البترول الخام.‏<br />

قدرة التكرير<br />

عامل خارجي:‏<br />

حجم إنتاج أعضاء منظمة OPEC من البترول الخام.‏<br />

الإنتاج العالمي من البترول الخام.‏<br />

الطلب الدولي على البترول الخام.‏<br />

.Raffinage<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

مما تقدم أعلاه فإن دالة صادرات البترول السائل X hl تكون<br />

على الشكل التالي<br />

كما هو الشأن بالنسبة لصادرات المحروقات السائلة،‏ فإن<br />

صادرات المحروقات الغازية تتأثر بعاملين أحدهما داخلي<br />

حجم الإنتاج الوطني من الغاز،‏ احتياطي الغاز)‏ و الآخر<br />

خارجي ‏(إنتاج منظمة OPEC من الغاز،‏ الإنتاج العالمي<br />

من الغاز،‏ الطلب الدولي من الغاز).‏ و عليه تكون دالة<br />

صادرات البترول الغازية على الشكل التالي:‏<br />

-3<br />

نتائج عملية التقدير:‏<br />

قبل الشروع في استعراض نتائج عملية التقدير،‏ لابد من<br />

الإشارة إلى أن أسعار الصادراتPx و أسعار الواردات Pm<br />

حسب مجاميع الاستعمال الفئات)‏ أي و<br />

ليست متوفرة،‏ لذلك استعملنا مؤشر واحد وPm<br />

لجميع فئات الصادرات<br />

دالة الواردات الكلية:‏<br />

Px It<br />

Pm It<br />

Px<br />

.M It و الواردات X It<br />

LOG(M t ) = 0.1942132131 +<br />

0.9762348448*LOG(DIt) +<br />

0.16312<strong>04</strong>897*LOG(POILt)<br />

+ 0.4<strong>04</strong>2237746*LOG(PIMt/PYt) -<br />

0.03251615518*T<br />

نظرا للتقلبات الكبيرة التي عرفتها الواردات بعد الصدمة<br />

البترولية سنة و الإنخفاض المحسوس في السنوات<br />

الثلاث التي تلاا،‏ و بعدها تحرير التجارة الخارجية و تدهور<br />

قيمة العملة الوطنية،‏ عرفت الواردات الجزائرية تذبذبات طيلة<br />

فترة التسعينات و لعل أهم هذه التذبذبات الإنخفاض المسجل<br />

في سنة و الذي لم يصاحبه تغير في سعر الصرف<br />

الحقيقي الفعلي ،RER الأمر الذي جعل هذه المتغيرة الأخيرة<br />

لا تظهر كمتغيرة مفسرة للواردات.‏<br />

1986<br />

1996<br />

من جانب آخر نلاحظ من خلال نتائج تقدير دالة<br />

الواردات الكلية ان الطلب الداخليDit يمثل المتغير الأكثر<br />

تفسيرا لسلوك الواردات وهذا ما توضحه إحصائية<br />

،student إذ أن ارتفاع الطلب الداخلي ب مع ثبات<br />

المتغيرات الأخرى ينتج عنه ارتفاع الواردات ب %0.97.<br />

T-<br />

%1<br />

ما يمكن ملاحظته أيضا هو الارتباط الموجب بين الواردات<br />

الكلية و السعر النسبي و هذا يوضح تكامل<br />

المنتوج المستورد مع المنتوج الوطني،‏ وهذا أمر منطقي في حالة<br />

الاقتصاد الجزائري ، إذ يعتبر هذا الأخير إقتصاد مستهلك أكثر<br />

منه لإقتصاد منتج فهو لا يملك منتوج يمكن له بواسطته منافسة<br />

المنتوجات الأجنبية.‏<br />

(Pim/Py)<br />

أما عن سعر البترول و نظرا لكون هذه المتغيرة<br />

الممولة الرئيسية لإيرادات الدولة،‏ فهي على علاقة طردية مع<br />

الواردات الكلية،‏ فزيادة سعر البترول ب‎1‎ مع ثبات<br />

المتغيرات الأخرى يزيد في حجم الواردات ب %0.16<br />

دالة واردات فئة السلع الغذائية:‏<br />

%<br />

Poil<br />

Xhg = F (QHG, WQHG, OQHG, T, RESG, WCHG)<br />

Xhl = F (QHL, WQHL, OQHL, POIL, T, RESP, WCHL )<br />

)<br />

34


و.‏<br />

_____________________________________________________________________________________________________<br />

النمذجة القياسية لقطاع التجارة الخارجية في الجزائر<br />

LOG(mft) = -4.621464918 +<br />

0.4765789883*LOG(yft) +<br />

1.031752514*LOG(mt)<br />

من خلال نتائج عملية تقدير دالة واردات الأغذية نلاحظ أن<br />

هذه الأخيرة على علاقة طردية مع القيمة المضافة للفلاحة<br />

وهذا مايتعارض مع النظرية الإقتصادية،‏ إذ يفترض<br />

أن تكون العلاقة عكسية،‏ فمع زيادة الإنتاج الفلاحي ينخفض<br />

حجم الواردات من الأغذية،‏ و لكن ما يمكن ملاحظته في<br />

حالة الجزائر أن النمو الديمغرافي كان كبيرا إلى حد أن دفع<br />

بالطلب على المنتوجات الغذائية أن تكون أكبر من الإنتاج<br />

الفلاحي،‏ وبذلك تم اللجوء للاستيراد لتغطية العجز،‏ إذ و في<br />

هذه النقطة تعتبر الجزائر أكبر مستورد للقمح في العالم .<br />

دالة واردات السلع الوسيطية:‏<br />

(YF t )<br />

LOG(MIt) = 5.906760+<br />

0.788854*LOG((Mit/YIt)<br />

+0.451629*LOG(Mt) + 0.021409*T<br />

نحن نعلم أن سلع التجهيز تدخل في حساب القيمة المضافة و<br />

التي ما هي إلا القيمة النهائية للسلعة مطروحا منها السلع<br />

الوسيطية،‏ و لذلك إرتأينا أن نأخذ القيمة المضافة الكلية<br />

للإقتصاد الوطني أو الإنتاج الداخلي الخام بسعر عوائد الإنتاج<br />

Yit كمتغيرة مفسرة لواردات السلع الوسيطية<br />

.<br />

من خلال نتائج عملية التقدير نلاحظ أن %95 من التغير<br />

في واردات سلع الوسيطية مفسر بواسطة الميل المتوسط<br />

لواردات السلع الوسيطية أو معدل الواردات(‏<br />

الواردات الكلية و الزمن.فإرتفاع معدل الواردات ب‎%1‎ مع<br />

ثبات المتغيرات الأخرى يؤدي إلى إرتفاع الواردات على<br />

السلع الوسيطية ب تعتبر هذه الأخيرة نسبة<br />

واقعية إذ أن باقي متطلبات الإنتاج الوطني من المنتوجات<br />

الوسيطية توفرها السوق المحلية.أما عن العلاقة الطردية بين<br />

MIt و الزمن فهي تشير إلى تزايد المستمر لسلع التجهيز.‏<br />

(Mit/Yit و<br />

.<br />

%0.78<br />

دالة واردات سلع التجهيز:‏<br />

LOG(MKt) = 0.541551+<br />

0.436481*LOG(MKt/YKt)<br />

+0.891458*LOG(Mt) - 0.197416*D86<br />

خلال فترة السبعينيات و الثمانينيات كانت واردات سلع<br />

التجهيز تمثل النسبة الأكبر من الواردات الكلية،‏ و كانت<br />

السياسة المطبقة في هذه الحقبة السبب في الارتفاع ‏،إذ تم<br />

إعتماد الصناعة المصنعة،‏ المحرك الرئيسي للإقتصاد الوطني،‏ و<br />

بذلك حظي هذا القطاع باهتمام متخذي القرار بإنفاق<br />

استثماري كبير.‏ هذا الأمر دفعنا لاعتبار الاستثمارYKt أحد<br />

المتغيرات الأساسية في تفسير تغيرMKt<br />

.<br />

تظهر نتائج عملية التقدير أن للنسبة<br />

طردية مع واردات سلع التجهيز إذ بزيادة هذه الأخيرة بنسبة<br />

%1 فإن الواردات من سلع التجهيز ترتفع ب<br />

ما يمكن ملاحظته أيضا هي العلاقة العكسية بين<br />

MKtوD86‎ والتي هي متغيرة صماء تمثل إنخفاض البترول<br />

الصدمة البترولية).و يمكن إيجاد تفسير<br />

سنة<br />

لذلك إذ و إن كان قطاع الصناعات المصنعة يعتبر محرك<br />

الإقتصاد،‏ فإن قطاع المحروقات هو ممول الإقتصاد،‏ لذلك فإن<br />

أي انخفاض في أسعار البترول يؤثر على إيرادات الدولة التي<br />

بدورها تؤثر على الواردات كما هو الشأن في هذه المعادلة.‏<br />

(MKt/YKt) علاقة<br />

%0.43<br />

)<br />

1986<br />

دالة واردات سلع الاستهلاك:‏<br />

LOG(MCt) = 1.230069213 +<br />

0.4887824818*LOG(Mt)<br />

+0.8586242377*LOG(MCt/YCt) +<br />

0.<strong>04</strong>430309403*T<br />

تظهر نتائج عملية التقدير أن واردات سلع الإستهلاك هي<br />

دالة للواردات الكلية و النسبة حيث<br />

يمثل إستهلاك العائلات و الزمن T‏.من الناحية الاقتصادية و<br />

بالنظر إلى إشارة المعلمات نستطيع القول بأن النموذج مقبول،‏<br />

نجدها<br />

و إذا رأينا قيمة<br />

مرتفعة و عليه فإن هذه الأخيرة أكبر محدد<br />

لMCt‏.‏<br />

YCt<br />

(MCt/YCt)<br />

(MCt/YCt) للنسبة T-student<br />

(33.29)<br />

دالة واردات الخدمات:‏<br />

LOG(MSt) = -0.0511799196 -<br />

0.392271862*LOG(YSt) +<br />

1.692123934*LOG(Mt)<br />

يهتم بنك الجزائر بتقييم واردات وصادرات الخدمات و يظهر<br />

بند الخدمات من خلال ميزان المدفوعات،وقد تظهر الخدمات<br />

في عدة نشاطات منها النقل و التأمين ونفقات المعاونات<br />

التقنية و خدمات التسير.‏ تظهر نتائج تقدير واردات<br />

الصادرات إلى وجود علاقة عكسية بين هذه الأخيرة و القيمة<br />

المضافة للخدماتYSt .<br />

35


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

دالة الصادرات الكلية:‏<br />

دالة صادرات المحروقات الغازية:‏<br />

LOG(XHGt) = -4.994589475 +<br />

1.090773765*LOG(QHGt) +<br />

0.2983716527*LOG(OQHGt) -<br />

0.07549960526*D86<br />

LOG(XT) = 2.936250688 +<br />

0.7180832654*LOG(Qt) -<br />

0.1611293637*LOG(PXWt)<br />

- 0.08565867038*D86<br />

من نتائج المعادلة نلاحظ أن دالة الصادرات الكلية مفسرة<br />

بواسطة الإنتاج الوطني السعر النسبيPXW و المتغيرة<br />

الصماء D86‎‏.بالنسبة للإنتاج الوطني فهو على علاقة طردية<br />

مع الصادرات بحيث أن إرتفاع في ب‎%1‎ مع ثبات<br />

المتغيرات الأخرى ينتج عنه ارتفاع في الصادرات ب<br />

‎0.71‎‏%.أما عن العلاقة بين السعر النسبي للصادرات و<br />

الطلب الأجنبي عليها فنرى أن هنالك علاقة عكسية،‏ فمع<br />

ارتفاع الصادرات المحلية يقل الطلب الأجنبي عليها،‏ أما إذا<br />

ارتفع السعر الأجنبي مع ثبات السعر المحلي تصبح سلعة<br />

الصادرات المحلية أرخص ثمنا و يزداد الطلب الأجنبي.بصفة<br />

عامة تعتبر النسبة بين معدل التضخم الداخلي و معدل<br />

التضخم الخارجي من بين أهم العوامل المحددة للطلب على<br />

الصادرات الجزائرية.‏<br />

كما تظهر نتائج عملية تقدير تأثر دالة الصادرات الكلية<br />

بإنخفاض أسعار البترول سنة 1986 بإعتبار قطاع المحروقات<br />

هو القطاع الأكثر مساهمة في عملية التصدير.‏<br />

Qt<br />

Qt و<br />

دالة صادرات المحروقات السائلة:‏<br />

LOG(XHLt) = -0.9905550159 +<br />

1.<strong>04</strong>9068656*LOG(WCHLt)<br />

+0.0577021067*LOG(POILt)<br />

صادرات المحروقات الخام هي دالة للطلب العالمي من<br />

المحروقات الخام و سعر البترول أما عن<br />

باقي المتغيرات مثل إحتياطي البترول الخام و لكوا متغيرة<br />

مستقرة لعدة سنوات فهي ليست مفسرة.‏<br />

،POILt<br />

WCHLt<br />

يمكن الملاحظة من خلال نتائج عملية التقدير أن<br />

و POILtعلى علاقة طردية مع صادرات المحروقات الخام،‏ و<br />

لكن الملفت للانتباه هو ضعف مرونة سعر البترول<br />

و لعل هذا يعود إلى وحدة قياس المستعملة في تحديد حجم<br />

الصادرات ‏(مليون برميل)،‏ و أن الحجم الكلي لصادرات<br />

البترول الخام يعتمد على الحصص المحددة بواسطة منظمة<br />

الدول المصدرة للبترول OPEC و التي بدورها تعتمد على<br />

حجم الاحتياطيات و عدد السكان في كل دولة عضو ذه<br />

المنظمة.‏<br />

من خلال نتائج عملية التقدير تبين قيمة فيشر المرتفعة أن<br />

صادرات المحروقات الغازية مفسرة بكل من الإنتاج الوطني من<br />

الغازQHG وإنتاج أعضاء منظمة الOPEC و المتغيرة<br />

الصماءD86‎‏.يجب الإشارة إلى أنه تعذر علينا إيجاد سعر بيع<br />

الغاز و لذلك إرتئينا أن نعوض هذه المتغيرة بسعر البترول لأن<br />

سعر بيع الغاز كان مرتبطا بسعر بيع البترول،‏ لكن هذه<br />

الأخيرة لم تعطى نتائج جيدة.‏<br />

بالإضافة إلى العلاقة الطردية بين صادرات المحروقات<br />

الغازية وإنتاج أعضاء منظمة الOPEC من الغاز نلاحظ<br />

العلاقة السلبية بين و وهذا يدل على تأثر<br />

صادرات المحروقات الغازية بالصدمة البترولية سنة 1986.<br />

D86<br />

XHG<br />

دالة صادرات السلع الغذائية:‏<br />

LOG(XFt) = 0.4291905275*LOG(YFt)<br />

+0.6545482593*LOG(XFt(-1)) -<br />

0.03<strong>04</strong>4157177*T<br />

T<br />

خلال فترة الستينات و السبعينات كان يعتبر الإنتاج<br />

الفلاحي أحد مكونات الصادرات الأساسية بعد المحروقات و<br />

لكن هذه الوضعية لم تدم حيث أخذت الصادرات من السلع<br />

الغذائية تتراجع في بداية الثمانينات لتعاود الإرتفاع خلال اية<br />

التسعينات.و لعل المتغيرة بالإشارة السالبة في نتائج عملية<br />

التقدير أعلاه تفسر ذلك.‏ أما الإنتاج الفلاحي،‏ فقد عرف<br />

تذبذبات كبيرة خلال فترة الدراسة و يعوذ هذا إلى عدم نجاعة<br />

سياسات الإصلاح المتبعة و هذا ما تبينه المرونة الصغيرة<br />

للإنتاج الفلاحي .YF<br />

إختبار الإستقرار:‏<br />

في هذه الفقرة سنجري إختبارا للإستقرارTest Chow<br />

على كل المعادلات المقدرة أعلاه،‏ و لكن سنة الإختبار<br />

ستختلف بين الصادرات و الواردات،‏ فالبنسبة للصادرات<br />

الجزائرية ونظرا لتأثرها الكبير بالصدمة البترولية في سنة‎1986‎<br />

فإننا نرى أن نعتبر هذه السنة سنة التحول.‏<br />

WCHLt<br />

(0.057)<br />

36


_____________________________________________________________________________________________________<br />

النمذجة القياسية لقطاع التجارة الخارجية في الجزائر<br />

1994<br />

أما بالنسبة للواردات تعتبر سنة سنة التغير أو<br />

التحول حيث تم فيها الشروع في تنفيذ برنامج التعديل الهيكلي<br />

و بدأت فيها أيضا نتائج تحرير التجارة الخارجية تظهر للعيان.‏<br />

جاءت نتائج الإختبار ملخصة في الجدول(‏‎4‎‏):‏<br />

رغم التحولات و التغيرات التي عرفها قطاع التجارة الخارجية<br />

في الجزائر و خاصة الواردات بعد تراجع الدولة عن سياسة<br />

احتكار و فتح اال أمام الخواص،‏ إلا أن نتائج اختبار<br />

الاستقرار تبين أن النماذج المقدرة أعلاه مستقرة.‏ بعد تقدير<br />

المعادلات و الحصول على توفيق إحصائي جيد،‏ سوف نقوم<br />

باختبار قدرة هذه الأخيرة على القيام بعمليات التنبؤ(المحاكاة)‏<br />

و ذلك بإخضاعها موعة من الاختبارات الإحصائية هي<br />

نسبة التباين U‏،نسبة S التباينات المشتركة<br />

U، C معامل عدم التباين لتايل بالإضافة إلى الجذر<br />

التربيعي لمربع الخطأ و معامل الارتباط بين القيم<br />

الحقيقية و القيم المحاكاة ρ.<br />

U(1)<br />

RMSE<br />

(5)<br />

نسبة التحيز U، M<br />

من خلال نتائج الجدول نلاحظ أن معامل عدم التباين<br />

لتايل لجميع المتغيرات ضعيف و يقترب من الصفر ما عدى<br />

قيمة صادرات السلع الغذائية حيث أن نتائج هذه المتغيرة<br />

ضعيفة على العموم كما يوضحه معمل الارتباط<br />

و الجذر التربيعي لمربع الخطأ(‏‎0.51‎ .(RMSE=<br />

(ρ=0.68)<br />

أما عن باقي الاختبارات فلقد جاءت مقبولة لجميع<br />

المتغيرات،‏ فبالنسبة ل فهى تقترب من الصفر لجميع<br />

المتغيرات،‏ كذلك هو الأمر بالنسبة لنسبة التباين أما نسبة<br />

التباينات المشتركة فهي تقترب من الواحد بالنسبة لجميع<br />

المتغيرات ما عدا .XFt<br />

U S<br />

U M<br />

: لقد<br />

الخاتمة استهدفت هذه الدراسة محاولة الإلمام بموضوع<br />

التجارة الخارجية،‏ ولذلك قمنا في الجزء الأول بتقديم وبشكل<br />

مختصر مختلف السياسات المطبقة في هذا القطاع ابتدءا بمرحلة<br />

المراقبة و انتهاء بمرحلة تحرير التجارة الخارجية مع تقديم<br />

تطورات الميزان التجاري والتركيبة السلعية للصادرات و<br />

الواردات في كل مرحلة،‏ و النتيجة التي يمكن أن نستخلصها<br />

من هذه الدراسة التحليلية هو أنه لا يمكن التفرقة بين مرحلة<br />

الاحتكار و مرحلة التحرير و هذا لبقاء الوضعية على حالها،‏<br />

حيث تسيطر المحروقات على مجمل الصادرات و يمن سلع<br />

التجهيز والسلع الغذائية على مجمل الواردات.‏ لذلك يبقى<br />

الفرق الوحيد بين المرحلتين يتمثل في ضخامة المبالغ المالية،‏<br />

وهذا ما يظهر عدم نجاعة الإصلاحات و التدابير المتخذة لعدم<br />

توفر شروط تحققها.‏<br />

في الجزء الثاني من هذه الورقة حاولنا إعطاء تفسير كمي<br />

لتطورات التجارة الخارجية و ذلك من خلال وضع نماذج<br />

قياسية لكل من الصادرات و الواردات الكلية ثم للتركيبة<br />

السلعية لكل منهما.وقد جاءت جميع نتائج عملية التقدير<br />

منطقية عموما،‏ فهي تشير إلى أن تحقيق تنافسية الاقتصاد لا<br />

يتوقف على القيام بإجراءات و تدابير اقتصادية كتخفيض<br />

للعملة و تحرير الأسعار(في هذه النقطة لم يظهر سعر الصرف<br />

و مستوى الأسعار كمتغيرة مفسرة)‏ لكنه يتوقف على إصلاح<br />

يؤدي إلى زيادة في الإنتاج الكمي و النوعي المطلوبين،‏ و لا<br />

يتحقق ذلك في ظل ميش القطاع الفلاحي و القطاع<br />

الصناعي خارج المحروقات ‏.كما يجب الإشارة إلى أن سعر<br />

البترول لم نجده مفسرا بالصورة التي كنا نتوقعها رغم أهميته.‏<br />

بعد الحصول على توفيق إحصائي جيد و نتائج اقتصادية<br />

مقبولة،‏ قمنا باختبار إستقرارية النماذج المقدرة و قدرا على<br />

القيام بعملية التنبؤ،‏ وتوصلنا إلى أن كل النماذج مستقرة وهذا<br />

ما يظهر أن التغيرات كانت كمية أكثر منها هيكلية،‏ و أا<br />

قابلة للتنبؤ ماعدا معادلة صادرات السلع الغذائية،‏ الأمر الذي<br />

يعكس وضعية القطاع الفلاحي في الجزائر.‏<br />

37


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

الجداول والأشكال البيانية :<br />

الجدول ‎1‎‏:تطور الميزان التجاري والتركيبة السلعية للصادرات و الواردات بالأسعار الجارية خلال الفترة 1969/1963 الوحدة:‏ 6 10 دج<br />

1969<br />

1968<br />

1967<br />

1966<br />

1965<br />

1964<br />

1963<br />

الموارد الغذائية و<br />

مشتريات أخرى<br />

و ص و ص و ص و ص و ص و ص و**‏ ص*‏<br />

654<br />

929<br />

712<br />

643<br />

827<br />

579<br />

713<br />

931<br />

781<br />

1138<br />

915<br />

1394<br />

766<br />

1151<br />

78<br />

3291<br />

62<br />

2902<br />

50<br />

2605<br />

33<br />

1819<br />

25<br />

1690<br />

35<br />

1933<br />

249<br />

الطاقة و المحروقات 2168<br />

308<br />

203<br />

242<br />

235<br />

214<br />

108<br />

212<br />

151<br />

253<br />

188<br />

226<br />

148<br />

213<br />

المنتجات الخامة 312<br />

1515<br />

68<br />

1245<br />

74<br />

691<br />

57<br />

615<br />

91<br />

537<br />

57<br />

548<br />

50<br />

609<br />

سلع التجهيز 42<br />

1361<br />

70<br />

922<br />

202<br />

595<br />

192<br />

523<br />

73<br />

581<br />

52<br />

562<br />

51<br />

431<br />

54<br />

منتجات<br />

مصنعة<br />

نصف<br />

1065<br />

49<br />

841<br />

41<br />

807<br />

30<br />

1057<br />

15<br />

1135<br />

20<br />

1186<br />

12<br />

1109<br />

السلع الاستهلاكية 20<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

60<br />

سلع أخرى 1<br />

4981<br />

4610<br />

4024<br />

4097<br />

3154<br />

3571<br />

3153<br />

3080<br />

3312<br />

3145<br />

3472<br />

3588<br />

3437<br />

3748<br />

المجموع<br />

418<br />

73-<br />

167-<br />

Source: Direction Nationale des Douanes<br />

:<br />

* ص<br />

370-<br />

73<br />

الميزان التجاري<br />

: تمثل الصادرات.‏<br />

‏**و<br />

تمثل الولردات.‏<br />

116<br />

311<br />

الجدول ‎2‎‏:تطور الميزان التجاري والتركيبة السلعية للصادرات و الواردات بالأسعار الجارية الفترة 1989/1970 الوحدة:‏ 6 10 دج<br />

1989<br />

1986<br />

1985<br />

1980<br />

1977<br />

1973<br />

1970<br />

الموارد الغذائية و<br />

مشتريات أخرى<br />

و ص و ص و ص و ص و ص و ص و ص<br />

19965<br />

264<br />

7261<br />

123<br />

9728<br />

281<br />

7782<br />

431<br />

3544<br />

526<br />

1218<br />

872<br />

680 957<br />

25197<br />

1711<br />

16798<br />

761<br />

18517<br />

863<br />

13680<br />

476<br />

9170<br />

405<br />

3325<br />

277<br />

2422<br />

التنوين الصناعي 427<br />

707<br />

68927<br />

619<br />

34003<br />

712<br />

63299<br />

854<br />

51715<br />

335<br />

23445<br />

118<br />

6206<br />

112<br />

3456<br />

الطاقة<br />

المحروقات<br />

و<br />

15786<br />

510<br />

10970<br />

16<br />

12492<br />

17<br />

11324<br />

5<br />

9442<br />

2<br />

2377<br />

42<br />

1813<br />

آلات وسلع التجهيز 25<br />

4075<br />

371<br />

4842<br />

06<br />

5250<br />

92<br />

4176<br />

1<br />

4434<br />

17<br />

1155<br />

36<br />

691<br />

72<br />

معدات<br />

ولواحقها<br />

نقل<br />

4191<br />

151<br />

154<br />

-<br />

2854<br />

50<br />

26<br />

-<br />

2714<br />

78<br />

12<br />

-<br />

2697<br />

6<br />

20<br />

-<br />

1601<br />

4<br />

15<br />

-<br />

678<br />

5<br />

41<br />

5<br />

484<br />

3<br />

42<br />

1<br />

السلع الاستهلاكية<br />

NDA<br />

سلع أخرى<br />

70072<br />

71937<br />

43394<br />

34935<br />

49491<br />

64564<br />

40519<br />

52648<br />

29475<br />

24410<br />

8876<br />

7479<br />

6205<br />

المجموع 4981<br />

1865<br />

8459 -<br />

15073<br />

12129<br />

5065 -<br />

1397 -<br />

Rétrospective Statistique 1970-2002<br />

الميزان التجاري<br />

المصدر:من إعداد الباحثين إعتمادا على<br />

1224-<br />

38


النمذجة القياسية لقطاع التجارة الخارجية في الجزائر<br />

_____________________________________________________________________________________________________<br />

الجدول ‎3‎‏:تطور الميزان التجاري والتركيبة السلعية للصادرات و الواردات بالأسعار الجارية خلال الفترة 2002/1990 الوحدة:‏ 6 10 دج<br />

2002<br />

2001<br />

1999<br />

1998<br />

1994<br />

1993<br />

1990<br />

الموارد الغذائية و<br />

مشتريات أخرى<br />

ص و<br />

ص و<br />

و ص<br />

ص و<br />

ص و<br />

ص و<br />

ص<br />

و<br />

33038<br />

490298<br />

2<strong>04</strong>4803<br />

2966147<br />

1699922 22205<br />

2440984 442620<br />

1454866 20172<br />

1781866 216853<br />

1454132 20022<br />

1634148 183729<br />

93515<br />

164998<br />

1159<br />

10791<br />

47555 2265<br />

98353 8077<br />

16907 التنوين الصناعي 450<br />

26867 2216<br />

14418715<br />

108898<br />

102714<br />

14289681<br />

98702<br />

8112665<br />

68694<br />

5666161<br />

1762<br />

307230<br />

2679<br />

227782<br />

840<br />

الطاقة و المحروقات 118600<br />

34452<br />

18128<br />

17287<br />

-<br />

15011919<br />

2473901<br />

1135285<br />

838489<br />

2875<br />

9570398<br />

1935360<br />

820505<br />

648556<br />

583<br />

7648624<br />

26646<br />

19244<br />

2961<br />

-<br />

14803358<br />

1526764<br />

683441<br />

56<strong>04</strong>13<br />

679<br />

1454866<br />

29418<br />

16810<br />

9246<br />

-<br />

8405165<br />

1279809<br />

617664<br />

469089<br />

49<br />

5523586<br />

8833<br />

2356<br />

7655<br />

-<br />

5888756<br />

49592<br />

24429<br />

4881<br />

1005<br />

340142<br />

434<br />

72<br />

520<br />

-<br />

320206<br />

40367<br />

12236<br />

3535<br />

310<br />

205035<br />

356<br />

38<br />

695<br />

1<br />

239214<br />

26415<br />

11707<br />

3980<br />

302<br />

87018<br />

547<br />

107<br />

187<br />

172<br />

122279<br />

آلات<br />

التجهيز<br />

معدات<br />

ولواحقها<br />

وسلع<br />

نقل<br />

السلع الاستهلاكية<br />

NDA<br />

سلع أخرى<br />

اموع<br />

544152.1<br />

715473.4<br />

229843.5<br />

36517<br />

Rétrospective Statistique 1970-2002<br />

158<strong>04</strong> -<br />

34517<br />

الميزان التجاري<br />

المصدر:من إعداد الباحثين إعتمادا على<br />

35261<br />

log Mt = a<br />

log( Xt)<br />

b<br />

N1<br />

N 2<br />

0<br />

+ ∑a<br />

∑ ∑ ∑<br />

log( Y )<br />

t − s<br />

+ a<br />

2h<br />

log( PIM / PY )<br />

t −h<br />

+ a3k<br />

log( Z )<br />

t −k<br />

+ a<br />

4 j<br />

log( M )<br />

t − j<br />

+ Ut<br />

1s<br />

S = 0<br />

h= 0<br />

K = 0<br />

J = 1<br />

N1<br />

N 2<br />

N 3<br />

N 4<br />

0<br />

b log( ) log( ) log( ) log( )<br />

0 1<br />

<br />

0<br />

2<br />

<br />

<br />

0<br />

3<br />

<br />

i i<br />

Pxw<br />

t i<br />

b<br />

j j<br />

Qw<br />

tj<br />

b D<br />

k<br />

t<br />

k<br />

b<br />

s<br />

1 4s<br />

X<br />

t<br />

s<br />

N 3<br />

N 4<br />

Ut<br />

(6)<br />

(1)<br />

المعادلات<br />

الجدول(‏‎4‎‏):‏ نتائج اختبار الاستقرار<br />

PROBABILITE<br />

F.STATISTIQUE<br />

0.794767<br />

0.469802<br />

0.<strong>04</strong>9616<br />

3.080534<br />

0.028524<br />

3.238162<br />

-<br />

0.005726<br />

4.7<strong>04</strong>037<br />

0.383842<br />

1.059706<br />

0.031812<br />

3.143810<br />

0.393647<br />

1.064241<br />

-<br />

0.245107<br />

1.494091<br />

-<br />

-<br />

log(Mt)<br />

log(MFt)<br />

log (Mit)<br />

log (MKt)<br />

log (MCt)<br />

log (MSt)<br />

log( Xt)<br />

log( XHLt)<br />

log (XHGt)<br />

log (XFt)<br />

الجدول (5):<br />

نتائج الاختبارات الإحصائية لعملية المحاكاة.‏<br />

ρ<br />

0.95402<br />

0.94016<br />

0.98080<br />

0.95814<br />

0.99145<br />

0.87071<br />

0.97439<br />

0.96907<br />

0.99734<br />

0.68481<br />

U C<br />

0.976470<br />

0.969159<br />

0.989947<br />

0.9784<strong>04</strong><br />

0.984262<br />

0.930891<br />

0.987031<br />

0.984293<br />

0.998671<br />

0.818085<br />

U S<br />

0.023530<br />

0.030841<br />

0.010036<br />

0.021577<br />

0.013960<br />

0.013390<br />

0.012969<br />

0.000997<br />

0.001329<br />

0.181372<br />

U M<br />

0<br />

0<br />

0.000017<br />

0.000019<br />

0.001778<br />

0<br />

0<br />

0<br />

0<br />

0.000543<br />

U (1)<br />

0.003899<br />

0.013442<br />

0.003616<br />

0.0<strong>04</strong>372<br />

0.0<strong>04</strong>312<br />

0.013390<br />

0.002736<br />

0.000997<br />

0.001329<br />

0.<strong>04</strong>2210<br />

RMSE<br />

0.089828<br />

0.145807<br />

0.072051<br />

0.092082<br />

0.072524<br />

0.253483<br />

0.061107<br />

0.021529<br />

0.028855<br />

0.513831<br />

المعادلات<br />

log(Mt)<br />

log(MFt)<br />

log (Mit)<br />

log (MKt)<br />

log (MCt)<br />

log (MSt)<br />

log( Xt)<br />

log( XHLt)<br />

log (XHGt)<br />

log (XFt)<br />

39


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

المراجع :<br />

1/ حمدوش فاطمة الزهراء،‏ دراسة تحليلية لتطور التجارة الخارجية في الجزائر للفترة 2000-1967 كلية العلوم الاقتصادية و علوم التسيير،مذكرة ماجستير<br />

غير منشورة،‏ جامعة الجزائر،‏‎2002‎‏.‏<br />

2/BENISSAD HOCINE, ECONOMIE DE DEVELOPEMENT DE L’ALGERIE, 2 EME<br />

ALGERIE.1989.<br />

EDITION, OPU,<br />

3/LAABAS BELKACEM, TOUMI SALAH, "SECTEUR DE COMMERCE EXTERIEUR", <strong>REVIEW</strong> OF INSTITUTE<br />

OF ECONOMICS N°4, UNIVERSITE D’ALGER 1992, PP: 32-62.<br />

4/ONS, RÉTROSPECTIVE STATISTIQUE 1970-2002, ALGER, 2005.<br />

5/ OPEC, THE ANNUAL STATISTICAL BULLETIN 2003, VIENNA, 20<strong>04</strong>.<br />

6/ ROBERT KEYFITZ, UN MODELE ECONOMETRIQUE POUR L’ALGERIE, BANQUE MONDIAL, 2002,<br />

Washington.<br />

7/ Washington, The World Bank, The World Development Indicators 20<strong>04</strong>, CD-ROM.<br />

40


______________________________________________________________________________________________________<br />

قراءة في الأداء المالي والقيمة في المؤسسة الاقتصادية<br />

<br />

دادن عبد الغني - جامعة ورقلة<br />

Dadene_abdelghani @ yahoo.fr<br />

.I<br />

:<br />

ملخص يحاول هذا المقال تسليط الضوء على جانبي القيمة<br />

والأداء المالي في المؤسسات الاقتصادية،‏ هادفة إلى تحليل العلاقة<br />

بين مؤشرات القيمة والأداء.‏ بداء بتحديد مفهوم الأداء المالي<br />

وأهميته وأسباب تباين تحديد مفهومه،‏ مرورا بالإسهامات<br />

الأمريكية ومختلف الدراسات حول القيمة والأداء،‏ وانتهاءا<br />

بعلاقة الهيكل المالي بالقيمة والأداء.‏<br />

الكلمات الأساسية:‏ الأداء المالي،‏ القيمة،‏ الهيكل المالي،‏<br />

المردودية،‏ التدفقات النقدية،‏ القيمة الاقتصادية المضافة<br />

القيمة السوقية المضافة .MVA<br />

،EVA<br />

في محيط بتدفق وابل من المعلومات من حين إلى آخر ومن يوم<br />

إلى آخر بل ساعة تلو الأخرى وأبعد من ذلك،‏ من المعلومات<br />

منها ما هو محاسبي ومنها ما هو مالي ومنها ما هو جبائي ومنها<br />

ما هو اقتصادي،‏ في ظل شفافية مطلقة وإفصاح تام،‏ فمنها ما<br />

هو تاريخي ومنها ما هو مستقبلي،‏ منها ما هو مؤكد ومنها ما<br />

هو شبه مؤكد .<br />

في عالم تسوده ثورة المعلومات وسرعة الاتصال والمعلومة<br />

الوجيزة والدقيقة ، ونظريات حديثة واحدة تلو الأخرى وتدفق<br />

المصطلحات بكم هائل في الأدبيات المالية ‏(الأداء المالي ، التوريق<br />

المالي،‏ المشتقات المالية،المحاكاة المالية تحت وابل منهمر من<br />

المعطيات اللامتناهية ، فمن منتظر لها بشغف وآخر ليس كذلك<br />

فربما هذه المعلومة ذات مغزى ودلالة وأخرى ليس كذلك<br />

وهذه معلومة صورية وأخرى حقيقية ، وتلك المعلومة في صالح<br />

المؤسسة وأخرى ليس كذلك فهذا سوق ناشئ وذاك سوق<br />

كفء ‏،وهذا سوق أولي وذاك ثانوي فهذا سوق إصدار وآخر<br />

سوق تداول ، وهذا رسمي وأخر ليس كذالك....‏<br />

،(...<br />

.<br />

يحاول هذا البحث تسليط الضوء على جانب جد هام في تقييم<br />

المؤسسات الاقتصادية،‏ ألا وهو موضوع الأداء المالي والقيمة.‏<br />

حيث يهدف هذا المقال إلى تحليل المؤشرات الاقتصادية والمالية<br />

للأداء المالي والتي يمكن اعتمادها كمتغيرات مفسرة ‏(مستقلة)‏<br />

للقيمة كمتغير تابع.‏<br />

تزداد أهمية هذا الموضوع إذا انطلقنا من فكرة غياب مفهوم تام<br />

للأداء المالي ومحدداته ، كل طرف يفسره بما يخدم مصالحه.‏<br />

فالمساهم يسعى لتعظيم ثراءه ، والمؤسسة تسعى نحو الاستمرار<br />

والبقاء ، والموظف يعزف على وتر رفع الأجور والحوافز ،<br />

والجهاز الحكومي يهدف إلى إنماء حصيلة الضرائب،‏<br />

واتمع يود وينتظر الرخاء الاقتصادي ورفاهية الأفراد<br />

وتحقيق العدالة الاجتماعية.‏ فكل طرف يفسر الأداء المالي<br />

بالشكل الذي يروق له.‏<br />

مفهوم وأهمية تقويم الأداء<br />

:<br />

جدير بالذكر أن الوظيفة المالية تبحث عن أساس منهجي<br />

سليم لتقويم استخدام الأموال بفعالية وبأعلى كفاءة في<br />

المؤسسة ‏،كي يتسنى تحقيق الأهداف المالية المنشودة في<br />

الأجل الطويل من خلال معلومات ملائمة وطريقة تحليل<br />

علمية وعملية في بناء المؤشرات<br />

1<br />

2<br />

يعني تقويم الأداء المالي للمؤسسة تقديم حكم<br />

ذو قيمة حول إدارة الموارد الطبيعية والمادية<br />

والمالية المتحدة ‏(إدارة المؤسسة ومدى إشباع منافع ورغبات<br />

أطرافها المختلفة).‏ أي أن تقويم الأداء المالي هو قياس النتائج<br />

المحققة أو المنتظرة على ضوء معايير محددة سلفا لتحديد ما<br />

يمكن قياسه و من ثم مدى تحقيق الأهداف لمعرفة مستوى<br />

الفعالية ، وتحديد الأهمية النسبية بين النتائج والموارد<br />

المستخدمة مما يسمح بالحكم على درجة الكفاءة<br />

"Jugement"<br />

.<br />

.<br />

3<br />

"Valeur"<br />

يهدف تقويم الأداء إلى الكشف عن مدى تحقيق القدرة<br />

الإيرادية والقدرة الكسبية في المؤسسة ، حيث أن الأولى<br />

تعني قدرة المؤسسة على توليد إيرادات سواء من أنشطتها<br />

الجارية أو الرأسمالية أو الاستثنائية،‏ بينما تعني الثانية قدرة<br />

المؤسسة على تحقيق فائض من أنشطتها الموضحة سابقا من<br />

أجل مكافئة عوامل الإنتاج وفقا للنظرية الحديثة<br />

ويعرفه البعض الآخر بمدى تمتع وتحقيق المؤسسة لهامش آمان<br />

عن حالة الإعسار المالي وظاهرة الإفلاس أو بتعبير آخر مدى<br />

قدرة المؤسسة على التصدي للمخاطر والصعاب المالية.‏<br />

4<br />

ويعرف الأداء المالي بتسليط الضوء على العوامل التالية<br />

العوامل المؤثرة في المردودية المالية؛<br />

أثر السياسات المالية المتبناة من طرف المسيرين على<br />

مردودية الأموال الخاصة؛<br />

:<br />

-<br />

-<br />

41


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

-<br />

-<br />

مدى مساهمة معدل نمو المؤسسة في إنجاح السياسة المالية و<br />

تحقيق فوائض وأرباح؛<br />

مدى تغطية مستوى النشاط للمصاريف العامة.‏<br />

.II<br />

وهذا ما يؤدي بنا إلى ضرورة تحليل المردودية الاقتصادية،‏<br />

المردودية المالية وأثر الرافعة المالية،‏ كإحدى أهم المعايير<br />

المستخدمة في قياس الأداء المالي والتي لها علاقة أيضا بالقيمة.‏<br />

أسباب تباين مفاهيم الأداء المالي<br />

:<br />

يعود السبب في تباين وتحديد مفهوم الأداء المالي إلى أسباب<br />

رئيسية منها :<br />

أولا:‏ اختلاف رؤى الباحثين حول تحديد مفهوم الوظيفة المالية<br />

حيث أسندت بعض التعاريف الوظيفة المالية إلى القرارات المالية<br />

المتخذة ، الإستراتيجيات،‏ الخطط،‏ الأهداف ، السياسات المالية<br />

، وأيضا مواجهة المصاعب والعقبات المالية...‏ والواقع أن هذه<br />

المفاهيم لا تستطيع تحديد وتوضيح والكشف عن طبيعة الوظيفة<br />

المالية،‏ الأمر الذي يجعلها غامضة وعاجزة عن تحديد هوية<br />

الوظيفة المالية.‏ ويرجع هذا الغموض إلى عدم الشمول من جهة<br />

وعدم التوحيد من جهة أخرى،‏ سببه تباين وجهات نظر<br />

المهتمين ، فهناك ‏"الجماعة النقدية"حيث تنسب للوظيفة المالية<br />

كل عملية تأخذ الشكل النقدي خارجة أو داخلة عاجلة أو<br />

آجلة،‏ في حين أن وجهة النظر التشغيلية يحددها طرح التساؤل ،<br />

هل تنشأ الوظيفة المالية لمواجهة وتجاوز المصاعب المالية؟<br />

كدعم التوازن المالي ، الحد الأدنى للربحية ، اليسر المالي-‏ أم أا<br />

تتعلق بكافة التصرفات الخاصة بكيفية الحصول على الأموال<br />

وحسن استخدامها ؟<br />

–<br />

6<br />

5<br />

*<br />

:<br />

ثانيا تطور النظرية المالية الكلاسيكية إلى نظرية مالية معاصرة<br />

اعتبرت النظرية المالية الكلاسيكية بأن الوظيفة المالية<br />

الكلاسيكية في المؤسسة دور المزود بالأموال وتسيرها وتعرف<br />

باسم ‏"مالية المؤسسات"‏ ؛"مالية الشركات".‏ وتبنت الوظيفة<br />

المالية وفق المنظور الكلاسيكي هدف مضاعفة الربح في ظل<br />

مستقبل مؤكد الحدوث.‏<br />

لكن سرعان ما اار هذا المفهوم في ظروف اتسمت بالتعقيدات<br />

وظروف عدم التأكد والتظليل المعلوماتي ...، فضلا عن<br />

التحديات التي تواجهها المؤسسات ‏،ازدياد التدخل الحكومي<br />

بشكله المباشر وغير المباشر ، التقدم التكنولوجي،‏ دور النقابات<br />

واتحادات العمال،‏ حدة المنافسة،‏ شروط سوق المال والمؤسسات<br />

7<br />

المصرفية ندرة الأموال،‏ إلى جانب ارتفاع تكلفتها.‏<br />

لم يدم مسعى النظرية المالية الكلاسيكية طويلا حتى اارت<br />

في ظل الظروف غير المؤكدة إلى جانب انفصال الملكية عن<br />

الإدارة برز هدف مالي تقليدي ‏،مدعم من طرف الملاك<br />

وهو تعظيم القيمة السوقية لسعر السهم بالرغم أن نجاح<br />

المالي هو للمؤسسة برمتها وليس للمساهم بمفرده،‏ لكنه<br />

أحيانا هو الحكم في تحديد القوة المالية للمؤسسة،‏ حينئذ<br />

كان بزوغ النظرية المالية شبه تقليدية الهادفة إلى تعظيم قيمة<br />

المؤسسة في البورصة والذي بدوره أدى إلى الاهتمام بتعظيم<br />

التدفق النقدي المنتظر للاستثمار بالبحث عن أقل تكلفة<br />

للتمويل ومن هنا كان ميلاد نظرية تكلفة الأموال.‏<br />

1960<br />

:<br />

وخلال الفترة الممتدة ‎1950‎إلى بزغت النظرية<br />

المالية الحديثة ‏(المعاصرة)،‏ رغم تباين الأهداف وتعدد أبعاد<br />

التطبيق إلا أا في فحواها واقع اقتصادي ساهم بشكل<br />

واضح في نشوء علم التنظيمات...الخ.‏ ووفقا لرؤية<br />

البروفيسور ،Conso تعد النظرية المالية المعاصرة نموذجا<br />

خارجيا للمؤسسة خاضعا لقوانين سوق الأصول،‏ وذلك<br />

بالفصل بين رأس المال الاقتصادي ورأس المال المالي.‏<br />

ثالثا تطور المؤشرات المحاسبية إلى مؤشرات مالية<br />

واقتصادية :<br />

عرفت المؤشرات تطورات من حيث الشكل والنوع إلى<br />

غاية سنة‎1985‎ اتسمت نوعية المؤشرات بالطابع المحاسبي<br />

والمالي فهي ذات صلة مباشرة بقياس العوائد والأرباح،‏<br />

واستمرت هذه النظرة إلى غاية سنة أين أصبح<br />

الاهتمام بمؤشرات المردودية،‏ ذلك أن المؤشرات المحاسبية<br />

ذات صلة بالأرباح لا تعطي صورة واضحة حول إمكانات<br />

المؤسسة ومدى قدرهتا في تحقيق نتائج عوائد بقدر يفوق<br />

قيمتها المحاسبية فضلا عن عدم نفعية المؤشرات المحاسبية<br />

‏(الأرباح،‏ مدة الإهلاك...)‏ في فترات التضخم والوهم<br />

النقدي.‏ لكن سرعان ما تفطنت النظرية المالية في سنة<br />

1995 للمؤشرات المحاسبية ذات صلة بالمردودية سواء تعلق<br />

الأمر بالأموال الخاصة أو بالأصول الاقتصادية أو بتدفقات<br />

عوائد الاستثمار،‏ وهذا ما يفسر أن الفترة مزجت بين البعد<br />

المحاسبي دون إهمال للبعد المستقبلي كأسلوب لقياس الأداء<br />

وقياس القيمة.‏<br />

1995<br />

في نفس السياق تداركت النظرية المالية أهمية ومدلول<br />

المؤشرات الاقتصادية جنبا وموازاة مع المؤشرات السوقية<br />

‏(البورصية)،‏ لما تكتسيه هذه المؤشرات من قوة وتفسير للبيئة<br />

الاقتصادية والضوابط السوقية التي تحكم المؤسسة ، الأمر<br />

الذي يفسر أن المؤشرات الاقتصادية أخذت بعين الاعتبار<br />

الضوابط والوسائط الخارجية التي تواجهها المؤسسة في<br />

42


______________________________________________________________________________________________________<br />

قراءة في الأداء المالي والقيمة في المؤسسة الاقتصادية<br />

محيطها الخارجي وذات تأثير فعال على مركزها الداخلي<br />

بالإضافة إلى الوسائط الداخلية ذات صلة مباشرة بسوق<br />

البورصة ألا و هي قيمة المؤسسة الناتجة عن الثروة الداخلية<br />

المتراكمة.‏<br />

أن المؤسسات الرائدة في الأداء<br />

يرى<br />

هي تلك التي تستطيع نمذجة مستقبلها بناءا على أهداف واضحة<br />

وفي ظل توزيع مواردها في اال والوقت المناسب بشكل يعمل<br />

على تدنية عدم التأكد في بيئتها بفضل أساليب وقرارات منهجية<br />

وسليمة.‏ وهذا نعتقد أنه يعزز من موضوع البحث في علاقة<br />

القيمة بالأداء المالي،‏ باعتبار أن قيمة المؤسسة تتحدد بأساليب<br />

التنبؤ بمستقبلها ، وذلك باستعمال نماذج المحاكاة المالية<br />

. Simulation financière<br />

"Anastasou poulos.J.P"<br />

.III<br />

محدادت الأداء والقيمة حسب الإسهام الأمريكي<br />

:<br />

لا يزال مفهوم قيمة المؤسسة محل اهتمام العديد من الباحثين<br />

الأكاديميين والخبراء المحاسبين كون أن غالب القرارات المالية<br />

سواء الداخلية أو الخارجية منها،‏ ذات الأجل الطويل أو القصير،‏<br />

تبنى على أساس قيمة المؤسسة لما لها من انعكاسات بالغة الأهمية<br />

للمهتمين بشؤون المؤسسة.‏<br />

وجدير بالذكر أن قيمة المؤسسة تختلف باختلاف طريقة القيم<br />

المعتمدة لهذا الغرض لذا نميز بين ثلاث أنواع لقيمة المؤسسة ،<br />

العائد/المردودية<br />

القيمة المحاسبية<br />

،"Rendement وأخير القيمة الاقتصادية<br />

يكاد يكون مصطلح القيمة يجاور مصطلح<br />

المؤسسة في أغلب الأبحاث والمقالات المعاصرة ، فهما<br />

مصطلحان متلازمان دلالة أهمية الأول واقترانه بالثاني وربما أيضا<br />

دلالة على أهمية الثاني واقترانه بالأول.‏<br />

"<br />

Valeur<br />

"<br />

،"Valeur intrinsèque"<br />

."économique<br />

هتدف النظرية المالية الحديثة إلى تعظيم قيمة المؤسسة من أجل<br />

استفادة الأطراف المتفاعلة في التنظيم وبالدرجة الأولى المساهمين.‏<br />

ونظرا لأهمية الموضوع ؛ تمت مجهودات في مطلع التسعينيات من<br />

بتحديد مؤشرات التسيير<br />

قبل مجلس<br />

"Co" و "Stern stewart"<br />

المندرجة في EVA والتي تعرف بالقيمة المضافة الاقتصادية،‏ وهو<br />

ذاته قياس للأداء والنجاعة المالية الفعلية لأرباح وعوائد المؤسسة<br />

مع استبعاد الأعباء وتكلفة رأس المال المستثمر للحصول على<br />

عوائد رأس مال المولدة من طرف المؤسسة لفائدة المساهمين،‏<br />

هذا التوجه من شأنه يقلص من هوة التراع بين المساهمين<br />

ومسيري المؤسسة.‏<br />

وحسب هذا التعريف،‏ فإن الأداء المالي يتحقق بتحصيل<br />

العوائد والإيرادات المتأتية من حيازة الأسهم المندرجة ضمن<br />

حصيلة لأرباح مما يساهم على نمو وتكاثر سعر البورصة.‏<br />

إذن فما هي العلاقة بين القيمة والأداء المالي ؟<br />

أجريت عدة دراسات وأبحاث حول العلاقة بين<br />

وتطور القيمة البورصية،‏ وأهمها دراسة لسنة<br />

1990 التي ارتكزت على عينة مشكلة من<br />

أمريكية وخلص في النهاية إلى وجود علاقة موجبة.‏ باستثناء<br />

المؤسسات ذات MVA سلبي والتي في حالة تصفية<br />

أو في حالة عسر التحصيل أو في حالة إعادة الرسملة<br />

EVA<br />

Stewart<br />

698 مؤسسة<br />

.<br />

، EVA<br />

والواقع أن تغير MVA ساهم في نتائج جد هامة<br />

تفوق قيمتها كمؤشر بفضل إسهامها في استدراك بعض<br />

الهفوات وال×طاء المحاسبية.‏<br />

، EVA<br />

إلى جانب الدراسة السابقة قام<br />

MVA كمؤشرين لقياس الأداء المالي،‏ وذلك من<br />

ل<br />

خلال دراسة تمت بين سنة<br />

مؤسسة أمريكية.‏ وتوصلا إلى أن القيمة البورصية ذات<br />

ارتباط موجب ذين المؤشرين وأفضل بكثير من المؤشرات<br />

التقليدية ‏(مردودية الأصول ومردودية الأموال<br />

الخاصةROE ومردودية المبيعاتROS‏).‏ علاوة على ذلك،‏<br />

فقد أثبتا أن المؤسسات التي تكون استراتيجية نشاطها<br />

مركزة تتسم ب MVA مرتفع مقارنة بتلك الأخرى ذات<br />

الاستراتيجية المتنوعة.‏ ويبدو من خلال هذه الدراسة أن<br />

ذات علاقة عكسية بالتغير في أنماط التسيير<br />

Lenh+Makhija باستعمال<br />

241<br />

.<br />

1993-1987<br />

ROA<br />

، EVA<br />

MVA ، EVA<br />

وفي القطاع البنكي،‏ قام Setwart+Co بدراسة تحليلية ل<br />

100 مؤسسة من نوع Holding ‏(مؤسسات قابضة)‏ ما بين<br />

1995-1986، وكان الهدف من ذلك معرفة مدى<br />

استقرارية مؤشرات الأداء المالي وتوصلا إلى وجود علاقة<br />

ارتباطيه مع القيمة البورصية كالتالي<br />

‏(مردودية الأصول‎13%,ROA‏)،(مردودية الأموال<br />

الخاصة‎10%,ROE‏)،(مردودية المبيعات‎40%,EVA‏).‏<br />

:<br />

وفي دراسة أخرى اعتبرت القيمة السوقية ‏/راس المال<br />

كمتغير تابع مقابل EVA كمتغير مستقل،‏ وخلصت إلى أن<br />

% من نسبة تغير القيمة السوقية مقابل<br />

لNOPAT‏/صافي العمليات والأرباح بعد<br />

EVA تفسر 31<br />

%17<br />

43


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

الضرائب،‏ تغير<br />

ل<br />

EVA<br />

يفسر %53 للقيمة السوقية مقابل<br />

%33<br />

.NOPAT.<br />

1996<br />

بتحليل<br />

وفي سنة قام كل من<br />

الإرتباط بين وباقي مؤشرات الأداء وذلك في<br />

مؤسسات المعلوماتية وتوصلا إلى أن EVAهو المؤشر المرتبط ب<br />

بنسبة معامل قدره مقابل لنمو<br />

،BPA<br />

Milounovich+Tsuei<br />

29%<br />

R 2 =42%<br />

EVA,MVA<br />

MVA<br />

و 29%<br />

ل.‏ROE<br />

علاوة على ما تقدم،‏ أسهم أيضا كل من بدراسة<br />

قاما ا في تحديد الارتباط بين مختلف عوائد الأسهم وعدة<br />

لعينة مكونة من<br />

مؤشرات الأداء:‏<br />

566 مؤسسة أمريكية مستخرجة من قاعدة المعطيات<br />

setewart 1000 للفترة ما بين 1992-1983، واعتمدت في<br />

هذه الدراسة أسلوب متوسطات المؤشرات ذات ارتباط بعوائد<br />

الأسهم بمعامل تحديد بالقيم التالية:‏<br />

setrn<br />

ROA<br />

24%<br />

Dodd,Chen<br />

EVA<br />

20.2%<br />

EVA,ROE,ROA,BPA<br />

Revenu résiduel<br />

19%<br />

BPA<br />

5%<br />

ROE<br />

7%<br />

نستشف من خلال الجدول أعلاه أن النتيجة شبه متقاربة نظرا<br />

للاعتبار التالي:‏ أن القيمة السوقية للسهم واعتبارات الجمهور هو<br />

‏(التدفق<br />

صافي التدفقات النقدية المستقبلية<br />

النقدي)،‏ وهذا ما يعني أن تغير القيمة البورصية مرهون بتغيرات<br />

وتقديرات وEVA المستقبليان دون أي تأثير ل<br />

Cash-Flow<br />

Cash-Flow<br />

EVA الآني.‏<br />

من خلال النتائج والدراسات أعلاه نلاحظ بأا تتباين من حيث<br />

الأساليب والأهداف إلا أا متقاربة من حيث المضمون.‏ ولعل<br />

الدراسة المثالية هي معرفة العلاقة بين وحساب<br />

لعدة سنوات متتالية ومتعاقبة ومقارنتها ب.‏EVA‏.‏<br />

فكلما كانت فترة الدراسة أطول،‏ كلما كان احتمال الخطأ في<br />

التقدير والتوقع كبيرا نظرا لتقلبات المحيط والظروف المحدقة<br />

بالمؤسسة.‏<br />

EVA,MVA<br />

.IV<br />

MVA<br />

علاقة الهيكل المالي بالقيمة والأداء<br />

:<br />

يتفق معظم المفكرون في ميدان الإدارة المالية بأن الهيكل المالي<br />

الأمثل هو ذلك الذي يسمح بتدنية تكلفة رأس المال ويعظم<br />

قيمة المؤسسة .<br />

تكلفة رأس المال :<br />

فتعكس تكلفة رأس المال مجموع موارد التمويل التي حصلت<br />

عليها المؤسسة دف تمويل استخداماهتا.‏<br />

وعليه تعرف تكلفة رأس المال بأا الوسط الحسابي المرجح<br />

لتكاليف مختلف المصادر التمويلية وتحسب بالعلاقة التالية<br />

:<br />

8<br />

t<br />

i<br />

t = t i<br />

k K +<br />

D K D c<br />

+ + D<br />

:<br />

:D<br />

:t<br />

K‏:قيمة الأموال الخاصة بتكلفة<br />

قيمة الديون بتكلفة<br />

تكلفة الأموال الخاصة وهو معدل المردودية الذي يرضى<br />

به المساهمون في رأسمال المؤسسة.‏<br />

ويمكن تقدير تكلفة رأس المال بأحد الأسلوبين كما هو<br />

موضح في الشكل الموالي :<br />

حسب الأسلوب الأول وحسب النظرية المالية،‏ فإن القيمة<br />

الحالية للسهم تحسب على أساس معدل المردودية الذي<br />

يرضى به المساهمون بالإضافة إلى القيمة الحالية للأرباح<br />

المتوقعة والقيمة السوقية المتوقعة.‏<br />

C<br />

0<br />

N<br />

∑<br />

I + 1<br />

−i<br />

DI ( 1+<br />

t) + C n( + t)<br />

( + −n<br />

1 t)<br />

n<br />

+<br />

n( t)<br />

−<br />

= 1<br />

1−<br />

= D<br />

t C 1+<br />

−n<br />

:<br />

C 0<br />

: C n<br />

:t<br />

لقيمة الحالية للسهم.‏<br />

القيمة المتوقعة للسهم عند السنة.‏n<br />

معدل المردودية المطلوب من قبل المساهمين.‏<br />

لكن يعاب على هذا الأسلوب ثبات كل الأرباح المتوقعة<br />

وثبات أيضا القيمة السوقية خلال الفترة علما أن<br />

الأوراق المالية تتسم بالحساسية والتقلبات،‏ حسب الظروف<br />

البيئية المحيطة بالورقة من جهة والظروف المحيطة بالسوق<br />

المالي من جهة أخرى.‏<br />

،(n-o)<br />

.1.IV<br />

44


______________________________________________________________________________________________________<br />

قراءة في الأداء المالي والقيمة في المؤسسة الاقتصادية<br />

:<br />

الرافعة المالية<br />

يندرج حساب الرافعة المالية ضمن قياس المردودية<br />

المالية والمردودية الاقتصادية.‏<br />

.2.IV<br />

: K<br />

: D<br />

الأموال الخاصة<br />

مجموع الديون<br />

الأصل الاقتصادي<br />

النتيجة الاقتصادية<br />

Di ‏:أعباء الديون هي دالة في الديون<br />

K+D<br />

: (k+D)te<br />

النتيجة الخاضعة للضريبة:‏<br />

(k+D)*te-Di=k*te+D*(te-i)<br />

النتيجة الصافية:‏<br />

(1-θ)[k*te+D*(te-i)]<br />

وتعرف المردودية المالية بأا النتيجة الصافية إلى الأموال الخاصة<br />

أي:‏<br />

tf=R net /k<br />

.tf=(1-θ)[te+D/k*(te-i)]<br />

=(1-θ)te+ (1-θ) D/k*(te-i)<br />

تدعى النسبة D/K بالرافعة المالية<br />

إلى أثر الرافعة<br />

يشير الحد الثاني من المعادلة<br />

المالية في المؤسسة ومدى مساهمتها في المردودية المالية للمؤسسة<br />

وقد يكون المقدار موجب أي المردودية الاقتصادية أكبر من<br />

تكلفة الديون عندئذ تكون الرافعة المالية ذات أثر إيجابي<br />

على المردودية المالية.‏ أما في الحالة العكسية،‏ المردودية الاقتصادية<br />

أقل من تكلفة الديون أي ، تكون المؤسسة عاجزة عن<br />

تغطية تكاليف الديون،‏ عندئذ يكون الرفع المالي ذو تأثير سلبي<br />

على المردودية المالية.‏<br />

(1-θ) D/k*(te-i)<br />

tei<br />

:<br />

يفسر أثر الرافعة المالية مردودية الأموال الخاصة بدلالة مردودية<br />

الأصل الاقتصادي وتكلفة الديون والشكل أدناه يوضح هذه<br />

العلاقة<br />

يوضح الشكل أن مجموعة الأموال الخاصة والمديونية الصافية<br />

تمثل مجموعة موارد المؤسسة والتي يعبر عنها بالأصل<br />

الاقتصادي أو مجموعة الإستخدامات التي تولد نتيجة<br />

الإستغلال والتي هي بدورها تساهم من جديد في تمويل<br />

وتغطية تكلفة الديون المقترضة من الدائنين في شكل<br />

مصاريف مالية.‏ أضف إلى ذلك الأرباح الصافية والتي هي<br />

في الواقع تكلفة الأموال الخاصة من المنظور المحاسبي وأرباح<br />

المساهمين من المنظور الاقتصادي<br />

أهمية أثر الرافعة:‏ إلى أمد غير بعيد من القرن الماضي<br />

وبالضبط خلال سنة اعتمدت في المؤسسات<br />

إستراتيجية التسرب،‏ مفادها تحقيق أعلى نمو ، وتتسم هذه<br />

الأخيرة بخاصتين<br />

الحث على تقوية الاستثمار من أجل رفع حجم وسائل<br />

الصناعة؛<br />

هامش ربحي صغير لاكتساب ميزة تنافسية في السوق<br />

وتحقيق أعلى معدل دوران وسائل الإنتاج.‏<br />

1960<br />

:<br />

-<br />

-<br />

تسعى هذه الإستراتيجية إلى تحقيق هامش ربحي صغير مقابل<br />

توسيع قاعدة الاستثمارات وبالتالي مردودية اقتصادية قليلة،‏<br />

مما يجعل المؤسسة في حاجة إلى التمويل الذاتي متجهة إلى<br />

الاستدانة البنكية للرفع من مردودية الأموال الخاصة من<br />

خلال ميكانيزم أثر الرافعة المالية تحت شرط انخفاض القيمة<br />

الحقيقية لتكلفة الاستدانة أو كوا سالبة،‏ خصوصا في<br />

أوقات التضخم.‏<br />

وفي مطلع الثمانينات،‏ إبان العمل بالقيمة الحقيقية للنقود<br />

‏(بعد إزالة أثر التضخم)،‏ تمكنت عدة مؤسسات من رفع<br />

مردودية أموالها الخاصة بفضل تخفيض الاستدانة،‏ وهذا لن<br />

يتأتى إلا من خلال تحقيق مردودية اقتصادية كبيرة،‏ وهو<br />

التوجه الذي تبنته مؤسسة خلال العقدين<br />

الماضيين من الزمن ، وعليه فالرافعة تبين وتحدد مصدر<br />

مردودية الأموال الخاصة وتقيس الأداء العملي<br />

opérationnelle" Performance‏"ويساعد أيضا هذا التوجه<br />

على تبني الهيكل المالي الأنسب.‏<br />

PEUGOT<br />

‎3.IV‏.علاقة المردودية الاقتصادية بمردودية الأموال<br />

الخاصة :<br />

تتوقف درجة تجانس وتقارب المردودية الاقتصادية<br />

ومردودية الأموال الخاصة على الهيكلة المالية للمؤسسة<br />

يعرف أثر الرافعة المالية بالفرق بين المردودية الاقتصادية<br />

، لذا<br />

*<br />

45


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

-<br />

-<br />

-<br />

ومردودية الأموال الخاصة ويدل على كيفية وإمكانية تحقيق<br />

مردودية أموال خاصة أعلى من مردودية مجموع الأموال<br />

المستثمرة.‏ ويعتمد مبدأ الرافعة عندما تلجأ المؤسسة إلى<br />

الاستدانة دف الاستثمار في الميدان الصناعي واال التجاري،‏<br />

حيث ينبغي أن تكون نتيجة الاستغلال المحققة من وراء العملية<br />

تفوق ، المصاريف المالية ‏(الفوائد المالية بسبب الاستدانة)،‏ عندها<br />

تكون المؤسسة في وضعية ممتازة،‏ أما في حالة العكس،‏<br />

يستحسن للمؤسسة العدول عن الاستدانة طالما نتيجتها سلبية<br />

وعلى هذا الأساس،‏ تحقق المؤسسة فائضا Surplus) والمتمثل في<br />

الفرق بين المردوديتين بحيث يمكن هذا الأخير من رفع مردودية<br />

الأموال الخاصة وبالتالي تعظيم أرباح المساهمين ، رأسمال<br />

المؤسسة.‏ ويمكن القول أن القول أن الرافعة المالية ترفع من<br />

مردودية الأموال الخاصة بمقدار الرافعة/الأموال الخاصة<br />

α%=100.<br />

إذن تمكن الرافعة من رفع مردودية الأموال الخاصة دونما تغير في<br />

قيمة الأموال الخاصة أو تغير في قيمة الأصل الاقتصادي.‏<br />

Rcp=Re+(Re-i)*D/CP<br />

مردودية الأموال الخاصة ‏=المردوية الاقتصادية*(المردودية<br />

الاقتصادية-تكلفة الاستدانة)*الاستدانة الصافية ‏/الأموال الخاصة<br />

يتوقف لجوء أو إحجام المؤسسة عن الاستدانة بمدى تغطية<br />

المردودية الاقتصادية لتكلفة الاستدانة،‏ فكلما كان الفارق ايجابي<br />

كلما اتيحت الفرصة أمام المؤسسة في اللجوء إلى الاستدانة.‏ لذا<br />

ينبغي على المؤسسة تقدير تكلفة الاستدانة بشكل دقيق حتى<br />

تتفادى مردودية اقتصادية أقل من تكلفة الاستدانة أو تذبذب<br />

أسعار الفائدة الذي يرفع تكلفة الديون بعلاقة مباشرة وطردية.‏<br />

ويعني ذلك أن المؤسسة تغير من هيكلها المالي ، دلالة على كون<br />

الهيكل المالي للمؤسسة دالة في المردودية الاقتصادية وتكلفة<br />

الاستدانة حسب هذا المنظور.‏<br />

:<br />

حالة المديونية الصافية سالبة تلجأ المؤسسة إلى التوظيفات<br />

المالية أملا منها في الحصول على أرباح وعوائد خارجية،‏ وفي<br />

ذات الوقت تقوم بتمويل حاجياهتا الاستغلالية باستدانة<br />

خارجية،‏ ويكون هذا الأسلوب ناجعا عندما تكون عوائد<br />

التوظيفات المالية أعلى من تكلفة الاستدانة للاستفادة من هامش<br />

الفرق بين المعدلين عندها تكون التوظيفات المالية أكبر من قيمة<br />

المديونية.‏<br />

ويكون اللجوء إلى مثل هذه الحالات عندما تنفرد المؤسسة<br />

بمردودية اقتصادية لا نظير ولا مثيل لها على مستوى الأسواق<br />

المالية أي أا في حالة يسر ورخاء مالي جيد.‏ ويكون قرار<br />

المؤسسة مبني على أساس مقارنة مردودية التوظيفات المالية مع<br />

المردودية الاقتصادية،‏ علما أن مردودية التوظيفات المالية ما<br />

هي في الواقع إلا المردودية الاقتصادية للمؤسسات الأخرى<br />

التي تعد المؤسسة طرفا مساهما في رأس مالها وبالتالي فلا<br />

خيار أمام المؤسسة إلا القبول بتوظيف فوائضها النقدية<br />

بمردودية تقل عن تلك التي تتحصل عليها مما ينجر عنه<br />

انخفاض في مردودية أموالها الخاصة،‏ ويمكن للمؤسسة أن<br />

تتبنى هذا الأسلوب :<br />

في حالة اليسر المالي ووجود فوائض نقدية في الخزينة؛<br />

أو في حالة انفرادها بمردودية اقتصادية عالية مقارنة<br />

بالسوق المالي؛<br />

أو في حالة التضخم،‏ إذ تفضل المؤسسة توظيف<br />

سيولتها بدلا من الاحتفاظ ا واللجوء إلى الإستدانة<br />

بالقدر المحدد شريطة تحقيق مردودية للتوظيف المالي<br />

تفوق أو تعادل معدل التضخم السوقي حتى تتجنب<br />

انخفاض القيمة السوقية للنقد المكتتر.‏<br />

عموما يعتبر مؤشر الرافعة المالية ذو دلالة هامة بالنسبة<br />

للمحل المالي من المنظور المالي.‏ لكن من وجهة نظر اقتصادية<br />

يعد هذا المؤشر غير كاف إلى حد ما نظرا لاعتماده على<br />

المتغيرات المحاسبية دون سواها.‏ أما فيما يتعلق بتكلفة<br />

الديون،‏ التي تحسب على أساس المصاريف المالية الصافية<br />

والإيرادات المالية على قيمة الديون المستخرجة من الميزانية،‏<br />

وكذا قضية التمييز بين الاستدانة الصافية ومتوسط الديون،‏<br />

فكل هذه العوامل من شأا التأثير بصفة مباشرة على<br />

المؤشر.‏<br />

تتشكل المردودية الاقتصادية لأي مؤسسة ما من مؤشرات<br />

الكفاءة والفعالية ومؤشرات المردودية إلى جانب مؤشرات<br />

الإيراد الاقتصادي التي تبنى على أساس مقارنة المردودية<br />

الاقتصادية مع تكلفة التمويل.‏ والملفت للانتباه أن هذا<br />

المؤشر لا يأخذ في الحسبان الخطر المستقبلي مما يدل على<br />

هشاشة وخطورة أحادية الاعتماد على هذا المؤشر كون أن<br />

هدف هذا الأخير تعظيم القيمة المحاسبية لمعدل مردودية<br />

الأموال الخاصة بالرغم من بنية مؤشر المردودية الاقتصادية<br />

على الأساس المحاسبي،‏ فإن المساهم يطالب بمعدل يقل أو<br />

يساوي المردودية الاقتصادية في حالة ارتفاعها دلالة على<br />

ارتفاع القيمة السوقية ‏(التثمين السوقي)‏ للأموال الخاصة عن<br />

القيمة المحاسبية ، أما في حالة انخفاض المردودية الاقتصادية<br />

فالمساهم يطالب بمعدل أعلى من المردودية الحالية دلالة على<br />

انخفاض القيمة السوقية للأموال الخاصة عن القيمة المحاسبية.‏<br />

46


______________________________________________________________________________________________________<br />

قراءة في الأداء المالي والقيمة في المؤسسة الاقتصادية<br />

:<br />

9<br />

وعليه فليس بمقدور كل من المعدل المحاسبي لمردودية الأموال<br />

الخاصة،‏ وكذا المردودية الاقتصادية وكذا التكلفة المحاسبية<br />

للاستدانة الاستجابة والتكيف مع رغبة المساهمين والممولين<br />

والدائنين،‏ نظرا لخلو هذه المؤشرات من الصفة المالية التي تأخذ<br />

و التثمين والتقييم<br />

الخطر<br />

بعين الاعتبار السوقي<br />

"Risque"<br />

."Valorisation"ٍ<br />

:<br />

-<br />

وعموما فإن الرافعة ذات دلالة محاسبية ومالية كونه تبحث عن<br />

كيفية توزيع مردودية الأموال الخاصة على الوسائل الصناعية<br />

من جهة والسياسة التجارية من جهة أخرى وتفقد الصفة<br />

الاقتصادية لأا لا تساهم في عملية خلق القيمة بأسلوب مباشر<br />

إلا في الحالتين التاليتين وبأسلوب غير مباشر:‏<br />

في حالة التضخم أين يكون سعر الفائدة الحقيقي سالب<br />

ويتم تسديد الديون بقيمتها الحقيقية حيث تستفيد المؤسسة<br />

من الوضع على حساب الدائن<br />

في حالة ثقل المؤسسة بالديون،‏ أين تتولد رغبة لدى<br />

المسيرين نحو الرفع من كفاءهتم وكفاءة المؤسسة وذلك<br />

برفع وتيرة التدفقات للخزينة لمواجهة الوضع السائد.‏<br />

خلاصة واستنتاجات<br />

:<br />

تتوقف قيمة المؤسسة وأدائها المالي على مجموعة من العوامل<br />

يمكن اعتبارها محددات مفسرة لكل من القيمة والأداء المالي.‏<br />

فوفقا لمختلف الإسهامات التي أدلى ا العديد من الرواد في<br />

ميدان مالية المؤسسة،‏ تبين وجود علاقة ديناميكية بين الأداء<br />

المالي والقيمة.‏ فمن بين أهم العوامل نجد الهيكل المالي<br />

للمؤسسة ذو تأثير مزدوج،‏ فقد يكون إيجابيا كما قد يكون<br />

سلبيا.‏ فبموجب التدفقات النقدية التي يولدها الأصل<br />

الاقتصادي والمعدل الذي يتم به رسملة تلك التدفقات<br />

والمتمثل في تكلفة الأموال،‏ فإنه للهيكل المالي تأثير على قيمة<br />

المؤسسة،‏ بفعل تكلفة الأموال.‏ وثمة جدال قائم حول أمثلية<br />

الهيكل المالي،‏ حيث وجدت مقاربات تقر بوجود علاقة بين<br />

القيمة والهيكل المالي ، في حين هناك من يرفضها.‏ والواقع أن<br />

للمحيط الاقتصادي والمالي تأثيرا هاما على هذه القضية.‏<br />

فهناك مؤسسة تواجه وسط اقتصادي متشبع بالاستدانة ،<br />

وأخرى تعمل ضمن ما يعرف باقتصاد السوق ، ومثل هذه<br />

المواضع مثيرة فعلا للجدل،‏ لذلك فهي لازالت محل<br />

اهتمامات البحث العلمي.‏<br />

.<br />

-<br />

الهوامش والإحالات<br />

:<br />

2<br />

3<br />

1 توفير المعلومات من مصادر حديثة كالميزانية الاقتصادية.‏<br />

اختيار مؤشرات ذات دلالة EBE، ؛ VA؛MBA؛ EVA بدلا من الإقتصار على المؤشرات الستاتيكية والجامدة ، بالاضافة إلى تحليلها بأساليب تحليل<br />

المعطيات،‏ مثل ‏:‏AFD,ACP,AFD‏...الح.‏<br />

الفوائد لرأس المال ، المرتبات والأجور للعاملين،‏ الأرباح للمساهمين،‏ الضرائب للدولة.‏<br />

4 SERGE Evraert, ANALYSE ET DIAGNOSTIC FINANCIERS , Méthodes et cas, Eyrolles, paris,1992,p162.<br />

"<br />

5<br />

6<br />

وفي هذا الشأن يرى Johnson أن للإدارة المالية معنى أوسع من صفة ‏"المالية مثل التخطيط المالي،‏ Yدارة الموجودات ، مجاة المشاكل لضمان السيرورة<br />

والبقاء،‏ تحديد أقصى الأرباح والعوائد...‏<br />

نشأ هذا المفهوم خلال العشرينات والثلاثينات.‏<br />

* حسب المشارقة يسموا بالمنظمة وفي ذلك اشارة إلى مجموعة منتظمة ومختارة من الموارد للقيام بمهام مكونة من عشر 10 ميمات:‏<br />

مالك،ممول،مستثمر،موارد ‏،معدات،‏ محركات،‏ معلومات،‏ منجات،‏ مكافآت،‏ مدير.‏ وتطلق على أي تنظيم كان ، خاص ‏،عام ، بصرف النظر عن الملكية<br />

:<br />

، الهدف ، المستوى.‏<br />

7<br />

وأيضا الملفت للنظر ، المتغيرات الإقليمية والعالمية والإتجاهات الاقتصادية الحاكمة حيث تعكس مفهوما وفكرا جديدا للوظيفة المالية وباقي الوظائف في<br />

المؤسسات ، الناجم عن التكتلات على المستوى الدولي وعلمية المعاملات على المستولى الإقليمي،‏ وتجلى بوضوح تام للنموذج الأمريكي على الشرق<br />

الأوسطي والنموذج الأوروبي على مستوى البحر المتوسطي،‏ وعلى المستوى المحلي توجه الدولة نحو الخوصصة وتشجيع القطاع الخاص وإرساء آليات السوق<br />

الحر على غرار سوق الأموال وتنشيط بورصة الأوراق المالية ‏...الخ.‏<br />

8 يدعى أيضا بفائدة راس المال ويكون على الأقل مساويا لسعر فائدة السندات المندرجة في رأس مال المؤسسة .t*=D/C<br />

0<br />

*<br />

هناك عناصر استثنائية وحسابات التسوية.‏<br />

9 لمزيد من الإطلاع في الانتقادات ومشاكل تطبيق المؤشر أنظر الفصل الثامن الصفحة 317 في<br />

Pierre vernimmen, FINANCE d’entreprise,5 ème ed.,dalloz, paris 2002.<br />

:<br />

47


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

قائمة المراجع :<br />

منير ابراهيم هندي<br />

الأدارة المالية ‏،مدخل تحليلي معاصر ‏،ط‎5‎‏،المكتب العربي الحديث،الإسكندرية 2003<br />

الفكر الحديث في هيكل تمويل الشركات منشأة المعارف،‏ الإسكندرية 2003.<br />

أساسيات الإستثمار في الأوراق المالية،‏ الشركات منشأة المعارف،‏ الإسكندرية 2003.<br />

الأداء المالي لمنظمات الأعمال،‏ والتحديات الراهنة،دار المريح للنشر،‏ الرياض،‏‎2002‎<br />

إدارة المخاطر المالية،دار المسيرة للنشر ‏،عمان،‏‎1999‎<br />

تحليل وتقييم الأسهم والسندلت،الدار الجامعية ، الإسكندرية ،2002<br />

الإدارة المالية مدخل القيمة واتخاذ القرارات،‏ الدار الجامعية ، الإسكندرية ،2002<br />

إدارة محفظة الأوراق المالية ‏،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،لبنان،‏‎1998‎<br />

تقييم أداء البنوك التجارية ، تحليل العائد والمخاطرة،‏ الدار الجامعية ، الإسكندرية ،2001<br />

//<br />

//<br />

السعيد فرحات جمعة<br />

خالد وهيب الراوي<br />

محمد صالح الحناوي<br />

محمد صالح الحناوي و ابراهيم العبد<br />

تاجي جمال<br />

طارق عبد العال حماد<br />

- Amuah ludouic ,L’utilisation des ressources financiers en cote d’Ivoire, modélisation et simulation , thèse doctorat<br />

en économie,paris9 1987.<br />

- Beneteau Jean , Efficacité et rentabilité de l’entreprise contribution à l’analyse de la performance des firmes, thèse<br />

doctorat en économie, Rennes1,1979<br />

- Christian Michon, LE DIAGNOSTIC COMMERCIAL DE L’ENTREPRISE , guide méthodologique du DRH,<br />

iaisons,1994.<br />

- Boucekkine Raouf, Une méthodologie alternative pour la simulation des économiques non-liners a anticipation<br />

rationnelles ; théorie et application ; paris1 1993.<br />

- Constantin ZOPOUNIDIS, Evaluation du risque de Défaillance de l’Entreprise ; Méthodes et cas<br />

d’application ;Economica, paris,1995.<br />

- Doumbe ecoto François, Les critère dévaluation de la compétitivité et performance d’une entreprise, thèse doctorat<br />

en économie, Lyon II,1996,<br />

- Emmanuel TCHEMENI, L’EVALUATION DES ENTREPRISES, 3 ème ed. , que sais- je ?,P.U.F,paris,1994.<br />

- Farouk Hemici, Gestion financière de l’entreprise,9 ème éd .Dunod, paris 1999.<br />

- Florin AFTALION & JACQUES BARRAUX, ENTREPRISE ET PERFORMANCE GLOBALE ? outils,<br />

évaluation, pilotage, Economica, Paris 2000.<br />

- Jarry letuv cecile, Approches éco-financières et sociales de la performance des fusion une analyse statique sur le<br />

cas français, thèse doctorat en économie, Rennes1,1994<br />

- JEAN CORDIER,LES MARCHES A TERME, que sais-je ? 2 ème ed. P.U.F, 1992.<br />

- LeLeu Herve,<strong>El</strong>aboration d’un outil de la performance hospitalier.<br />

- Malika BABES,Statistique, files d’attente et Simulation, O.P.U,alger,1992<br />

- MICEL REFAIT,L’EVALUATION DES ENTREPRISES, 3 ème ed.,Economica,paris,2003.<br />

- Michel Albouy,LES GRANDES AUTEURS EN FINANCE, ed. EMS,2003.<br />

- Mondher Cherif,Le capital-risque pour financer la croissance d’emploi, Banque éditeur, paris 2000.<br />

- Nadia jacobyi, L’influence des processus de sélection interne sur les performances des firmes, un modèle<br />

évolutionniste de micro-simulation, thèse doctorat en économie, niv. Panthéon-sorbonne, paris 2002 .<br />

- Pereira Javier , Critères de flexibilité dans les systèmes de production , analyse à évaluation par simulation ,<br />

thèse doctorat en économie, paris9, 1995 .<br />

- Patrice PONCET,Les techniques de mesure de performance ,economica, paris, 2003.<br />

- Pierre Conso &<br />

- Pierre Pauche, Mesure de la performance financière de l’entreprise, OPU, Alger,1993.<br />

- Pierre vernimmen, FINANCE d’entreprise,5 ème éd.,Dalloz, paris 2002.<br />

- ROBICHAUD YVES, Les facteurs explicatifs de la performance des petites entreprises, , thèse doctorat en<br />

économie, aix marssille III, 2001.<br />

- SEGUILLON Michel, Simulation et intelligence artificielle dans le cadres des stratégies financiers<br />

complexes, thèse doctorat en économie,Aix marssille,1992.<br />

- SERGE EVRAERT, ANALYSE ET DIAGNOSTIC FINANCIERS , Méthodes et cas, erolles,paris,1992.<br />

- Steven M.HRONEC, VITAL SINGNS, des indicateurs-coûts, qualité, délai-pour optimiser la performance de<br />

l’entreprise, éd organisation ,paris 1995.<br />

- Tillet Bernard evelyne, Contribution d’un système de rémunération de la performance à l’efficacité des<br />

entreprise et des organisation , thèse doctorat en économie, Lyon II, 1996.<br />

48


________________________________________________________________________________________________<br />

التمويل الاسلامي للمشاريع الاقتصادية – فرص وتحديات<br />

: <br />

-<br />

-<br />

الأستاذة موساوي زهية<br />

الأستاذة خالدي خديجة<br />

جامعة تلمسان<br />

جامعة تلمسان<br />

)<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الملخص : يعاني العالم اليوم من عدد من الأمراض الاقتصادية,‏<br />

منها الفقر,‏ معدلات مرتفعة للبطالة,‏ عدم الاستقرار<br />

الاقتصادي,‏ التضخم,‏ تآكل القيمة الحقيقية للأصول النقدية,‏<br />

و لا شك أن لهذا أسبابا جذرية من أهمها عدم تقديم إطار<br />

مصرفي و نقدي مستقر و عادل فلا يمكن لأي نظام اقتصادي<br />

الاحتفاظ بحيويته و نشاطه و الوصول إلى أهدافه الاجتماعية و<br />

الاقتصادية بدون نظام مصرفي رشيد و عادل,‏ و لا يتحقق<br />

إلا على ضوء الشريعة الإسلامية.‏<br />

و يتطلب تحقيق الأهداف المرجوة السابق عرضها،‏ إصلاحات<br />

جوهرية للنظام الاقتصادي عموما و المصرفي و النقدي<br />

خصوصا و يشمل ذلك-دون ريب-‏ القضاء على الربا و<br />

تقديم بديل عن سعر الفائدة لتمويل التنمية الاقتصادية,‏ أو<br />

بصفة أخرى تقديم نمط جديد للتمويل الإسلامي للمشروعات<br />

منها الصغيرة و المتوسطة لدفع عجلة التنمية.‏ هذا البديل هو<br />

الذي تقدمه اليوم البنوك الإسلامية و التي تتميز عن غيرها من<br />

البنوك ب<br />

تستمد تصورها و دورها في بناء اتمع من منهج رباني<br />

شامل تتداخل فيه الأبعاد العقائدية و الأخلاقية,‏<br />

كالصداقة و الأمانة و الإخلاص و التراحم.‏<br />

البنك الإسلامي لا يجعل من عامل الربح في مشروعاته<br />

الاستثمارية المعيار الوحيد,‏ بل انه يهتم بالمردود<br />

الاجتماعي لمشاريعه و بمدى مطابقة هذه المشاريع و ما<br />

تتيحه أوامر االله و نواهيه.‏<br />

البنك الإسلامي يساهم في ترابط اتمع لأنه يعتمد على<br />

نظام المضاربة و المشاركة،‏ الأمر الذي يجعل كل من<br />

المودعين و المستثمرين يتعاونون لتوفير قدرا من النجاح<br />

لمشاريعهم حتى يعود الربح عليهم جميعا.‏ و هذا ما سيتم<br />

توضيحه في المداخلة.‏<br />

المصطلحات الأساسية : البنك الإسلامي ، التمويل الإسلامي<br />

، المشاركة ، المضاربة ، المرابحة ، الاستئجار ، التنمية .<br />

***) تمهيد:‏<br />

إن النظام المصرفي الإسلامي هو نظام مستقر و عادل قادر<br />

على تحفيز و،‏ تشجيع المشروعات المتوسطة و القصيرة,‏ من<br />

خلال التسهيلات التمويلية المتنوعة التي تقدمها البنوك<br />

الإسلامية,‏ الأمر الذي يؤدي إلى تنمية شاملة.‏ و هذا ما سنبينه<br />

من خلال هاته المداخلة و التي سنبدؤها بتعريف المبدأ الذي<br />

يقوم عليه البنك الإسلامي,‏ ثم التطرق إلى مختلف العمليات<br />

التي يقوم ا التركيز بصفة خاصة على تمويل المشروعات<br />

المتوسطة و القصيرة,‏ ثم في الأخير سنعرض أهم الفرص و<br />

التحديات التي تواجهها البنوك الإسلامية اليوم خاصة في ظل<br />

العولمة.‏<br />

إن المبدأ الذي يقوم عليه النظام المصرفي الإسلامي هو مبدأ<br />

المشاركة في الأرباح و الخسائر بين البنوك و بين المودعين طبقا<br />

لقواعد معينة محددة مسبقا.‏ و على وجه التحديد لن يحصل<br />

المودع على ضمان بعائد محدد مسبقا على القيمة الاسمية<br />

لوديعته في البنك,‏ و لكنه سوف يعامل كما لو كان من حملة<br />

أسهم البنك و بالتالي يحق له نصيب في الأرباح التي يحققها<br />

هذا البنك مجلة الاقتصاد الإسلامي مجلد رقم و يتم<br />

النظام بالتجانس بحيث يشارك المودع في خسائر البنك و<br />

بالتالي تنخفض القيمة الاسمية لوديعته و على الجانب الآخر من<br />

ميزانية البنك لا يستطيع البنك أيضا أن يفرض سعرا ثابتا<br />

للفائدة على قروض و لكن عليه أن يدخل في نوع من أنواع<br />

الترتيبات على أساس المشاركة في الأرباح و الخسائر.‏ و على<br />

أبسط المستويات فانه يمكن اعتبار النظام المصرفي الإسلامي<br />

نظاما مبنيا على أساس حصص الملكية،‏ فالمودع يقوم أساسا<br />

بشراء حصص في ملكية البنك و إحلال التمويل بالمشاركة<br />

محل التمويل بالإقراض,‏ يساعد على توسيع قاعدة ملكية<br />

المشروعات و يسهم كثيرا في تحقيق أهداف العدالة في توزيع<br />

الدخل و الثروة ) 2002 .( lachemi siagh<br />

.( 1<br />

,<br />

كما أن التمويل بالمشاركة يجعل من البنوك الإسلامية بنوك<br />

استثمار منتج للسلع,‏ و الخدمات و بنوك تنمية حقيقية.‏<br />

والمشاركة في الأرباح و الخسائر يساعد البنوك الإسلامية<br />

على مواجهة أنواع معينة من الصدمات,‏ كالسحب الجماعي<br />

من طرف المودعين,‏ الأمر الذي يفقد البنك القدرة على الوفاء<br />

بالتزاماته و يضطر إلى الإغلاق,‏ و يرجع السبب في ذلك إلى<br />

أن البنك الإسلامي لا يضمن القيمة الاسمية للودائع<br />

مما يجعل البنك قادرا على<br />

الامتصاص فورا عن طريق التغيرات في القيم الاسمية للودائع<br />

(BENYAHIA.1987)<br />

49


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

,<br />

)<br />

(1<br />

التي في حوزة الجمهور لدى البنك أي أن القيم الحقيقية<br />

لأصول و خصوم البنوك في مثل هذا النظام ستكون متساوية<br />

عند كل النقاط الزمنية.‏<br />

و فيما يلي أهم موارد البنوك الإسلامية و أهم استخداماا:‏<br />

أنواع التمويلات التي تقدمها البنوك الإسلامية:‏<br />

بعبارة أخرى أهم العمليات التي يدخل فيها البنك مع<br />

المودعين و أهم التمويلات التي يقدمها البنك إلى المتمولين<br />

‏(الذين يطلبون التمويل)‏ ) محمد باقر الصدر‎1988‎ ):<br />

أولا المضاربة:‏<br />

تقوم المضاربة في جوهرها على تلاقي أصحاب المال و<br />

أصحاب الخبرات بحيث يقدم الطرف الأول ماله و يقدم<br />

الطرف الثاني خبرته بغرض تحقيق الربح الحلال الذي يقسم<br />

بينهما بنسب متفق عليها أنواع التمويلات التي يقدمها بنك<br />

البركة الإسلامي)‏<br />

و يحقق هذا الأسلوب مصلحة كلا الطرفين:‏ رب المال و<br />

العامل.‏<br />

فقد لا يجد رب المال من الوقت أو من الخبرة ما يمكنه من<br />

تقليب المال و الاتجار فيه.‏<br />

و قد لا يجد العامل من المال ما يكفيه لممارسة قدراته و خبراته<br />

في مجالات الحياة المختلفة.‏<br />

‏+الخطوات العملية للمضاربة:‏<br />

&) تكوين مشروع المضاربة:‏<br />

البنك:‏ يقدم رأس المال المضاربة بصفته رب المال.‏<br />

المضارب:‏ يقدم جهده و خبرته لاستثمار المال مقابل حصة<br />

من الربح المتفق عليها.‏<br />

&) نتائج المضاربة:‏<br />

يحتسب الطرفان النتائج و يقسمان الأرباح في هناية مدة<br />

المضاربة و يمكن أن يكون ذلك دوريا حسب الاتفاق مع<br />

مراعاة الشروط الشرعية.‏<br />

&) تسديد رأس مال المضاربة:‏<br />

البنك:‏ يستعيد البنك رأس مال المضاربة الذي قدمه قبل أي<br />

توزيع للأرباح بين الطرفين لان الربح يجب أن يكون وقاية<br />

لرأس المال,‏ و في حالة الاتفاق على توزيع الأرباح دوريا قبل<br />

المفاصلة فإهنا تكون على الحساب إلى حين التأكد من سلامة<br />

رأس المال.‏<br />

&) توزيع الثروة الناتجة من المضاربة:‏<br />

‏_في حالة حدوث خسارة فانه يتحملها رب المال ‏(البنك).‏<br />

‏_في حالة حدوث أرباح فهي توزع بين الطرفين حسب<br />

الاتفاق مع مراعاة مبدأ(الربح وقاية لرأس المال).‏<br />

‏+مجالات التطبيق:‏<br />

تعتبر المضاربة الأسلوب الأساسي الذي اعتمدته البنوك<br />

الإسلامية من حيث صياغة علاقتها بالمودعين الذين يقدمون<br />

أموالهم بصفتهم أرباب المال,‏ ليعمل فيها البنك بصفة<br />

المضارب على أساس قسمة الأرباح الناتجة بنسب معلومة<br />

متفق عليها.‏<br />

و تمارس البنوك الإسلامية بدورها هذا الأسلوب مع<br />

المستثمرين أصحاب المشاريع القادرين على العمل سواء كانو<br />

من الفنيين:‏ كالأطباء و المهندسين,‏ أم كانوا من أصحاب<br />

الخبرات العملية في التجارة و الحرف اليدوية المختلفة,‏ فيقدم<br />

البنك التمويل اللازم بصفته رب المال,‏ ليستثمروه لقاء حصة<br />

من الربح و المتفق عليه.‏<br />

و تجدر الإشارة إلى أن هذا الأسلوب ينطوي على نسب<br />

مرتفعة من المخاطرة,‏ نظرا لأن البنك يسلم رأس المال<br />

المضارب الذي يتولى العمل و الإدارة و لا يكون ضامنا إلا في<br />

حالة التعدي و التقصير,‏ و قد درجت البنوك الإسلامية على<br />

الأخذ بالاحتياطيات اللازمة للتقليل من حجم المخاطرة و<br />

لضمان حسن تنفيذ المضاربة بنوع من الجدية و البعد عن<br />

التلاعب.‏<br />

ثانيا المشاركة الدائمة:(‏ أنواع التمويلات<br />

التي يقدمها بنك البركة<br />

يتمثل هذا الأسلوب في تقديم المشاركين للمال بنسب<br />

متساوية أو متفاوتة,‏ من أجل إنشاء مشروع جديد أو المساهمة<br />

في مشروع قائم بحيث يصبح كل مشارك ممتلكا حصة في<br />

رأس المال بصفة دائمة,‏ و مستحقا لنصيبه من الأرباح.‏ و<br />

تستمر هذه المشاركة في الأصل إلى حين انتهاء الشركة و لكن<br />

يمكن لسبب أو لأخر أن يبيع أحد المشاركين حصته في رأس<br />

المال للخروج أو التخارج من المشروع،‏ و تستخدم البنوك<br />

الإسلامية أسلوب المشاركة في العديد من المشاريع,‏ فهي تقوم<br />

بتمويل العملاء بجزء من رأس المال نظير اقتسام ناتج المشروع<br />

حسبما ينفقان,‏ كما أهنا كثيرا ما تترك مسؤولية العمل و<br />

إدارة الشركة على العميل الشريك مع المحافظة على حق<br />

الإدارة و الرقابة و المتابعة.‏<br />

‏+الخطوات العملية للمشاركة الدائمة:‏<br />

أ)‏ الاشتراك في رأس المال:‏<br />

البنك:‏ يقدم جزء من رأس المال,‏ المطلوب بصفته<br />

مشاركا و يفوض العميل(الشريك)‏ بإدارة المشروع.‏<br />

الشريك:‏ يقدم جزءا من رأس المال المطلوب للمشروع,‏ و<br />

يكون أمينا على ما في يده من أموال البنك.‏<br />

ب)‏ نتائج المشروع:‏<br />

يتم العمل في المشروع من أجل تنمية المال,‏ و قد يحقق<br />

المشروع نتائج ايجابية أو سلبية.‏<br />

ج)‏ توزيع الثروة الناتجة من المشروع:‏<br />

‏-في حالة حدوث خسارة فإهنا تقسم على قدر حصة<br />

كل شريك.‏<br />

الإسلامي (<br />

** :<br />

** :<br />

50


________________________________________________________________________________________________<br />

التمويل الاسلامي للمشاريع الاقتصادية – فرص وتحديات<br />

+<br />

+<br />

:<br />

‏-في حالة تحقق أرباح فإهنا توزع بين الطرفين ‏(البنك أو<br />

الشريك)‏ بحسب الاتفاق.‏<br />

‏+مجالات التطبيق:‏<br />

تعتبر المشاركة الأسلوب المناسب للاستثمار الجماعي في<br />

حياتنا الاقتصادية المعاصرة,‏ حيث تستخدمها البنوك الإسلامية<br />

للمساهمة في رأس مال مشروعات جديدة أو قائمة,‏ كما أهنا<br />

تقدم من خلالها جزءا من تكاليف المشروعات يعادل نسبة<br />

مشاركتها في التمويل.‏<br />

و توفر البنوك الإسلامية ذا الأسلوب السيولة الكافية للعملاء<br />

على المدى الطويل و هي تمثل طرفا مشاركا فعالا,‏ في<br />

المشروع إذ تساهم في تحديد طرق الإنتاج,‏ و في ضبط<br />

توجهات المنشات كما أهنا تتابع و تراقب الأداء و تشارك في<br />

نتائج النشاط,‏ من ربح أو خسارة.‏ دون أن تثقل كاهل<br />

العميل بديون و التزامات مالية,‏ يكون مجبرا على تسديدها في<br />

كل الأحوال.‏<br />

ثالثا ‏**المشاركة المتناقصة ‏(المنتهية<br />

بالتمليك):‏<br />

تعتبر المشاركة المتناقصة من الأساليب الجديدة التي<br />

استحدثتها البنوك الإسلامية,‏ و هي تختلف عن المشاركة<br />

الدائمة في عنصر واحد و هو الاستمرارية.‏<br />

فالبنك الإسلامي في هذا الأسلوب يتمتع بكامل حقوق<br />

الشريك العادي و عليه جميع التزاماته,‏ و انه لا يقصد من<br />

التعاقد البقاء و الاستمرار في المشاركة إلى حين انتهاء<br />

الشركة,‏ بل انه يعطي الحق للشريك أن يحل محله في ملكية<br />

المشروع,‏ و يوافق على التنازل عن حصته في المشاركة دفعة<br />

واحدة أو على دفعات حسبما تقتضي الشروط المتفق عليها,‏ و<br />

توجد في الواقع العملي صورا متعددة لتطبيق المشاركة<br />

المتناقصة,‏ و لعل أكثرها انتشارا هي تلك التي يتم بموجبها<br />

اتفاق الطرفين على تنازل البنك عن حصته تدريجيا,‏ مقابل<br />

سداد الشريك ثمنها دوريا ‏(من العائد الذي يؤول إليه أو من<br />

أية موارد خارجية أخرى),‏ و ذلك خلال فترة مناسبة يتفق<br />

عليها,‏ و عند انتهاء عملية السداد بتخارج البنك من<br />

المشروع,‏ و بالتالي يتملك هذا الشريك المشروع موضوع<br />

المشاركة.‏<br />

الخطوات العملية للمشاركة المتناقصة:‏<br />

أ)الاشتراك في رأس المال:‏<br />

البنك:‏ يقدم جزءا من راس المال المطلوب<br />

للمشروع,‏ بصفته مشاركا و يتفق مع العميل ‏(الشريك)‏ على<br />

طريقة معينة لبيع حصته في رأس المال تدريجيا.‏<br />

الشريك:‏ يقدم جزءا من رأس المال المطلوب<br />

للمشروع,‏ و يكون أمينا على ما في يده من أموال البنك.‏<br />

ب)‏ نتائج المشروع:‏<br />

يتم العمل في المشروع من أجل تنمية المال,و قد<br />

يحقق المشروع نتائج ايجابية أو سلبية.‏<br />

ج)‏ توزيع الثروة الناتجة عن المشروع:‏<br />

في حالة حدوث خسارة فإهنا تقسم على قدر حصة<br />

كل شريك.‏<br />

في حالة تحقق أرباح فإهنا توزع بين الطرفين ‏(البنك<br />

و الشريك)‏ حسب الاتفاق.‏<br />

البنك:‏ يعبر عن استعداده حسب الاتفاق لبيع جزء معين<br />

من حصة في رأس المال.‏<br />

الشريك:‏ يدفع ثمن الجزء المباع من حصة البنك,‏ و تنتقل<br />

إليه ملكية ذلك الجزء.‏<br />

و تجدر الإشارة إلى أنه تتواصل هذه العملية إلى أن تنتهي<br />

مساهمة البنك في المشروع و ذلك بالتحويل على فترات,‏<br />

لكامل ملكية رأس المال إلى العميل الشريك فيكون البنك قد<br />

حقق استرجاع أصل مساهمته بالإضافة إلى ما نابه من أرباح<br />

خلال فترة مشاركته.‏<br />

‏+مجالات التطبيق:‏<br />

تصلح المشاركة المتناقصة القيام بتمويل المنشات الصناعية و<br />

المزارع و المستشفيات و كل ما من شانه أن يكون مشروعا<br />

منتجا للدخل المنتظم.‏<br />

و هي تعتبر الأسلوب المناسب الصحيح لكافة عمليات<br />

الاستثمار الجماعية في عصرنا الحاضر حيث أهنا:‏<br />

‏_بالنسبة للبنك:‏ تحقق له أرباحا دورية على مدار السنة.‏<br />

‏_بالنسبة للشريك:‏ تشجعه على الاستثمار الحلال و تحقق<br />

طموحاته المتمثلة في انفراده بامتلاك المشروع على المدى<br />

المتوسط وذلك بتخارج البنك تدريجيا.‏<br />

‏_بالنسبة للمجتمع:‏ تصحح المسار الاقتصادي بتطوير<br />

أسلوب المشاركة الايجابي عوضا عن علاقة المديونية السلبية و<br />

هي بذلك تحقق العدالة في توزيع النتائج.‏<br />

رابعا ‏:**المرابحة:(‏ أنواع التسهيلات التمويلية التي<br />

يقدمها بنك البركة الاسلامي ).<br />

ينقسم بيع المرابحة إلى قسمين:‏<br />

بيع المرابحة العادية:‏<br />

و هي التي تكون بين الطرفين هما البائع و المشتري,‏ و يمتهن<br />

فيها البائع التجارة فيشتري السلع دون الحاجة الى الاعتماد<br />

على وعد مسبق بشرائها,‏ ثم يعرضها بعد ذلك للبيع مرابحة<br />

بثمن و ربح يتفق عليه.‏<br />

بيع المرابحة المقترنة بالوعد:‏<br />

و هي التي تتكون من ثلاثة أطراف:‏ البائع,‏ المشتري و البنك<br />

باعتباره تاجرا وسيطا بين البائع الأول و المشتري,‏ و البنك لا<br />

يشتري السلع هنا الا بعد تحديد المشتري لرغباته ووجود وعد<br />

مسبق بالشراء.‏<br />

++<br />

51


سلم:ال<br />

_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

**<br />

+<br />

و يستخدم أسلوب المرابحة المقترنة بالوعد في البنوك الإسلامية<br />

التي تقوم بشراء السلع حسب المواصفات التي يتطلبها العميل<br />

ثم إعادة بيعها مرابحة للواعد بالشراء أي بثمنها الأول,‏ مع<br />

التكلفة المعتبرة شرعا بالإضافة الى هامش ربح متفق عليه<br />

مسبقا بين الطرفين.‏<br />

‏+الخطوات العملية لبيع المرابحة الموعود:‏<br />

أ)‏ تحديد المشتري لحاجياته:‏<br />

المشتري:‏ يحدد مواصفات السلعة التي يريدها و يطلب<br />

من البائع ان يحدد ثمنها.‏<br />

البائع:‏ يرسل فاتورة عرض أسعار محددة بوقت.‏<br />

ب)‏ توقيع الوعد بالشراء:‏<br />

المشتري:‏ يعد بشراء السلعة من البنك مرابحة بتكلفتها<br />

زائد الربح المتفق عليه.‏<br />

البنك:‏ بدرس الطلب و يحدد الشروط و الضمانات<br />

للموافقة.‏<br />

ج)‏ عقد البيع الأول:‏<br />

البنك:‏ يعبر للبائع عن موافقته لشراء السلعة و يدفع<br />

الثمن حالا أو حسب الاتفاق.‏<br />

البائع:‏ يعبر عن موافقته على البيع و يرسل فاتورة البيع.‏<br />

د)‏ تسليم و تسلم السلعة:‏<br />

البنك:‏ يوكل المستفيد بتسلم السلعة.‏<br />

البائع:‏ يرسل السلعة الى مكان التسديد المتفق عليه.‏<br />

المشتري:‏ يتولى تسلم السلعة بصفته وكيلا و يشعر البنك<br />

بحسن تنفيذ الوكالة.‏<br />

ه)‏ عقد بيع المرابحة:‏<br />

يوقع الطرفان ‏(البنك و المشتري)‏ عقد بيع المرابحة حسب<br />

الاتفاق في وعد الشراء.‏<br />

مجالات التطبيق:‏<br />

تعتبر المرابحة من أكثر صيغ التمويل استعمالا في البنوك<br />

الإسلامية,‏ و هي تصلح للقيام بتمويل جزئي لأنشطة العملاء<br />

الصناعية أو التجارية أو غيره,‏ و تمكنهم من الحصول على<br />

السلع المنتجة و المواد الخام او الآلات و المعدات من داخل<br />

القطر أو من خارجه ‏(الاستيراد).‏<br />

خامسا:‏<br />

السلم في تعريف الفقهاء هو بيع اجل بعاجل بمعنى أنه معاملة<br />

مالية يتم بموجبها تعجيل دفع الثمن و تقديمه نقدا إلى البائع<br />

الذي يلتزم بتسليم بضاعة معينة مضبوطة بصفات محددة في<br />

أجل معلوم فالأجل هو السلعة المبيعة الموصوفة في الذمة و<br />

العاجل هو الثمن و يحقق بيع السلم مصلحة كلا الطرفين<br />

البائع وهو المسلم اليه يحصل عاجلا على ما يريده من<br />

مال مقابل التزامه بالوفاء بالمسلم فيه أجلا فهو يستفيد من<br />

ذلك بتغطية حاجياته الحالية.‏<br />

المشتري:‏ و هو هنا البنك الممول,‏ يحصل على السلعة التي<br />

يريد المتاجرة ا في الوقت الذي يريده,‏ فتنشغل ا ذمة البائع<br />

الذي يجب عليه الوفاء بما التزم به,‏ كما أن البنك يستفيد من<br />

رخص السعر.‏ اذ أن بيع السلم ارخص من بيع الحاضر غالبا,‏<br />

فيأمن بذلك تقلب الأسعار و يستطيع ان يبيع سلما موازيا<br />

على بضاعة من نفس النوع الذي اشتراها بالسلم الأول دون<br />

ربط مباشر بين العقدين,‏ كما يستطيع أن ينتظر حتى يتسلم<br />

المبيع فيبيعه حينئذ بثمن حال أو مؤجل.‏<br />

لخا+‏ طوات العملية لبيع السلم المتبع ببيع حال او مؤجل:‏<br />

أ)‏ عقد بيع السلم:‏<br />

البنك:‏ يدفع الثمن في مجلس العقد ليستفيد به البائع و<br />

يغطي به حاجاته المالية المختلفة.‏<br />

البائع:‏ يلتزم بالوفاء بالسلعة في الأجل المحدد.‏<br />

ب)‏ تسليم و تسلم السلعة في الأجل المحدد:‏<br />

‏-يتسلم البنك السلعة في الأجل المحدد و يتولى تصريفها<br />

بمعرفته ببيع حال أو مؤجل.‏<br />

‏-يوكل البنك البائع ببيع السلعة نيابة عنه نظير اجر متفق<br />

عليه ‏(او بدون اجر).‏<br />

‏-توجيه البائع لتسليم السلعة الى طرف ثالث ‏(المشتري)‏<br />

بمقتضى وعد مسبق منه بشرائها أن عند وجود طلب مؤكد<br />

بالشراء.‏<br />

ج)‏ عقد البيع:‏<br />

البنك:‏ يوافق على بيع السلعة حالة و بالأجل و بثمن<br />

أعلى من ثمن شرائها سلما.‏<br />

المشتري:‏ يوافق على الشراء و يدفع الثمن حسب<br />

الاتفاق.‏<br />

‏+مجالات التطبيق:‏<br />

يصلح بيع السلم للقيام بتمويل عمليات زراعية,‏ حيث<br />

يتعامل البنك الإسلامي مع المزارعين الذين يتوقع أن تتوفر لهم<br />

السلعة في الموسم من محاصيلهم أو محاصيل غيرهم التي يمكن<br />

أن يشتروها و يسلموها اذ حققوا في التسليم من محاصيلهم,‏<br />

فيقدم البنك لهم ذا التمويل خدمات جليلة و يدفع عنهم كل<br />

مشقة لتحقيق إنتاجهم.‏<br />

يستخدم بيع السلم كذلك في تمويل المراحل السابقة لإنتاج<br />

و تصدير السلع و المنتجات الرائجة و ذلك بشرائها سلما و<br />

إعادة تسويقها بأسعار مجزية,‏ يطبق بيع السلم في قيام البنك<br />

بتمويل الحرفيين و صغار المنتجين عن طريق إمدادهم<br />

بمستلزمات الإنتاج كرأس مال سلم مقابل الحصول على بعض<br />

منتجام و إعادة تسويقها.‏<br />

يمتاز بيع السلم باستجابته لحاجات شرائح مختلفة و متعددة<br />

من الناس سواء من المنتجين الزراعيين أو الصناعيين,‏ أو<br />

:<br />

:<br />

52


________________________________________________________________________________________________<br />

التمويل الاسلامي للمشاريع الاقتصادية – فرص وتحديات<br />

)<br />

)<br />

.<br />

المقاولين أو من التجار,‏ و استجابته لتمويل نفقات التشغيل و البنك :<br />

النفقات الرأسمالية<br />

سادسا<br />

جمهور الفقهاء يرون أن الاستصناع قسم من أقسام السلم<br />

و لذلك يدرج في تعريفه ‏.أما الحنفية فقد جعلوه عقدا مستقلا<br />

مميزا من عقد السلم ‏،و قد عرفوه بتعريفات متعددة منها أنه<br />

عقد مقاولة مع أهل الصنعة على أن يعملوا شيئا و أنه<br />

عقد على مبيع في الذمة شرط في العمل و يقال للمشتري<br />

مستصنع و للبائع صانع و للشيء مصنوع و عقد الاستصناع<br />

يجمع بين خاصيتين<br />

‏-خاصية بيع السلم من حيث جواز و وروده على مبيع غير<br />

موجود وقت العقد<br />

‏-خاصية البيع المطلق العادي من حيث جواز كون الثمن فيه<br />

ائتمانيا لا يجب تعجيله كما في السلم و ذلك لأن فيه عملا<br />

الى جانب بيع المواد فصار يشبه الاجارة ، و الإجارة يجوز<br />

تأجيل الأجرة فيها<br />

ويستطيع البنك أن يستخدم هذا الأسلوب بطريقتين<br />

‏*فيجوز له أن يشتري بضاعة ما بعقد استصناع ثم بعد أن<br />

يستلمها يبيعها بيعا عاديا بثمن نقدي أو مقسط أو مؤجل<br />

بأجل<br />

‏*كما يجوز له أن يدخل بعقد استصناع بائعا مع من<br />

يرغب في شراء سلعة معينة ، و يعقد عقد استصناع موازي<br />

بصفته مشتريا من جهه أخرى لتصنيع الشيء الذي التزم به في<br />

العقد الأول،و يمكن أن يكون الاستصناع الأول حالا أو<br />

مؤجلا ، و كذلك الاستصناع الموازي يمكن أن يكون حالا<br />

أو مؤجلا.‏<br />

و نورد فيما يلي الخطوات العملية لتطبيق البنك الإسلامي<br />

لأسلوب بيع الاستصناع و الاستصناع الموازي مع الإشارة الى<br />

عدم وجود أي علاقة حقيقية و التزامات مالية بين<br />

طالب الاستصناع المشتري النهائي ( في العقد الأول<br />

‏/الصانع البائع الذي يتولى صنع الشيء بمقتضى عقد<br />

الاستصناع الموازي<br />

و عليه يحل أي خلاف في ظل كل عقد على حدى وفق<br />

الشروط الواردة فيه<br />

+ الخطوات العملية لبيع الاستصناع و الاستصناع الموازي<br />

)<br />

)<br />

.<br />

:<br />

(<br />

:<br />

**: الاستصناع :<br />

)<br />

:<br />

.<br />

.<br />

.<br />

(<br />

)<br />

.<br />

/<br />

:<br />

أ)‏ عقد بيع الاستصناع :<br />

يعبر عن رغبته لشراء سلعة ، و يتقدم للبنك بطلب<br />

استصناعه بسعر معين يتفق على طريقة دفعة مؤجلا أو مقسطا<br />

و يحسب البنك في هذا السعر عادة ماسوف يدفعه حقيقة في<br />

عقد الاستصناع الموازي مضافا إليه الربح الذي يراه مناسبا<br />

يلتزم بتصنيع السلعة المعينة و يلتزم بتسليمها في أجل<br />

محدد يتفق عليه و يراعي البنك أن يكون هذا الأجل مثلا أو<br />

أبعد من الأجل الذي يستلم فيه السلعة بعقد الاستصناع<br />

الموازي<br />

ب)‏ عقد الاستصناع الموازي :<br />

يعبر عن رغبته في استصناع الشيء الذي التزم به في<br />

عقد الاستصناع الأول أي بنفس المواصفات و يتفق مع<br />

البائع الصانع على الثمن و الأجل المناسبين.‏<br />

البائع يلتزم بتصنيع السلعة المعينة و تسليمها في الأجل<br />

المحدد المتفق عليه<br />

ج)‏ تسليم و تسلم السلعة :<br />

يسلم المبيع المستصنع الى البنك مباشرة أو إلى جهة أو<br />

مكان يحدده البنك في العقد<br />

يسلم المبيع المستصنع إلى المشتري بنفسه مباشرة أو<br />

عن طريق أي جهة يفوضها بالتسليم بما في ذلك تفويض البائع<br />

لتسليم السلعة الى المشتري الذي يكون من حقه التأكد من<br />

مطابقة المبيع للمواصفات التي طلبها في عقد الاستصناع الأول<br />

، ولكن يظل كل طرف مسؤولا تجاه الطرف الذي تعاقد معه<br />

.<br />

‏+مجالات التطبيق :<br />

فتح عقد الاستصناع مجالات واسعة أمام البنوك الإسلامية<br />

لتمويل الحاجات العامة و المصالح الكبرى للمجتمع و للنهوض<br />

بالاقتصاد<br />

يستخدم عقد الاستصناع في صناعات متطورة و مهمة<br />

جدا في الحياة المعاصرة كاستصناع الطائرات و القطارات و<br />

السفن و مختلف الآلات التي تصنع في المصانع الكبرى أو<br />

المعامل اليدوية .<br />

يطبق عقد الاستصناع كذلك لاقامة المباني المختلفة في<br />

امعات السكنية و المستشفيات و المدارس و الجامعات الى<br />

غير ذلك مما يألف شبكة الحياة المعاصرة المتطورة<br />

يستخدم عقد الاستصناع عموما في مختلف الصناعات ما دام<br />

يمكن ضبطها بالمقاييس و المواصفات المتنوعة،‏ و من ذلك<br />

الصناعات الغذائية تعليب و تجميد المنتجات الطبيعية<br />

سابعا الاجارة التمليكية<br />

تعتبر الإجارة التمليكية أو الاجارة المنتهية بالتمليك من<br />

الأساليب الجديدة التي استحدثتها البنوك الاسلامية ، و هي<br />

تتميز بكون البنك لا يقتني الموجودات و الأصول انطلاقا من<br />

دراسة السوق و التأكد من وجود رغبات لها ، بل انه يشتريها<br />

استجابة لطلب مؤكد من أحد عملائه لتملك تلك الأصول و<br />

عليه فان تملك تلك الأصول المؤجرة لا تبقى في ملكية البنك<br />

بعد هناية عقد الإجارة كما هو الحال في الاجارة التشغيلية و<br />

انما هي تنتقل هنا الى ملكية المستأجر<br />

. (<br />

.<br />

(<br />

:<br />

.<br />

.<br />

الإسلامي .<br />

)<br />

** :<br />

البنك :<br />

:<br />

البائع :<br />

البنك :<br />

.<br />

المشتري :<br />

)<br />

53


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

)<br />

:<br />

:<br />

.<br />

(<br />

.<br />

/<br />

.<br />

:<br />

(<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

ويحتسب البنك الأجرة الاجمالية غالبا على أساس تكلفة<br />

الموجودات بالاضافة الى ربحه و تقسط الأجرة بعد ذلك على<br />

فترات يتفق عليها ، كما نجد في الواقع العملي صورتين<br />

أساسيتين يتم بموجبهما تمليك العين و منفعتها للمستأجر في<br />

هناية مدة الاجارة المحددة و هما<br />

الصورة الأولى : عقد الايجار مع الوعد بة العين<br />

المستأجرة عند الانتهاء من وفاء جميع الأقساط الايجارية على<br />

أن تكون الهبة بعقد مفصل<br />

الصورة الثانية : عقد ايجار مع وعد ببيع العين المستأجرة<br />

مقابل مبلغ رمزي أو حقيقي يدفعه المستأجر في هناية المدة<br />

بعد سداد جميع الأقساط الايجارية المتفق عليها<br />

‏+الخطوات العملية للاجارة التمليكية :<br />

أ)‏ عقد شراء الموجودات :<br />

بناءا على رغبة العميل لعقد إجارة منتهية بالتمليك ،<br />

و يقوم البنك بشراء العين من البائع و تملكها و يدفع الثمن<br />

المطلوب<br />

يوافق على البيع و يوقع الفاتورة و يتفق مع البنك<br />

على مكان التسليم<br />

ب)‏ تسليم و تسلم السلعة :<br />

يسلم العين المبيعة إلى البنك مباشرة أو الى أي جهة أو<br />

مكان يتفق عليه في العقد<br />

يوكل البنك عملية لتسلم المبيع و يطلب منه إشعاره<br />

بوصول المبيع مطابقا للمواصفات المطلوبة<br />

ج)‏ عقد<br />

يؤجر البنك العين لعملية بصفته مستأجرا و يعده<br />

بتمليكه العين<br />

المستأجر يدفع الأقساط التجارية في الآجال المحددة و المتفق<br />

عليها<br />

د)‏ تمليك العين :<br />

عند اتنهاء مدة الإجارة ووفاء المستأجر بجميع<br />

الأقساط المستحقة و يتنازل البنك عن ملكيته للعين لفائدة<br />

المستأجر على سبيل الهبة أو البيع حسب الوعد<br />

تنتقل ملكية المبيع اليه<br />

‏+مجالات التطبيق :<br />

تستخدم البنوك الإسلامية الإجارة التمليكية<br />

خصوصا في مجال العقارات و أجهزة الكمبيوتر و الآلات و<br />

المعدات المختلفة و هي ذا الأسلوب توفر للعملاء قدرا من<br />

الحرية في اقتناء الموجودات من المصادر التي يختاروهنا على<br />

أساس خبرم و تقديرهم الخاص<br />

المستأجر يتمتع في هذه الحالة بحيازة و استخدام<br />

العين خلال كامل فترة الإجارة و هو مطمئن البال بأهنا سوف<br />

تؤول الى ملكيته في هناية مدة الإجارة ، كما أن البنك يحتفظ<br />

بملكية العين المتعاقد عليها و يتنازل عن ملكيته بالهبة أو<br />

البيع الا بعد سداد المستأجر جميع الأقساط الجارية المتفق<br />

عليها<br />

ثامنا ‏**الإجارة التشغيلية :<br />

يقوم البنك الإسلامي بموجب هذا الأسلوب باقتناء<br />

موجودات و أصول مختلفة تستجيب لحاجيات جمهور متعدد<br />

من المستخدمين و تتمتع بقابلية جيدة للتسويق سواء على<br />

المستوى المحلي أو الدولي و يتولى البنك إجارة هذه الأعيان<br />

لأي جهة ترغب فيها دف تشغيلها و استفاء منافعها خلال<br />

مدة محددة يتفق عليها ، و بانتهاء تلك المدة تعود إلى حيازة<br />

البنك ليبحث من جديد عن مستخدم اخر يرغب في<br />

استئجارها<br />

و يتميز هذا الأسلوب ببقاء الأعيان تحت ملكية البنك<br />

الإسلامي،‏ الذي يقوم بعرضها للايجار مرة تلوى الأخرى<br />

حتى لا تبقى بدون استعمال الا لفترات قصيرة و هو يتحمل<br />

في ذلك مخاطرة ركود السوق،‏ و انخفاظ الطلب على تلك<br />

الأعيان مما يأدي لى خطر عدم استغلالها ‏،و تنقسم الاجارة<br />

التشغيلية الى<br />

إجارة معينة : و هي التجارة التي يكون محلها عقارا أو عينا<br />

معينة بالإشارة إليها أو نحو ذلك مما يميزها عن غيرها<br />

إجارة موصوفة بالذمة : و هي الإجارة الواردة على منفعة<br />

موصوفة بصفات يتفق عليها مع التزامها في الذمة<br />

كسيارة أو سفينة غير معينة لكنها موصوفة وصفا دقيقا يمنع<br />

التنازع.‏<br />

‏+الخطوات العملية للاجارة التشغيلية :<br />

أ)عقد شراء المعدات<br />

يقوم البنك بشراء المعدات انطلاقا من دراسته و<br />

تقييمه للسوق ، و يدفع الثمن حالا أو مؤجلا للبائع<br />

البائع:‏ يوافق على البيع و يسلم المعدات المبيعة للبنك<br />

ب)عقد الإجارة الأولي :<br />

البنك يبحث عن مستأجر و يسلم اليه المعدات على سبيل<br />

الإجارة بعوض<br />

يدفع الأجرة المتفق عليها في الآجال المحددة ثم يعيد<br />

البيع إلى البنك في هناية مدة<br />

ج)‏ عقد الإجارة التالية :<br />

بعد استعادته للمبيع ، يبحث البنك عن جهة<br />

أخرى ترغب في استخدام المعدات ليؤجرها اياها لمدة جديدة<br />

معلومة<br />

مستأجر جديد : يدفع الأجرة المتفق عليها في الآجال<br />

المحددة ثم يعيد المبيع الى البنك في هناية مدة الإجارة ، و تجدر<br />

الإشارة هنا الى أنه عند انتهاء إجارة المعدات لجهة ما ، يواصل<br />

البنك بحثه عن مستخدم أخر لعقد إجارة جديدة معه،‏ أو<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

الإجارة .<br />

:<br />

.<br />

/<br />

البنك :<br />

:<br />

المستأجر :<br />

البنك :<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

الإجارة :<br />

البنك :<br />

البائع :<br />

البائع :<br />

البنك :<br />

البنك :<br />

.<br />

البنك :<br />

المستأجر :<br />

-<br />

-<br />

54


________________________________________________________________________________________________<br />

التمويل الاسلامي للمشاريع الاقتصادية – فرص وتحديات<br />

-<br />

تجديد المدة مع المستأجر و هكذا دواليك ‏،وقد يختار لبنك في<br />

بعض الأوقات التخلص من المعدات وإخراجها من ملكيته،و<br />

ذلك عن طريق بيعها هنائيا.‏<br />

‏+مجالات التطبيق:‏<br />

تناسب عمليات الإجارة التشغيلية أساسا<br />

الموجودات و الأصول ذات القيمة العالية التي تتطلب مبالغ<br />

كبيرة لامتلاكها بالإضافة إلى وقت طويل اللازم<br />

و نذكر من هذه الأصول الطائرات و السفن التي<br />

يزيد الطلب عليها بأسلوب الإجارة التشغيلية نتيجة ارتفاع<br />

تكلفتها و طول مدة صنعها<br />

كما يمكن أن تمارس البنوك الإسلامية هذا<br />

الأسلوب في عدد من الأصول و المعدات الصناعية و الزراعية<br />

، و كذلك في وسائل النقل و المواصلات و كل ما من شأنه<br />

أن يلبي احتياجات ظرفية لمختلف الجهات<br />

و يستفيد البنك ذا الأسلوب من بقاء الأصول<br />

على ملكه و الحصول على الأجر مقابل بيع منافعها,‏ كما<br />

تستفيد الجهات المتاجرة بتغطية حاجياا الآنية،‏ و تحقيق<br />

أغراضها في الأوقات المناسبة و دون تحمل نفقات رأسمالية<br />

لإنتاجها .<br />

.<br />

.<br />

(algabid hamid 1988 )<br />

.<br />

-<br />

-<br />

-<br />

كبيرة.‏<br />

(2<br />

البنوك الإسلامية:‏ فرص و تحديات:‏<br />

إن العولمة هي انتقال من عالمية التبادل و التوزيع و<br />

السوق و التداول إلى عالمية إدارة الإنتاج,‏ و إعادة الإنتاج<br />

دائما و لكنها أيضا,‏ التكامل,‏ التداخل,‏ الترابط و التشابك<br />

بين الثقافات و الأديان و هذا وحده يشكل تحديا إضافيا<br />

للفكر الإسلامي<br />

إن مهمة المستثمر الإسلامي هو البحث عن آلية<br />

منهجية منطقية،‏ تفتش عن صيغة شرعية معقولة للاستثمار,‏<br />

فهو يسعى لبلورة منطق عملي و عقلاني.‏<br />

فالمستثمر يدرك أن النموذج المعاصر لأي مشروع مربح<br />

يتطلب أمرين :<br />

الأول :<br />

التحكم-‏<br />

الوقت-‏<br />

الإدارة.‏<br />

السرعة-‏<br />

المخاطرة.‏ الثاني:‏<br />

السيطرة-‏<br />

و هذه المتطلبات تلزم المستثمر توفير التقنية العالمية أو<br />

الاستفادة القصوى منها و تنمية الإدارة.‏<br />

ففي ظل العولمة ، تعاني البنوك الإسلامية من ضعف في<br />

قدرا التنافسية,‏ فهذه المؤسسات لا تملك الحرية الكاملة<br />

لمواصلة تطوير منتجات جديدة بتكلفة السوق العالمي و<br />

الدخول في أسواق عالمية عالية الربحية.‏<br />

و مع ذلك حققت البنوك الإسلامية نجاحا ملحوظا في<br />

مجال تقديم خدمات مصرفية شرعية,‏ و بحجم ونوع تنافسي<br />

محدود.‏ و تزايدت أعدادها على نحو أثار اهتمام الاقتصاديين<br />

العالميين,‏ فيوجد حاليا أكثر من 100 مؤسسة مالية إسلامية<br />

تعمل في 62 بلدا في العالم و تصل أصولها إلى 7500 بليون<br />

دولار,‏ و تتوزع استثماراا على النحو التالي:‏<br />

الشرق دول الخليج‎32%‎‏,‏ جنوب أسيا%‏<br />

أوروبا و أمريكا‎7%‎‏,‏ إفريقيا‎3%‎ , جنوب شرق<br />

آسيا‎2%‎‏,‏ ‏(الفاينشل تايمز‎16‎مارس‎1999‎‏).‏<br />

و البنوك الإسلامية نجحت لأهنا حققت عوائد مناسبة<br />

أقنعت العملاء في مناسبات عديدة و حصل ذلك النجاح،‏<br />

بالرغم من أهنا تنشط في بيئة غير ملائمة من حيث القوانين,‏<br />

قواعد وأنظمة أسست لتدعيم البنوك العادية التي تتعامل على<br />

قاعدة أسعار الفائدة،‏ و بالطبع شرعية المعاملات أكسبت<br />

البنوك الإسلامية ميزة إضافية ساعدت على انجذاب العملاء<br />

المسلمين لها.‏<br />

فالبنوك الإسلامية تواجه تحديات كبيرة،‏ بعضها تفرضها<br />

معطيات العولمة،و البعض الاخر تفرضها القوانين،‏ و الأنظمة<br />

التي تنشط فيها،‏ و لكي تتفاعل مع الواقع و تتحرك باتجاه<br />

المستقبل,‏ فهي بحاجة مستمرة لزيادة معدل النمو ‏،و توفير<br />

منتجات جديدة تناسب التغير في الطلب و تطوير مهارات<br />

التسويق و البيع و العمل على تقليل التكاليف و زيادة فعالية<br />

أسلحة المعاملات،‏ كل هذا يعني أن البنوك الإسلامية بحاجة<br />

لأطروحات جديدة تتعامل بمرونة مع الواقع لتكوين رؤية<br />

ح ول ص ورة الم ستقبل .<br />

الأوسط 56%,<br />

,14<br />

55


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

.1<br />

الإسلامي,‏<br />

الد 9.<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

.7<br />

.8<br />

.9<br />

.10<br />

بيروت.‏<br />

المراجع:‏<br />

محسن,س خان.النظام المصرفي الإسلامي الخالي من الفائدة:‏ تحليل نظري,‏ صندوق النقد الدولي.‏ مجلة الاقتصاد<br />

جاسم محمد معروف ‏.البنوك الإسلامية حققت نجاحات لكن العولمة ستواجهها بتحديات كبيرة,‏ البريد الالكتروني.‏<br />

أنواع التسهيلات التمويلية المقدمة من طرف بنك البركة الإسلامي(‏ الانترنيت)‏<br />

محمد عمر شابرا ، النظام النقدي المصرفي في الاقتصاد الإسلامي,‏ مجلة الاقتصاد الإسلامي الد‎4‎ ص‎130‎‏.‏<br />

حسن بن منصور(‏‎1992‎‏).البنوك الإسلامية بين النظرية و التطبيق.‏ باتنة.‏<br />

محمد بوجلال البنوك الإسلامية.‏ المؤسسة الوطنية للكتاب.‏<br />

د.محمد أحمد سراج(‏‎1989‎‏).النظام المصرفي الإسلامي.كلية دار العلوم,‏ جامعة القاهرة,‏ دار الثقافة.‏<br />

حسين عمر‎1988‎ اقتصاديات البنوك الإسلامية.‏ دار الكتاب الحديث.‏<br />

محمد باقر الصدر‎1988‎ . البنك اللاربوي في الإسلام.‏ دار التعارف للمطبوعات.‏<br />

د.علاء الدين زعتري‎1989‎ . الخدمات المصرفية و موقف الشريعة الإسلامية منها.‏ دار الكتب و العلم.‏ دمشق,‏<br />

.<br />

.(1990)<br />

.<br />

11-Lachemi Siagh , Le fonctionnement des organisations dans les milieux de culture interne, le cas des<br />

banques islamiques.<br />

12- Algabid Hamid, Les banques islamiques, problématiques générale et perspectives de développement<br />

référence 88PA10296 Université de soutenance, paris1.<br />

13- Benyahia.N .Les banques Islamiques, Rapport de recherche 1987.<br />

56


_____________________________________________________________________________________________<br />

مؤسسات المعرفة وثقافة المؤسسة الاقتصادية – رؤية مستقبلية<br />

– <br />

عزاوي عمر : الدكتور<br />

– جامعة ورقلة<br />

azzaoui47@ yahoo.fr<br />

الأستاذ:‏ عجيلة محمد – جامعة الأغواط<br />

adjila_78@yahoo.fr<br />

(<br />

)<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

.1<br />

:<br />

:<br />

ملخص من بين التغيرات والتطورات التكنولوجية والعلمية<br />

التي شهدها العالم في مجال المعلومات والمعرفة والمؤسسات التي<br />

تحتضن الأفكار الإبداعية والابتكارية ، وتحليل المشاكل<br />

واختيار الحلول المناسبة التي تعتمد على التفكير والتخطيط<br />

الاستراتيجي ووفق قيم رفيعة أي ثقافة المؤسسات والأفراد<br />

والتي تعمل في ظل مفهوم التحول التدريجي نحو العولمة،‏<br />

وحاجة إلى التغيير والتطوير ، وباعتبار حقل المعرفة والتعليم<br />

وجودة التكوين ضرورة حتمية تنموية وتطويرية لإدارة الجودة<br />

الشاملة ورؤية تطلعية صاعدة وواعدة.‏<br />

الكلمات المفتاح المعلومة ، البيانات والمعطيات ، مؤسسات<br />

المعرفة ، الإبداع والابتكار ، ثقافة المؤسسة والأفراد،‏<br />

التكنولوجيا ، التغيير والتنظيم ، القدرات والمؤهلات،تبادل<br />

المعارف.‏<br />

: تمهيد<br />

تعتبر المعرفة والمعلومات إحدى مفرازات التطور<br />

التكنولوجي التي عرفها العالم اليوم حتى أصبح يطلق عليها<br />

عصر المعلومات ومؤسسات المعرفة نتيجة لتأثيرها المباشر على<br />

الاقتصاد القومي للدول،‏ وقد تحولت اتمعات الحديثة من<br />

مجرد الاهتمام بإنتاج السلع والخدمات إلىالاهتمام المتزايد<br />

بمؤسسات المعرفة وثقافة الأفراد والمؤسسات ‏(المعلومات)‏ وفي<br />

هذه المؤسسات يجب أن تنعدم المسافة الزمنية بين المشاكل<br />

والحلول،‏ والمعرفة هي العنصر الضروري الوحيد القادر على<br />

اختزال هذه المسافة ومن خلال العلم والتعليم وجودة التكوين<br />

وبأخص في الدول النامية أن نعتمد على النوعية لا على<br />

الكمية ، وبتالي تستطيع المؤسسات أن تتلائم مع المتغيرات،‏<br />

وأن تتواءم مع العولمة والمنافسة القاسية،‏ ومؤسسات تبادل<br />

المعرفة والتعليم حتمية تنموية تطويرية إذن لابد من ترشيد<br />

وتأطير هذه المعرفة واستخدامها الأمثل وبفضل هذا يسيير<br />

العالم إلى التغيير الأحسن وبتالي تتفاعل على القدرات<br />

الإبتكارية الإبداعية التي تسعى للأداء المتميز و رؤية المستقبل<br />

المتطور.‏<br />

أهمية المعلومات للمنظمة<br />

مؤسسات المعرفة<br />

خصائص مؤسسات المعرفة<br />

بناء إنشاء مؤسسات المعرفة<br />

مفهوم ثقافة المؤسسة<br />

صناعة المعرفة مدخل للتنمية المستدامة<br />

أهمية المعلومات للمنظمة<br />

:<br />

تعددت المفاهيم والآراء حول المعلومات وتكنولوجيات<br />

الاتصالات بسبب حتميتها الضرورية والأكيدة ، ولهذه<br />

أصبحت المعلومات جزء لا يتجزأ من نظام المؤسسة ، و تعتبر<br />

موردا تنظيميا أساسيا تعتمد عليه في تدعيم العملية الإدارية<br />

وتدعيم القرارات الإستراتيجية الرشيدة الهادفة لنمو المؤسسة<br />

وبقائها و تطورها وتحقيق الميزة التنافسية.‏<br />

العالم يعيش الآن عصر سمي في مرحلة بعصر المعلومات<br />

INFORMATIONثم أطلق عليه عصر ما بعد الصناعة وأخيرا<br />

أطلق عليه البعض عصر المعرفة KNOWLODGEALE وفي<br />

جميع الأحوال وبغض النظر عن التسمية فإن سمات وملامح<br />

هذا العصر وآلياته ومعاييره تختلف جذريا عن كل ما سبق .<br />

اليوم المعلومات في المنظمة بمثابة الدم الذي يجري في<br />

عروق الإنسان فهي التي تغذي جميع وحدات وأقسام المنظمة<br />

بما تحتاج إليه لأداء مهامها وأعمالها إذا تشكل موردا<br />

إستراتيجيا لها،‏ والتي ينبغي توفيرها بالواصفات المطلوبة من<br />

حيث الدقة والوقت والثقة ‏"وإذا كان رأس المال والعمل هما<br />

الموردان الرئيسيان للأعمال تقليديا،‏ فأهمية المعلومات يمكن<br />

اعتبارها المورد الثالث في ذلك‎1‎ " ، إضافة إلى هذا فإن<br />

المعلومات تساعد في الحفاظ على وحدة وتماسك المنظمة،‏<br />

فالحاجة إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى مثلها مثل المورد<br />

البشري والمورد المالي ، كما يمكن إبراز أهمية المعلومات بشكل<br />

فعلي من خلال استعمالاا المتعددة والتي نوردها باختصار في<br />

ما يلي :2<br />

سنحاول أن نقدم في هذه المقالة أهم النقاط التالية :<br />

57


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

.2<br />

‏-المعلومات تعتبر أداة مساعدة على سيرورة العملية<br />

االتسييرية في المنظمة ويتجسد ذلك من خلال الدور<br />

الذي تلعبه في التنسيق بين مختلف العمليات والنشاطات<br />

في المنظمة.‏<br />

‏-المعلومات تعتبر أدوات ووسائل للاتصال في المنظمة<br />

ويتجسد ذلك من خلال الدور الذي تلعبه في تسهيل<br />

عملية الاتصال الداخلي بين الوحدات والاتصال<br />

الخارجي بالمحيط.‏<br />

‏-المعلومات تعتبر وسيلة وأداة للتأثير على الأفراد في<br />

المنظمة ويتجسد ذلك من خلال الدور الذي تلعبه في<br />

خلق ثقافة المنظمة بالتعريف الأفراد وتعليمهم وكذا<br />

تكوينهم وترقيتهم لزيادة خبرم وكفاءم.‏<br />

تلقى المعلومات اهتماما متزايدا وانتشارا واسعا وحاجة<br />

ملحة أكثر على الصعيد كافة المستويات الإدارية<br />

للمنظمة،‏ لكوا موردا استراتيجيا يرفع من إنتاجيتها<br />

وسلاحا تواجه به المنافسة الحادة.‏<br />

والبرمجي والمتفاعلة مع محيطها بصورة دائمة وذاك لمساعدة<br />

مستعمليها على اتخاذ القرار ، ومن بين أنظمة المعلومات نجد<br />

نظم المعلومات الادارية والتي صممت لتزويد إداري المنظمة<br />

بالمعلومات اللازمة للخطط والتنظيم والقيادة والرقابة على<br />

نشاط المنظمة أو نشاط المنظمة أو لمساعدم على اتخاذ<br />

القرارات.‏<br />

مؤسسات المعرفة<br />

:<br />

مؤسسات المعرفة حقل تتفاعل فيه الجمود لتبادل المعرفة<br />

والأفكار الإبداعية الخلاقة بفضل تطوير ثورة المعلومات<br />

وتكنولوجيات الاتصالات الخارقة ، التحول التدريجي المعروف<br />

من عصر الصناعة إلى عصر المعلومات والمعرفة في ظل العولمة<br />

المتسارعة وإلى البيئات المتفاعلة والتأثير وتبادل المعرفة ‏.فأطلق<br />

عليها مؤسسات تبادل المعرفة أو مؤسسات التعليم .Learning<br />

Organizations<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

:<br />

وعلى العموم فإن أهمية المعلومات يكمن في اعتبارها القاعدة<br />

الأساسية لعملية اتخاذ القرارات في المنظمة ، إذ بدون<br />

معلومات كافية وجيدة تتوافق وتنسجم مع الاحتياجات العامة<br />

للمنظمة لا يمكنها الوصول إلى قرارات ناجحة ، ليس هذا<br />

فحسب بل أن فعالية اتخاذ القرارات ترتبط أساسا بنوعية<br />

المعلومات المتوفرة والتي بدورها تنعكس على أداة المنظمة ،<br />

كما أن المعلومات تعتبر المورد الأساسي لكل قرار يخص<br />

المنظمة وهذا راجع لكوا أحد عوامل الإبداع فيها.‏<br />

قبل التطرق إلى مفهوم مؤسسات المعرفة يجدر بنا الإشارة إلى<br />

نظم المعلومات بشكل عام.‏<br />

‏"يقوم نظام المعلومات بجمع المعلومات و معالجتها ، وتخزينها ،<br />

وتحليلها و نشرها من أجل تحقيق هدف معين وكما هو الحال<br />

مع أي نظام آخر فإن،‏ نظام المعلومات يتضمن الإدخالات<br />

مثل المعلومات و الاخراجات مثل التقارير و الحسابات و يقوم<br />

بمعالجة الادخالات و أنتاج الاخراجات التي تم إرسالها إلى<br />

المستخدم أو إلى نظام آخر‎3‎‏"‏<br />

كما يعرف أيضا بأنه ‏"نظام بيئة يحتوي على عدد من<br />

العناصر التي تتفاعل فيما بينها ، مع محيطها دف جمع<br />

البيانات ومعالجتها حاسوبيا و إنتاج و بث المعلومات لمن<br />

يحتاجها لصناعة القرارات "4<br />

من خلال التعريفين يتضح لنا أن نظام المعلومات عبارة عن<br />

مجموعة من البيانات المخزنة والمعالجة حاسوبيا بشيقيه المادي ،<br />

في الحقيقة علم إدارة المعرفة أو الكلام على مؤسسات المعرفة<br />

‏(مؤسسات التعليم)‏ كثرة أسئلته أكثر من إجابته‎5‎‏،‏ واختلاف<br />

السؤال من شخص إلى شخص آخر وفقا لموقعه داخل أو<br />

خارج المؤسسة إلا أن الإجابات كلها تدل على حتمية العولمة<br />

المتسارعة مثل هذه المؤسسات ويمكن حصر بعض الإجابات<br />

فيما يلي‎6‎<br />

لزيادة القدرة التنافسية وتفادي الهبوط المؤسسي.‏<br />

لتحسين المنتج أو الخدمة.‏<br />

للإقدام على لمخاطر دون خوف.‏<br />

لزيادة القدرة الإبتكارية والإبداعية للمؤسسة ، وذلك<br />

لأن مؤسسات المعرفة تعتبر حقلا لتناطح الأفكار.‏<br />

لمساعدة العاملين على إثبات ذام ، وإشباع رغبام<br />

في البحث عن المعرفة ، وتدريبهم على مهارات التفكير<br />

المنظومي.‏ Systems Thinking<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

-5<br />

-6<br />

-7<br />

-8<br />

-9<br />

-10<br />

لزيادة القدرة على إدارة التغيير والاستفادة من فرص<br />

المستقبل.‏<br />

لفهم النظام المؤسسي وعدم الخوف من تعقيده.‏<br />

لخلق قيمة الولاء والالتزام بين قوى العمل ، وكذلك<br />

فإن المؤسسات التي تقدر أراء و معارف العاملين ا<br />

بغض النظر عن مواقعهم الوظيفية ترقي بمستوى<br />

أدائهم إلى كامل قدرام.‏<br />

للاستجابة لمتطلبات اتمع.‏<br />

النشر أمل العاملين في مستقبل أكثر إشراقا.‏<br />

58


_____________________________________________________________________________________________<br />

مؤسسات المعرفة وثقافة المؤسسة الاقتصادية – رؤية مستقبلية<br />

3-<br />

.3<br />

خصائص مؤسسات المعرفة<br />

:<br />

1-<br />

الميزات التي تتميز ا مؤسسات المعرفة والتي تحتضن عمليات<br />

التعليم والتغيير والتحسين المستمر والإبداع والابتكار وفيما<br />

يلي خمس من هده الخصائص‎7‎‏:‏<br />

ترتفع أهمية التعليم<br />

فرق التعليم<br />

الجماعي على التعليم الفردي وذلك لأن القرارات المهمة يتم<br />

اتخاذها داخل مجموعات العمل.كما أن هناك قواعد عامة<br />

للتعليم في مجموعات يمكن استغلالها للارتقاء بمعرفة الأعضاء<br />

وتمكينهم من استغلال هذه المعرفة للنهوض بمؤسستهم و زيادة<br />

قدرم التنافسية ، ومن هذه القواعد<br />

أ-‏ الكبار يتعلمون أحسن من بعضهم.‏<br />

ب-‏ الكبار يتعلمون من مشاكل العمل.‏<br />

ج-‏ الكبار يتعلمون من مناقشة الفرضيات التي يبنون<br />

عليها أفعالهم.‏<br />

د-‏ الكبار يتعلمون بطريقة أفضل حينما تكون هناك<br />

تغذية مرتدة ، خاصة تلك التي تقيم نتائج أعمالهم.‏<br />

ه-‏ الكبار يتعلمون بطريقة أفضل إذا لم تجزم العمل<br />

جهلهم ببعض الموضوعات.‏<br />

و-‏ حينما يتعلم الكبار في مجموعات لا تتوقف النتيجة<br />

عند مستوى تبادل المعلومات ، ولكن تتعداها إلى<br />

مستويات أعلى وأهم مثل الارتقاء المعرفي والإبداع التقني<br />

Team Learrning :<br />

:<br />

والتعاون الابتكاري.‏ Creative Cooperation<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

ز-‏ التعليم في مجموعات هو أحد وسائل تواصل<br />

الأجيال،‏ خاصة إذا اشتملت هذه اموعات على أهل<br />

الخبرة من جيل الرواد والمبتدئين من جيل الشباب<br />

في ذلك القيادات البديلية أو الإحلالية أو البراعم<br />

القيادية-‏ في علاقة عمل تبنى على التكافؤ والمساواة<br />

ووحدة المصير.‏<br />

– بما<br />

2-<br />

الرؤى المشتركةVision ، Shared تعرف الرؤية على أا<br />

صورة مثالية وفريدة للمستقبل وهنا نشير إلى أهمية المشاركة<br />

من خلال الحوار وتبادل الرأي والمعرفة في صياغة رؤية<br />

مشتركة ، كما نؤكد على ارتفاع أهمية الطريقة التي تصاغ ا<br />

هذه الرؤية إلى قيمة نفسها ، وذلك لأن المشاركة تخلق<br />

الالتزام ، وتنمي الشعور بالمسؤولية والانتماء كما أن العملية<br />

التي يتم من خلالها صياغة رؤية مشتركة هي نفسها التي يمكن<br />

ا تدريب القيادات الشابة وتطوير قدراا على صياغة رؤية<br />

المستقبل.‏<br />

النموذج الذهني<br />

النماذج الذهنية<br />

يمثل رؤية الشخص للعالم من حوله وترجع أهمية النموذج<br />

الذهني إلى أنه انعكاس لمعتقدات الإنسان التي قد يتسبب<br />

بعضها في إعاقة قدراته ، ومن المهم في مؤسسات التعلم أن<br />

يتبادل الأعضاء نماذجهم الذهنية حتى يمكن مناقشتها<br />

وتصحيحها وصياغة نموذج مشترك أقرب إلى أرض الواقع<br />

وقد ترتفع أهمية تبادل النماذج الذهنية إلى مستوى العلاج<br />

وذلك لأن مشاكل<br />

العمل لا تسبب اضطرا بات نفسية للعاملين ، ولكن الذي<br />

يسبب هذه الاضطرابات هو انعكاس هذه المشاكل على بعض<br />

المعتقدات الجامدة التي تستبد بأصحاا ، وتضعهم أمام الخيار<br />

الازامي اليائس في مواجهة مشاكل وصعوباته وعليه فإن<br />

أفضل وسائل علاج هذه الاضطرابات هو التخلص من بعض<br />

المعتقدات أو تغييرها من خلال مناقشة النماذج الذهنية في<br />

مجموعات العمل التي يجمعها الحب والاحترام والثقة ووحدة<br />

الهدف،وينعكس حل هذه المشاكل على نشر السلام المؤسسي<br />

Institutionalالذي Peace يؤثر تباعا على السلام الاجتماعي<br />

في مستوياته المختلفة ولعلنا نضيف بذلك مصطلح السلام<br />

المؤسسي إلى معجم إدارة الأعمال لنؤكد أهميته ، ونشجع<br />

العمل على دؤاسته لاعتقادنا بأن حياة مؤسسات المستقبل<br />

سوف تربط إلى أحد كبير بطبيعة وشكل هذا السلام.‏<br />

.<br />

.<br />

Mental Models :<br />

.<br />

النفسي في مجموعات Group Thera –py<br />

4-<br />

ذلك يني المحاولة<br />

التفوق الشخصي<br />

المستمرة لاستيضاح وتعميق رؤية الواقع ، وتوجيه طاقة<br />

الإنسان و تنمية خصائص الإصدار والجلد والموضوعية لديه<br />

وذلك التفوق هو الذي يمنح الثقة بالنفس التي تعتبر من<br />

ضروريات التعليم ، وهنا يجب أن نؤكد دور القائد في بناء<br />

ثقة التابعين من خلال الحب والتشجيع والتقدير والتعليم<br />

والتحفيز.‏<br />

.<br />

Personal Mastery<br />

5-<br />

وهو الذي<br />

التفكير المنظومي<br />

يستوجب التحول من التفكير المستقيم الذي ينحصر في فهم<br />

العلاقة المباشرة بين ‏(المؤثر والتأثير)‏ إلى التفكير الشامل الذي<br />

يركز على فهم العلاقات المتداخلة والمركبة للأنظمة<br />

والمنظومات.‏ ويوصف أي نظام ببعض لموصفات الأساسية التي<br />

لا تنطبق على أي جزء من أجزائه ، فمثلا الصفة الأساسية<br />

للسيارة هي مقدرا على لحركة و نقل الناس والأشياء من<br />

مكان إلى آخر ، ولا تنطبق هذه االصفة على أس جزء من<br />

أجزاء السيارة مثل عجلة القيادة أو المحرك مثلا وعليه<br />

فليست السيارة مجموعة من الأجزاء ولكنها محصلة لتفاعل<br />

هذه الأجزاء ، وهناك بعض القوانين الطبيعية التي نراها<br />

ضرورية لفهم أي منظومة ومنها :<br />

.<br />

Systems Thinking :<br />

.<br />

.<br />

59


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

.<br />

.<br />

–<br />

.<br />

.<br />

3-<br />

4-<br />

5-<br />

.<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

مشاكل اليوم تسببها حلول مشاكل الأمس.‏<br />

إذ أكرهت أي منظومة على الحركة إلى الأمام لا تستبعد<br />

أن تدفعك إلى الخلف.‏<br />

تنمو السلوكيات السوية قبل السلوكيات الشاذة.‏<br />

الخروج السهل من أي مأزق قد يتسبب في مأزق أصعب<br />

قد يكون العلاج ‏–أحيانا-أسوء من المرضى.‏<br />

لا يمكن تناول أي وجبة بأكملها مرة واحدة<br />

المنظومات لا تتجزأ فقطع الإنسان إلى جزئين لا يعينا<br />

طفلين صغيرين.‏<br />

أنت و مشاكلك جزء من منظوماتك الفردية ، فلا تلوم<br />

الظروف أو منظومات الآخرين.‏<br />

لا توجد سرعة قصوى فما زال السريع بطيئا.‏<br />

المنظومة تفاعل لا يمكن فهمه بالتفكير المستقيم أو الرؤية<br />

السطحية ، و لكن يحتاج هذا الفهم إلى تفكير خاص<br />

يطلق عليه تفكير الأنظمة أو المنظومات Systems<br />

Thinkingوهو نفس التفكير المطلوب لمؤسسات القرن<br />

القادم<br />

.4<br />

1-<br />

2-<br />

بناء ‏(إنشاء)‏<br />

مؤسسات المعرفة:‏<br />

من بين المرتكزات الضرورية التي يجب إتباعها للتحول من<br />

مؤسسات الإنتاج بعض السلع أو الخدمات إلى مؤسسات<br />

التعليم المستمر وتبادل المعرفة وما يتطلبه من جهد ووقت<br />

ومال و كافة الإمكانيات تعتبر استثمارا فيما تقتنع كافة<br />

الأطراف العاملين المسؤولين وتوفير البيانات والمعلومات<br />

ومعالجتها حتما ستؤدي إلى اتخاذ القرار الرشيد و الواضح<br />

وإلى سرعة في الآراء المتميزة وإدارة الجودة الشاملة وبتالي<br />

تحقيق الميزة التنافسية.‏ ويورد الدكتور يحي عبد الحميد إبراهيم<br />

سبع خطوات أساسية لبناء مؤسسات المعرفة‎8‎<br />

الإيمان بالتغيير بالتغيير والمقدرة على إدارته : لا يجب<br />

الخوف من التغيير ، ولكن يجب النظر إليه عل أنه الطريقة<br />

الوحيدة التي يمكن من خلالها استثمار الفرص المتاحة و تحويلها<br />

إلى مصدر تنافسي.وبالطبع لا يمكن استثمار هذه الفرص في<br />

مؤسسات لا ترقى معرفة العاملين ا إلى مستوى المعرفة<br />

العصرية أو حتى مستوى معرفة العاملين بالمؤسسات المنافسة<br />

على المستوى المحلي أو العالمي.‏<br />

تشجيع المحاولة والتجريب : يتطلب أي تغيير الخوف في<br />

تجارب جديدة ، وذلك هو أساس مؤسسات التعليم ، و<br />

يعتمد نجاح أي تجربة إلى حد كبير على مشاركة أهل الخبرة ،<br />

كما يزيد تواصل الأجيال من قيمة هذا النجاح ، وذلك لأنه<br />

يحقق نجاحا على مستوى تنمية الثروات البشرية وتأهيل<br />

الشباب لمؤسسات المستقبل من خلال تبادل الحكمة والمعرفة<br />

والخبرة بين جيل الرواد وجيل الشباب وليست كل<br />

التجارب ناجحة ، ولكن التغيير المستمر هو الطريق الوحيد<br />

لتصحيح الأخطاء والوصول به إلى تجارب النجاح وتتطلب<br />

التجارب المؤسسية أن يتعرف كل عضو فريق العمل على<br />

النماذج الذهبية للآخرين وذلك دف الوصول إلى فهم شامل<br />

للنظام المؤسسي المعقد حتى يمكن التعامل مع أوجه قصوره أو<br />

معوقاته ولا تخلو مؤسسات المعرفة من المخاطرة ، ولعل أهم<br />

المخاطر المحسوبة هي الثقة في العناصر الشابة و إعطاؤها<br />

لفرصة لبناء تجارا الشخصية من خلال الممارسة التي تدعمها<br />

السلطات المفوضة إليه من جيل الرواد.‏<br />

نشر تجارب النجاح والفشل : وبالطبع فإن نشر هذه<br />

التجارب يساعد تبادل المعرفة والاستفادة من أسباب النجاح<br />

وتفادي أسباب الفشل ويجب نشر هذه التجارب بموضوعية<br />

دون التعرض للأشخاص ، وذلك لأن مخطئ اليوم هو مصيب<br />

الغد ، وعليه فيجب البعد عن الأشخاص بتجارم.‏<br />

تسهيل التعليم من البيئة الخارجية : وقد يتطلب ذلك<br />

تدريب العملين على بعض المهارات اللغوية وعليه فإننا نرى<br />

أن الانترنت قد تساعد وإلى حد كبير ‏–على تحول<br />

المؤسسات إلى بيئة للتعليم ‏،ولكن ذلك يستوجب الاشتراك في<br />

هذه الشبكات وتوفير القادرين على استخدامها.‏<br />

الإفادة من معرفة العاملين : لا أحد ينكر أن معظم<br />

العاملين على دراية بمشاكل العمل ، بل هذه المعرفة من خلال<br />

تشجيع التفاعل وتبادل النماذج الذهنية والرؤى حتى يمكن<br />

فهم النظام والوصول إلى كل بدائل الحلول وهناك قاعدة<br />

إدارية تؤكد أن الجهل بالمشاكل يزداد كلما ارتفعنا علوا في<br />

السلم الوظيفي ، وعليه فلا مفر من الإفادة من معرفة العاملين<br />

، خاصة من تقرب مواقعهم الوظيفية من الخطوط الأولى<br />

للإنتاج والخدمات.‏<br />

.<br />

:<br />

6-<br />

مكافأة التعلم إذا أردت أن تشجع العمل الجماعي<br />

والانفتاح الذهني والموضوعية فعليك أن تكافئ التعليم.‏ وبصفة<br />

عامة فإن بيئة التعليم تكافئ المبادرة والمخاطرة والابتكار<br />

والإبداع،‏ وكلها من مفردات لغة المستقبل.‏ كذلك يجب أن<br />

يتحول التدريب إلى قيمة في ثقافة مؤسسات المستقبل ،<br />

وبذلك يصبح ثوابا ، وليس عقابا كما هو الحال في بعض<br />

المنظمات الحكومية لدول العالم النامي.‏<br />

60


_____________________________________________________________________________________________<br />

مؤسسات المعرفة وثقافة المؤسسة الاقتصادية – رؤية مستقبلية<br />

7-<br />

الحفاظ على ذاكرة المؤسسات : يجب حفظ تجارب<br />

النجاح والفشل في أي مؤسسة وتحويل هذه التجارب إلى<br />

دروس مستفادة للمستقبل ، وبالطبع فإن الذاكرة تعتبر أحد<br />

المصادر المهمة لعملية التعليم ومع التطور المذهل في عالم<br />

الكمبيوتر لا نجد صعوبة في حفظ ذاكرة المؤسسات إذا ما<br />

توافر لدينا القادرون على تحديث قاعدة البيانات و إتاحتها<br />

موعات العمل بالمؤسسة ذلك بالإضافة إلى أن الكمبيوتر<br />

يمكننا من التخلص من العديد من الأوراق المكتبية ، كما<br />

يساعدنا على إدارة الوقت والأعمال الورقية بأقل جهد ممكن<br />

.<br />

.<br />

.5<br />

مفهوم ثقافة المؤسسة<br />

:<br />

:<br />

يعتبر موضوع ثقافة المؤسسة من المواضيع الجديدة في الفكر<br />

الإداري والتنظيمي خصوصا في ممارسات إدارة الموارد الدقيقة<br />

و غير منهجية فهي التي شاعت فيها ظواهر سلبية انعكست<br />

فيما بعد على هذه المؤسسات‎9‎‏.‏<br />

ونجد من يعتبرها بمثابة الطقوس ‏(الممارسات السلوكية<br />

الناجمة عن تفاعلات الأفراد واستخدامهم للغة ، والطقوس<br />

حول ما هي السلوك و الأعراف التي تظهر في جماعات العمل<br />

والقيم السائدة داخل المنظمة والفلسفة التي توجه سياسة<br />

المنظمة والمناخ داخل المنظمة‎10‎‏.‏<br />

ويورد ‏(عبد الحفيظ مقدم)‏‎11‎ الثقافة هي شخصية اتمع التي<br />

تتضمن جوانب مادية كالفنون والتقنية و جوانب معنوية<br />

كالقيم والمعتقدات والمعايير والعادات والتقاليد واللغة<br />

والمعارف أو الأفكار.‏<br />

وتجدر الإشارة إلى أن الثقافة العامة تتفاوت من بيئة إلى أخرى<br />

ومن فئة اجتماعية إلى فئة أخرى داخل البيئة الواحدة<br />

كاختلاف ثقافة المديرين عن ثقافة العمل في مؤسسة واحدة<br />

وإذا كانت الثقافة تتفاوت من بيئة لأخرى فإا أيضا قابلة<br />

للتعديل و التحويل بمرور الزمن نتيجة للإصلاحات الثورية أو<br />

ظهور الاختراعات أو الاستعارة من ثقافة أخرى.‏ وتنتظم<br />

الخصائص الثقافية للمجتمع في نظم اجتماعية متميزة تشمل<br />

نظم الأسرة والمؤسسات الدينية والتربوية والسياسية<br />

والاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك.‏<br />

.<br />

)<br />

ويورد فريد عبد الفتاح زين الدين)‏ ثقافة المنظمة على أا<br />

‏"الإيديولوجيات والمعتقدات ، والقيم المغروسة التي تسود<br />

المنظمات ، كذلك العادات الراسخة للطرائق التي يجب أن<br />

يعمل الأفراد وفقا لها في تلك المنظمات وهذا التعريف<br />

ويمكن تفهم<br />

قدمه<br />

معنى ثقافة المنظمة عند النظر في التعريفات التالية‎13‎‏:‏<br />

هي مجموعة من القيم المشتركة التي تحكم تفاعلات أفراد<br />

المنظمة فيما بينهم ومع الأطراف ذوي العلاقة خارج<br />

المنظمة.‏<br />

ثقافة المنظمة نقطة قوية ‏(ميزة تنافسية أو نقطة ضعف<br />

وفق تأثيرها على يلوك المنظمة.‏<br />

هي مجموعة من القيم المشتركة لدى أفراد المنظمة وتحكم<br />

سلوكهم وعلاقام وتفاعلهم مع بعضهم البعض ومع<br />

العملاء والموردين وغيرهم من الأطراف خارج المنظمة ،<br />

ومن خلال يمكن تحقيق الكفاءة و الفعالية وتحقيق ميزة<br />

تنافسية للمنظمة.‏<br />

Roger Harrison في عام (1972) .12<br />

(<br />

•<br />

•<br />

•<br />

بعد استعراض مما ذكر سابقا يؤكد الدكتور مصطفى محمود<br />

أبوبكر ‎14‎‏.إن المنظمة هي مجموعة القيم والمعتقدات التي<br />

تشكل منهج تفكير أعضاء المنظمة و إدراكام ومن ثم على<br />

أسلوب ملاحظتهم وتفسيرها للأشياء داخل لمنظمة وخارجها<br />

مما ينعكس على سلوك الأفراد وممارسات الإدارة وأسلوا في<br />

تحقيق أهداف المنظمة واستراتيجياا.‏<br />

تؤدي ثقافة المنظمة مجموعة من الأدوات أو الأغراض منها ما<br />

يلي‎15‎ :<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

تحقيق التكامل الداخلي بين أفراد المنظمة من خلال<br />

تعريفهم بكيفية الاتصال فيما بينهم والعمل معا بفعالية.‏<br />

تحقيق التكيف بين أفراد المنظمة والبيئة الخارجية ذوي<br />

العلاقة بالمنظمة.‏<br />

القيام بدور المرشد للأفراد والأنشطة في المنظمة لتوجيه<br />

الفكرة والجهود نحو تحقيق أهداف المنظمة ورسالتها.‏<br />

تحدد أسلوب وسرعة استجابة أفراد المنظمة لتحركات<br />

المنافسين واحتياجات العملاء بما يحقق للمنظمة تواجدها<br />

ونموها.‏<br />

ثقافة المنظمة تمثل الإطار العام لتصرفات وسلوكيات أعضاء<br />

المنظمة وتؤثر على أدائها وخلق الإبداعات ا ، إا تركز<br />

على احتياجات العملين و النظر إليهم كأعضاء في أسرة<br />

واحدة يتوجب على رب تلك الأسرة الاهتمام ا وإيجاد القيم<br />

و الأهداف المشتركة بينهم ترسيخ معايير أداء متميزة وتوفر<br />

قدر الاحترام وإتاحة اال لهم للمشاركة‎16‎‏.‏ لذلك يجب<br />

على كافة المنظمات أن تقوم بإعادة هندسة عملياا وأعمالها ،<br />

وإعادة التنظيم وتوصيف الوظائف وتقييمها وتصنيفها بشكل<br />

صحيح وصولا لتحقيق إدارة فعالية الابتكار والإبداع ،<br />

. "<br />

61


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

وكسبها ميزة تنافسية ويتم خلق واحتضان الثقافة الابتكارية<br />

للمنظمة‎17‎<br />

الشكل رقم<br />

: (1)<br />

عملية خلق و إحتضان الثقافة الإبتكارية للمنظمة.‏<br />

قصور أنماط التدريب والتعليم والعمل على مواكبة<br />

التسارع في مجال التدريب وتقويم الأداء والعمل على<br />

تثمين عناصر الإبداع لدى أفراد المؤسسة.‏<br />

الاستفادة من خاصية قابلية الفرد للتعلم مدى الحياة في<br />

تزويد المدراء و الموظفين بالمهارات الجديدة كلما دعت<br />

الحاجة على ذلك.‏<br />

تأثيرات البنية الخارجية للمؤسسة وما يترتب ا من<br />

إستراتيجيات نقد من أكثر المؤثرات تأثيرا على تشكيل<br />

ثقافة المؤسسة.‏<br />

أما بالنسبة لمحددات ثقافة المنظمة تتكون ثقافة المنظمة<br />

وتتشكل من تفاعل مجموعة من العناصر أهمها مايلي:‏ 19<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

-5<br />

: المصدر<br />

رعد الحسن الصرن،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص 251.<br />

يتضح من الشكل السابق أنواع الإتجاهات والأفعال والأفكار<br />

التي يمكن أن تعزز وتدعم الثقافة الإبتكارية للمنظمة<br />

وتطويرها.‏ ويلاحظ الأفراد في المنظمات تتجمد نقود هذه<br />

الأفعال إلى النجاح والتفوق والتعزيز،‏ وبذلك تنضج الثقافة<br />

الإبتكارية من قبل الإدارة العليا للمنظمة من خلال دعمها<br />

لعملية تطوير السلع الجديدة،‏ والمشروعات التي تحقق المردودية<br />

والربحية.‏<br />

ونظرا للتغيرات المتسارعة في جعل التنظيرات الإدارية بفعل<br />

تغير طبيعة ووظائف المؤسسات في الحقبة المعاصرة فقد لجأت<br />

الدراسات المعاصرة إلى محاولة فهمهم العلاقة بين المحددات<br />

الثقافية وطبيعة الأفراد داخل المؤسسات وتوصلت الدراسات<br />

إلى وجود قيم ومعتقدات وأنماط تفكيرية ساهمت في بلورة<br />

نماذج تسييرية أضحت فيما بعد مرجعيات يتم الرجوع عند<br />

محاولة تبني سلوكيات معينة ويمكن إجمال أهم الأسباب التي<br />

أدت إلى الإهتمام بدراسة ثقافة المؤسسة فيما يلي:‏‎18‎<br />

)<br />

-1<br />

تعدد مصادر المعرفة الإدارية وذلك لأن الإدارة كحقل<br />

معرفي وتطبيقي تستخدم حصيلة مختلفة العلوم وبروز<br />

نماذج معرفية جديدة مثل الإدارة بالمعرفة إدارة الجودة<br />

الشاملة حقل الإدارة من التطور المتزايد في البيروقراطية بما<br />

يجعلها ملائمة للاندماج الإقتصادي.‏<br />

الصفات الشخصية لأعضاء المنظمة،‏ وما لديهم من<br />

إهتمامات وقيم ودوافع وإحتياجات وأهداف.‏<br />

الخصائص الوظيفية ومدى ملائمتها وتوافقها مع<br />

الصفات الشخصية للعاملين فيها،‏ وحيث يتجه الفرد إلى<br />

المنظمة التي لديها وظائف وأنظمة تتفق مع اهتماماته<br />

وقيمته ودوافعه،‏ كما أن المنظمة تجدب إليها من يتفق<br />

معها في ثقافتها.‏<br />

البناء التنظيمي للمنظمة وما يشمل عليه من خصائص<br />

التنظيم الإداري من مستويات إدارية وخطوط السلطة<br />

ونوع ومستوى الصلاحيات وأساليب الإتصالات ونمط<br />

اتخاذ القرارات ونظام اللجان وإدارة الإجتماعات<br />

المنافع التي يحصل عليها عضو المنظمة في صورة حقوق<br />

مادية ومالية وأدبية تكون ذات دلالة على مكانتها<br />

الوظيفية وتنعكس على سلوكيات وأدائه في المنظمة.‏<br />

المفاهيم والتصورات السائدة في المنظمة،‏ وتشمل عليه من<br />

القيم وطرق تفكير وأساليب تعامل بين أفراد المنظمة،‏<br />

وبعضهم البعض ومع الجهات أو الأطراف الخارجية.‏<br />

6. صناعة المعرفة مدخل للتنمية المستدامة<br />

20:<br />

تعتمد التنمية المستدامة بكافة جوانبها سواء الاقتصادية أو<br />

الاجتماعية أو البيئية في الالفية الثالثة على المعرفة ودرجة<br />

صياغتها وتوظيفها وفق سياسات و استراتيجيات بعيدة المدى<br />

يلزم أن يتم تنفيذها وفق خطط علمية وبكوادر بشرية مؤهلة<br />

ذات خبرات واسعة ن لتحقيق التنمية الحضارية والراحة<br />

والأمان والاستقرار الحضري للفرد واتمع.‏<br />

إن اقتصاد المستقبل هو يطلق عليه الاقتصاد الذكي الذي<br />

يعتمد على المعلومات والمعرفة والاتصالات بكافة أشكالها<br />

(<br />

62


_____________________________________________________________________________________________<br />

مؤسسات المعرفة وثقافة المؤسسة الاقتصادية – رؤية مستقبلية<br />

.<br />

إضافة إلى مستوى الذكاء الابتكار والإبداع على المستوى<br />

الكمي والنوعي.‏ وستحل الآلات والمعدات وتكنولوجيات<br />

الإنتاج الذكية محل العمالية اليدوية الكثيرة ، فالمستقبل<br />

سيكون للمتخصصين و المبدعين وأصحاب المهارات المعرفية<br />

والتكنولوجية وعلى الجميع أن يعني هذه المفردات الحديثة<br />

للمعرفة والتي أصبحت ذات معوقات وأركام خاصة تدخل<br />

فيها عناصر الربحية و الإنتاج والاقتصاد والسياسة أيضا.‏<br />

ولكي نواكب التقدم المذهل الذي يدور حولنا يلزمنا<br />

لدخول إلى عالم الكمبيوتر ودنيا الحاسبات الآلية والإلكترونية<br />

ومواكبة أسرار الاتصالات والشبكات الرقمية والسباحة في<br />

فضاء لأقمار الاصطناعية ومعرفة ما وراء النجوم و البحار ،<br />

وهذه العوامل هي أحد أركان صناعة المعرفة المنشودة في عالمنا<br />

الفقير في هذه الصناعة على الرغم من إمكانياته المالية<br />

والاقتصادية والبشرية والجغرافية و التاريخية الكبيرة والثرية.‏<br />

وتشير الإحصائيات إلى أن صناعة المعرفة هي أكبر<br />

الصناعات العالمية حيث يبلغ رأس مالها أكثر من ثلاثة<br />

تريليونات دولار أمريكي ، وتتسم صناعة المعرفة بالديناميكية<br />

والنمو المتسارع ، وقد ازدادت الصناعة المبنية على المعرفة في<br />

معظم الدول المتقدمة ، ويظهر ذلك من خلال زيادة صادراا<br />

من هذه المنتجات المعرفية إلى معظم الأسواق العالمية حيث<br />

وصلت نسبة الصناعة المبنية على المعرفة في اليابان إلى<br />

والنسبة نفسها في الولايات المتحدة وفي إيرلندا إلى وفي<br />

%37<br />

%43<br />

%32<br />

.<br />

بريطانيا إلى ويقدر بعض الباحثين أن أكثر من 50%<br />

من النمو التراكمي لدخل الفرد في الولايات المتحدة يعود<br />

للتقدم التكنولوجي ، كما وجد أن العائدات الاقتصادية<br />

للاستثمار في البحث والتطوير أعلى بعدة مرات من أي<br />

شكل من أشكال الاستثمار الأخرى.‏<br />

دخلت المعرفة كعنصر أساسي في تنافسية الصناعة<br />

واستخدامها إضافة إلى كافة قطاعات الإنتاج والخدمات وقد<br />

ازدادت صادرات الخبرة المعرفيةKnow-How وصادرات<br />

الخدمات المعرفية من استثمارات ومعلومات وتكنولوجيا<br />

الاتصالات ونظرا لاهمية هذه الصناعة فقد قامت المنظمة<br />

العالمية لحماية الملكية الفكرية (WIPO) مع اتفاقية الملكية<br />

الفكرية ذات العلامة التجارية TRIPS مما أدى إلى تغير<br />

جوهري في حسابات الأصول الثابتة والأصول غير المادية<br />

للشركات وذلك لصالح الأموال والأصول المعرفي<br />

) ‏(‏Assetsإن التطور العلمي والتكنولوجي يقدم إمكانيات<br />

كبيرة لتطوير المقدرة التنافسية للمؤسسات والدول لزيادة<br />

الإمكانيات الوطنية للتنمية المستدامة وذلك من خلال تطوير<br />

منظومة العلم و التعليم وما يتعلق ما من كوادر ومنشات<br />

وأجهزة ، إضافة إلى تطوير التكنولوجيات العالمية المتطورة<br />

والمتقدمة لمعطيات اتمع المحلي و متطلبات السوق الوطني من<br />

حيث قوة العمل و الإدارة والقوانين واللوائح بحيث يكون<br />

الوطن العربي منتجا لصناعة المعرفة وليس فقط سوقا رائجا لها<br />

فالوطن العربي يملك من الموارد والطاقات الاقتصادية والبشرية<br />

ما يؤهله لتحدي صناعة المعرفة والدخول بقوة تنافسية على<br />

أسواقها العالمية وليس ذلك من قبيل الأمنيات أو الأحلام<br />

الوردية،‏ فالدراسات تشير إلى وجود أكثر من ‎300‎جامعة في<br />

الوطن العربي ، ويزيد عدد الأساتذة في مجالات العلم و<br />

التكنولوجيا على ستين ألف باحث أما عدد الخرجين<br />

الجامعيين فيزيد على عشرة ملاين منهم نحو مليون مهندس،‏<br />

كما ينفق العالم العربي ما يزيد على عشرة مليارات دولار<br />

على التعليم العالي كما توجد أكثر من ألف وحدة بحث و<br />

تطوير من كافة الأحجام يعمل فيها عشرون ألف باحث كما<br />

يشارك الباحثون العرب بأكثر من سبع آلاف مقالة علمية<br />

سنويا في سوق البحث العلمي ، كما اشتهر الوطن العربي<br />

خلال العقدين الماضيين ما يزيد على 2.5 تريليون دولار في<br />

تشكيل رأس المال الثابت الإجمالي و خاصة في مجالات<br />

الصناعات البتروكيماوية و البترول وصناعة الأدوية<br />

والكابلات الكهربائية وتجميع السيارات والأجهزة المترلية.‏<br />

إن دولا عربية كثيرة قد دخلت بالفعل سوق صناعة المعرفة<br />

وفي مقدمتها الإمارات ومصر والكويت والسعودية والأردن<br />

فمثلا أطلقت دولة الإمارات المتحدة ممثلة في إمارة دبي<br />

مشروعا عملاقا ‏"واحة دبي للسيلكون"‏ بمشاركة ألمانية بتكلفة<br />

حوالي 17 مليار دولار خاصة وإن حجم السوق العالمي من<br />

هذه لصناعة يصل إلى ‎150‎مليار دولار و ينمو بنسبة إمارة<br />

دبي في صدارة المدن العالمية التي تقتحم مجال أشباه الموصلات.‏<br />

يمثل التحدي العربي في صناعة المعرفة في وجهة نظرنا في<br />

تكامل المعطيات العربية المتنوعة والمتفرقة في منظومة واحدة.‏<br />

للمعرفة أجنحة و أركان عديدة نذكر منها معرفة العلوم<br />

و معرفة الكيفية والخبرات العلمية<br />

Know-Howومعرفة الأسباب و العلل Know-Why ومعرفة<br />

أصحاب العلوم والمهن والتكنولوجيات<br />

والعمليات المعرفية كتوليد المعرفة Know Ledge Production<br />

وتعتبر تكنولوجيا المعلومات أهم ركيزة للصناعات المعرفية<br />

ومن المتوقع بحلول عام 2006 م ، أن تعمل نصف قوة العمل<br />

في الولايات المتحدة الأمريكية في صناعات ترتكز على تقنيات<br />

:<br />

Know-How<br />

والمعطيات Know-What<br />

Inyangibe<br />

63


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

"<br />

%24 سنويا ،<br />

المعلومات وهو ما يعرف ب ‏""عصر التصنيع كما أن<br />

صناعة المعلومات في الصين قد تجاوزت<br />

وبإجمالي قيمة مضافة إلى النتاج القومي يصل إلى ‎50‎مليار<br />

دولار أمريكي أي ما يصل إلى أكثر من من الناتج<br />

القومي للصين ‏.أما الهند فتعتبر المصدر الأول للقوى العاملة في<br />

تقنية المعلومات و الاتصالات في العالم وخاصة ما يتعلق<br />

بالبرمجيات التي تزيد عوائدها السنوية على المليار دولار بينما<br />

تصل في ماليزايا إلى ‎800‎مليون دولار،‏ وفي أندونيسيا إلى<br />

‎200‎مليون دولار ويعود لنظام لتعليم وطرق التعليم في<br />

الدول الفضل الكبير في الدخول إلى صناعة المعرفة فميزانية<br />

الطالب الجامعي في مصر تصل إلى ‎170‎دولار فقط في<br />

إسرائيل ‎3500‎دولار وفي أوروبا ‎5000‎دولر وفي<br />

أمريكا‎8000‎ دولار.‏<br />

الخاتمة<br />

%4.5<br />

.<br />

:<br />

من خلال ما تم تناوله حول المعرفة ومؤسساا<br />

وخصائصها وإلى ترسيخ الثقافة الإبداعية الإبتكارية بالإضافة<br />

إلى كيفية صناعة المعرفة في خلق القدرة التنافسية للمؤسسة<br />

على المستوى الجزئي بينما على المستوى الكلي تعتبر المعرفة و<br />

الإبداع من بين الأدوات الرئيسية لتحقيق التنمية الاقتصادية<br />

المستدامة.‏<br />

: النتائج<br />

نلخص أهم النتائج المتوصل إليها<br />

:<br />

ومن حتميات نجاح مؤسسات تبادل المعرفة وترقية مؤسسات<br />

اتمع إلى حقول التعليم و التكوين الجيد والممتاز،‏ وبطبيعة<br />

الحال الإنسان في حياته اليومية يجب ويجب أن يتعلم إذا<br />

توفرت له الإمكانيات والمناخ الإبداعي لابتكاري ويسيء إلى<br />

التفكير السليم و المنطقي ومن رؤية المستقبل في إدارة الأعمال<br />

ترتكز على قواعد التسيير الفعالة وإلى سلوكيات القائد الماهر<br />

الذي يشجع على الانفتاح السليم و المنطقي ومن الرؤية<br />

المستقبل في إدارة الأعمال تركز على قواعد التسيير الفعالة<br />

وإلى سلوكيات القائد الماهر الذي يشجعهم على الانفتاح<br />

الذهني والذكاء العاطفي والإبداع و يدعم الابتكار ‏(التطبيق<br />

العملي الناجح)‏ واستخدام التكنولوجيا الحديثة،‏ ومهارات<br />

الاتصال و التسيير الاستراتيجي وتقنيات التفاعل وحل<br />

المشكلات واتخاذ القرارات الرشيدة المبرمجة ، والاعتماد على<br />

وحقول التعليم والتكوين الرفيع.‏<br />

الاقتراحات و التوصيات<br />

:<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

إن التحديات والتطورات الكبيرة التي يشهدها العالم والذي<br />

أصبح بمثابة رقعة جغرافية صغيرة تلاشت فيها الحدود وبالتالي<br />

تعولمت فيها المنافسة وحرب المعلومات بفضل الثورة<br />

التكنولوجية والمعرفية أصبح بقاء المؤسسات والحكومات<br />

واستمرارها أمرا في غاية الصعوبة ، فلو نأخذ على سبيل المثال<br />

المؤسسات الجزائرية ومع التحولات العميقة التي تشهدها<br />

الجزائر من خلال مساعيها للإنظمام إلى المنظمة العالمية<br />

للتجارة ومساعيها كذلك في إنشاء منطقة للتبادل الحر كل<br />

هذا يجعل المؤسسة الجزائرية في صراع ورهان حقيقي يتوقف<br />

نجاحها فيه ثورة المعلوماتية والتكنولوجية وبتالي تحقيق الميزة<br />

التنافسية ، ومن هذا نقدم في النقاط التالية التوصيات التي ربما<br />

تنفذ في اكتساب هذه الأخيرة :<br />

الضرورة وتشجيع البحث والتطوير في المؤسسات<br />

الجزائرية بخطورة الوضع الاقتصادي الراهن<br />

وذلك بتحفيزها على رفع قدراا الإبداعية.‏<br />

بناء مراكز متخصصة كقواعد للمعلومات توفر المعطيات<br />

اللازمة حول الإبداعات و الاختراعات.‏<br />

إيجاد مؤسسات وسيطة أو حقول تربط مركبات منظومة<br />

العلم والتعليم بالتكنولوجيا وتفعيل عوامل الابتكار<br />

والإبداع.‏<br />

تشجيع الاستثمار العام لخاص في مجال العلم والتكنولوجيا<br />

مثل التعليم العلمي والتكنولوجي والبحث<br />

والتطوير والتفسير والمعايير ونشر المعلومات العالمية<br />

والتكنولوجية.‏<br />

توحيد قاعدة معلومات معرفية لجميع التخصصات في<br />

الوطن العربي لوقف التكرار البحثي وتوجيه الجهدين ،<br />

المادي والمعنوي لتحقيق نتائج و معرفة متطورة و مبتكرة<br />

إتاحة المعلومات وتسهيل الحصول عليها للجميع دون<br />

معوقات حتى لا يضيع الجهد في جمع المعلومات ‏.....و<br />

نبتعد عن الهدف الرئيسي وهو الإبداع والابتكار<br />

64


_____________________________________________________________________________________________<br />

المراجع و الإحالات<br />

:<br />

مؤسسات المعرفة وثقافة المؤسسة الاقتصادية – رؤية مستقبلية<br />

كامل سيد غراب ، فادية محمد حجازي ، نظم المعلومات الإدارية ‏–مدخل اداري ، مصر ، مطبعة للإشعاع الفنية ، الطبعة ‎1،1999‎ص 34.<br />

الهادي بوقلقول ، من اجل عقلنة و تأهيل أنظمة المؤسسة الجزائرية ، الملتقى الوطني الأول حول المؤسسة الاقتصادية وتحديات المناخ الاقتصادي ، جامعة<br />

1-<br />

2-<br />

ورقلة ، أفريل ، 2003 ص 76<br />

3-<br />

‏–الأردن ، دار العلمية الدولية ، الطبعة ، 2000 1، ص 11.<br />

4-<br />

5-<br />

6-<br />

السابق ، ص 153.<br />

7-<br />

8-<br />

9-<br />

10- Goui .b.organization culture in business-essoy in world dialogue netplanet university of cologne,germany .APRIL 2001 .P01<br />

11-<br />

12-<br />

13-<br />

14-<br />

15-<br />

16-<br />

17-<br />

18-<br />

19-<br />

20-<br />

قاسم شعبان ، تقنية المعلومات في إدارة الشركات ، دار الرضا ، الطبعة الأولى ، 2000 ، ص 67.<br />

عماد الصباغ ، نظم المعلومات ‏–ماهيتها و مكوناا<br />

يحي بكلي ، كيف تؤثر ايجابيا في تكنولوجيات المعلومات ، حلقة نقاشية لحصة فضاء الجمعة الجزائرية لسنة 2005.<br />

يحي عبد الحميد إبراهيم ، التحديات الإدارية و إعداد قيادات المستقبل ، دار التوزيع و النشر الإسلامية ، مصر القاهرة ، 2001 ص 152.<br />

نفس المرجع<br />

نفس المرجع السابق ، 158-156<br />

الكيسي عامر،‏ الفساد الاداري ، الة العربية للإدارة ، مجلد 20، العدد‎1‎ ، المنظمة العربية للتنمية الإدارية ، يونيو ، 2000 ص 120.<br />

عبد الحفيظ مقدم،‏ المؤثرات الثقافية على التسيير و التنمية ، ملتقى دولي بعنوان الثقافة والتسيير ، ‎30-28‎نوفمبر ، 1992 معهد علم النفس و علوم<br />

التربية جامعة الجزائر ، ص 17.<br />

فريد عبد الفتاح زين الدين ، المنهج العلمي التطبيق إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات العربية ، الناشر ، القاهرة ، 1996 ‏،ص 107<br />

مصطفى محمد أبو بكر ، دليل التفكير الاستراتيجي وإعداد الخطة الاستراتيجية،‏ الدار الجامعية ، طبعة 2000، ص 132 بتصرف.‏<br />

نفس المرجع السابق ، ص 132.<br />

عجيلة محمد ، الإبداع في المؤسسة الاقتصادية الجزائرية دارسة لصفات و معوقات ومحفزات الإبداع ، مذكرة ماجستير ‏(غير منشورة بكلية العلوم<br />

الاقتصادية و علوم التسيير ، جامعة سعد دحلب البليدة ، 2005/20<strong>04</strong> ، ص‎52‎‏.‏<br />

ضيف االله بن العبد االله النفعي ، الإبداع من أجل التطوير الإداري في الأجهزة الحكومية لمدينة الرياض ، مجلة جامعة الملك عبد العزيز ، الاقتصاد و<br />

(<br />

الإدارة ، مجلد ، 17 العدد ، 2003 ، 1 ص .11<br />

رعد الحسن الصرن،‏ إدارة الابتكار والإبداع الأسس التكنولوجية وطرائق التطبيق ، الجزء الأول سلسة الرضا للمعلومات ، دار الرضا للنشر ، الطبعة<br />

الأولى ‏.‏‎200‎‏،ص 251 ‏،بتصرف.‏<br />

بوحنية قوي،‏ ثقافة المؤسسة كمدخل أساسي للتنمية الشاملة،‏ مجلة الباحث،‏ جامعة ورقلة العدد<br />

مصطفى محمود أبوبكر مرجع سبق ذكره ، ص ص 137-136.<br />

علي مهران هشام ، صناعة المعرفة مدخل للتنمية المستدامة ، مجلة علوم تكنولوجيا ، معهد الكويت للأبحاث العلمية،‏ السنة الثانية عشرة،‏ العدد<br />

مارس 2005، ص ص 61-60.<br />

،122<br />

‎2003/2‎ص 72.<br />

.<br />

65


__________________________________________________________________________________________________________________________<br />

الإصلاح التربوي في الجزائر<br />

<br />

بوكرمة أغلال فاطمة الزهراء -<br />

جامعة مولود معمري.‏ تيزي وزو<br />

"<br />

،<br />

الملخص:‏<br />

تعتبر ‏"بيداغوجيا الكفاءات"‏ التي من شأا أن تكسب المتعلم<br />

كفاءات العلوم المعرفية والمنهجية قصد حل المشاكل ذات<br />

الطبيعة العلمية من خلال تعليم هذا الأخير مادة العلوم الطبيعية<br />

بيداغوجيا حديثة بديلة لبيد اغوجيا الأهداف"‏ مما<br />

يستلزم من معلم مادة العلوم الطبيعة تصورا شاملا لهذه<br />

الكفاءات ، وذلك حتى يتمكن من إكساا للمتعلم ، إلا أن<br />

نتائج الدراسة التي قمنا ا على مستوى معلمي العلوم الطبيعة<br />

في للمستوى التعليمي:‏ الابتدائي،‏ المتوسط والثانوي بينت أن<br />

معلمي العلوم الطبيعية ‏(عينة البحث)‏ يفتقرون للتصور الشامل<br />

لكفاءات العلوم المعرفية والمنهجية الدين هم مطالبنا بإكساا<br />

للمتعلم حسب التعليمات التربوية وهذا ما سنوضحه من<br />

خلال هذا المقال.‏<br />

الكلمات المفتاحية بيداغوجيا الأهداف ، المقاربة بالكفاءات<br />

، كفاءات العلوم ، الإصلاح التربوي التصور.‏<br />

،<br />

Résumé<br />

،<br />

.<br />

«L’approche par compétence » qui permet a<br />

l’apprenant d’acquérir des compétences de savoir<br />

et des compétences méthodologiques en vue de<br />

résoudre un problème de nature scientifique est<br />

devenue une pédagogie d’échange à la pédagogie<br />

par objectifs. Ce qui exige de l’enseignant des<br />

sciences naturelles une conception globale de<br />

celles-ci pour qu’il puisse la faire acquérir à<br />

l’apprenant. Mais les résultats obtenus à la suite<br />

de notre recherche, démontre que les enseignants<br />

de sciences naturelles (échantillon )ne possèdent<br />

pas de conception globale des compétences de<br />

sciences qu’ils ont pour tache à faire acquérir aux<br />

apprenants. C’est ce que nous allons démontrer<br />

par le présent article.<br />

:<br />

جعلت تحديات القرن الواحد والعشرون اتمع الجزائري يجد<br />

نفسه في زحام تنافسي بينه وبين الأنظمة المتقدمة في العالم<br />

حيث أصبحت القضية بالنسبة له قضية تحدي ومطلبا ملحا<br />

ومستعجلا يتمثل في النوعية وحسن الأداء ، مما يجعلنا نقول<br />

مع فينك دومنيك وآخرون<br />

في هذا السياق أن العصر الحالي يستلزم من<br />

الجيل الجديد القدرة على التكيف مع التكنولوجيا وتجديد<br />

المعارف الملائمة وشرح الطرائق المختلفة لطرح المشكل وفهم<br />

استدلال الآخر وتفسير التطورات وصياغة الفرضيات الخاصة<br />

بالحلول كما يتطلب منهم القدرة على أخذ العبرة من<br />

التجربة وتسيير المعلومات المكتسبة وتصور المشاكل حتى<br />

يتمكنوا من القدرة على النقد والتنبؤ والتغيير"‏ المستمر<br />

للمجتمع والطبيعة،‏ فهذا ما لم تتمكن بيداغوجيا الأهداف"‏<br />

المعمول ا في العشرية السابقة أن تحقيقه على مستوى<br />

المتعلمين نظرا للخلفيات التربوية التي تراكمت نتيجة<br />

تطبيقها<br />

"<br />

،<br />

...<br />

، وذلك<br />

.<br />

"<br />

-<br />

بيداغوجيا الأهداف":‏<br />

مخلفات لما كانت المؤسسات التربوية العامل الأول الذي يتجه إليه<br />

لهم كفاءات<br />

اتمع لتحقيق مشاريعه قصد تكوين أفرادا والمؤسسات<br />

العصر ومتطلبات تستجيب ومهارات المقاربة<br />

تبني نجد دافع والاقتصادية التكنولوجية في اال التربوي الحديث يرجع إلى النقائص<br />

بالكفاءات"‏ بيداغوجيا الأهداف"‏ التي كان لها<br />

والسلبيات التي خلفتها رواجا كبيرا بين السبعينات والثمانينات ، حيث كانت هذه<br />

الأخيرة بناء على النظرية السلوكية تم بالسلوك كنتاج<br />

ملكات العقل وما ينجم عنها<br />

تربوي وأهملت جوهره التي<br />

من عمليات وهذا ما بينته دراسات جماعة والمختصين<br />

تتكون من مجموعة من الباحثين التربويين النفسانيين ، حيث توصل هؤلاء إلى أن<br />

الصياغة السلوكية للأهداف تقلص النشاط البيداغوجي<br />

إلى فترات قصيرة<br />

- لا تذكر بيداغوجيا الأهداف أداة التعلم بوضوح ولا تم<br />

بعملية التحويل<br />

تفضل بيداغوجيا الأهداف التعلمات المعرفية السلوكية<br />

البسيطة على حساب التعلم الوجداني الاجتماعي<br />

socio<br />

"<br />

CEPEC<br />

)<br />

:<br />

"<br />

، أي<br />

(transfert)<br />

"<br />

"<br />

-<br />

-<br />

(affectif<br />

-<br />

تجعل بيداغوجيا الأهداف التمفصل بين الأهداف والغاية<br />

والمرامي متقهقر ، بمعنى الأهداف العامة والأهداف الإجرائية<br />

مشكوك فيها<br />

- تخلط بيداغوجيا الأهداف بين منطق التكوين ومنطق التقييم<br />

(évaluation mesure)<br />

(Gillet Pierre, 1994, PP 26-29)<br />

.<br />

،<br />

Vinck Dominique et )<br />

"<br />

(al,2000,P6<br />

67


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

"<br />

ولقد انقلبت هذه النقائص المذكورة على التحصيل الدراسي 2000)<br />

بصفة عامة وعلى التربية العلمية بصفة خاصة،‏ حيث أصبحا<br />

كل من التحصيل الدراسي والتربية العلمية في الدول المختلفة ،<br />

لا يتماشيان ومتطلبات العصر الحديث سوى كان ذلك في<br />

الدول المتقدمة أو في طريق النمو ومن بينها الجزائر.‏ وهذا ما<br />

بينته نتائج الدراسات التي اهتمت بالموضوع نذكر منها<br />

الذي قام من<br />

دراسة الباحث كراجك<br />

خلال تلخيصه لنتائج البحوث التي أجريت في الولايات<br />

المتحدة الأمريكية والمتعلقة بتدريس العلوم ومدى تحقيق أهدافه<br />

التربوية في المستويات التعليمية المختلفة بتبيين أن واقع<br />

التربية العلمية في هذه الدولة العظمى غير مشجع وهو في<br />

مستوى متدن نسبيا بصفة عامة بمعنى أن الطلبة في المستوى<br />

التعليمي الابتدائي والمتوسط والثانوي<br />

- لا يفهمون المفاهيم العلمية الأساسية فهما عميقا.‏<br />

- لا يربطون المفاهيم العلمية بالظواهر الكونية أو الوجود.‏<br />

يحفظون المصطلحات والمفاهيم العلمية دون فهم أو<br />

استيعاب<br />

- يحفظون كيف يحلون المشكلة<br />

- يحملون اتجاهات سلبية نحو العلوم<br />

- دافعيتهم لتعلم العلوم مستقبلا ضعيفة<br />

- أما فيما يخص التعليم،‏ نجد أسلوب المحاضرة والمناقشة،‏ هما<br />

أكثر أساليب التدريس في<br />

المستويات التعليمية من الابتدائي إلى طرح الأسئلة التي<br />

يستخدمها معلمي العلوم في الصف العاشر أساسي،‏ تقع ضمن<br />

المستويات العقلية الدنيا وهي التذكر والفهم والتطبيق،‏ وذلك<br />

وفق لتصنيف بلوم للأهداف التربوية في اال العقلي ، مما<br />

يجعل نوعية الأسئلة المستعملة في الامتحانات المتكررة تعكس<br />

المستويات العقلية المتطورة لدى المعلمين ،<br />

لم تجد الدراسة علاقة بين أنماط الأسئلة التي يستخدمها<br />

معلمي والمناخ الصفي المستخدم في تعليم العلوم،‏ وقد أعزى<br />

الباحث هذه النتائج إلى تأثير المعلمين بأسئلة الكتب المدرسية<br />

الذي يستفيد منها و إلى عدم تأهيل المعلم أو تدريبه مهنيا<br />

على العلوم الحديثة<br />

العلوم الحديثة<br />

،<br />

(<br />

Krajck1993)<br />

:<br />

) عايش زيتون،‏ 1994، ص 64).<br />

-<br />

-<br />

-<br />

أما فيما يخص المنظومة التربوية الجزائرية،‏ نجد هذه الأخيرة بناءا<br />

على المبادئ العامة للسياسة التربوية الجديدة الخاصة بإصلاح<br />

التعليم الأساسي ‏(الس الأعلى للتربية وبناءا على<br />

نتائج التقرير الخاص بإصلاح النظام التربوي الجزائري الذي<br />

قام به كل من بيلوتير وفاشون ) ,P Pelletier G et Vachon<br />

المقاربة<br />

قامت المنظومة التربوية الجزائرية بتبني لبيداغوجيا<br />

، باعتبار هذه الأخيرة بديل حديث بالكفاءات"‏ الأهداف"‏ حيث سمح ذلك بإعادة النظر في المناهج التعليمية<br />

والكتب المدرسية وبالتالي تحديث التعليم في الجزائر قصد<br />

الإصلاح التربوي والانتقال من فلسفة التعليم إلى فلسفة<br />

يتماشى<br />

التكوين،‏ وذلك حتى يصبح التعليم الجزائري وتحديات العصر الحالي.‏<br />

وبالرجوع إلى المناهج التعليمية الخاصة بمادة العلوم الطبيعية<br />

الابتدائي والمتوسط والثانوي ، نجد تبني<br />

للمستويات التعليمة:‏ فيما يخص تعليم هذه المادة لم يكن<br />

المقاربة بالكفاءات"‏ وإنما<br />

حادثة القرن الواحد والعشرون على المدرسة الجزائرية أدخلت هذه البيداغوجيا على المناهج التعليمية للعلوم الطبيعية<br />

سنة 1992 في المستوى التعليمي الثانوي وسنة<br />

للمرة الأولى وهذا ما تبينه التعليمات<br />

في المستوى الابتدائي والتي تؤكد<br />

التربوية الواردة في المناهج التعليمية المختلفة الكفاءة<br />

بيداغوجيا الكفاءات"‏ على إكساب المتعلم حسب حل المشكل ذو طبيعية علمية"‏<br />

القاعدية المتمثلة في من خلال إكساب المتعلم:‏<br />

،<br />

، وذلك<br />

"<br />

،<br />

"<br />

"<br />

"<br />

2003<br />

‏-الكفاءات المعرفية ‏(المفاهيم العلمية)‏ الخاصة باال<br />

البيولوجي واال الجيولوجي والبيئي باعتبار البيولوجيا<br />

والجيولوجيا والبيئة مجالات أساسية في علوم الطبيعة والحياة..‏<br />

،<br />

"<br />

.<br />

-<br />

الكفاءات المنهجية التي تتمثل في تطبيق الاستدلال العلمي<br />

والتحكم في المعلومات العلمية والانجاز التقني والتحكم في<br />

التبليغ والاتصال ، بحيث تساعد هذه الكفاءات المتعلم على<br />

التكيف مع المحيط وتعلمه كيف يتعلم"‏<br />

وعلى هذا الاساس ، نجد أن أهداف ‏"التربية العلمية"‏ أي<br />

كفاءات العلوم المعرفية والمنهجية الواردة في المناهج التعليمة<br />

الجزائرية للعلوم الطبيعية مند عشر سنوات على الأقل والتي<br />

يجب على معلم المادة أن يكسبها للمتعلم من خلال تعليم<br />

وتعلم مادة العلوم ، لا تختلف عن الكفاءات العلمية التي تسعى<br />

ورائها الدول المتقدمة صناعيا وتكنولوجيا لكن بالرغم من<br />

هذه الاجتهادات والتوضيحات تبين نتائج الدراسات القليلة<br />

التي اهتمت بواقع التربية العلمية في المدرسة الجزائرية أن<br />

تحقيق الأهداف التربوية الخاصة بالتربية العلمية أي بتعليم<br />

مادة العلوم الطبيعية يواجه صعوبات على مستوى كل من<br />

المعلم والمتعلم<br />

.<br />

.<br />

،<br />

.<br />

- واقع التربية العلمية في الجزائر<br />

نذكر من جديد أن المقاربة بالكفاءات"‏ قد دخلت المدرسة<br />

الجزائرية فيما يخص التربية العلمية مند وهذا يعني أن<br />

،1992<br />

:<br />

"<br />

(1998<br />

68


__________________________________________________________________________________________________________________________<br />

الإصلاح التربوي في الجزائر<br />

،<br />

عشر سنوات على الأقل قد مرت على تطبيقها لتعليم مادة<br />

الثلاثة الابتدائي<br />

العلوم الطبيعية في المستويات التعليمية والمتوسط والثانوي للمدرسة الجزائرية.‏ ويعتقد نتيجة ذلك<br />

أن تكون التربية العلمية للمتعلمين الجزائريين في مستوى<br />

مهارة حل المشاكل العلمية داخل المدرسة وخارجها ، وأن<br />

يكون معلم العلوم متحكما في هذه الكفاءات ، مما يجعلنا<br />

نتسأل عن مدى فعالية التعليم " بالمقاربة بالكفاءات"‏ في<br />

المدرسة الجزائرية بصفة عامة؟<br />

فإذا كان تقييم نتائج امتحانات المستويات التعليمة المختلفة<br />

يمثل أداة قياس لمدى تحقيق الأهداف التربوية،‏ وكان مدى<br />

تحقيق هذه الأخيرة دليل على عدم وجود أو وجود صعوبات<br />

تحول دون تحقيق أهداف التربية العلمية في المدرسة الجزائرية،‏<br />

القليلة التي قامت ا كل<br />

نجد أن نتائج الدراسات الجزائرية من المخابر والفرق البيداغوجيا والتربوية التي اهتمت<br />

بالتحصيل الدراسي العلمي في المدرسة الجزائرية،‏ تعكس واقع<br />

تربوي علمي يفتقر إلى قدرة تحقيق أهداف العلوم.‏ ونتائج<br />

الدراسات التالية تدعم<br />

لنتائج الامتحانات لدورة<br />

الإحصائيات كشفت لقد أن نسبة الحائزين على المعدل في مادة<br />

البكالوريا % على المستوى الوطني في<br />

العلوم الطبيعية ، لا تتعدى شعبة العلوم الطبيعية والحياة<br />

‏%من الناجحين<br />

بينت دراسة تقويمية أخرى،‏ أن لم يحصلوا على<br />

في شهادة التعليم الأساسي لدورة المعدل في مادة العلوم الطبيعة<br />

أن التحصيل الدراسي لمادة العلوم<br />

وأظهرت دراسة أخرى الطبيعية لدى الذين انتقلوا من الطور الثالث أساسي إلى السنة<br />

و‎20/13‎<br />

الأولى ثانوي بمعدل عام يتراوح بين في<br />

أصبحت علامتهم التحصيلية في مادة العلوم الطبيعية ‏(وزارة<br />

و‎20/08‎ المستوى الثانوي،‏ تتراوح بين التربية الوطنية 2000)<br />

،<br />

(journal Liberté 2001)<br />

80<br />

2000<br />

1<br />

(INRE 2001)<br />

20/11<br />

20/5.5<br />

:<br />

(<br />

2000<br />

-<br />

- كما<br />

-<br />

-<br />

أما فيما يخص الدراسات الاستطلاعية التي قمنا ا في الميدان<br />

على المستوى التعليمي الابتدائي والمتوسط والثانوي قد بينت<br />

ما يلي:‏<br />

- معظم المتعلمين الجزائريين وحتى النجباء منهم سرعان ما<br />

ينسون ما تعلموه بعد الانتهاء من فترة الامتحانات<br />

والاختبارات،‏ إضافة إلى أم يجدون صعوبات في توظيف<br />

معارفهم العلمية عند حل المشكل داخل القسم وخارجه.‏ فهم<br />

يحفظون العلوم عن ظهر قلب ولا يستغلوا في حيام اليومية<br />

أما فيما يخص تعليم مادة العلوم،‏ بينت الدراسة<br />

الاستطلاعية ‏(بالحضور شخصيا لمواقف تعليمية-‏ تعلميه تخص<br />

مادة العلوم الطبيعية التي قمنا ا على مستوى أقسام<br />

المستويات التعليمة الثلاثة الابتدائي والمتوسط والثانوي سنة<br />

أن معظم معلمي العلوم الطبيعة في<br />

المستويات الثلاثة ينفرون من المناهج التعليمية الجديدة<br />

ويرفضون تطبيق ‏"بيداغوجيا الكفاءات"‏ التي تنص عليها<br />

التعليمات التربوية،‏ فهم يرون أن هذه المنهجية لم تأتي بجديد<br />

ولا فرق بينها وبين بيداغوجيا الأهداف التي أتعبتهم وهم<br />

لم يتحكمون فيها بعد<br />

أما فيما يخص طريقة التعليم،‏ نجد جل المعلمين لا زالوا<br />

متشبثين بالطريقة التقليدية في تعليمهم لمادة العلوم،‏ أي<br />

يستعملون طريقة الإلقاء والمناقشة التي تأخذ بعين الاعتبار<br />

المعلم ومادة التعليم ومل المتعلم وتعلمه الذاتي عن طريق<br />

الممارسة الذهنية واليدوية،‏ حيث يرى هؤلاء أن طريقة الإلقاء<br />

تعتبر أحسن الطرائق التي تسمح لهم بإاء البرامج التعليمية<br />

قبل اية السنة،‏ فهم حسب رأيهم ملزمون بذلك خاصة في<br />

الأقسام التي تجرى فيها الامتحانات.‏<br />

أما فيما يخص الجانب البيداغوجي ، نجد معظم المعلمين<br />

يحفظون عن ظهر قلب كل ما يخص الأهداف العامة والخاصة<br />

والإجرائية وكيفية صياغتها ، لكنهم يجدون صعوبات في<br />

توظيفها عند تعليمهم مادة العلوم ، حيث يرى معظمهم أن<br />

الأهم هو التحكم في مادة التعليم ‏(العلوم)‏ أما الباقي إضافات<br />

غير ضرورية.‏<br />

وبناءا على النتائج المذكورة التي تعكس زاوية من واقع التربية<br />

العلمية،‏ نجد أن التربية العلمية في المدرسة الجزائرية سوى كان<br />

ذلك على مستوى المتعلم أو على مستوى المعلم تعاني من<br />

صعوبات تحول دون تحقيق الأهداف التربوية.‏<br />

،<br />

"<br />

"<br />

.<br />

2005-20<strong>04</strong><br />

،<br />

-<br />

-<br />

ولما كان المعلم يعتبر المنفذ الأول للمناهج التعليمية والتعليمات<br />

التربوية وهو المسؤول الرئيسي على تربية المتعلمين علميا<br />

فيما يخص تعليم مادة العلوم تدفع بنا نتائج الدراسات<br />

الخاصة بالتحصيل الدراسي العلمي و ملاحظات واقع التربية<br />

العلمية الخاص بالمعلم والمتعلم في الميدان إلى التساؤل عن<br />

هل للمعلم الجزائري للعلوم الطبيعية تصور شامل لكفاءات<br />

العلوم المعرفية والمنهجية التي هو مطالب بإكساا للمتعلم ؟<br />

هل يمكن إرجاع واقع التربية العلمية أي التراجع والتقهقر<br />

الخاص بالتربية العلمية على مستوى المتعلمين و نفور معلمي<br />

مادة العلوم الطبيعية من المناهج التعليمة الجديدة وتطبيق<br />

بيداغوجيا الكفاءات الى مدى تصور هؤلاء لكفاءات العلوم ؟<br />

وحتى نصل إلى نتائج موضوعية تجيب على الأسئلة المطروحة،‏<br />

قمنا بدراسة ميدانية نستقصي من خلالها عن مدى تصور<br />

معلمي العلوم الطبيعية لكفاءات العلوم المعرفية والمنهجية<br />

الواردة في المناهج التعليمية للمستوى التعليمي الابتدائي<br />

والمتوسط والثاوي وذلك لكون تصورات<br />

:<br />

(conceptions)<br />

،<br />

-<br />

-<br />

69


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

كفاءات العلوم المعرفية والمنهجية الواردة في المناهج التعليمة "<br />

جزءا لا يتجزأ من مكتسبات العلوم التجريبية وهي تمثل<br />

أدوات لتحليل الواقع . لذا ، نجد من الضروري بعد عملية<br />

تعلم ما"‏ أو تكوين معين القيام بتحليل هذه التصورات،‏<br />

وذلك لمعرفة مدى تطورها نحو المفهوم العلمي الحالي"‏ )<br />

ونحكم بعد ذلك<br />

على ما إذا كانت للمعلمين القدرة على التحكم في كفاءات<br />

العلوم بناءا على تصورهم الشامل لكفاءات العلوم المعرفية<br />

والمنهجية،‏ حيث يسمح لنا تحليل تصورات معلمي العلوم<br />

الطبيعية للمستويات التعليمية الابتدائي والمتوسط والثانوي<br />

بادراك نوع البنية المعرفية لمفهوم كفاءات العلوم المنهجية<br />

والمعرفية لدى هؤلاء .<br />

،<br />

،<br />

"<br />

(GIORDAN André, 1978, P 194<br />

- الإطار المنهجي للبحث :<br />

للحصول على التصورات المقصودة،‏ أي تصور الكفاءات<br />

المعرفية والمنهجية للعلوم الواردة في المناهج التعليمة،‏ اتخذنا عينة<br />

تتكون من معلم ومعلمة لمادة العلوم الطبيعية،‏ أي<br />

ومعلمة بالنسبة لكل مستوى تعليمي.‏ تتراوح مدة<br />

خدمتهم المهنية بين 12 و‎30‎ سنة أي الكل تعامل مع المناهج<br />

الجديدة لمدة 10 سنوات على الأقل<br />

أما فيما يخص الكفاءات المعرفية والمنهجية الواردة في المناهج<br />

التعليمة والتي يفترض أن يكون المعلم قد اكتسبها أثناء تكوينه<br />

الأولي أو المتواصل أو ضمن خبرته المهنية حتى يتمكن من<br />

إكساا للمتعلم،‏ فهي كالتالي:‏<br />

كفاءات العلوم المعرفية:‏<br />

استكشاف المحيط،‏ تحليل الظواهر الطبيعية،‏ استعمال<br />

الأدوات التكنولوجية للوصول إلى الفهم والتحكم الفكري<br />

والعلمي للعالم المحيط،‏ اكتساب نوع من الاستقلالية لحل<br />

المشكل من الحياة اليومية وبناء الحياة الشخصية<br />

الستة الأولى من التعليم الابتدائي،‏ 2003، ص‎107‎‏)‏<br />

تمكين المتعلم من اكتساب معارف ومهارات أساسية<br />

تسمح له بمعرفة وفهم نفسه والمحيط الذي يعيش فيه ، وهذا<br />

بإدراكه للمعنى البيولوجي للوظائف الحيوية والعلاقات المتبادلة<br />

بين الكائنات الحية التي يعد الإنسان أحد عناصرها كما<br />

يكتشف القواعد العلمية والقوانين لتسيير البيئة من طرف<br />

الإنسان قصد تحسين حياته " ‏(مناهج الطور الثالث من التعليم<br />

الأساسي،‏ 1994، ص‎92‎‏)‏<br />

اكتساب معارف حديثة في البيولوجيا والجيولوجيا<br />

وتطبيقها في مختلف ميادين الحياة الاجتماعية ، الاقتصادية<br />

والصحة فهم الظواهر الطبيعية التي تبنى عليها الحياة.‏ معرفة<br />

المحيط وإدراك التأثيرات المتبادلة بين مركباته،‏ فهم الظواهر<br />

والأحداث المرتبطة بالبيئة،‏ تزويد المتعلم بالقواعد الصحية<br />

للعمل ا في حياته<br />

) "<br />

،1992 ص (14<br />

*<br />

مناهج العلوم الطبيعية للتعليم الثانوي<br />

كفاءات العلوم المنهجية:‏ الكفاءات المنهجية التي يجب<br />

على معلم العلوم أن يكسبها للمتعلم في المستويات التعليمية<br />

الابتدائي والمتوسط والثانوي،‏ تتفق كل المناهج التعليمية على<br />

أا تتمثل في كفاءات:‏ الاستدلال العلمي،‏ التحكم في<br />

المعلومات،‏ التحكم في التقنيات والتحكم في الاتصال والتبليغ.‏<br />

ونفهم من هذا،‏ أن المدرسة الجزائرية من خلال تعليمها لمادة<br />

العلوم الطبيعية،‏ تسعى وراء إكساب المتعلم بمساعدة المعلم<br />

كفاءات حل المشكل التي تتطلب بدورها اكتساب<br />

كفاءات معرفية ‏(مفاهيم علمية)‏ وكفاءات تقنية ‏(منهجية)‏ مما<br />

يستلزم من المعلم تعليم المتعلم كيف يتعلم"‏ ، أي أن لا يقدم<br />

للمتعلم معلومات ومفاهيم علمية جاهزة وإنما يساعده في<br />

تعلم التقنيات ‏(الاستدلال التواصل توظيف المعرفة،‏ استعمال<br />

التقنيات التطبيقية...)‏ التي ستسمح له باكتساب المفاهيم<br />

العلمية والتي من شأا أن تساعد المتعلم على التكيف مع<br />

المحيط وحل المشاكل المختلفة.‏<br />

* أما فيما يخص الأسئلة المطروحة،‏ فهي كالتالي:‏<br />

- ما هي أهمية تعليم مادة العلوم الطبيعة في المدرسة الجزائرية<br />

؟<br />

ما هي كفاءات العلوم المنهجية التي أنت مطالب بإكساا<br />

للمتعلم ؟<br />

وطلب من معلمي العلوم الطبيعية عينة البحث للمستويات<br />

التعليمة:‏ الابتدائي والمتوسط والثانوي الإجابة على الأسئلة<br />

بكل حرية.‏<br />

"<br />

"<br />

"<br />

-<br />

- نتائج<br />

التي توصلنا إليها بعد تحليل<br />

البحث:‏<br />

نتائج السؤال الأول<br />

تبين التصورات المختلفة لمعلمي العلوم الطبيعية للمستوى التعليمي<br />

الابتدائي والمتوسط والثانوي حسب معايير درجات الفهم التي<br />

حددناها فيما يخص قدرم على التصور الشامل لكفاءات<br />

العلوم المعرفية الواردة في المناهج التعليمية والذين هم مطالبينا<br />

، أن معلمي العلوم الطبيعية للمستوى<br />

بإكساا للمتعلم التعليمي الابتدائي والمتوسط والثانوي يفتقرون إلى التصور<br />

الشامل لكفاءات العلوم المعرفية التي حددت على مستوى<br />

أن 08 أفراد من عينة<br />

حيث يبين الجدول ‏(رقم البحث لم يجيبوا على هذا السؤال وليس لهم أي رأي<br />

من أفراد عينة البحث لم يفهمون شيء من الكفاءات المعرفية<br />

109 معلم ومعلم حاولوا الإجابة على السؤال<br />

للعلوم لكن لدى هؤلاء فهم سيء للكفاءات المعرفية مما جعلهم<br />

الكفاءات<br />

الكفاءات المعرفية وعناصر يخلطون بين عناصر ، و‎83‎<br />

(1<br />

، أما<br />

المنهاج ،<br />

" ‏(مناهج<br />

...<br />

.<br />

300<br />

100 معلم<br />

.<br />

*<br />

" -<br />

" -<br />

" -<br />

70


__________________________________________________________________________________________________________________________<br />

الإصلاح التربوي في الجزائر<br />

-<br />

المنهجية ، ولقد بينت نتائج الدراسة أيضا أن 78 من أفراد<br />

العينة لهم فهم جزئي للكفاءات المعرفية وهم يخلطون في<br />

الصياغات بين المعرفي والمنهجي في حين 22 معلم ومعلمة<br />

فقط تمكنوا من الصياغة الصحيحة للكفاءة المعرفية لكن<br />

فهمهم للكفاءات المعرفية لم يكون كاملا مما يدل على أن<br />

معلمي العلوم الطبيعية ‏(أفراد عينة البحث)‏ للمستويات التعليمة<br />

الثلاثة يفتقرون للتصور الشامل لكفاءات العلوم المعرفية،‏ حيث<br />

تنبن النتائج أن من بين معلم ومعلمة ولا واحد من<br />

أفراد العينة تمكن من إعطاء فهم صحيح وتصور كامل للكفاءة<br />

المعرفية.‏ الجدول رقم 1<br />

،<br />

.<br />

300<br />

أما فيما يخص نتائج السؤال الثاني التي توصلنا إليها بعد<br />

تحليل التصورات المختلفة لمعلمي العلوم الطبيعية للمستوى<br />

التعليمي الابتدائي والمتوسط والثانوي حسب معايير درجات<br />

الفهم فيما يخص قدرم على التصور الشامل لكفاءات العلوم<br />

المنهجية الواردة في المناهج التعليمية والذين هم مطالبينا<br />

بإكساا للمتعلم ، تبين هذه النتائج أن معلمي العلوم الطبيعية<br />

للمستوى التعليمي الابتدائي والمتوسط والثانوي يجدون صعوبة<br />

في تصورهم الشامل لكفاءات العلوم المنهجية ، حيث يبين<br />

الجدول ‏(رقم‎2‎‏)‏ أن من أفراد عينة البحث ليس لهم<br />

جواب على السؤال بمعنى أم لم يفهمون شيء من<br />

الكفاءات المعرفية المنهجية ، في حين فردا من عينة<br />

البحث حاولوا الإجابة على السؤال لكن فهمهم السيئ<br />

للكفاءات المنهجية جعلهم يخلطون بين عناصر الكفاءات<br />

المعرفية والمنهجية ، كما بينت نتائج الدراسة أن 95 فردا من<br />

عينة البحث لهم فهما جزئي للكفاءات المنهجية،‏ مما جعلهم<br />

يخلطون بين عناصر الكفاءات المعرفية والمنهجية ، ولقد تمكن<br />

55 من أفراد العينة من الفهم الجزئي لكفاءات العلوم المنهجية<br />

وهم لا زالوا يخلطون بين المعرفي والمنهجي في صياغتهم بينما<br />

توصل 26 من أفراد العينة إلى الفهم الجزئي لكفاءات العلوم<br />

المنهجية وتمكنوا من صياغتها بدون أخطاء،‏ وبينت النتائج<br />

أيضا أن من بين 300 معلم ومعلمة فردان فقط من أفراد<br />

العينة تمكنا من إعطاء تصورا شاملا للكفاءة المنهجية مما يدل<br />

على فهمهم الصحيح لهذه الأخيرة والجدول رقم<br />

،<br />

2<br />

02<br />

99<br />

23<br />

،<br />

الحوصلة:‏ -<br />

لقد بينت نتائج الدراسة أن المعلمين الجزائريين ‏(أفراد العينة)‏<br />

للمستوى التعليمي الابتدائي،‏ المتوسط والثانوي يعانون من<br />

صعوبة تصور كفاءات العلوم الذين هم مطالبينا بإكساا<br />

للمتعلم وذلك بدرجات فهم متفاوتة.‏ وأن دل ذلك على<br />

شيء فهو يدل على أن معلمي العلوم الطبيعية للمستويات<br />

التعليمة الثلاثة يفتقرون إلى البنية المعرفية الخاصة بكفاءات<br />

العلوم والتي يفترض أن يكونون متحكمين فيها ، لأا تمثل<br />

الأهداف التربوية العلمية التي تسعى المنظومة التربوية إلى<br />

تحقيقها على مستوى المتعلم من جهة ، ومن جهة أخرى تمثل<br />

هذه الأساس البيداغوجي الذي يعتمد في تحديد أهداف<br />

التعليم والتعلم والتخطيط للدرس وتحضير الوسائل التعليمية<br />

المناسبة للتجربة،‏ مما يساعد المعلم على تخطي الصعاب<br />

أما فيما يخص تصور المعلم لكفاءات العلوم المعرفية،‏ لقد بينت<br />

نتائج الدراسة أن من بين 300 معلم ومعلمة للعلوم الطبيعية<br />

في المستوى التعليمي الابتدائي والمتوسط والثانوي،‏ ولا واحد<br />

من أفراد العينة تمكن من إعطاء فهم صحيح أو تصورا كاملا<br />

للكفاءات المعرفية.‏ أما فيما يخص تصور الكفاءات المنهجية،‏<br />

زوج فقط من أفراد العينة من بين 300 معلم ومعلمة تمكنا<br />

من إعطاء تصور كامل للكفاءات المنهجية التي يتطلبها تعليم<br />

العلوم،‏ مما يدل على فهمهم لهذه الأخيرة.‏ وتجعلنا هذه النتائج<br />

المتوصل إليها نسأل من جديد:‏<br />

كيف لمعلم العلوم أن يسعى وراء إكساب المتعلم كفاءات<br />

العلوم حسب متطلبات ‏"بيداغوجيا الكفاءات"‏ إذا كان هو<br />

شخصيا غير مكتسبها وغير متمكنا منها معرفيا ؟<br />

كيف لمعلم العلوم أن يحقق الأهداف التربوية العلمية إذا<br />

كان غير مدركها ؟<br />

وأضن أن الكل يتفق على أن فاقد الشيء لا يعطيه<br />

."<br />

.<br />

،<br />

"<br />

-<br />

وعليه،‏ إذا كان معلمي العلوم الطبيعية أفراد عينة البحث<br />

الفعالين في الميدان التربوي مند 10 سنوات على الأقل أي<br />

أولائك الذين تعاملوا مع المناهج الجديدة طيلة هذه المدة<br />

يفتقرون إلى تصور أساس تعليم وتعلم العلوم أي يفتقرن<br />

للبنية المعرفية الشاملة لكفاءات العلوم المعرفية والمنهجية الذين<br />

هم مطلبينا بإكساا للمتعلم حسب التعليمات التربوية،‏ قصد<br />

الإصلاح التربوي الذي يرمي الى تحسين التحصيل الدراسي<br />

وتطوير التربية العلمية التي تسعى إليها اتمعات المختلفة<br />

نجد أن مشكل الإصلاح التربوي في الجزائر اليوم،‏ لا يرجع<br />

الى ماذا أعلم ؟ كيف أعلم ؟ ولمن أعلم ؟ وإنما المشكل<br />

الحقيقي فيما يخص التربية العلمية أصبح يدور حول معلم<br />

العلوم ومدى اكتسابه للكفاءات التي يجب أن يكون متحكما<br />

فيها حتى يتمكن من تعليم المتعلم كيف يتعلم"‏ قصد تحقيق<br />

الأهداف التربوية الواردة في المناهج التعليمية ونقصد<br />

بالكفاءات التي يجب أن يكون المعلم متحكما فيها فيما يخص<br />

التربية العلمية علوم مادة التعليم،‏ بيداغوجية العلوم<br />

‏(الغايات والأهداف التربوية)‏ تعليمية العلوم إضافة إلى<br />

ابستيمولوجيا وتاريخ العلوم فان لم تعطى الأولوية لهذه<br />

الكفاءات في تكوين معلمي العلوم سيبقى الإصلاح<br />

التربوي الذي أدى بالمنظومة التربوية الجزائرية إلى إعادة<br />

،<br />

،<br />

.<br />

،<br />

،<br />

،<br />

،<br />

"<br />

.<br />

:<br />

:<br />

71


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

النظر في سياستها وفي المناهج التعليمة والكتب المدرسية نتيجة<br />

تبنيها ‏"للمقاربة بالكفاءات"‏ غير كافيا للإصلاح الجدري التي<br />

ترمي إليه السياسة التربوية الجديدة وذلك لأن المناهج<br />

والكتب المدرسية ما هي إلا وسائل تعليمية مادية يمكن<br />

تعديلها في أي مكان أو زمان ومثل ما نريد إذا توفرت<br />

الإمكانيات،‏ أما المعلم فيمثل جوهر العملية التعليمية التعلمية<br />

بصفته المنفذ الأول للمناهج التعليمية ويحتاج إلى تكوين خاص<br />

يمتد مع الزمن المهني حسب المستجدات الاجتماعية .<br />

"<br />

،<br />

- استنتاج:‏<br />

مما لا شك فيه ، أن معضلة الإصلاح التربوي الجزائري وفق<br />

بيداغوجيا الكفاءات"‏ في الوقت الحالي،‏ لا توجد في الوسائل<br />

التعليمة مهما اختلفت أنواعها ولا في الدفعات الجديدة التي<br />

ستتخرج من المدارس العليا للأساتذة،لأن هذه الأخيرة،‏<br />

يفترض أا تتلقى تكوينا حديثا يتماشى ومتطلبات المقاربة<br />

بالكفاءات وإنما نعتقد أن معضلة الإصلاح التربوي توجد<br />

في الموارد البشرية الفعالة في الميدان لسنوات طويلة ، أي<br />

أولائك المسؤولون على التربية و التعليم بصفة عامة و مفتشي<br />

التربية ومعلمي المواد التعليمة بصفة خاصة،‏ وذلك لكوم<br />

المنفذين الرئيسيين للمناهج والتعليمات التربوية من جهة<br />

ومن جهة أخرى يتطلب إصلاحهم علميا وتربويا<br />

وبيداغوجيا وتعليميا جهدا وإمكانات لا يستهان ا<br />

نظرا لتعود هؤلاء على الروتين اليومي للتعليم من الصعب<br />

تغييره و نظرا للمستويات والكفاءات المعرفية التي تعكس<br />

الفروق الفردية والقدرات العقلية لكل واحد منهم نجد<br />

أن مهما اجتهدت المنظومة التربوية الجزائرية في مجال الإصلاح<br />

التربوي ومهما كانت محاولتها لتكوين المعلمين أو إعادة<br />

تكوينهم عن طريق الرسكلة(‏ أو بإعادم الى<br />

مقاعد الدراسة فإا لن تحقق أهدافها ولا إصلاحها التربوي<br />

ولن تصيب الهدف الخاص بالتكوين التي تسعى من أجله و<br />

تصبو إليه إن لم تنطلق من نتائج الدراسات التشخيصية<br />

والدراسات الميدانية الخاصة بالمعلمين في المستويات التعليمية<br />

الابتدائي والمتوسط والثانوي وحتى الجامعية منها والتي من<br />

شأا أن تكشف لنا عن نقاط الضعف ونقاط القوة ومدى<br />

احتياجات المعلمين في مجالات التكوين :<br />

العلمي<br />

والتعليمي(‏didactique‏)‏ ، حيث يسمح<br />

ذلك للمهتمين بالتكوين المستمر أو أثناء الخدمة بصفة خاصة<br />

بتحضير برامج تكوين تتماشى ومتطلبات واحتياجات<br />

المتكونين الفعالين في الميدان مما يوفر عليهم الجهد والوقت<br />

والمال ، وذلك لكون الفرد المتكون لا يهتم بجدية إلا بما يعنيه<br />

هو شخصيا أي ما يعانيه من صعوبات أو ما يفتقر له من<br />

معرفة مما يخلق لديه دافعية التعلم.‏ لهذا يجب على المهتمين<br />

بالإصلاح التربوي في مجال تكوين المعلمين أن يجعلوا تكوين<br />

شريحة المعلمين الفعالين في الميدان مهما كان مستواهم<br />

التعليمي من أولويام ، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار<br />

احتياجام ونقاط ضعفهم ، وإلا سيضل الإصلاح التربوي<br />

للمنظومة التربوية الجزائرية مجرد حبرا على ورق أو خرافة<br />

تحكى كلما هبت مستجدات اقتصادية أو سياسية على اتمع<br />

الجزائري<br />

.<br />

(recyclage<br />

التربوي (éducatif) ، البيداغوجي<br />

،<br />

،(scientifique)<br />

(pédagogique)<br />

،<br />

، وذلك<br />

"<br />

. لهذا<br />

،<br />

"<br />

،<br />

معايير درجات الفهم<br />

بدون إجابة<br />

تكرار معلمي<br />

الابتدائي<br />

03<br />

01%<br />

تكرار معلمي المتوسط<br />

01<br />

3%.0<br />

16<br />

5.33%<br />

41<br />

13.66%<br />

32<br />

10.66%<br />

تكرار معلمي الثانوي<br />

<strong>04</strong><br />

1.33%<br />

32<br />

10.66%<br />

42<br />

14%<br />

18<br />

06%<br />

اموع<br />

08<br />

83<br />

35<br />

11.66%<br />

لا يفهمون شيء خاصا بالكفاءة<br />

المعرفية للعلوم<br />

فهم سيء أو تصور تناوبي أي يخلطون<br />

بين عناصر الكفاءاتين<br />

فهم جزئي للكفاءة المعرفية مع بعض<br />

الخلط في الصياغة بين المعرفي<br />

والمنهجي<br />

فهم جزئي للكفاءات المعرفية وبدون<br />

أخطاء<br />

فهم صحيح وكامل للكفاءة المعرفية<br />

اموع<br />

الجدول(رقم‎1‎‏)‏ يمثل النتائج الخاصة بقدرة معلمي المستويات التعليمية الثلاثة على تصور كفاءات العلوم المعرفية.‏<br />

109<br />

78<br />

22<br />

00<br />

300<br />

<strong>04</strong><br />

1.33%<br />

00<br />

100<br />

10<br />

3.33%<br />

00<br />

100<br />

26<br />

8.66%<br />

28<br />

9.37%<br />

08<br />

2.66%<br />

00<br />

100<br />

-<br />

72


الإصلاح التربوي في الجزائر<br />

__________________________________________________________________________________________________________________________<br />

معايير درجات الفهم<br />

بدون إجابة<br />

تكرار معلمي<br />

الابتدائي<br />

تكرار معلمي<br />

المتوسط<br />

تكرار معلمي<br />

الثانوي<br />

اموع<br />

23<br />

10<br />

3.33%<br />

03<br />

01%<br />

10<br />

3.33%<br />

99<br />

95<br />

55<br />

26<br />

02<br />

300<br />

35<br />

11.66%<br />

36<br />

12%<br />

14<br />

4.66%<br />

03<br />

01%<br />

02<br />

0.66%<br />

100<br />

27<br />

09%<br />

26<br />

8.66%<br />

27<br />

09%<br />

17<br />

5.66%<br />

00<br />

100<br />

37<br />

12.33%<br />

33<br />

11%<br />

14<br />

4.66%<br />

06<br />

2%<br />

00<br />

100<br />

لا يفهمون شيء خاصا بالكفاءة المنهجية<br />

للعلوم<br />

فهم سيء أو تصور تناوبي أي يخلطون<br />

بين المعرفي والمنهجي<br />

فهم جزئي للكفاءات المنهجية مع بعض<br />

الخلط في الصياغة بين المعرفي والمنهجي<br />

فهم جزئي للكفاءات المنهجية وبدون<br />

أخطاء<br />

فهم صحيح وكامل للكفاءات المنهجية<br />

اموع<br />

- الجدول(رقم‎2‎‏)‏ يمثل النتائج الخاصة بقدرة معلمي المستويات التعليمية الثلاثة على تصور كفاءات العلوم المنهجية.‏<br />

المراجع:‏<br />

1- الس الأعلى للتربية،‏ المبادئ العامة للسياسة التربوية الجديدة وإصلاح التعلم الأساسي،‏ الجزائر،‏ 1998<br />

2- عايش زيتون،‏ أساليب تدريس العلوم،‏ الطبعة الأولى،‏ كلية علوم التربية،‏ جامعة الأردن.‏ 1994<br />

3- وزارة التربية الوطنية،‏ لماذا المقاربة بالكفاءات؟ الجزائر،‏ 2001.<br />

4- وزارة التربية الوطنية مديرية التعليم الثانوي،‏ مناهج العلوم الطبيعية،‏ الجزائر،‏ 1992<br />

5- وزارة التربية الوطنية مديرية التعليم الأساسي،‏ مناهج الطور الثالث،‏ الجزائر،‏ 1994<br />

6- وزارة التربية الوطنية مديرية التعليم الأساسي،‏ مناهج الطور الثاني،‏ الجزائر،‏ 1996<br />

7- وزارة التربية الوطنية مديرية التعليم الأساسي،‏ مناهج السنة الأولى من التعليم الابتدائي الجزائر،‏ 2003.<br />

8- وزارة التربية الوطنية،‏ المعهد الوطني للبحث في التربية ، التقييم المستمر لمردودية المنظومة التربوية،‏ نتائج تقويم برامج وكتب<br />

مدرسية للتعليم الأساسي والثانوي،‏ الجزائر،‏‎2000‎‏.‏<br />

9 - GIORDAN André ; une pédagogie pour les sciences expérimentales, Paidoguides, Paris ,1978.<br />

10 - GILLET Pierre, CEPEC, construire la formation, 3ème édition, ESF éditeur, Paris, 1994.<br />

11 - Ministère de l’éducation, cahiers de L’INRE, revue éducative et didactique, n°1,2001.<br />

12 - Ministère de l’éducation, cahiers de L’INRE, actes du colloque sur l’évaluation des examens scolaires,<br />

numéro spéciale, 2001.<br />

13 - PELLETIER Guy et VACHON Paul, préparation de la réforme du système éducatif : organisation,<br />

gestion et gouvernance du secteur de l’éducation et de la formation en république Algérienne, CIDE,<br />

Algérie, 2000.<br />

14 - PERRENOUD Philippe, l’approche par compétence, une réponse à l’échec scolaire ? Faculté de<br />

psychologie et des sciences de l’éducation université de Genève, 2000.<br />

15 - VINCK Dominique, mutation des sciences de l’industrie et de l’enseignement, presse universitaire,<br />

Paris, 2000.<br />

73


_______________________________________________________________________________________<br />

دور البنوك وفعاليتها في تمويل النشاط الاقتصادي<br />

- حالة الجزائر<br />

-<br />

<br />

مصيطفى عبد اللطيف -<br />

جامعة ورقلة<br />

:<br />

ملخص:‏ هناك عوامل كثيرة تؤثر على أداء البنوك و فاعليتها<br />

في تعبئة الودائع و تقديم الائتمان،‏ و بالتالي دورها في تمويل<br />

النشاط الاقتصادي،‏ لذلك فسلامة عملياا و صحة سياساا<br />

تعتبر من المقتضيات الأساسية لتطور ونمو الاقتصاد ذاته<br />

واستمرار استقراره و إمكانية تحقيق أهدافه.‏<br />

وقصد الوقوف على أداء النظام البنكي الجزائري بشكل عام و<br />

تحديد دوره،‏ و ما هي العوامل المؤثرة عليه سلبا وإيجابا و<br />

ذلك حتى نتفادى السلبيات و نثمن الإيجابيات و نحدد مواطن<br />

الخلل عل المستوى النقدي وستحاول هده الدراسة إبراز بعض<br />

هده المؤشرات.‏<br />

الكلمات المفتاحية:‏ النظام المصرفي،‏ تمويل التنمية،‏ الادخار،‏<br />

الاصلاحات،‏ الودائع المصرفية،الطاقة الايداعية ، الوعي<br />

المصرفي،‏ انتشار البنوك،‏ الكثافة المصرفية،‏ التطور المالي ،<br />

الفاعلية.‏<br />

مقدمة:‏<br />

إن طرح قضية التنمية في أي مجتمع يرتبط بطرح القضايا<br />

المتعلقة بتمويلها،‏ من حيث الأساليب والأجهزة وبوجه خاص<br />

من خلال الدور الذي يمكن أن تلعبه الإدارة السليمة للجهاز<br />

المصرفي للاضطلاع ذا العبء،‏ ومدى إمكانياته في تغيير<br />

أوضاعه وسياساته بما يمكنه التكيف مع الأوضاع المطلوبة<br />

لتنمية اتمع،‏ فيمكن للبنوك أن تلعب دورا أساسيا في تمويل<br />

التنمية الاقتصادية من خلال تجميع الموارد المختلفة ثم توجيهها<br />

إلى أوجه الاستخدام و الاستثمار المناسبة.‏<br />

وقد تأكد دور النظام المصرفي من خلال ما قدمه من خدمات<br />

أصبحت واحدة من أهم دعائم التنمية الاقتصادية وبدوا لا<br />

يستطيع أي اقتصاد معاصر أن يؤدي وظيفته،‏ ونظرا لكون<br />

الطلب على خدمات النظام المصرفي طلبا مشتقا من حاجة<br />

التنمية الاقتصادية،‏ فبذلك يمكن القول أنه كلما اتسعت حدود<br />

التنمية زادت الحاجة إلى وجود نظام مصرفي أكثر تطورا<br />

وأوسع خدمات،‏ حيث يشكل مع المؤسسات الوسيطة<br />

والأسواق المالية شكل هيكل الائتمان الادخاري للاقتصاد<br />

الوطني.‏<br />

وليس ثمة شك أن تحقيق معدلات نمو اقتصادي متزايدة وقابلة<br />

للاستمرار يتطلب إزالة العوائق التي تواجه عملية التنمية<br />

الاقتصادية والنمو الاقتصادي،‏ و لعل َ أهم تلك العوائق هو<br />

قصور مصادر التمويل ورأس المال الكافي لتمويل المشروعات<br />

الاستثمارية الخاصة وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.‏<br />

في ظل غياب سوق حقيقي لرأس المال تعد البنوك من<br />

المؤس سات المالي ة ذات الأهمي ة البالغ ة في الن شاط<br />

الاقتصادي،وقد تعددت الأراء والاتجاهات حول أداء وفاعلية<br />

النظام البنكي في النشاط الاقتصادي إلا أن استقرار النظام<br />

المصرفي وقدرته على تحقيق التوازن بين نشاط الادخار<br />

والاستثمار يتم عن طريق تحقيق أهدافه المتمثلة أساسا في<br />

الربحية ومواجهة مخاطر الاستثمار وضمان ملاءة رأس المال.‏<br />

وهناك عوامل كثيرة تؤثر على أداء البنوك وفاعليتها في تعبئة<br />

الودائع و تقديم الائتمان،‏ و بالتالي دورها في تمويل النشاط<br />

الاقتصادي،‏ لذلك فسلامة عملياا و صحة سياساا تعتبر من<br />

المقتضيات الأساسية لتطور ونمو الاقتصاد ذاته واستمرار<br />

استقراره و إمكانية تحقيق أهدافه.‏<br />

من منطق ما سبق نحاول الوقوف على أداء النظام البنكي<br />

الجزائري.‏<br />

إصلاحات الجهاز المصرفي بعد 1990:<br />

1-1 قانون النقد والقرض<br />

على الرغم من التعديلات التي أدخلت على القانون المصرفي<br />

بعد عام 1986 اتضح أا لا تتلاءم مع الوضعية الاقتصادية<br />

الجديدة،‏ فجاء القانون المتعلق بالنقد والقرض<br />

المؤرخ في 1990 والذي أعاد التعريف كلية<br />

لهيكل النظام المصرفي الجزائري،‏ وجعل القانون المصرفي<br />

الجزائري في سياق التشريع المصرفي الساري المفعول به في<br />

البلدان الأخرى لا سيما البلدان المتطورة،‏ فوضع التعريف<br />

بالقانون الأساسي للبنك المركزي ونظ َم البنوك والقرض في آن<br />

واحد،‏ فهو<br />

يجعل هيكلة النظام المصرفي أرضية لعصرنته،‏ يعطي للبنك<br />

المركزي استقلاليته،‏ يمكن للبنك المركزي من استعادة<br />

صلاحياته التقليدية الخاصة بالبنوك المركزية،‏ يزيل كل العراقيل<br />

أمام الاستثمار الأجنبي.‏<br />

أهداف قانون النقد و القرض:‏ يسعى قانون النقد<br />

والقرض إلى تحقيق الأهداف التالية<br />

إعادة صنع قواعد اقتصاد السوق وإعادة تأسيس ملاءة<br />

مؤسسات الدولة والبنوك.‏<br />

محاربة التضخم ومختلف أشكال التسربات.‏<br />

تعويض عوامل الإنتاج.‏<br />

10-90<br />

:<br />

(2)<br />

14 أفريل<br />

:<br />

(1)<br />

-1<br />

-<br />

•<br />

-<br />

-<br />

-<br />

75


____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

-<br />

-<br />

•<br />

-<br />

وضع نظام مصرفي عصري وفعال في تعبئة وتوجيه<br />

الموارد.‏<br />

عدم التميز بين الأعوان الاقتصادية في منح القروض.‏<br />

المحاور الأساسية لقانون النقد والقرض:‏<br />

النصوص المتعلقة ببنك الجزائر واستقلاليته ومسؤولياته،‏<br />

المواد:‏ .58 ،16 ،15 ،14 ،13 ،11 ،4<br />

-<br />

المواد:‏ .156 ،118 ،113 ،110 ،92 ،15<br />

،116 ،115 ،111<br />

-<br />

-<br />

النصوص المنظمة للبنوك ودورها في الوساطة والتمويل،‏<br />

، وحدد<br />

(3)<br />

.19<br />

(4)<br />

-<br />

•<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

•<br />

•<br />

المؤسسات المالية ودورها،‏ المواد:‏<br />

الفروع الأجنبية،‏ المواد:‏ 130. 127،<br />

هيئة إدارة ومراقبة بنك الجزائر،‏ المادة:‏ مجلس النقد<br />

والقرض،‏ المواد:‏ 50-32. مركز المخاطر،‏ المواد:‏ 160.<br />

لجنة الرقابة المصرفية،‏ المادة:‏ 157-144.<br />

الأجهزة الجديدة في هذا القانون:‏<br />

هيئة إدارة ومراقبة البنك المركزي.‏<br />

مجلس النقد والقرض.‏<br />

اللجنة المصرفية.‏<br />

مهام وعلاقات بنك الجزائر:في إطار قانون النقد والقرض<br />

أصبح البنك المركزي يحمل اسم بنك الجزائر وهو مؤسسة<br />

وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي<br />

هذا القانون مهامه وصلاحياته ‏،وعلاقاته مع البنوك<br />

والمؤسسات المالية وبدلك استرجع امتيازاته كمؤسسة اصدار<br />

وادخل تنظيما جديدا للضوابط والنسب التي فرضت على<br />

البنوك المتابعة ووضع اللوائح التبصيرية ودراسة الأهلية والقابلية<br />

والاستمرار.‏<br />

أدوات و ميكانزمات التنظيم:‏<br />

شك َل قانون النقد والقرض دعامة مؤسسية أداتية وعملية عن<br />

طريق مجموعة من الأهداف الصارمة لتحقيق التوازن،‏ وسمح<br />

بظهور إطار قانوني جديد وتنظيم جديد للقطاع المالي يستند<br />

إلى ميكانزمات السوق حيث فرق في المرحلة الأولى بين الحقل<br />

الميزاني والحقل النقدي،‏ وبالتالي تسترجع الخزينة وظيفتها<br />

كأمين لصندوق الدولة ، وجعل حدًا لميكانزمات العودة<br />

الآلية للبنوك.‏<br />

والبنوك مجبرة على تنظيم نشاطها وإعادة تأهيل السيولة النقدية<br />

للبنوك وللبنك المركزي،‏ والوظائف البنكية للقرض وتسيير<br />

الأخطار،‏ وأقام التنظيم الجديد حماية ً للمدخرين عن طريق<br />

الشفافية المحاسبية للنظام البنكي،‏ حيث أطرت بأنواع المحاسبة<br />

والإحصاءات ونشر المعلومات<br />

.<br />

(5)<br />

أما فيما يخص الابتكارات فقد أدخل القانون مؤسسات،‏<br />

أدوات وميكانزمات السوق غير المعروفة سابقا في الجزائر في<br />

مجال عرض و طلب رأس المال وأظهرت ترتيباته بروز أنشطة<br />

مع ذلك تقليدية في البنك،‏ و سجلت في محوري التدخل<br />

الوساطة البنكية والأسواق المباشرة ‏(نقدية،‏ مالية،‏ الصرف)،‏ و<br />

قامت البنوك بفتح العديد من الأنشطة المالية الجديدة التي<br />

ستطور الوساطة إلى المالية الإجمالية و المرونة<br />

أداء البنوك في ظل المحيط الاقتصادي الجديد<br />

وضعية النظام المالي و متطلبات الانتقال إلى اقتصاد<br />

السوق<br />

إن نجاح التحول من الاقتصاد المخطط إلى اقتصاد السوق<br />

يحتاج إلى تطوير المؤسسات الضرورية وقيام الحكومات<br />

بدورها الملاءم،‏ و إن المقومات الأساسية لنجاح ذلك هي<br />

وضع برامج للاستقرار الاقتصادي و التصحيح الهيكلي،‏ و<br />

يعني الانتقال إلى اقتصاد السوق<br />

تحرير النشطة الاقتصادية والأسعار وعمليات السوق إلى<br />

جانب إعادة تخصيص الموارد لأكثر الاستخدامات فاعلية.‏<br />

استخدام أدوات غير مباشرة متجهة نحو السوق لتحقيق<br />

الاستقرار للاقتصاد الكلي.‏<br />

تحقيق إدارة فعالة للمشروعات وكفاءة اقتصادية و يكون<br />

ذلك من خلال الخوصصة.‏<br />

فرض قيود مشددة على الميزانية مما يوفر الحوافز لتحسين<br />

الكفاءة.‏<br />

إرساء إطار مؤسسي وقانوني.‏<br />

و لا يكتمل التحول إلى اقتصاد السوق حتى تقوم مؤسسات<br />

مالية جيدة التطور و توجهها حوافز ملاءمة.‏<br />

فالانتقال إلى اقتصاد السوق يتطلب وضع قطاع مصرفي<br />

متطور يتعامل على أساس علاقات جيدة مع باقي القطاعات<br />

الاقتصادية،‏ و لكن القطاع المالي الجزائري يبقى ضعيفا نظرا<br />

للخصائص التالية التي يتميز ا<br />

عجز في التسيير ‏(التنظيم،‏ التأطير،‏ ضبط التحول).‏<br />

عدم الكفاءة في تقدير الأخطار لعدم أهلية وكفاءة البنوك<br />

وجدارا الائتمانية.‏<br />

عجز نظام الإعلام،‏ التسويق و الاتصال.‏<br />

غياب المنافسة،‏ التأخر في التحديث خاصة التكنولوجي.‏<br />

.<br />

( 6 )<br />

:<br />

(7)<br />

:<br />

(8)<br />

-2<br />

1-2<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

76


_______________________________________________________________________________________<br />

دور البنوك وفعاليتها في تمويل النشاط الاقتصادي<br />

- حالة الجزائر<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

ويتميز كذلك بضعف دوره في الوساطة المالية واقتصار نشاطه<br />

في القيام بالوظائف المحاسبية كتسجيل حركات التدفقات<br />

النقدية،‏ إعادة الخصم و تسيير حسابات المؤسسات العمومية،‏<br />

ضعف دور الجهاز المالي في جمع الادخار،‏ و الاعتماد الكبير<br />

على موارد الإصدار النقدي و الاقتراض الخارجي في ظل<br />

غياب سوق نقدي.‏<br />

فأثار الاختلالات ملاحظة على مستويات كثيرة مما أضعف<br />

فاعلية الخدمات البنكية خاصة على مستوى تجميع الموارد.‏<br />

وحسب الس الاقتصادي والاجتماعي فالنظام البنكي يبقى<br />

عقدة سير النظام الوطني،‏ وكذلك بسبب عدم توافق<br />

الإصلاحات البنكية مع برامج الإصلاحات الاقتصادية<br />

الوطنية،‏ و اتساع حجم الاقتصاد الموازي.‏<br />

الإجراءات الداخلية لإصلاح البنوك:‏ تخضع البنوك<br />

إلى ثلاثة أشكال من التنظيم و العمل<br />

بصفتها مؤسسات عمومية اقتصادية:‏ تخضع لقانون رؤوس<br />

الأموال السوقية و تخضع للتوجهات المالية للدولة.‏<br />

بصفتها بنوك أولية:‏ خاضعة لقانون النقد والقرض و توضع<br />

تحت إشراف الدولة المنظمة.‏<br />

بصفتها شركات أموال:‏ تستجيب لضوابط القانون<br />

(<br />

10<br />

:<br />

)<br />

:<br />

(9)<br />

:La Réhabilitation<br />

(<br />

)<br />

: 11<br />

2-2<br />

-<br />

-<br />

-<br />

•<br />

•<br />

التجاري و المدني.‏<br />

أما الإجراءات الكلية التي قامت ا الدولة فهي<br />

و هدفها هو<br />

إعادة الاعتبار<br />

خلق جو مناسب للادخار والاستثمار والنمو.‏<br />

المحاور الكبرى لإعادة الهيكلة البنكية:‏ أصبح النظام<br />

البنكي بعد سنوات 90 في مواجهة<br />

التنظيم الحذر لهذه الأنشطة،‏ تنظيم إعادة التمويل عن طريق<br />

السوق و الادخار،‏ فتح السوق للمنافسة الخاصة.‏<br />

إذ ًا فاستراتيجية الخروج من الأزمة و إعادة هيكلة القطاع<br />

تتمحور في إعادة الاعتبار للبنوك،‏ انفصال الدولة وإعادة<br />

تمركز و تموضع نشاطاا،‏ مما سيطرح خيار خوصصة هذا<br />

القطاع والنشاط الاقتصادي بشكل عام.‏<br />

-<br />

3-2<br />

الإجراءات الخارجية في إصلاح البنوك قواعد<br />

الحيطة والحذر وإدارة المخاطر المصرفية -<br />

يعتبر التنظيم الحذر للأخطار محور أساسي في إستراتيجية<br />

البنوك المركزية لضمان استقرارية الأنظمة المصرفية،‏ حيث<br />

يسهر بنك الجزائر على رقابة مدى التزام البنوك والمؤسسات<br />

المالية بالحد الأدنى من قواعد الحيطة والحذر المطبقة عليها والتي<br />

تسمح لها بتحليل مستمر لمردوديتها،‏ ملاءا،‏ سيولتها،‏<br />

مرونتها وتكيفها مع المحيط التنافسي الجديد.‏<br />

والمخاطر المصرفية:‏ خطر القرض،‏ خطر السيولة،‏ خطر معدل<br />

الفائدة وخطر سعر الصرف.‏<br />

قواعد التنظيم الحذر:‏ يهدف بنك الجزائر من خلالها إلى:‏<br />

التحكم في الأخطار المصرفية بمختلف أنواعها مع التركيز<br />

أكثر على خطر القرض.‏<br />

احترام المنافسة حيث التنظيم يعمل بمبدأ عدم التمييز بين<br />

البنوك.‏<br />

انسجام التنظيمات الجديدة في المدى البعيد مع أهداف<br />

اللجان و المنظمات الدولية.‏<br />

استقرار و تدعيم النظام المصرفي<br />

و تتعلق القواعد المؤسسة عن طريق بنك الجزائر لضمان توازن<br />

البنوك ما يلي<br />

نسبة الملاءة الإجمالية و التي هي اليوم:‏ %8.<br />

نسبة مقسم الأخطار:‏ و ذلك لاستبعاد صعوبات تقدير<br />

الزبائن.‏<br />

نسبة السيولة:‏ و ذلك لمقابلة خطر السيولة و قد حددت<br />

.<br />

(<br />

: 12<br />

)<br />

-<br />

-<br />

-<br />

ب:‏ 0.6.<br />

و هناك شروط أخرى خارجية تتعلق بالسير الطبيعي للبنك و<br />

هي:‏ علاقة البنك بالدولة ، مع مؤسسة الإصدار والوصاية<br />

الوزارية.‏<br />

3- تقييم أداء المصارف في جذب الودائع<br />

1-3 الودائع المصرفية و تغيرات الناتج المحلي الإجمالي<br />

قصد التعرف على طبيعة النمو في الودائع المصرفية و تطورها<br />

خلال الزمن و دراسة العلاقة التي تربط الودائع المصرفية و<br />

الناتج المحلي الإجمالي سندرس الميل المتوسط للودائع<br />

المصرفية،‏ حيث يعكس قدرة وفاعلية المصارف التجارية في<br />

جذب الودائع وفقا لحصتها من الناتج المحلي الإجمالي،‏ وهو<br />

مؤشر مهم لقياس قوة المصارف التجارية وكذلك الأسواق<br />

المالية،‏ حيث يشير إلى أن قوة الأسواق المالية في أي<br />

اقتصاد تقاس بنسبة الودائع لأجل وللتوفير ‏(الادخارية)‏ إلى<br />

الناتج المحلي الإجمالي،‏ ونستطيع من تحليل هذا المؤشر أن نقيم<br />

أداء المصارف واستراتيجيتها في تحفيز الطلب على الودائع<br />

المصرفية بشكل عام والودائع الادخارية بشكل خاص،‏ أما<br />

مؤشر الميل الحدي للإيداع المصرفي يقيس معدل التغير في<br />

الإيداع المصرفي الناتج عن تغير الناتج المحلي الإجمالي،‏ وعن<br />

طريق هذا المؤشر تستطيع المصارف التجارية أن تحدد مدى<br />

قوا في تغيير اتجاهات الميل نحو الإيداع المصرفي أو مدى<br />

ضعفها في ذلك مما يحتم عليه تثبيت أو تغيير السياسة المعتمدة<br />

و الإستراتيجية المطبقة و التي بموجبها يتم تحفيز الطلب على<br />

الودائع المصرفية<br />

(PIB)<br />

Tybout<br />

(<br />

. 13<br />

)<br />

77


____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

(<br />

نلاحظ من الجدول رقم‎1‎ أن الودائع في ازدياد مستمر حيث<br />

و<br />

ازدادت بنسبة تفوق بين<br />

نلاحظ كذلك ازدياد الودائع تحت الطلب والودائع لأجل،‏<br />

حيث حتى سنة 1994 كانت الودائع تحت الطلب تشكل<br />

النسبة الأكثر ثم بعد 1994 ازدادت أهمية الودائع لأجل في<br />

تكوين الودائع و هذا شيء إيجابي.‏ وقد سجلت سنة<br />

أحسن مصرفة للاقتصاد الوطني،‏ حيث نمت ودائع الأسر لدى<br />

البنوك وازدادت بنسبة<br />

2000<br />

2000<br />

%25 عام<br />

،1990<br />

1999 و<br />

%450<br />

%20 عام<br />

(<br />

.<br />

14<br />

)<br />

2000<br />

و تظهر نتائج الميل المتوسط للودائع المصرفية أن هناك تذبذب،‏<br />

مما يبين نقص فاعلية البنوك في تحفيز الطلب على الودائع<br />

المصرفية خاصة الادخارية منها،‏ فلابد من تحسين معدلات<br />

الفائدة وأشكال الأوعية الادخارية المعروفة.‏<br />

أما نتائج الميل الحدي للإيداع المصرفي تظهر متذبذبة وغير<br />

منتظمة،‏ فدرجة استجابتها لتغير الناتج المحلي ضعيفة،‏ فلابد<br />

من زيادة فاعلية السياسات المتبعة حتى تستطيع البنوك تغير<br />

اتجاهات الميل نحو الإيداع المصرفي و تحفيز الطلب على الودائع<br />

المصرفية،‏ و لتحقيق ذلك لابد من:‏<br />

وجود سياسة ادخارية واضحة من قبل البنوك،‏ وجود<br />

سياسات مرنة تتناسب مع تطور النشاط الاقتصادي،‏ تحفيز<br />

الودائع المصرفية عن طريق معدلات الفائدة وجود خدمات<br />

متعددة لتحفيز الأفراد على الإيداع.‏<br />

‎2-3‎الإئتمان المقدم للقطاع الخاص<br />

نلاحظ من خلال الجدول رقم أنه يظهر ضعف نسبة<br />

الإئتمان المقدم للقطاع الخاص في الجزائر<br />

3-3 معامل المرونة الدخلية للودائع المصرفية<br />

يبرز مفهوم المرونة الدخلية للودائع المصرفية كأحد المعايير<br />

التحليلية لتقييم الأداء المصرفي في تعبئة المدخرات من خلال<br />

جذب الودائع،‏ وينصرف هذا المفهوم إلى تحديد درجة<br />

استجابة الودائع المصرفية للتغير الذي يحصل في الناتج المحلي<br />

الإجمالي الحقيقي باعتباره أحد مؤشرات الاقتصاد الكلي،‏ وهل<br />

هذه الاستجابة منتظمة أو غير منتظمة.‏<br />

،<br />

:<br />

.<br />

2<br />

الطاقة الإيداعية للاقتصاد عموما،‏ ومنها يمكن الحكم على<br />

الإيداع المصرفي بأنه يستجيب بصورة نظامية للتغيرات في<br />

الدخل الحقيقي إذا كان يزيد عن والعكس إذا قل عن<br />

فتأثير الودائع بالدخل الحقيقي تأثيرا ضعيفا،‏ وعلى<br />

المصارف وهي دف إلى جذب المزيد من الودائع أن تجعل<br />

ودائعها أكثر مرونة لما ينطوي عليه ذلك من زيادة إمكانيات<br />

توليد موارد مالية كافية لتمويل مطالب الاقتصاد وهو ما يعني<br />

)<br />

أيضا مؤشر لدرجة استخدام التمويل الذاتي للاقتصاد الوطني<br />

(1)<br />

)<br />

(1)<br />

. 15<br />

و ما يمكن ملاحظته من الجدول رقم 3 أن استجابة الودائع<br />

للتغير الذي يحدث في الناتج المحلي الإجمالي هي استجابة غير<br />

منتظمة فتارة تكون أقل من مما يعني استجابة ضعيفة،‏<br />

وتارة أكبر من مما يعني أنه يستجيب لتغيرات الناتج المحلي<br />

الإجمالي وما يمكن أن نستنتجه من ذلك ضعف مرونة الإيداع<br />

المصرفي بشكل عام و الودائع الادخارية بشكل خاص،‏ وعدم<br />

استقرار وعدم وجود اتجاه عام لحركة الودائع،‏ وهذا الضعف<br />

وعدم الاستقرار دليل على ضعف ارتباط الودائع المصرفية<br />

بتغيرات الدخل الحقيقي من جهة وضعف دور المصارف<br />

التجارية في جذب المزيد من الودائع المحلية رغم أن المنطق<br />

يقتضي أن تصاحب كل زيادة في الدخل زيادة أكبر في<br />

معاملات الأفراد مع المصارف التجارية،كما تعبر عن ضعف<br />

فاعلية الأوعية الادخارية المطروحة من النظام المصرفي بشكل<br />

عام و المصارف التجارية بشكل خاص،‏ و إن نقص الخدمات<br />

المصرفية عموما هو ما يعطي استنتاجا عن ضعف و محدودية<br />

المصارف في جذب الودائع وتعبئة المدخرات.‏<br />

4-3<br />

نصيب الفرد من الودائع المصرفية ومقارنته بنصيبه<br />

من الناتج المحلي الإجمالي<br />

كلما زاد نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي كلما زاد<br />

نصيبه من الودائع المصرفية و العكس صحيح،‏ والانخفاض فيه<br />

يرجع إلى ضعف دور المصارف التجارية في تحفيز الطلب على<br />

الودائع المصرفية لديها،‏ ويشير في حالة انخفاضه رغم الارتفاع<br />

في نصيبه من الناتج المحلي الإجمالي إلى الاتجاه الاستهلاكي<br />

للأفراد،‏ مما يعني أن هناك مجالا واسعا أمام المصارف لتحفيز<br />

(<br />

الأفراد بمختلف طرق التحفيز<br />

و عبرنا في الجدول رقم:‏ ‎4‎عن قيمة نصيب الفرد من الناتج<br />

المحلي الإجمالي،‏ حيث نلاحظ أن هناك ارتفاعا مستمرا وهذا<br />

راجع إلى تخفيض قيمة الدينار،‏ فيظهر كنتيجة لذلك أن<br />

نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي قد ارتفع،‏ ونصيبه من<br />

الودائع ارتفع كذلك مع وجود عدم انتظام بينهما مما يدل<br />

على ضعف دور النظام المصرفي بشكل عام والبنوك التجارية<br />

بشكل خاص في تعبئة وجذب الودائع المصرفية وبالتالي تعبئة<br />

مدخرات الأفراد،‏ وهذا ما يشير إلى ميل الأفراد للاستهلاك<br />

بسبب انخفاض القوة الشرائية للدينار و بسبب التضخم،‏<br />

فالزيادة في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ليست<br />

حقيقية،‏ وبالتالي فهناك مجالا واسعا أمام البنوك لتعبئة وجذب<br />

المزيد من الودائع.‏<br />

. 16<br />

(1)<br />

(1)<br />

78


_______________________________________________________________________________________<br />

دور البنوك وفعاليتها في تمويل النشاط الاقتصادي<br />

- حالة الجزائر<br />

)<br />

:-4<br />

قدرة البنوك على تغطية النشاط الائتماني وتوظيف<br />

المدخرات المحلية<br />

1-4 أهمية الودائع في تغطية النشاط الائتماني<br />

يعكس هذا المؤشر مدى اعتماد المصارف التجارية على<br />

الودائع في تمويل نشاطها الائتماني والاستثماري والمبدأ في هذا<br />

المعيار هو وجود علاقة ترابطية طردية ودائمة وفقا للعلاقة<br />

التلقائية بين الودائع والائتمان.‏<br />

يشير الارتفاع في أهمية تغطية الودائع المصرفية للنشاط<br />

الائتماني و الاستثماري إلى قدرة المصارف في استخدام أموال<br />

المدخرين لتغطية حاجات القطاعات الاقتصادية مما يعكس<br />

التحسن المطلق في القدرة على جذب الودائع،‏ والعلاقة<br />

المنخفضة تعكس تدهور القدرة الإيداعية للمصارف التجارية<br />

بشكل لا يتناسب و الاتجاهات المصرفية الائتمانية<br />

والاستثمارية،‏ مما يعني لجوءها إلى السيولة المتاحة لتغطية<br />

وتعويض عجز الودائع،‏ ومما لا شك فيه أن استمرار برامج<br />

التنمية الاقتصادية والرغبة بمعدلات أكبر للنمو في غالبية<br />

الاقتصاديات تقتضي الرفع في معدل النمو في الائتمان المصرفي<br />

عموما والائتمان طويل الأجل بشكل خاص،‏ الأمر الذي<br />

يتطلب تنمية سريعة للودائع الادخارية من قبل المصارف<br />

التجارية مما يتطلب إستراتيجيات شاملة من خلالها يتم تعبئة<br />

أكبر مقدار ممكن من تلك الودائع من خلال جذب المزيد من<br />

الأموال الطليقة في الاقتصاد ، و قد برهنت النظرية<br />

النقدية على أن جزءا من الائتمان المصرفي الممنوح لتلك<br />

القطاعات يعود مرة أخرى إلى النظام المصرفي بشكل ودائع<br />

جديدة،‏ ويقتضي أن يكون مستوى الائتمان المصرفي متوافقا<br />

مع الحاجات الفعلية للنشاط الاقتصادي ومتناسبا مع خطط<br />

التنمية لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي.‏<br />

وفي الجدول رقم:‏ 5 من الخانة رقم نستنتج تدهور القدرة<br />

الإيداعية للبنوك في سنوات 90 إلى 1995 حيث النسبة<br />

تتراوح في حدود‎%50‎ و هي لا تتناسب والاتجاهات<br />

الائتمانية والاستثمارية،‏ وهذا يعني لجوء البنوك إلى استعمال<br />

السيولة المتاحة لتغطية وتعويض عجز الودائع،‏ أما انطلاقا من<br />

سنة 1996 نلاحظ أن النسبة ترتفع وتصل إلى أكثر من<br />

وتبين أهمية تغطية الودائع للنشاط الائتماني<br />

والاستثماري،‏ وابتداء من سنة 1995 نسجل ازدياد أهمية<br />

الودائع لأجل باعتبارها ودائع ادخارية في تغطية النشاط<br />

الائتماني،‏ ولكن لم تتجاوز في كل هذه الفترة نسبة<br />

مما يبين أنه ما زال هناك مجالا لتنمية هذا النوع من الودائع<br />

وجذب المزيد منها بغرض خدمة الاستثمار والتنمية،‏ وانطلاقا<br />

من مؤشرات المرونة تبين أن فاعلية البنوك محدودة في تمويل<br />

التنمية الاقتصادية،‏ فالارتفاع فالقيمة عن الواحد(‏‎1‎‏)‏ يبين<br />

التوسع في الائتمان،‏ وهذا التوسع لم يتناسب مع توسع مماثل<br />

في حجم النشاط الاقتصادي،‏ مما قد يول َد ضغوطا تضخمية و<br />

يؤثر سلبا على معدلات النمو الاقتصادي،‏ و الانخفاض في<br />

القيمة عن يبين حالة الانكماش حيث تكون شديدة إذا<br />

ابتعدت كثيرا عن كما في سنة 1994، وكذلك ما<br />

يظهره الميل المتوسط والحدي والمرونة أن الأرقام متذبذبة مما<br />

يبين التناسب غير العادي بين الائتمان المصرفي و النشاط<br />

الاقتصادي،‏ و بالتالي فالسياسة الائتمانية للبنوك كانت<br />

متذبذبة بين المرونة والتشدد.‏<br />

الأرقام القياسية للتطور المالي:‏<br />

ويظهر الجدول رقم ‎6‎و‎7‎ بشكل عام أن الجزائر تتميز<br />

بمستوى تطور مالي منخفض وذلك يدل على ضعف جهود<br />

الإصلاح،‏ مع ضعف في التنظيم والرقابة وفي مجال الإنفتاح<br />

المالي،‏ وبشكل عام كان الأداء ضعيفا في مجال تطوير بيئة<br />

مؤسسية قوية وقطاع مالي غير مصرفي<br />

قياس الوعي المصرفي،‏ انتشار البنوك والمنافسة في<br />

القطاع البنكي الجزائري<br />

قياس كفاءة البنوك والمؤسسات المصرفية في جذب<br />

المدخرات الوعي المصرفي<br />

يعرف الوعي المصرفي بأنه اعتياد الأفراد والقطاعات<br />

الاقتصادية على إيداع أرصدم النقدية في المصارف<br />

واعتمادهم على الشيكات المصرفية في معاملام الاقتصادية،‏<br />

ويرتبط الطلب على الودائع المصرفية بصورة إيجابية مع انتشار<br />

الوعي المصرفي والعكس يؤدي إلى التحول إلى الاكتناز ) 18 ( ،<br />

ولقياس كفاءة البنوك والمؤسسات المصرفية في جذب<br />

المدخرات يلجأ الاقتصاديون والمحللون الماليون إلى مؤشر نسبة<br />

العملة المتداولة خارج الجهاز المصرفي إلى إجمالي الودائع،‏ فإذا<br />

كانت أقل من الواحد الصحيح فذلك مؤشر سليم على أن<br />

البنوك تمثل القناة الصحيحة التي تتم من خلالها معظم<br />

المبادلات والمعاملات،‏ كما تدل على قدرة البنوك التجارية في<br />

توظيف المدخرات المحلية لدى الأفراد،‏ وإذا كانت أكبر من<br />

الواحد فذلك مؤشر على انخفاض كفاءة البنوك في جذب<br />

المدخرات بين الأفراد والمؤسسات.‏ وإذا بحثنا ظاهرة التسرب<br />

النقدي وظاهرة الاكتناز نجدها متجدرة في الاقتصاد الجزائري،‏<br />

حيث قد سجل تسرب النقود القانونية خارج الجهاز المصرفي<br />

مبلغ 77 مليار د.ج بين ديسمبر 90 و ديسمبر<br />

أدى إلى تآكل السيولة المصرفية و انخفاض حجم الأموال<br />

المعروضة للإقراض على مستوى السوق النقدي،‏ وسجل<br />

تسرب النقود القانونية خارج الجهاز المصرفي سنة<br />

1993 مما<br />

1994<br />

.<br />

:(<br />

(1)<br />

(1)<br />

)<br />

2-4<br />

3-4<br />

-1<br />

، %50<br />

(<br />

(2)<br />

17<br />

%80<br />

79


____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

(<br />

. 24<br />

(<br />

. 23<br />

)<br />

)<br />

(<br />

4-4<br />

-5<br />

)<br />

%30.8 من M2 ‏(الكتلة<br />

1995<br />

ب:‏ 222.98 مليار د.ج بنسبة<br />

النقدية)،‏ و مليار د.ج سنة بنسبة<br />

واستمر نشاط الجهاز المصرفي بقوة و<br />

فعالية إذ شكل حوالي %25 من .PIB<br />

انتشار البنوك:‏<br />

تحدت الكثير من المصرفيين عن مبدأ الانتشار،‏ وهناك نماذج<br />

تناولت عملية الانتشار بطريقة أو بأخرى فمثلا نموذج<br />

كاميرون Cameron الذي وضع عام 1967 حيث ينص أن<br />

لكل 10000 شخص فرع واحد لبنك،‏ مبدأ هذا النموذج<br />

مبني على عرف دولي حيث يتم قياس عدد الفروع ببساطة من<br />

خلال المعادلة:‏<br />

عدد الفروع<br />

الكثافة المصرفية<br />

عدد السكان<br />

241.76<br />

(<br />

19<br />

(1)<br />

)<br />

%31.23<br />

-2<br />

إذا كان يساوي فهو العدد المثالي للتوزيع،‏ وإذا كان أكبر<br />

من فهناك انحراف موجب بمعنى هناك انتشار كبير<br />

للمصارف،‏ وقد يكون هذا الانتشار أكبر من الحاجة إليه مما<br />

يشك َل عبئا كبيرا من حيث التكلفة على المصارف،‏ وبالتالي<br />

انخفاض ربحية البنك،‏ أما إذا كان أقل من فهناك انحراف<br />

سلبي بمعنى انتشار البنوك حسب هذا النموذج غير كافية<br />

وبالتالي لا تصل الخدمة المصرفية إلى شريحة معينة من الناس ممن<br />

هم في حاجة إلى هذه الخدمة وقد طور هذا النموذج إلى<br />

الأخذ بعدد السكان المنتجين فقط)‏<br />

وقد سجلت الجزائر نسبة 0.22 إذ تعد هذه النسبة ضعيفة،‏<br />

إذ سجل المغرب خلال نفس الفترة أي<br />

، أما السعودية فقد سجلت أما في الفترة<br />

الحالية،‏ فقد تم تسجيل فرع و عدد السكان<br />

30 مليون نسمة فالنسبة تقدر ب فرغم ارتفاعها إلا<br />

أن انتشار البنوك غير كافي،‏ وبالتالي لا تصل الخدمة المصرفية<br />

إلى شريحة كبيرة من الناس،‏ فهناك فرع بنكي لكل<br />

شخص،‏ مما يعني أن هناك نقص كبير.‏<br />

المنافسة في القطاع البنكي:‏ يتميز السوق الجزائري<br />

بالوجود القوي للقطاع العام،‏ وقد سمح بدخول القطاع<br />

الخاص ابتداء من سنة 1990، وفي سنة 1999 أصبح النظام<br />

المصرفي يتكون من بنك الجزائر ،17 بنكا تجاريا و‎10‎<br />

مؤسسات مالية أخرى،‏ ولكن ما زالت البنوك العمومية<br />

تسيطر على قطاع البنوك،‏ فنصيبهم الإجمالي يقدر بحوالي<br />

%95، و يبقى النظام المصرفي يشكل نسبة قليلة من الناتج<br />

المحلي الإجمالي تقدر ب:‏ %30 من PIB<br />

أسعار النفط ‏(العوائد النفطية)‏ وحركة الودائع<br />

والقروض<br />

من الجدول رقم:‏ 8 تؤدي العوائد النفطية دورا هاما في حركة<br />

النشاط الاقتصادي بما تعكسه من تحسن في وضع الإيرادات<br />

الحكومية ومن تم الإنفاق الحكومي و الذي يعتبر عاملا مهما<br />

في تنشيط الحركة الاقتصادية في جميع القطاعات،‏ فلها دور<br />

كبير في النشاط الاقتصادي للدولة،‏ فيتحسن الوضع<br />

الاقتصادي بتحسنها،‏ ويتراجع بتراجعها.ومن المفروض أن<br />

يصاحب الانتعاش الاقتصادي ارتفاع في حجم الائتمان<br />

والودائع،‏ و بمقارنة حركة الودائع والقروض مع حركة العوائد<br />

نتبين بشكل عام أا لم تأخذ منحى إيجابي،‏ مما يبين أن<br />

السياسات المالية بشكل عام غير هادفة إلى تحقيق الاستقرار في<br />

القطاع المصرفي بما يحافظ على دوره في النشاط الاقتصادي.‏<br />

القطاع المصرفي والظروف الاقتصادية<br />

1-5 معدلات الفائدة وأثرها على الودائع المصرفية<br />

أكدت العديد من الدراسات والتحليلات إلى وجود علاقة<br />

مباشرة بين معدل الفائدة ومستوى الادخار المصرفي،‏<br />

والشواهد المصرفية توحي بزيادة الطلب على الودائع المصرفية<br />

مع زيادة معدلات الفائدة الحقيقية خصوصا عندما تصبح<br />

معدلات الفائدة إيجابية،‏ وتكون معدلات الفائدة موحية إذا<br />

كانت أكبر من معدل التضخم،‏ وحتى يكون لمعدل الفائدة<br />

دور مؤثر في تحفيز المدخرات فالأمر يتطلب تصحيح<br />

الإختلالات بين معدل الفائدة المعلن ومعدل الفائدة الحقيقي<br />

الذي يعكس الظروف النقدية والاقتصادية للبلاد<br />

أما في الجزائر فمعدل الفائدة لم يعبر عن الحقيقة الاقتصادية<br />

طوال سنين،‏ وقد جعلت منه معدلات التضخم معدلا سالبا،‏<br />

وعليه فلا يعبر معدل الفائدة في الاقتصاد الجزائري المقابل<br />

للتخلي عن النقود في الحاضر للحصول على أكثر منها<br />

مستقبلا،‏ ولا معدلا مغريا للمقرضين،‏ و إنما يمثل أداة إدارية لا<br />

غير ، كما أنه من بين أهداف البنك المركزي المحافظة<br />

على الاستقرار النقدي والاقتصادي،‏ فيقوم بتنظيم كمية<br />

الائتمان ونوعيته عن طريق معدلات إعادة التمويل وإعادة<br />

الخصم ليتجاوب مع احتياجات التنمية الاقتصادية،‏ ويراقب<br />

25<br />

البنوك بما يضمن سلامة النظام البنكي،‏ وكل هذا للتأثير على<br />

أداء البنوك.(انظر الجدول رقم 9 و 10)<br />

10000 x<br />

(1)<br />

(<br />

. 20<br />

1986 نسبة 0.35<br />

( )<br />

، 21 0.45<br />

( )<br />

، 22 1250<br />

0.41<br />

24000<br />

)<br />

)<br />

(1)<br />

-3<br />

80


_______________________________________________________________________________________<br />

دور البنوك وفعاليتها في تمويل النشاط الاقتصادي<br />

- حالة الجزائر<br />

،<br />

2-5 أثر التضخم والمديونية على حجم الودائع والائتمان<br />

إن مما يترتب على التضخم انخفاض القوة الشرائية للعملة،‏ ولا<br />

يعتبر ذلك مؤشرا حقيقيا على مدى كفاءة البنوك في جذب<br />

المدخرات،‏ فالتضخم وما يسببه من تدهور في القوة الشرائية<br />

يخلق جوًا نفسيا يساعد على زيادة الاستهلاك،‏ مما يضعف<br />

رغبة الفرد في الادخار بشكل عام،‏ ويفقد اتجاهه نحو الأوعية<br />

الادخارية كما أكدته بعض الدراسات،‏ وعلى نقيض من ذلك<br />

يؤكد البعض على أن التضخم وتوقعات ارتفاع معدلاته إنما<br />

يؤدي إلى زيادة المدخرات وزيادة الطلب على الأوعية<br />

الادخارية والمصرفية ويسمى بالادخار الوقائي،‏ وعموما فإن<br />

للتضخم أثرا في زيادة الطلب على الودائع المصرفية،‏ حيث<br />

ثبت من دراسة تحليلية أن زيادة معدلات التضخم في أوروبا<br />

بنسبة أدى إلى زيادة معدلات الادخار من قبل الأفراد<br />

بنسبة ويظهر في الجزائر أن لها أثرا سلبيا على<br />

حركة الإيداع،‏ حيث الارتفاع فيها حتى سنة<br />

إلى تراجع الودائع،‏ ثم لما َ انخفض التضخم سجلنا زيادة في<br />

حركة الودائع.‏ أما بالنسبة للمديونية،‏ فإنه كلما زادت إنتاجية<br />

وإنتاج الاقتصاد الوطني ينعكس ذلك على درجة سيولته و<br />

العكس،‏ فالاعتماد على العالم الخارجي يخف َض من درجة<br />

1994 أدى<br />

%10<br />

)<br />

26 %5<br />

(<br />

سيولة الاقتصاد ويؤدي إلى تسرب جزء كبير من فائضه إلى<br />

خارج الجهاز المصرفي وخارج الاقتصاد في صورة سداد<br />

للأقساط والوفاء بالواردات،‏ مما أثر سلبا على الإيداع<br />

والائتمان.‏<br />

3-5 مشكلة وتكاليف فاعلية النظام البنكي<br />

لاحظنا أن هناك العديد من العوامل أثرت سلبا على فاعلية<br />

(<br />

: 27<br />

)<br />

-<br />

-<br />

النظام البنكي،‏ ويمكن أن تحل َل عدم فاعلية النظام البنكي<br />

بالنظر إلى الوساطة المالية علة مستويين على مستوى<br />

المخطط المالي وعلى مستوى المخطط الاقتصادي.‏<br />

عدم الفعالية المالية:‏ فاعلية نظام الوساطة المالي تقاس<br />

بتكاليف إنتاج الخدمات،‏ والنظام الأكثر فعالية هو الذي<br />

يعرض خدمات تستجيب أكثر للطلب وحاجات الأعوان<br />

الاقتصادية،‏ و في الجزائر هذه التكاليف مرتفعة،‏ وضعف تنوع<br />

الخدمات المقدمة ويعتبر الإعلام جرح النظام الجزائري.‏<br />

عدم الفعالية الاقتصادية:‏ النظام البنكي ليس فعالا في<br />

تخصيص الموارد بسبب ضعفه وغياب محيط تنافسي إستراتيجي<br />

للانفتاح نحو اقتصاد السوق،‏ فهناك فجوات تتعلق ب:‏<br />

وظائف أساسية في البنوك:‏ تجارية،‏ تسيير وسائل الدفع،‏ تسير<br />

القروض،‏ مراقبة التسيير،‏ تسيير الموارد البشرية و تسيير<br />

الخزينة.‏<br />

وحسب عبد اللطيف بن اشنهو وزير المالية السابق إن تطهير<br />

البنوك يتطلب مليار د.ج وهو ما يقارب<br />

مليار دولار ، وحسب عبد الوهاب كيرمان حاكم<br />

البنك الجزائر السابق فقد تم صرف 980 مليار د.ج لتطهير<br />

المؤسسات العمومية،‏ مليار د.ج وجهت لمعالجة<br />

مشاكل المؤسسات البنكية،‏ مليار د.ج فوائد غير<br />

مسددة للبنوك في إطار التطهير السابق،‏ 88 مليار د.ج لإعادة<br />

رسملة البنوك ‏،وتطهير القطاع المصرفي كل َف الخزينة<br />

518 مليار د.ج إعادة رسملة 340 مليار د.ج،‏ وعملية<br />

تطهير البنوك تمثل %60 من الدين الداخلي للجزائر)‏<br />

إذ ًا فالنظام المصرفي في الجزائر لا يتجاوب مع التحولات<br />

الاقتصادية التي يشهدها العالم،‏ والانتقال نحو اقتصاد السوق<br />

يقتضي وجود جهاز مصرفي فعال وتنافسي تخضع من خلاله<br />

البنوك والمؤسسات المالية إلى برنامج إصلاحي شامل محوره<br />

الأساسي تطهير هذه البنوك والمؤسسات المالية،‏ من خلال<br />

منحها الشروط التي تسمح لها بالتطور،‏ تحقيق النجاعة في<br />

الأداء،‏ تحديث طرق تسييرها ونمط عملها،‏ الشراكة لاكتساب<br />

الخبرة،‏ تحديث طرق التسيير،‏ تنويع الخدمات،‏ الاستفادة من<br />

الشبكة المعلوماتية،‏ التكيف مع التقنيات المصرفية الحديثة<br />

وتطوير المنتجات المصرفية.‏<br />

الخلاصة<br />

بعد التعرف على طبيعة النمو في الودائع المصرفية،‏ و علاقة<br />

الودائع مع الناتج المحلي الإجمالي بدراسة الميل المتوسط<br />

والحدي للإيداع المصرفي،‏ ودراسة المرونة الدخلية للودائع<br />

المصرفية،‏ ومدى تغطية الودائع للنشاط الائتماني.‏<br />

نسجل ضعف فاعلية البنوك في جذب الودائع وفقا لحصتها من<br />

الناتج المحلي الإجمالي،‏ وضعفها في تغيير الميل نحو الإيداع<br />

المصرفي،‏ مما أثر سلبا على الطاقة الإيداعية للاقتصاد عموما،‏<br />

وبالتالي ضعفها في تعبئة المدخرات وجذب المزيد من الودائع،‏<br />

وقد سجلنا تدهور القدرة الإيداعية للبنوك خاصة في الفترة<br />

1995-90، وابتداء من سنة 1996 ازدادت أهمية الودائع،‏<br />

خاصة الودائع لأجل في تغطية النشاط الائتماني،‏ وهناك العديد<br />

من الأسباب التي أثرت سلبا على هذا النشاط،‏ ومن بينها:‏<br />

قلة الوعي المصرفي،ضعف انتشار البنوك،‏ المنافسة الضعيفة في<br />

القطاع المصرفي بسبب استحواذ القطاع العام على جزء هام<br />

من النشاط الاقتصادي،‏ عدم قيام معدل الفائدة بوظيفته<br />

الأساسية وهو سالب في كثير من الأحيان،‏ صغر حجم<br />

15.5<br />

(<br />

. 30<br />

)<br />

367<br />

111<br />

1274<br />

(<br />

28<br />

(<br />

29<br />

)<br />

)<br />

)<br />

5<br />

81


____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

المصارف،‏ ضعف استخدام التكنولوجيا ونظم المعلومات مما<br />

يفقدها التنافسية،‏ ضعف الكفاءات الادارية.‏<br />

والنشاط الاقتصادي في الجزائر يتأثر بالعوائد النفطية ونتيج ًة<br />

كذلك لعدم مرافقة سياسات مالية هادفة لتحقيق الاستقرار في<br />

القطاع المصرفي حتى يحافظ على دوره في النشاط الاقتصادي،‏<br />

وبسبب أثار التضخم والمديونية لم يشكل النظام البنكي أداة<br />

دعم حقيقية لجهاز الإنتاج.‏<br />

إذ ًا فلابد من مواصلة الإصلاحات في النظام البنكي،‏ وعلى<br />

مستوى المؤسسات الاقتصادية تماشيا مع التحولات الاقتصادية<br />

العالمية.‏<br />

قائمة الجداول:‏<br />

السنة<br />

إجمالي الودائع<br />

‏(مليار د.ج)‏<br />

جدول رقم :1 حركة الودائع المصرفية وتغيرات الناتج المحلي الاجمالي<br />

ودائع تحت الطلب %<br />

إجمالي الودائع<br />

ودائع لأجل %<br />

إجمالي الودائع<br />

الناتج المحلي<br />

الإجمالي PIB<br />

‏(مليار د.ج)‏<br />

الميل المتوسط=‏<br />

إجمالي الودائع<br />

الميل الحدي=‏<br />

التغير في الودائع<br />

∆ PIB<br />

PIB<br />

-<br />

0.38 544.39 35.05 64.95 208.06 1990<br />

0.10 0.28 2005 51.02 48.98 549.8 1995<br />

0.14 0.25 2570.74 52.23 47.77 624.2 1996<br />

620. 0.27 2762.35 54.3 45.70 743.8 1997<br />

23.15 0.43 2781.58 64.44 35.56 1189 1998<br />

0.41 0.43 3168.86 65.53 34.47 1349.4 1999<br />

0.22 0.38 4023.1 63.35 36.65 1538 2000<br />

1.80 0.45 4222.1 65.13 34.87 1896.3 2001<br />

0.36 0.43 5161.6 66.4 33.6 2236.8 2002<br />

www.financealgeria.org/dgep/a36.htm<br />

المصدر:‏ 12/01/2003), - Ministère des finances Algérienne, Situation Monétaire, (Page Consultée le :<br />

Place du Marché des Entreprises,), Indicateurs Economique, (Page Consultée le 12/01/2003<br />

www.business-dz.com/renseignements/algerie-indicateurs-eco1.htm<br />

2000<br />

-<br />

القروض الخاصة إلى إجمالي القروض 92- 2000 بالنسب % .<br />

99<br />

10.9<br />

98<br />

10.1<br />

97<br />

9.3<br />

96<br />

13<br />

جدول رقم : 02<br />

95<br />

10.7<br />

92<br />

9.1<br />

الجزائر<br />

الدول<br />

Source :Nagy <strong>El</strong>tony , indecators of financial sector reforme in arab countries,finance & industry, the industrial bank of<br />

kuwait, Kuwait,N:21, 2003, : P : 151<br />

جدول رقم:‏ 3<br />

المرونة الداخلية للودائع المصرفية<br />

2002<br />

0.80<br />

2001<br />

47.53<br />

2000<br />

0.52<br />

1999<br />

0.96<br />

1998<br />

855<br />

1995<br />

0.28<br />

1991<br />

0.42<br />

السنة<br />

المرونة<br />

المصدر:‏ انطلاقا من المعطيات السابقة.‏<br />

82<br />

جدول رقم:‏ 4<br />

السنة<br />

نصيب الفرد من الودائع المصرفية و مقارنته بنصيبه من الناتج المحلي الإجمالي الوحدة د.ج<br />

2000 1999 1998 1995 1994 1993 1990<br />

38366.7 34186.02 3<strong>04</strong>02.93 19531.08 18200 15839.74 8315.74<br />

118783 110394.9 96861.75 76065.84 64796.16 44611.75 29213.8<br />

: www.business-dz.com موقع سابق , www.finance.algeria.org :<br />

نصيب الفرد من<br />

الودائع المصرفية<br />

نصيب الفرد<br />

منPIB<br />

المصدر : موقع وزارة المالية السابق


ص.‏<br />

_______________________________________________________________________________________<br />

دور البنوك وفعاليتها في تمويل النشاط الاقتصادي<br />

- حالة الجزائر<br />

السنة<br />

جدول رقم:‏ 5<br />

إجمالي القرض<br />

‏(مليار د.ج)‏<br />

أهمية الودائع في تغطية القروض و الائتمان<br />

الودائع<br />

القروض<br />

الميل الحدي<br />

التغير في القروض<br />

∆ PIB<br />

المرونة الداخلية للائتمان<br />

∆ الائتمان ∆ PIB<br />

الائتمان<br />

PIB<br />

0<br />

0<br />

-<br />

-<br />

50.25<br />

414<br />

1990<br />

0.10<br />

0.06<br />

64.63<br />

774.4<br />

1994<br />

0.99<br />

0.39<br />

56.84<br />

967.2<br />

1995<br />

0.34<br />

0.17<br />

59.<strong>04</strong><br />

1056.95<br />

1996<br />

1.32<br />

0.60<br />

-0.32<br />

0.11<br />

المصدر:‏ موقع سابق<br />

موقع وزارة المالية السابق<br />

www.Finance-algeria.org<br />

67.87 1508.6 1999<br />

82.68 1412 2000<br />

Kwww.business-dz.com<br />

جدول رقم : 06<br />

الأرقام القياسية للتطور المالي ‏[على أساس بيانات كمية وكيفية وذات مجال من 0- 10 [<br />

2003/2002<br />

3.87<br />

2001/2000<br />

3.46<br />

الجزائر<br />

:<br />

المصدر : سوزان كرين وآخرون ، تطور القطاع المالي في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ‏،معهد السياسات الاقتصادية،‏ صندوق النقد العربي،‏ أبو ظبي،‏‎8/7‎ ديسمبر 2003<br />

. 113 االات : أقل من = 2.5 منخفض جدا،‏ – 2.51 5.0 = منخفض،‏ -5.1 6.0 = متوسط،‏ -6.0 7.5 = مرتفع،‏ أعلى من = 7.5 عال جدا<br />

جدول رقم : 07<br />

البلد<br />

القطاع المالي غير<br />

القطاع المصرفي الرقم القياسي المصرفي<br />

للتطور<br />

عناصر الرقم القياسي للتطور المالي 2003/2002<br />

– التنظيم<br />

القطاع النقدي الإنتاج المالي<br />

الرقابة والسياسة النقدية<br />

البيئة المؤسسية<br />

2.22<br />

الجزائر 9.00 5.00 3.33 0.67 4.15 3.87<br />

أقل من =2.5 منخفض جدا ، 2.51 – 5.0 = منخفض،‏ -5.1 6.0 = متوسط،‏ -6.0 7.5 = مرتفع ، أعلى<br />

من = 7.5 عال جدا .<br />

المصدر :<br />

سوزان كرين وآخرون نفس المرجع السابق،‏ ص:‏‎114‎‏.‏<br />

تقارير cnes<br />

السنة<br />

العوائد النفطية ب:‏ مليون $<br />

نسبة الودائع%‏<br />

نسبة القروض%‏<br />

جدول رقم:‏ 8<br />

1990<br />

العوائد النفطية و حركة الودائع المصرفية<br />

2000<br />

20894<br />

14.02<br />

-6.4<br />

1999<br />

11803<br />

14.13<br />

18.4<br />

1996<br />

12600<br />

13.53<br />

9.2<br />

1995<br />

9008<br />

9.85<br />

24.8<br />

10934<br />

-<br />

-<br />

المصدر::‏ سكينة ابن حمود،‏ الصادرات الجزائرية خارج المحروقات،‏ مجلة العلوم الإنسانية جامعة قسنطينة،‏ عدد‎14‎‏،‏ ديسمبر 2000 ص:‏ 218-209.<br />

www.cnes.dz (opcit).<br />

, Riad Benmalek, (Page Consultée:28/<strong>04</strong>/2002), La Réforme du Secteur Bancaire en Algérie,<br />

Mémoire de Magister, Université des Sciences Sociales, Toulouse 1, 1998-1999, [En Ligne], P:17,<br />

www.biu-toulouse.fr/uss/scd/mémoire/réforme.html (opcit) , Annexes: :Riad Benalek<br />

83


____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

جدول رقم : 09 مؤشرات معدل الفائدة 2000-92 بالنسب %<br />

2000<br />

4<br />

99<br />

5.5<br />

98<br />

-0.3<br />

97<br />

-4.2<br />

96<br />

-3<br />

95<br />

-6.6<br />

92<br />

-15.8<br />

الجزائر<br />

البلد<br />

بالإعتماد على بيانات صندوق النقد الدولي<br />

جدول رقم : 10 توزيع معدلات الفائدة بالنسب %<br />

2002 2001 2000 95 90 85<br />

تنمية مالية متوسطة<br />

- الجزائر - - 3 3.3 3.3 25<br />

Source : Jean- claude Berthélemy , Nawel Ben Tahar ,financial reforms and financial development in arab countries,journal of<br />

development and economic policies,arab planing instute,kuwait,V7,N1, 20<strong>04</strong> , p 44<br />

*<br />

الهوامش :<br />

محمود حميدات،‏ مدخل للتحليل النقدي,‏ ديوان المطبوعات الجامعية,‏ الجزائر،‏ 1996، ص:‏ 141- 142.<br />

عبد ايد قدي،‏ فعالية التمويل بالضريبة في ظل التغيرات الدولية،‏ حالة النظام الضريبي الجزائري 1995-88، أطروحة دكتوراه دولة في العلوم الاقتصادية،‏<br />

- Hocine Benissad, Restructuration et Réformes Economiques, 79-93, OPU, 1994, P: 124.<br />

معهد العلوم الاقتصادية،‏ جامعة الجزائر،‏ أفريل 1995، ص:‏ 278.<br />

المادة 11 من قانون 10-90 في 1990/<strong>04</strong>/14 المتعلق بالنقد و القرض،‏ جريدة رسمية رقم:‏ 18.<br />

علي بطاهر،‏ علي بطاهر،‏ الإصلاحات الحديثة للنظام المصرفي قانون<br />

الاقتصادية،‏ جامعة الجزائر،‏<br />

10/90، رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم الاقتصادية،‏ معهد العلوم<br />

‏(غ.م)،‏ 1994، ص:‏ 161.<br />

(5) Riad Benmalek, Riad Benmalek, (Page Consultée:28/<strong>04</strong>/2002), La Réforme du Secteur Bancaire en Algérie, Mémoire<br />

de Magister, Université des Sciences Sociales, Toulouse 1, 1998-1999,<br />

, P : 39 www.biu-toulouse.fr/uss/scd/mémoire/réforme.html<br />

( 6IBID, P: 39.<br />

(<br />

أوليه هافرليسشين و توماس وولف،‏ محددات النمو في البلدان التي تمر بمرحلة انتقال،‏ +<br />

التمويل و التنمية،‏ عدد ‎2‎‏،تصدر كل ثلاثة أشهر عن صندوق النقد الدولي،‏ جوان 1999 ص:‏ ‎12‎‏،ص:‏ 23-20.<br />

فيتر تانزي،‏ التحول الاقتصادي و الدور المتغير للحكومة،‏ مجلة<br />

8 ) C.N.E.S, problématique de la réforme du Système bancaire Algérienne, (Page Consultée le 15/05/2002)<br />

www.cnes.dz/cnesdoc/conjoncture/#sommaire.<br />

(9) IBID.<br />

( 10) Riad Benmalek, opcit, P :39.<br />

( 11 ) IBID, P: 50 - 54.<br />

( 12 ) C.N.E.S, problématique de la réforme du Système bancaire Algérienne, opcit.<br />

) 13 ( حمزة محمود الزبيدي،‏ إدارة المصارف–‏ استراتيجية تعبئة الموارد وتقديم الائتمان-‏ مؤسسة الوراق،‏ عمان،‏ 2000، ص:‏ 149-144.<br />

( 14 ) C.N.E.S, (Page Consultée le 15/05/2002), Rapport Conjoncture de 2eme semestre<br />

2000,www.cnes.dz/cnesdoc/conjoncture/#sommaire.<br />

حمزة محمود الزبيدي،‏ مرجع سابق،‏ ص:‏ 144-141.<br />

نفس المرجع،‏ ص:‏ 151.<br />

نفس المرجع،‏ ص:‏ 139-138.<br />

نفس المرجع،‏ ص:‏ 166.<br />

( 19 ) C.N.E.S (Page Consultée le 15/05/2002), Rapport de Conjoncture de 2eme semestre 1995, [En Ligne ],<br />

www.cnes.dz/cnesdoc/conjoncture/#sommaire<br />

) 20 ( جميل سالم الزيدانين،‏ أساسيات في الجهاز المالي،‏ المنظور العملي،‏ دار وائل للطباعة والنشر،‏ عمان،‏ ط 1999، 1، ص:‏ 124.<br />

(1)<br />

(2)<br />

(3 )<br />

(4)<br />

( 7)<br />

( 15 )<br />

( 16 )<br />

( 17 )<br />

( 18 )<br />

84


_______________________________________________________________________________________<br />

دور البنوك وفعاليتها في تمويل النشاط الاقتصادي<br />

- حالة الجزائر<br />

( 21 )<br />

دحمان بن عبد الفتاح،‏ محاولة تقييم السياسة النقدية ضمن برامج التكييف لصندوق النقد الدولي دراسة حالة الجزائر،‏ ‏(غ.م )، رسالة مقدمة لنيل شهادة<br />

الماجستير في العلوم الاقتصادية ، معهد العلوم الاقتصادية،‏ جامعة الجزائر 1997، ص:‏ 219.<br />

( 22 ) Dib Said, Dib Said, la Situation du système Bancaire Algérien, Mediabank, le journal interne de la Banque d’Algérie,<br />

N°: 55, Août – Sep, 2001, P : 23.<br />

(23 ) F.M.I, (Page Consultée Le 15/01/2002), Alger et FMI, [En Ligne], www.imf.org/external/index.htm<br />

) 24 ( حمزة محمود الزبيدي،‏ مرجع سابق،‏ ص:‏ 164-161.<br />

( 25 )<br />

( 26 )<br />

دحمان بن عبد الفتاح،‏ دحمان بن عبد الفتاح،‏ مرجع سابق ، ص:‏ 201.<br />

حمزة محمود الزبيدي،‏ مرجع سابق،‏ ص:‏ 160-159.<br />

( 27)<br />

C.N.E.S, (Page Consultée le 15/05/2002), Problématique de la réforme du système bancaire, opcit.<br />

( 28)<br />

( 29 )<br />

( 30 )<br />

جريدة الخبر،‏ الأحد 2000/10/29، عدد:‏ 30<strong>04</strong>، ص:‏ 2.<br />

جريدة الخبر،‏ الأربعاء 2000/11/8، عدد:‏ 3013، ص:‏ 2.<br />

جريدة الخبر،‏ الخميس 2002/02/14، عدد:‏ 3397، ص:‏ 3.<br />

: قائمة المراجع<br />

الكتب:‏ 1-<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

حمزة محمود الزبيدي،‏ إدارة المصارف – استراتيجية تعبئة الموارد وتقديم الائتمان-‏ مؤسسة الوراق،‏ عمان،‏ ط.‏‎1‎‏،‏ 2000<br />

جميل سالم الزيدانين،‏ أساسيات في الجهاز المالي،‏ المنظور العملي،‏ دار وائل للطباعة والنشر،‏<br />

محمود حميدات،‏ مدخل للتحليل النقدي,‏ ديوان المطبوعات الجامعية,‏ الجزائر،‏ 1996.<br />

عمان،‏ ط 1999 1،<br />

سوزان كرين وآخرون ، تطور القطاع المالي في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ‏،معهد السياسات الاقتصادية،‏ صندوق النقد العربي،‏ أبو<br />

ظبي،‏‎8/7‎ ديسمبر 2003.<br />

Hocine Benissad, Restructuration et Réformes Economiques, 79-93, OPU, 1994<br />

-2<br />

-3<br />

الاطروحات والرسائل :<br />

1- عبد ايد قدي،‏ فعالية التمويل بالضريبة في ظل التغيرات الدولية،‏ حالة النظام الضريبي الجزائري 1995-88، أطروحة دكتوراه دولة في العلوم<br />

الاقتصادية،‏ معهد العلوم الاقتصادية،‏ جامعة الجزائر،‏ ‏(غ.م<br />

،( أفريل .1995<br />

2- دحمان بن عبد الفتاح،‏ محاولة تقييم السياسة النقدية ضمن برامج التكييف لصندوق النقد الدولي،‏ دراسة حالة الجزائر،‏ رسالة مقدمة لنيل شهادة<br />

الماجستير في العلوم الاقتصادية،‏ معهد العلوم الاقتصاد،‏ جامعة الجزائر ‏(غ.م<br />

.1997 ،(<br />

3- علي بطاهر،‏ الإصلاحات الحديثة للنظام المصرفي قانون 10/90، رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم الاقتصادية،‏ معهد العلوم<br />

الاقتصادية،‏ جامعة الجزائر،‏<br />

الات:‏<br />

‏(غ.م)،‏ 1994.<br />

-1<br />

سكينة ابن حمود،‏ الصادرات الجزائرية خارج المحروقات،‏ مجلة العلوم الإنسانية ، عدد‎14‎‏،جامعة قسنطينة،‏<br />

ديسمبر 2000.<br />

مجلة التمويل و التنمية،‏<br />

عدد 2،<br />

جريدة الخبر:‏ الأحد 2000/10/29، عدد:‏ 30<strong>04</strong>.<br />

مجلة فصلية ‏،تصدر كل ثلاثة أشهر عن صندوق النقد الدولي،‏ جوان 1999.<br />

الأربعاء 2000/11/8، عدد:‏ 3013. الخميس 2002/02/14، عدد:‏ 3397.<br />

-2<br />

-3<br />

4-Dib Said, la Situation du système Bancaire Algérien, Mediabank, le journal interne de la Banque d’Algérie, N°: 55,<br />

Août – Sep, 2001<br />

5- Nagy <strong>El</strong>tony , indecators of financial sector reforme in arab countries,finance & industry, the industrial bank of<br />

kuwait , Kuwait,N:21, 2003<br />

6-Jean- claude Berthélemy , Nawel Ben Tahar ,financial reforms and financial development in arab countries,journal of<br />

development and economic policies,arab planing instute,kuwait,V7,N1, 20<strong>04</strong><br />

5- المادة 11 من قانون 10-90 في 1990/<strong>04</strong>/14 المتعلق بالنقد و القرض،‏ جريدة رسمية رقم:‏ 18.<br />

85


____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

مواقع الانترنت:‏<br />

1-C.N.E.S, (Page Consultée le 15/05/2002), Rapport Conjoncture de 2eme semestre 2000,<br />

www.cnes.dz/cnesdoc/conjoncture/#sommaire.<br />

2- F.M.I, (Page Consultée Le 15/01/2002), Alger et FMI, [En Ligne], www.imf.org/external/index.htm<br />

3- Ministère des finances Algérienne, , Situation Monétaire,www.finance-algeria.org/dgep/a36.htm .<br />

4- Place du Marché des Entreprises Indicateurs Economique, www.business-dz.com/renseignements/algerieindicateurs-eco1.htm<br />

5- Riad Benmalek, Riad Benmalek, (Page Consultée:28/<strong>04</strong>/2002), La Réforme du Secteur Bancaire en Algérie,<br />

Mémoire de Magister, ,, www.biu-toulouse.fr/uss/scd/mémoire/réforme.html Université des Sciences Sociales,<br />

Toulouse 1, 1998-1999<br />

6-C.N.E.S, Rapport Conjoncture de 2eme semestre 2000 www.cnes.dz/cnesdoc/conjoncture/#sommaire,<br />

-4<br />

86


_____________________________________________________________________________________<br />

التسيير الاستراتيجي للمؤسسات – مقاربة مفهومية وتحديات التنافسية<br />

عبد المليك مزهوده -<br />

جامعة بسكرة<br />

<br />

<br />

"<br />

:<br />

:<br />

الملخص يعتبر التسيير الاستراتيجي اليوم ممارسة متجذرة في<br />

المؤسسات بمختلف وظائفها وعملياا ومستوياا التنظيمية<br />

ليصنع سر تفوقها التنافسي ويضمن ديمومتها.‏ وعلى قدر<br />

سرعة التحولات التي يشهدها كل من المحيط و المؤسسة على<br />

حد سواء إزدادت أهميته ليكون الركن الأساس لضمان<br />

التنافسية.‏ غير أنه كباقي المصطلحات التسييرية يرهن مفهومه<br />

ممارسته ومن ثم تعامله مع التحديات التي يواجهها،‏ وهو ما<br />

نسلط عليه الضوء في هذه الورقة.‏<br />

الكلمات المفتاحية الاستراتيجية،‏ التسيير الاستراتيجي،‏<br />

التنافسية،‏ الهيكلة،‏ المحيط<br />

مقدمة :<br />

يعتبر ظهور التسيير الاستراتيجي كمصطلح<br />

وكممارسة في المؤسسات حديث العهد إذ يرجع إلى مرحلة<br />

السبعينات ليأتي ظهوره كمرحلة من مراحل تطور<br />

الاستراتيجية .. ‏(أنظر مزهودة:‏ تطور الفكر الاستراتيجي<br />

ففي عز تطور التخطيط الاستراتيجي وانتشاره في<br />

المؤسسات بادر ،Ansoff انطلاقا من بعض إرهاصات الفشل<br />

في الميدان،‏ إلى التفكير في التسيير الاستراتجي كتيار يحوي فيما<br />

بعد التخطيط الاستراتيجي وينقذ استراتيجية المؤسسة من<br />

العقلانية المفرطة،‏ فنظم سنة الندوة العالمية الأولى<br />

للتسيير الاستراتيجي والتي تلاها سنة 1976 بمؤلف مشترك<br />

مع<br />

1973<br />

.( 2003<br />

From Strategic planning عنونوه Declerck و Hayes<br />

Avenier .to strategic management<br />

.[13<br />

،1988]<br />

وقد بدا ذلك في البداية مجرد تحول سميولوجي ليس إلا،‏ لأن<br />

اال لم يكن آنئذ يسمح بمثل هذه التغيرات الجذرية.‏ Joffre<br />

69] ‏.غير أن مع النقائص التي ميزت<br />

و<br />

التخطيط الاستراتيجي آتذاك والتي نذكر منها:‏<br />

،1985] Koeing<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

اندفاع المسيرين نحو المدى الطويل رغم غياب المعلومات<br />

عنه.‏<br />

الاهتمام بالخطط أكثر من التخطيط ‏(المحتوى أهم من<br />

العملية).‏<br />

الاعتماد على معايير المردودية.‏<br />

السعي نحو تقليص اللايقين بدلا من تضخيمه وتصور<br />

مستقبلات المؤسسة على ضوء ذلك<br />

وكذا الانتقادات اللاذعة التي وجهت للمصفوفات باعتبارها<br />

أشهر أدوات التحليل الاستراتيجي آنئذ والتي صرح عنها<br />

رئيس إحدى أكبر الجمعيات الصناعية<br />

الأمريكية قائلا لقد فعلت المصفوفات في المؤسسات<br />

الأمريكية ما لم تفعله المنافسة اليابانية<br />

بسبب:‏<br />

‏-الوضعية التي تصورها عن المؤسسة ما هي إلا وضعية تاريخية<br />

ولن تستمر بالضرورة.‏<br />

‏-تربط تطور المؤسسة بالثنائيات سوق/منتوج بدلا من<br />

مهاراا وكفاءا.‏<br />

‏-تعتمد كثيرا على التجزئة التي مل تماما أفضليات الزيادة.‏<br />

‏-اقتصار تحليلها على بعدين اقتصاديين مهما كثرت خاناا.‏<br />

،1998]<br />

Giget<br />

"<br />

R.Wiliamson<br />

[231<br />

نتيجة لكل هذا تقلصت مصداقية استراتيجية المؤسسة ككل<br />

فجاء التسيير الاستراتيجي حسب مؤسسه<br />

للمزاوجة بين التخطيط والتنفيذ<br />

الاستراتيجيين بأبعاد عديدة شملت الموارد،‏ التنظيم،‏ العلاقات<br />

بين الأطراف الفاعلة داخل المؤسسة...‏ واحتل حيزا هاما في<br />

أدبيات التسيير بل أخذ مكانة لا تقل أهمية عن مكانة<br />

الاستراتيجية نفسها لدى المسيرين و المنظرين على حد سواء<br />

أنظر مزهودة:‏ الفكر الاستراتيجي من نموذج<br />

النظرية الاستراتيجية،‏ 2003].<br />

I. Ansoff<br />

SWOT إلى<br />

[<br />

27<br />

،1989]<br />

.I<br />

]<br />

المقاربات المفهومية للتسيير الاستراتيجي<br />

بنظرة شكلية،‏ يبدو أن التسيير الاستراتيجي ينحصر في مهمتين<br />

أساسيتين هما إعداد الاستراتيجيات و تنفيذها<br />

غير أن استقصاء الدراسات الميدانية والقراءة<br />

المسحية لأدبيات إستراتيجية المؤسسة خصوصا بعد إضفاء<br />

طابع السيررة عليها (Processus) تبين أن المعالجة المفهومية<br />

للتسيير الاستراتيجي وردت بمقاربات مختلفة.‏ منها التي تحصره<br />

في إحدى المهمتين،‏ ومنها التي تعالجه كالاستراتيجية،‏ ومنها<br />

التي تقدمه بكيفيات شمولية يصعب معها حصر أنشطته.‏<br />

فمن منطلق اعتباره الواجهة العملية لإعداد الاستراتيجية يرى<br />

.S Auvé أن التسيير الاستراتيجي هو أصلا تسيير للاستراتيجية<br />

كونه يعني ‏"التحديد الفعال والتنسيق بين:‏<br />

‏*المهمة والنظرة<br />

‏*المحاور الاستراتيجية<br />

S. Auvé<br />

.[73 ،2001]<br />

،1996]<br />

Marmuse<br />

[79-78<br />

87


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

‏*الأهداف الاستراتيجية<br />

‏*الاستراتيجية<br />

‏*الخطط الاستراتيجية"‏ S.Auvé<br />

من الشكل يبدو أن هذه الرؤية للتسيير الاستراتيجي تركز أ<br />

كثر على التخطيط و النظرة المستقبلية إلى وضعية المؤسسة أي<br />

تحصره في اعداد الاستراتيجية وبالتالي تعالجه معالجة لا تختلف<br />

عما كان سائدا في السبعينات.‏<br />

[ 73 ،2001]<br />

أما من زاوية القرارات ينظر إلى التسيير<br />

الاستراتيجي على أنه"مجموعة القرارات والأفعال التي دف<br />

إلى خلق الأفضلية التنافسية الدائمة...‏ ولا يتوقف الأمر عند<br />

تحقيق مركز القيادة في السوق فحسب بل يتعدى إلى تحقيق<br />

موقع ملائم مقارنة مع المنافسة"‏ لأن الاستمرارية تقتضي من<br />

كل مؤسسة أن تعالج وبصفة جذرية إشكاليتين أساسيتين هما:‏<br />

البحث عن التموقع مقارنة مع المحيط و إيجاد الهيكلة والتشغيل<br />

اللذان يحققان النمو ويجعلان التكاليف تبقى في مستويات أقل<br />

من النواتج التي تفرزها<br />

غير أنه ذا التعريف فالتسيير الاستراتيجي لن يختلف كثيرا عن<br />

الاستراتيجية وينحصر في بناء الأفضلية التنافسية وإيجاد التموقع<br />

المناسب في السوق مغفلا جوانب النظرة الاستراتيجية،‏ الموارد،‏<br />

الرقابة...‏ التي تراهن عليها المؤسسات لضمان السبق<br />

والتنافسية.‏<br />

.[10<br />

Chassang<br />

[2002، ص‎8‎‏-‏<br />

Chassang<br />

وفي مقابل هذا الطرح يعالج التسيير الاستراتيجي بمقاربة عملية<br />

محضة،‏ إذ يعرف بأنه ‏«مجموع مهام الإدارة العليا التي دف<br />

إلى تثبيت المؤسسة في مسارات تطورها المستقبلي وتزويدها<br />

بالوسائل التنظيمية اللازمة».‏al ،2000]Helfer et 13].<br />

وذلك بالاعتماد على المبادئ التالية:‏<br />

- الأخذ في الحسبان للعلاقة مؤسسة/سوق.‏<br />

- تحديد هيئة أو واجهة المؤسسة في محيطها.‏<br />

- المتابعة الدائمة للفرص التي يتيحها المحيط<br />

.<br />

*"<br />

*<br />

*<br />

* - المخاطرة<br />

*<br />

- *<br />

- إنشاء أو خلق التنافسية المستقبلية للمؤسسة.‏<br />

عدم إمكانية تعويض التسيير الاستراتيجي بواحدة من<br />

هيئات المؤسسة.‏<br />

إدماج المديين البعيد والقريب".‏<br />

L.Fahey et<br />

- *<br />

. [ 24،1997]al<br />

وبشكل أكثر تحديدا لهذه المهام يرى<br />

التسيير الاستراتيجي يتناول ‏"التحليل الاستراتيجي الذي يسمح<br />

بتحديد الوضعية الاستراتيجية للمؤسسة،‏ الخيارات<br />

الاستراتيجية التي تتمثل في تحديد الأفعال(‏Actions‏)‏ المحتملة<br />

وتقييمها والمفاصلة بينها،‏ والتوظيف الاستراتيجي الذي يخص<br />

في نفس الوقت التخطيط والتنفيذ للاستراتيجيات المختارة<br />

وتسيير التغيير الذي تفرضه هذه الخيارات"‏ Johnson et<br />

لتظهر عناصر التسيير الاستراتيجي<br />

بيانيا كما موضح في الشكل رقم<br />

:(02)<br />

[39 ،2000]<br />

Scholes<br />

من الشكل تتضح العناصر الأساسية للتسيير الاستراتيجي التي<br />

تتمحور حول اختيار الأهداف،‏ تبني الخيارات الاستراتيجية و<br />

تفعيل الموارد والتي هي في الحقيقة أبعاد أضيفت لتطوير<br />

الاستراتيجية حتى تتحول هذه الأخيرة إلى التسيير الاستراتيجي<br />

.[ 28 ،2003] Tugrul et Atmer<br />

بنظرة شمولية،‏ هناك من يرى أن التسيير الاستراتيجي هو ‏"نمط<br />

للتفكير والفعل يبحث عن ربط الأفعال العملية بالتوجيهات<br />

الاستراتيجية وإدماج تنفيذ العملية ضمن الرؤى الكبرى<br />

للمؤسسة"‏ Spitezki. ،1995] .[51<br />

و مع كون استمرارية المؤسسة مرتبطة بشكل مباشر بإنشاء<br />

وإعادة تكوين طاقاا وامكاناا من حيث المنتجات،‏ الأسواق<br />

الجديدة ، التكنولوجيا،‏ عمليات التحول،‏ الهياكل،‏ الموارد<br />

البشرية المؤهلة أو النادرة،‏ أو بالأحرى الطاقات التي تضمن<br />

التنافسية،‏ فإن التسيير الاستراتيجي هو الكفيل بإنشاء وإعادة<br />

تكوين هذه الطاقة بعبارة أخرى ، إذا كان<br />

التسيير الجاري هو عملية انجاز واستغلال الطاقات فإن التسيير<br />

الاستراتيجي هو الذي يجعل المؤسسة تكون في وضعية الإنجاز<br />

وبذلك ينقسم تسيير المؤسسة<br />

عوما-‏ إلى بعدين بعد إستراتيجي يوفر الإمكانيات<br />

والامكانات وبعد جاري يستغلها ويوظفها.‏<br />

–<br />

.(potentiel)<br />

[23،<br />

1994]Martinet<br />

في الحقيقة إن تدعيم قدرات المؤسسة لم يعد خيارا قد تتبناه أو<br />

تغض الطرف عنه وإنما هو ضرورة أملته المنافسة التي أخذت<br />

طابع الكونية ولم تعد أية مؤسسة محمية منها أو بمنآى عنها<br />

مهما كانت الأفضليات المحصلة عليها.‏ وذا المنطق يكون<br />

توظيف الاستراتيجية هو السعي إلى تجسيد<br />

القرارات التي تسمح بخلق واستغلال الوضعيات التي تدفع<br />

المنافسين إلى اللامبالاة والإهمال المعنوي و بالتالي قبول<br />

الشروط التي تفرض عليهم.‏ وهو ما يتجسد بالتوفيق بين<br />

السلوكات الهجومية تجاه الزبائن لغزو حصص السوق<br />

والسلوكات الدفاعية ضد المنافسين لحماية الحصص المحصلة<br />

غير إن إنشاء الإمكانيات<br />

وخلق الطاقات وان كان يمثل صلب التسيير الاستراتيجي،‏ إلا<br />

أنه يبقى عاما جدا وصعب التقييم ويحتاج إلى تحديد أدق<br />

.[92-87<br />

Déploiement<br />

،1995] Spitezki.<br />

Scholes و Johnson أن<br />

88


_____________________________________________________________________________________<br />

التسيير الاستراتيجي للمؤسسات – مقاربة مفهومية وتحديات التنافسية<br />

•<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

.7<br />

.8<br />

.9<br />

.10<br />

.11<br />

•<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

.7<br />

.8<br />

.9<br />

للمهام والأنشطة التسييرية التي تمكن من ذلك فعلا و إلى<br />

ضبط معايير تقييم الإنشائية بالمؤسسة.‏<br />

(Créativité)<br />

ومن باب المعالجات الشمولية،‏ أيضا لكن بصورة أدق<br />

خصوصا من حيث المهام،‏ يرى<br />

أن التسيير الاستراتيجي يتمثل في التوفيق بين قوى أو<br />

أبعاد ثلاثة بالمؤسسة ذات طابع عملياتي أو سيروري<br />

ويتعلق الأمر بالسيرورة الاقتصادية<br />

والسيرورة السياسية<br />

والسيرورة الاجتماعية<br />

-16، 1993] Théitart<br />

Processus<br />

Processus politique<br />

Processus social حيث:‏<br />

-<br />

[26<br />

.Processus<br />

économique<br />

•<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

.7<br />

.8<br />

.9<br />

السيررة الاقتصادية:‏ تحاول الإجابة على الأسئلة:‏ ما<br />

ذا تريد المؤسسة؟ من هي؟ ما ذا تريد فعله؟ وماذا ستفعل؟<br />

وتتجسد بالمراحل التالية:‏<br />

تحديد مجالات النشاط الاستراتيجي.‏<br />

تحديد مهمة المنظمة<br />

تحديد الأهداف الكمية والنوعية المرغوبة.‏<br />

اختيار حافظة الأنشطة.‏<br />

تحليل المحيط.‏<br />

تقييم الموارد<br />

تحديد الفارق الاستراتيجي<br />

تمثيل حافظة الأنشطة ‏(المصفوفات)‏<br />

إعداد الاستراتيجية<br />

تحديد التوجهات والسياسات الكبرى<br />

تقييم الاستراتيجيات والسياسات<br />

الخيارات الاستراتيجية<br />

إعداد البرنامج والخطط العلمية<br />

التغيير النقدي.‏<br />

.10<br />

.11<br />

.12<br />

.13<br />

.14<br />

•<br />

السيرورة السياسية:‏ تم بتوازن قوى الأطراف<br />

الفاعلة داخل المؤسسة أو الآخذة للقيمة التي تنتجها هذه<br />

الأخيرة.‏ ونحاول الإجابة على الأسئلة التالية:-من هي<br />

الأطراف الفاعلة؟ ‏-ما ذا يستطيعون فعله؟ ‏-ما ذا يمكن فعله<br />

معهم أو ضدهم؟ ما ذا تقرر فعله؟ وتتجسد بالمراحل<br />

التالية:‏<br />

تحديد الأطراف الفاعلة.‏<br />

تحليل العلاقات الديناميكية بين هذه الأطراف.‏<br />

البحث عن قاعدة سياسية وتقييم للمعارضة.‏<br />

تحليل التأشيرات السياسية الداخلية والخارجية.‏<br />

تقييم النظام السياسي لمختلف الفاعلين.‏<br />

سبق رد فعل الأطراف الفاعلة.‏<br />

البحث عن الاستقلال الاستراتيجي.‏<br />

اختيار الحلفاء.‏<br />

اختيار ومفاوضة الحلفاء.‏<br />

إعداد الاستراتيجية.‏<br />

سبق رد فعل المعارضين.‏<br />

السيرورة البيروقراطية:‏ بعد الأخذ يعين الاعتبار<br />

للبعدين الاقتصادي والسياسي يتناول التسيير الاستراتيجي<br />

تساؤلات أخرى ك:‏ ما هو التنظيم؟ ما هي عملية اتخاذ<br />

القرار؟ ما هو أسلوب تنشيط الأفراد؟ وما هي إجراءات<br />

الرقابة؟ والإجابة على مثل هذه التساؤلات تقتضي إتباع<br />

المراحل التالية؟<br />

اختيار درجات المركزية<br />

تحديد حجم الوحدات التشغيلية<br />

نوعية تقييم العمل<br />

اختيار وسائل التنسيق<br />

إعداد نظام المعلومات<br />

اختيار نمط الحفظ<br />

تحديد المراحل<br />

اختيار الأفاق الزمنية<br />

شرح محتوى الخطط<br />

إعداد مراحل عملية اتخاذ القرار<br />

تحديد مستوى مشاركة الأفراد في القرارات<br />

إعداد نظام للتقييم والمكافأة<br />

ضبط اطر الحرية المتروكة للعمليين<br />

تحديد كثافة التأطير ومتابعة أنشطتها<br />

.10<br />

.11<br />

.12<br />

.13<br />

.14<br />

تعكس الوضعبات المرقمة مختلف حالات التفريط أو الإفراط<br />

أو الموازنة بين الأبعاد الثلاثة لتمثل الوضعية رقم حالة<br />

التوازن.‏ إذ تحظى السيروارت الثلاثة بنفس درجة الاهتمام من<br />

قبل المسيرين وهو ما يمنح الدرجة الكافية من الليونة<br />

للمؤسسة.وإذا كان الاهتمام بالبعدين الاقتصادي و التنظيمي<br />

من الأمور الطبيعية بالمؤسسات الاقتصادية خصوصا الكبيرة<br />

منها و المعقدة،‏ فان الاهتمام بالبعد السياسي فرضه الفهم<br />

المدرك للمؤسسة كسياق سياسي تتعارض فيه مصالح<br />

الأطراف الفاعلة من مساهمين،‏ مسيرين،‏ دائنين،‏ موردين،‏<br />

أفراد...‏ وحسب المشروع الأوروبي الاجتماعي الاستراتيجي<br />

European Societal strategy Project فان هذا الإدراك يزود<br />

المؤسسة ب:‏<br />

8<br />

89


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

"<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

الانفتاح،‏ الليونة وإمكانية الإجابة في الوقت المناسب<br />

لمختلف التحولات.‏<br />

الحساسية تجاه الفروقات الثقافية و الإيديولوجية<br />

والسياسية موعات المصالح وطنيا ودوليا.‏<br />

سبق وتقييم آثار توجهات الأحداث الاجتماعية<br />

والاقتصادية.‏<br />

إدراج التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية في القرارات<br />

الاقتصادية.‏<br />

اتصال وتعامل فعال مع اموعات الخارجية.‏<br />

سيرة فعالة في العلاقات مع الحكومة والنظام السياسي.‏<br />

تسيير داخلي فعال في حالة التعددية.‏<br />

تسيير فعال لحالات تقليص العمال أو المكننة أو إعادة<br />

التوظيف.‏<br />

القدرة على الإجابة لاحتياجات وتطلعات الأفراد<br />

:[284-283 ،1983] Martinet<br />

وقد دفع تعدد سياقات المؤسسة البعض إلى تعريف التسيير<br />

الاستراتيجي على أنه نظام حكم للمؤسسة يوفق ويفصل بين<br />

مناطق ‏(جمع منطق)‏ متعارضة ومتناقضة ك السبق ورد<br />

الفعل،‏ الاندماج و التميز،‏ الداخلي و الخارجي،‏ المقصود و<br />

وهو<br />

الناشئ،‏ تراكم الخبرات والقطيعة<br />

الذي يرى<br />

ما ذهب إليه أيضا<br />

أن التسيير الاستراتيجي هو نظام للتفكير منظم وموجه<br />

للتصرف الجماعي قادر على التوفيق بين تناقضان تفاعلات<br />

مختلف الأطراف.‏ إذا فهو عملية جدلية بين الاتفاق<br />

والاختلاف،‏ الاستقرار و التذبذب،‏ التطور والثورة....‏<br />

ومن جملة هذه الرؤى نخلص الى أن التسير الاستراتيجي لا<br />

يتوقف عند اعداد الاستراتيجيات و تنفيذها على اعتبار أن<br />

عملية التنفيذ تنفصل زمنيا عن عملية الاعداد.‏ وانما هو عملية<br />

مكونة من مجموعة مهام متداخلة زمنيا تتناول.‏<br />

[24 ،1996] Roux<br />

[114<br />

،1994] Lauriol<br />

-<br />

علاقة المؤسسة بمحيطها أخذا بعين الاعتار خصوصيات<br />

المحيط من تعقد وعدوانية و تذبذب بين الفرص أحيانا و<br />

المخاطر أحيانا أخرى.‏ وفي ذلك يهتم التسيير الاستراتيجي<br />

التي تضمن تناسق<br />

بالتشكلات أو التهيآت<br />

وتكامل واجهة المؤسسة مع افرازات المحيط.‏<br />

رسم المسارات المستقبلية للمؤسسة وتحديد مختلف<br />

الوضعيات،‏ المرغوب والمحتومة وكذا الوضعيات التي تؤول<br />

إليها عوامل المحيط وإمكانيات المؤسسة.‏<br />

رصد إرهاصات تحولات المحيط.‏<br />

اتخاذ القرارات التي تضمن تثبيت المؤسسة على<br />

المسارات المرغوبة.‏<br />

هندسة العلاقات الداخلية ومختلف العمليات على النحو<br />

الذي يضمن تعظيم الثروة المنشأة لمختلف الأطراف الآخذة<br />

‏(زبائن،‏ أفراد،‏ ملاك،‏ جماعات ضاغطة...).‏<br />

الحرص على امتلاك حافظة أفضليات تنافسية تضمن<br />

دوام التفوق التنافسي والبقاء المستمر في الموقع المرغوب فيه<br />

وليس الأحسن لان الأمر يتوقف على طبيعة الافضليات<br />

المكتسبة.‏<br />

بناء التفوق على المهارات الجماعية للمؤسسة على<br />

اعتبار هذه الأخيرة عصارة المعرفة الجماعية التي يصعب تقلها<br />

أو توظيفها من قبل المنافسين.‏<br />

تسببر علاقات المؤسسة مع مختلف القوى الفاعلة بقالب<br />

سياسي و بدور الحكم الذي يوفق بين مختلف المصالح<br />

المتعارضة.‏<br />

إذن يمكن القول أن التسيير الاستراتيجي هو عملية معقدة<br />

متعددة الأبعاد،‏ تنطلق من مبدأ تعظيم القيمة لشركاء المصلحة<br />

في المؤسسة،‏ دف إلى ضمان التنافسية الدائمة باكتساب<br />

حافظة المهارات التي تغذي أفضلياا على منافسيها من جهة<br />

والتموقع في الوضعيات الأنسب لخيارات المؤسسة.‏ تتناول<br />

المؤسسة داخليا بتوفير الشروط التنظيمية الداعمة لتعظيم القيمة<br />

المنشأة وخارجيا على النحو الذي يضمن التوافق والتكامل مع<br />

المحيط.‏ يسترشد من قاعدة المستقبل ضابط الحاضر لتكون<br />

النظرة و النوايا الاستراتيجية هي الموجه لمختلف الحركات و<br />

التموقعات.‏<br />

"<br />

.II<br />

تحديات التسيير الاستراتيجي<br />

إن إدراك التسيير الاستراتيجي على أنه عملية<br />

مهيكلة منطقيا تضم تسلسل عمليات اختيار الأهداف<br />

الاستراتيجية،‏ تحليل المحيط،‏ تقييم الاستراتيجيات الحالية<br />

والمستقبلية،‏ إعداد الاستراتيجية تنفيذها ووضع نظام الرقابة<br />

يخضعه لنوع من المعيارية<br />

الاستراتيجية<br />

في التعامل مع ابعاده الأساسية من محيط،‏ موارد،‏ تنظيم<br />

وأهداف.‏ غير أن واقع الممارسة يكشف عن رؤى جديدة<br />

تماما لهذه الآبعاد هي بمثابة تحديات يتعبن رفعها.‏<br />

[13 ،1993]Oréal<br />

-1<br />

العلاقة مؤسسة/محيط:‏<br />

المحيط،‏ بالتعريف،‏ يمثل مختلف القوى والعوامل التي<br />

لا يمكن أو يصعب على المؤسسة التحكم فيها وتقع ضمنيا<br />

خارج المؤسسة ولو أن تصور الحدود بين المؤسسة و المحيط<br />

تبقى مسألة افتراضية كون الكثير من العوامل الداخلية هي<br />

امتداد للمحيط في المؤسسة.‏ وإذا كان تصنيف هذه العوامل<br />

(Configurations)<br />

(compatibilité)<br />

-<br />

-<br />

-<br />

90


_____________________________________________________________________________________<br />

التسيير الاستراتيجي للمؤسسات – مقاربة مفهومية وتحديات التنافسية<br />

إلى اقتصادية اجتماعية سياسية وتكنولوجية أو ما يسمى<br />

يبقى<br />

بتحليل<br />

لأغراض التحليل مقبولا،‏ فإن ما يفرض اليوم على المؤسسة<br />

كتحد هو كيفية التعامل مع هذه العوامل لان مسألة الفصل<br />

بين الفرص و المخاطر لم تعد مجدية إذ يمكن إدراك نفس<br />

العامل مرة كخطر ومرة كفرصة.‏<br />

[122<br />

،2000] Scholes& Johnson ،PEST<br />

فالعلاقات مع المتنافسين قد ذهبت إلى أبعد مما تصوره<br />

في نموذج القوى الخمس ‏(حدة المنافسة،‏ القدرة التفاوضية<br />

للموردين،‏ القدرة التفاوضية للزبائن،‏ الداخلون الجدد،‏<br />

منتجات الاحلال)‏ فظهور منافس جديد في السوق قد يمثل<br />

بالنسبة للمؤسسة خطرا من باب المزاحمة على النصيب في<br />

السوق وقد يمثل فرصة من باب الشراكة أو التحالف مع هذا<br />

المنافس أو حتى شراء مؤسسته لتدعيم القدرات الإنتاجية كما<br />

تفعل المؤسسات المتعددة الجنسيات مع مؤسسات البلدان<br />

المستقبلة فتضمن بذلك اندماجا اجتماعيا سهلا في اتمعات<br />

وفي نفس الوقت تتفادى العوائق الاجتماعية والتنافسية.‏<br />

Porter<br />

وفي الاتجاه المعاكس،‏ أي العلاقة مع الموردين،‏ فالمورد الذي<br />

هو مصدر المواد ومستلزمات العملية الإنتاجية أصبح مصدرا<br />

لاستغلال المهارات وتدعيم الأفضلية التنافسية.‏ حيث أن<br />

عمليات التقاول الباطني تمكن المؤسسة من<br />

استغلال مهارات وكفاءات المورد من خلال أحرجة<br />

بعض أنشطتها وهنا يشهد الفكر<br />

الاستراتيجي ميلاد مفهوم جديد لعملية الإنتاج إذ أن جميع<br />

أنشطة المؤسسة قابلة للاخرجة ماعدا تلك التي كونت فيها<br />

المهارات الأساسية بمفهوم<br />

ولنا في تعامل المؤسسات الإيطالية لإنتاج الصدرات(‏Pulls‏)‏<br />

مع عملية الإنتاج خير دليل،‏ إذ ركزت على عمليات التموين،‏<br />

إعداد النماذج والتسويق التي تمتلك فيه مهارات متميزة<br />

وأخرجت بقية العمليات الإنتاجية للمقاولين الباطنيين<br />

وهو ما حقق لها تفوقا تنافسيا كبيرا على نظيراا<br />

الفرنسية التي أبقت على النموذج الكلاسيكي للإنتاج<br />

.[1999]<br />

Sous-<br />

Schottl<br />

Sous-traitance<br />

Hamel & Prahalad<br />

Externalisation<br />

.traitants<br />

[51 ،1996]<br />

وبذلك شملت المنافسة،‏ إضافة إلى المزاحمة على الزبائن،‏ المزاحمة<br />

على الموردين بحثا عن مصادر التنافسية التي تقع في مجمل<br />

سلسلة القيم التي تمتد من الموردين إلى الزبائن مرورا بالمؤسسة<br />

وبالتالي قد تستغل المؤسسة أفضليات تنافسية موجودة<br />

خارجها أو بالأحرى في المحيط.‏<br />

إن مثل هذا الطرح لادراك المؤسسة للتعاملات مع<br />

المحيط يقتضي من هذه الأخيرة الإصغاء والتحسس على كل<br />

ما يحدث خارجها لرصد ارهاصات تحولاته أو ممارسة ما<br />

يسمى باليقظة الاستراتيجية.‏<br />

اليقظة الاستراتيجية هي ‏"العملية الاستعلامية<br />

المقصودة التي تبحث المؤسسة ا عن المعلومات ذات الطابع<br />

السبقي لمحيطها الاجتماعي والاقتصادي سعيا الى خلق الفرص<br />

وتقليص المخاطر.‏ وقد تحمل هذه المعلومات إرهاصات<br />

وإشارات إنذارية تمكن المؤسسة من الاحتراز"‏<br />

ويصطلح عليها أيضا بالذكاء الاقتصادي.‏<br />

والمسيرين في حاجة إلى إدارة اليقظة التي تضم أنظمة تحليل،‏<br />

تلقي،‏ غربلة المعلومات لتدعيم الترعة الرؤيوية<br />

بالمؤسسة<br />

وتجدر الإشارة إلى أن اليقظة قد أصبحت<br />

وظيفة قائمة بذاا في المؤسسات وهي تمارس بآليات،‏ طرق،‏<br />

أدوات قد صممت من قبل الممارسين و المنظرين و<br />

المستشارين لتؤدي دورها على أكمل وجه بالمؤسسة.‏<br />

H. Lesca<br />

Tendance<br />

R. Salmon & Y. de Linares<br />

...<br />

[1998،20]<br />

visionnaire<br />

. [117 ،1997]<br />

-2<br />

التنظيم الشبكي والأفقي:‏<br />

أن إشكالية العلاقة بين الاستراتيجية والهيكلة هي مسألة قديمة<br />

متجددة رغم أن Schandler قد فصل في الأمر سنة<br />

في كتابه الشهيرstructure Strategy and بعد دراسة وافية<br />

للعلاقة بين المتغيرين في كبريات المؤسسات الأمريكية منذ<br />

حيث توصل إلى خلاصته المشهورة:‏ الهيكلة تتبع<br />

78]، إلا أن المسالة<br />

الاستراتيجية<br />

بقيت محل نقاش وإثراء نظريا وميدانيا لنشكل حجر الزاوية في<br />

الممارسة الاستراتيجية وأفرز الأمر أشكالا تنظيمية جديدة<br />

قلبت مفاهيم ومبادئ التنظيم الكلاسيكية رأسا على عقب.‏<br />

ففي إطار التعاملات والعلاقات الجديدة داخل المؤسسة وبين<br />

مختلف الأعوان أصبح التنظيم السلمي يشكل عائقا أمام<br />

تشكلات المؤسسة ويعيقها على تبني التهيئة<br />

الأنسب وهو ما يفرض إعادة النظر في مبادئه الأساسية<br />

خصوصا منها:‏<br />

1962<br />

،2003]C Kennedy<br />

configuration<br />

1850<br />

-<br />

-<br />

-<br />

التحكم و التكامل حسب وحدات الوظائف الرئيسية<br />

المساهمة في النتيجة.‏<br />

تخصص الوحدات وظيفيا.‏<br />

استقلالية مراكز الربح.‏<br />

[53 ،1996] Scoettl<br />

وبدلا من التنظيم السلمي الذي يركز على المنصب والفرد<br />

كوحدة قاعدية ظهر التنظيم الأفقي أو ما يسمى المؤسسة<br />

الأفقية التي تتبنى أشكالا تنظيمية تركز على العمليات المفتاحية<br />

بالمؤسسة و المهارات الأساسية المحدد ة للنجاح.‏ ففي<br />

91


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الصناعات الصيدلانية مثلا حيث يعتبر اكتشاف الجزيئات<br />

Molécules‏،كعملية من بين العمليات بالمؤسسة،‏ أهم من<br />

عملية الانتاج في حد ذاا لذلك فهي الأولى في التنظيم.‏ بصفة<br />

عامة يقوم التنظيم الأفقي على المبادئ التالية:‏<br />

الوحدة القاعدية في المؤسسة هي اوعة أو الفريق.‏<br />

السلطة ترجع إلى مسؤول العملية الذي يتحمل<br />

المسؤولية كاملة عن كل عملية مفتاحية.‏<br />

إلغاء أو أخرجة المهام التي لا تضيف قيمة.‏<br />

منح إمكانية اتخاذ القرار لجميع أعضاء الفريق كل في<br />

إطار مجال تدخله المباشر.‏<br />

العمل بالتعاون المباشر مع الزبائن و الموردين<br />

وتعنية<br />

مسألة<br />

الأفراد.‏<br />

الاعتماد المكثف على المعلوماتية<br />

الاعتماد على تعدد المهارات لدى الأفراد<br />

تشجيع التنوع و الإبداعية داخل الفريق<br />

نشر ثقافة مؤسسة معتمدة على الشفافية و التعاون و<br />

implication<br />

responsabilisation<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

التكاتف.‏Ostoff ،2000]F. [11<br />

وقد سمي بالتنظيم الأفقي كونه يميل إلى التفلطح<br />

،Downsizing أو حتى قلب الهرم كما فعلت و في<br />

الحقيقة إن التركيز على الأفقية هو نتيجة منطقية لنوجه<br />

المؤسسات نحو تبسيط العمليات و إثراء المهام بتفويض السلطة<br />

والقرار لجميع الفاعلين الملتفين حول غاية واحدة ليعكس<br />

التنظيم صورة المؤسسة المكونة من عدة عمليات كبيرة عابرة<br />

وهو ما يتوافق تماما مع منطق<br />

أو عرضية<br />

المهارات الذي يرتبط أساسا بالتدفقات والعلاقات بين<br />

الأشخاص أفقيا على النحو الذي يسمح بالتطوير والاستعمال<br />

الجماعي للمعارف الفردية.‏ باختصار المؤسسات لقد<br />

أصبحت تبحث على الذكاء التنظيمي بدلا من الامتياز.‏<br />

.[125-123 ،1994] Lauriol<br />

.Pepsi<br />

.(Transversale)<br />

هذا على الصعيد الداخلي،‏ أما على الصعيد الخارجي فقد ظهر<br />

ما يسمى بالتنظيم الشبكي<br />

ترتبط المؤسسات المشتركة المصلحة فيما بينها بعلاقات شبكية<br />

قد تجمع المورد و الزبون أو تجمع مؤسسات تبدو ظاهريا<br />

متنافسة كون مصلحتها و إستمراريتها جميعا تتوقفان على<br />

التعاون في مختلف االات،‏ خصوصا البحث و التطوير<br />

وتكوين قواعد معطيات مشتركة،‏ التي هي في الحقيقة مجالات<br />

عرفت تقدما كبيرا في أشكال التعاون ميدانيا.‏ ولا أدل على<br />

نجاعة ذلك مما تبنته المؤسسات المتوسطة والصغيرة الناجحة<br />

عالميا في تجاوز أفضليات الحجم التي تملكها المؤسسات الكبيرة.‏<br />

حتى أن الواقع بدأ يكشف عن نموذج المؤسسة المتوسطة<br />

والصغيرة المتعددة الجنسيات<br />

التسيير الاستراتيجي للمؤسسات المتوسطة والصغيرة،‏<br />

لان النمو التعاقدي أثبت فعالية أكبر في إنشاء القيمة<br />

من النمو على أساس الذمة المالية<br />

PME Multinationale ‏[مزهوده،‏<br />

.[33 ،1996] G. Paché<br />

[2003<br />

إن هذا التحول للتنظيم بدوره يمثل رهانا جديدا أو تحديا كبيرا<br />

أمام التسيير الاستراتيجي كونه يقتضي من المؤسسة قدرات<br />

تنسيقية عالية و سيولة كبيرة في تدفق المعلومات بين<br />

المستعملين داخليا وخارجا،‏ فضلا عن مقاربة جديدة تماما<br />

للموارد البشرية.‏<br />

-3<br />

المقاربة المبنية على الموارد:‏<br />

تتصور المقاربة المبنية على الموارد<br />

المؤسسة على أهنا مجموعة من الموارد بعضها عادي متاح<br />

لجميع المؤسسات وبعضها خاص يمكنها من إنشاء وإدامة<br />

الأفضلية التنافسية والتميز عن المؤسسات الأخرى Sargis<br />

حيث يعني مصطلح الموارد عند وقت معين<br />

حسب مؤسس المقاربة ،Wernefelt مجموع الأصول المنظورة<br />

وغير المنظورة المرتبطة بأنشطتها خلال فترة طويلة نسبيا.‏<br />

فبالإضافة إلى الأصول التي يأخذها عادة بعين الاعتبار<br />

الاقتصاديون،‏ يتعلق الأمر بالتكنولوجيا،‏ مهارات الأفراد،‏<br />

العلامات التجارية،‏ الإجراءات التنظيمية،‏ الاتصالات<br />

‎347‎‏].أو هي حسب<br />

التجارية...‏<br />

تتمثل في جميع الأصول،‏ القدرات،‏ العمليات<br />

التنظيمية،‏ الميزات،‏ المعلومات المعارف...‏ التي تراقبها المؤسسة<br />

وتسمح لها بتصميم وتنفيذ الاستراتيجيات التي تمكنها من<br />

تعزيز كفاءا وفعاليتها.‏<br />

(Resources based view)<br />

،2000]<br />

Tarondeau<br />

.[02 ،2000]<br />

Barney<br />

وفق هذه المقاربة تعد الاستراتيجية بالتوفيق بين بعد الموارد<br />

تزويدا وتوظيفا من جهة والمحيط الخارجي بمفهوم المنافسة<br />

الموسعة التي تضم بدورها مؤسسات تحاول أن تستمد هي<br />

الأخرى تفوقها من مواردها ومن تموقعها من جهة أخرى<br />

.[99 ،2000] Durand<br />

وذا المنظور أخذت الموارد في المؤسسة قبل أي عنصر آخر<br />

بعدا استراتيجيا وأصبحت توصف بالاستراتيجية ليس<br />

لمساهمتها في الأفضلية التنافسية فحسب بل لصعوبة اكتساا<br />

واحتمائها بعوائق نقلها وتميزها من مؤسسة لأخرى<br />

كالإجراءات التنظيمية مثلا ‏[مزهودة،‏ المقاربة الاستراتيجية<br />

l’organisation en réseau حيث<br />

92


_____________________________________________________________________________________<br />

التسيير الاستراتيجي للمؤسسات – مقاربة مفهومية وتحديات التنافسية<br />

Hamel<br />

.[2003<br />

•<br />

للموارد،‏ وحسب وPrahalad‏،‏ تتمثل<br />

المبادئ الأساسية ل RBV في:‏<br />

• تصور المؤسسة على أهنا محفظة من الموارد المالية،‏<br />

التقنية،‏ البشرية...‏ وقي نفس الوقت محفظة من المنتجات<br />

والأجزاء الاستراتيجية المركزة على سوق معينة وهو ما يبقي<br />

دور التجزئة قائما.‏<br />

• ضعف موارد المؤسسة لا يمنعها من تحقيق التفوق في<br />

السوق العالمية كما لا تضمن لها وفرة الموارد تحقيق النجاح<br />

الأكيد.‏<br />

• كل مؤسسة تختلف عن الأخرى في كيفية مزج مواردها<br />

وهو ما ينتج فروقات محسوسة بينها في كيفيات اقتحامها<br />

للأسواق وتموقعها وفي النواتج التي تستخلصها من نفس<br />

مستويات الكميات المتاحة من الموارد.‏<br />

تحسين الإنتاجية،‏ كنسبة بين المخرجات والمدخلات،‏<br />

يكون من البسط ‏(المخرجات أفضل من تحسينها انطلاقا من<br />

المقام أي من الاقتصاد في الموارد،‏ على اعتبار أن هذه الأخيرة<br />

وفرت أصلا لتحقيق أقصى ناتج ممكن ولم توفر للاقتصاد في<br />

استعمالها<br />

الاستعمال الذكي للموارد بتجميعها وإشراكها المتكامل<br />

وتوظيفها مركزة على هدف استراتيجي أساسي والاقتصاد<br />

فيها حيث ما يكون ممكنا و تسريع استرجاعها بتقليص<br />

الآجال بين التوظيف وتحقيق العوائد وHamel<br />

Prahalad<br />

(<br />

.<br />

.[169 -167 ،1999]<br />

:<br />

.<br />

•<br />

وفي الحقيقة إن صلب المعالجة المبنية على الموارد هو إنشاء<br />

المهارات و تسيير المعارف لذلك وهو ما يمثل أيضا تحديا<br />

جديدا للتسيير الاستراتيجي<br />

الأهداف 4-<br />

إذا كان هدف استمرارية المؤسسة من المسلمات المرسومة<br />

للتسيير عموما و التسيير الاستراتيجي خصوصا فان تعظيم<br />

الفوائض الاقتصادية ظل الهدف الموالي لمكافأة عوامل الإنتاج<br />

التي ساهمت في تحقيقه.‏ غير أنه في سياق التحولات التي<br />

سبقت إليها الإشارة من قبل خصوصا تعدد شركاء المصلحة<br />

في المؤسسة أصبح هدف إنشاء القيمة بالمعنى الواسع للكلمة<br />

قد حل محل تعظيم الفوائض لتوزيع هذه القيمة على مختلف<br />

الشركاء أو الأطراف الآخذة<br />

‏(مسيرين،‏ زبائن،‏ عمال،‏ ملاك،‏ موردين،‏ آخرين حسب<br />

تفاوت سلطام وقدرام التفاوضية ولو أن النموذج الحالي<br />

العام يفضل الزبون على بقية الشركاء وفق ما يقتضيه اقتصاد<br />

التنافسية.‏ مع أن الأمر يبقى موقفيا إذ في القطاعات التي تعتمد<br />

أكثر على إنتاج السلع غير المادية يأخذ عمال المعارف<br />

Drucker الأسبقية على<br />

بقية الشركاء على اعتبارهم العامل الرئيس في إنتاج القيمة.‏<br />

باختصار توزيع القيمة على الشركاء يكون حسب الدور<br />

الذي يلعبه كل طرف في إنشائها.‏<br />

Knowledge Workers كما يسميهم<br />

-<br />

–<br />

وفي إطار هدف إنشاء القيمة يحدد التسيير الاستراتيجي<br />

وضعيات مرغوب فيها مستقبلية للمؤسسة يحاول بما<br />

يكسبه من التحديات السابقة وصولها أو العدول عنها الى<br />

وضعيات مرضية اذا اقتضى الموقف ذلك.‏ وهو ما يجعل<br />

الأهداف بالمنظور الاستراتيجي تفقد صفة الاستقرار لتكون<br />

متذبذبة في اال المرضي.‏ وفي الحقيقة أن بقاء المؤسسة على<br />

المسار الرسوم نحو الوضعيات المرغوبة يتوقف عل تنافسيتها<br />

وقدرا على الاستجابة لدفتر الأعباء الذي يمليه المحيط.‏<br />

تنافسية يجسدها امتلاك حافظة من الافضليات التنافسية التي<br />

تتجدد دوما ومؤشرات كالإبداعية والليونة وسرعة تجديد<br />

حافظة النشاطات وتقليص أجال تقديم المنتجات للزبائن ...<br />

نخلص من كل ما سبق إلى القول أن التسيير الاستراتيجي<br />

هونمط للتفكير وممارسة لايتوقف عند إعداد الاستراتيجيات<br />

وتنفيذها كطرح ‏–الى حد ما-‏ بعكس الهيكلة الذهنية ذات<br />

الطابع المعياري لممارسته وإنما يحوي مختلف أبعاد المؤسسة<br />

داخليا وخارجيا.‏ حيث ينظر إلى كل بعد كمتغير استراتيجي<br />

قد يحدث الفارق عن المنافسين وبالتالي يقتضى معالجة من<br />

منظور تدعيمي لتنافسية المؤسسة.‏ لنقول في النهاية أنه إذا كان<br />

التحدي المفروض على التسيير الجاري هو تحسين الأداء فإن<br />

التحدي المفروض على التسيير الاستراتيجي هو ضمان<br />

التنافسية.‏<br />

Parties prenantes كما يسمون<br />

(<br />

93


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

الجداول والأشكال البيانية<br />

الشكل رقم:‏ 01<br />

عملية التسيير الاستراتيجي<br />

:<br />

المصدر<br />

.[75، 2001] S. Auvé<br />

الشكل رقم:‏ 02 عاصر ثلاثية التسيير الاستراتيجي<br />

المصدر[‏‎41‎ |[2000, Scholes Source : Johnson et<br />

94


التسيير الاستراتيجي للمؤسسات – مقاربة مفهومية وتحديات التنافسية<br />

_____________________________________________________________________________________<br />

الشكل رقم (03)<br />

التسيير الاستراتيجي كسيورات اقتصادية،‏ اجتماعية وسياسية<br />

المصدر:‏ ،1993] Théitart [28<br />

الهوامش والاحالات :<br />

عبد المليك مزهوده [2003]: المعالجة الاستراتيجية لموارد المؤسسة،‏ أداة لضمان نجاعة الأداء،‏ المؤتمر العلمي الدولي الأول لجامعة الجزائر حول أهمية<br />

الشفافية ونجاعة الأداء للاندماج الفعلي في الاقتصاد العالمي،‏ الجزائر 31 ماي<br />

عبد المليك مزهوده الفكر الاستراتيجي من نموذج SWOT إلى النظرية الاستراتيجية،‏ مجلة العلوم الإنسانية،‏ جامعة محمد خيضر بسكرة،‏<br />

العدد <strong>04</strong>، جوان<br />

عبد المليك مزهودة [2003]: المعالجة الاستراتيجية لموارد المؤسسة،‏ أداة لضمان نجاعة الأداء،‏ المؤتمر العلمي الدولي الأول لجامعة الجزائر حول أهمية<br />

الشفافية ونجاعة الأداء للاندماج الفعلي في الاقتصاد العالمي،‏ الجزائر 31 ماي<br />

– 02 جوان<br />

:[2003]<br />

– 02 جوان<br />

4. .Ansoff I [1989]: stratégie de développement de l’entreprise, éd. les organisations, Paris.<br />

5. Auvé S. et autres [2001] : De la vision à l’action, 2d EMS, Paris<br />

6. Avenier M. J.[1988] :Le pilotage stratégique de l'entreprise, éd. Presses CNRS, Paris.<br />

7. Chassang G et autres [2002] : Stratégie et esprit de finesse éd. Economeca, Paris.<br />

8. Durand T: La perspective basée sur les ressources (introduction) in: Perspectives en management stratégique, éd<br />

EMS, Paris, 2000<br />

9. Giget M. . [1998] : La dynamique stratégique de l'entreprise, éd Dunod, Paris.<br />

10. Hamel G et Prahalad C K. [1999]: la conquête du Futur ,éd Dunod, Paris.<br />

11. Helfer J. Pm Kalika M & Orsoni J[2000]: Management, Stratégie et Organisation ed Vuibert, Paris, 3eme ed,<br />

12. Joffre P. et Koenig G [1985] : L'évolution de la pensée stratégique, Revue française de gestion, Mars – Avril – Mai.<br />

13. Johnson S. Scoles H. [2000] : Stratégique, éd. Publi-union, Paris.<br />

14. Kennedy C. [2003] : Toutes les Théories du management, éd Maxima, 3eme éd,Paris.<br />

15. L. Fahey et autres [1997] : les paramètres de la gestion stratégique des entreprise ,éd. Maxima Paris.<br />

16. Lauriol J [1994]: Management stratégique, Repères pour une fin de siècle, Annales du management, 7 ème journée<br />

nationales des IAE, Tome 2, GRECO, Montpellier.<br />

17. Leska H [1998]: Théorie et pratique de la veille, actes du colloque : Veille stratégique, scientifique et<br />

technologique, Toulouse.<br />

18. Marmuse C. [1996] : Politique générale, éd. Economica, Paris, 2 eme éd.<br />

19. Martinet A Ch [1983] : Stratégie, éd. Vuibert, Paris<br />

20. Martinet A Ch [1994] : Management stratégique : Organisation et politique, éd. Ediscience international, Paris<br />

21. Oréal S. [1993]: Management stratégique de l'entreprise, éd. Economica, Paris.<br />

22. Ostoff F[2000] : L’Entreprise horizontale, éd Dunod, Paris.<br />

23. Paché G [1996] : L’entreprise en reseau, entre mythes et réalités, Revue Gestion 2000, n° 1.<br />

24. Roux J. F [1996] : Compétitivité stratégique, Cahier de recherche, Institut de Management, EDF et GDF, N° 4-5<br />

25. Salmon R et Linares Y[1997] : L’intelligence compétitive, éd Economica, Paris<br />

26. Sargis C: Le processus d'identification des compétences clés, les cahiers de la recherche, de CLAREE, Lille, 2000.<br />

27. Schoettl J. M [1996] : Concevoir des organisations compétitives, Revue Gestion 2000, n°1<br />

28. Spitezki H. [1995] : Stratégie d’entreprise, Compétitivité et mobilité, éd Economica, Paris<br />

29. Tarondeau J C [2000]:.Les stratégies fondées sur le savoir .in: L'art de la stratégie, éd: Pearson Education et village<br />

mondial, Paris.<br />

30. Théitart R A [1993] : La stratégie d’entreprise, éd Ediscience, Paris, 2eme éd.<br />

31. Tugrul A & Calori R [2003]: Diagnostic et décision stratégique, éd Dunod, 2eme éd, Paris<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

95


_______________________________________________________________________________________<br />

حزب جبهة التحرير الوطني ومسار الإصلاحات السياسية في الجزائر<br />

مصطفى بلعور - جامعة ورقلة<br />

<br />

<br />

:<br />

ملخص نستعرض في هذه الدراسة مختلف الاصلاحات<br />

التنظيمية والسياسية التي طرأت على حزب جبهة التحرير<br />

الوطني،‏ منذ مؤتمره الرابع في ‎1979‎حيث عرف اصلاحات<br />

هيكلية أدت إلى تقوية مكانته في النظام السياسي،‏ كما أعلنت<br />

رئاسة الجمهورية مجموعة من الاصلاحات السياسية بعد<br />

فتح اال لما يعرف بتعدد<br />

احداث اكتوبر<br />

الحساسيات داخل الحزب بعد تحويله الى جبهة الى غاية تعديل<br />

الدستور في 1989 واقرار التعددية،‏ غير أن ّ القوى المحافظة<br />

في حزب جبهة التحرير الوطني عارضت الاصلاحات واتضح<br />

ذلك في الصراعات التي شهدها المؤتمر السادس للحزب في<br />

نوفمبر‎1988‎‏،‏ ولعل قوة التيار الإصلاحي الذي تقف<br />

مؤسسة الرئاسة وراءه فرض على حزب جبهة التحرير الوطني<br />

قبول الاصلاحات السياسية،‏ و التكيف مع الديمقراطية التي<br />

أصبحت خيارا إستراتيجيا للنظام.‏<br />

1988، استهدفت<br />

:<br />

:<br />

الكلمات المفتاح تحولات سياسية،‏ إصلاحات سياسية،‏<br />

حزب جبهة التحرير الوطني.‏<br />

تمهيد إذا كانت النخبة الحاكمة قد تبنت عقب الإستقلال<br />

الوطني نظاما ً سياسيا ً يقوم على نمط الحزب الواحد،وعلى<br />

الإيديولوجية الإشتراكية،‏ فإن ّ التحولات السياسية فرضت<br />

عليها التكيف مع مطالب وضغوطات البيئتين الداخلية<br />

والخارجية.مع منتصف الثمانينات برزت أزمة مراكزقوى في<br />

النظام السياسي بين الإصلاحيين ممثلين في الرئاسة،البورجوازية<br />

والبيروقراطية،والمحافظين ممثلين في حزب جبهة التحرير الوطني<br />

وتحديدا القوى المحافظة على استمرارية النهج الاشتراكي،حول<br />

التوجهات والخيارات السياسية والإقتصادية للبلاد،‏ فكان كل<br />

تيار يريد التمسك بمصالحه ونفوده،‏ فمن جهة أدرك<br />

الإصلاحيون أن ّ توسيع مشاريعهم ونفودهم يتطلب نظاما<br />

إقتصاديا ليبيراليا يستطيعون من خلاله إستثمار رؤوس<br />

أموالهم،ومن جهة أخرى حاول المحافظون الدفاع عن مواقعهم<br />

المصلحية المرتبطة بالنهج السياسي والإقتصادي القائم على<br />

الخيار الإشتراكي والحزب الواحد.‏<br />

لقد جاءت التحولات السياسية في إطار صراع<br />

مراكز القوى في النظام بعدما احتل حزب جبهة التحرير<br />

الوطني مكانة بارزة في النظام السياسي،لأنه مع بداية<br />

الثمانينات أصبح يفرض على المسؤولين العضوية في الحزب<br />

طبقا للمادة من قانونه الداخلي،‏ فمثلت مرحلة ما<br />

بعد المؤتمر الرابع أرقى مرحلة لحزب جبهة التحرير الوطني<br />

‏،حيث حاولت القوى المحافظة أن تؤسس لعهد الحزب<br />

الحاكم،‏ بمعنى مشاركته في القرارات الهامة التي تتخد في كل<br />

القطاعات الحيوية،بيد أن ّ التيار الإصلاحي إستطاع أن يفرض<br />

الإنفتاح الإقتصادي ‏،وتأكد ذلك مع ايار أسعار المحروقات<br />

في السوق الدولية مع منتصف الثمانينات،وعجز الدولة عن<br />

تلبية حاجيات المواطنين.‏<br />

تقتضي الدراسة التطرق الى مجمل الاصلاحات التي طرأت<br />

على حزب جبهة التحرير الوطني التنظيمية والهيكلية منذ<br />

مؤتمره الرابع في 1979، ثم الاصلاحات السياسية في ظل<br />

التحولات منذ أكتوبر 1988. كما يلي<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

أولا ً الإصلاحات التنظيمية و السياسية على مستوى حزب<br />

جبهة التحرير الوطني.‏<br />

ثاني ًا علاقة حزب جبهة التحرير الوطني بمؤسسة الرئاسة في<br />

ظل التحولات السياسية.‏<br />

ثالثا ً التحول من الأحادية الى التعددية الحزبية.‏<br />

: أولا ً<br />

1<br />

الإصلاحات التنظيمية و السياسية على مستوى<br />

حزب جبهة التحرير الوطني<br />

أ-‏ الاصلاحات التنظيمية واعادة هيكلة الحزب منذ مؤتمره<br />

الرابع في 1979:<br />

عرف حزب جبهة التحرير الوطني تطورا ً نوعيا ً منذ<br />

المؤتمر الرابع في 1979، الذي يعتبر ميلادا ً ثانيا ً نقله من<br />

وضعيته كجهاز إلى مستوى تنظيم يجمع معظم التيارات<br />

الموجودة في الساحة الوطنية،‏ ويذهب البعض أن ذلك كان<br />

مبرمجا ً منذ أمد طويل،‏ لكن غموض علاقته بالمؤسسة التنفيذية،‏<br />

والعادات المتراكمة خلال المدة السابقةجعلت مهامه كتنظيم<br />

سياسي متعدد التيارات أصعب من مهامه كجهاز حول<br />

السلطة ‏.لقدإحتل حزب جبهة التحرير الوطني مكانة بارزة<br />

في فترة الرئيس الشاذلي بن جديد ‏،خاصة بعد مؤتمره<br />

الاستثنائي في جوان 1980 حيث اصبح يفرض على كل<br />

مسؤول في أي مستوى عضويته في الحزب طبقا للمادة<br />

من قانونه الداخلي كما تمت اعادة هيكلة الحزب في<br />

عهد الرئيس بن جديد بانشاء لجنة مركزية ومكتب سياسي<br />

يرأسه الامين العام للحزب الذي هو رئيس الجمهورية.‏<br />

(120)<br />

(120)<br />

97


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

:<br />

4<br />

يتضح ارتباط الحزب بالمؤسسة التنفيذية في الاجهزة<br />

المركزية،‏ إذ أن رئاسة المؤتمر وهو أعلى هيئة لحزب جبهة<br />

التحرير الوطني مسندة الى الامين العام للحزب أي رئيس<br />

الجمهورية الذي له وحده حق استدعاء المؤتمر للإنعقاد في<br />

الدورة العادية ، أما في الدورات الاستثنائية فينعقد بناءا على<br />

طلب ثلثي أعضاء اللجنة المركزية او بطلب من الامين العام،‏<br />

وينعقد وجوبا في حالة الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية<br />

وهذا بفضل ما يتمتع به الامين العام من وسائل سياسية<br />

وقانونية على مستوى الحزب والدولة تسمح له بتجنب أي<br />

معارض لسياسته داخل اللجنة المركزية باعتباره يترأسها ويسير<br />

وينسق أعمالها،أما القرارات التي يتخذها المكتب السياسي<br />

تكون كذلك باسم رئيس الجمهورية"‏ الأمين العام للحزب<br />

وليس باسم المكتب السياسي<br />

،<br />

"<br />

2<br />

.<br />

:<br />

3<br />

-<br />

-<br />

لقد قامت الرئاسة بإصلاحات هيكلية على مستوى<br />

حزب جبهة التحرير الوطني حيث أعيد تقييم نشاطات أجهزة<br />

الحزب ومحاولة تكييفها مع المستجدات،‏ إلا أن إعادة هيكلة<br />

الحزب من لجان وأقسام الى لجان وقطاعات نشاط وتغيير<br />

المسؤولين بسرعة كان له الاثر الواضح في السير العادي<br />

للحزب حيث إعترضته مشاكل من قبل جهاز الادارة،لأن<br />

تغيير كل مسؤول عن نشاط معين بمسؤول آخر يتسبب في<br />

تجميد نشاطات المسؤول الجديد مدة معينة نظرا لوجود ما<br />

يعرف بفترة الإطلاع والتأمل.‏ وتعني إعادة هيكلة الحزب تغيير<br />

أساليب التي لم تستقر بعد وهذا بتقسيم أو دمج نشاط معين<br />

مما يعرقل سير العمل ويساهم في ضعف الحزب وتعطيله عن<br />

مهامه الاساسية والانغلاق على نفسه عند بحث طرق العمل<br />

وتنظيم المصالح،‏ ويمكن إجمال آثار إعادة هيكلة الحزب خاصة<br />

عام 1984 في ما يلي<br />

تبعية أجهزة اللجنة المركزية لمسؤول الامانة الدائمة،‏ الذي<br />

يعتبر بدوره مسؤولا أمام الامين العام،‏ ويؤدي هذا الربط<br />

لاجهزة الحزب بشخصين الى ابتعاد الحزب عن مبدأ<br />

القيادة الجماعية.‏<br />

يعد اختيار المكلفين بقطاعات معينة اختيارغير لائق<br />

بسبب ربط مصير فاعلية الامانة الدائمة بشخص واحد<br />

يتعامل مباشرة مع الامين العام خلافا للفترة السابقة التي<br />

كان رؤساء بعض اللجان أيضا أعضاءا في المكتب<br />

السياسي نذكر من بينهم السادة ‏"محمد معزوزي،‏ بلعيد<br />

عبد السلام،‏ بن الشريف".‏<br />

:<br />

إن تعيين بعض أعضاء اللجنة المركزية الإضافيين على<br />

رأس قطاعات معينة من شأنه أن يؤكد فكرة التحكم في<br />

أجهزة الحزب من حيث ضرورة اعادة هيكلتها من جديد<br />

فتعيين عضو اضافي في اللجنة المركزية على رأس قطاع معين<br />

يقلل من نفوذ الحزب على القطاع المقابل والذي يشرف عليه<br />

وزير يتمتع بسلطة ادارية وسياسية واسعة،‏ فضلا على عضويته<br />

في اللجنة المركزية كعضو دائم،‏ وتعيين عضو اضافي في اللجنة<br />

المركزية على رأس قطاع يعني تمكينه من توجيه تعليمات<br />

لاعضاء الدائمين في اللجنة المركزية كامناء المحافظات الذين<br />

نجد بعضهم أعضاءا في القيادة السياسية للحزب ، وهو ما<br />

يتعارض مع مبادئ تنظيم الحزب.‏ والجدول الموالي يبين توزيع<br />

اعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني حسب<br />

كل قطاع<br />

الأعضاء الأعضاء<br />

الأساسيون الإضافيون<br />

القطاعات<br />

- 17<br />

المكتب السياسي 05 18<br />

الوزراء 07 11<br />

الجهاز المركزي للحزب 03 12<br />

المحافظون الوطنيون <strong>04</strong> 23<br />

المنظمات الجماهيرية 03 22<br />

الس الشعبي الوطني 05 10<br />

الرئاسة - 12<br />

وزارة الخارجية 07 30<br />

وزارة الدفاع 05 07<br />

باقي الوزارات - 03<br />

الوزراء السابقون الولاة 01 03<br />

نلاحظ من خلال الجدول السابق أن عدد الاعضاء الاضافيون<br />

هو:‏ الوزراء 05، الس الشعبي الوطني<br />

وزارة الدفاع ، 07 في باقي الوزارات 05 واما في قطاع<br />

الولاة فيوجد عضو واحد ، أي يقدر العدد الاجمالي للأعضاء<br />

الاضافيين الذين يمارسون نشاطات ادارية ب<br />

بينما يقدر عددهم في اجهزة الحزب 10 اعضاء فقط موزعين<br />

على النحو التالي:‏ يوجد في الجهاز المركزي للحزب<br />

اعضاء،‏ المحافظون الوطنيون 07 اعضاء اما في المنظمات<br />

الجماهرية ‏.على ضوء هذا التوزيع يتضح مدى<br />

امكانية تاثير اولائك الاعضاء الاضافيين انطلاقا من مكانتهم<br />

في بعض الاجهزة الادارية على الاعضاء الدائمين في حزب<br />

جبهة التحرير الوطني وقطاعاته.ويتعين على المشرفين على تلك<br />

اللجان او القطاعات او الوزارات ما داموا اعضاءا في اللجنة<br />

المركزية اقناع الاعضاء الآخرين في الحزب بما تحتويه المشاريع<br />

التي قدموها او شاركوا في تحضيرها تقديم معلومات حولها<br />

دون تدخل الامين العام للحزب<br />

، 03 الرئاسة ، 05<br />

26 عضوا ،<br />

07<br />

.<br />

5<br />

<strong>04</strong> اعضاء<br />

98


_______________________________________________________________________________________<br />

حزب جبهة التحرير الوطني ومسار الإصلاحات السياسية في الجزائر<br />

8<br />

-<br />

99<br />

تؤثر المؤسسة التنفيذية بسبب وحدة قيادة الحزب والدولة في<br />

تحديد سياسة الحزب بوسائل مباشرة وغير مباشرة نظرا<br />

لتداخل المهام بينهما رغم ان المادة من دستور<br />

1976 تنص على:‏ تعمل اجهزة الحزب واجهزة الدولة في<br />

اطارين منفصلين وبوسائل مختلفة من اجل تحقيق اهداف<br />

واحدة.‏ لا يمكن ان تتداخل اختصاصات كل منهما او تختلط<br />

ببعضها ‏».ويرجع اخذ النخبة الحاكمة بوحدة القيادة بين<br />

الحزب والدولة الى محاولة تجنب فصل هذه القيادة في القمة<br />

وتحقيق الاهداف المشتركة في ظل نظام يقر باولوية الحزب<br />

نظريا ولا يمنحه الوسائل الضرورية لتحقيق ذلك،‏ كما ان<br />

تقرير الفصل في هذه الحالة معناه القضاء على الحزب او تاكيد<br />

احتواء الدولة له نظريا وواقعيا.‏ وإذا كان مؤتمر حزب جبهة<br />

التحرير الوطني يحدد الخطوط الكبرى للسياسة العامة للبلاد ،<br />

واللجنة المركزية توجهها،‏ فإن ّ رئيس الجمهورية يقرر السياسة<br />

العامة للامة في االين الداخلي والخارجي ويقودها وينفذها<br />

طبقا لاحكام الميثاق الوطني والمادة من الدستور،‏<br />

وبالتالي تتضح صعوبة الفصل بين تحديد الخطوط الكبرى<br />

وتوجيه السياسة العامة للبلاد،‏ وتقرير السياسة العامة للامة.‏<br />

لقد كان لتلك المسألة إنعكاسات على مستقبل النظام<br />

السياسي،‏ إذ أدت الى تناقض الخطاب السياسي الصادر عن<br />

الرئاسة،‏ وعن الحزب خاصة في ظل صراع مراكز القوى بين<br />

التيار الانفتاحي في الرئاسة ، والتيار المحافظ في الحزب.‏<br />

(111 )<br />

(111 )<br />

6<br />

»<br />

في هذا السياق اعلنت رئاسة الجمهورية-‏ عقب احداث<br />

أكتوبر 1988- مجموعة من الاصلاحات السياسية مست<br />

جبهة التحرير الوطني وتجاوزت ذكر الحزب كجهاز مؤسساتي<br />

وهو ما نتحدث عنه في النقطة الموالية.‏<br />

ب-‏ الإصلاحات السياسية على مستوى الحزب منذ<br />

1988 أكتوبر<br />

7<br />

شكل المؤتمر السادس لجبهة التحرير الوطني والذي افتتح<br />

أشغاله في 1988 محطة هامة في مسار<br />

الإصلاحات السياسية التي شرعت فيها الجزائر،‏ وقد تناول<br />

هذا المؤتمر العناصر الرئيسية للجانب الثاني من مشروع<br />

الإصلاحات السياسية الذي أصدرته رئاسة الجمهورية في بياا<br />

الصادر يوم 24 أكتوبر 1988، والذي تضمن المحاور التالية<br />

26 نوفمبر<br />

1- التأصيل بالديمقراطية الفعلية في القاعدة وهذا عن<br />

طريق:‏<br />

- تعميق الديمقراطية وتوسيعها في الحياة العامة،‏ بإشراك جميع<br />

القوى الموجودة في اتمع من أجل تحديد الاختيارات<br />

السياسية.‏<br />

- تنظيم جبهة التحرير الوطني وجعلها قوة تحول وتغيير حاسم<br />

تجند أغلبية القوى السياسية الوطنية.‏<br />

- تأصيل جبهة التحرير الوطني بتحقيق أوسع انخراط للقوى<br />

الوطنية ويبدو أن إقرار تعدد الحساسيات والتيارات داخل<br />

جبهة التحرير الوطني كان يهدف إلى سد الطريق كمرحلة<br />

أولى أمام المطالبة بالتعددية السياسية.‏<br />

- إبتعاد عمل جبهة التحرير الوطني في مناهجه ابتعادا ً كليا ً<br />

عن مفاهيم ووضعيات مكتسبة وحقوق ممنوحة مسبقا ً وعن<br />

مفهوم الحزب المسير المتحمل مسؤولية أعمال الجهاز التنفيذي<br />

ونقائصه.‏<br />

تحرير المنظمات الجماهيرية من أية وصاية تنظيمية مفروضة<br />

على نشاطها وعلى طرق تغيير قيادا.‏<br />

2- التنظيم الديمقراطي للعمل السياسي : و يهدف بالدرجة<br />

الأولى إلى استيعاب التحولات الكبرى السياسية والاجتماعية<br />

عن طريق:‏<br />

9<br />

.<br />

10<br />

11<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

تحرير جبهة التحرير الوطني ائيا ً من نزعة الممارسة<br />

التفوقية بحكم القانون على المسؤوليات في جهاز الدولة<br />

وفي االس المنتخبة وفي الاقتصاد والمنظمات الجماهيرية<br />

والمهنية،‏ وبالتالي يصبح مناضلوا الجبهة يتقلدون<br />

المسؤوليات بحكم كفاءام في المنافسات المفتوحة<br />

للجميع.‏<br />

التخلص من الهياكل الموازية للتنظيم الإداري والإقليمي<br />

للدولة،‏ بحيث تقوم الجبهة على هياكل مرنة للتفكير<br />

والتنشيط والتنسيق قادرة على التكيف مع التحولات<br />

السياسية.‏<br />

إعادة النظر في أسلوب عمل جبهة التحرير الوطني وهذا<br />

بتحررها ائيا ً من المشاركة في التسيير المباشر في جميع<br />

مستويات جهاز الدولة.‏<br />

تغيير دور جبهة التحرير الوطني إزاء االس المنتخبة عن<br />

طريق دمقرطة الحياة العمومية بعيدا ً عن التسيير<br />

البيروقراطي للعمل السياسي<br />

تستهدف الإصلاحات السياسية التي أخذت ا رئاسة<br />

الجمهورية فيما يتعلق بالتنظيم الديمقراطي للعمل السياسي<br />

محاولة إحداث تغيير راديكالي في مكانة جبهة التحرير الوطني<br />

داخل النظام السياسي الجزائري،‏ وذلك بإلغاء احتكار الجبهة<br />

للمجال السياسي ، وقد أت الإصلاحات وصاية الجبهة<br />

على المنظمات الجماهيرية وألغت العمل بالمادة من<br />

قانون الحزب وحدت من تدخلها في شؤون الدولة،‏ وأدت إلى<br />

دمقرطة ولو محدودة للحياة السياسية وهذا بتحويل الحزب إلى<br />

جبهة تضم مختلف الحساسيات والتوجهات ‏.يعتبر الإعلان<br />

عن تعدد التيارات داخل جبهة التحرير الوطني خطوة في طريق<br />

التعددية الحزبية،‏ وقد أكد ذلك السيد ‏"عبد الحميد مهري"‏<br />

بقوله إن إعادة تجديد موارد جبهة التحرير الوطني يهدف<br />

(120)<br />

12<br />

» :


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

.«<br />

إلى إخراج صيغة حزب الذي هو بطبيعته مفهوم ضيق من<br />

الناحية النظرية،‏ واستبداله بصيغة الجبهة التي دف إلى تجميع<br />

كل طاقات البلاد مادامت هذه الطاقات تجتمع حول<br />

أهداف وقواسم مشتركة<br />

13<br />

أفرزت التحولات السياسية مجموعة من الإصلاحات<br />

السياسية برزت في بيان رئاسة الجمهورية في<br />

1988 ثم في القرارات التي صدرت عن المؤتمر السادس<br />

المنعقد في اية شهر نوفمبر 1988، إلا ّ أننا سنرصد مجموعة<br />

من الملاحظات على هذه الإصلاحات وهي<br />

24 أكتوبر<br />

:<br />

»<br />

15<br />

-1<br />

يندرج انفتاح الحزب على كل التيارات في إطار منطق<br />

استمرارية جبهة التحرير الوطني،‏ ولذلك فإن تحول الحزب إلى<br />

جبهة عريضة تضم اتجاهات سياسية مختلفة مثلما كان الحال<br />

أثناء فترة الكفاح المسلح هو البديل عن التعددية الحزبية التي<br />

طالب ا البعض.‏<br />

2- لا تمس هذه الإصلاحات الجانب العقائدي الإديولوجي<br />

للجبهة،‏ بمعنى عدم التخلي عن الإشتراكية ومبادئ الميثاق<br />

الوطني بل تتعلق تلك الاصلاحات بالجوانب التنظيمية<br />

وأساليب العمل السياسي،‏ أي تحرر المنظمات الجماهيرية<br />

والمهنية من وصاية وسيطرة الجبهة عليها في التسيير،‏ وبالتالي<br />

14<br />

يصبح بإمكان هذه المنظمات إنتخاب قيادا بكل حرية.‏<br />

3- أن ّ الإصلاحات أدت إلى فصل الحزب عن الدولة،‏<br />

فالرئيس لن يكون الأمين العام لجبهة التحرير الوطني،‏ حيث<br />

يقول ‏"الشاذلي بن جديد":‏ لابد أن يكون لجبهة التحرير<br />

قيادة تكون مسؤولة أمام المؤتمر،‏ ولهذا من الأفضل أن يكون<br />

الأمين العام للجنة المركزية هو الذي يدير ويسير شؤون<br />

الجبهة»‏ ، وفي المقابل أحدث الرئيس بن جديد منصب رئيس<br />

الجبهة في المؤتمر السادس ويرجع السبب - حسب رأيه<br />

كون مجموعة من الجبهة أرادت الإبقاء على الأمور كما<br />

16<br />

كانت وأن أبقى أمينا ً عاما ً.‏<br />

– إلى<br />

17<br />

-<br />

-<br />

أصبحت جميع المسؤوليات داخل الجبهة تتم عن طريق<br />

الانتخاب والكفاءة،‏ وليس عن طريق التعيين حيث نص بيان<br />

الرئاسة:«‏ أن مناضلي جبهة التحرير الوطني الحاملون لأفكارها<br />

يمكنهم أن يتقلدوا طبيعيا ً هذه المسؤوليات بحكم الكفاءات<br />

التي يبرهنون عليها بانتظام».‏<br />

بقاء الجيش الوطني الشعبي فوق الشبهات والتأويلات لأنه<br />

أنقد البلاد من الكارثة،‏ وقد تحمل الرئيس بن جديد كل<br />

المسؤولية عندما تدخل الجيش في أحداث أكتوبر<br />

قائلا ً على الذين يريدون انتقاد قوات الأمن انتقادي<br />

شخصيا ً فأنا أعطيت الأوامر»‏ ، ومن جهة اخرى نلمح من<br />

خلال قراءة أعضاء اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني في<br />

1988 أن الجيش الجزائري سيدخل بدوره مرحلة جديدة<br />

هي مرحلة التكنوقراطية وتركيز خبراته،‏ فقد لوحظ تخفيض<br />

عدد ممثلي الجيش في اللجنة المركزية إلى حوالي النصف،‏<br />

فبعدما كان عددهم في اللجنة السابقة 40 ضابطا ً أصبح<br />

عددهم 20 عسكريا ً في اللجنة الجديدة ، إلى غاية استقالة<br />

إطارات الجيش من اللجنة المركزية لجبهة التحرير في<br />

مارس 1989 بعد إقرار دستور 1989 و تحديد دور الجيش<br />

في الدفاع الوطني.‏<br />

أصبح الانتماء إلى جبهة التحرير الوطني إراديا مفتوحا<br />

لجميع المواطنين و التنظيمات الاجتماعية،‏ كما أن الخطابات<br />

التي كانت ممنوعة منذ 28 سنة توضحت في اتمع المدني،‏ و<br />

هي تدل على النهاية القريبة لسيطرة الحزب الواحد على<br />

التمثيل السياسي<br />

03<br />

19<br />

21<br />

.<br />

20<br />

-<br />

تتمثل المهمة الأساسية ‏-حسب لائحة العمل<br />

السياسي-‏ التي صادق عليها المؤتمر السادس لجبهة التحرير<br />

الوطني في المحافظة على التجنيد الشعبي و توسيعه،‏ و هي تضع<br />

سيادة الشعب فوق أي اعتبار و تحارب أي عمل أو تنظيم<br />

يرمي إلى الاستحواذ على السلطة بواسطة بيروقراطية تعتبر<br />

نفسها الحائز الوحيد للإرادة الشعبية،‏ و لن يتحقق ذلك<br />

حسب نفس اللائحة إلا بالسهر على توفير حياة ديمقراطية<br />

داخل جبهة التحرير الوطني ‏.و حول تنظيم نشاط جبهة<br />

التحرير الوطني تم التأكيد على ضرورة بعث الحيوية في<br />

تنظيمها و أساليب و مناهج عملها حتى تتكيف مع التحولات<br />

السياسية و بالتالي تدعم دورها القيادي في تطوير سياسة<br />

التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية في البلاد وقد<br />

ورد في لائحة السياسية العامة أن:‏ » جبهة التحرير الوطني لا<br />

ترفض أية تعددية حزبية و هي تراهن على حيويتها و قدرا<br />

على التجديد و الابتكار و التكييف و الاستجابة لمطامح<br />

الجماهير الشعبية المعتمدة على تجربتها الفنية و رصيدها<br />

التاريخي و صحة مبادئها<br />

.<br />

22<br />

.<br />

23<br />

«<br />

بعدما نالت تلك اللوائح موافقة الأغلبية الحاضرة في<br />

المؤتمر تم وضع حد لنظام الحزب الواحد و حلت محله جبهة<br />

التحرير الوطني التي تضم مجمل التيارات و تم إقرار التعددية<br />

السياسية تمهيدا للانتقال إلى التعددية الحزبية.‏<br />

ثانيا:‏ علاقة حزب جبهة التحرير الوطني بمؤسسة الرئاسة في<br />

ظل التحولات السياسية:‏<br />

إذا كان حزب جبهة التحرير الوطني قد إستطاع في<br />

عهد الرئيس الشادلي بن جديد أن يتحول الى حزب الدولة<br />

ويأخد مكانته في النظام السياسي،‏ فإن ّ قيادة الحزب لم تتمكن<br />

1988<br />

18<br />

» :<br />

100


_______________________________________________________________________________________<br />

حزب جبهة التحرير الوطني ومسار الإصلاحات السياسية في الجزائر<br />

29<br />

من إدارة عملية الانتقال إلى التعددية بكفاءة في إطار<br />

استشراف لطبيعة التحولات السياسية إقليميا ً ودوليا ً،‏ أوفي<br />

إطار عملية التحولات الاقتصادية كإعادة هيكلة القطاع العام<br />

وفتح اال أمام القطاع الخاص حيث وقفت العناصر المحافظة<br />

في حزب جبهة التحرير الوطني ضد هذه التوجهات مما عرضه<br />

لتناقضات داخلية بين مؤيدين للإصلاحات وبين معارضين لها،‏<br />

24<br />

لذا تعرض لانتقادات عدة.‏<br />

لقد كانت أولى الانتقادات الموجهة إلى الحزب من<br />

طرف الرئيس بن جديد الذي تجاوز ذكر الحزب كجهاز<br />

مؤسساتي دستوري في خطابه بعد أحداث أكتوبر<br />

متهما ً إياه بالضعف واللافعالية،‏ كما بدأت الصحافة في<br />

الجزائر حملتها ضد الحزب.‏ وإذا كان الانفتاحيون قد حملوا<br />

حزب جبهة التحرير الوطني مسؤولية ما آلت إليه البلاد من<br />

ركود إقتصادي وسياسي وإجتماعي،‏ فإنه من غير العدل أن<br />

يتحمل الحزب وحده مسؤولية الانحرافات والفشل الذريع<br />

الذي مني به النظام الحاكم،‏ لأن الأحداث كانت تتجاوز<br />

الحزب،‏ ولم يكن بوسعه سوى اتباع الأوامر نظرا ً لروابطه<br />

الوثيقة بالسلطة باعتباره أداا ، وكان رجال السلطة ينتسبون<br />

إليه كرمز وكغطاء لهم وليس كمناضلين طائعين في صفوفه،‏<br />

وإذا كان الحزب قد حكم فهو لم يفعل ذلك إلا ّ بتفويض<br />

محدود،‏ فزعماء البلد الحقيقيون في الداخل لم يكونوا من<br />

نشطاء الحزب،‏ وإنما أصحاب القرار والنفوذ في السلطة هي<br />

الأوليغارشية المركزية<br />

1988<br />

27<br />

25<br />

.<br />

26<br />

إستطاعت أن مؤسسة الرئاسة بقيادة بن جديد أن<br />

تؤدي دورا ً مركزيا ومتعاظما ً في الحياة السياسية على حساب<br />

حزب جبهة التحرير الوطني ، رغم أن الرئيس بدى في بعض<br />

اللحظات رئيسا مؤقتا يمهد لانتقال البلاد من مرحلة إلى<br />

مرحلة جديدة ثم ينسحب،‏ بينما بدى في لحظات أخرى أنه<br />

رجل مناور منحته رئاسته الطويلة حنكة شديدة في التعامل مع<br />

حلفائه وخصومه على السواء.‏ كما ظلت مؤسسة الرئاسة<br />

تحتكر مركز الموجه لمختلف نشاطات النظام نظرا ً للصلاحيات<br />

التي يتمتع ا رئيس الجمهورية،‏ بإعتباره يمثل محور النظام<br />

السياسي الجزائري،‏ وأدى ضعف دور الحزب في تسيير مختلف<br />

جوانب الحياة السياسية والإجتماعية والثقافية إلى جعل<br />

مؤسسة الرئاسة المدعومة دستوريا ً أقوى مؤسسة سياسية في<br />

البلاد ويتوقف على قوا مستقبل الكثير من القضايا<br />

والاتجاهات كوا تمثل كنه العلاقة المباشرة بين الشعب<br />

28<br />

والرئيس.‏<br />

إتسم سلوك الرئيس بالتردد في ظل مرحلة التحولات السياسية<br />

مع اية الثمانينات بحيث لم تكن له سياسة واضحة للانتقال<br />

من الأحادية الحزبية إلى التعددية،‏ في إطار منهج لإدارة عملية<br />

الانتقال،‏ بل كان الانتقال إلى التعددية فوريا ً مما أدى على<br />

انفجار البنية الاجتماعية والعرقية في البلاد إلى بنية سياسية<br />

متناثرة.‏ وساهم الرئيس أيضا ً بتردده وعدم تبلور رؤية<br />

سياسية لإعادة هيكلة الحزب والدولة في استفحال الأزمة<br />

السياسية ، و نتج عن ذلك عدم استقرار هيكلي في جهاز<br />

الحكم،‏ وهو ما اتضح في أحداث أكتوبر<br />

والإصلاحات السياسية التي تلتها بدءا بالتعديل الجزئي<br />

لدستور‎1976‎ في نوفمبر 1988، ثم الإستفتاء حول دستور<br />

ومهما قيل بشأن مسؤولية الرئيس بن جديد في<br />

تفجير تلك التناقضات وقصور نشاطه إزاءها،‏ إلا أن مؤسسة<br />

الرئاسة ظلت تحتفظ بعنصر المبادرة يدفعها في ذلك حرصها<br />

على الاحتفاظ بسموها إزاء الظروف والضغوطات<br />

المتوالية،وقد أعلنت عزمها على القيام بمجموعة من<br />

الإصلاحات استنادا ً إلى الصلاحيات التي يتمتع ا رئيس<br />

الجمهورية،‏ تتعلق بتحقيق الديمقراطية والمشاركة السياسية<br />

وغيرها،حتى تتمكن من السيطرة على الأوضاع السياسية<br />

والإقتصادية لقد جاءت هذه التطورات متزامنة مع عزم<br />

الرئيس على تقوية وجوده أمام خصومه من رموز التشدد في<br />

حزب جبهة التحرير الوطني الذين يتمتعون بقواعد مساندة<br />

30<br />

مستقلة في مؤسسات الدولة ومن بعض ضباط الجيش.‏<br />

1988<br />

.<br />

.1989<br />

ثالثا:‏ التحول من الأحادية إلى التعددية الحزبية.‏<br />

كان تصور النخبة الحاكمة للإصلاحات السياسية<br />

يقوم في البداية على استبعاد فكرة التعددية الحزبية،‏ و هو ما<br />

تضمنه بيان رئاسة الجمهورية الذي أعلن بأنه لا يمكن بأي<br />

حال من الأحوال إقامة التعددية الحزبية من البداية مع أوساط<br />

تطمح في السلطة و في الحصول على الامتيازات في إطار<br />

ديمقراطية مظهرية تغذيها مزايدات ديماغوجية و عصبيات<br />

جهوية و فئوية ، وقد رأى المؤتمر السادس نوفمبر‎1988‎<br />

أن التعددية الحزبية في الظروف الراهنة تمثل خطرا ً على الوحدة<br />

الوطنية،‏ و لهذا إهتدت النخبة الحاكمة في الإصلاحات<br />

السياسية إلى ما يعرف بالاستراتيجية الجبهوية التي تقضي<br />

بتوسيع جبهة التحرير الوطني لتضم مختلف التيارات.‏<br />

»<br />

31<br />

«<br />

لم يتعد الحديث عن مجرد انفتاح داخل الجبهة و<br />

الحديث عن التعددية الحزبية 90 يوما وهذا بإقرار دستور<br />

فبراير 1989 في المادة بحق إنشاء الجمعيات ذات<br />

الطابع السياسي.‏ وقد تكفلت رئاسة الجمهورية بملف<br />

الإصلاحات السياسية و كلفت حكومة السيد قاصدي<br />

مرباح بالإصلاحات الاقتصادية مما تسبب في صراع<br />

مستقبلي بينهما ، إنتهى بعزل السيد ‏"قاصدي مرباح"‏ من<br />

رئاسة الحكومة في فترة اعتماد ملفات التشكيلات السياسية في<br />

سبتمبر 1989، و خلفه السيد ‏"مولود حمروش"‏ الذي وجد<br />

"<br />

(40)<br />

32<br />

"<br />

101


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

»<br />

:<br />

39<br />

.<br />

37<br />

«<br />

38<br />

«<br />

-<br />

-<br />

جبهة التحرير الوطني تعج بالصراعات الداخلية،‏ فهناك جناح<br />

المحافظين الذين وقعوا بيانا من طرف شخصية و على<br />

رأسهم ‏"يحياوي و بوتفليقة و بيطاط و بلعيد"،‏ عبروا فيه عن<br />

رفضهم للديمقراطية خارج الجبهة وتطور الخلاف بين هؤلاء و<br />

‏"حمروش"‏ إلى صراع واضح باعتباره كان من المتحمسين<br />

للتعددية الحزبية<br />

(50)<br />

.<br />

33<br />

34<br />

35<br />

«<br />

»:<br />

لقد جاءت التعددية الحزبية كنتيجة للتحولات<br />

السياسية التي عرفتها الجزائر،‏ بيد أن التعددية لم يتم حسمها،‏<br />

لأن الدستور الذي صادق عليه الشعب الجزائري في فبراير<br />

1989 نص عن جمعيات ذات طابع السياسي و ليس عن<br />

أحزاب،‏ و من خلال تحليل مضمون المادة 40 نستشف أن<br />

الدستور أقر التعددية الحزبية في شكل خاص هو ‏"الجمعيات<br />

السياسية"‏ التي لا تعتبر مرادفا أو بديلا لكلمة"حزب"‏ الذي هو<br />

تنظيم دائم يضم مجموعة من الأفراد يعملون معا من أجل<br />

ممارسة السلطة سواء في ذلك العمل على تولي السلطة أو<br />

الاحتفاظ ا ‏.ويعرف الأستاذ بيردو(‏Burdeau‏)‏ الحزب بأنه<br />

تنظيم يضم مجموعة من الأفراد تدين بنفس الرؤية السياسية<br />

و تعمل على وضع أفكارها موضع التنفيذ و ذلك بالعمل في<br />

آن واحد على ضم أكبر عدد ممكن من المواطنين إلى صفوفهم<br />

و على تولي الحكم أو على الأقل التأثير في قرارات السلطة<br />

الحاكمة ‏.لكن نتساءل لماذا تكلم واضعو دستور<br />

و قانون الجمعيات السياسية عن جمعيات و ليس أحزاب؟<br />

يمكن إبراز الجواب عن هذا الإشكال في النقاط التالية<br />

1989<br />

:<br />

36<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

محاولة تضييق مجال و نفوذ التعددية لينحصر دورها<br />

في المعارضة دون المشاركة الفعالة و المؤثرة في<br />

النظام.‏<br />

إستبعاد انتعاش أحزاب معينة أو قيامها لتثبت<br />

تواجدها عبر التراب الوطني.‏<br />

إفتراض عدم وجود أو بروز أحزاب لها القدرة على<br />

الدخول في التنافس السياسي،و لذلك لابد أ تبدأ<br />

العملية بجمعيات لتتطور فيما بعد إلى أحزاب.‏<br />

قد إستبعد رئيس الجمهورية في تصريحاته فكرة الأحزاب في<br />

الوقت الراهن لأن ّ المادة التي تنص على حق إنشاء<br />

الجمعيات ذات الطابع السياسي لا تنطبق على جبهة التحرير<br />

الوطني،‏ و استعمال لفظ الجمعيات - حسب الرئيس<br />

الشاذلي-‏ كان عن قصد:‏ ‏«وذلك لنفتح اال في إطار جبهة<br />

التحرير الوطني بحذف المادة ‏(‏‎120‎‏)ولكي نسمح لكل من<br />

يريد الدخول إلى الجبهة كمجموعة و ليس كأفراد لأم<br />

موجودون من قبل و هذه حقيقة،‏ و المعارضة التي قد نطلق<br />

عليها تعبير جمعيات أو أحزاب موجودة منذ الستينيات و لا<br />

نستطيع أن ننكر الواقع،‏ لقد كانت هذه الجمعيات<br />

موجودة<br />

نستخلص مما سبق أن ّ رئيس الجمهورية تعمد طرح<br />

الاستراتيجية الجبهوية من أجل بعث الحركية و الفاعلية داخل<br />

أجهزة جبهة التحرير الوطني خاصة بعد الهزات التي عرفتها<br />

وأدت إلى انكماشها و تضاؤل مصداقيتها في اتمع،‏ و يرى<br />

السيد ‏"عبد الحميد مهري":‏ أن الحزب هو جزء من الحكم<br />

لكنه لا يملك صلاحية القرار إلا نظريا،‏ عمليا فإن الحزب كان<br />

يملك صلاحية التوجيه،‏ لكنه لا يملك عمليا صلاحية تنفيذ<br />

القرار ‏.ولهذا فالتحولات السياسية فرضت على حزب<br />

جبهة التحرير الوطني تكييف خطابه السياسي ومواقفه مع<br />

المبادىء الديمقراطية.‏ لقد ظل الحزب منذ الاستقلال يعكس<br />

وجهان أحدهما يمثل سلطة قائمة بالفعل و الآخر ظل يبحث<br />

عن أصوله ممثلة في مشروع ثورة أول نوفمبر 1954، لكن في<br />

أكتوبر 1988 اصطدم الوجهان السابقان حيث أرادت قوى<br />

الانفتاح المؤيدة معنويا من الخارج أن تفرض على جبهة<br />

التحرير خيارين هما<br />

إما أن تسير جبهة التحرير الوطني في خط الانفتاحيين و<br />

تقبل بالتحولات.‏<br />

و إما أن تتخلى عن مكانتها في الوقع الإجتماعي<br />

والسياسي.‏<br />

لقد كانت البدائل المتاحة أمام الرئيس بن جديد في<br />

إطار مسار الإصلاحات التي شرع فيها تتمثل في إجراء هيكلة<br />

جذرية لجعل الحزب أكثر اتساقا ً مع التحديات التي يواجهها،‏<br />

والتحرك نحو نظام التعدد الحزبية،وفك ارتباط الحزب<br />

بالدولة،لذا جرى تجديد هياكل جبهة التحرير الوطني اعتبار ًا<br />

من الخلايا المحلية فصاعدا ً و دخل إلى المؤتمر الوطني مندوبون<br />

جدد ليحلوا محل الأنصار القدامى و هؤلاء المندوبون ينتمون<br />

إلى الجيل الجديد مما يدل على حدوث تغيير في هذا الشأن<br />

.<br />

40<br />

»<br />

إلا ّ أن ّ البعض يرى أن تركيبة المكتب السياسي بعد<br />

المؤتمر السادس ‎1988‎كانت غريبة مما يوحي بأن السلطة<br />

أرادت التخلص من الحزب و تفجيره من الداخل،‏ و نستشف<br />

هذه الرغبة حسب ‏"كمال بوشامة"‏ في تصفيته قدماء الحزب،‏<br />

و استبدالهم بجماعات غير معروفة محتجين بضرورة إدخال<br />

عنصر الشباب داخل الحزب لتقويتة ‏،حيث يقول بوشامة:‏<br />

لقد أرادت السلطة تحطيم الحزب من الداخل،‏ و كان يجب<br />

عليه أن يختفي من طرف مجموعة من داخل الحزب نفسه لأن<br />

طريقة تفجيره من الداخل تعتبر أسرع و أكثر نجاعة<br />

.<br />

41<br />

«<br />

كما أن معارضة الإصلاحات الإقتصادية والسياسية<br />

من طرف المحافظين في حزب جبهة التحرير الوطني جعل<br />

(40)<br />

102


و.‏<br />

_______________________________________________________________________________________<br />

حزب جبهة التحرير الوطني ومسار الإصلاحات السياسية في الجزائر<br />

القوى الإنفتاحية الرئاسة تلجأ الى تفكيك الحزب خاصة عقب<br />

احداث أكتوبر 1988 عن طريق إقصاء المعارضين لسياسة<br />

الإصلاحات وتثبيت القوى المؤيدة لها داخل الحزب وفي<br />

المراكز الاستراتيجية الاخرى.‏ وفي خضم هذه التحولات<br />

تمكنت القوى الانفتاحية من تحميل جبهة التحرير الوطني الجزء<br />

الأكبر من السخط على سياستها و توجهاا الاشتراكية ‏،و<br />

هنا ظهرت علامات الرضى عند الدول الغربية ‏"الأوروبيةو<br />

الأمريكية"‏ و من المنطقة بعد السياسة الانفتاحية التي تبنتها<br />

السلطة في حين أزعجهم الخطاب السياسي الإيديولوجي<br />

المعارض و المتحفظ على الإصلاحات و الذي عبرت عنه<br />

قيادات فاعلة في حزب جبهة التحرير الوطني مثل السيد بلعيد<br />

عبد السلام و السيد أحمد طالب الإبراهيمي‎42‎‏.‏<br />

لقي الإصلاح الداخلي الذي أراده بن جديد في<br />

البداية معارضة من شخصيات في الحزب لأن الس الشعبي<br />

الوطني إحتفظ بالمسؤولين الحزبيين و هم معنيين و غير<br />

منتخبين قبل أحداث أكتوبر 1988، و استمر هؤلاء<br />

بمعارضة الإصلاحات السياسية،‏ فقانون الجمعيات ذات الطابع<br />

السياسي رفضه مناضلوا حزب جبهة التحرير الوطني في<br />

البداية،واتضح ذلك خلال المناقشات المطولة،‏ ولم تتم المصادقة<br />

عليه إلا بعد إدخال ثلاثين تعديلا على مشروعه الأصلي<br />

من الناحية الواقعية لم يتم اعتماد التشكيلات السياسية التي<br />

برزت على إثر صدور قانون الجمعيات السياسية إلا في شهر<br />

سبتمبر 1989، بعد المؤتمر الاستثنائي للحزب المنعقد في<br />

نوفمبر ‎1989‎حيث تم تبني التعددية الحزبية بصفة رسمية و<br />

تقرر مرة أخرى تحويل الجبهة إلى حزب<br />

43<br />

.<br />

44<br />

.<br />

45<br />

46<br />

»<br />

كما صادق هذا المؤتمر على مجموعة من اللوائح و<br />

القرارات التي أثارت تناقضات تتمثل في عدم تخلى حزب<br />

جبهة التحرير الوطني عن الميثاق الوطني كمرجع إيديولوجي<br />

أساسي،‏ و في الوقت نفسه جاء في اللوائح أن الحكومة هي<br />

حكومة الحزب لكن هذه الحكومة تطبق سياسة الإصلاح التي<br />

تتناقض تماما مع نص الميثاق الوطني القائم على<br />

الإيديوليجيةالإشتراكية ، و دعم الدولة للقطاع العام،‏ في<br />

حين اتجهت السلطة نحو استكمال الاصلاحات الاقتصادية<br />

والسياسية.‏<br />

في ظل هذه المؤشرات و التحولات السياسية التي<br />

أفرزت التعددية الحزبية أصبح يتعين على حزب جبهة التحرير<br />

الوطني تقديم برنامج واضح إذا كان لا يريد أن يغيب عن<br />

موعد الجمهورية الثانية وفي تقييمه للتحولات التي عاشها<br />

حزب جبهة التحرير الوطني خاصة بعد المؤتمر الإستثنائي قال<br />

‏"عبد الحميد مهري":‏ إن هذا المؤتمر كان مرحلة في تغيير<br />

الحزب و ملاءمته مع الظروف و الأوضاع الجديدة<br />

ويتضح ذلك من خلال النقاط التالية<br />

47<br />

«<br />

:<br />

48<br />

1- فصل الحزب عن الدولة فلا يمكن أن يكون رئيس<br />

الجمهورية هو رئيس الحزب و هي عملية دقيقة حتى تخرج<br />

الدولة سليمة و جبهة التحرير الوطني أيضا لأن هناك من<br />

حاول خلال عملية الفصل أن يضحي بالجبهة حتى لا يتورع<br />

عن زعزعة أركان الدولة.‏<br />

-2<br />

كان على جبهة التحرير الوطني أن تتبنى الإصلاحات<br />

الاقتصادية و السياسية،‏ أما الإصلاحات السياسية فتعني ترسيخ<br />

الممارسات الديمقراطية،‏ و قد تبنتها الجبهة في البداية داخلها و<br />

هذا يعني أا تتحمل الرأي و الرأي المخالف،وأما مسألة<br />

الإصلاحات الاقتصادية فقد طرحت إشكالية وهي كوا تمثل<br />

تراجعا عن الاختيارات و الأهداف الأساسية للثورة ولجبهة<br />

التحرير الوطني منذ الاستقلال،‏ لكن تم توضيح هذه القضية<br />

بالنسبة للمواطنين-حسب ‏"عبد الحميد مهري"-وأصبحت لا<br />

تفسر على أا تراجع عن مكتسبات الجماهير بل مواصلة<br />

سياسة الإصلاحات الاقتصادية يعتبر ضرورة لصالح<br />

الجماهير،حيث يقول السيد عبد الحميد مهري إذ لم نحل<br />

المشكلة الاقتصادية لا يمكننا أن نحقق الأهداف الاجتماعية<br />

لسياسة التنمية لهذا كانت الخلاصة هي أننا أوفياء للأهداف<br />

السياسية والاجتماعية لعملية التنمية ، لكن طرق التنظيم و<br />

طرق الوصول إلى هذه الأهداف تغيرت»‏<br />

» :<br />

.<br />

49<br />

في ظل التحولات السياسية حاولت قيادة حزب<br />

جبهة التحرير تكييف الخطاب السياسي والمواقف منذ إيقاف<br />

المسار الإنتخابي في الجزائر جانفي‎1992‎ويتضح ذلك من<br />

خلال القضايا الأساسية التالية<br />

:<br />

50<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

تجنيد وسائل العمل السياسي لإخراج البلاد من مسلسل<br />

العنف.‏<br />

القطيعة مع الممارسات السلطوية الناجمة عن الحزب<br />

الواحد.‏<br />

القطيعة مع الاستراتيجية الفردية و الكتلية و الحزبية<br />

الضيقة.‏<br />

القطيعة مع الاتجاهات التي تريد تغييب الشعب و ميشه<br />

عن دوره.‏<br />

رفض أي مفهوم آخر للقطيعة يتصل وية الشعب و<br />

إطاره الحضاري الأصيل.‏<br />

يعد تركيز حزب جهة التحرير الوطني على تلك<br />

القضايا و دعوته إلى الحوار الوطني و سيادة الشعب نقطة<br />

تحول في سياسية الحزب،‏ حيث أصبح يرفض الممارسات<br />

السلطوية الناجمة عن الفكر الأحادي و يراهن على الخيار<br />

103


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

:<br />

الديمقراطي و هذا بتنظيم نشاطه و أساليب عمله حتى تتكيف<br />

مع التحولات السياسية التي تعرفها البلاد و تدعم مشاركته في<br />

تطوير سياسة التنمية الاقتصادية و الاجتماعية.‏<br />

خلاصة نستنتج من خلال هذه الدراسة أن التحولات<br />

السياسية في الجزائر جاءت في ظروف تميزت بانقسام النخبة<br />

الحاكمة بين تيار إنفتاحي حاول تمرير الإصلاحات و الإسراع<br />

ا و تيار محافظ ومعارض لهذه الإصلاحات،‏ كما تم تحميل<br />

حزب جبهة التحرير الوطني من طرف التيار الانفتاحي<br />

مسؤولية ما آلت إليه البلاد من تدهور إقتصادي وسياسي<br />

وإجتماعي بسبب سياسته الاشتراكية غير العقلانية والمعارضة<br />

للاصلاحات الاقتصادية والسياسية.لقد أكد الحزب تمسكه<br />

بالإيديولوجية الإشتراكية التي حاولت المؤثرات الداخلية<br />

والخارجية أن تدفعه إلى التخلي عنها ‏،ولهذا فالتحولات<br />

السياسية كانت تستهدف حزب جبهة التحرير الوطني وتسعى<br />

إلى إسقاطه من الحكم ‏،وبالتالي محاكمته تاريخيا.‏ وتتمثل<br />

الأخطاء التي ارتكبها حزب جبهة التحرير الوطني في النقاط<br />

التالية :<br />

أ-‏ تكريس الاعتماد على الجيش بصفته القوة الوحيدة المنظمة<br />

في البلاد،‏ وتحول حزب جبهة التحرير الوطني إلى مجرد جهاز<br />

سياسي عديم الفعالية،‏ لكن حرص ‏"بن جديد"‏ على إحداث<br />

تغييرات تنظيمية في الحزب دف دعمه مع مطلع الثمانينات<br />

جعله يسترجع مكانته على اثر تعيين السيد ‏"شريف مساعدية"‏<br />

مسؤولا ً عن الحزب،‏ إلا ّ أن الجيش ظل يلعب دورا ً محوريا ً في<br />

معادلة القوى السياسية على حساب حزب جبهة التحرير<br />

الوطني.‏<br />

ب-‏ أدى تفشي الفساد والبيروقراطية داخل الحزب إلى<br />

تقهقره وإلى فقدان ثقة الجماهير في خطابه و مشروعه<br />

السياسي،كما أن انفصام إيديولوجية النص وإيديولوجية الفعل<br />

أدى بدوره إلى إضعاف مصداقية الحزب.‏<br />

ج-‏ الصراع داخل الحزب وتمثلت أطرافه في الحرس القديم<br />

بقيادة شريف مساعدية وبيروقراطية الحزب،وظهور التناقضات<br />

بين مؤيدين و متحفظين ومعارضين للإصلاحات التي أعلن<br />

عنها الرئيس لفسح اال للتعددية هي عوامل ساعدت على<br />

تفكيك الحزب.‏ على اثر تعيين السيد ‏"شريف مساعدية"‏<br />

مسؤولا ً عن الحزب،‏ إلا ّ أن الجيش ظل يلعب دورا ً محوريا ً في<br />

معادلة القوى السياسية على حساب حزب جبهة التحرير<br />

الوطني.‏<br />

د-‏ قاد التحالف بين التكنوقراط والجيش بعيدا ً عن الحزب إلى<br />

بروز صراع علني أثناء حكم بن جديد بين كل من حزب<br />

جبهة التحرير الوطني والحكومة،وقد برز ذلك في فترة رئيس<br />

الحكومة السابق سيد أحمد غزالي.‏<br />

منذ ميلاد جبهة التحرير الوطني وتطورها وإعلاا حزبا ً فقد<br />

حمل في تلك المراحل عناصر القوة والضعف،‏ ولذلك فالحزب<br />

تنظيم يبحث دائما ً عن مكانته في الساحة السياسية وفي<br />

السلطة.‏<br />

قائمة المراجع :<br />

:<br />

دار الهدى،‏ ، 1990 ص 125.<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

محمد العربي،‏ ولد خليفة،‏ التنمية والديمقراطية في الجزائر والمنطقة العربية.‏ الجزائر ديوان المطبوعات الجامعية،‏ 1991، ص‎55‎‏..‏<br />

سعيد بوالشعير،‏ النظام السياسي الجزائري.‏ الجزائر:‏<br />

نفس المرجع ، ص 131.<br />

علي بن محمد،‏ جبهة التحرير الوطني بعد هواري بومدين حقائق ووثائق.‏ الجزائر:‏ دار الأمة،‏ 1998، ص 229.<br />

سعيد بوالشعير،‏ المرجع السابق،ص 133.<br />

نفس المرجع،‏ ص 133.<br />

اجتمع في هذا المؤتمر 5078 عضوا ً على رأسهم الشاذلي بن جديد،‏ وحضره جميع أعضاء المكتب السياسي وبدأت أعمال المؤتمر موزعة على أربعة<br />

جلسات خصصت الأخيرة لانتخاب اللجنة المركزية والأمين العام للحزب والمرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية،‏ وقد شكل المؤتمر خمسة لجان،‏ ضم مكتب<br />

رئاسة المؤتمر مسؤول الأمانة العامة للحزب السيد عبد الحميد مهري وآخرون.‏<br />

Mohamed , Taher, Ben Saada, Le régime politique Algérienne. Alger : Entreprise national du livre, 1992,p69.<br />

9<br />

بيان رئاسة الجمهورية يتضمن العناصر الرئيسية للجانب الثاني من مشروع الإصلاحات السياسية<br />

.«<br />

»<br />

،1988 ص‎6‎‏-‏ .7<br />

10<br />

نفس المرجع،‏ ص 07.<br />

ااهد الأسبوعي،‏ العدد(‏‎1473‎‏)،‏ يوم 10-28-<br />

1<strong>04</strong>


_______________________________________________________________________________________<br />

حزب جبهة التحرير الوطني ومسار الإصلاحات السياسية في الجزائر<br />

11<br />

cit, p70..Mohamed Taher Ben Saada, op<br />

12<br />

Kapil Arun, « L’évolution du régime autoritaire en Algérie ». Annuaire de l’Afrique de Nord, Paris: édition C.N.R.S, 1990,<br />

p525.<br />

13<br />

. cit, p69.Mohamed Taher Ben Saada, op<br />

14<br />

»<br />

15<br />

حيدر أسعد،‏ ‏(الجمهورية الرابعة).‏ مجلة المستقبل،‏ العدد 615، ديسمبر 1988، ص‎25‎‏.‏<br />

الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد في حوار مع الشرق الأوسط».‏ جريدة الشرق الأوسط،‏ عدد<br />

نفس المرجع،‏ ص‎07‎‏.‏<br />

بيان رئاسة الجمهورية المتضمن الجانب الثاني من مشروع الإصلاحات »، مرجع سابق،‏ ص‎6‎‏-‏ 7.<br />

حيدر أسعد،‏ مرجع سابق،‏ ص‎25‎‏.‏<br />

نفس المرجع ، ص‎25‎‏.‏<br />

(3961)، يوم 02 أكتوبر 1989، ص‎07‎‏.‏<br />

.1988/11/30<br />

:<br />

.«<br />

»<br />

»<br />

16<br />

17<br />

18<br />

19<br />

20<br />

Kapil Arun, op.cit, p526.<br />

21<br />

22<br />

23<br />

24<br />

25<br />

26<br />

27<br />

حزب جبهة التحريري الوطني.‏ لائحة العمل السياسي لجبهة التحرير نوفمبر 1988»، يوم<br />

نفس المرجع.‏<br />

محمد العربي الزبيري،‏ المؤامرة الكبرى أوإجهاض الثورة.‏ الجزائر المؤسسة الوطنية للطباعة والنشر،‏ 1989، ص‎179‎‏.‏<br />

نبيل عبد الفتاح،‏ ‏((الأزمة السياسية في الجزائر:‏ المكونات والصراعات والمسارات)).‏ مجلة السياسة الدولية،‏ العدد‎108‎‏،‏ أفريل 1992، ص‎193-192‎‏.‏<br />

سليمان الرياشي وآخرون،‏ الأزمة الجزائرية الخلفيات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية.‏ بيروت م.‏ دراسات الوحدة العربية،‏ 1996، ص‎65‎‏.‏<br />

حسان،‏ م،‏ قصة غرق.‏ ‏(ترجمة:‏ مهني الجزائري)‏ دار النشر مارينور،‏ 1996، ص‎180‎‏.‏<br />

صلاح الدين،‏ حافظ،‏ صدمة الديمقراطية.‏ دار سينا للنشر،‏ 1،1993، ص‎76‎‏.‏<br />

سليمان الرياشي،‏ مرجع سابق،‏ ص‎57‎‏.‏<br />

نبيل عبد الفتاح،‏ مرجع سابق،‏ ص‎191‎‏.‏<br />

سليمان الرياشي،‏ مرجع سابق ، ص‎58‎‏.‏<br />

بيان رئاسة الجمهورية المتضمن الجانب الثاني من مشروع الإصلاحات »، مرجع سابق،‏ ص‎6‎‏.‏<br />

تمالت،‏ محمد،‏ الجزائر من فوق بركان حقائق وأوهام 1988- 1999. الجزائر:‏ ب.د.ن ، 1999 ، ص‎28‎‏.‏<br />

م،‏ صادوق،‏ » 11 سنة من الأزمة كابوس الجزائر متى ينتهي؟ الخبر الأسبوعي،‏ عدد(‏ 24)، من 18 إلى 24 أوت 1999، ص‎11‎‏.‏<br />

نبيلة،‏ عبد الحليم كامل،‏ الأحزاب السياسية في العالم.‏ القاهرة:‏ دار الفكر العربي،‏ 1977، ص‎78‎‏.‏<br />

نفس المرجع ، ص‎82‎‏.‏<br />

عمر صدوق،‏ آراء سياسية وقانونية في بعض قضايا الأزمة.‏ الجزائر:‏ ديوان المطبوعات الجامعية،‏ ، 1995 ص‎51‎‏.‏<br />

‏«خطاب رئيس الجمهورية في افتتاح الدورة الاستثنائية للجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني ‏».جريدة الشعب،‏ عدد 1989/3/29، 7903، ص‎4‎‏.‏<br />

حوار مع السيد عبد الحميد مهري حول تحديات جبهة التحرير الوطني جريدة الشعب<br />

، عدد (7970)، يوم 17 جوان<br />

.«<br />

القاهرة :<br />

»<br />

28<br />

29<br />

30<br />

31<br />

32<br />

33<br />

34<br />

35<br />

36<br />

37<br />

38<br />

»<br />

،1989 ص .02<br />

39<br />

40<br />

محمد العربي،‏ ولد خليفة،‏ الأزمة المفروضة على الجزائر.‏ الجزائر:‏ دار الأمة،‏ نوفمبر،‏ 1998، ص‎134‎‏.‏<br />

عبد الباقي الهرماسي وآخرون،‏ ديمقراطية من دون ديمقراطيين سياسات الإنفتاح في العالم العربي والإسلامي.‏ بيروت:‏ مركز الدراسات الوحدة العربية،‏<br />

1995، ص‎299‎‏.‏<br />

41<br />

Bouchama, le FLN à t-il jamais eu le pouvoir? (1962-1992). Alger : éditions <strong>El</strong>maarifa, 1997. p198. Kamel<br />

42<br />

43<br />

44<br />

44<br />

44<br />

محمد العربي ولد خليفة،‏ الأزمة المفروضة على الجزائر،‏ مرجع سابق،‏ ص‎34‎‏.‏<br />

سليمان الرياشي،‏ مرجع سابق،‏ ص‎43‎‏.‏<br />

محمد العربي الزبيري،‏ مرجع سابق،‏ ص‎18‎‏.‏<br />

نفس المرجع ، ص‎18‎‏.‏<br />

نفس المرجع ، ص‎18‎‏.‏<br />

(25)، جانفي،‏ 1990، ص‎14‎‏.‏<br />

44<br />

cit, p 72.Mohamed Tahar Ben saada, op<br />

44<br />

44<br />

44<br />

44<br />

» حوار مع عبد الحميد مهري الأمين العام لجبهة التحرير الوطني،‏ ندعوا لقيام ائتلاف حزبي ». مجلة الحوار،‏ عدد<br />

نفس المرجع ، ص‎14‎‏.‏<br />

نفس المرجع ، ص 14.<br />

الجزائر اليوم،‏ العدد (259)، الصادرة يوم،‏ 1993-01-31، ص‎4‎‏.‏<br />

حزب جبهة التحرير الوطني،«‏ بيان المكتب السياسيخ في<br />

نفس المرجع ، ص‎18‎‏.‏<br />

26 جانفي .« 1993<br />

44<br />

cit, p 72.Mohamed Tahar Ben saada, op<br />

44<br />

44<br />

» حوار مع عبد الحميد مهري الأمين العام لجبهة التحرير الوطني،‏ ندعوا لقيام ائتلاف حزبي ». مجلة الحوار،‏ عدد<br />

نفس المرجع ، ص‎18‎‏.‏<br />

(25)، جانفي،‏ 1990، ص‎14‎‏.‏<br />

44<br />

105


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

(25)، جانفي،‏ 1990، ص‎14‎‏.‏<br />

44<br />

cit, p 72.Mohamed Tahar Ben saada, op<br />

44<br />

44<br />

44<br />

» حوار مع عبد الحميد مهري الأمين العام لجبهة التحرير الوطني،‏ ندعوا لقيام ائتلاف حزبي ». مجلة الحوار،‏ عدد<br />

نفس المرجع ، ص‎14‎‏.‏<br />

حزب جبهة التحرير الوطني،«‏ بيان المكتب السياسي في 26 جانفي 1993 الجزائر اليوم،‏ العدد (259)، الصادرة يوم،‏ 1993-01-31، ص‎4‎‏.‏<br />

نفس المرجع ، ص‎18‎‏.‏<br />

(25)، جانفي،‏ 1990، ص‎14‎‏.‏<br />

.«<br />

46<br />

cit, p 72.Mohamed Tahar Ben saada, op<br />

47<br />

45<br />

48<br />

48<br />

48<br />

» حوار مع عبد الحميد مهري الأمين العام لجبهة التحرير الوطني،‏ ندعوا لقيام ائتلاف حزبي ». مجلة الحوار،‏ عدد<br />

نفس المرجع ، ص‎14‎‏.‏<br />

نفس المرجع ، ص 14.<br />

حزب جبهة التحرير الوطني،«‏ بيان المكتب السياسي في 26 جانفي 1993 الجزائر اليوم،‏ العدد الصادرة يوم،‏ 1993-01-31، ص‎4‎‏.‏<br />

،(259)<br />

.«<br />

106


______________________________________________________________________________________<br />

تحليل المقاربات النظرية حول أمثلية الهيكل المالي-‏ الإسهامات النظرية<br />

<br />

<br />

دادن عبد الوهاب - جامعة ورقلة<br />

Dadene20<strong>04</strong>@yahoo.fr<br />

:<br />

*<br />

.<br />

.I<br />

:<br />

ملخص يعتبر موضوع الهيكل المالي من بين أهم القضايا التي<br />

نالت اهتمامات البحث العلمي في مجال الإدارة المالية،‏ حيث<br />

ظهرت عدة نظريات حول أمثلية اختيار الهيكل المالي للمؤسسة<br />

وتفسير السلوك التمويلي لها،‏ إلا أنه،‏ لحد الآن،‏ لا يوجد إجماع<br />

أو اتفاق على أن نظرية معينة تجيب عن مختلف التساؤلات في<br />

هذا الصدد،‏ وخاصة قضية أمثلية الهيكل المالي،‏ بين اقتصاديات<br />

الاستدانة واقتصاد السوق.‏<br />

الكلمات الأساسية:‏ الهيكل المالي؛ تكلفة رأس المال؛ أمثلية<br />

الهيكل المالي؛ قيمة المؤسسة.‏<br />

باعتبار المؤسسة مركزا للقرار،‏ فإا تقوم بإرساء جملة<br />

من القرارات المالية لغرض المفاضلة بينها،‏ حيث تعمل على<br />

إحداث نوع من التركيب المالي،‏ دف توجيه مختلف الموارد<br />

المالية إلى استخدامات ذات مردودية،‏ عندئذٍ‏ نقول أن المؤسسة<br />

بصدد رسم سياسة مالية.‏<br />

غير أنه تطرح إشكالية أمام المشروعات الصغيرة<br />

والمتوسطة عند رغبتها في الحصول على تمويل،‏ ألا وهي مشكلة<br />

الحصول على قروض بنكية،‏ خاصة إذا كانت تلك المشروعات<br />

في أوج بدايتها،‏ وبالتالي فإن البدائل التمويلية المطروحة أمامها<br />

تكون محصورة جدا إن لم نقل عدم وجودها.‏<br />

وإذا ما افترضنا إمكانية حصول المؤسسة على قدر<br />

معين من الموارد المالية مقدمة على شكل قروض،‏ فإن نجاحها<br />

يتوقف على حسن استغلالها لتلك الموارد،‏ فضلا عن كون هذه<br />

الأخيرة تتلائم ومدى قدرة المؤسسة على تحقيق مستوى معين<br />

من المردودية يغطي تكلفة تلك الديون.‏<br />

الهيكل المالي للمؤسسة<br />

:<br />

.1.I<br />

مفهوم الهيكل المالي<br />

:<br />

يترجم الهيكل المالي ‏(أو البنية المالية)‏ للمؤسسة الصورة<br />

التي تعكس المصادر التمويلية لمختلف أصولها.‏ فتختلف تكلفة<br />

التمويل من مورد مالي إلى آخر حسب الطبيعة،‏ فإذا كان مصدر<br />

التمويل هو الاستدانة فإن المؤسسة في وضع مخاطرة،‏ نظرا لكوا<br />

ملزمة بتحمل تكلفة الأموال التي حازت عليها على سبيل<br />

الاستدانة مهما كانت مردودية تلك الأموال.‏ عندئذٍ‏ نقول<br />

أن المؤسسة أمام ما يسمى بتكلفة الاستدانة.‏ بينما إذا كان<br />

مصدر التمويل هو الأموال الخاصة فإن الأمر يختلف تماما،‏<br />

حيث أن المؤسسة في هذه الحالة أمام ما يعرف باسم تكلفة<br />

الأموال الخاصة،‏ إذ أن هذا المصدر من التمويل يمثل ملكية<br />

في رأس مال المؤسسة،‏ وهي بالتالي على علاقة بالأرباح<br />

المتوقعة من طرف المساهمين.‏ وعليه فإن المؤسسة معرضة<br />

لمخاطرة تحقيق مردودية مساوية على الأقل لما هو متوقع من<br />

طرفهم كما أنه قد يكون مصدر تمويل المؤسسة مزيجا من<br />

الموردين السابقين،‏ وهي الحالة الأكثر شيوعا،‏ ومن ثم<br />

تتحمل المؤسسة النوعين من التكلفة ‏(تكلفة الاستدانة<br />

وتكلفة الأموال الخاصة)،‏ عندها تكون أمام ما يسمى<br />

بتكلفة رأس المال.‏<br />

يلاحظ مما سبق،‏ أنه توجد سيناريوهات عدة<br />

متعلقة بنمط التمويل،‏ ويتضح بالتالي جليا أن درجة<br />

المخاطرة تختلف من نمط إلى آخر من أنماط التمويل.‏ وعليه،‏<br />

فإنه من باب الرشادة أن تحسن المؤسسة اختيارها لهيكلها<br />

المالي،‏ وهو ما يتطلب ترشيد السياسة المالية للمؤسسة.‏ ومن<br />

هنا يطرح السؤال الآتي كيف يمكن للمؤسسة أن تحصل<br />

على هيكل مالي أمثل ؟<br />

أجمع المفكرون في مجال الإدارة المالية بأن الهيكل<br />

المالي الأمثل ‏"هو ذلك الهيكل الذي يؤدي إلى تدنية تكلفة<br />

الأموال ‏(تكلفة رأس المال)‏ إلى أقل حد ممكن"‏ وهذا ما<br />

يستدعي تحليل مفهوم تكلفة رأس المال.‏<br />

.<br />

1<br />

.2.I<br />

مفهوم تكلفة رأس المال<br />

تعرّف تكلفة رأس المال<br />

بأا المتوسط الحسابي المرجح للتكاليف الناجمة عن مختلف<br />

الموارد المالية للمؤسسة وبذلك فهي تكلفة مصادر<br />

التمويل،‏ وتحسب بالعلاقة التالية<br />

(Coût du capital)<br />

CMP = t<br />

3<br />

:<br />

V CP<br />

V D + V CP<br />

،<br />

2<br />

+ i<br />

V D<br />

V D +V CP<br />

107


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

:<br />

: CMP<br />

: V CP<br />

: V D<br />

: t<br />

: i<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

حيث أن<br />

التكلفة الوسطية المرجحة ‏(تكلفة رأس المال)‏ ؛<br />

قيمة الأموال الخاصة ؛<br />

قيمة الديون؛<br />

تكلفة الأموال الخاصة ؛<br />

تكلفة الاستدانة بعد الاقتصاد في الضريبة.‏<br />

يمكن تمثيل تكلفة رأس المال تمثيلا بيانيا كما هو موضح أدناه<br />

:<br />

الشكل 1:<br />

تمثيل بياني لتكلفة رأس المال<br />

مختلف الموارد المالية ذات التكلفة الإسمية.‏ وتعرّف تكلفة<br />

الأموال الخاصة بأا معدل المردودية المالية المفروض من<br />

طرف المساهمين في رأس مال المؤسسة<br />

.<br />

6<br />

ويمكن حساب تكلفة الأموال الخاصة بطريقتين<br />

طريقة نماذج الاستحداث<br />

نموذج توازن الأصول المالية<br />

:<br />

Modèles actuariels ؛<br />

Modèle d’équilibre<br />

.(MEDAF) des actifs financiers<br />

.II<br />

-<br />

-<br />

أمثلية الهيكل المالي<br />

:<br />

**<br />

يقصد بأمثلية الهيكل المالي للمؤسسة مدى إمكانية<br />

اختيارها لنسبة تمويل معينة بين كل من الأموال الخاصة<br />

والديون بالشكل الذي يؤدي إلى تدنية تكلفة رأس المال إلى<br />

أقصى حد ممكن.‏ وبالتالي تعظيم قيمة المؤسسة.‏ ومن ثم<br />

نطرح السؤال هل يوجد هيكل مالي أمثل ؟ يمكن الإشارة<br />

في هذا الصدد إلى مدخلين،‏ الكلاسيكي والحديث.‏<br />

7<br />

:<br />

:.1.II<br />

المنظور الكلاسيكي<br />

:<br />

"<br />

المصدر<br />

Pierre Vernimmen, Op cit, P651 :<br />

"<br />

يعتبر التعريف السابق لتكلفة رأس المال تعريفا رياضيا،‏<br />

والواقع أا عبارة عن معدل المردودية المفروض<br />

على الأصول الاقتصادية التي تم تمويلها عن طريق كل من<br />

الأموال الخاصة والديون"‏ فيكتسي مفهوم تكلفة رأس المال<br />

أهمية كبرى في إطار مالية المؤسسة نظرا لكونه يسمح بتحديد<br />

الاستثمارات ذات المردود الجيد،‏ لذلك فهو يندرج ضمن أهم<br />

المعايير المستعملة في طرق تقييم المؤسسات.‏<br />

(Exigé)<br />

.<br />

.<br />

4<br />

وعليه،‏ يمكن تقييم المخاطرة التي تتعرض لها الأصول<br />

الاقتصادية للمؤسسة،‏ وبالتالي يمكن إدراك مفهوم الأمثلية في<br />

اختيار الهيكل المالي،‏ حيث تسعى المؤسسة إلى تدنية المخاطر<br />

الناجمة عن مختلف أنماط التمويل.‏ وبتعبيرٍ‏ أدق،‏ تحاول تدنية<br />

تكلفة رأس المال قدر الإمكان فبصفة عامة،‏ يعد استعمال<br />

مفهوم تكلفة رأس المال مسعى استراتيجيا للمؤسسات التي تميل<br />

إلى استهداف هيكل مالي أمثل يجعل التكلفة الوسطية المرجحة<br />

5<br />

لرأس المال أدنى ما يمكن قصد التقليل من المخاطرة.‏<br />

يجيب الكلاسيكيون على السؤال السابق ب:‏ "<br />

نعم ، وبرهام في ذلك أن تكلفة الأموال الخاصة أعلى<br />

من تكلفة الاستدانة،‏ وبشكل أدق المخاطرة المتأتية من<br />

الأموال الخاصة أعلى من المخاطرة الناجمة عن الاستدانة.‏<br />

هذا من جهة،‏ ومن جهة أخرى تكلفة الاقتراض والتي<br />

تندرج ضمن المصاريف المالية لها خاصية الاقتصاد في<br />

الضريبة،‏ ويبرز ذلك في تخفيض الوعاء الضريبي لحساب<br />

الضريبة على الأرباح.‏<br />

:<br />

بينما عوائد رأس المال الناجمة عن التمويل بالأموال<br />

الخاصة لا تتميز بتلك الخاصية لكوا تأتي بعد حساب<br />

النتيجة.‏ وبالتالي فإنه على عكس الاستعانة بالأموال الخاصة<br />

كمورد مالي معتبر،‏ فإن الديون تعمل على تخفيض تكلفة<br />

رأس المال من خلال الوفورات الضريبية.‏ ويمكن توضيح<br />

المنظور الكلاسيكي بيانيا كما يلي<br />

:<br />

أشرنا فيما سبق إلى أن مفهوم تكلفة الأموال الخاصة<br />

يعتبر لصيقا بمفهوم تكلفة رأس المال.‏ فتعد تكلفة الأموال الخاصة<br />

إحدى مركبات تكلفة رأس المال،‏ إذ تتضمن هذا الأخيرة<br />

108


______________________________________________________________________________________<br />

تحليل المقاربات النظرية حول أمثلية الهيكل المالي-‏ الإسهامات النظرية<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الشكل 2:<br />

الهيكل المالي الأمثل حسب المنظور الكلاسيكي<br />

التوقعات متماثلة بالنسبة للمستثمرين؛<br />

عدم وجود خطر إفلاس؛<br />

يمكن للأشخاص والمؤسسات الإقراض والاقتراض<br />

بدون حدود وبمعدل بدون خطر؛<br />

توزع المؤسسات كل أرباحها،‏ وذلك دف تجنب<br />

التفاعل بين سياسة توزيع الأرباح وهيكل راس المال.‏<br />

المصدر<br />

. Josette Peyrard : Op cit, P333 :<br />

وما يلاحظ أن تكلفة رأس المال تتناقص تحت تأثير<br />

تزايد تكلفة الاستدانة،‏ وهذا ما يفسر بالوفورات الضريبية،‏<br />

وتصل إلى حد معين تميل فيه إلى الثبات،‏ ثم تتزايد،‏ وذلك بعد<br />

اختفاء أثر الوفر الضريبي،‏ أين يصبح المساهمون يطالبون بمعدل<br />

مردودية للأموال الخاصة أعلى،‏ الأمر الذي يؤدي إلى تزايد<br />

تكلفة رأس المال.‏ فتتحد النقطة المثلى،‏ حسب المدخل<br />

الكلاسيكي،‏ عند النقطة التي ستغير فيها تكلفة رأس المال<br />

اتجاهها عند زيادة تكلفة الاستدانة بدرجة واحدة.‏<br />

.2.II المنظور الحديث<br />

نشير إلى نظريتين في هذا المدخل،‏ تتعلق الأولى بمنظور<br />

، بينما تتعلق الثانية بنظرية<br />

الاستدلال ‏(أو الإشارة)‏<br />

***<br />

Modigliani & Miller<br />

.Théorie du signal<br />

.1<br />

مدخل موديقلياني وميلر:‏ يجيب الاقتصاديان ‏"موديقلياني<br />

وميلر"‏ على السؤال حول أمثلية الهيكل المالي ب لا "، أي لا<br />

يوجد هيكل مالي أمثل،‏ حيث يريان بأن تكلفة رأس المال<br />

وقيمة المؤسسة مستقلتان عن هيكلها المالي ، ففي ظل سوق<br />

مالية كفء،‏ وغياب الجباية يوجد تكافؤ بين مختلف بين مختلف<br />

أنماط التمويل ، وقد بنيت النظرية على ما يسمى بالمراجحة أو<br />

التحكيم والواقع أن هذه النظرية استندت إلى<br />

جملة من الفروض غير واقعية هي:‏<br />

تتصف سوق رأس المال بالكمال ‏(سوق كفء)‏<br />

يعني عدم وجود عمولات وساطة ‏(المعلومات متاحة<br />

للجميع دون عمولة)؛<br />

عدم وجود ضرائب،‏ عدم وجود تكلفة للصفقات،‏<br />

وأن المستثمرين يمكنهم الاقتراض بنفس معدل الفائدة؛<br />

ويعتبر كل من ‏"موديقلياني وميلر"‏ أن قيمة<br />

المؤسسة يكشف عنها برسملة أرباحها خلال عدة فترات<br />

بمعدل استحداث يتعلق بقطاع نشاطها.‏ وأدى الافتراض<br />

السابق إلى ضرورة التمييز بين حالتين:‏ حالة وجود الجباية<br />

وحالة عدم وجودها،‏ لأن هذه الأخيرة تعتبر غير واقعية<br />

‏(تخيلية).‏<br />

:<br />

:1<br />

:<br />

R f = R e + (R e – i).D/CP ………………(1)<br />

:<br />

حالة غياب الجباية<br />

تكتب في هذه الحالة الصيغة العامة لأثر الرافعة كما يلي<br />

حيث<br />

معدل مردودية الأموال الخاصة المفروض من طرف<br />

المساهمين،‏ وبالتالي فهي عبارة عن تكلفة الأموال الخاصة؛<br />

: R f<br />

: فعلما أن<br />

CMP = R f [CP/(CP+D)] + i[D/(CP+D)] ....( 2)<br />

R f<br />

وبما أن CMP هي تكلفة رأس المال ، فإنه يمكننا تعويض<br />

بقيمتها ) حسب العلاقة (1)) في العلاقة<br />

فنحصل على المعادلة<br />

،(2)<br />

. CMP = R e<br />

:<br />

11<br />

-<br />

-<br />

وعليه،‏ فإن تكلفة رأس المال عبارة معدل<br />

المردودية الاقتصادية الأدنى المفروض،‏ فهي إذن مستقلة عن<br />

الهيكل المالي.‏ فتوصل الباحثان إلى أن زيادة الديون في هيكل<br />

التمويل يؤدي إلى:‏<br />

انخفاض تكلفة الأموال المرجحة بسبب رخص تكلفة<br />

القروض؛<br />

زيادة تكلفة الملكية ‏(الأموال الخاصة)‏ تكون بالقدر<br />

الذي تتلاشى معه ميزة رخص تكلفة القروض بحيث<br />

تظل تكلفة الأموال المرجحة في التحليل النهائي ثابتة.‏<br />

ومن ثم لا تتأثر قيمة المنشأة بتغير حجم الديون في ظل<br />

افتراضات السوق التام.‏ وهذا ما أدى ما فعلا إلى<br />

استخلاص النتيجة:‏ ‏"لا يؤثر الهيكل المالي للمؤسسة في<br />

قيمتها،‏ كما أن التكلفة الوسطية المرجحة لرأس المال<br />

، مما<br />

"<br />

8<br />

"<br />

"<br />

10<br />

9<br />

.(Arbitrage)<br />

-<br />

-<br />

109


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

:<br />

ثابتة مهما كانت طبيعة الهيكل المالي"،‏ والمنحنى البياني 2-<br />

الموالي يبين ذلك.‏<br />

الشكل 3:<br />

المصدر<br />

استقلالية تكلفة رأس المال عن الهيكل المالي<br />

. Pierre Vernimmen : Op cit, P492 :<br />

"<br />

يجدر بنا الإشارة إلى أن الاقتصاديان السابق ذكرهما<br />

قاما بإجراء دراسة على مؤسستان متماثلتان ولهما نفس البيانات<br />

المالية إلا أما مختلفتان من حيث الهيكل المالي،‏ بمعنى إحداهما<br />

تستدين والأخرى لا تستدين،‏ كما أما تختلفان من حيث قيمة<br />

الأموال الخاصة،‏ لكنهما على حد سواء فيما يتعلق بمجموع كل<br />

من الديون والأموال الخاصة،‏ أي لهما نفس الحجم من الأصول<br />

الاقتصادية.‏<br />

فيبرهن هذا الاقتصاديان على أن قيمة المؤسسة مستقلة<br />

عن هيكلها المالي بأنه إذا كان هناك اختلاف في قيمتي<br />

المؤسستين محل الدراسة،‏ فإن المساهمين في رأس مال المؤسسة<br />

المعتمدة للاستدانة سيرون أنه من فائدهتم بيع أسهمهم واستبدالها<br />

بأسهم المؤسسة الأخرى التي لا تعتمد الاستدانة،‏ مما يؤدي<br />

بالضرورة في الأخير إلى التماثل في قيمتيها وأكثر تفصيلا،‏<br />

إذا كان هناك اختلاف بين قيمة المؤسستان،‏ فإن عملية التحكيم<br />

كفيلة بإعادة التوازن بينهما،‏ حيث يشير الكاتبان إلى أن<br />

المكاسب التي حققها مستثمر ما من أسهم المؤسسة الأولى،‏<br />

سوف تدفع غيره من المستثمرين إلى أن يحذو حذوه،‏ مما يترتب<br />

على ذلك زيادة المعروض من أسهم المؤسسة الأخرى وزيادة<br />

الطلب على أسهم المؤسسة الأخرى؛ وهو ما يؤدي إلى انخفاض<br />

القيمة السوقية للمؤسسة الثانية وارتفاع القيمة السوقية للأولى.‏<br />

ويستمر هذا الوضع إلى أن تتوازن القيمتان،‏ وإذا حدث<br />

وارتفعت القيمة السوقية للمؤسسة الأولى عن الثانية فسوف تبدأ<br />

عملية المراجحة العكسية.‏<br />

حالة وجود الجباية<br />

يبني الكاتبان الاقتصاديان إجابتهما دائما على تجربة<br />

المؤسستين كما سلف الذكر ، ويضيفان في هذا المرة فكرة<br />

حساب التدفقات السنوية التي سيستفيد منها الأشخاص<br />

الممولون أو المقرضون لكلتا المؤسستين،‏ والجدول التالي<br />

يوضح ذلك .<br />

الجدول 1:<br />

النتيجة الاقتصادية<br />

المقارنة بين مؤسستين متماثلتان في جميع البيانات المالية<br />

ما عدا الهيكل المالي ‏(تحليل موديقلياني وميلر)‏<br />

العناصر<br />

المصاريف المالية ‏(الفوائد)‏<br />

النتيجة قبل الضريبة<br />

المعدل<br />

E 2 المؤسسة<br />

R<br />

D I<br />

(R-D i )(1- θ)<br />

E 1 المؤسسة<br />

R<br />

0<br />

R(1- θ)<br />

IS ذات<br />

θ<br />

ربح للمساهمين<br />

ربح للمقرضين<br />

(R-D i )(1- θ)<br />

Dθ/(R(1- θ))+D i .θ<br />

R(1- θ)<br />

0<br />

وتساوي قيمة المؤسسة<br />

(Actualisée) للأرباح الموزعة،‏ بمعدل استحداث يتمثل<br />

في المعدل المطلوب(‏ ( t e من طرف المساهمين أو المقرضين،‏<br />

وذلك لعدد لا متناهي من السنوات ، n كما يلي<br />

V E القيمة المستحدثة<br />

13<br />

:<br />

E1<br />

VE1 = R(1- θ).(1-(1+te))-n/te<br />

∞ → nوعندما :<br />

→ 0 ‎1+te)-n‏)فإن :<br />

⇒ VE1 = R(1-θ) / te<br />

وعندما<br />

فإن<br />

E 2<br />

V E2 = R(1- θ).(1-(1+t e )) -n /t e +<br />

D i .θ.(1-(1+i) -n )/i<br />

n → ∞<br />

V E2 =R(1-θ)./t e +D i .θ/i<br />

⇒ V E2 = V E1 + D.θ<br />

:<br />

:<br />

ويسمى المقدار .D θ بالاقتصاد في الضريبة المحقق عن<br />

طريق الاستدانة خلال فترة لا متناهية<br />

.<br />

.<br />

12<br />

110


______________________________________________________________________________________<br />

تحليل المقاربات النظرية حول أمثلية الهيكل المالي-‏ الإسهامات النظرية<br />

والنتيجة أنه في حالة الخضوع للضريبة على الأرباح ‏(وجود الجدول 2:<br />

الجباية)‏ فإن قيمة المؤسسة المعتمدة للاستدانة تساوي إلى قيمة<br />

نفس المؤسسة حالة عدم اعتمادها الاستدانة،‏ مضافا إليها مقدار<br />

الاقتصاد في الضريبة الناجم عن فوائد الديون.‏<br />

وعليه،‏ فإن قيمة المؤسسة المعتمدة للاستدانة تفوق<br />

قيمة المؤسسة التي لا تعتمد الاستدانة،‏ إثر وجود عنصر الاقتصاد<br />

في الضريبة،‏ مما يؤدي إلى وجود تفاوت في كل من قيمتيهما في<br />

سوق الأموال الخاصة،‏ في مردوديتيهما المالية وبالتالي<br />

الاختلاف في تكلفة رأس المال.‏ فتعني تدنية هذه الأخيرة تعظيم<br />

قيمة المؤسسة..‏<br />

****<br />

14<br />

.<br />

غير أنه في الواقع لا يوجد حدا أدنى لتكلفة رأس المال،‏<br />

فعلى عكس هذه الأخيرة فإنه يمكن وضع حد أدنى معين لحجم<br />

الديون.‏ والدالة الممثلة أدناه لتكلفة رأس المال تتغير بدلالة حجم<br />

الديون تفسر ذلك<br />

الشكل 4:<br />

منحنى بياني يوضح دالة تكلفة رأس المال المتناقصة<br />

: المصدر<br />

نفس المرجع السابق ، ص 159.<br />

يتضح أن تكلفة رأس المال هي دالة متناقصة،‏ حيث ترتفع تكلفة<br />

رأس المال كلما قل حجم الديون،‏ إذ أن جزأها الأكبر يكمن<br />

في تكلفة الأموال الخاصة،‏ والعكس صحيح.‏<br />

هذا،‏ ويمكننا إيجاز المنظورين السابقين حول أمثلية الهيكل المالي<br />

للمؤسسة في الجدول الموالي:‏<br />

المنظور الكلاسيكي والحديث حول إمكانية وجود<br />

هيكل مالي أمثل للمؤسسة<br />

النتيجة<br />

المنظور<br />

الكلاسيكي<br />

غياب<br />

الجباية<br />

يوجد هيكل مالي أمثل يجعل تكلفة رأس<br />

المال أدنى ما يمكن،‏ وبالتالي يعمل على<br />

تعظم قيمة المؤسسة<br />

.<br />

لا يوجد هيكل مالي أمثل<br />

.<br />

MODIGLIANI<br />

& MILLER<br />

وجود<br />

الجباية<br />

المصدر<br />

-<br />

قيمة المؤسسة التي تعتمد<br />

الاستدانة تفوق قيمة المؤسسة<br />

التي لا تعتمد الاستدانة<br />

.<br />

-<br />

لا يوجد حد أدنى لتكلفة رأس<br />

المال،‏ لكن يمكن وضع حدٍ‏<br />

. أدنى للاستدانة<br />

:<br />

نفس المرجع السابق،‏ ص 150.<br />

وجهت عدة انتقادات لوجهة نظر ‏"موديقلياني وملير"‏<br />

وتحديدا قضية ‏"واقعية النموذج".‏ فقد تم انتقاد فرضية مجانية<br />

الأسواق،‏ وهذا في الوقت الذي تؤدي في هذه الفرضية دورا<br />

أساسيا في تحليل الكاتبين.‏ ذلك أن قبول وجهة نظرهما<br />

مشترط بتدخل آلية التحكيم،‏ التي تفترض أ مسبقا وجود<br />

إمكانية إحلال مطلق بين الأوراق المالية ذات الخصائص<br />

المتماثلة من حيث عنصري المردودية والمخاطرة هذا من<br />

جهة،‏ ومن جهة أخرى انتقد هذا النموذج من حيث<br />

افتراض عدم وجود ضرائب ، وهذا ما لا يمكن قبوله في<br />

وجود فوائد قابلة للتخفيض في حساب الضرائب،‏ في حين<br />

أن المساهمون يجنون أرباحا بعد الضرائب المفروضة على<br />

الأرباح.‏<br />

.<br />

15<br />

.2<br />

نظرية الاستدلال أو الإشارة<br />

وفقا للافتراضات السابقة والخاصة بمدخل ‏"موديقلياني<br />

وميلر"‏ فإن المعلومات متوفرة ومتاحة لكافة المستثمرين أي<br />

أم في هذه الناحية متساوون بخصوص مستقبل المؤسسة،‏<br />

وتسمى هذه الخاصية بحالة التماثل المعرفي أو المعلوماتي<br />

ولكن غالبا ما يتاح للمسيرين<br />

كما أكبر من المعلومات،‏ والذي لا يتوفر لدى المستثمرين<br />

خارج المؤسسة،‏ وتسمى هذه الحالة بحالة عدم التماثل<br />

المعرفي<br />

من تأثير قوي على هيكل رأس المال.‏<br />

: (Théorie du signal)<br />

.(Symétrique information)<br />

l’information) ،(Asymétrie de مما يكون لذلك<br />

111


ج(‏<br />

_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

18<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

تقوم هذه النظرية على قاعدة أساسية وهي عدم تماثل<br />

المعلومات،‏ الذي تتصف به الأسواق.‏ الواقع أن المعلومات التي<br />

تبثها المؤسسات ليست بالضرورة حقيقية وصادقة،‏ ومن ثم فإن<br />

هذه النظرية تنطلق من أنه بإمكان المديرين في المؤسسات<br />

الأحسن أداءً‏ إصدار إشارات (Signaux) خاصة وفعالة،‏<br />

تميزها عن مؤسسات أخرى ذات مستوى أقل من الأداء.‏<br />

وخاصية هذه الإشارات أنه سيكون من الصعب تقليدها من<br />

طرف مؤسسات ضعيفة.‏ إذن،‏ تستند نظرية الاستدلال إلى<br />

فكرتين هما:‏<br />

نفس المعلومة،‏ غير موزعة في جميع الاتجاهات:‏ حيث أنه<br />

بإمكان المديرين في مؤسسة ما هتيئة معلومات لا تكون متوفرة<br />

لدى المستثمرين؛<br />

وحتى إذا كانت تلك المعلومات منشورة ومتوفرة لدى<br />

الجميع،‏ فإا سوف لا تدرك ولا تفهم بنفس الأسلوب<br />

والطريقة.‏<br />

تكون الإشارة المستعملة بأشكال عديدة،‏ إذ يمكن أن تكون<br />

صورة أو وصفا لتكلفة رأس المال،‏ سياسة توزيع الأرباح،‏ أو<br />

أيضا اللجوء إلى أوراق مالية معقدة (Complexes) أو إلى<br />

شروط (Clauses) خاصة في مختلف أشكال التركيب المالي.‏<br />

16<br />

كما أن الإشارة ليست مجرد سر أو تصريح مضلل،‏<br />

كما يعتقد الكثير،‏ ولكنها قرار مالي حقيقي وواقعي،‏ يؤدي إلى<br />

حدوث انعكاسات سلبية على مسببها في حالة ظهور واكتشاف<br />

17<br />

عدم صحتها.‏<br />

تقترح هذه النظرية نموذجا لمحاولة التعبير عن جودة<br />

المؤسسة من خلال هيكلها المالي.‏ فيميز المستثمرون بين كل<br />

المؤسسات المتواجدة في السوق ويصنفوا إلى نوعين:‏A و B،<br />

المؤسسات من نوع A أحسن أداءً‏ من المؤسسات من نوع B.<br />

ومن أجل تصنيف مؤسسة ما في أحد الصنفين،‏ يحدد<br />

المستثمرون في السوق مستوى حرجا<br />

فترى النظرية أن المؤسسات من النوع الجيد ‏(الصنفA‏)‏<br />

لها قدرة على الاستدانة يصل إلى *D والعكس بالعكس.‏<br />

(Critique) للاستدانة<br />

. D*<br />

الواقع أن المستثمر بطبيعته أبعد من أيكون سذجا في<br />

تصديقه لأي معلومة أو إشارة،‏ فهو يستقبل كل إشارة بدرجة<br />

معينة من الشك.‏ وعليه،‏ لابد من الإشارة إلى أنه<br />

:<br />

-<br />

يتساءل المستثمر أولا عن الفائدة التي هتدف إليها جهة<br />

الإشارة ؛<br />

يحاول فهم صورة الفريق المدير للمؤسسة وسياسته في<br />

الاتصال ؛<br />

يراعي مراقبة وحكم السلطات البورصية في حالة نشر<br />

معلومات غير صحيحة.‏<br />

ولتوضيح هذه النظرية حول أمثلية الهيكل المالي،‏<br />

نفترض أننا أمام وضعين:‏ الأول أن مسيري المؤسسة على<br />

ثقة بأن مستقبل مؤسسة ‏(ج)‏ يبشر بنتائج جيدة،‏ والوضع<br />

الثاني،‏ أن المسيرين على ثقة بأن مستقبل المؤسسة ‏(ب)‏ يبدوا<br />

سيئا،‏ وأن المؤسسة ‏(ج)‏ اكتشفت منتجا جديدا وحصلت<br />

على براءة اختراع وأرادت الاحتفاظ ذا المنتج الجديد سرا<br />

لأطول فترة ممكنة،‏ دف تأخير دخول منافسين إلى السوق،‏<br />

حتى يتم بناء مصنع جديد لإنتاج المنتج،‏ الأمر الذي يتطلب<br />

زيادة رأس مال إضافي،‏ فكيف يمكن لإدارة هذه المؤسسة<br />

زيادة رأس المال؟<br />

إذا ما لجأت هذه المؤسسة إلى رأس المال عن طريق<br />

إصدار وبيع أسهم،‏ حيث يترتب على إنتاج المنتج تدفق<br />

نقدي مناسب،‏ مما يؤدي إلى زيادة حادة في سعر السهم<br />

ويؤدي إلى زياد الطلب عليه.‏ ويرى المساهمون الحاليون<br />

وكذلك الإدارة أنه بالرغم من هذا المستوى من الأداء إلا أنه<br />

لا يتساوى مع النتائج السابقة لزيادة عدد الأسهم،‏ مما يقود<br />

إلى نتيجة معينة مؤداها أنه في حالة المؤسسة التي يبشر<br />

مستقبلها بنتائج جيدة فإنه يجب تجنب بيع أسهم جديدة،‏<br />

والبحث عن وسيلة لزيادة رأس المال من خلال القروض،‏<br />

بحيث يتم هذا بالقرب من هيكل رأس المال الأمثل،‏ مما<br />

يؤدي إلى تعظيم قيمة السهم من ناحية وتدنية التكلفة<br />

المرجحة المتوسطة للأموال من ناحية أخرى.‏<br />

نأتي بعد ذلك للمؤسسة ‏(ب)‏ حيث وجد<br />

المسيرون حدوث انخفاض حاد في الطلب على منتجاهتا،‏ لأن<br />

المؤسسة المنافسة استخدمت معدات تكنولوجية جديدة،‏ مما<br />

أدى إلى تطوير وتحسين مستوى الجودة،‏ مما يتطلب من<br />

المؤسسة ‏(ب)‏ تطوير التسهيلات الإنتاجية بتكلفة عالية<br />

دف المحافظة على مستوى المبيعات الحالي،‏ حيث يترتب<br />

على ذلك انخفاض العائد على الاستثمار ولكنه أفضل مقارنة<br />

بحالة عدم التطوير.‏ فكيف توفر المؤسسة الأموال اللازمة<br />

لزيادة هيكل رأس المال ؟<br />

الوضع السابق عكس الوضع الخاص بالمؤسسة<br />

)، حيث أنه بالنسبة للمؤسسة ‏(ب)،‏ فإن استخدام<br />

القروض في ظل هذه الظروف يؤدي ا إلى الإفلاس.‏<br />

112


______________________________________________________________________________________<br />

تحليل المقاربات النظرية حول أمثلية الهيكل المالي-‏ الإسهامات النظرية<br />

:<br />

لذلك،‏ يمكن القول بأنه على المؤسسات المتوقع لها مستقبل غير<br />

مناسب اللجوء إلى زيادة رأس المال عن طريق إصدار وبيع<br />

أسهم جديدة لتجنب حدوث إفلاس ومشاركة المستثمرين<br />

الجدد في أي خسائر متوقعة.‏ ومنه فإنه تفضل المؤسسات المتوقع<br />

أن يكون لها مستقبلا جيدا التمويل عن طريق القروض،‏ في حين<br />

أن الشركات المتوقع أن يكون لها مستقبلا سيئا تفضل التمويل<br />

عن طريق الرفع في الأموال الخاصة.‏<br />

تثير هذه النظرية العديد من المشاكل حول التكلفة<br />

الحدية للأموال،‏ حيث يتضح أن التكلفة الحدية المتوسطة<br />

المرجحة تقفز وتزداد عندما تلجأ المؤسسة إلى التمويل الخارجي<br />

بإصدار وبيع أسهم جديدة،‏ بدلا من اللجوء إلى استخدام<br />

الأرباح في التمويل.‏<br />

خلاصة يمتد موضوع اختيار الهيكل المالي للمؤسسة إلى أبعد<br />

مما سبق،‏ حيث أنه في ظل تطور الأسواق المالية وبصفة خاصة<br />

بورصات الأوراق المالية وظهور سيناريوهات عدة وأشكال<br />

حديثة للتعامل في تلك الأوراق،‏ لا سيما اكتشاف وتطور ما<br />

يعرف باسم الأسواق المشتقة والأسواق الآجلة،‏ أصبح لهذا<br />

الموضوع علاقة وطيدة بما يسمى باختيارات الشراء والبيع.‏<br />

ومن ثم أضحت الرؤى السابقة حول أمثلية الهيكل المالي<br />

تاريخية،‏ يرجع إليها عند استعراض التطور والتسلسل<br />

التاريخي لهذا الموضوع . فيمكن القول أن الهيكل المالي هو<br />

نتيجة لعدة تسويات (Compromis) معقدة،‏ لذلك توجد<br />

العديد من العوامل لاختيار المؤسسة لهيكلها المالي طالما لا<br />

يوجد هيكل مالي أمثل،‏ وهي<br />

:<br />

-<br />

محاولة الاحتفاظ بمرونة مالية<br />

،financière) بمعنى عدم كون المؤسسة مجبرة باختيار<br />

معين مستقبلا جراء قرار اتخذته سلفا ؛<br />

الأخذ في الحسبان الخصائص الاقتصادية للقطاع الذي<br />

تنتمي إليه المؤسسة ومدى تطوره ؛<br />

وضعية المساهمين فيما يتعلق بعنصر المخاطرة<br />

‏(التفاؤل/التشاؤم)‏ ؛<br />

التحسب لوجود فرص أو قيود ؛<br />

أهداف وإستراتيجية المؤسسة.‏<br />

(Flexibilité<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الهوامش والإحالات :<br />

*<br />

1<br />

الهيكل المالي الأمثل هو طريقة التمويل التي تجعل تكلفة رأس المال أدنى ما يمكن من جهة وتعمل على تعظيم قيمة المؤسسة من جهة أخرى.‏<br />

عبد الغفار حنفي،‏<br />

أساسيات التمويل والإدارة المالية،‏ دار الجامعة الجديدة،‏ القاهرة،‏ 2002، ص‎335‎‏.‏<br />

2 Jean Barreaau & Jacqueline Delahaye, Op cit , P152.<br />

3 Pierre vernimmen, Finance d'entreprise, 3 eme éd., Dalloz, Paris, 1998 , P487.<br />

4 Ibidem, P487..<br />

5 Jean-Luc A. et autres, Les nouvelles approches de la gestion des organisations, ECONOMICA, Paris, 2000, P49.<br />

6 Jean Barreau & Jacqueline Delahaye, Op cit , P153.<br />

.<br />

**<br />

تمويل الأصل الاقتصادي<br />

7 Josette Peyrard, Gestion financière internationale, VUIBERT 5 eme édition, Paris, 1999, P 332.<br />

***<br />

إقتصاديان أمريكيان معاصران.‏<br />

8 Jean B. & Jacqueline D., Gestion financière, Manuel & applications, DUNOD, 9 eme éd., Paris, 2000, P157.<br />

9 Abdellah Boughaba, Analyse & évaluation de projets, BERTI édition, Paris, 1998, P107.<br />

10 Samira Rifki, Abdessadeq Sadq (2001), «Un essai de synthèse Des débats théoriques à propos de la structure<br />

financière Des entreprises», In revue du financier, N°31, P11.<br />

11<br />

محمد عبده محمد مصطفى،‏ نحو نظرية لتفسير السلوك التمويلي للشركات في مصر،‏ رسالة للحصول على درجة دكتور الفلسفة في إدارة الأعمال،‏ غير<br />

منشورة،‏ جامعة عين شمس،‏ مصر،‏ 1997، ص‎21‎‏.‏<br />

12 Jean Barreau & Jacqueline Delahaye, Op cit, P158.<br />

13 Idem.<br />

****<br />

بمعنى تكلفة الأموال الخاصة<br />

14 Ibidem, P159.<br />

.<br />

15<br />

قريشي يوسف،‏ سياسات تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر،‏ دراسة ميدانية،‏ أطروحة دكتوراه،‏ غير منشورة،‏ جامعة الجزائر،‏ 2005،<br />

ص‎146‎‏.[بتصرف]‏<br />

18<br />

عبد الغفار حنفي،‏ مرجع سابق،‏ ص‎369‎‏.‏<br />

16 Samira Rifki, Abdessadeq Sadq, Op cit, P18.<br />

17 Pierre Vernimmen, Op cit, P469.<br />

113


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

المراجع :<br />

جلال إبراهيم العبد،‏ إختلال الهياكل التمويلية لقطاع الأعمال العام أسبابه وطرق علاجه،‏ كتاب الأهرام الاقتصادي،‏ العدد 71، يناير 1994،<br />

مطابع الأهرام التجارية بمصر.‏<br />

السعيد فرحات جمعة،‏ الأداء المالي لمنظمات الأعمال ‏(والتحديات الراهنة)،‏ دار المريخ للنشر،‏ السعودية،‏ 2002.<br />

-<br />

-<br />

- Laurence Nayman, (1996), « Les structures de financement Des entreprises en Europe »,<br />

Economie internationale, N°66, PP161-181.<br />

- Jéröme Caboy et autres, (1996), « Le processus de création de valeur », Revue française de<br />

gestion, N°108, PP49-56.<br />

- Samira Rifki et abdessadeq Sadeqi, (2001), «La structure financière de la firme a-t-elle une<br />

influence sur sa valeur ? », Problèmes Economiques, N°5728, PP24-30.<br />

- Michel Albouy, (1999), «Théorie, Applications et limites de la mesure de la création de valeur »,<br />

Revue française de gestion, N°122, PP81-90.<br />

114


____________________________________________________________________________________________________<br />

التوافق المحاسبي الدولي – المفهوم،‏ المبررات والأهداف<br />

– <br />

l’Harmonisation Comptable internationale – Concepts, Motivations et objectifs<br />

د/‏ مداني بن بلغيث – جامعة ورقلة<br />

benbelghit @ hotmail.com<br />

:<br />

:<br />

:<br />

الملخص يتناول هذا المقال دراسة التوافق المحاسبي الذي<br />

تولدت عنه نمطية في الممارسة المحاسبة،‏ نتيجة انسجام دولي في<br />

إجراءات المعالجة المحاسبية ومنتجات المحاسبة المتمثلة في القوائم<br />

المالية الختامية،‏ بما يضمن القراءة الموحدة لهذه القوائم،‏ من<br />

خلال تنظيم وضبط هذه الممارسة استنادا إلى إطار تصوري<br />

للمحاسبية الدولية،‏ لتجاوز كل أشكال الاختلافات التي تنتج<br />

في الواقع عن التباين في الأطر والأنظمة التي تحكم الممارسة<br />

المحاسبية في كل دولة،‏ والتي أصبحت تشكل عائقا أمام<br />

الاستثمار الدولي ومصدر اضطراب لحركة الأسواق المالية<br />

العالمية.‏ لذلك فإن التوافق المحاسبي الدولي يساعد على ضمان<br />

قابلية المقارنة الدولية للقوائم المالية للمؤسسات،‏ وبالتالي<br />

الإجابة على احتياجات المستثمرين الدوليين من المعلومات.‏<br />

كما يساعد على ضمان مصداقية وملائمة المعلومات المحاسبية<br />

من خلال تحقيق شكل موحد للقوائم المالية يضفي عليها صفة<br />

القبول العام.‏<br />

الكلمات المفتاح المعلومات المحاسبية والمالية الدولية،‏<br />

الأسواق المالية،‏ النظام المحاسبي،‏ الاختلاف المحاسبي،‏ المعايير<br />

المحاسبية الدولية،‏ الإطار التصوري،‏ التوحيد المحاسبي الدولي،‏<br />

التوافق المحاسبي الدولي والمحاسبة الدولية.‏<br />

المقدمة أظهر البعد الدولي المتنامي للأنشطة<br />

الاقتصادية أن المحاسبة ‏-باعتبارها وسيلة أساسية للاتصال-‏<br />

تختلف بمحتواها وطرق تطبيقها من بلد لآخر ، لذالك فإن<br />

الاختلاف الذي يميز الأنظمة المحاسبية في دول كثيرة،‏ له تأثير<br />

على قدرة المستثمرين الدوليين ‏[والمؤسسة على حد سوا]‏ على<br />

فهم المحتوى الإخباري للمعلومات المحاسبية والمالية لذلك فإم<br />

يسعون للحصول على الحجم الكافي من المعلومات القابلة<br />

للمقارنة،‏ ويفضلون الحصول عليها بالشكل الذي يمكنهم من<br />

فهمها لأجل تقييم فرص الاستثمار المتاحة واختيار أحسنها.‏<br />

1<br />

من هذا المنطلق،‏ كان لزاما على المؤسسات التي ترغب<br />

في الوصول لمصادر التمويل الدولية،‏ والحصول على شروط<br />

تمويل تفضيلية،‏ أن تعمل على تلبية مختلف الاحتياجات من<br />

المعلومات التي يعبر عنها المحللين والمستثمرين الدوليين المنتمين<br />

في الأصل لثقافات مختلفة.‏ وهو السبب الذي كان وراء<br />

الجهود الكبيرة التي تبذلها العديد من المؤسسات الدولية<br />

لتكييف سياسة اتصالها المالية مع الاحتياجات الفعلية لسوق<br />

المعلومات لدول معينة،‏ مثل سعيها إذا أرادت دخول أسواق<br />

بعض الدول لترويج منتجاا،‏ الأخذ بالاعتبار خصوصيات<br />

هذه البلدان من خلال احترام التنظيم المحلي أو المعايير التقنية ،<br />

أو شروط السلامة.‏ وأكثر الأمثلة دلالة على ذلك،‏ قيام منتجو<br />

السيارات اللذين يرغبون دخول السوق البريطانية أو بعض<br />

الدول الآسيوية بتكييف السيارة بمقود على اليمين.‏<br />

أولا - الاختلاف في الأظمة والممارسة المحاسبية<br />

.1<br />

لم تظهر أهمية تناول موضوع اختلاف الأنظمة<br />

المحاسبية،‏ إلا مع تطور وتسارع حركة التجارة الدولية<br />

وازدهارها،‏ وتطور الأسواق المالية في ظل الانفتاح الذي<br />

عرفه العالم.‏ لقد ثبت في الواقع أن الممارسة المحاسبية في دول<br />

عديدة كانت محل توافق وتقارب،‏ ارتبطت أهميته بطبيعة<br />

العلاقات التي كانت تحكم هذه الدول ببعضها،‏ نتيجة<br />

الارتباطات الثقافية و التاريخية الوثيقة بين هذه الدول.‏ ولعل<br />

ما عمق الاختلاف بين الأنظمة المحاسبية بين الدول،‏ طبيعة<br />

الاحتياجات الوطنية المعبر عنها والمنتظر من المحاسبة الإجابة<br />

عليها باعتبارها أداة ضبط اقتصادي.‏ وكذلك طبيعة الأهداف<br />

الموكل ا للمحاسبة في ظل الشروط التي تحكم الحياة<br />

الاقتصادية،‏ الاجتماعية والسياسية في كل دولة،‏ هذه الشروط<br />

التي تعتبر المصدر الرئيسي للاختلافات المحاسبية بين الدول.‏<br />

مصادر الاختلاف المحاسبي<br />

يعود أصل الاختلاف في الأنظمة المحاسبية،‏ إلى<br />

مستويات التباين في الشروط الاقتصادية،‏ الاجتماعية<br />

والسياسية من دولة إلى أخرى.‏ وتفسر أسباب الاختلاف في<br />

الأنظمة المحاسبية بخمس عوامل أسياسية . 2 إضافة إلى العوامل<br />

الثقافية والقيمية،‏ التي لا شك أن لها تأثير كبير على تطور<br />

الأنظمة المحاسبية وأا من بين أهم مصادر الاختلاف بين هذه<br />

الأنظمة.‏ وفيما يلي أهم هذه العوامل<br />

- النظام القضائي<br />

:<br />

: بناء على الدراسة التي قاما ا،‏<br />

توصل [1992 [Salter & Doupnik 3 إلى أن الممارسة المحاسبية<br />

السائدة في أي دولة،‏ غير مستقلة عن محيطها القضائي التي<br />

تمارس فيه،‏ وأن مصادر الاختلاف المحاسبي من هذا المنظور<br />

115


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

:<br />

:<br />

:<br />

.2<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

تنبع أساسا من طبيعة الأنظمة القضائية السائدة في كل دولة.‏<br />

وتنقسم الدول في هذا اال إلى مجموعتين<br />

مجموعة القانون العرفي ؛<br />

مجموعة القانون المكتوب.‏<br />

:<br />

-<br />

-<br />

تتميز اموعة الأولى باعتماد التشريع فيها على إصدار<br />

مبادئ عامة،‏ بينما يترك مجال التقدير واسعا للقضاة في حالة<br />

التراع ‏(الدول الأنجلوسكسونية).‏ أما اموعة الثانية وعلى<br />

العكس من الأولى،‏ فإا تتميز بتشريع مفصل لا يترك فيه<br />

مكانا واسعا لتقدير القضاة ‏(الدول الفرانكفونية).‏ وهذا ما<br />

يفسر ربما توكيل عمليات التوحيد المحاسبي في دول الفئة<br />

الأولى لهيئات مهنية مستقلة غير حكومية،‏ عكس دول الفئة<br />

الثانية أين تضطلع بعملية التوحيد هيئات حكومية عامة،‏<br />

يحكمها القانون المحاسبي comptable) (Le droit 4 .<br />

:<br />

:<br />

-<br />

- طرق تمويل المؤسسات تتمثل عناصر الاختلاف<br />

من منظور طرق تمويل المؤسسات،‏ في طبيعة الأطراف التي<br />

على النظام المحاسبي التعامل معها بدرجة تفضيلية،‏ دف حماية<br />

أموالها.‏ في دول المنظومة الأنجلوسكسونية تعتمد المؤسسات في<br />

تمويلها أساسا على السوق المالي،‏ الذي يستقطب فئات مختلفة<br />

وغير متجانسة من المستثمرين أو مقدمي الأموال ‏(أفراد،‏<br />

مؤسسات،‏ هيئات)،‏ لذلك فإن الاهتمام الأساسي للمحاسبة<br />

ينصب على تلبية احتياجات هذه الفئات من المعلومات<br />

الكفيلة بالإخبار عن الأداء والتدفقات المالية في المؤسسات.‏<br />

بينما في دول المنظومة الفرنكفونية فإن المؤسسات تعتمد في<br />

تمويلها أساسا على البنوك مقارنة بما تتحصل عليه من السوق<br />

المالي،‏ لذلك فإن المحاسبة تقوم على مبدأ الحذر وتنصب<br />

اهتماماا لحماية المقرضين حتى ولو كان على حساب إعطاء<br />

الصورة الصادقة عن حسابات المؤسسة.‏<br />

النظام الجبائي يعود الاختلاف المحاسبي من<br />

المنظور الجبائي أساسا لكون حساب الربح في دول المنظومة<br />

الأنجلوسكسونية مستقل تماما عن الحسابات الاجتماعية<br />

للمؤسسة،‏ وأن أهمية المسائل الجبائية<br />

تتبع عادة ثقافة المؤسسة.‏ وعلى العكس،‏ فإن حساب الربح في<br />

المنظومة الفرانكفونية،‏ يقتضي دمج محاسبة المؤسسة بالقواعد<br />

الجبائية،‏ نظرا لارتباط حساب الربح الخاضع ذه القواعد،‏<br />

التي لا تستبعد من هذا الربح إلا الأعباء المسجلة محاسبيا . 5<br />

:<br />

(Comptes sociaux)<br />

-<br />

عوامل قيمية وثقافية أخرى تتحدد نقاط<br />

الاختلاف بين الأنظمة المحاسبية في مختلف الدول،‏ انطلاقا من<br />

التباين في المحيط الثقافي والقيم اللذان يحكمان الممارسة<br />

المحاسبية وبالأخص<br />

مستوى التعليم والتكوين المحاسبي ؛<br />

دور ومكانة المهنة المحاسبية ؛<br />

مستوى ومكانة البحث العلمي والتطبيقي ؛<br />

المستوى الثقافي للمجتمع من خلال التحفظ والحرص<br />

والنظرة الإيجابية التي يبديها اتمع تجاه الأنشطة<br />

6<br />

الاقتصادية ومهنة المحاسبة والمراجعة.‏<br />

أشكال الاختلاف المحاسبي<br />

من بين أكثر أشكال الاختلاف المحاسبي أهمية،‏ ما تعلق<br />

بالهدف الأساسي للمحاسبة،‏ الذي يختلف من دولة لأخرى<br />

تبعا لخصوصياا الاقتصادية،‏ السياسية،‏ الاجتماعية والثقافية.‏<br />

أهم أشكال الاختلاف وقياسها من خلال :<br />

النموذج المحاسبي الفرانكفوني ؛<br />

النموذج المحاسبي الأنجلوسكسوني.‏<br />

سياسة الإخبار ترتبط سياسة الإخبار ارتباطا<br />

وثيقا بطبيعة التمويل ومصادره،‏ وبما أن شكل التمويل الغالب<br />

على معظم دول النموذج الفرانكفوني يأتي من البنوك مقارنة<br />

بالأهمية النسبية للسوق المالي،‏ فإن سياسة الأخبار سيكتنفها<br />

الغموض نظرا للسرية المطلوبة في إتمام الأعمال.‏ لذلك فإن<br />

الإجابة على احتياجات فئة الممولين من المعلومات ستطغى<br />

على حساب باقي الفئات.‏ وعلى العكس من ذلك فإن دول<br />

النموذج الأنجلوسكسوني،‏ ترى في الشفافية حماية لكل<br />

الأطراف المستعملة للمعلومات المحاسبية وعاملا لتطوير<br />

الأسواق المالية.‏ لذلك فإن المعلومة المحاسبية حسب النموذج<br />

الأول تساعد على تتبع ذمة المؤسسة والوقوف على قدرا<br />

على التسديد.‏ بينما المعلومة حسب النموذج الثاني،‏ فإا<br />

تساعد وتخدم عملية اتخاذ القرارات الاستثمارية.‏<br />

- القياس المحاسبي خاصة ما تعلق بمفهوم النتيجة<br />

المحاسبية comptable) ،(Résultat فإن المحاسبة حسب النموذج<br />

الأول دف إلى تحديد نتيجة النشاط وتصوير الوضعية المالية<br />

الصحيحة وذمة المؤسسة.‏ بينما دف المحاسبة حسب النموذج<br />

الثاني من خلال الإمداد بالقوائم المالية إلى الإخبار عن أداء<br />

7<br />

المؤسسة المعبر عنه بالنتيجة ومكوناا.‏<br />

- قياس النتيجة : يتوقف قياس النتيجة على درجة<br />

الارتباط بين المحاسبة والجباية،‏ فبالنسبة لدول النموذج الأول،‏<br />

هناك تأثير كبير للجباية على قياس النتيجة،‏ عملا بمبدأ الحذر<br />

(Prudence) الذي تتميز به المحاسبة،‏ والذي يقضي بتسجيل<br />

116


____________________________________________________________________________________________________<br />

التوافق المحاسبي الدولي – المفهوم،‏ المبررات والأهداف<br />

عناصر ذمة المؤسسة حسب قاعدة التكلفة أو السوق أيهما -<br />

أقل.‏ وتساهم هذه العملية ليس فقط في حماية و ضمان حقوق<br />

الدائنين،‏ بل كذلك في التأثير على النتيجة الخاضعة للضريبة<br />

بسبب تغير حصص الإهلاك والمؤونات.‏ ويعرف هذا الشكل<br />

انتشارا واسعا في الكثير من الدول التي تؤدي فيها المؤسسات<br />

دورا اجتماعيا ‏(التشغيل،‏ الاشتراكات الاجتماعية).‏ بينما في<br />

دول النموذج الثاني،‏ فإن تحديد النتيجة الجبائية يعد أمرا في<br />

غاية الأهمية،‏ ولا يترك لمحاسبي المؤسسة تقديره،‏ بل ينتج عن<br />

تطبيق قواعد مستقلة عن تلك التي يتم تطبيقها في المحاسبة.‏<br />

- مسار وطبيعة عملية التوحيد المحاسبي : في الوقت<br />

الذي تعرف فيه دول النموذج الأول مسار توحيد ثقيل،‏ أهم<br />

ما يتميز به هو اضطلاع الدولة بدور رئيسي واستناده لجملة<br />

من القواعد القانونية والتشريعية والتنظيمية،‏ تراها هذه الدول<br />

على أا نتاج لإجماع وطني انطلاقا من المساهمات التي تقدمها<br />

الأطراف المعنية بالتوحيد المحاسبي والممارسة المحاسبية ؛ فإن<br />

دول النموذج الثاني لديها مسار توحيد أهم ما يتميز به هو<br />

المرونة والتكيف السريع مع التحولات الاقتصادية،‏ واضطلاع<br />

أصحاب المهنة المحاسبية والمراجعة فيه بدور رئيسي ومطلق.‏<br />

كما أن أهم ما يميز عملية التوحيد في دول النموذج الأول،‏<br />

هو استنادها لمخطط محاسبي يعتمد على مقاربة تنظيمية تحول<br />

دون تمكين المهنيين من إيجاد حلول مناسبة لاحتياجات<br />

وحجم المؤسسة،‏ على اعتبار أن قواعد المخطط المحاسبي ملزمة<br />

لكل شخص طبيعي ومعنوي مهما كان حجمه ‏(مؤسسة<br />

فردية أو شركة تجارية وأن تطبيقها قد يؤدي في حالات<br />

معينة إلى بعض الاختلاف نتيجة عدم ترابطها أو توافقها مع<br />

نصوص وقواعد أخرى،‏ عكس المعايير المحاسبية التي يتم<br />

إعدادها في دول النموذج الثاني استنادا لإطار تصوري<br />

وترافقها طرق تطبيقها بشكل مفصل،‏ علما أن المعايير المحاسبية<br />

ملزمة فقط للشركات المسعرة في البورصة،‏ دون باقي أشكال<br />

الأنشطة الاقتصادية الأخرى ‏(محلات،‏ مؤسسات صغيرة<br />

.(<br />

(...<br />

.3<br />

طرق تجاوز الاختلاف<br />

يتوجب على بعض الشركات أو اموعات حتى<br />

تتمكن من الوصول إلى مصادر التمويل في أسواق أو دول<br />

أجنبية،‏ إعداد قوائمها المالية بمستوى من الشفافية تفرضه هذه<br />

الدول.‏ ويختلف هذا المستوى من دولة إلى أخرى،‏ حسب<br />

طبيعة التنظيم الذي يحكم نشاطها الاقتصادي،‏ خاصة الدخول<br />

للأسواق المالية.‏ ونتيجة لذلك وفي ظل الاختلاف الذي يميز<br />

الأنظمة المحاسبية في دول مختلفة،‏ فإنه يتم اللجوء إلى بعض<br />

الوسائل والطرق لتجاوز هذا الإشكال وهذا من خلال<br />

الاعتراف المتبادل<br />

يتحقق هذا الشكل عندما تقبل هيئات مراقبة الأسواق المالية<br />

للدول بالقوائم المالية للشركات الأجنبية التي تعدها وفق<br />

مبادئها الوطنية.‏ تعتبر هذه الطريقة حلا لمشكلة الدخول<br />

للأسواق المالية الأجنبية،‏ على أساس أن القواعد المحاسبية<br />

الوطنية المطبقة من قبل شركات دولة ما عند البحث عن<br />

مصادر للتمويل في أسواق دولة أخرى تلقى الاعتراف المتبادل<br />

‏(المعاملة بالمثل).‏<br />

:(Reconnaissance mutuelle)<br />

- الاعتراف المتبادل المعياري<br />

إضافة إلى مفهوم الاعتراف المتبادل الذي لقي استعماله حدود<br />

فرضتها قوة التباين و الاختلافات بين الأنظمة المحاسبية،‏<br />

مفهوما جديدا هو الاعتراف<br />

أضاف<br />

المتبادل المعياري،‏ والذي يتمثل في ‏"تطوير جملة من المعايير<br />

المحاسبية الدولية دون خيارات،‏ على أن يترك للمؤسسات في<br />

كل دولة إمكانية تقديم أو عرض قوائمها المالية حسب<br />

معاييرها الوطنية،‏ شريطة أن تقدم ضمن ملاحقا جداول تحول<br />

بين معاييرها الوطنية والمعايير<br />

تتضمن توفيق<br />

الدولية المطورة خصيصا لهذا الغرض.‏<br />

:(R. M. Normative)<br />

:<br />

8<br />

"HOARAU1995"<br />

(Réconciliation)<br />

-<br />

التوافق المحاسبي الدولي ويقصد به الاحتكام<br />

لجملة من المعايير المحاسبية،‏ تحظى بصفة القبول الدولي،‏ ودف<br />

إلى إضفاء الانسجام على الممارسة المحاسبية،‏ أي أن التوافق<br />

يشمل المعايير المحاسبية التي يجب أن تكون موحدة بين كل<br />

الدول ؛ والممارسة المحاسبية التي يفترض أن تكون متجانسة<br />

بين المؤسسات.‏ ومع أن توافق الأنظمة المحاسبية يدفع إلى<br />

توحيد شروط المنافسة بين المؤسسات التي تنشط في إطار<br />

التجمعات الاقتصادية الدولية،‏ إلا أنه يطرح عدة استفهامات<br />

حول طبيعة المؤسسات الملزمة بتطبيق المعايير المحاسبية الدولية<br />

ومدى قدرا على تبني الممارسات الجديدة،‏ خاصة وأا<br />

مكلفة وثقيلة وتتطلب تضافرا للإمكانيات المادية والبشرية.‏<br />

ثايا - مفهوم التوافق المحاسبي الدولي<br />

بالرغم من أهمية التوافق المحاسبي واتجاه العديد من<br />

الهيئات الدولية ‏(مالية للمطالبة بإرسائه،‏ إلا أنه لم<br />

يحظى بتحديد تصوري لمفهومه،‏ إضافة للخلط أحيانا بينه وبين<br />

مفهوم التوحيد المحاسبي.‏ وفيما يلي بعض المفاهيم للتوافق<br />

:<br />

- محاسبية)‏<br />

يعتبر التوافق<br />

للمحاسبة الدولية،‏ يفيد الحد<br />

التباين بين الأنظمة المحاسبية الوطنية.‏<br />

(Harmonisation)<br />

(Réduction)<br />

مفهوما ملازما<br />

من الفروق أو<br />

ويتميز عن التوحيد<br />

:<br />

117


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

الذي يفترض أساسا توحيد كلي 1.<br />

للقواعد المحاسبية،‏ بمعنى توحيدها بشكل<br />

شامل على المستوى الدولي.‏ وهو ما يعتبر أمرا مستحيلا وحتى<br />

غير نافع ، 9 مادامت المحاسبة جزء مكمل للمحيط الثقافي الذي<br />

تتميز به كل دولة.‏<br />

(Normalisation)<br />

(Uniformisation)<br />

كما أعتبر التوافق المحاسبي على أنه مسار موجه<br />

التطبيقات المحاسبية بالحد<br />

لتعظيم انسجام<br />

من مستوى تغيراا.‏ على العكس من التقييس<br />

الذي يعد بمثابة مسار تفرض من خلاله<br />

مجموعة صارمة من القواعد . 10<br />

(Compatibilité)<br />

(Standardisation)<br />

أعتبر التوافق المحاسبي على أنه مسار حتمي،‏ بالنسبة<br />

للشركات المتعددة الجنسيات،‏ التي يفترض أن تتمكن بموجبه<br />

من رفع أهم الحواجز التي تعيق المقارنات الدولية،‏ حتى وإن<br />

كانت المقارنة الكاملة مستحيلة . 11 لأنه حتى وإن كانت<br />

القوائم المالية معدة بالاستناد إلى معايير دولية إلا أا ستعكس<br />

حتما الخصوصيات الوطنية ‏(قانونية<br />

- ثقافية).‏<br />

وأعتبر التوافق المحاسبي أيضا على أنه تلك المحاولة<br />

الرامية لبوتقة عدة أنظمة محاسبية في مسار قادر على المزاوجة<br />

والتوفيق بين تطبيقات محاسبية؛ مختلفة في هيكل منتظم ، 12 ولقد<br />

استنتج بأن كل من ‏(التوافق-‏harmonie‏)‏ و ‏(التقييس-‏<br />

هما خطوتين من مجموعة خطوات لمسار<br />

واحد قابل للتوقف في أي لحظة.‏ وتتمثل باقي الخطوات في : 13<br />

(standardisation<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

مقارنة مختلف الأنظمة المحاسبية دف تحديد الفروق ؛<br />

مجهودات القضاء على الفروق - التوافق ؛<br />

تشكيل مجموعة مترابطة من المعايير المحاسبية ‏-التوحيد ؛<br />

بلوغ حالة التوحد<br />

.(Uniformité)<br />

ثالثا - أهداف التوافق المحاسبي<br />

من الأهداف الأساسية التي ارتبطت بموضوع التوافق<br />

المحاسبي الدولي مسألة تحقيق الكفاءة التي تقتضيها التبادلات<br />

الاقتصادية الدولية،‏ والتي عادة ما تسعى المؤسسات المتعددة<br />

الجنسيات بلوغها من خلال خفض تكلفة رأس المال،‏ وتوحيد<br />

شروط المنافسة التي تحكم النشاط الاقتصادي داخل التجمعات<br />

الاقتصادية أو التكتلات الإقليمية،‏ إضافة إلى أهداف أخرى<br />

مرتبطة بطبيعة الأطراف المهتمة بعملية التوافق وأهمها :<br />

المؤسسات المعدة للقوائم المالية<br />

المحاسبي على<br />

:<br />

:<br />

.2<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

يساعد التوافق<br />

خفض تكاليف الاستغلال المتعلقة بإعداد القوائم المالية،‏<br />

خاصة ما تعلق بإعداد الحسابات امعة للمؤسسات التي<br />

لديها فروع تنشط في مناطق تختلف أنظمتها المحاسبية<br />

إنجاح عمليات التسيير والمراقبة التي تقوم ا المؤسسات<br />

على مختلف فروعها،‏ وقياس أدائها بناءا على التقارب<br />

الذي يحكم شروط التسيير وقابلية البيانات والتقارير<br />

للمقارنة ؛<br />

تمكين المؤسسات من استغلال المعلومات المتاحة عن<br />

محيطها بشكل فعال،‏ خاصة إذا تعلق الأمر بالقيام<br />

بعمليات استثمارية أو إدماج مؤسسات أخرى أو أخذ<br />

مراقبتها ؛<br />

التموقع الجيد والتحكم في سياسة الاتصال التي تضمن<br />

الإقبال الكبير على استثمارات المؤسسة،‏ وهذا لمساعدة<br />

عملية اتخاذ قرارات الاستثمار التي يقوم ا المستثمرون<br />

الدوليون.‏<br />

:<br />

:<br />

.3<br />

الأطراف المستعملة للقوائم المالية<br />

إن الهدف الأساسي الذي يحققه التوافق المحاسبي الدولي<br />

لهذه الفئة المتمثلة أساسا في المستثمرين الدوليين،‏ هو تمكينهم<br />

من مقارنة المعلومات المتاحة عن كل المؤسسات،‏ بعد إلغاء<br />

أثر اختلاف الأنظمة التي كان يفترض أن تعد كل مؤسسة<br />

معلوماا على أساسها،‏ وبالتالي استبعاد أثر العوامل الثقافية<br />

والقيمية والعوامل الأخرى على حسابات المؤسسة لأجل اتخاذ<br />

قرارات الاستثمار الملائمة.‏<br />

الهيئات الأخرى<br />

تتحقق أهداف التوافق المحاسبي لهذه الفئة،‏ من خلال<br />

نجاح عمليات الرقابة والمتابعة التي تقوم ا بعض الهيئات على<br />

المؤسسات،‏ مثل الاتحاد الأوروبي،‏ الأمم المتحدة ، هيئات<br />

مراقبة الأسواق المالية الوطنية أو الدولية والبنك الدولي،‏ لما<br />

يتيحه من خفض تكاليف هذه الرقابة،‏ التي تتطلب في حالة<br />

العكس ‏(وجود اختلافات)‏ أعباء إضافية تتعلق أساسا بتكوين<br />

المراجعين وأدوات المراجعة وبرامجها،‏ والاستعانة بمراجعين لا<br />

ينتمون لثقافة واحدة لمراجعة الفروع،‏ ما يطرح مسألة<br />

14<br />

مصداقية هذه الأعمال وتطابقها مع أهداف مراجعي امع.‏<br />

لقد عرفت المحاسبة تقلبات وتحولات عميقة نتجت<br />

عن التسارع الذي ميز ويميز اتجاه الاقتصاد الدولي نحو<br />

الشمولية،‏ وما كان يقتضيه من اعتماد أدوات قياس واتصال<br />

118


____________________________________________________________________________________________________<br />

التوافق المحاسبي الدولي – المفهوم،‏ المبررات والأهداف<br />

•<br />

•<br />

جديدة قادرة على احتواء الأنشطة الاقتصادية للمؤسسات،‏<br />

التي لم تصبح موضوع اهتمام الأسواق الدولية فقط،‏ ولكن<br />

أصبحت فاعلة فيها كذلك.‏ وفي ظل السياق الدولي الجديد<br />

أصبحت المحاسبة ‏(رغم التطور السريع والتعايش الذي أثبتته<br />

مع التحولات الاقتصادية على مستوى كل دولة باعتبارها أداة<br />

ضبط اقتصادية واجتماعية)‏ غير قادرة على احتواء هذا الواقع<br />

- رابعا<br />

.1<br />

مبررات التوافق المحاسبي الدولي<br />

تزامنت أعمال التوافق المحاسبي مع سياق دولي تميز<br />

بالهيمنة الاقتصادية الأمريكية،‏ وبروز التكتلات الاقتصادية<br />

وتعاظم دورها في الاقتصاد العالمي،‏ في إطار ما يعرف بظاهرة<br />

العولمة،‏ التي شملت كل مناحي الحياة السياسية،‏ الاجتماعية،‏<br />

الثقافية والاقتصادية،‏ وأفرزت توسعا في النشاط الاقتصادي<br />

للمؤسسات،‏ ما أدى بدوره إلى تطور أسواق المال الذي رافقه<br />

احتياج لتبادل المعلومات نتيجة قصور الأنظمة المحاسبية الوطنية<br />

عن الإمداد بقواعد محاسبية فوق القطاعية أو فوق الوطنية،‏<br />

وغياب أدوات قياس واتصال جديدة قادرة على احتواء أنشطة<br />

المؤسسات دف الرفع من الكفاءة الاقتصادية التي كانت<br />

محور اهتمام العديد من الأطراف،.‏ وفيما يلي سوف نتناول<br />

أهم الدوافع التي نرى بأا كانت وراء بروز أهمية التوافق<br />

المحاسبي الدولي والحاجة لمحاسبة دولية :<br />

توسع الأنشطة العالمية للمؤسسات<br />

بالرغم من أن النشاط التجاري الدولي قديم،‏ إلا انه<br />

تطور مع نوع جديد من المؤسسات الدولية اهتمت<br />

بالاستثمارات الخارجية،‏ لما تحققه من مزايا اقتصادية،‏ مالية<br />

وحتى سياسية.‏ ما مهد لظهور الشركات المتعددة الجنسيات<br />

التي أصبحت في ظل أهداف المنظمة العالمية للتجارة الرامية إلى<br />

إزاحة كل الحدود والحواجز الجمركية المعرقلة لتطور التجارة<br />

العالمية،‏ في بحث مستمر عن تطوير أنشطتها الدولية لأجل<br />

:<br />

•<br />

•<br />

•<br />

القرب من مصادر التموين للتحكم في المواد الأولية<br />

والمواد الطاقوية ‏(البترول والغاز)‏ خاصة بعد الأزمات<br />

النفطية التي عرفها العالم في اية القرن الماضي ؛<br />

المشاركة في عمليات الإعمار والإنماء بعد الحروب<br />

والتراعات التي شهدا العديد من الدول بدعم من البنك<br />

الدولي ؛<br />

التنويع الجغرافي للأنشطة للقرب من أسواق تصريف<br />

المنتجات بالمواصفات المحلية،‏ والبحث عن المناطق التي<br />

تتمتع بامتيازات من حيث التكلفة وضعف القيود<br />

الاجتماعية ؛<br />

توسع ونمو قوة أنصار حركة البيئة في الدول الصناعية،‏<br />

جعلت الرغبة تكبر عند الكثير من الشركات العالمية<br />

لإعادة توطين الصناعات الملوثة للبيئة في دول العالم<br />

الثالث،‏ لتستفيد من مزايا السوق القريبة ولتنأى بنفسها<br />

15<br />

عن الاحتجاجات المستمرة ؛<br />

الوصول إلى مصادر التمويل،‏ والاستفادة من الادخار<br />

العالمي من خلال عمليات الإصدار التي تقوم ا في<br />

الأسواق المالية الدولية للحصول على تمويل أنشطتها<br />

بشروط ملائمة قد لا تتاح لها في أسواقها الوطنية.‏<br />

.2<br />

تطور الأسواق المالية الدولية<br />

يعد انتشار الأسواق المالية من أبرز الخصائص التي<br />

أصبح يتميز ا الاقتصاد العالمي في الآونة الأخيرة،‏ خاصة في<br />

الدول المتقدمة التي تعتمد عليها بشكل كبير ومباشر في تعبئة<br />

الادخار،‏ ومواجهة الاحتياجات التمويلية التي تعبر عنها كل<br />

من المؤسسات الاقتصادية بما تطرحه من أسهم للحصول على<br />

أموال تمكنها من الرفع من استثماراا،‏ وما تطرحه الحكومات<br />

من سندات لتغطية العجز في ميزانياا.‏ فالبورصات العالمية<br />

وظفت مبالغ ضخمة قدرت ب مليار دولار لسنة<br />

وهو مستوى كان في الواقع كفيلا بحث المؤسسات<br />

عن البحث عن التمويل في مناطق جغرافية مختلفة وأسواق<br />

مالية متعددة . 16<br />

.<br />

25000<br />

.3<br />

.2000<br />

كما كان للأداء المالي الناتج عن تطور الهندسة المالية<br />

والإبداعات المالية الحديثة الأثر الكبير في تطور الأسواق المالية،‏<br />

وتزامن ذلك مع تحرر القطاع المالي من كل القيود التي تعيق<br />

انسياب الأموال بين الدول.‏ وكان لثورة الاتصال<br />

والتكنولوجيا الرقمية الدور البارز في هذا التحرر بما قدمته من<br />

إمكانيات ضخمة،‏ ساعدت على ربط الأسواق المالية<br />

والمتدخلين فيها،‏ ومكنتهم من التواصل وتبادل المعلومات التي<br />

تتطلبها عملية اتخاذ القرارات الاستثمارية وأصبح ينقل عبر<br />

أسواق رأس المال العالمية 1.3 تريليون دولار في اليوم الواحد،‏<br />

بحيث أن ما ينقل من أموال في هذه الأسواق فيما يزيد قليلا<br />

عن يومين يعادل ما ينقل في اقتصاد العالم بمجمله من السلع في<br />

17<br />

غضون سنة واحدة.‏<br />

تزايد الطلب على المعلومات المحاسبية الدولية<br />

كان لنمو الأسواق المالية وتطورها وانفتاحها العالمي،‏<br />

الأثر الكبير في قيام العديد من الشركات المسعرة أو تلك التي<br />

ترغب في تسعير أسهمها بتبني إستراتيجيات اتصال مالية قوية،‏<br />

كفيلة بربطها مع المستثمرين اللذين أصبحوا يبدون حساسية<br />

مفرطة تجاه المعلومات المحاسبية والمالية التي تنشرها هذه<br />

119


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

الولايات المتحدة الأمريكية ] Security NYSE - New York<br />

[Exchange<br />

.4<br />

الشركات،‏ سواء بمناسبة الإفصاح عن نتائج أعمالها السنوية<br />

وأرباح أسهمها،‏ أو بمناسبة الإفصاح عن توقعاا المالية بناءا<br />

على عمليات الاستثمار التي قامت ا.‏<br />

من أبرز العوامل التي ساعدت على تطور أشكال<br />

وطرق الاتصال المالي،‏ للتقرب من المستثمرين الدوليين سواء<br />

كانوا أفرادا أو مؤسسات أو هيئة حكومية.‏ طبيعة القيود التي<br />

تفرضها هيئات تسيير ومراقبة الأسواق المالية في دول مختلفة<br />

على الشركات الأجنبية التي ترغب دخول أسواقها،‏ والقاضية<br />

بالالتزام بالمعايير الوطنية المتعلقة بإعداد ونشر القوائم المالية في<br />

إطار سياسات الإفصاح الوطني التي تعتمدها هذه الدول.‏<br />

وتختلف هذه المعايير من دولة لأخرى،‏ تبعا لاختلاف الأنظمة<br />

المحاسبية لهذه الدول،‏ نتيجة لتأثير المحيط الاقتصادي الثقافي<br />

والاجتماعي فيها.‏<br />

قد يحدث أن تختلف رغبات مؤسسات تسيير<br />

البورصات والهيئات التي تقوم بالمراقبة على الأسواق المالية،‏<br />

نتيجة تنافس البورصات العالمية فيما بينها لاجتذاب أكبر وأهم<br />

المؤسسات.‏ مع استعدادها لتقديم امتيازات للمؤسسات<br />

المفضلة 18 ؛ على العكس من الهيئات الرقابية التي تحرص على<br />

فرض وتطبيق التنظيم لحماية مصالح المستثمرين خاصة الأفراد،‏<br />

وتعمل على ضمان حق المستثمرين في الحصول على المعلومات<br />

الملائمة من الشركات المسعرة.‏<br />

لا تقتصر قيود هيئات الرقابة على الأسواق المالية في<br />

مجال الإفصاح عن المعلومات بالاكتفاء بتلك المتعلقة فقط<br />

بحسابات المؤسسة.‏ بل تتعداها إلى معلومات عن قطاعات<br />

النشاط والأسواق الجهوية،‏ أي ضرورة إمداد مستخدمي<br />

القوائم المالية بالمعلومات القطاعية التي تسمح لهم بتحديد<br />

وتحليل الأخطار والفرص المتاحة للمؤسسات للتمكن من<br />

تصور أدائها،‏ من خلال النشاط والمنطقة الجغرافية.‏ 19 ذلك أن<br />

تقييم الأداء استنادا للنشاط يمكن من الوقوف على أهمية قطاع<br />

اقتصادي معين والفرص التي يقدمها والأخطار التي يحتويها.‏<br />

كما أن أهمية تقييم الأداء استنادا للمنطقة الجغرافية،‏ يمكن من<br />

قياس الفرص والأخطار المرتبطة بالواقع السياسي والاقتصادي<br />

الذي يختلف من منطقة جغرافية إلى أخرى.‏<br />

قيود الهيئات الرقابية<br />

إن السوق الأمريكية وباعتبارها أكثر الأسواق المالية<br />

كفاءة ونضجا وكبرا من حيث حجم التداول،‏ تفرض<br />

بالإضافة إلى الشروط العامة المعمول ا في معظم الأسواق<br />

العالمية،‏ إلزام الشركات الراغبة في دخول السوق المالي في<br />

أن تقوم بإعداد مقاربة<br />

لقوائمها المالية امعة استنادا للمبادئ المحاسبية الأمريكية ) US<br />

-)، GAAP إضافة إلى الإمداد بكل المعلومات الضرورية التي<br />

لا تتضمنها القوائم والتقارير المالية المعدة حسب المعايير<br />

الوطنية للمؤسسة.‏ لذلك كان لزاما على الشركة الألمانية<br />

بمناسبة دخولها السوق الأمريكية<br />

بتاريخ 1993/10/05، إعادة معالجة قوائمها المالية<br />

‏(المعدة أساسا حسب القانون الألماني استنادا للمبادئ<br />

المحاسبية الأمريكية<br />

(Rapprochement)<br />

DB )<br />

(HGB<br />

.(US - GAAP)<br />

(– Daimler-Benz<br />

(NYSE)<br />

أظهرت عمليات المقاربة التي قامت ا الشركة الألمانية<br />

التباين والاختلاف بين الحسابات السنوية مع<br />

المعدة وفق نظامين محاسبيين مختلفين ‏[الألماني<br />

بلغت ما<br />

ونتج عنها<br />

يقارب بالنسبة للأموال الخاصة المقيمة حسب كل<br />

نظام أي من مليار دتش مارك حسب إلى<br />

29] مليار دتش مارك<br />

Daimler-)<br />

(HGB)<br />

(HGB)<br />

فروقا جوهرية ، 20<br />

.(US-GAAP)<br />

،[US-GAAP<br />

%<br />

[20 -18]<br />

50<br />

(Benz<br />

–<br />

-26]<br />

أما فيما يتعلق بالنتائج التي حققها هذا امع فإن<br />

جدول المقاربة يظهر بعض التقارب عدا في سنة<br />

أظهرت (HGB) نتيجة ايجابية قدرت بمبلغ 615 مليون دتش<br />

مارك،‏ في حين نتج عن استعمال النظام الأمريكي<br />

إلى الحصول على نتيجة سلبية بمبلغ مليون<br />

دتش مارك.‏ وكان هذا الفرق المعتبر محل تداول إعلامي كبير<br />

خاصة في أوساط المال والأعمال للتدليل على الفروق<br />

الموجودة بين النظامين المحاسبيين الألماني والأمريكي وأثر<br />

اختلاف الأنظمة المحاسبية على سياسة الاتصال الدولية.‏<br />

1993، حيث<br />

US-)<br />

(1839)<br />

:<br />

(GAAP<br />

الخاتمة قاد البعد الدولي لأنشطة المؤسسات للوقوف<br />

على إشكالية جوهرية،‏ تتمثل في مدى قدرة محاسبة المؤسسة<br />

على مسايرة هذا البعد الجديد.‏ ذلك أن النظام المحاسبي<br />

للمؤسسات،‏ يختلف في المحتوى وفي التطبيقات وفي الأولويات<br />

من دولة لأخرى.‏ وأن إعداده في الأصل مكيف للإجابة على<br />

الأهداف المحلية المرسومة في كل دولة.‏ لذلك فإن عملية<br />

الاتصال خارج المحيط الذي يهتم به هذا النظام تؤدي حتما<br />

لعدم الفهم والخلط في المعلومات وما تحمله من مضمون<br />

إخباري،‏ نتيجة اختلاف الثقافة المحاسبية بين المحيط الداخلي<br />

والخارجي.‏ وبالتالي تشكل عائقا أمام ضمان القراءة الموحدة<br />

للقوائم المالية للمؤسسات.‏ نوقشت أفكار عديدة بمناسبة<br />

الحديث عن التوافق المحاسبي،‏ الذي لا يأخذ في الحسبان الدور<br />

الخاص المناط بالمحاسبة في كل دولة والذي تحققت بفعله<br />

120


التوافق المحاسبي الدولي – المفهوم،‏ المبررات والأهداف<br />

____________________________________________________________________________________________________<br />

توازنات اجتماعية تطلبت سنوات من العمل.‏ وبالرغم مما<br />

يقدمه التوافق من مزايا وما يحققه من أهداف إلا أنه يواجه في<br />

21<br />

الواقع حدودا هيكلية نذكر منها<br />

ضوابط الأنظمة المحاسبية الوطنية،‏ خاصة الاعتبارات<br />

الجبائية التي ترتبط بسياسات وطنية بعيدة عن مجال<br />

التوافق ؛<br />

-<br />

:<br />

وضعية الشركات غير المسعرة في البورصة،‏ والتي لا<br />

تستفيد من المزايا التي يقدمها التوافق،‏ في الوقت الذي قد<br />

تتحمل فيه أعباء مسار التوافق الطويل والمكلف ؛<br />

الأعباء الإضافية التي تتحملها المؤسسات في حالة تغيير<br />

الطرق المحاسبية،‏ مقابل الأخبار بتأثير التغيير على النتيجة؛<br />

وكذلك الوسائل والجهود المبذولة لإنجاح التغيير<br />

-<br />

-<br />

المصادر والإحالات :<br />

1 - HALLER A. & WALTON P. 1997 : Différences nationales et harmonisation comptable, Comptabilité internationale, Vuibert Éd., p 01.<br />

2 - Repris par RAFFOURNIER 2000 : Comptabilité internationale, in Encyclopédie de C. C. A., Economica Éd., Paris, p 374.<br />

3 - Idem.<br />

4 - MERCADEL B. 3/2001 : Common law et civil law, in R. F. C., N° 331, Paris, pp 34-37.<br />

5 - WALTON Peter 1996 : La comptabilité Anglo-saxon, La découverte éd., Paris, p 12.<br />

6<br />

- زايد محمد عصام الدين : 1993 المحاسبة الدولية في المنشآت المتعددة الجنسيات،‏ الطبعة الأولى،‏ دار الجلاء المنصورة القاهرة،‏ صفحة 17.<br />

7 - SIMON & STOLOWY 5/1999 : 20 ans d’Harmonisation comptable internationale, In R. C. C. A., Paris, p 46<br />

8 - HOARAU Christian 9/1995 : l’Harmonisation comptable internationale, Revue de C.C.A. Volume 2, Paris, p 78.<br />

9 - Idem.<br />

10 - DELVAILLE P. 2001 : l’Harmonisation comptable européenne en droit et en pratique , thèse d’octorat, crefige- dauphine, Paris, p 23.<br />

11 - HOARAU C. 1995 : Op. cit. pp 75-88.<br />

12 - DELVAILLE P. 2001 : Op. cit. p 24.<br />

13 - Idem.<br />

14 - ROCHAT M. & Autre 1997 : l’Audit des entreprises multinationales, in comptabilité internationale , Vuibert éd., Paris, p 522.<br />

15<br />

- قدي عبد ايد : 1995 فعالية التمويل بالضريبة في ظل التغيرات الدولية،‏ أطروحة دكتوراه دولة غير منشورة ؛ جامعة الجزائر،‏ صفحة 116<br />

16<br />

- جبار محفوظ : 2002 العولمة المالية وانعكاساا على الدول النامية ؛ مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية،‏ العدد رقم 07، جامعة باتنة،‏ صفحة 193.<br />

العولمة واقتصاد السوق الحرة،‏ ديوان المطبوعات الجامعية،‏ الجزائر،‏ صفحة 35<br />

17<br />

- ضياء مجيد الموسوي : 2003<br />

18 - BAY W. & BRUNS H. 1997 : l’Information financière des entreprise multinationales, Comptabilité internationale, Vuibert éd., p 431.<br />

19 - Haller Axel 1997 : l’Information sectorielle, in Comptabilité internationale, Vuibert éd., Paris, p 484.<br />

20 - BAY & BRUNS 1997, Op. Cit., page 442 – 443.<br />

21 - HALLER A. & WALTON P. 1997 : Op. cit. pp 1-32.<br />

121


________________________________________________________________________________________________________________<br />

التجربة الحزبية في الجزائر<br />

20<strong>04</strong> - 1962<br />

أحمد سويقات – جامعة ورقلة<br />

20<strong>04</strong> -1962<br />

<br />

:<br />

مقدمة يمكن تعريف الأحزاب السياسية بأا تنظيمات أو<br />

تشكيلات تتكون من مجموعة من الأفراد تربطهم وحدة الفكر<br />

والهدف متبنين منهج سياسي موحد في ظل نظام قائم يعمل<br />

على نشر وتنفيذ أفكارها من أجل كسب ثقة عدد أكبر من<br />

الفئات الاجتماعية من أجل الوصول إلى السلطة أو المشاركة<br />

في اتخاذ قراراا على الأقل.‏<br />

والجزائر كغيرها من الدول خاضت تجربة حزبية من الاستقلال<br />

إلى يومنا،‏ وعرفت نظام قانوني يحكم كيفية إنشاء الاحزاب<br />

السياسية ومنعها،‏ وتميزت كل فترة بخصوصياا ويمكن تقسيم<br />

هذه التجربة إلى مرحلتين أو محورين مهمين،‏ مرحلة ما قبل<br />

1989 أي مرحلة الحزب الواحد ومرحلة ما بعد<br />

يومنا هذا،‏ أي مرحلة التعددية،‏ وتتناول هذين المحورين في<br />

هذه الدراسة من الناحية القانونية ومدى تأثير المشرع في هذه<br />

التجربة .<br />

المحور الاول<br />

1989 إلى<br />

‏:التجربة الحزبية قبل دستور 1989 ‏(مرحلة<br />

الحزب الواحد).‏<br />

بعد الاستقلال مباشرة ومخافة من الفراغ التشريعي صدر<br />

قانون تحت رقم مؤرخ في<br />

مضمونه سريان التشريع الفرنسي النافذ إلى غاية<br />

إلاما يتعارض مع السيادة الوطنية بمعنى<br />

أن النصوص السارية المفعول آنذاك تسمح بتشكيل الأحزاب<br />

السياسية خاصة تلك التي كانت موجودة حتى قبل الاستقلال<br />

كجمعية العلماء المسلمين،الحزب الشيوعي.‏ ولوضع حد<br />

لذلك و للمحافظة على جبهة التحرير الوطني كحزب طلائعي<br />

ووحيد لقيادة الحياة السياسية في الجزائر،‏ على أساس أا<br />

فجرت الثورة وقادا إلى الاستقلال،‏ صدر مرسوما تحت رقم<br />

‎297/63‎مؤرخ في أوت ‎1963‎تضمن منع إنشاء<br />

الجمعيات ذات الطابع السياسي،‏ حيث تضمنت المادة الأولى<br />

منه"‏ يمنع على مجموع التراب الوطني كل الجمعيات أو<br />

التجمعات الذين لهم هدف سياسي"،‏ أما المادة الثانية تنص<br />

‏"كل مخالفة للمادة السابقة يعاقب بالعقوبات المنصوص عليها<br />

في التشريع الساري المفعول".‏<br />

1962/12/31<br />

.<br />

1<br />

157/62<br />

14<br />

1962/12/31<br />

ولتعزيز ذلك صدر دستور ‎10‎سبتمبر ‎1963‎حيث نص في<br />

مادته 23 على أن ‏"جبهة التحرير الوطني هي حزب الطليعة<br />

الوحيد في الجزائر"،‏ أما المادة نصت على ‏"أن جبهة<br />

التحرير الوطني تحدد سياسة الأمة وتوجيه عمل الدولة وتراقب<br />

عمل الس الوطني و الحكومة".‏ وبصدور هذه النصوص لم<br />

يسمح بتشكيل أو اعتماد اى جمعية أو حزب سياسي أو أي<br />

نشاط ذو صبغة سياسية في تلك الفترة.‏ كما أن بيان الانقلاب<br />

الذي حدث في ‎19‎جوان ‎1965‎تبنى ما جاء في برنامج<br />

طرابلس وميثاق الجزائر ، مما يستشف منه بان تشكيل<br />

الجمعيات أو الأحزاب ذات الصبغة السياسية ممنوع عبر كامل<br />

التراب الوطني .<br />

وبقيت الأمور على ذلك إلى غاية سنة 1971، إذ صدر<br />

نص خاص بتنظيم الجمعيات والمتمثل في الأمر<br />

، واهم ما يلفت<br />

رقم‎79/71‎المؤرخ في<br />

الانتباه في هذا النص هو المادة 23 إذ تنص"تؤسس الجمعيات<br />

ذات الطابع السياسي بموجب مقرر من السلطات العليا<br />

للحزب،‏ يكون التأسيس موضوعا لمرسوم ينشر في الجريدة<br />

الرسمية الجزائرية الديمقراطية الشعبية،‏ ويخضع حل الجمعيات<br />

ذات الطابع السياسىلنفس الأوضاع المتعلقة بتأسيسها".‏<br />

2<br />

3 ديسمبر 1971<br />

من دراسة هذا النص يتضح أن المشرع أولى أهمية للجمعيات<br />

ذات الطابع السياسي حيث نص بصراحة أن تأسيسها يكون<br />

موضوع مرسوم ‏،وذلك لما لها من حساسية ومخافة أن يؤدي<br />

الأمر إلى انزلاقات لا تحمد عقباها ، خاصة في دولة لازالت<br />

حديثة العهد بالاستقلال بينما نجد جميع الجمعيات الأخرى<br />

بمختلف توجهاا ولو كانت أجنبية فإن تأسيسها أو حلها<br />

يكون موضوع قرار من وزير الداخلية<br />

.<br />

واهم ما يوجه إلى هذا النص ملاحظتين:‏ الملاحظة الأولى لم ير<br />

النور ولم يطبق في أرض الواقع ولم تظهر إلى الوجود أي جمعية<br />

سياسية ، أما الملاحظة الثانية فان المشرع أعطى الموافقة<br />

لتكوين الجمعيات ذات الطابع السياسي وليس للأحزاب،‏<br />

والغاية من ذلك أن تنشط تلك الجمعيات تحت مظلة حزب<br />

جبهة التحرير الوطني.‏<br />

1976 الصادر<br />

3<br />

.1976<br />

وبقيت الأمور على ذلك إلى أن صدر دستور<br />

بموجب الأمر 97/76 مؤرخ في ‎22‎نوفمبر هذا<br />

الدستور كرس مبدأ الحزب الواحد في الباب الثاني ‏"السلطة<br />

وتنظيمها"‏ الفصل الأول ‏"الوظيفة السياسية"‏ إذ نصت المادة<br />

يقوم النظام التأسيسي الجزائري على مبدأ الحزب<br />

الواحد "، وتؤكد ذلك مرة أخرى المادة 95 التي تنص ‏"جبهة<br />

" 94<br />

24<br />

123


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

التحرير الوطني هي الحزب الواحد في البلاد وبقيت الأمور ".<br />

على حالها حيث بقي حزب جبهة التحرير الوطني هو الذي<br />

يوجه السياسة العامة للبلاد و يعمل جاهدا على التعبئة العامة<br />

لها.‏<br />

إلا أنه مع بداية الثمانينات شهد المناخ السياسي نوعا<br />

من الانتعاش و بدأت بعض التيارات تظهر للوجود وتزامنت<br />

مع انتهاج سياسة اقتصادية من أهم معالمها إعادة هيكلة<br />

المؤسسات الإقتصادية الإشتراكية،‏ و ظهور شعارات جديدة<br />

من بينها من اجل حياة أفضل.‏ وعرف البترول انتكاسة كبيرة<br />

مما كان له أثرا سلبيا على الاقتصاد الوطني وعلى الحياة<br />

المعيشية للمواطن حيث مست الإضرابات مختلف أنشطة<br />

الاقتصاد الوطني.‏ وفى ‎19‎سبتمبر 1988 بمناسبة الإعلان عن<br />

افتتاح مناقشة المشروع التمهيدي لدستور الاتحاد بين الجزائر و<br />

ليبيا،‏ ألقى رئيس الجمهورية خطابا أمام مكاتب<br />

التنسيق الولائيةوجه فيه انتقادات كبيرة للجهاز الحكومي<br />

ولأداء أجهزة الحزب في معالجتها للصعوبات والأوضاع المزرية<br />

التي يعرفها الشعب وللتسيب واللامبالاة التي أصبح يتصف ا<br />

إطارات الدولة وأفراد اتمع بصقة عامة،‏ والدعوة لإنتهاج<br />

سياسة التقشف لمواجهة أخطار الأزمة الاقتصادية التي تعرفها<br />

الدولة نتيجة انخفاض أسعار البترول.‏<br />

هذا الخطاب حسب رأى كثير من المحللين كان له وقع سيء<br />

على نفوس المواطنين مما زاد في حركة الاحتجاجات أدت في<br />

النهاية إلى أحداث ‎1988‎وما ترتب عنها فيما بعد<br />

سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية وذلك ما يتم تناوله<br />

4<br />

في المحور الثاني.‏<br />

المحور الثاني:‏<br />

5 أكتوبر<br />

التجربة الحزبية بعد دستور‎1989‎<br />

لقد اعتبر المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير<br />

الوطني آنذاك أن أحداث<br />

وان الذين قاموا ا لا يتمتعون بالحس المدني مدفوعين من قوة<br />

خارجية ، و على إثر ذلك أعلنت حالة الطوارئ و ألقى<br />

رئيس الجمهورية يوم ‎10‎اكتوبر وتبعه بعد ذلك<br />

تعديل شامل في ‎23‎نوفمبر وفي<br />

انعقد المؤتمر السادس لحزب جبهة التحرير الوطني<br />

وتم فيه تقبل مختلف الحساسيات السياسية في إطار جبهة<br />

التحرير الوطني تمهيدا لصدور قانون الجمعيات السياسية<br />

فيما بعد.‏<br />

على ضوء ذلك تم عرض مشروع التعديل الدستوري الثاني<br />

الذي صادق عليه الشعب باغلبية<br />

في<br />

مطلقة،‏ من أهم ما تضمنه هو مبدأ التعددية الحزبية حيث<br />

نصت المادة 40 ‏"حق إنشاء الجمعيات ذات طابع السياسي<br />

معترف به ولا يمكن التذرع ذا الحق لضرب الحريات<br />

السياسية والوحدة الوطنية و السلامة الترابية واستغلال البلاد<br />

وسيادة الشعب"‏ .<br />

ويرى بعض فقهاء القانون أن استخدام دستور<br />

لمصطلح جمعية سياسية ليس من قبيل الصدفة ، وإنما كان<br />

المقصود منه هو ترك الباب مفتوحا أمام التشكيلات السياسية<br />

بداية ظهور<br />

للانضواء تحت راية جبهة التحرير الوطني قبل التعديل الدستوري بأيام بدأت تظهر<br />

الجمعيات السياسية للوجود التشكيلات السياسية ، حيث تم إنشاء التجمع من<br />

فيفري<br />

أجل الثقافة والديمقراطية في 1989، إتحاد القوى<br />

فيفري الإسلامية للإنقاذ في عند تاريخ<br />

الديمقراطية في<br />

1989 تم الاعتراف بخمسة تشكيلات سياسية وهي الحزب<br />

الاجتماعي الديمقراطي،‏ حزب الطليعة الاشتراكية،‏ الجبهة<br />

الإسلامية للإنقاذ،‏ التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية،‏<br />

الحزب الوطني للتضامن والتنمية.‏<br />

1989<br />

5<br />

.<br />

1989، والجبهة<br />

30 سبتمبر<br />

11/89<br />

11<br />

21<br />

23 فيفري .1989<br />

ولتكريس ما جاء في دستور 1989 صدر قانون<br />

المؤرخ في 1989/07/05 يتعلق بالجمعيات السياسية حيث<br />

جاء في المادة الثانية ‏"تستهدف الجمعية ذات الطابع السياسي<br />

في إطار المادة 40 من الدستور جمع مواطنين جزائريين حول<br />

برنامج سياسي،‏ ابتغاء هدف لا يدر ربحا وسعيا للمشاركة<br />

في الحياة السياسية بوسائل ديمقراطية وسلمية ويرى كذلك<br />

بعض الأساتذة أن استعمال مصطلح الجمعية بدلا من حزب<br />

يرمي إلى 3 أمور :<br />

"<br />

1- ‏"تضييق مجال ونفوذ التعددية لينحصر دورها في المعارضة<br />

دون المشاركة الفعالة والمؤثرة".‏<br />

2- ‏"استبعاد انتعاش أو قيام أحزاب معينة".‏<br />

‏"افتراض عدم وجود أو قيام أحزاب مؤهلة وقادرة<br />

علىخوض معركة المنافسة السياسية"‏<br />

:<br />

6<br />

-3<br />

ب – أثر قانون الانتخابات على التمثيل الحزبي<br />

لتمكين الأحزاب الجديدة من المشاركة السياسية صدر<br />

قانون الانتخابات بموجب القانون ‎13/89‎المؤرخ في<br />

أوت‎1989‎ الذي تبنى طريقة الاقتراع النسبي مع أفضلية<br />

الأغلبية إذ نصت المادة قبل تعديلها على:"إذا تحصلت<br />

القائمة على الأغلبية المطلقة للاصوات المعبرعنها فإا تحوز<br />

على جميع المقاعد".‏ أما في حالة عدم حصول أي قائمة على<br />

7<br />

62<br />

5 أكتوبر 1988 أعمال شغب ،<br />

1988<br />

28-27 . 1989 نوفمبر<br />

1989/11/23<br />

1988<br />

124


________________________________________________________________________________________________________________<br />

التجربة الحزبية في الجزائر<br />

20<strong>04</strong> - 1962<br />

الأغلبية المطلقة للأصوات المعبر عنها,فإن القائمة الحائزة<br />

على الأغلبية البسيطة علي(‏‎1+50‎‏)من المقاعد ويحسب الكسر<br />

لصالح هذه القائمة كمقعد كامل.‏ و يرى بعض الأساتذة أن<br />

سن هذا القانون في مثل هذا الوقت يتزامن مع انتهاء عهدة<br />

االس الشعبية و الولائية في 1989 وأن اغلب<br />

الأحزاب الناشئة لم تعقد مؤتمراا.‏<br />

12 ديسمبر<br />

وكان الاعتقاد السائد عند النواب بأن جبهة التحرير تفوز<br />

بجميع المقاعد أو اغلبها نظرا لما تتمتع به من هيكلة وتنظيم<br />

على المستوى الوطني.‏ إلى جانب ذلك طالبت معظم الأحزاب<br />

بتأجيل الانتخابات مما أدى برئيس الجمهورية للتدخل ، وتم<br />

تأجيلها بتصويت النواب على ذلك يوم<br />

كما طالبت بتعديل قانون الانتخابات مما أدى بالحكومة إلى<br />

تقديم مشروع لتعديل بعض مواد قانون الانتخابات المتعلقة<br />

بطريقة توزيع المقاعد على القوائم وتمت الموافقة على المشروع<br />

وصدر القانون المعدل بموجب القانون 06/90 المؤرخ في<br />

1990/03/27 ونصت المادة 62 على مايلي<br />

‏"تتحصل القائمة التي فازت بالأغلبية المطلقة عل الأصوات<br />

المعبرة عل عدد من المقاعد يتناسب والنسبة المئوية المحصل<br />

عليها ابرة إلى العدد الصحيح الأعلى<br />

7<br />

.1989/12/15<br />

:<br />

:<br />

:<br />

.<br />

-<br />

وفي حالة عدم حصول أية قائمة على الأغلبية المطلقة من<br />

الأصوات المعبر عنها تفوز القائمة التي تحوز على أعلى نسبة<br />

بما يلي<br />

%50 من عدد المقاعد ابر إلى العدد الصحيح الأعلى في<br />

حالة ما إذا كان عدد المقاعد المطلوب شغلها في الدائرة فرديا.‏<br />

%50 زائد واحد من عدد المقاعد في حالة ما إذا كان عدد<br />

المقاعد المطلوب شغلها زوجيا.‏<br />

نلاحظ من هذا التعديل أن البرلمان المشكل من جبهة التحرير<br />

الوطني أبقى على القاعدة التي تقضي بتمكين القائمة الحاصلة<br />

على أغلبية الأصوات من الحصول على الأغلبية المطلقة<br />

للمقاعد واضعا في الحسبان بأنه الأقوى والمهيكل عبر جميع<br />

الولايات.‏ وبعد هذا التعديل وبتاريخ جوان<br />

جرت أول انتخابات تعددية محلية وأهم ما أسفرت عليه هو<br />

حصول جبهة الإنقاذ على نتيجة من المقاعد ،<br />

وحصلت على نحو ‎5‎ملايين صوت من مجموع<br />

صوت أي بنسبة %60 من مجموع الأصوات في حين تحصل<br />

حزب جبهة التحرير الوطني على نسبة ‎31.64‎‏%من مجموع<br />

الأصوات،‏ كما أن نسبة الإمتناع كانت مرتفعة إذ قدرت<br />

بحوالي 5 ملايين نسمة،‏ ولقت تمكنت 11 تشكيلة سياسية<br />

من المشاركة في هذه الانتخابات المحلية من بين<br />

معتمدة آنذاك.‏<br />

25 تشكيلة<br />

1991<br />

1991 15<br />

26 ديسمبر<br />

29<br />

:<br />

في سبتمبر ترفع حالة الحصار ويعلن رئيس<br />

الجمهورية في أكتوبر عن تاريخ إجراء<br />

الإنتخابات التشريعية في 1991 بالنسبة للدور<br />

الأول،‏ وتم ذلك في التاريخ المعلن عنه وأسفرت النتائج على<br />

مايلي فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ مقعد وجبهة<br />

القوى الإشتراكية مقعد وجبهة التحرير الوطني<br />

مقعد والأحرار على 3 مقاعد وبقي 199 مقعد للتنافس في<br />

الدور الثاني.‏<br />

15<br />

180<br />

25<br />

وفي خضم التحضير للدور الثاني فاجأ رئيس الجمهورية الجميع<br />

بتقديم إستقالته بتاريخ جانفي وأثبت الس<br />

الدستوري الشغور النهائي لمنصب رئيس الجمهورية والتصريح<br />

باقتراا بشغور البرلمان عن طريق الحل مما تسبب في أزمة<br />

دستورية،وبذلك تم تشكيل الس الأعلى للدولة وإنشاء<br />

مجلس إستشاري بدلا من البرلمان في 4 فيفري 1992.<br />

وقام وزير الداخلية برفع دعوى أمام الغرفة الإدارية للمطالبة<br />

بحل الجبهة الإسلامية للإنقاذ ‏،التي أصدرت في النهاية قرارا<br />

بالحل في مارس ، والذي أيدته المحكمة العليا<br />

بقرارها الصادر في 1992/<strong>04</strong>/29 وعلى إثر ذلك صدرت<br />

عدة مراسيم لحل االس الشعبية البلدية والولائية التابعة<br />

للجبهة الإسلامية للإنقاذ.‏<br />

1992<br />

:<br />

1994<br />

11<br />

1992<br />

4<br />

ج-‏ نتائج فترة المرحلة الانتقالية<br />

في يومي جانفي عقدت ندوة للمصالحة<br />

إنتهت بالمصادقة على وثيقة المرحلة الإنتقالية التي نصت على<br />

تكوين الس الإنتقالي الذي يعد بمثابة هيئة تشريعية تشارك<br />

فيها معظم الحساسيات وشرائح اتمع ، إلا أن التمثيل<br />

الشعبي لم يتحقق نظرا لعدم مشاركة الأحزاب ذات ثقل من<br />

طراز جبهة التحرير الوطني وجبهة القوى الإشتراكية والتجمع<br />

26/25<br />

من أجل الثقافة والديمقراطية في الس الإنتقالي رغم دعوة<br />

8<br />

الرئيس لها.‏<br />

1996<br />

14،15<br />

في سنة عقدت ندوة أخرى سميت بندوة الوفاق<br />

الوطني يومي سبتمبر وتمخضت عنها<br />

أرضية تضمنت رزنامة المواعيد الإنتخابية وهي كالتالي<br />

:<br />

1996<br />

•<br />

•<br />

الإستفتاء حول مراجعة الدستور قبل اية 1996.<br />

الإنتخابات التشريعية خلال السداسي الأول من<br />

.1997<br />

1990<br />

7.8 مليون<br />

12<br />

%55.42<br />

125


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

,<br />

•<br />

الإنتخابات المحلية خلال السداسي الثاني 1997.<br />

26 نوفمبر 1996<br />

9<br />

بعد ذلك تم الاستفتاء على الدستور يوم<br />

الذي نال ثقة أغلبية المصوتين ، هذا الدستور الذي يعتبره<br />

بعض الفقهاء دستورا جديدا حيث تضمن ازدواجية القضاء<br />

بإنشاء المحاكم الإدارية ومجلس الدولة ومحكمة التنازع،‏ المحكمة<br />

العليا للدولة.‏ تضمن بصفة صريحة عبارة إنشاء الأحزاب<br />

السياسية بدلا من جمعيات سياسية كما هو الحال في دستور<br />

1989 إذ نص في المادة 42 ‏"حق إنشاء الأحزاب السياسية<br />

معترف به مضمون ، ولا يمكن التذرع ذا الحق لضرب<br />

الحريات الأساسية والقيم والمكونات الأساسية للهوية الوطنية<br />

والوحدة الوطنية وأمن التراب الوطني وسلامته واستقلال<br />

البلاد وسيادة الشعب وكذا الطابع الديمقراطي والجمهوري<br />

للدولة".‏<br />

6<br />

07/97<br />

وتجسيدا لذلك صدر أمر المؤرخ في مارس<br />

المتضمن القانون العضوي المتعلق بالإنتخابات ،<br />

والأمر المؤرخ في مارس المتضمن<br />

القانون العضوي المتعلق بالأحزاب السياسية ، حيث تضمن<br />

الباب الأول منه كل الحدود التي لايمكن لأي حزب سياسي<br />

تجاوزها وإلا عد خارج القانون ، وتضمن الباب الثاني أحكاما<br />

تتعلق بالتأسيس حيث أصبح تأسيس الحزب يمر بمرحلتين<br />

خلافالما نص عليه قانون ‎11/89‎الذي كان يتضمن مرحلة<br />

واحدة ، أي مرحلة الإعلام المسبق لتكوين الجمعيات ذات<br />

الطابع السياسي وهاتين المرحلتين هما مرحلة التصريح<br />

بتأسيس الحزب السياسي ، ومرحلة طلب اعتماد الحزب<br />

حيث تشترط عدة شروط في كل مرحلة من مراحل تأسيس<br />

الحزب تجنبا للإنزلاقات التي قد تحدث جراء استغلال بعض<br />

الهفوات .<br />

1997<br />

,<br />

06<br />

09<br />

,<br />

1997<br />

/97<br />

يرى بعض الأساتذة أن هذا التشديد يشكل تراجعا بالنسبة<br />

لحرية تكوين الأحزاب السياسية سواء فيما يتعلق بتقوية<br />

صلاحيات وزير الداخلية أثناء مرحلةطلب التصريح أو مرحلة<br />

طلب الاعتماد أو على مستوى الرقابة القضائية إضافة إلى<br />

طول الإجراءات وتعقيدها التي اتسم ا القانون الجديد . 10<br />

إلى جانب ذلك فإن لهذا القانون بعض المزايا كالتشديدفى<br />

استعمال مكونات الهوية لأغراض حزبية ‏,وتبني التعددية<br />

السياسية ‏,واحترام الطابع الديمقراطي والجمهوري للدولة إلى<br />

غير ذلك من الأحكام التي قد ينجر عن عدم احترامها خطر<br />

على المسار الديموقراطي .<br />

من هذه الأحكام ما جاء في المادة ‎18‎إذ تنص الفقرة الأولى<br />

‏"لا يصح انعقاد المؤتمر التأسيسي إلا إذا كان يمثل ‎25‎ولاية<br />

على الأقل,‏ ويجب أن يجمع المؤتمر بين‎400‎و‎500‎مؤتمر<br />

ينتخبهم ‎2500‎منخرط على الأقل يقيمون في ‎25‎ولاية على<br />

الأقل على أن لا يقل عدد المؤتمرين عن 16 مؤتمرا لكل<br />

ولاية وعدد المنخرطين عن ‎100‎في كل ولاية ‏,ولا يجوز أن<br />

يعقد هذا المؤتمر خارج التراب الوطني مهما كانت<br />

الظروف،تثبت شروط صحة انعقاد المؤتمر التأسيسي بموجب<br />

محضر يحرره محضر أو موثق،‏ يصبح التصريح التأسيسي<br />

المنصوص عليه في المادة 12 من هذا القانون لاغيا ، إذا لم<br />

يعقد المؤتمر التأسيسي للحزب في الآجال المحددة في هذا<br />

القانون.‏<br />

ويسقط كل نشاط حزبي يمارسه الأعضاء المؤسسون بعد هذه<br />

الآجال تحت طائلة أحكام المادة 38 من هذا القانون".‏ بعد<br />

ذلك يتم إيداع ملف طلب الاعتماد في ظرف 15 يوما من<br />

انعقاد المؤتمر التأسيسي للحزب مقابل وصل ، يسلم الوزير<br />

المكلف بالداخلية الاعتماد للحزب السياسي المعني بعد مراقبة<br />

مطابقته على أحكام القانون ثم يقوم على نشر الاعتماد في<br />

الجرائد الرسمية خلال يوما من إيداع الطلب.‏ هذه<br />

الإجراءات أدت إلى القضاء على الأحزاب الطفيلية،‏ التي لا<br />

تمثل إلا نفسها،‏ حيث لم تستطع معظمها عقد مؤتمراا<br />

والتكيف مع القانون الجديد.‏<br />

60<br />

إلى جانب قانون الأحزاب صدر قانون الإنتخابات<br />

المدل المتمم لقانون الإنتخابات<br />

المؤرخ في<br />

حيث عدل طريقة نمط الإنتخابات إذ نصت المادة<br />

من قانون الانتخابات تتحصل كل قائمة على عدد<br />

المقاعد بقدر عدد المرات التي حصلت فيها على المعامل<br />

الانتخابي وترتب الأصوات الباقية التي حصلت عليها القوائم<br />

الفترة بمقاعد حسب أهمية عدد الأصوات التي حصل عليها<br />

كل منها وتوزع باقي المقاعد حسب هذا الترتيب باعتماد<br />

هذا النمط في الانتخابات تمكنت الأحزاب السياسية الأكثر<br />

تمثيلا بالتواجد ضمن االس المنتخبة.‏<br />

07/97<br />

.<br />

1997/07/02<br />

1989<br />

78<br />

على ضوء هذا القانون الجديد للانتخابات وتجسيدا لما جاء في<br />

ندوة الوفاق الوطني تم تنظيم الانتخابات التشريعية في<br />

جوان 1997 التي أسفرت عن فوز حزب التجمع الديمقراطي<br />

ب 156 مقعدا أي بنسبة 33.66 وحركة مجتمع السلم ب<br />

96 مقعد بنسبة % 14.80 وجبهة التحرير الوطني ب<br />

مقعد بنسبة فحركة النهضة ب مقعد<br />

% 8.72 وجبهة القوى الاشتراكية ب 20 مقعد أي بنسبة<br />

% 5.3 والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ب<br />

بنسبة والمرشحون الأحرار ب مقعد بنسبة<br />

05<br />

62<br />

34<br />

19 مقعد<br />

11<br />

%<br />

14.27<br />

%4.21<br />

126


________________________________________________________________________________________________________________<br />

التجربة الحزبية في الجزائر<br />

20<strong>04</strong> - 1962<br />

:<br />

%1.81<br />

4<br />

%<br />

4.38<br />

وحزب العمال ب مقاعد بنسبة<br />

والإتحاد من أجل الديمقراطية والحريات والحزب الاجتماعي<br />

الحر بمقعد واحد لكل منهما.‏<br />

أما على المستوى المحلي جرت الانتخابات المحلية في<br />

أكتوبر 1997 أين تحصل حزب التجمع الوطني الديمقراطي<br />

على أغلبية المقاعد ب على مستوى البلديات<br />

و‎52.44‎ % على مستوى الولايات ويأتي بعده حزب جبهة<br />

التحرير الوطني ب على مستوى البلديات<br />

و‎%19.84‎ على مستوى الولايات ثم تأتي حركة مجتمع<br />

السلم ب %6.62 على مستوى البلديات و<br />

على مستوى الولايات ثم جبهة القوى الاشتراكية<br />

على مستوى البلديات و % على مستوى الولايات،‏<br />

ثم تأتي بعد ذلك حركة النهضة ويليها التجمع من أجل الثقافة<br />

والديمقراطية إلى غير ذلك من الأحزاب التي حصلت على<br />

نسب ضئيلة جدا أما انتخابات فتحصلت جبهة<br />

التحرير على أغلبية الأصوات ويليها التجمع الديمقراطي ثم تأتي<br />

الأحزاب الأخرى بعد ذلك.‏<br />

الخاتمة من خلال هذه الدراسة يتضح أن النظام<br />

القانوني للاحزاب في الجزائر مر بمرحلتين المرحلة ما قبل<br />

1989 والتي تميزت بالحزب الواحد والمرحلة الثانية هي بعد<br />

1989 والتي عرفت فيها الجزائر مرحلة التعددية.‏ وبالرغم من<br />

أن الجزائر عرفت تجربتين انتخابيتين إلا أن الخارطة السياسية لم<br />

تستقر إلى حد الساعة وإن كانت المؤشرات توحي أن<br />

الأحزاب الوطنية والإسلامية هي التي يكون لها الحظ الأوفر<br />

في السيطرة على الخارطة السياسية مع تقدم ملموس للأحزاب<br />

الوطنية ، والمستقبل السياسي للجزائر سيكشف فيما بعد أي<br />

الأحزاب التي ستسيطر على المشهد السياسي في الجزائر.‏<br />

23<br />

% 13.83<br />

%4.91<br />

2002<br />

%55.18<br />

%<br />

21.82<br />

2.92<br />

11<br />

الهوامش والاحالات<br />

:<br />

-<br />

1<br />

2<br />

- صدر بالجريدة الرسمية رقم 2 ص 18 باللغة الفرنسية 1963 وألغي هذا القانون بواسطة الأمر 29/73 المؤرخ في 1973/07/05 ج.ر رقم 62.<br />

المرسوم رقم ‎79/71‎المؤرخ فى ‎3‎ديسمبر‎1971‎صادر بالجريدة الرسمية رقم ‎151‎بتاريخ‎31‎ديسمبر<br />

- صدر في الجريدة الرسمية عدد‎94‎ بتاريخ ‎24‎نوفمبر 1976 ص‎1122‎<br />

‎1971‎ص 1815.<br />

3<br />

- الدكتور سعيد بوالشعير النظام السياسي الجزائري دارالهدى للطباعة و النشر و التوزيع 1990 ص 177<br />

4<br />

178 -<br />

5<br />

- Omar Ben Dourou : La nouvelle constitution Algérienne du 28fevrier Revue de droit publique et de la science<br />

politique en France année 1989 P 1315<br />

6<br />

1995 ص 51<br />

:<br />

-<br />

7<br />

- الدكتور سعيد بو الشعير المرجع السابق ص 318<br />

8 - Mohamed Brahimi : Le pouvoir , La presse , et les droits de l'homme en Algérie Edition Marinoor 1997P88<br />

الدكتور عمر صدوق<br />

آراء سياسية وقانونية في بعض قضايا الازمة د م ج<br />

9<br />

- Ahmed Mahiou: Notes sur la constitution Algerienne du 28/11/1996 Annuaire de l'Afrique du nord 1996 C.N.R.S<br />

P 480<br />

09/97 المؤرخ<br />

-<br />

10<br />

- 11<br />

الدكتور بوكرا إدريس نظام الأحزاب السياسية طبقا للأمر ‎1997/03/06‎المتضمن القانون العضوي للأحزاب السياسية بين<br />

الحرية والتقييد مجلة إدارة مركز التوثيق والبحوث الإدارية المدرسة الوطنية للإدارة العدد ‎1998/1‎ص‎65‎‏.‏<br />

رشيد بن يوب دليل الجزائر السياسي المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية‎1999‎ ص‎74‎‏.‏<br />

المراجع:‏<br />

127


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

_<br />

-<br />

النصوص القانونية<br />

دستور ‎10‎سبتمبر 1963<br />

- دستور‎22‎نوفمبر‎1976‎<br />

-<br />

التعديل الدستوري الثاني في 1989/11/23<br />

- دستور يوم 26 نوفمبر<br />

- قانون رقم<br />

1996<br />

157/62<br />

مؤرخ في 1962/12/31 يتضمن سريان التشريع الفرنسي النافذ إلى غاية‎1962/12/31‎ إلاما يتعارض مع السيادة الوطنية<br />

ألغي بواسطة الأمر 29/73 المؤرخ في 1973/07/05 ج.ررقم 62<br />

- قانون 11/89 المؤرخ في 1989/07/05 يتعلق بالجمعيات السياسية<br />

- أمر 07/97<br />

المؤرخ في 6 مارس 1997 المتضمن القانون العضوي المتعلق بالإنتخابات ،<br />

- أمر 09/97 المؤرخ في 06 مارس 1997 المتضمن القانون العضوي المتعلق بالأحزاب السياسية<br />

- مرسوم رقم ‎297/63‎مؤرخ في 14 أوت ‎1963‎يتضمن منع إنشاء الجمعيات ذات الطابع السياسي<br />

- المرسوم رقم ‎79/71‎المؤرخفى ‎3‎ديسمبر‎1971‎صادر بالجريدة الرسمية رقم ‎151‎بتاريخ‎31‎ديسمبر<br />

1971<br />

المؤلفات 2_<br />

الدكتور سعيد بوالشعير:‏ النظام السياسي الجزائري دارالهدى للطباعة و النشر و التوزيع 1990<br />

الدكتور عمر صدوق<br />

:<br />

آراء سياسية وقانونية في بعض قضايا الازمة د م ج<br />

1995<br />

المقالات 3_<br />

الدكتور بوكرا إدريس:‏ نظام الأحزاب السياسية طبقا للأمر 09/97 المؤرخ ‎1997/03/06‎المتضمن القانون العضوي للأحزاب السياسية بين الحرية<br />

والتقييد مجلة إدارة مركز التوثيق والبحوث الإدارية المدرسة الوطنية للإدارة العدد 1998/1<br />

_ Mohamed Brahimi : Le pouvoir , La presse , et les droits de l'homme en Algérie Edition Marinoor 1997<br />

_Omar Ben Dourou : La nouvelle constitution Algérienne du 28fevrier Revue de droit publique et de la science<br />

politique en France année 1989<br />

_Ahmed Mahiou : Notes sur la constitution Algerienne du 28/11/1996 Annuaire de l'Afrique du nord 1996 C.N.R.S P<br />

480<br />

4_ وثائق<br />

-<br />

رشيد بن يوب:‏ دليل الجزائر السياسي المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية 1999<br />

128


_______________________________________________________________________________<br />

التقدير الاحصائي لدوال الانتاج لقطاع المؤسسات الفندقية العمومية الجزائرية<br />

محمود فوزي شعوبي – جامعة ورقلة<br />

<br />

<br />

11<br />

:<br />

ملخص نسعى في هذا البحث إلى تقدير مجموعة من دوال<br />

الإنتاج من نوع Cobb-Douglas لعينة من المؤسسات الفندقية<br />

العمومية الجزائرية،‏ دف تشخيص جزء من هذا القطاع من<br />

خلال بعض المؤشرات الاحصائية و الاقتصادية،‏ كمقاييس<br />

الترعة المركزية و التشتت والمرونات،‏ و ذلك لمعرفة الأهمية<br />

النسبية لكل عامل من عوامل الإنتاج و تحديد مستوى العائد<br />

إلى سعة الحجم ‏...إلخ.‏<br />

الكلمات المفتاح : دالة الإنتاج<br />

كثافة رأس المال-‏ كثافة العمل.‏<br />

– المرونة<br />

تقديم :<br />

– سعة الحجم-‏<br />

تستخدم دوال الإنتاج في التحليل الاقتصادي بشكل<br />

واسع لتحديد آثار تغيرات عوامل الإنتاج على مستوى الإنتاج<br />

ويسعى الاقتصاديون من خلال هذا المدخل الكمي إلى تحديد<br />

مجموعة واسعة من الخصائص وقياس مجموعة أخرى من<br />

المؤشرات سواء على المستوى الكلي أو الجزئي.‏ وسوف<br />

في قطاع المؤسسات<br />

نحاول تطبيق دالة<br />

الفندقية ذات الطابع العمومي في الجزائر.‏ للإجابة على<br />

التساؤلات التالية<br />

Coob-Douglas<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

ما هي الخصائص الإحصائية لمتغيرات الدراسة؟<br />

هل القطاع كثيف العمل أم كثيف رأس المال؟<br />

ما هي الحالة التي عليها هذا القطاع من حيث غلة<br />

الحجم؟ وماهو الوزن النسبي لكل عامل من عوامل<br />

الانتاج؟.‏<br />

عمليا ً فإن هذا البحث يتشكل من ثلاثة فقرات الأولى،‏ ونقدم<br />

فيها أساسيات دالة ،Coob-Douglas و أهم المفاهيم المرتبطة<br />

ا،و في الثانية نحاول تحليل بعض المؤشرات الإحصائية<br />

للمتغيرات المرتبطة ذه الدالة.‏ أما الفقرة الثالثة فسوف نقدم<br />

فيها نتائج تقدير مجموعة من بدائل دوال ثم<br />

تقييمها و إستخلاص النتائج و التعليق بما يناسب عليها.‏<br />

Coob-Douglas<br />

البيانات المستخدمة في هذا البحث هي لعينة من المؤسسات الفندقية<br />

ذات الطابع العمومي،‏ وعددها سبع مؤسسات،‏ و هي بيانات<br />

سلسلة قطاعية مستخرجة من ثلاثين ميزانية لهذه المؤسسات<br />

موزعة كما يلي<br />

وتشمل الفترة<br />

ميزانيات<br />

ميزانية لثلاث مؤسسات بولاية تلمسان؛ ميزانيات لمؤسستين بولاية<br />

لمؤسستين بولاية تمنراست؛ فتمثلت في رقم الأعمال<br />

ورقلة.‏ أما متغيرات الدراسة خارج الرسم،‏ القيمة المضافة ،VA أجور المستخدمين<br />

CA<br />

L، رأس<br />

10<br />

09<br />

1<br />

المال K.<br />

: أولا ً<br />

تقديم دالة الإنتاج<br />

Coob-Douglas<br />

تعبر دالة الإنتاج عن العلاقة الموجودة بين كمية الإنتاج والقدر<br />

المستخدم من عوامل الإنتاج،‏ وإذا رمزنا ب P للإنتاج و<br />

لعوامل الإنتاج فإن<br />

x 1 ,<br />

.P = f(x 1 , x 2 , …, x n )<br />

:<br />

x 2 , …, x n<br />

تعطى الصيغة الرياضية لهذه<br />

دالة الإنتاج<br />

؛ ونلاحظ هنا بأن<br />

الدالة بالشكل<br />

عوامل الإنتاج لخصت في عاملين الأول هو العمل و هو<br />

عامل متغير يمثل عدد الافراد الموظفين مضروب في متوسط عدد ساعات<br />

العمل المخصصة لكل عامل أو الاجور...إلخ.‏ والثاني هو رأس المال<br />

K ويعتبر عامل ثابت في المدي القصير و متغر في المدي الطويل.‏ عمليا،‏<br />

فإن رأس مال المؤسسة يمثل حجم التجهيزات . و تعتبر هذه<br />

الدالة غير خطية في كل من العمل ورأس المال.‏ ويمكن تحويلها<br />

إلى دالة خطية بإدخال المؤثر اللوغاريثمي LOG على طرفيها<br />

فنجد<br />

L<br />

2<br />

:Coob-Douglas<br />

α β<br />

P = A*<br />

L * K<br />

LOG( P)<br />

= LOG(<br />

A)<br />

+α * LOG(<br />

L)<br />

+ β * LOG(<br />

K)<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ونستخلص من هذه الدالة ما يلي<br />

المرونات:‏<br />

عند ثبات رأس المال K وزيادة العمل<br />

الإنتاج P يزيد ب ؛<br />

عند ثبات العمل L وزيادة رأس المال<br />

الإنتاج يزيد ب ؛<br />

عندما يزيد كل من العمل<br />

فإن P يزيد ب<br />

L<br />

-1<br />

-<br />

% 1 ب<br />

K ب % 1<br />

L ب % 1<br />

.% ( β+α)<br />

% α<br />

% β<br />

P<br />

-<br />

-<br />

و رأس المال<br />

فإن<br />

فإن<br />

K<br />

ب % 1<br />

α المعامل وعليه فإن<br />

∂LOG(<br />

P)<br />

= α<br />

∂LOG(<br />

L)<br />

بالنسبة لرأس المال = β<br />

يعبر عن مرونة الإنتاج بالنسبة للعمل<br />

؛ و يعبر المعامل β عن مرونة الإنتاج<br />

∂LOG(<br />

P)<br />

∂LOG(<br />

K)<br />

؛<br />

:<br />

1997 إلى .2002<br />

129


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

-<br />

( β+α)<br />

:<br />

:<br />

-<br />

‎2‎‏-غلة الحجم يعبر مجموع المرونتين عن غلة<br />

الحجم،‏ ونجد ثلاث حالات<br />

إذا كانت النتيجة نقول بأن القطاع يمر<br />

بمرحلة تناقص غلة الحجم؛ و يشير هذا إلى عجز محقق ؛<br />

إذا كانت النتيجة >1 β+α نقول بأن القطاع يمر بمرحلة<br />

تزايد غلة الحجم؛ و يشير هذا إلى ربح محقق ؛<br />

إذا كانت النتيجة =1 نقول بأن القطاع يمر بمرحلة<br />

ثبات غلة الحجم .<br />

1><br />

β+α<br />

β+α<br />

-<br />

-<br />

3- الاهمية النسبية لعاملي الانتاج:‏<br />

- تعبر النسبة عن الأهمية النسبية للعمل؛<br />

- تعبر النسبة<br />

α α +β<br />

β<br />

α+<br />

β<br />

4- كثافة<br />

α<br />

β<br />

بالنسبة<br />

فإذا كانت<br />

العمل<br />

عن الأهمية النسبية لرأس المال.‏<br />

: تقاس كثافة العمل أو كثافة رأس المال<br />

وتعبر هذه النسبة عن معدل المدخلات .<br />

α<br />

1 p<br />

β<br />

نقول<br />

على هذا القطاع<br />

كثيفة بأنه<br />

العمالة أي القدر المستخدم من العمل أكبر من المستخدم من<br />

رأس المال.‏<br />

وإذا كانت<br />

α<br />

1 f<br />

β<br />

نقول على هذا القطاع بأنه كثيفة رأس<br />

المال أي القدر المستخدم من العمل أقل من المستخدم من رأس<br />

المال .<br />

كما<br />

أهنا دالة متجانسة من الدرجة<br />

التي تكتب على الشكل:‏<br />

.β+α<br />

∂P<br />

∂P<br />

L * + K * = β *<br />

∂L<br />

∂K<br />

( α + ) P<br />

EULER<br />

و تحقق علاقة<br />

و تبين علاقة EULER على أن الإنتاج هو عبارة عن مجموع<br />

عاملي الإنتاج،‏ العمل ورأس المال مقيمين بإنتاجيتهما الحدية<br />

.<br />

3<br />

-5<br />

الإنتاجية المتوسطة<br />

- للعمل بالعلاقة<br />

العمل؛<br />

- لرأس المال بالعلاقة<br />

إلى رأس المال.‏<br />

:<br />

P<br />

L<br />

:<br />

:<br />

تعطى الإنتاجية المتوسطة :<br />

= MPL ، أي هي نسبة الانتاج إلى<br />

، MPK= P أي هي نسبة الانتاج<br />

K<br />

-6<br />

-<br />

: الإنتاجية الحدية<br />

الإنتاجية الحدية للعمل<br />

∂P<br />

P<br />

= α * =<br />

∂L<br />

L<br />

f<br />

( P,<br />

L)<br />

أي<br />

أن الانتاجية الحدية للعمل هي حاصل جداء مرونة الانتاج<br />

بالنسبة للعمل في نسبة الانتاج إلى العمل،‏ و بتعبير أخر هي<br />

دالة في الانتاج و العمل.‏<br />

الإنتاجية الحدية لرأس المال<br />

∂P<br />

P<br />

= β * = f<br />

∂K<br />

K<br />

( P,<br />

K )<br />

أي أن الانتاجية الحدية لرأس المال هي حاصل جداء مرونة<br />

الانتاج بالنسبة لرأس المال في نسبة الانتاج إلى رأس المال،‏ و<br />

بتعبير أخر هي دالة في الانتاج و رأس المال.‏<br />

أما المشتقة الثانية للانتاج بالنسية للعمل تحسب بالصيغة:‏<br />

2<br />

∂ P<br />

= α<br />

2<br />

∂L<br />

P<br />

L<br />

( α −1) * p 0<br />

*<br />

2<br />

؛<br />

بينما تحسب المشتقة الثانية للانتاج بالنسبة لرأس المال بالصيغة:‏<br />

2<br />

∂ P<br />

= β<br />

2<br />

∂K<br />

P<br />

K<br />

( β −1) * p 0<br />

*<br />

2<br />

و تحت شرط ثبات غلة الحجم فإن المشتقة الثانية للانتاج<br />

بالنسبة لاحد عوامل الانتاج تبين بأن الإنتاجية الحدية لهذا<br />

العامل تنخفض بزيادة إستعماله مع ثبات العامل الآخر.‏ في<br />

حين تبين المشتقة الثانية:‏<br />

2<br />

∂ P α * β * P<br />

= f 0 ، أن<br />

∂L∂K<br />

L * K<br />

المردودية الحدية لأحد العوامل تزداد بزيادة متناقصة عند زيادة<br />

إستعمال العامل الآخر.‏<br />

: ثانيا ً<br />

تقديم متغيرات الدراسة<br />

متغيرات هي على التوالى<br />

:<br />

الخصائص الإحصائية لمتغيرات البحث<br />

4<br />

:<br />

نستخدم في هذا<br />

رقم الاعمال و نعبر عنه بالرمز<br />

البحث<br />

CA<br />

-1<br />

الحسابات:‏ ) .(79+74+71+70 من PCN<br />

.81 : (VA) -2<br />

.63 :<br />

-3<br />

-4<br />

ست<br />

و يمثله مجموع<br />

القيمة المضافة ويمثلها الحساب<br />

العمل و نعبر عنه بالرمز L ويمثله الحساب<br />

رأس المال و نعبر عنه بالرمز K وتمثل حسابات اموعة<br />

الثانية بالمبالغ الاجمالية منقوصا منها المصاريف الاعدادية<br />

الحساب رقم 20 على اعتبار أهنا استثمارات وهمية هي<br />

في الأصل أعباء تمت رسملتها لتتم عملية اطفاءها على<br />

فترات لاحقة.‏<br />

متغيرة لتصنيف المؤسسات محل الدراسة عن بعضها و نعبر<br />

عنه بالرمز<br />

متغيرة لتصنيف القوائم المالية محل الدراسة عن بعضها و<br />

نعبر عنه بالرمز<br />

و إنطلاقا من بيانات الجدول ‏(الملحق)‏ وباستخدام الرموز<br />

التالية<br />

.DB<br />

.DE<br />

:<br />

-5<br />

-6<br />

130


_______________________________________________________________________________<br />

التقدير الاحصائي لدوال الانتاج لقطاع المؤسسات الفندقية العمومية الجزائرية<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

LL = LOG(L) LK = LOG(K)<br />

LVA = LOG(VA) C = LOG(A)<br />

LCA = LOG(CA)<br />

:<br />

:<br />

.1<br />

التحليل الإحصائي لمتغيرات الدراسة نقوم في هذه الفقرة<br />

بإجراء تحليل إحصائي لكل متغيرة واردة في جدول البيانات<br />

‏(الملحق)،‏ وذلك لاستخلاص مجموعة من النتائج.‏ وسوف<br />

نعتمد في هذا التحليل علي ببعض الاحصاءات.‏<br />

رقم الاعمال يتبين من قيم متغيرة رقم الاعمال أهنا<br />

محصورة بين 17255 الف د.ج مسجلة في القائمة المالية<br />

‏(‏h9‎‏)و أن أعلى قيمة هي الف د.ج مسجلة في<br />

القائمة المالية وان متوسط قيم رقم الاعمال يصل الى<br />

الف دج وان انحرافها المعياري للعينة<br />

د.ج بينما للسلسلة الف د.ج,‏ ومنه فان مقدار<br />

معامل الاختلاف هو‎53.24‎‏،‏ كما أن قيمة معامل التناظرهي<br />

0.289 وأن قيمة معامل التفلطح هي ترتبط المتغيرة<br />

رقم الأعمال بالمتغيرات التالية:‏<br />

24384 الف<br />

،1.960<br />

95451<br />

23975<br />

CA<br />

5<br />

,(b1)<br />

6<br />

45034<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

العمل بنسبة % 79.2 عند مستوى دلالة<br />

القيمة المضافة بنسبة % 95.5 عند مستوى دلالة<br />

رأس المال بنسبة % 55.3 عند مستوى دلالة<br />

نسبة رقم الأعمال إلى رأس المال بنسبة عند<br />

مستوى دلالة<br />

نسبةرقم الأعمال إلى العمل بنسبة %51.5 عند مستوى<br />

دلالة<br />

نسبة القيمة المضافة إلى رأس المال بنسبة عند<br />

مستوى دلالة<br />

نسبة القيمة المضافة إلى العمل بنسبة عند<br />

مستوى دلالة<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.01<br />

%42.3<br />

%45.9<br />

%<br />

59.2<br />

0.05<br />

0.05<br />

0.01<br />

:<br />

0.01<br />

.2<br />

تتراوح قيم متغيرة القيمة المضافة بين اقل<br />

القيمة المضافة و أعلى<br />

الف د.ج مسجلة في القائمة المالية قيمة أي<br />

قيمة الف د.ج 57917 مسجلة في القائمة المالية أما الانحراف<br />

بمتوسط حسابي قدره الف د.ج المعياري للعينة فقد بلغ‎13836‎الف د.ج , بينما بلغ الانحراف<br />

الف د.ج,‏ وعليه فإن قيمة معامل<br />

المعياري للسلسلة كما أن قيمة معامل<br />

الاختلاف وصلت إلى وأن قيمة معامل التفلطح هي<br />

التناظر هي ترتبط المتغيرة القيمة المضافة بالمتغيرات التالية<br />

( h9)<br />

( b1)<br />

,23863<br />

،3.023<br />

:<br />

13603<br />

، % 57.01<br />

0.779<br />

% 84.9 عند مستوى 0.01<br />

8036<br />

-<br />

-<br />

العمل بنسبة<br />

رقم الأعمال بنسبة % 95.5 عند مستوى دلالة<br />

رأس المال بنسبة % 48.6 عند مستوى دلالة‎0.01‎<br />

نسبة رقم الأعمال إلى رأس المال بنسبة<br />

مستوى دلالة<br />

نسبة القيمة المضافة إلى رأس المال بنسبة<br />

مستوى دلالة‎0.01‎<br />

نسبة القيمة المضافة إلى العمل بنسبة<br />

مستوى دلالة<br />

% عند<br />

% عند<br />

%<br />

40.9<br />

52.6<br />

55.8<br />

0.05<br />

0.01<br />

.3<br />

عند<br />

العمل:‏ تتراوح قيم العمل و الذي عبرنا عنه بالأجور بين<br />

و<br />

اقل قيمة 4343 الف د.ج مسجلة في القائمة المالية الف د.ج مسجلة في القائمة المالية<br />

أعلى قيمة الف د.ج,‏ أما الانحراف<br />

أي بمتوسط حسابي قدره بينما بلغ الانحراف<br />

المعياري للعينة فقد بلغ الف د.ج وعليه فإن قيمة معامل<br />

الف د.ج المعياري للسلسلة كما أن قيمة معامل<br />

الاختلاف وصلت إلى ‎0.753‎وأن قيمة معامل التفلطح هي<br />

التناظرهي ترتبط متغيرة العمل المتغيرات التالية<br />

( h8)<br />

( b1)<br />

،3.311<br />

12657<br />

, 5628<br />

,<br />

,% 43.72<br />

:<br />

5533<br />

26835<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

القيمة المضافة بنسبة % 84.9 عند مستوى دلالة<br />

رقم الأعمال بنسبة عند مستوى دلالة<br />

نسبةرقم الأعمال إلى رأس المال بنسبة<br />

مستوى دلالة<br />

نسبةالقيمة المضافة إلى رأس المال بنسبة<br />

مستوى دلالة<br />

نسبة رأس المال إلى العمل بنسبة<br />

مستوى دلالة<br />

0.01<br />

0.01<br />

% 53.00<br />

%<br />

.%<br />

59.8<br />

48.5<br />

-<br />

% 79.2<br />

0.01<br />

0.01<br />

0.01<br />

.4<br />

عند<br />

عند<br />

عند<br />

رأس المال:‏ تتراوح قيم رأس المال بين القيمتين<br />

مسجلة في القائمة المالية(‏d0‎‏)‏<br />

كأقل قيمة الف د.ج كأعلى قيمة مسجلة في القائمة<br />

و‎440097‎ الف د.ج الف د.ج،‏<br />

المالية(‏g1‎ )، أي بمتوسط حسابي قدره الف د.ج،‏<br />

أما الانحراف المعياري للعينة فقد بلغ الف د.ج،‏<br />

بينما بلغ الانحراف المعياري للسلسلة وعليه فإن قيمة معامل الاختلاف وصلت إلى<br />

وأن قيمة معامل<br />

كما أن قيمة معامل التناظر هي ترتبط المتغيرة رأس المال بالمتغيرات<br />

التفلطح هي التالية:‏<br />

68771<br />

185970<br />

107360<br />

105555<br />

،% 56.76<br />

1.036<br />

،2.933<br />

-<br />

-<br />

-<br />

القيمة المضافة بنسبة % عند مستوى دلالة<br />

رقم الأعمال بنسبة %55.3 عند مستوى دلالة<br />

نسبة رقم الأعمال إلى رأس المال بنسبة<br />

عند مستوى دلالة<br />

0.01<br />

0.01<br />

% 44.50 –<br />

48.6<br />

0.05<br />

0.01<br />

131


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

رقم الأعمال إلى العمل بنسبة<br />

دلالة<br />

نسبة القيمة المضافة إلى رأس المال بنسبة<br />

مستوى دلالة<br />

نسبة القيمة المضافة إلى العمل بنسبة<br />

مستوى دلالة‎0.01‎<br />

نسبة رأس المال إلى العمل بنسبة<br />

دلالة‎0.01‎<br />

%<br />

39.9–<br />

66.7<br />

0.01<br />

عند مستوى<br />

% عند<br />

%<br />

70.5<br />

73.7<br />

:<br />

1.96<br />

0.05<br />

.5<br />

عند<br />

% عند مستوى<br />

رقم الاعمال إلى العمل تتراوح قيم متغيرة رقم الأعمال<br />

إلي العمل بين القيمتين كأقل قيمة مسجلة في القائمة<br />

المالية(‏c9‎‏)‏ و 6.86 كأعلى قيمة مسجلة في القائمة المالية(‏g7‎<br />

)، أي بمتوسط حسابي قدره أما الانحراف المعياري<br />

للعينة فقد بلغ بينما بلغ الانحراف المعياري للسلسلة<br />

وعليه فإن قيمة معامل الاختلاف وصلت إلى<br />

كما أن قيمة معامل التناظر هي ‎0.360‎وأن قيمة<br />

معامل التفلطح هي 2.527، ترتبط المتغيرة رأس المال بالمتغيرات<br />

التالية:‏<br />

,3.617<br />

%<br />

1.363<br />

,1.340<br />

،% 37.054<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

رقم الأعمال بنسبة % 51.5 عند مستوى دلالة 0.01<br />

رأس المال بنسبة عند مستوى دلالة 0.01<br />

نسبة القيمة المضافة إلى العمل بنسبة عند<br />

مستوى دلالة‎0.01‎<br />

نسبة القيمة المضافة إلى رأس المال بنسبة<br />

عند مستوى دلالة 0.05<br />

نسبة رأس المال إلى العمل بنسبة % عند مستوى<br />

دلالة‎0.01‎<br />

%<br />

%<br />

39.9–<br />

89.3<br />

69.6<br />

:<br />

66.7<br />

.6<br />

رقمالاعمال الى رأس المال تتراوح قيم النسبة رقم<br />

الأعمال إلى رأس المال بين القيمتين كأقل نسبة<br />

مسجلة في القائمة المالية قيمة و 0.54 كأعلى قيمة<br />

مسجلة في القائمة المالية(‏T8‎‏)‏ ، أي بمتوسط حسابي قدره<br />

أما الانحراف المعياري للعينة فقد بلغ‎0.134‎<br />

بينما بلغ الانحراف المعياري للسلسلة وعليه فإن قيمة<br />

معامل الاختلاف وصلت إلى كما أن قيمة<br />

معامل التناظر هي وأن قيمة معامل التفلطح هي<br />

1.629. ترتبط النسبة رقم الأعمال إلى ر أس المال بالمتغيرات<br />

التالية:‏<br />

,<br />

0.11<br />

,0.132<br />

,% 48.132<br />

(C9)<br />

،0.053<br />

،0.275<br />

-<br />

-<br />

-<br />

العمل بنسبة<br />

القيمة المضافة بنسبة<br />

رقم الأعمال بنسبة<br />

عند مستوى دلالة<br />

عند مستوى دلالة<br />

% عند مستوى دلالة<br />

رأس المال بنسبة – % عند مستوى دلالة<br />

و هو إرتباط سالب<br />

نسبة القيمة المضافة إلى رأس المال بنسبة<br />

مستوى دلالة<br />

رأس المال إلى العمل بنسبة-‏‎%73.7‎ عند مستوى<br />

دلالة‎0.01‎ و هو إرتباط سالب.‏<br />

0.05<br />

% عند<br />

94.8<br />

:<br />

0.72<br />

44.5<br />

0.01<br />

.7<br />

القيمة المضافة إلى العمل تتراوح قيم النسبة القيمة<br />

المضافة إلى العمل بين القيمتين كأقل قيمة مسجلة في<br />

القائمة المالية(‏a9‎‏)‏ و كأعلى قيمة مسجلة في القائمة<br />

المالية(‏g8‎‏)‏ ، أي بمتوسط حسابي قدره أما الانحراف<br />

المعياري للعينة فقد بلغ‎0.619‎ , بينما بلغ الانحراف المعياري<br />

للسلسلة 0.608، وعليه فإن قيمة معامل الاختلاف وصلت<br />

أن قيمة معامل التناظر هي<br />

إلى<br />

وأن قيمة معامل التفلطح هي 2.229. ترتبط النسبة القيمة<br />

المضافة إلى العمل بالمتغيرات التالية:‏<br />

0.<strong>04</strong>2<br />

,1.870<br />

3.08<br />

،% 32.54 كما<br />

-<br />

القيمة المضافة بنسبة<br />

%<br />

%<br />

55.8<br />

59.2<br />

0.01<br />

-<br />

رقم الأعمال بنسبة<br />

70.5<br />

0.01<br />

-<br />

-<br />

عند مستوى دلالة<br />

عند مستوى دلالة<br />

رأس المال بنسبة % عند مستوى دلالة 0.01<br />

نسبة رقم الأعمال إلى العمل بنسبة عند<br />

مستوى دلالة 0.01<br />

رأس المال إلى العمل بنسبة عند مستوى<br />

دلالة‎0.01‎‏.‏<br />

%<br />

89.3<br />

%<br />

62.3<br />

-<br />

.8<br />

القيمة المضافة الى رأس المال:‏ تتراوح قيم نسبة القيمة<br />

كأقل قيمة مسجلة في<br />

المضافة إلى رأس المال بين كأعلى قيمة مسجلة في القائمة<br />

القائمة المالية(‏h1‎‏)‏ و أما الانحراف<br />

المالية(‏t8‎‏)‏ ، أي بمتوسط حسابي قدره بينما بلغ الانحراف المعياري<br />

المعياري للعينة فقد بلغ‎7.422‎ وعليه فإن قيمة معامل الاختلاف وصلت<br />

للسلسلة كما أن قيمة معامل التناظر هي<br />

إلى<br />

ترتبط<br />

‎0.151‎وأن قيمة معامل التفلطح هي النسبة القيمة المضافة إلى رأس المال بالمتغيرات التالية:‏<br />

0.06<br />

0.30<br />

, 0.145<br />

,<br />

, 7.300<br />

،% 50.44<br />

.1.747<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

العمل بنسبة 59.8<br />

القيمة المضافة بنسبة<br />

؛<br />

رقم الأعمال بنسبة<br />

%<br />

52.6<br />

عند مستوى دلالة‎0.01‎ ؛<br />

% عند مستوى دلالة<br />

%<br />

%<br />

45.9<br />

–<br />

0.01<br />

0.05 ؛<br />

رأس المال بنسبة<br />

0.05 وهو إرتباط سالب ؛<br />

39.9<br />

عند مستوى دلالة<br />

عند مستوى دلالة<br />

0.05<br />

0.05<br />

0.01<br />

% 53.0<br />

% 40.9<br />

42.3<br />

132


_______________________________________________________________________________<br />

التقدير الاحصائي لدوال الانتاج لقطاع المؤسسات الفندقية العمومية الجزائرية<br />

133<br />

-<br />

-<br />

النسبة رقم الأعمال إلى رأس المال بنسبة 94.8 عند<br />

مستوى دلالة 0.01 ؛<br />

رأس المال إلى العمل بنسبة عند مستوى<br />

%<br />

%74.3<br />

–<br />

دلالة 0.01.<br />

.9<br />

العمل إلى رأس المال:‏ تتراوح قيم نسبة العمل إلى رأس<br />

المال بين كأقل قيمة مسجلة في القائمة المالية(‏a9‎ ( و<br />

‎0.167‎كأعلى قيمة مسجلة في القائمة المالية(‏g9‎‏)‏<br />

بمتوسط حسابي قدره أما الانحراف المعياري للعينة<br />

فقد بلغ‎0.<strong>04</strong>6‎‏,‏ بينما بلغ الانحراف المعياري للسلسلة<br />

وعليه فإن قيمة معامل الاختلاف وصلت إلى<br />

معامل الالتواء معامل التفلطح<br />

‏.كما ترتبط نسبة العمل إلى رأس المال بالمتغيرات<br />

التالية:‏<br />

، أي<br />

=<br />

,0.0132=<br />

,0.085<br />

0.025<br />

,0.<strong>04</strong>5<br />

,%52.79<br />

1.668<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

0.05 ؛<br />

،0.01<br />

%<br />

80.8<br />

%74.3<br />

%<br />

العمل بنسبة عند مستوى دلالة<br />

رأس المال بنسبة -%67.5 عند مستوى دلالة<br />

وهو إرتباط سالب؛<br />

النسبة رقم الأعمال إلى رأس المال<br />

مستوى دلالة<br />

النسبة رقم الأعمال إلى العمل بنسبة<br />

مستوى دلالة 0.01، وهو إرتباط سالب؛<br />

نسبة القيمة المضافة إلى رأس المال بنسبة<br />

مستوى دلالة<br />

نسبة القيمة المضافة إلى العمل بنسبة<br />

مستوى دلالة 0.01، و هو إرتباط سالب.‏<br />

%54.5-<br />

54.1-<br />

% 42.9<br />

0.01 ؛<br />

0.01 ؛<br />

ثالثا :<br />

تطبيق دالة الإنتاج في قطاع الفندقة في الجزائر<br />

عند<br />

عند<br />

عند<br />

عند<br />

هندف في هذه الفقرة إلى التقدير الإحصائي موعة من<br />

في قطاع<br />

البدائل لدالة الإنتاج من نوع<br />

الفندقة في الجزائر،‏ وذلك دف الوقوف على النتائج العملية،‏<br />

وسوف نستخدم بديلين للتعبير عن الإنتاج باعتباره متغيرا<br />

تابعا،‏ البديل الأول حيث نعبر عن الإنتاج برقم الأعمال<br />

أما البديل الثاني فنعبر فيه على الإنتاج بالقيمة المضافة<br />

7<br />

Cobb-Douglas<br />

،(CA)<br />

.(VA)<br />

تقدير دوال الإنتاج البديل الأول<br />

:<br />

يمثل المتغير التابع في هذه الحالة رقم الأعمال بينما يمثل<br />

المتغيرين المستقلين العمل معبرا عنه بالأجور ‏(‏L‏)و رأس المال<br />

‏(‏K‏)،و بالأخذ في الاعتبار ما جاء في الفقرة الأولى من هذا<br />

البحث فإن الدالة المستهدفة تصاغ على الشكل التالي<br />

وهي صيغة غير خطية في المتغيرتين العمل و رأس المال،‏ إلا أنه<br />

يمكن تحويلها إلى الصيغة الخطية و ذلك بإدخال المؤثر الخطي<br />

LOG وعندئذ تأخذ الدالة الشكل التالي :<br />

LOG( CA)<br />

= LOG(<br />

A)<br />

+ α * LOG(<br />

L)<br />

+ β * LOG(<br />

K)<br />

نحصل على النماذج التالية وذلك بتطبيق طريقة المربعات<br />

الصغرى العادية لتقدير المعالم:‏<br />

تقدير و تحليل نتائج النموذج الأول يتبين من القيم :<br />

المحسوبة للإحصاءة أي إحصاءة<br />

مايلي:‏<br />

T-Stuedent<br />

T-STAT.<br />

.1<br />

بالنسبة للحد الثابت وهي أقل من تلك<br />

ادولة عند مستوى دلالة 0.05 و عدد درجات حرية<br />

وقيمتها‎2.0518‎ مما يدل على أنه يمكن إعتبار الحد الثابت<br />

في الدالة المقدرة معدوما،‏ ويؤكد هذا قيمة الاحتمال المرفق<br />

بالإحصاءة T-STAT. المحسوبة و الذي يساوى<br />

هو أعلى من مستوى الدلالة وهذه نتيجة مخالفة لما<br />

تقول به النظرية الاقتصادية<br />

27<br />

0.2221 و<br />

T c =-1.2498<br />

. 0.05<br />

.<br />

8<br />

.2<br />

بالنسبة المعامل LL المتعلق بمتغيرة العمل فإن‎6.2219‎‏=‏ T c<br />

وهي أكبر من تلك ادولة عند مستوى دلالة 0.05 و عدد<br />

درجات حرية وقيمتها‎2.0518‎‏،مما يدل على أن هذا<br />

المعامل لا يمكن إعتباره معدوما في الدالة المقدرة ، ويؤكد هذا<br />

قيمة الاحتمال المرفق بالإحصاءة T-STAT. المحسوبة و الذي<br />

يساوى و هو أقل من مستوى الدلالة<br />

وهذه نتيجة مؤيدة لما تقول به النظرية الاقتصادية<br />

.<br />

0.05<br />

.<br />

27<br />

0.000<br />

.3<br />

فإن‎3.8082‎‏=‏ T c<br />

بالنسبة المعامل المتعلق بمتغيرة رأس المال<br />

وهي أكبر من تلك ادولة عند مستوى<br />

دلالة 0.05 و عدد درجات حرية<br />

يدل على أن هذا المعامل لا يمكن اعتباره معدوما في الدالة<br />

المقدرة ، ويؤكد هذا قيمة الاحتمال المرفق بالإحصاءة<br />

STAT. المحسوبة و الذي يساوى 0.0007 و هو أقل من<br />

مستوى الدلالة وهذه نتيجة مؤيدة لما تقول به<br />

النظرية الاقتصادية.‏<br />

27 وقيمتها‎2.0518‎‏،مما<br />

T-<br />

LK<br />

. 0.05<br />

∧<br />

.4<br />

مرونة الإنتاج المقيم برقم الأعمال بالنسبة للعمل:‏<br />

ويعني هذا أنه إذا زاد العمل ب<br />

رقم الأعمال سيزيد ب %. 8.13<br />

% فإن<br />

10<br />

α = 0.813<br />

∧<br />

.5<br />

مرونة الإنتاج المقيم برقم الأعمال بالنسبة لرأس المال:‏<br />

، ويعني هذا أنه إذا زاد رأس المال ب<br />

فإن رقم الأعمال سيزيد ب ‏%.و تفسر هذه النتيجة<br />

%<br />

10<br />

4.14<br />

β = 0.414<br />

:<br />

(CA)<br />

α<br />

CA = A*<br />

L *<br />

K<br />

β


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

بتدني كفاءة رأس المال المستخدم في القطاع أو تدني مستويات<br />

استخدامه مقارنة بحجم العمل المستخدم<br />

.<br />

9<br />

.6<br />

.7<br />

الحد الثابت في الدالة<br />

تأخذ الدالة المقدرة الشكل التالي<br />

.<br />

∧<br />

1.9914142<br />

A = e<br />

−<br />

.<br />

∧<br />

CA =<br />

= 0.1365<br />

:<br />

0.813 0.414<br />

0.1365*<br />

L * K<br />

.8<br />

بالنسبة لغلة الحجم هل هي متزايدة لدينا<br />

:<br />

∧<br />

+ ∧<br />

α<br />

β = 0 .813 + 0.414 = 1.227<br />

تكون هذه القيمة أقل من . 1<br />

الاحصائى التالي:‏<br />

القيم المحسوبة للإحصاءة<br />

ما هو الاحتمال أن<br />

لهذا الغرض نجري الاختبار<br />

H 0<br />

⎧<br />

⎪<br />

⎨<br />

⎪<br />

⎩<br />

H<br />

H<br />

0<br />

1<br />

∧<br />

: α + β = 1<br />

∧<br />

∧<br />

∧<br />

: α + β p 1<br />

: T-STAT.<br />

) )<br />

α + β −1<br />

t c<br />

= ) = 1.4952 = T<br />

σ ) ) α +β<br />

0.0732<br />

27<br />

و تعني هذه القيمة أن قبول فرضية العدم يتم بإحتمال<br />

% 7.323 و عليه يمكن أن نقبل الفرضية البديلة أي<br />

أن غلة الحجم متزايدة.‏<br />

H 1<br />

∧<br />

+ ∧<br />

αو تفسر هذه النتيجة علي أن العائد يتزايد<br />

بالنسبة إلى السعة بمعني أن زيادة عاملي الإنتاج العمل و رأس<br />

المال بنسبة % 10 سيؤدى إلى زيادة العائد بنسبة<br />

و يفسر هذا إمكانية استقبال القطاع لمزيد من الأيدي<br />

العاملة وتكون الأهمية النسبية لعنصر العمل:‏<br />

% 12.27<br />

β = 1.227<br />

.<br />

10<br />

.<br />

)<br />

) α ) = 66.26 %<br />

α + ) β<br />

β<br />

= 33.74 % ) ) ، وبما<br />

α + β<br />

على أن القطاع كثيف العمالة.‏<br />

، بينما لعنصر رأس المال:‏<br />

أن<br />

)<br />

α ) = 1.964<br />

β<br />

:<br />

.9<br />

يدل هذا<br />

، و معامل<br />

يتسم معامل التحديد<br />

‏،بقيمتيهما العالية و نفسر<br />

التحديد المعدل<br />

هذه القيمة على أن % 70.87 من التغيرات في رقم الأعمال<br />

مفسرة بالتغيرات في المتغيرات المستقلة و يؤكد هذا قيمة<br />

و هي ذات دلالة عالية<br />

الإحصاءة<br />

وذلك بالنظر إلى الإحتمال المرافق لها.‏<br />

R 2 = 0.7087<br />

R 2 = 0.6871<br />

F-statistic = 32.846<br />

ملاحظة:‏ لا نأخذ بإحصاءة<br />

ذلك أن البيانات هي بيانات سلسلة مقطعية،‏ في حين أن هذه<br />

11<br />

الإحصاءة تستخدم فقط في حالة السلاسل الزمنية متوسط<br />

، أما متوسط<br />

الإنتاجية الحدية للعمل:‏<br />

الإنتاجية الحدية لرأس المال:‏ = 0.12<br />

تقدير و تحليل نتائج النموذج الثاني<br />

.<br />

∂CA<br />

= 2.94<br />

∂L<br />

∂CA<br />

.<br />

∂K<br />

:<br />

12<br />

يأخذ النموذج الثاني الصيغة الرياضية الموالية و ذلك بعد<br />

إدراج المتغيرتين النوعيتين ، الأولى مميزة للقوام المالية<br />

الثانية مميزة للمؤسسات<br />

،DB و<br />

. DE<br />

LCA = C + α * LL + β * LK + γ * DB + δ * DE<br />

بعد التقدير يتبين ما يلي:‏ بالنظر إلى قيم مختلف الإحصاءات<br />

الواردة في الجدول للمعلمة التقاطعية و المعلمتين<br />

دالة إحصائيا،‏ في حين يمكن اعتبار المعلمتين و<br />

معدومتين ؛ رغم ارتفاع قيمتي كل من معامل التحديد و<br />

معامل التحديد المعدل كما يدل على هذا قيمة الإحصاءة<br />

21.407= statذات المعنوية العالية بالنظر إلى الاحتمال المرافق<br />

لها،‏ يفسر هذا بأن تميز القوائم المالية المعبر عنها بالمتغيرة<br />

تميز المؤسسات المعبر عنها بالمتغيرة DE ليس له معني.‏<br />

β و α<br />

δ γ<br />

F-<br />

DB و<br />

C<br />

∧<br />

α + ∧<br />

β = 1.388<br />

)<br />

) α ) = 75.43 %<br />

α + ) β<br />

β<br />

. ) ) = 24.57 %<br />

α + β<br />

وتكون الأهمية النسبية لعنصر العمل:‏<br />

، بينما لعنصر رأس المال:‏<br />

وبما<br />

على أن القطاع كثيف العمالة.‏<br />

متوسط الإنتاجية الحدية للعمل:‏<br />

أن:‏<br />

الإنتاجية الحدية لرأس المال:‏ = 0.10<br />

)<br />

α ) = 3.070<br />

β<br />

∂CA<br />

= 3.79<br />

∂L<br />

∂CA<br />

.<br />

∂K<br />

يدل هذا<br />

، أما متوسط<br />

تقدير و تحليل نتائج النموذج الثالث:‏ يأخذ النموذج الثالث<br />

الصيغة الرياضية الموالية و ذلك بعد إدراج المتغير النوعي المميز<br />

.DB للقوام المالية<br />

LCA = C + α * LL + β * LK + γ * DB<br />

بعد التقدير يتبين ما يلي:‏ تشير قيم الإحصاءة إلى<br />

المعنوية الإحصائية العالية لجميع معاملات النموذج المعلمة<br />

التقاطعية و المعلمتين و و كذلك تلك المتعلقة<br />

بتميز القوائم المالية ارتفاع قيمتي كل من معامل<br />

التحديد و معامل التحديد المعدل كما يدل على هذا قيمة<br />

الإحصاءة 29.565= F-statذات المعنوية العالية بالنظر إلى<br />

الاحتمال المرافق لها،‏ يفسر هذا بأن تميز القوائم المالية المعبر<br />

T-STAT<br />

β<br />

α<br />

γ، مع<br />

C<br />

Durbin-Watson stat<br />

134


_______________________________________________________________________________<br />

التقدير الاحصائي لدوال الانتاج لقطاع المؤسسات الفندقية العمومية الجزائرية<br />

∧<br />

α + ∧<br />

β = 1.383<br />

)<br />

) α ) = 75.49 %<br />

α + ) β<br />

β<br />

. ) ) = 24.51%<br />

α + β<br />

.<br />

عنها بالمتغيرة DB لابد من إدراجه في النموذج،‏ كما نلاحظ<br />

ارتفاع في قيمة مجموع مربعات البواقي و انخفاض في قيمة<br />

الخطأ المعياري للانحدار مقارنة بتلك المحصل عليها في النموذج<br />

الثاني وتصبح مرونة رقم الأعمال بالنسبة للعمل هي:‏<br />

1.<strong>04</strong>6، بمعنى زيادة العمل ب %10 يؤدى إلى زيادة رقم<br />

الأعمال ب %، 10.46 و تصبح مرونة رقم الأعمال بالنسبة<br />

لرأس المال هي:‏‎0.344‎ بمعنى زيادة رأس المال ب<br />

يؤدى إلى زيادة رقم الأعمال ب<br />

%10<br />

.% 3.44<br />

∧<br />

α + ∧<br />

وتكون الأهمية النسبية لعنصر العمل<br />

:<br />

،<br />

β = 1.390<br />

)<br />

) α ) = 75.25 %<br />

α + ) β<br />

β<br />

. ) ) = 24.75 %<br />

α + β<br />

أن القطاع كثيف العمالة.‏<br />

وبما أن:‏<br />

متوسط الإنتاجية الحدية للعمل:‏<br />

الإنتاجية الحدية لرأس المال:‏ = 0.10<br />

تقدير و تحليل نتائج النموذج الرابع<br />

بينما لعنصر رأس المال:‏<br />

)<br />

α ) = 3.<strong>04</strong><br />

β<br />

∂CA<br />

= 3.79<br />

∂L<br />

∂CA<br />

.<br />

∂K<br />

:<br />

يدل هذا على<br />

، أما متوسط<br />

يأخذ النموذج الرابع الصيغة الرياضية الموالية و ذلك بعد<br />

إدراج المتغير النوعي المميز للمؤسسات<br />

. DE<br />

LCA = C + α * LL + β * LK + δ * DE<br />

بعد التقدير يتبين ما يلي:‏ تشير قيم الإحصاءة إلى<br />

المعنوية الإحصائية العالية لجميع معاملات النموذج المعلمة<br />

التقاطعية و المعلمتين و و كذلك تلك المتعلقة<br />

بتميز المؤسسات ارتفاع قيمتي كل من معامل<br />

التحديد و معامل التحديد المعدل كما يدل على هذا قيمة<br />

الإحصاءة 29.577= F-statذات المعنوية العالية بالنظر إلى<br />

الاحتمال المرافق لها،‏ يفسر هذا بأن تميز المؤسسات المعبر عنها<br />

بالمتغيرة DE لابد من إدراجه في النموذج،‏ كما نلاحظ ارتفاع<br />

في قيمة الإحصاءة انخفاض في قيمة الخطأ المعياري<br />

للانحدار مقارنة بتلك المحصل عليها في النموذج الثاني.‏<br />

T-STAT<br />

β<br />

α<br />

δ، مع<br />

F-stat و<br />

C<br />

تصبح مرونة رقم الأعمال بالنسبة للعمل هي<br />

زيادة العمل ب يؤدى إلى زيادة رقم الأعمال ب<br />

%، و تصبح مرونة رقم الأعمال بالنسبة لرأس المال<br />

هي بمعنى زيادة رأس المال ب يؤدى إلى<br />

زيادة رقم الأعمال ب<br />

وتكون الأهمية النسبية لعنصر العمل:‏<br />

، بينما لعنصر رأس المال:‏<br />

وبما أن:‏<br />

على أن القطاع كثيف العمالة.‏<br />

)<br />

α ) = 3.080<br />

β<br />

:<br />

يدل هذا<br />

استنتاج عندما نعبر عن الإنتاج برقم الأعمال،‏ فإن<br />

النموذجين الثالث و الرابع يعطيان نتاج أفضل من منظور<br />

إحصائي مقارنة بالنموذج الأول كما أن أثر التغير في رقم<br />

الأعمال نتيجة للتغير في العمل أكبر من أثر التغير في رقم<br />

الأعمال نتيجة للتغير في رأس المال و هذا في جميع النماذج<br />

.<br />

المقدرة.‏ متوسط الإنتاجية الحدية للعمل:‏<br />

متوسط الإنتاجية الحدية لرأس المال:‏ = 0.09<br />

تقدير و تحليل نتائج النموذج الخامس<br />

∂CA<br />

= 3.78 ، أما<br />

∂L<br />

∂CA<br />

.<br />

∂K<br />

:<br />

إذا فرضنا أن قطاع الفندقة في الجزار و انطلاقا من العينة<br />

المتاحة يمر بمرحلة ثبات غلة الحجم،أي<br />

تقدير النموذج<br />

= 1 β ،α + فإن<br />

LOG( CA)<br />

= LOG(<br />

A)<br />

+ α * LOG(<br />

L)<br />

+ β * LOG(<br />

K)<br />

سيكتب بالشكل التالي :<br />

LOG( CA / L)<br />

= LOG(<br />

A)<br />

+ (1 − α) * LOG(<br />

K / L)<br />

، LOG ( A)<br />

= A1<br />

، LOG ( CA / L)<br />

= LCA1<br />

LOG ( K / L)<br />

= LK1<br />

:<br />

13<br />

بوضع:‏<br />

و باستخدام طريقة المربعات<br />

الصغرى العادية للتقدير و انطلاقا من البيانات المتاحة بعد<br />

حساب قيم المتغيرات الجديدة،‏ نحصل على النموذج<br />

الخامس يتبين من القيم المحسوبة للإحصاءة<br />

مايلي:‏<br />

T-Stuedent<br />

.1<br />

فإن<br />

بالنسبة للحد الثابت<br />

وهي أقل من تلك ادولة عند مستوى دلالة 0.05 و عدد<br />

مما يدل على أنه يمكن اعتبار<br />

درجات حرية<br />

الحد الثابت في الدالة المقدرة معدوما،‏ ويؤكد هذا قيمة<br />

الاحتمال المرفق بالإحصاءة المحسوبة و الذي<br />

يساوى و هو أعلى من مستوى الدلالة<br />

وهذه نتيجة مخالفة لما تقول به النظرية الاقتصادية<br />

T c =1.4115<br />

.<br />

0.05<br />

.<br />

LOG ( A)<br />

= A1<br />

T-STAT.<br />

28 وقيمتها‎2.<strong>04</strong>84‎<br />

0.1691<br />

2. بالنسبة<br />

LOG ( K / L)<br />

= LK1<br />

المعامل<br />

فإن<br />

LK1<br />

T c =3.4909<br />

المتعلق بمتغيرة<br />

وهي أكبر من<br />

1.<strong>04</strong>4، بمعنى<br />

%10<br />

.% 3.93<br />

%10<br />

0.339<br />

10.44<br />

135


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

28<br />

تلك ادولة عند مستوى دلالة 0.05 و عدد درجات حرية<br />

وقيمتها ‎2.<strong>04</strong>84‎‏،مما يدل على أن هذا المعامل لا يمكن<br />

اعتباره معدوما في الدالة المقدرة ، ويؤكد هذا قيمة الاحتمال<br />

المرفق بالإحصاءة T-STAT. المحسوبة و الذي يساوى<br />

و هو أقل من مستوى الدلالة وهذه نتيجة مؤيدة لما<br />

تقول به النظرية الاقتصادية<br />

0.0016<br />

. 0.05<br />

.<br />

.3<br />

مرونة المتغيرة التابعة المعبر عنها بلوغارثم رقم الأعمال<br />

منسوبا للعمل بالنسبة للمتغيرة<br />

:<br />

LOG ( K / L)<br />

= LK1<br />

1 − ∧ α = 0.3263<br />

10<br />

ستزيد ب %. 3.26<br />

إلى العمل ب<br />

ويعني هذا أنه إذا زادت النسبة رأس المال<br />

% فإن النسبة رقم الأعمال إلى العمل<br />

ومنه فإن مرونة رقم الأعمال بالنسبة للعمل هي<br />

) α، بينما مرونة رقم الأعمال بالنسبة لرأس المال<br />

= 0.6737<br />

∧<br />

α + ∧<br />

β = 1 .<br />

) β = 0.3263<br />

)<br />

) α ) = 67.40 %<br />

α + β )<br />

β<br />

. ) ) = 32.60 %<br />

α + β<br />

هي<br />

لعنصر العمل:‏<br />

المال:‏<br />

هذا على أن القطاع كثيف العمالة.‏<br />

وبما أن:‏<br />

وتكون الأهمية النسبية<br />

، بينما لعنصر رأس<br />

)<br />

α ) = 2.065<br />

β<br />

∧<br />

.4<br />

يدل<br />

قيمة<br />

الحد الثابت في الدالة<br />

المعلمة التقاطعية زادة قيمتها مقارنة بقيمتها المحصل عليها في<br />

النموذج الأول.‏<br />

A = e<br />

0.3573<br />

= 1.429<br />

.5<br />

تأخذ الدالة المقدرة الشكل التالي:‏<br />

.<br />

∧<br />

CA =<br />

= 0.3032 2 R ‏،و هي منخفضة<br />

0.674 0.326<br />

1.429*<br />

L * K<br />

.6<br />

قيمة معامل التحديد<br />

مقارنة بقيمة نفس المعامل المحسوبة لنفس النموذج المقدر<br />

خارج فرضية ثبات غلة الحجم كما هو مبين أعلاه،‏ و كذلك<br />

الحال بالنسبة لمعامل التحديد المعدل الذي يساوى<br />

‏،هي قيم منخفضة جدا،‏ بينما تدل قيمة<br />

و هي ذات دلالة عند<br />

الإحصاءة<br />

مستوى معنوية 0.05 وذلك بالنظر إلى الاحتمال المرافق لهذه<br />

الاحصاءة و الذي يساوي ‎0.0016‎‏.أما قيمة مجموع<br />

فهي منخفضة قليلا<br />

مربعات البواقي<br />

في النموذج الأول عنها في النموذج الخامس.‏<br />

F-statistic = 12.186<br />

Sum of squared resid<br />

R 2 = 0.2784<br />

متوسط الإنتاجية الحدية للعمل:‏<br />

الإنتاجية الحدية لرأس المال:‏ = 0.09<br />

∂CA<br />

= 3.44<br />

∂L<br />

∂CA<br />

.<br />

∂K<br />

، أما متوسط<br />

تقدير و تحليل نتائج النموذج السادس<br />

:<br />

β<br />

يأخذ النموذج السادس الصيغة الرياضية التالية:‏<br />

أي:‏<br />

α<br />

VA = A*<br />

L *<br />

LOG( VA)<br />

= LOG(<br />

A)<br />

+ α * LOG(<br />

L)<br />

+ β * LOG(<br />

K)<br />

K<br />

بعد التقدير يتبين ما يلي:‏<br />

تشير القيم المحسوبة للإحصاءة<br />

T-<br />

Stuedent مايلي:‏<br />

.1<br />

بالنسبة للحد الثابت وهي أكبر من تلك<br />

ادولة عند مستوى دلالة 0.05 و عدد درجات حرية<br />

وقيمتها‎2.0518‎ مما يدل على أنه يمكن اعتبار الحد الثابت<br />

في الدالة المقدرة غير معدوما،‏ ويؤكد هذا قيمة الاحتمال<br />

المرفق بالإحصاءة T-STAT. المحسوبة و الذي يساوى<br />

و هو أقل من مستوى الدلالة وهذه نتيجة موافقة<br />

للنظرية الاقتصادية<br />

27<br />

0.0116<br />

T c =-2.7089<br />

. 0.05<br />

.<br />

.2<br />

T c =7.8731<br />

بالنسبة المعامل المتعلق بمتغيرة العمل فإن<br />

وهي أكبر من تلك ادولة عند مستوى دلالة<br />

0.05 و عدد درجات حرية 27 وقيمتها‎2.0518‎‏،مما يدل<br />

على أن هذا المعامل لا يمكن إعتباره معدوما في الدالة المقدرة ،<br />

ويؤكد هذا قيمة الاحتمال المرفق بالإحصاءة<br />

المحسوبة و الذي يساوى و هو أقل من مستوى<br />

الدلالة وهذه نتيجة مؤيدة لما تقول به النظرية<br />

الاقتصادية<br />

T-STAT.<br />

0.000<br />

LL<br />

. 0.05<br />

.<br />

.3<br />

T c =4.5435<br />

بالنسبة المعامل المتعلق بمتغيرة رأس المال فإن<br />

وهي أكبر من تلك ادولة عند مستوى دلالة<br />

0.05 و عدد درجات حرية 27 وقيمتها‎2.0518‎‏،مما يدل<br />

على أن هذا المعامل لا يمكن اعتباره معدوما في الدالة المقدرة ،<br />

ويؤكد هذا قيمة الاحتمال المرفق بالإحصاءة<br />

المحسوبة و الذي يساوى 0.0001 و هو أقل من مستوى<br />

الدلالة وهذه نتيجة مؤيدة لما تقول به النظرية<br />

الاقتصادية.‏<br />

T-STAT.<br />

LK<br />

. 0.05<br />

∧<br />

.4<br />

مرونة الإنتاج المقيم بالقيمة المضافة بالنسبة للعمل:‏<br />

α ويعني هذا أنه إذا زاد العمل ب<br />

رقم الأعمال سيزيد ب %. 9.094<br />

% 10 فإن<br />

= 0.9094<br />

136


_______________________________________________________________________________<br />

التقدير الاحصائي لدوال الانتاج لقطاع المؤسسات الفندقية العمومية الجزائرية<br />

∧<br />

.5<br />

مرونة الإنتاج المقيم بالقيمة المضافة بالنسبة لرأس المال:‏<br />

، ويعني هذا أنه إذا زاد رأس المال ب<br />

فإن رقم الأعمال سيزيد ب %. 4.365<br />

% 10<br />

β = 0.4365<br />

.6<br />

الحد الثابت في الدالة<br />

.<br />

∧<br />

3.8168<br />

A = e<br />

−<br />

= 0.021999<br />

.7<br />

تأخذ الدالة المقدرة الشكل التالي<br />

.<br />

∧<br />

VA =<br />

:<br />

0.909 0.437<br />

0.022*<br />

L * K<br />

.8<br />

بالنسبة لغلة الحجم هل هي متزايدة؟.‏<br />

لدينا:‏<br />

الإحتمال أن تكون هذه القيمة أقل من<br />

الاختبار الاحصائ التالي:‏<br />

∧<br />

α + ∧<br />

β = 0 .909 + 0.437 = 1.346<br />

. 1<br />

القيم المحسوبة للإحصاءة<br />

⎧<br />

⎪<br />

⎨<br />

⎪<br />

⎩<br />

H<br />

H<br />

0<br />

1<br />

∧<br />

: α + β = 1<br />

∧<br />

∧<br />

∧<br />

: α + β p 1<br />

: T-STAT.<br />

) )<br />

α + β −1<br />

t c<br />

= ) = 2.577 = T<br />

σ ) ) α +β<br />

0.00787<br />

27<br />

ما هو<br />

لهذا الغرض نجري<br />

H 0<br />

و تعني هذه القيمة أن قبول فرضية العدم يتم باحتمال<br />

% و عليه يمكن أن نقبل الفرضية البديلة<br />

باحتمال يزيد عن % 99 أي أن غلة الحجم متزايدة.‏<br />

H 1<br />

∧<br />

+ ∧<br />

0.787<br />

α β = 1.346<br />

)<br />

) α ) = 67.53 %<br />

α + ) β<br />

β<br />

. ) ) = 32.47 %<br />

α + β<br />

وتكون الأهمية النسبية لعنصر العمل:‏<br />

، بينما لعنصر رأس المال:‏<br />

وبما أن:‏<br />

على أن القطاع كثيف العمالة.‏<br />

)<br />

α ) = 2.080<br />

β<br />

.9<br />

يدل هذا<br />

، و معامل<br />

يتسم معامل التحديد<br />

التحديد المعدل ‏،هي قيم عالية و نفسر هذه<br />

القيمة أن % من التغيرات في القيمة المضافة مفسرة<br />

بالتغيرات في المتغيرات المستقلة و يؤكد هذا قيمة الإحصاءة<br />

و هي ذات دلالة عالية وذلك بالنظر<br />

إلى الإحتمال المرافق لها.‏<br />

R 2 = 0.7899<br />

R 2 = 0.7744<br />

78.99<br />

F-statistic = 50.7846<br />

متوسط الإنتاجية الحدية للعمل:‏<br />

الإنتاجية الحدية لرأس المال:‏‎0.06‎ =<br />

∂VA<br />

= 1.70<br />

∂L<br />

∂VA<br />

.<br />

∂K<br />

، أما متوسط<br />

تقدير و تحليل نتائج النموذج السابع<br />

:<br />

يأخذ النموذج السابع الصيغة الرياضية الموالية و ذلك بعد<br />

إدراج متغيرتين نوعيتين الأولى مميزة للقوام المالية ،DB و الثانية<br />

مميزة للمؤسسات<br />

. DE<br />

LVA = C + α * LL + β * LK + γ * DB + δ * DE<br />

يتبين بعد التقدير ما يلي:‏ بالنظر إلى قيم مختلف الإحصاءات<br />

الواردة في الجدول للمعلمة التقاطعية و المعلمتين<br />

دلالة إحصائية،‏ في حين يمكن اعتبار المعلمتين و<br />

معدومتين ؛ رغم ارتفاع قيمتي كل من معامل التحديد و<br />

معامل التحديد المعدل كما يدل على هذا قيمة الإحصاءة<br />

42.3879= statذات المعنوية العالية بالنظر إلى الإحتمال المرافق<br />

لها،‏ يفسر هذا بأن تميز القوائم المالية المعبر عنها بالمتغيرة<br />

تميز المؤسسات المعبر عنها بالمتغيرة DE ليس له معني.‏<br />

β و α<br />

δ γ<br />

F-<br />

DB و<br />

C<br />

∧<br />

α + ∧<br />

β = 1.535<br />

)<br />

) α ) = 77.07 %<br />

α + ) β<br />

β<br />

. ) ) = 22.93 %<br />

α + β<br />

وتكون الأهمية النسبية لعنصر العمل:‏<br />

، بينما لعنصر رأس المال:‏<br />

وبما أن:‏<br />

على أن القطاع كثيف العمالة.‏<br />

متوسط الإنتاجية الحدية للعمل:‏<br />

الإنتاجية الحدية لرأس المال:‏‎0.05‎ =<br />

تقدير و تحليل نتائج النموذج الثامن<br />

)<br />

α ) = 3.361<br />

β<br />

∂VA<br />

= 2.21<br />

∂L<br />

∂VA<br />

.<br />

∂K<br />

:<br />

يدل هذا<br />

، أما متوسط<br />

يأخذ النموذج الثامن الصيغة الرياضية الموالية وذلك بعد إدراج<br />

المتغير النوعي المميز للقوام المالية .DB<br />

LCA = C + α * LL + β * LK + γ * DB<br />

يتبين بعد التقدير ما يلي:‏ تشير قيم الإحصاءة إلى<br />

المعنوية الإحصائية العالية لجميع معاملات النموذج المعلمة<br />

التقاطعية و المعلمتين و و كذلك تلك المتعلقة<br />

بتميز القوائم المالية ارتفاع قيمتي كل من معامل<br />

التحديد و معامل التحديد المعدل كما يدل على هذا قيمة<br />

الإحصاءة 58.5179= F-statذات المعنوية العالية بالنظر إلى<br />

الإحتمال المرافق لها،‏ يفسر هذا بأن تميز القوائم المالية المعبر<br />

عنها بالمتغيرة DB لابد من إدراجه في النموذج.‏<br />

T-STAT<br />

β<br />

α<br />

γ، مع<br />

C<br />

137


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

كما نلاحظ ارتفاع في قيمة مجموع مربعات البواقي<br />

وانخفاض في قيمة الخطأ المعياري للانحدار مقارنة بتلك المحصل<br />

عليها في النموذج السابع.‏ وتصبح مرونة القيمة المضافة بالنسبة<br />

للعمل هي:‏‎1.182‎ ، بمعنى زيادة العمل ب %10 يؤدى إلى<br />

زيادة القيمة المضافة ب %11.82، و تصبح مرونة القيمة<br />

المضافة بالنسبة لرأس المال هي:‏‎0.355‎ بمعنى زيادة رأس<br />

المال ب %10 يؤدى إلى زيادة القيمة المضافة ب<br />

.% 3.55<br />

∧<br />

α + ∧<br />

β = 1.537<br />

)<br />

) α ) = 76.90 %<br />

α + ) β<br />

β<br />

. ) ) = 23.10 %<br />

α + β<br />

وتكون الأهمية النسبية لعنصر العمل:‏<br />

، بينما لعنصر رأس المال:‏<br />

وبما<br />

على أن القطاع كثيف العمالة.‏<br />

متوسط الإنتاجية الحدية للعمل:‏<br />

أن:‏<br />

الإنتاجية الحدية لرأس المال:‏‎0.05‎ =<br />

تقدير و تحليل نتائج النموذج التاسع<br />

)<br />

α ) = 3.330<br />

β<br />

∂VA<br />

= 2.21<br />

∂L<br />

∂VA<br />

.<br />

∂K<br />

:<br />

يدل هذا<br />

، أما متوسط<br />

)<br />

β<br />

. ) ) = 22.92 %<br />

α + β<br />

أن القطاع كثيف العمالة.‏<br />

وبماأن:‏<br />

)<br />

α ) = 3.363<br />

β<br />

∂LVA<br />

= 0.0969<br />

∂DE<br />

يدل هذا على<br />

‏،و يعني هذا أن الانتقال من مؤسسة إلى<br />

أخري سيؤدى إلى زيادة في لوغاريتم القيمة المضافة بمقدار<br />

. 0.0969<br />

متوسط الإنتاجية الحدية للعمل:‏<br />

الإنتاجية الحدية لرأس المال:‏‎0.05‎ =<br />

تقدير و تحليل نتائج النموذج العاشر:‏<br />

∂VA<br />

= 2.20<br />

∂L<br />

∂VA<br />

.<br />

∂K<br />

، أما متوسط<br />

إذا فرضنا أن قطاع الفندقة في الجزائر و انطلاقا من العينة<br />

المتاحة يمر بمرحلة ثبات غلة الحجم،أي<br />

تقدير النموذج<br />

= 1 β ،α + فإن<br />

LOG( VA)<br />

= LOG(<br />

A)<br />

+ α * LOG(<br />

L)<br />

+ β * LOG(<br />

K)<br />

:<br />

سيكتب بالشكل الرياضي التالي:‏<br />

LOG( VA/<br />

L)<br />

= LOG(<br />

A)<br />

+ (1 − α) * LOG(<br />

K / L)<br />

LOG ( A)<br />

= A1<br />

، LOG ( VA/<br />

L)<br />

= LVA1<br />

LOG ( K / L)<br />

= LK1،<br />

يأخذ النموذج العاشر الصيغة الرياضية الموالية و ذلك بعد<br />

إدراج المتغير النوعي المميز للمؤسسات<br />

. DE<br />

LCA = C + α * LL + β * LK + δ * DE<br />

إلى<br />

يتبين بعد التقدير ما يلي:‏ تشير قيم الإحصاءة المعنوية الإحصائية العالية لجميع معاملات النموذج المعلمة<br />

و كذلك تلك المتعلقة<br />

و و المعلمتين التقاطعية ارتفاع قيمتي كل من معامل<br />

بتميز المؤسسات التحديد و معامل التحديد المعدل كما يدل على هذا قيمة<br />

58.123= F-statذات المعنوية العالية بالنظر إلى<br />

الإحصاءة الاحتمال المرافق لها،‏ يفسر هذا بأن تميز المؤسسات المعبر عنها<br />

بالمتغيرة DE لابد من إدراجه في النموذج،‏ كما نلاحظ ارتفاع<br />

في قيمة مجموع مربعات البواقي و انخفاض في قيمة الخطأ<br />

للانحدار مقارنة بتلك المحصل عليها في النموذج<br />

المعياري ‏.وتصبح مرونة القيمة المضافة بالنسبة للعمل<br />

السابع يؤدى إلى زيادة<br />

هي:‏‎1.177‎‏،‏ بمعنى زيادة العمل ب القيمة المضافة ب %، 11.77 أما مرونة القيمة المضافة بالنسبة<br />

لرأس المال فهي:‏‎0.350‎ بمعنى زيادة رأس المال ب<br />

إلى زيادة القيمة المضافة ب<br />

T-STAT<br />

%10 يؤدى<br />

%10<br />

β<br />

.% 3.50<br />

α<br />

δ، مع<br />

∧<br />

+ ∧<br />

C<br />

α β = 1.5276<br />

)<br />

) α ) = 77.08 %<br />

α + β<br />

وتكون الأهمية النسبية لعنصر العمل:‏<br />

، بينما لعنصر رأس المال:‏<br />

بوضع:‏<br />

يتبين بعد التقدير ما يلي:‏<br />

T-Stuedent مايلي:‏<br />

.1<br />

يتبين من القيم المحسوبة للإحصاءة<br />

فإن<br />

بالنسبة للحد الثابت<br />

0.9567 وهي أقل من تلك ادولة عند مستوى دلالة<br />

و عدد درجات حرية وقيمتها‎2.<strong>04</strong>84‎ مما يدل على أنه<br />

يمكن اعتبار الحد الثابت في الدالة المقدرة معدوما،‏ ويؤكد هذا<br />

قيمة الاحتمال المرفق بالإحصاءة T-STAT. المحسوبة و الذي<br />

يساوى 0.3496 و هو أعلى من مستوى الدلالة<br />

وهذه نتيجة مخالفة لما تقول به النظرية الاقتصادية.‏<br />

T c =-<br />

0.05<br />

. 0.05<br />

LOG ( A)<br />

= A1<br />

LK1<br />

28<br />

.2<br />

LOG ( K / L)<br />

= LK1<br />

بالنسبة لمعامل المتعلق بمتغيرة<br />

فإن وهي أكبر من<br />

تلك ادولة عند مستوى دلالة 0.05 و عدد درجات حرية<br />

‎2.<strong>04</strong>84‎‏،مما يدل على أن هذا المعامل لا يمكن<br />

اعتباره معدوما في الدالة المقدرة ، ويؤكد هذا قيمة الاحتمال<br />

المرفق بالإحصاءة المحسوبة و الذي يساوى<br />

T c =3.4165<br />

T-STAT.<br />

28 وقيمتها<br />

138


_______________________________________________________________________________<br />

التقدير الاحصائي لدوال الانتاج لقطاع المؤسسات الفندقية العمومية الجزائرية<br />

0.01<br />

0.01 أيضا<br />

.2<br />

0.0020<br />

و هو أقل من مستوى الدلالة<br />

نتيجة مؤيدة لما تقول به النظرية الاقتصادية.‏<br />

. 0.05<br />

.3<br />

وهذه<br />

مرونة المتغيرة التابعة المعبر عنها بلوغارثم القيمة المضافة<br />

منسوبا للعمل بالنسبة للمتغيرة<br />

إلى العمل ب<br />

ستزيد ب<br />

للعمل هي<br />

لرأس المال هي<br />

:<br />

LOG ( K / L)<br />

= LK1<br />

ويعني هذا أنه إذا زادت النسبة رأس المال<br />

فإن النسبة القيمة المضافة إلى العمل<br />

ومنه فإن مرونة القيمة المضافة بالنسبة<br />

) α، بينما مرونة القيمة المضافة بالنسبة<br />

∧<br />

+ ∧<br />

1 − ∧ α = 0.3030<br />

% 10<br />

.% 3.03<br />

= 0.697<br />

β = 1 .<br />

) β = 0.3030<br />

)<br />

= 69.70 %<br />

)<br />

β<br />

. ) ) = 30.30 %<br />

α + β<br />

النسبية لعنصر العمل:‏<br />

رأس المال:‏<br />

يدل هذا على أن القطاع كثيف العمالة.‏<br />

) α )<br />

α + β<br />

وبما أن:‏<br />

α وتكون الأهمية<br />

، بينما لعنصر<br />

)<br />

α ) = 2.300<br />

β<br />

∧<br />

0.2298<br />

A = e<br />

−<br />

.4<br />

قيمة<br />

الحد الثابت في الدالة<br />

المعلمة التقاطعية زادة قيمتها مقارنة بقيمتها المحصل عليها في<br />

النموذج الأول.‏<br />

= 0.7947<br />

.5<br />

تأخذ الدالة المقدرة الشكل التالي<br />

.<br />

∧<br />

VA =<br />

= 0.2942 2 R ‏،و هي منخفضة<br />

:<br />

0.697 0.303<br />

0.7947 * L * K<br />

.6<br />

قيمة معامل التحديد<br />

مقارنة بقيمة نفس المعامل المحسوبة لنفس النموذج المقدر<br />

خارج فرضية ثبات غلة الحجم كما هو مبين أعلاه،‏ و كذلك<br />

الحال بالنسبة لمعامل التحديد المعدل الذي يساوى<br />

= 0.2690 2 ، R وهي قيم منخفضة جدا،‏ بينما تدل قيمة<br />

و هي ذات دلالة عند<br />

الإحصاءة<br />

F-statistic = 11.672<br />

مستوى معنوية 0.05 وذلك بالنظر إلى الإحتمال المرافق لهذه<br />

الاحصاءة و الذي يساوي ‎0.00196‎‏.أما قيمة مجموع مربعات<br />

فهي منخفضة قليلا في هذا<br />

البواقي<br />

النموذج.‏<br />

Sum of squared resid<br />

متوسط الإنتاجية الحدية للعمل:‏<br />

الإنتاجية الحدية لرأس المال:‏‎0.<strong>04</strong>‎ =<br />

خلاصة البحث<br />

∂VA<br />

= 1.30<br />

∂L<br />

∂VA<br />

.<br />

∂K<br />

:<br />

نستنتج من التحليل أعلاه مايلي<br />

، أما متوسط<br />

:<br />

.1<br />

أن قيم مختلف المتغيرات محل الدراسة شديدة التقلب و<br />

ذلك بالنظر إلى قيمة معامل الاختلاف المحسوبة لكل متغيرة.‏ و<br />

أن هذه السلاسل لا تتمتع بالتوزيع الطبيعي في العموم،‏ أن<br />

هذه المؤسسات مستخدمة لرأس مال يفوق حجم العمالة<br />

المشغل ؛ وهذا بالنظر إلي قيم نسبة رأس المال إلى العمل،‏ و<br />

بالنظر إلى قيم مصفوفة الإرتباطات فإننا نجد المتغيرات التى لها<br />

إرتباطات قوية ودالة إحصائيا هي أن العمل يرتبط بشكل<br />

موجب و قوي بكل من القيمة المضافة و رقم الأعمال و<br />

ارتباطا سالبا بالنسبة رأس المال إلي العمل ، وهذه الارتباطات<br />

دالة إحصائيا عند مستوي معنوية ؛ كما يرتبط رأس<br />

المال بشكل موجب بكل من المتغيرتين رقم الأعمال و القيمة<br />

المضافة وهذه الارتباطات دالة إحصائيا عند مستوي معنوية<br />

، إلا أن ارتباط رأس المال مع العمل هو ارتباط<br />

ضعيف و غير دال إحصائيا.و عليه يمكن القول أن حجم<br />

العمالة المستخدمة في هذه المؤسسات لا يتناسب مع حجم<br />

رأس مال المستخدم.‏<br />

بشهرة كبيرة نظرا<br />

تتمتع دالة الإنتاج<br />

لقلة تعقيدها و سهولة استخداماا خاصة مع توفر برامج<br />

المعالجة الآلية،‏ ولهذا نجد لها تطبيقات واسعة في العديد من<br />

الاقتصاديات ، على المستوى الكلى أو الجزئي.‏ كما يمكن<br />

تطبيقها في القطاعات المختلفة ذات الطابع الإنتاجي أو<br />

الخدمي.‏<br />

نعمل بالنموذجين الثالث و الرابع في حالة التعبير عن<br />

المتغيرة التابعة برقم الأعمال.‏ بينما نعمل بالنماذج السادس و<br />

الثامن و التاسع في حالة التعبير عن المتغيرة التابعة بالقيمة<br />

المضافة.‏<br />

بالنسبة لغلة الحجم فان هذا الجزء من القطاع يمر بمرحلة<br />

تزايد غلة الحجم.‏<br />

أن مرونة الإنتاج بالنسبة للعمل تفوق كثيرا نظيرا<br />

بالنسبة لرأس المال،‏ سواء عبرنا عن الإنتاج برقم الأعمال أو<br />

بالقيمة المضافة.‏<br />

يتبين أن هناك ميلا نحو الكثافة العمالية.‏<br />

بين أيضا تفوق الوزن النسبي للعمل،‏ و ارتفاع هذه<br />

النسبة يدل على أن توزيع الدخل يكون لصالح الأجور و ليس<br />

لصالح الأرباح.‏<br />

تتميز الإنتاجية الحدية للعمل بارتفاع واضح مقارنة<br />

بالإنتاجية الحدية لرأس المال سواء كانت المتغيرة التابعة رقم<br />

الأعمال أو القيمة المضافة،‏ و تعكس هذه النتيجة تدني كفاءة<br />

استغلال رأس المال بالنسبة للمؤسسات المدروسة.‏<br />

رغم التحفظات الموضوعة على حجم العينة محل الدراسة<br />

من حيث عدد المؤسسات ا و القوائم المالية المرفقة ا كون<br />

هذه الأخيرة غير متساوية في عددها لكل مؤسسة،إضافة إلى<br />

التحفظات على البيانات نفسها،فإن النتائج المتوصل إليها في<br />

هذا الفصل تعتبر ذات فائدة كبيرة كمدخل لتشخيص جزء<br />

من القطاع المدروس.‏<br />

CObb-Douglas<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

.7<br />

.8<br />

.9<br />

14<br />

139


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

الملاحق :<br />

:<br />

:<br />

T B D CA VA L K CA/L CA/K VA/L VA/K K/L L/K<br />

1 a1 0 40649 18441 13916 84059 2.92 0.48 1.33 0.22 6.<strong>04</strong> 0,17<br />

2 a0 0 30877 14998 12277 87726 2.52 0.35 1.22 0.17 7.15 0,14<br />

3 a9 0 30030 10548 14638 87448 2.05 0.34 0.72 0.12 5.97 0,17<br />

4 a8 0 27707 12302 12516 88839 2.21 0.31 0.98 0.14 7.10 0,14<br />

5 a7 0 34600 15971 10860 84891 3.19 0.41 1.47 0.19 7.82 0,13<br />

6 b1 1 95451 57917 26835 231824 3.56 0.41 2.16 0.25 8.64 0,12<br />

7 b0 1 86274 55459 24400 226653 3.54 0.38 2.27 0.24 9.29 0,11<br />

8 b9 1 80332 46214 20853 221593 3.85 0.36 2.22 0.21 10.63 0,09<br />

9 b8 1 84309 41467 21615 219803 3.90 0.38 1.92 0.19 10.17 0,10<br />

10 b7 1 74149 36339 21875 216671 3.39 0.34 1.66 0.17 9.90 0,10<br />

11 c1 2 30900 23352 15286 205320 2.02 0.15 1.53 0.11 13.43 0,07<br />

12 c0 2 24570 18430 11232 198972 2.19 0.12 1.64 0.09 17.72 0,06<br />

13 c9 2 20968 14672 10705 197184 1.96 0.11 1.37 0.07 18.42 0,05<br />

14 c8 2 21445 12806 10736 196611 2.00 0.11 1.19 0.07 18.31 0,05<br />

15 d1 3 23256 14361 9576 709<strong>04</strong> 2.43 0.33 1.50 0.20 7.40 0,14<br />

16 d0 3 18189 10871 9185 68771 1.98 0.26 1.18 0.16 7.49 0,13<br />

17 g1 4 74783 37014 14742 440097 5.07 0.17 2.51 0.08 29.85 0,03<br />

18 g0 4 62844 30281 10569 389503 5.95 0.16 2.86 0.08 36.85 0,03<br />

19 g9 4 51519 28172 9340 378205 5.52 0.14 3.02 0.07 40.49 0,02<br />

20 g8 4 55988 28914 9375 376099 5.97 0.15 3.08 0.08 40.12 0,02<br />

21 g7 4 72288 26988 10544 377781 6.86 0.19 2.56 0.07 35.83 0,03<br />

22 h1 5 17477 8123 7382 140973 2.37 0.12 1.10 0.06 19.10 0,05<br />

23 h0 5 22770 10942 5731 138233 3.97 0.16 1.91 0.08 24.12 0,<strong>04</strong><br />

24 h9 5 17255 8036 5192 134284 3.32 0.13 1.55 0.06 25.86 0,<strong>04</strong><br />

25 h8 5 17960 9421 4343 133742 4.14 0.13 2.17 0.07 30.80 0,03<br />

26 h7 5 24692 9694 4744 130596 5.20 0.19 2.<strong>04</strong> 0.07 27.53 0,<strong>04</strong><br />

27 t1 6 51347 28094 13812 119101 3.72 0.43 2.03 0.24 8.62 0,12<br />

28 t0 6 49782 26210 13020 114389 3.82 0.44 2.01 0.23 8.79 0,11<br />

29 t9 6 49467 27477 11870 109744 4.17 0.45 2.31 0.25 9.25 0,11<br />

30 t8 6 59146 32368 12527 109075 4.72 0.54 2.58 0.30 8.71 0,11<br />

الوحدة ألف دينار جزائري<br />

الوحدة نسبة<br />

140


_______________________________________________________________________________<br />

التقدير الاحصائي لدوال الانتاج لقطاع المؤسسات الفندقية العمومية الجزائرية<br />

النموذج الأول:‏<br />

النموذج الثاني:‏<br />

النموذج الثالث<br />

: النموذج الرابع<br />

:<br />

النموذج الخامس<br />

: النموذج السادس<br />

:<br />

النموذج السابع<br />

: النموذج الثامن<br />

:<br />

141


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

النموذج التاسع<br />

: النموذج العاشر<br />

:<br />

الإحالات :<br />

1<br />

كما سيتبين في الفقرة الثانية.‏<br />

2<br />

Pierre Picard : <strong>El</strong>éments de microéconomie,Théorie et applications, 5 e édition, Montchrestien, Paris, 1998.P149.<br />

3<br />

Edmond Berrebi : Mathématique, Exercices corrigés avec rappels de cours,Tome 2, 5 e édition, Dunod, Paris 1982, PP283.284.<br />

4<br />

- حساب قيم المتغيرات تم على أساس الحسابات الواردة في المخطط المحاسبي الوطني الجزائري .PCN<br />

عند حساب لانحراف المعياري للسلسلة فإن درجات الحرية هي<br />

لانحراف المعياري للعينة فإن درجات الحرية هي وكلما قلة قيمته عن %15 كلما دل<br />

6 ‏(الانحراف المعياري للسلسلة/المتوسط الحسابي)‏ معامل الاختلاف يحسب بالقاعدة<br />

ذلك علي تجانس قيم المتغيرة،،لمزيد من الإطلاع أنظر<br />

(N)<br />

- (N-1)<br />

- 5 عند حساب<br />

100*<br />

=COEFF. DE VARIATION :<br />

BAILLARGEAN Gérald : Probabilité statistique et techeniques de régression, Ed. ) -<br />

(SMG, Canada 1989, page 32.<br />

1998/11 –<br />

Loi.Stuedent.Inverse حيث نجد<br />

Microsoft <strong>Of</strong>fice Excel 2003<br />

8 قيم T-Stuedent<br />

، f x<br />

.<br />

7 أنظر في هدا المقال:‏ على محمد الحمادي تطبيق دالة كوب-‏ دوجلاس في قطاع الصناعات التحويلية في العراق بحوث إقتصادية عربية<br />

باستخدام الأمر<br />

ادولة محسوبة بواسطة ادول<br />

و أن<br />

أن:‏<br />

على محمد الحمادي : تطبيق دالة كوب-‏ دوجلاس في قطاع الصناعات التحويلية في العراق بحوث إقتصادية عربية<br />

على محمد الحمادي : تطبيق دالة كوب-‏ دوجلاس في قطاع الصناعات التحويلية في العراق بحوث إقتصادية عربية<br />

0.01<br />

t 27<br />

= 2.7707<br />

0.05<br />

t 27<br />

= 2.0518<br />

9<br />

من<br />

– ‎1998/11‎ص‎15‎ .<br />

– ‎1998/11‎ص‎17‎ .<br />

P 162, Paris 2003 , DUNOD, 5 e édition,<br />

Econométrie, 11 REGIS BOURBONNAIS<br />

10<br />

الدالة<br />

12 الفقرة المتعلقة باستخدام المتغيرات الصورية ‏(النوعية)‏ من الفصل الخامس،‏ هاري كلجيان و والاس أوتس مقدمة في الاقتصاد القياسي المبادئ و التطبيقات ترجمة المرسي<br />

السيد حجازي و عبد القادر محمد عطية : جامعة الملك سعود الطبعة الأولى . 2001<br />

الإحصاء و الاقتصاد القياسي سلسلة ملخصات شوم ديوان المطبوعات الجامعية-الجزائر‎1982‎ ترجمة د.سعدية حافظ منتصر.‏ ص ص‎215‎ و<br />

COEFFICIENT DE SYMETRIE,<br />

13 دومينيك سالفادور :<br />

. 216<br />

14<br />

و التفلطح<br />

إحدى طرق الكشف عن اعتدالية التوزيع هو استخدام معاملى الالتواء<br />

،APLATISSEMENT نقول بالتوزيع الاعتدالي إذا تبين أن قيمة معامل الالتواء في جوار القيمة صفر وأن قيمة معامل التفلطح في جوار القيمة 3 في نفس الوقت،‏<br />

و لكيفية إجراء الاختبارات الإحصائية أنظر:‏ أحمد الرفاعى غنيم و نصر محمود صبري تعلم بنفسك التحليل الإحصائي للبيانات باستخدام SPSS ص‎26‎ وما بعدها.‏<br />

COEFFICIENT D' ,<br />

142


_____________________________________________________________________________________________________________________________<br />

الاتصال وإدارة التراعات<br />

<br />

عبد الحق بن جديد - جامعة عنابة<br />

ملخص :<br />

يحاول هذا المقال التعرض إلى أهمية الاتصال في<br />

إدارة التراعات ، فبفضل ما أحدثه وسائل الاتصال الجماهيرية<br />

في اتمع الدولي من إثارة لدورها الرائد في توفير المعلومات و<br />

المعارف و قدرا على تحريك الجماهير وربطها بما يجري من<br />

أحداث أدركت الوحدات السياسية أن تحقيق مصالحها يمر<br />

عبر التحكم في تكنولوجيا الاتصال وباعتبار أن مصالح<br />

الدول تتعارض فهذا يؤدي حتما إلى ظهور نزاعات بينها<br />

يكون التفوق فيها لمن يملك وسائل اتصال متطورة ويحسن<br />

استعمالها لتحقيق مآربه.‏<br />

.<br />

.<br />

.<br />

:<br />

تمهيد إن من أبرز التطورات في العلاقات الدولية المعاصرة<br />

الاعتراف بالاتصال كعمل منتظم و دائم من أعمال<br />

الحكومات في أوقات السلم و الحرب على السواء ‏،ذلك أن<br />

العملية الإتصالية يمكن أن تسهم بشكل كبير في حل<br />

الصراعات وتسويتها ، كما تمثل العملية الإتصالية قلب<br />

أسلوب الردع ويمكن أن تقع الحرب بسبب قيام طرف<br />

بإرسال إشارة أو رمز إتصالي فسره غيره على أنه مقدمة<br />

إعلان حرب ، فكانت تلك الإشارة العامل الذي قدح زناد<br />

الحرب .(1)<br />

لقد أثرت التراعات الدولية على وسائل الاتصال من حيث<br />

الوظائف و المضمون والحجم،‏ نظرا لأا سلاح بيد صانع<br />

القرار.‏ فأصبحت وسائل الاتصال جزءا من قوة ضاغطة في<br />

تشكيل العلاقات الدولية و مظهرا يعبر عن هذه العلاقات<br />

سواء كانت في حالة انفراج أو توتر.‏ فكل دولة في عملية<br />

إدارا للتراع مع غيرها تستخدم عناصر مرئية ملموسة كالقوة<br />

الاقتصادية و البشرية والعسكرية،‏ وأخرى غير ملموسة أو<br />

معنوية يلعب الاتصال في تدعيمها دورا مهما وفاعلا.‏<br />

-1<br />

طبيعة العلاقة بين الاتصال و السياسة بشكل عام<br />

إن الاتصال و أشكاله أدوات سياسية ، بمعنى أن للسياسة<br />

علاقة لا تنفصم بالاتصال و أشكاله مع أن هناك جدلا حول<br />

هذه العلاقة فالبعض يقولون أن الاتصال أداة حيوية لمراقبة<br />

السلطة بصفة دائمة ، بل أن الاتصال قوة موازية و مساوية<br />

للسياسة لأن مهمة وسائل الاتصال هي أن تعمل كمرآة<br />

تعطي صورة صادقة لما تفعله الحكومات ، بينما يرى آخرون<br />

أن الاتصال يجب أن يكون أداة في خدمة الدولة حتى يتمكن<br />

من المساهمة في إيجاد نظم اجتماعية سياسية جديدة متينة<br />

.(2) ومستقرة<br />

من المعروف أن وظائف النظام السياسي تتحدد على أساس<br />

تصنيف ثنائي هما المدخلات و المخرجات،‏ فالمدخلات تتكون<br />

من المطالب الموجهة إلى النظام وما يحظى به من تأييد ، و<br />

المخرجات هي عبارة عن قرارات وسياسات يستخدمها النظام<br />

لتلبية تلك المطالب ‏،و يكون دور الاتصال هو الربط بين<br />

المدخلات و المخرجات .(3)<br />

إن ضبط النظام السياسي يتركز على الاتصالات حيث أن<br />

قدرة الدولة على التحكم في مجريات الأمور تتناسب مع<br />

قدرا على معالجة المعلومات.و قد عبر"‏ واينز<br />

العلاقة بين السيبرنتيك ) بالسياسة و الاتصال<br />

عندما قال إننا إذا أدركنا السياسة كنظام ‏،فإن الاتصال هو<br />

العصب الذي يتحكم في هذا النظام كما أن قدرة النظام<br />

على ممارسة السيطرة و التحكم ترتبط بقدرته على التعامل مع<br />

المعلومات ، و أن الاتصال و التحكم معنيان مترادفان ، ففي<br />

كل وقت نقوم فيه بالاتصال فنحن نقوم كذلك بالتحكم.(‏‎4‎‏)‏<br />

" عن<br />

( cybernetics<br />

.<br />

.<br />

: نإ<br />

:<br />

لا يمكن الحديث عن عملية سياسية دون الإشارة إلى عنصر<br />

الاتصال الذي يمثل محور التفاعل السياسي في الظواهر<br />

السياسية المختلفة ‏،إذ لا يمكن تصور عملية الحكم دون أن<br />

تكون العملية الاتصالية حاضرة فيها ‏.كذلك تعتمد عملية<br />

القرار – الرشيد خصوصا – على الاتصال وتبادل المعلومات<br />

بين صناع القرار و اتمع المعني بالقرار المراد اتخاذه.‏ ولقد عبر<br />

‏"باي"‏ عن ذلك بقوله ثمة علاقة جوهرية بين العملية<br />

الاتصالية و العملية السياسية ‏،فإذا كان عالم السياسة يقوم<br />

على القوة ‏،فإن رغبات من يملكون القوة لابد أن تنتقل إلى<br />

من يتوقعون أم سيستجيبون لها و إذا كان عالم السياسة<br />

يبنى على شرعية السلطة ، فإن الأمر يستلزم وجود الوسائل<br />

التي تقوم بالتعبير الرمزي عن القيم و المعايير الإجرائية لمثل هذه<br />

النظم.‏<br />

وإذا كان عالم السياسة يقوم على المشاركة ‏،فإن ذلك يعني<br />

إيجاد القنوات التي تنقل مصالح المواطنين و مطالبهم إلى صانع<br />

القرار ‏.ولو أن عالم السياسة يقوم على الاختيار بين البدائل<br />

143


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

2<br />

:<br />

‏،فإن ذلك يلزمه أن يحيط المهتمين بالقرارات و السياسات<br />

ببدائل الاختيارات.(‏‎5‎‏)‏<br />

إن الاتصال في النظام السياسي يشبه النظام العصبي في الجسم<br />

البشري كما يقول ‏"كارل دويتش<br />

فحت تعمل الحكومة بكفاءة و فعالية يجب أن توفر قنوات<br />

اتصال على درجة عالية من الكفاءة لنقل وإرسال القرارات<br />

السياسية و تدفق المعلومات من وإلى مركز صنع القرار.(‏‎6‎‏)‏<br />

."Karl W.Deutsch<br />

كما أن الاتصال و تطوره في عصرنا هذا أثرى الممارسة<br />

الدبلوماسية و فتح أمامها آفاقا جديدة ‏،فمكن الدبلوماسيين<br />

من الاتصال بحكومام ، ولم يعد الدبلوماسي الوسيلة الوحيدة<br />

التي تنقل المعلومات و الأخبار ، بل أصبحت وسائل الاتصال<br />

بما هو متوفر لها أقدر و أسرع على متابعة الأنباء و التعرف<br />

عليها ، وذا نجحت وسائل الاتصال في أن تضع في متناول<br />

الحكومات تغطية شاملة للأحداث بحيث تستطيع تزويد ممثليها<br />

في دول العالم بتعليماا ، و بالمقابل لا تستطيع الدولة اليوم<br />

إخفاء ما يجري داخل حدودها كما أن ما تقدمه وسائل<br />

الاتصال المختلفة من معلومات عن الأحداث و اريات و<br />

الأمور الدولية تمثل حصيلة مهمة للقائمين على السياسة<br />

الخارجية ، لأن رجل السياسة و خاصة الذي يعمل في اال<br />

الخارجي يهتم بما يجري حوله ، بل يجب عليه أن يعي ما يجري<br />

حوله.(‏‎7‎‏)‏<br />

.<br />

"<br />

:<br />

و يوضح الدكتور محمد مصالحة " مجموعة من المظاهر المعبرة<br />

عن الارتباط بين الاتصال ووسائله من جهة ورجال السياسة<br />

من جهة أخرى فيما يلي :<br />

أولا-‏ المعرفة يلجأ القائمون على السياسة الخارجية إلى<br />

وسائل الاتصال بأشكالها للحصول على معلومات حول<br />

الأحداث الدولية و ردود فعل الفاعلين في اال الدولي على<br />

تلك الأحداث مع أم يملكون قنوات رسمية للحصول على<br />

بعض المعلومات،‏ فوسائل الاتصال لها قدرة أوسع على جمع<br />

المعلومات و نشرها أكثر من وسائل الاتصال الخاصة<br />

بالحكومات .<br />

ثانيا-‏ التقييم : فوسائل الاتصال المختلفة تمكن السياسيين<br />

من تقييم الأحداث وإستيحاء الأفكار من الآراء التي يطرحها<br />

المحللون العاملون في تلك الوسائل .<br />

الأهمية :<br />

ثالثا-‏ فبناء على ما تركز عليه وسائل الاتصال و ما<br />

تتجاهله يستطيع رجل السياسة تحديد الحدث المهم و الإهتمام<br />

به و إغفال الأحداث غير المهمة ، و من هنا يمارس الرأي العام<br />

ضغطه على القائمين على السياسة ، لأن تركيز وسائل<br />

الاتصال على حدث دون غيره يجعل الرأي العام يهتم بذلك<br />

الحدث .<br />

رابعا-‏ الرأي العام : فوسائل الاتصال تعتبر مقياسا يوضح<br />

اتجاهات الرأي العام السائدة ، حيث يطلع القائمون على<br />

السياسة من خلال المقالات و التعليقات على شرائح وطبقات<br />

الرأي المختلفة.(‏‎8‎‏)‏<br />

– الاتصال الخارجي ‏(الدولي)‏<br />

إن الاتصال اليوم موضوع اهتمام دولي ، فالعالم يزداد ترابطا<br />

بما وفرته وسائل الاتصال الحديثة من إمكانيات وبذلك تجلت<br />

صفة القرية العالمية على العالم الذي نعيش فيه.‏ و يقسم<br />

الاتصال إلى داخلي و خارجي تماما كالسياسة ، دون أن يعني<br />

ذلك التقسيم الانفصال بينهما ‏،ولكن كما أن هناك فرقا بين<br />

السياستين الداخلية و الخارجية يوجد فرق بين الاتصال<br />

الداخلي و الخارجي.‏ إن الإحاطة العامة بمفهوم الاتصال<br />

ضرورية و هامة جدا للدارس للاتصال الدولي ، لذلك فإننا<br />

سنتطرق لماهية الاتصال دون الدخول بعمق في تعار يفه<br />

المتشعبة ونماذجه المختلفة و مدارسه المتعددة .<br />

فالاتصال هو أحد مسالك الحركة السياسية ، و الحركة<br />

السياسية أو بعبارة أدق نشاط الدولة الذي ينطلق من مسالك<br />

ثلاثة العنف و الخديعة و الاتصال ‏.و كلمة الاتصال تعني في<br />

أوسع معانيها ذا الخصوص نقلا لمفاهيم بقصد الإقناع و<br />

الاقتناع ‏،هي عملية من جانبين أساسها خلق الترابط في<br />

الحركة إن لم يكن على الأقل المساندة.(‏‎9‎‏)‏ ويذهب آخرون<br />

في تعريفهم إلى كون مفهوم الاتصال عملية ‏،والمعجم<br />

الإنجليزي يعرف العملية (process) بأا أية ظاهرة توضح<br />

تغييرا مستمرا في الزمن أو آية عملية أو معالجة مستمرة<br />

phenomenon which shows a continuous change in time<br />

treatment. or any continuous operation or إن أي فرد<br />

يقوم بالاتصال إن لم يدرك أهمية مفهوم دينامية الاتصال<br />

يترتب على ذلك نتائج سلبية وخاصة أولئك الذين تناط م<br />

مسؤولية الاتصال الدولي في هذا العالم الديناميكي المتغير<br />

باستمرار.‏<br />

Any<br />

(<br />

)<br />

في حين يعرف الاتصال الخارجي الدولي بأنه جهود<br />

مقصودة تحاول نشر الأفكار و الآراء و المعتقدات بين جماهير<br />

الدول الأخرى لجعلها تعتنق و تتبنى أو تؤمن أو تتعاطف مع<br />

قضايا الدولة القائمة بالاتصال الدولي.(‏‎10‎‏)‏ وتم معظم دول<br />

144


_____________________________________________________________________________________________________________________________<br />

الاتصال وإدارة التراعات<br />

:<br />

.1<br />

.2<br />

العالم في العصر الحديث باستخدام الاتصال الدولي لخدمة<br />

أهداف سياستها الخارجية ، ولا يفرق الخبراء في هذا اال<br />

بين مصطلح الإعلام الدولي،‏ و الاتصال الدولي،‏<br />

It must be<br />

said that in a part of the literature ,the two terms<br />

information and communication are often confused or<br />

indiscriminately. used حيث تأخذ الحكومات في اعتبارها<br />

عند استخدامها لهذا الاتصال،التقييم الواقعي للتأثيرات<br />

)<br />

السياسية التي يمكن أن تحدثها الصحف و الإذاعات المسموعة<br />

و المرئية ‏.وتزداد أهمية الاتصال الدولي كوسيلة من وسائل<br />

السياسة الخارجية بالنسبة للدول الكبرى كالولايات المتحدة<br />

الأمريكية،‏ بريطانيا...حيث تتزايد مصالح هذه الدول على<br />

المستوى الدولي و يتزايد دورها في السياسة الدولية ‏،لذا فإا<br />

تعمل جاهدة على تقوية الوسائل المختلفة لسياستها الخارجية<br />

، وفي مقدمتها وسائل الاتصال ‏،من أجل تحقيق مصالحها<br />

وتوسيع دائرة نفوذها و تعزيز و تقوية دورها السياسي على<br />

الصعيد الدولي.‏<br />

لقد تطور الاتصال الخارجي كثيرا منذ الحرب العالمية الثانية الى<br />

يومنا هذا،‏ سواء من حيث الكم أو الكيف،‏ وكذلك<br />

الأساليب والهياكل التنظيمية ومستوياا.‏ شهدت ساحة<br />

الاتصال الدولي كثيرا من الإبداعات و الإشراقات التي جعلت<br />

العالم يعيش في مجتمع واحد كبير بالمفهوم الجغرافي ‏،أو في قرية<br />

عالمية كما قال ‏"ماكلوهان"‏ ‏،والسبب في ذلك هو<br />

التكنولوجيا التي تغلبت على المسافات و الأزمان،‏ فلم يعد<br />

يحسب لهما حساب.وتماما كما اتسمت فترات سابقة بأهم<br />

الابتكارات و الاكتشافات فيها،‏ فكان عصر البرونز وعصر<br />

البخار و عصر الثورة الصناعية،‏ وعصر الذرة ‏،نسبة إلى<br />

الاكتشافات الأكثر تأثيرا في حياة البشر ‏،فإن العصر الذي<br />

نعيشه اليوم يستحق بامتياز تسميته عصر المعلومات و الثورة<br />

المعلوماتية ‏.وهذه الثورة الديناميكية بدأت بالقفزة المدهشة<br />

لتكنولوجيا الحوسبة ومعالجة المعلومات واندماجها مع التقدم<br />

المذهل لوسائل الاتصال الهاتف،‏ التلفزيون والمحطات<br />

الفضائية)،‏ في منظومة واحدة.‏<br />

ثم التطور غير المسبوق في تراكم المعرفة و الانتقال من المعرفة<br />

العلمية إلى تطبيقاا العملية بسهولة أكبر و زمن أقل من جهة<br />

‏،و السرعة العجيبة في نقل هذه المعرفة و تعميمها على<br />

مستوى العالم نتيجة لذلك الاندماج من جهة أخرى و أخيرا<br />

ظهور الشبكة الدولية للمعلومات و التي يعرفها الجميع باسمها<br />

المشهور الإنترنت ‏،التي استفادت من تطور وسائل الربط بين<br />

ألحوا سب الآلية محليا و إقليميا و دوليا ‏،فأقامت كيانا<br />

.<br />

إلكترونيا ضخما يحوي بلايين المعلومات والبيانات<br />

‏(الاقتصادية ‏،السياسية ‏،الفنية ‏،البيئية)‏ وعددا هائلا من<br />

الخيارات المنفلتة من أي نوع من الرقابة تحت تصرف طلاب<br />

العلم و المعرفة.(‏‎11‎‏)‏<br />

لقد أدركت الدول أهمية الوظيفة الاتصالية الدولية وبدأت<br />

تعمل بشكل منتظم على مراجعة سياساا الإعلامية الخارجية<br />

وإخضاعها للتقييم العلمي والموضوعي.‏ ويأتي ذلك لتحسين<br />

أدوات العمل والمنهج ولمواجهة عالم شديد المنافسة وسريع<br />

التغير،‏ ولا يرحم المتقاعسين.‏ كما أن رهان كسب الرأي العام<br />

الدولي يتطلب استراتيجيات اتصال اقناعية ليست في متناول<br />

الجميع.‏ ويمكن حصر أهم خصائص الاتصال الخارجي<br />

‏(الدولي)‏ فيما يلي :<br />

يتطلب قدرا معتبرا من التخطيط خاصة فيما يتعلق<br />

بالأهداف والرسالة.‏<br />

يتطلب اهتماما وهياكل خاصة تتلاءم مع طبيعة ونوعية<br />

العلاقة الاتصالية بين مصدر المعلومات والجمهور<br />

المستهدف.‏ فالرسالة تصبح مستقلة عن المرسل بمجرد<br />

إرسالها.‏ حيث أن تصحيحها قد يؤدي الى بروز نوع من<br />

التناقض وفقدان الثقة من جانب الجمهور المستهدف،‏<br />

الذي ينتمي إلى تيارات حضارية وفكرية مختلفة.‏ وهو ما<br />

يستوجب بالتالي أن تتوفر في الاتصال الدولي عدة<br />

صفات مثل القدرة على التنبؤ،‏ الحذر،‏ عدم المبالغة،‏ و<br />

بعد النظر.(‏‎12‎‏)‏<br />

ويرى بعض الباحثين أن هناك عدة عوامل تتحكم في نجاح أو<br />

فشل الاتصال الخارجي :<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

ضرورة التخطيط العلمي والمنتظم للاتصال الدولي.‏<br />

ضرورة الربط بإحكام بين الاتصال الدولي والعمل<br />

الديبلوماسي.‏<br />

يتعين على الاتصال الدولي أن ينطلق من لغة المصالح،‏ وأن<br />

يبتعد عن لغة العواطف والانفعالات باعتبار أن الاتصال<br />

الخارجي يستهدف إيجاد علاقة المنفعة وأدوات ارتباط<br />

بالمصالح.‏<br />

ضرورة الربط والتنسيق والتكامل بين الاتصال الخارجي<br />

ومجموعة من الأدوات الأخرى المدعمة له،‏ مثل<br />

السياسة الثقافية ، وعملية التبادل والتعاون الثقافي ‏(منح<br />

التكوين...).‏<br />

السياسة السياحية باعتبارها عاملا للتواصل والانفتاح<br />

الحضاري والثقافي على الآخرين.‏<br />

السياسة الاقتصادية بحيث لا تؤدي فقط الى تحقيق<br />

المصالح المادية،‏ وإنما تقدم أيضا صورة أفضل عن دولة ما<br />

:<br />

:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

145


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

لدى الأمم والدول الأخرى من خلال سياسة التعاون<br />

والمساعدات الاقتصادية.‏<br />

- 3<br />

الاتصال وإدارة التراعات<br />

ليست التراعات مجموعة أحداث منعزلة تجري عملية تغطيتها<br />

إخباريا ، إا تركيب معقد ومتشابك ويضم جوانب و أبعاد<br />

متعددة ، وهي لا تحدث في فراغ بل هي بنت مجتمعها<br />

وعصرها ، و نتاج ظروفها ‏،بمعنى أا تحدث ضمن سياق<br />

معين ‏.وغالبا ما يتم تفسير التراعات من منظور المنظومات<br />

الدولية ، فالمنظومة الدولية ليست مجرد دول ‏،ولكن منظومة<br />

السياسة الدولية هي نمط العلاقات بين الدول ‏.ويعرف<br />

القاموس كلمة منظومة على أا مجموعة من الوحدات<br />

المتداخلة.‏<br />

.<br />

)<br />

أما التراع ( conflict فيعرف بأنه متابعة لأهداف متضاربة<br />

بواسطة جماعات متعددة تستخدم فيها الوسائل السلمية أو<br />

القوة المسلحة ، ويميز بين التراع بمعنى<br />

مصالح يمكن التفاوض حولها وتسويتها بعقد صفقة محددة ،<br />

( يدور محورها<br />

ونزاعات متأصلة<br />

حول تلبية الحاجات الإنسانية<br />

يمكن تسويتها إلا بإزالة الأسباب الرئيسية التي أدت لظهورها.‏<br />

‏،يطابق إلى حد ما<br />

وإدارة التراع<br />

، ويستخدم كمصطلح نوعي<br />

مصطلح<br />

يغطي بصفة شاملة المنظور الإيجابي للتعامل مع التراع من<br />

حيث احتوائه.(‏‎13‎‏)‏<br />

) dispute ( حول<br />

)، human needs و التي لا<br />

deep - seated conflict)<br />

)<br />

(conflictmanagement)<br />

(conflict regulation)<br />

إن من سمات النظام الدولي إنه يتسم بالديناميكية و التغير<br />

المستمر وتعمل الوحدات السياسية جاهدة على تغيير وسائلها<br />

و آلياا لمواكبة التحولات الحاصلة فيه فلم يعد التراع مسألة<br />

مواجهة بين جيشين في مكان بعيد ، بل أصبح التراع يعتمد<br />

على وسائل الاتصال بالدرجة الأولى ويلعب فيه الرأي العام<br />

المحلي و العالمي دورا فاعلا.‏ لقد كتب ‏"ريتشارد نيكسون<br />

في كتابه ست أزمات الذي نشره عام<br />

1960 قائلا أن ‏«القوة العسكرية حيوية ولكنها إن لم تدعم<br />

ببرامج اقتصادية و سياسية ودعائية فإا ليست كافية<br />

أبدا».(‏‎14‎‏)‏<br />

"<br />

.<br />

"<br />

"Richard Nixon<br />

وجرى تجسيد ذلك حيث أصبح الإعلام في الولايات المتحدة<br />

الأمريكية و أوربا يسمى بالبعد الرابع،‏ وذلك إضافة إلى<br />

العناصر التقليدية المعروفة من قبل وهي الاقتصاد ‏،القوة<br />

العسكرية والديبلوماسية.‏ لقد شنت الولايات المتحدة<br />

الأمريكية حربا شعواء على الاحتكارات الإعلامية الأوروبية<br />

بغرض إيجاد سوق عالمية واسعة أمام وسائل الاتصال الأمريكية<br />

، أي بمعنى أخر إعادة تقسيم الخارطة الإعلامية الدولية إلى<br />

مناطق نفوذ جديدة يكون للولايات المتحدة الأمريكية اليد<br />

الطولى فيها ، تماشيا مع الدور القيادي للعالم الذي تريد أن<br />

تضطلع به بمفردها.‏<br />

هذا التوجه بقوله ، يتعين<br />

لقد أكد<br />

على الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن حققت تفوقها<br />

العسكري ، أن تحافظ على هذا التفوق من خلال تحكمها في<br />

شبكات الاتصال الدولي و في الحقيقة يعد<br />

من المنظرين الأوائل الذين أدركوا الدور المتنامي و المؤثر<br />

لوسائل الاتصال الجماهيري في العلاقات الدولية.(‏‎15‎‏)‏ ويجب<br />

أن يكون واضحا أن العامل الحاسم والمقرر في إدارة التراع هو<br />

السياسي بمعنى أن القيادة السياسية هي مركز صنع القرار<br />

المتعلق بالتراع ، ويبقى الاتصال عاملا متغيرا وتابعا للسياسي<br />

Bzrezinski<br />

.<br />

"<br />

"<br />

Zbignew Bzrezinski "<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

"<br />

تعكس إدارة التراع طبيعة النظام السائد ، و نظام الملكية<br />

السائد في قطاع الاتصال ، ونوعية الدور الذي يلعبه الاتصال<br />

في اتمع في ضوء الفلسفة الإعلامية السائدة ، ومستوى<br />

الخبرة الاتصالية ، وحجم ونوعية الإمكانات المادية والبشرية<br />

المتاحة والمتوفرة تشمل عملية التأسيس لإدارة التراع إعلاميا،‏<br />

ليس فقط الحسم المعلوماتي و الفكري ، بل أيضا حسم البعد<br />

اللغوي للتراع إن اللغة ليست محايدة ، إن الكلمات عبارة<br />

عن أوعية للمعاني ، و إن للكلمة دلالات اتصالية مختلفة.‏<br />

ولذلك يصاحب كل نزاع صراع حول نوعية المصطلحات<br />

المستخدمة ، أو حول المضمون الذي يحتويه المصطلح الواحد.‏<br />

لقد تضاعفت الأهمية الذاتية للاتصال ليصبح واحدا من<br />

الأسلحة الإستراتيجية المستخدمة في إدارة التراع وهذا ما<br />

يفسر إلتحام الاتصال بآلة الدولة ، بغض النظر عن طبيعة<br />

النظام السائد لقد أظهرت الخبرة المعاصرة أن وسائل<br />

الاتصال قد نجحت في أن تكون المعيار الذي تقاس به كفاءة<br />

الأداء العام للنظم السياسية القائمة.(‏‎16‎‏)‏<br />

.<br />

.<br />

لقد أعادت التراعات المعاصرة الأهمية للإذاعة و أبرزت الدور<br />

المتميز للتلفزيون والأقمار الصناعية – البث الفضائي<br />

لقد اعتمدت الإدارة الأمريكية التلفزيون أقوى وسائل<br />

الاتصال الدولي وسيلة أولى لتغطية حرب الخليج الثانية لأن<br />

التلفزيون يعتمد على إستراتيجية التمشهد<br />

لتقديم الواقع بمعنى أن التلفزيون يقوم<br />

بمسرحة الواقع عبر الاستعراض.‏ وفي الوقت ذاته يقوم بعملية<br />

معقدة لأسطرة الواقع ومن الصعب فهم عمليتي التشهد و<br />

(17).-<br />

)<br />

– الاستعراض-‏<br />

.<br />

(<br />

( SPECTACLES )<br />

146


_____________________________________________________________________________________________________________________________<br />

الاتصال وإدارة التراعات<br />

(<br />

(<br />

)<br />

.<br />

"<br />

الأسطرة خارج إستراتيجية القوى المهيمنة و هاجسها الدائم<br />

المتمثل في خدمة مصالحها كانت مهمة التغطية التلفزيونية<br />

لحرب الخليج الثانية عدم التعامل مع هذه الحرب كمأساة<br />

إنسانية ملموسة،‏ بل فقط كوقائع مجردة تتصل بعلم الخيال ،<br />

كأي سيناريو،‏ و كأي لعبة من لعب الكمبيوتر.‏ وقد تحقق<br />

ذلك كله من خلال النقل الاستعراضي لوقائع الحرب،‏<br />

والتركيز على جوانبها التكنولوجية.‏ وأكد الباحث الفرنسي<br />

في كتابه " حرب الخليج لم تقع إن<br />

الحرب كانت مناسبة لإنتاج صورة من نوع خاص همشت<br />

الأبعاد الإنسانية للحرب،‏ وغيبتها وحجمتها.‏ الإدارة<br />

الإعلامية للحرب من طرف الولايات المتحدة الأمريكية حقق<br />

لها وضعا احتكاريا للمعلومات المتعلقة بالحرب ، ولتخزين<br />

هذه المعلومات ، ولخدمتها ، ومن ثم لسبل وطرائق توزيعها<br />

وكان الهدف من ذلك كله تحقيق السيطرة الأمريكية المطلقة<br />

على مضمون الخطاب الإعلامي المتعلق بالحرب على الأصعدة<br />

المحلية داخل و.م.أ و القارية ) أوربا خاصة والساحة<br />

الدولية ‏(أسيا وإفريقيا والشرق الأوسط )، ومن ثم التحكم في<br />

الرأي العام و توجيهه بما يخدم مصالحها.(‏‎18‎‏)‏<br />

الخاتمة :<br />

"<br />

لقد تغير واقع التراعات و تطور ، مع تطور وسائل<br />

الاتصال ، وهذا التطور المذهل والسريع لن يتوقف بل سيزداد<br />

سرعة حتى يصل إلى المرحلة التي يتساءل فيها الناس ، كما<br />

هل مزيد من السرعة مرغوب أو<br />

قال<br />

بعبارة أخرى هل إنسانيا ممكن ؟ وهذا النوع من الحوار ليس<br />

فلسفيا ولا جدليا ولا هو ممارسة عقلية لقضايا منطقية<br />

يقترحها المتحاورون للنقاش بل أا حقائق صعبة<br />

" لابد من التعامل معها بالتسليم.‏ لم يعد العامل العسكري<br />

كافيا لإدارة التراعات بل أصبح نجاحه مرهونا بمهارة استعمال<br />

وسائل الاتصال التي تبين أنه لا يمكن الاستغناء عنها.‏<br />

hard facts<br />

"<br />

(19)" Toffler<br />

.<br />

"<br />

" Jean Baudrillerd<br />

المراجع :<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

.7<br />

.8<br />

.9<br />

.10<br />

.11<br />

.12<br />

.13<br />

.14<br />

.15<br />

.16<br />

.17<br />

.18<br />

.19<br />

.20<br />

د.الحسان بوقنطار،‏ العلاقات الدولية،‏ دار توبقال للنشر،‏ الدار البيضاء،‏ 1985<br />

.15 ص.‏<br />

Mac Bride, Sean, Many Voices one world. Unisco, Paris, 1980.P35<br />

David Easton, Analyse du système politique, traduction de Pierre Rocheron, Armand Edition, 1974, P24<br />

كمال المتوفي،‏ نظريات النظم السياسية،‏ وكالة المطبوعات،‏ الكويت،‏ 1985 ص 147.<br />

بسيوني إبراهيم حمادة،‏ دور وسائل الإتصال في صناعة القرار في الوطن العربي،‏ مركز دراسات الوحدة العربية،‏ بيروت،‏ 1993، ص ص 51. 50،<br />

Karl, Deutesch. The Analysis of International Relations. Prentice Hall inc, New Jersey, 1978. P40<br />

Cohen, Bernard, C. The Press and Foreign Policy princeton <strong>University</strong> Press, New Jersey, 1963 P.60<br />

د.محمد مصالحة،‏ دراسات في الإعلام العربي،‏ مركز التوثيق الإعلامي لدول الخليج العربي،‏ بغداد،‏ 1984 ص.‏ 70.<br />

حامد ربيع،‏ الحرب النفسية في المنطقة العربية،‏ المؤسسة العربية للدراسات و النشر،‏ بيروت،‏ 1974، ص 151.<br />

أحمد بدر،‏ الإعلام الدولي:‏ دراسات في الإتصال و الدعاية الدولية،‏ مكتبة غريب،‏ القاهرة،‏ 1987 ص.‏<br />

د.سمير إبرهيم حسن،الثورة المعلوماتية و أفاقها،‏ مجلة جامعة دمشق للأداب و العلوم الإنسانية،‏ الد 18، العدد 2002، 1، ص 207.<br />

د.عبد االله زلطة،‏ الإعلام الدولي في العصر الحديث،‏ دار النشر للجامعات،‏ مصر،‏ 2001، ص 19.<br />

د.محمد عبد الغفار،‏ فض التراعات في الفكر و الممارسة الغربية،‏ دار الطباعة و النشر،‏ الجزائر،‏ 2003 ص 237.<br />

.20<br />

C.J.Bertrand, les Medias et l’information aux Etat –Unis depuis 1945 p. 69.<br />

Fouad Benhella, Le choc de la communication globale, editions publisud, Paris,2005 p.8.<br />

د.أديب خضور،‏ الإعلام و الأزمات،‏ المكتبة الإعلامية،‏ دمشق،‏ 2001 ص.‏‎23‎‏.‏<br />

المرجع السابق ص 95.<br />

المرجع السابق ص 98.<br />

المرجع السابق ص 93.<br />

د.محمد شمو،‏ الاتصال الدولي،‏ مكتبة الإشعاع الفنية،‏ الإسكندارية،‏ الطبعة الأولى،‏ 2002، ص.‏‎295‎‏.‏<br />

147


________________________________________________________________________________________<br />

براءة الاختراع مؤشر لتنافسية الاقتصاديات<br />

:<br />

الجزائر والدول العربية<br />

د/‏ إبراهيم بختي – جامعة ورقلة<br />

محمد الطيب دويس - جامعة ورقلة<br />

<br />

<br />

:<br />

المقدمة عرف الإنسان منذ القدم ضرورة حماية المبدعين<br />

وتشجيعهم،‏ لذا ضمن لهم اتمع حماية حقوقهم المادية<br />

والمعنوية المترتبة عن اختراعام،‏ وقد أنشئت براءة الاختراع<br />

كأداة لهذا الغرض،‏ وأصبحت وسيلة لحماية الملكية الصناعية،‏<br />

التي هي فرع من الملكية الفكرية؛ يعود أول ظهور لفكرة<br />

حماية الاختراعات إلى فترة ما قبل الميلاد في المستعمرة اليونانية<br />

في إيطالياSybaris ، 1 حيث كانت تمنح براءات الاختراع في<br />

مجال فن الطبخ بحيث يمنح لكل مخترع وجبة غذائية جديدة<br />

حق أعدادها لوحده ولمدة سنة كاملة،‏ وقد اختفت براءات<br />

اختراع هاته و قانوا مع تدمير المدينة سنة 510 قبل الميلاد،‏<br />

ولم يظهر الشكل الكامل لبراءة الاختراع إلا في عهد<br />

الجمهورية البحرية بفنيس بإيطاليا سنة ، وفي تاريخ<br />

أفريل 1790 أمضى جورج واشنطن قانون براءات الاختراع<br />

والذي يعتبر أحدث قانون في هذا اال.‏<br />

10<br />

2<br />

1474<br />

لكن ما هي وضعية براءات الاختراع في الوطن العربي،‏<br />

لكوا تمثل مؤشر مهم لقياس أعمال البحث والتطوير<br />

والإبداع التكنولوجي على مستوى المؤسسات الصناعية وكذا<br />

الهياكل العلمية(جامعات،‏ مراكز بحث،‏ مخابر،...)،‏ ويمكن<br />

استعمال براءة الاختراع كذلك كمؤشر للمقارنة بين<br />

المؤسسات الصناعية والدول في آن واحد،‏ وخلال هذه<br />

الدراسة اخترنا الجزائر ضمن عينة من الدول العربية كنموذج<br />

للدول العربية نظرا لتوفرنا على إحصائيات دقيقة ورسمية في<br />

هذا اال.‏<br />

-1<br />

تعريف براءة الاختراع<br />

تعرف براءة الاختراع على أا الشهادة التي تمنحها الدولة<br />

بواسطة هيئة عمومية مختصة،‏ للمخترع كي يثبت له حق<br />

احتكار استغلال اختراعه ماليا ً ولمدة زمنية محدودة وفي ظروف<br />

معينة،‏ وبذلك فهي تمثل المقابل الذي تقدمه الدولة واتمع<br />

ككل للمخترع تقديرا لجهوده ويصبح له حق خاص ومطلق<br />

قانونا على الاختراع؛ وتتم حماية الاختراع من طرف الدولة<br />

عن طريق فرض عقوبات رادعة على من يقوم بنقل الاختراع،‏<br />

أو استخدامه بدون موافقة صاحبه ؛ لكن هذا لا يمنع الدولة<br />

إذا ما اقتضت المصلحة الوطنية أن تستولي على الاختراع بغية<br />

استغلاله،‏ وتستطيع أيضا أن لا تمنح له أصلا براءة الاختراع<br />

خاصة إذا كان الاختراع يدخل ضمن قطاع حساس<br />

واستراتيجي ‏(الدفاع)،‏ بشرط أن تحافظ للمخترع على حقه<br />

المالي نظير جهود البحث والتطوير التي قام ا.‏<br />

حددت المنظمة العالمية للملكية الفكرية الشروط<br />

الواجب توفرها في الاختراع كي يستفيد من الحماية،‏ فلابد<br />

أن تكون له فائدة عملية وأن يبين عنصر الجدة فيه،‏ أي بعض<br />

الخصائص الجديدة غير المعروفة في مجموعة المعارف المتوافرة في<br />

مجاله التقني،‏ ويطلق عيها أسم ‏"حالة التقنية الصناعية السابقة"،‏<br />

ويجب أن يبين الاختراع نشاطا ابتكاري لا يمكن لأي شخص<br />

له معرفة متوسطة في اال التقني استنتاجه،‏ وأخيرا يجب أن<br />

يكون ‏"أهلا ً للبراءة"‏ بموجب القانون.‏<br />

OMPI<br />

2- براءة الاختراع مصدر ومورد للمعلومات<br />

‎1-2‎‏-الأهمية الاقتصادية والتكنولوجية لبراءة الاختراع :<br />

تظهر أهمية براءة الاختراع في اال التكنولوجي نظرا لتطويقها<br />

عن قرب لنتائج البحث والتطوير ولنشاطات أخرى كالإبداع<br />

التكنولوجي والاختراع،‏ وبدقة لا تستطيع مؤشرات أخرى<br />

توفيرها،‏ بالإضافة إلى أن براءة الاختراع تغطي بشكل كلي<br />

كافة االات التكنولوجية ‏(باستثناء برامج الكمبيوتر والتي<br />

تحمى بحقوق المؤلف)،‏ هذه التغطية تعتبر مكسب خاص في<br />

حالة القيام بتحليل النشر التكنولوجي أو تحديد تخصصات<br />

دولة ما أو مؤسسة،‏ كون معظم الدول تتوفر على نظام<br />

براءات الاختراع،‏ وتعتبر التغطية الجغرافية الكبيرة ‏(عالميا)‏ من<br />

طرف براءات الاختراع،‏ من بين المبررات التي تبين مدى<br />

أهميتها من جانب الدراسة الاقتصادية والتكنولوجية.‏<br />

:<br />

<br />

تمثل براءات الاختراع في نفس الوقت مدخلات ومخرجات<br />

نشاطات الإبداع التكنولوجي،‏ وعدد البراءات المودعة كل<br />

سنة عبارة عن ثمرة الاستثمارات في البحث والتطوير،‏ وهي<br />

بذلك تتميز بعدة إيجابيات وأهمها<br />

كوا مصدر للمعلومات الزمنية و الجغرافية،‏ القطاعية<br />

والتكنولوجية حول نشاط الاختراع والإبداع<br />

التكنولوجي.‏<br />

149


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

<br />

<br />

بما أن براءة الاختراع هي ثمرة للإجراء الطويل لعملية<br />

الاختراع،‏ والذي يهدف إلى مردودية تجارية،‏ إذا فهي<br />

مؤشر جيد للبعد التنافسي للتغير التكنولوجي.‏<br />

بما أن إحصائيات براءات الاختراع متوفرة لفترات زمنية<br />

طويلة،‏ ومرتبة في أقسام تكنولوجية مما يسمح بالحصول<br />

على معلومات ليس فقط حول معدل تطور نشاط<br />

الاختراع،‏ وإنما أيضا حول التوجه القطاعي.‏<br />

تسمح براءة الاختراع باسترجاع على الأقل جزء من<br />

المداخيل الناتجة عن الإبداع التكنولوجي.‏<br />

تسمح كذلك بكشف خصائص الإبداع التكنولوجي،‏<br />

وهو الشرط الأساسي لتحويلها إلى سلعة لكن بضمان<br />

حماية،‏ إذا براءة الاختراع تسمح بنشر الإبداع<br />

التكنولوجي.‏<br />

في نفس الوقت تنشأ حقوق منقولة،‏ وهي تمثل وسيلة<br />

لكشف القيمة المستقبلية للجهد التكنولوجي لمؤسسة ما.‏<br />

تكاليف هذا النظام يتحملها المستهلك،‏ وليس المؤمن<br />

‏(صاحب الاختراع).‏<br />

مطبوعات براءات الاختراع غنية بمحتواها المعلوماتي<br />

‏(المودع،‏ الاختراع،‏ الفئة التكنولوجية،...)،‏ والذي<br />

يسمح بمعرفة الاختراع وفي نفس الوقت مضمون نصه.‏<br />

معطيات براءات الاختراع يمكن الوصول إليها بسهولة،‏<br />

لدى الدواوين الوطنية أو الجهوية ‏(الآن إلكترونيا)‏<br />

والتكلفة منخفضة.‏<br />

3-2- تحليل النشاط في ميدان براءات الاختراع حسب<br />

الدول<br />

يتوقف النشاط الوطني في موضوع براءات الاختراع على<br />

عوامل مؤسساتية،‏ على طبيعة النظام القضائي وعدة عوامل<br />

وطنية،‏ خاصة بحجم السكان،‏ الاقتصاد،‏ أهمية نفقات البحث<br />

والتطوير للمجتمع،‏ الهياكل التكنولوجية ؛ المعطيات حول<br />

تعداد براءات الاختراع يمكن أن يربط ذه المتغيرات المتعلقة<br />

بالديمغرافيا،‏ بالاقتصاد وبالبحث،‏ مما يسمح بالحصول على<br />

مؤشرات براءات الاختراع مستقلة عن حجم الدولة،‏ والتي<br />

تعطي معلومة حول إنتاجية براءات الاختراع في دول مختلفة.‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

1998<br />

3<br />

Nelson<br />

لخص و سنة النقاش حول<br />

موضوع براءة الاختراع في أربعة مبررات أو نظريات،‏ الأولى<br />

متعلقة بدور تنشيط الاختراعات الذي تلعبه براءات الاختراع<br />

بإمدادها باحتكار مؤقت،‏ يسمح بإعطاء مردودية<br />

للاستثمارات التي بوشر فيها بغية إنشاء تكنولوجيا جديدة،‏<br />

المبرر الثاني متعلق بالإمكانية التي توفرها براءة الاختراع<br />

للمخترعين لتطوير وتسويق اختراعام،‏ المبرر الثالث متعلق<br />

بنشر الاختراعات،‏ أما المبرر الرابع فيسمح بتنظيم التطور<br />

المستقبلي حول موضوع معين،‏ وهكذا نقتصد الجهود التي<br />

يمكن تبذيرها في بحوث دون نتيجة.‏<br />

Mazzoleni<br />

2-2- مميزات وحدود تعداد براءات الاختراع<br />

تشكل براءات الاختراع مصدر المعطيات الأوسع استعمالا<br />

لتوضيح نشاطات الاختراع،‏ بحيث توفر حوالي من<br />

المعلومات التكنولوجية ، وهذا اعتبارا لعدة أسباب<br />

%80<br />

:<br />

5<br />

4<br />

<br />

<br />

براءة الاختراع لها رابط قوي ‏(إذا لم يكن مطلق)‏ مع<br />

الاختراع،‏ وهناك القليل من الاختراعات لم يتم طلب<br />

البراءة لها خلال القرنين الماضيين.‏<br />

براءات الاختراع تغطي نطاق واسع من التقنيات،‏ والتي<br />

ليس لبعضها أي مصدر آخر للمعطيات ‏(بيوتكنولوجية،‏<br />

نانو تكنولوجية).‏<br />

والمؤشرات الأكثر استعمالا دوما لتعداد براءات الاختراع هي<br />

العدد الكلي للطلبات الخارجية لبراءات الاختراع،‏ طلبات لدى<br />

الديوان الأوربي والديوان الأمريكي لبراءات الاختراع،‏ ويمكن<br />

ربطهم بالمتغيرات التالية :<br />

براءة اختراع بالنسبة لعدد السكان.‏<br />

براءة اختراع بالنسبة للدخل الوطني الخام.‏<br />

براءة اختراع ‏(ذات دليل خارجي)‏ بالنسبة لقيمة<br />

الصادرات.‏<br />

براءة الاختراع بالنسبة لنفقات البحث والتطوير ‏(إجمالي<br />

أو بالنسب المئوية).‏<br />

براءة الاختراع بالنسبة لعدد الباحثين ‏(العدد الوطني أو في<br />

صناعة فقط).‏<br />

ربط براءة الاختراع لدولة ما يطرح عدة مشاكل،‏ فجنسية<br />

براءة الاختراع يمكن أن تكون جنسية المخترع أو البلد الذي<br />

طرح فيه الطلب لأول مرة،‏ ويمكن كذلك اعتماد أصل<br />

المودع ‏(وطني أو أجنبي)‏ ويستعمل هذه القاعدة الديوان<br />

الأمريكي لبراءة الاختراع،‏ وكذلك يمكن اعتماد الهيئات<br />

العمومية،‏ المؤسسات الخاصة أو الأفراد،‏ ويطبقها المعهد<br />

الجزائري للملكية الصناعية وكذا المنظمة الدولية<br />

للملكية الفكرية<br />

(INAPI)<br />

.(OMPI)<br />

150


________________________________________________________________________________________<br />

براءة الاختراع مؤشر لتنافسية الاقتصاديات<br />

:<br />

الجزائر والدول العربية<br />

3- مقارنة وضعية براءات الاختراع في الجزائر مع<br />

مجموعة دول عربية<br />

تفحص المعطيات الإحصائية المتعلقة بطلبات براءة الاختراع<br />

المودعة لدى المعهد الجزائري للتوحيد الصناعي والملكية<br />

الصناعية‎6‎ خلال فترة تمتد على 29 سنة من<br />

غاية 2003، تبين أن معدل الإيداع السنوي يساوي<br />

طلب كل سنة،‏ الغالبية العظمى منها تقدم ا أجانب بمتوسط<br />

267 طلب في السنة،‏ أما الجزائريون فلا يتقدمون إلا بمتوسط<br />

15 طلب في السنة،‏ مع ضرورة الإشارة إلى أنه في العديد من<br />

السنوات لم يتم إيداع أي طلب من طرف الجزائريين<br />

‏(سنوات 81-77 و‎83‎‏).‏<br />

1975 وإلى<br />

282<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

نلاحظ التراجع المستمر في عدد الطلبات المقدمة من طرف<br />

الأجانب والزيادة الطفيفة التي سجلها الجزائريين في السنوات<br />

الأخيرة،‏ كما يمكن كذلك إبداء الملاحظات التالية :<br />

أكبر عدد من الطلبات سجل سنة 1975 بتعداد قدره<br />

579 طلب،‏ معظمه من طرف أجانب.‏<br />

عرفت فترة بداية التسعينات أقل عدد من الإيداعات<br />

وهذا يفسر بتراجع النشاط الاقتصادي ‏(معدل نمو الناتج<br />

القومي الخام هو %1.4)، وعزوف المتعاملين<br />

الاقتصاديين الأجانب على ايء إلى الجزائر بسبب<br />

الظروف الأمنية.‏<br />

إيداع طلبات براءة الاختراع من طرف الجزائريين<br />

المقيمين لم يسجل انتعاش إلا مع اية سنوات<br />

التسعينات.‏<br />

يمثل إيداع طلبات براءة الاختراع من طرف الأجانب<br />

بالتقريب من مجمل الإيداعات وهي نسبة تبين<br />

ضعف إيداع المقيمين إن لم نقل انعدامه في بعض<br />

السنوات.‏<br />

إجمالي الطلبات المودعة في الجزائر خلال 29 سنة الماضية<br />

بلغ 8186 طلب براءة اختراع،‏ منها 440 فقط تعود<br />

لمتعاملين جزائريين،‏ وهو عدد ضعيف جدا.‏<br />

تحوز الفترة 85-75 على ما مجموعه 4248 طلب أي<br />

بنسبة مئوية % 52 تقريبا ، رغم أا لا تمثل سوى ثلث<br />

الفترة موضع الدراسة،‏ وتفسير هذه الوضعية أن هذه<br />

الفترة تعتبر الفترة التي عرف الاقتصاد الجزائري انتعاش<br />

كبير حيث كان معدل نمو يساوي<br />

‏(الجدول رقم 01)<br />

رغم تميز الجزائر بتوفرها على مصادر الطاقة التي تدر عليها<br />

مبالغ مالية كبيرة بالعملة الصعبة،‏ وبنية تحتية ملائمة خاصة في<br />

اال الصناعي،‏ إلا أنه عند مقارنة وضعية براءات الاختراع<br />

فيها مع مجموعة من الدول(مصر،‏ تونس،‏ المغرب،..إلخ)،‏<br />

فالتعداد الإجمالي لبراءات الاختراع في مصر بلغ<br />

طلب للفترة الممتدة من<br />

تتوفر إحصائيتها)،‏ وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف ما سجل<br />

بالجزائر،‏ أما إذا نظرنا إلى الطلبات التي يقوم المصريون<br />

بإيداعها فنجد أن عددها وصل إلى طلب أي ما<br />

يعادل 15 مرة ما يودعه الجزائريون.‏<br />

25691<br />

1975 إلى 2002 ‏(سنة 2003 لا<br />

6655<br />

أجراء المقارنة مع تونس تبين كذلك أن التونسيين يودعون<br />

تقريبا ضعف ما يودعه الجزائريون أي 816 طلب براءة،‏ في<br />

حين أن الإيداع الإجمالي والبالغ 5080 طلب هو أقل من ما<br />

تم إيداعه في الجزائر والبالغ 8186 طلب.‏<br />

‏(انظر الشكل التوضيحي<br />

رقم ( 1<br />

إجراء المقارنة مع إحصائيات المغرب يقودنا إلى نفس النتيجة<br />

المستخلصة مع مصر وتونس،‏ فالتعداد الإجمالي بلغ<br />

طلب للفترة الممتدة من إلى 2003، وهو يفوق<br />

التعداد المسجل في الجزائر،‏ أما المغاربة فقد قاموا بإيداع<br />

1821 طلب أي أكثر من طلبات الجزائريين أربعة مرات.‏<br />

1<strong>04</strong>05<br />

1975<br />

إجراء المقارنة مع دول عربية لا تملك إمكانيات اقتصادية<br />

كبيرة يفضي إلى نتيجة واحدة تتمثل في تأخر الجزائر في مجال<br />

براءة الاختراع،‏ وضعف إقبال المتعاملين الأجانب على حماية<br />

اختراعام في الجزائر،‏ أما إذا قمنا بإجراء مقارنة مع دول<br />

أوروبية أو أسيوية فإننا نصطدم بفوارق كبيرة جدا،‏ فإسرائيل<br />

سجلت خلال نفس الفترة موضع الدراسة ما يقارب 93108<br />

طلب،‏ تقدم ا متعاملون إسرائيليون فقط،‏ وهذا<br />

العدد يمثل أكثر من ضعف ما قام العرب بإيداعه مجتمعين.‏<br />

24236<br />

ولتقييم الأهمية التكنولوجية،‏ الصناعية والتجارية للإبداعات<br />

التكنولوجية التي قام الجزائريون بإيداع طلبات براءة الاختراع<br />

لها لدى المعهد الجزائري للملكية الصناعية بغية<br />

حمايتها،‏ فإن أحسن معيار لذلك هو دراسة تعداد هذه<br />

البراءات المودعة لدى هيئات دولية أو دواوين دول أخرى<br />

كالديوان الأمريكي لبراءات الاختراع أو الديوان الأوربي<br />

لبراءات الاختراع،‏ وقد وقع اختيارنا على المنظمة الدولية<br />

للملكية الفكرية من خلال نظام الإيداع الموحد<br />

والذي انضمت إليه الجزائر بتاريخ<br />

(INAPI)<br />

(WIPO)<br />

(PCT)<br />

.%4.7<br />

PIB<br />

%95<br />

-<br />

-<br />

151


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

(2000-1997)<br />

:<br />

2000/03/08، حيث تشير إحصائيات هذه المنظمة<br />

الدولية بأن الجزائر قامت بإيداع طلب خلال أربع<br />

بمعدل طلب في السنة<br />

سنوات<br />

وهو ما يمثل %9.62 من أجمالي الطلبات المودعة<br />

في الجزائر خلال نفس الفترة،‏ فيما أودعت إسرائيل<br />

طلب في نفس الفترة و 1131 طلب لسنغافورة.‏<br />

تمثل طلبات براءة الاختراع الخمسة عشر المودعة لدى المنظمة<br />

الدولية للملكية الفكرية الإبداعات التكنولوجية التي<br />

قام بإنجازها جزائريون داخل الوطن وأرادوا حماية حقوقهم<br />

المعنوية والمادية المترتبة عن هذه الابتكارات عبر دول العالم<br />

المنضوية تحت نظام الإيداع الموحد،‏ وهذا ما يدل على<br />

جديتهم وكذا على الأهمية التكنولوجية،‏ الصناعية والتجارية<br />

لهذه الإبداعات.‏<br />

15<br />

3.75<br />

(156)<br />

4532<br />

(WIPO)<br />

(2003-2000)<br />

أما تحليل براءات الاختراع المودعة من طرف أجانب لدى<br />

المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية يمكن أن<br />

يرتكز على عدة معايير،‏ وأهم هاته المعايير هي جنسية المودع<br />

حيث تبين مدى جاذبية الاقتصاد الجزائري وتوضح العلاقات<br />

التجارية الموجودة بين مختلف الدول،‏ وتم اختيار الفترة الممتدة<br />

من 1997 إلى غاية 2000، حيث يمثل مجمل ما قام بإيداعه<br />

الأجانب من طلبات براءات الاختراع في الفترة المختارة<br />

لدى المعهد الوطني الجزائري للملكية<br />

الصناعية 845 طلب،‏ تستحوذ الولايات المتحدة الأمريكية<br />

لوحدها على 409 طلب أي من مجمل الطلبات<br />

وهي نسبة معتبرة،‏ تليها في المرتبة الثانية فرنسا<br />

طلب لبريطانيا وتمثل<br />

ونسبة مئوية<br />

من كل الطلبات ؛ في حين أن اليابان والذي يعتبر<br />

ثاني مودع لطلبات براءات الاختراع في العالم،‏ لم يودع سوى<br />

نسبة ضعيفة طلبات على مدار أربع سنوات،‏ والتوزيع<br />

مبين في<br />

الكامل للأربع سنوات مجتمعة<br />

الشكل الموالي حيث جمعت مختلف دول العالم التي لها نسب<br />

إيداع ضعيفة في مجموعة واحدة تسمى باقي دول العالم ‏(من<br />

بينها الصين،‏ الهند،‏ كندا،‏ استراليا،‏ ‏...الخ)،‏ ونفس الملاحظة<br />

بالنسبة لباقي الدول الأوروبية ذات نسب الإيداع الضعيفة<br />

والغير مذكور بمفردها تم تجميعها في مجموعة واحدة سميت<br />

باقي دول أوروبا.‏<br />

‏(أنظر الشكل التوضيحي رقم 2)<br />

الخلاصة تبين الإحصائيات الواردة ضمن هذه الدراسة تدني<br />

تعداد براءات الاختراع المطلوبة والممنوحة في كل الوطن<br />

العربي،‏ وهذا مقارنة بدول(البرتغال،‏ ماليزيا،‏ إيرلندا،‏<br />

سنغافورة،...)‏ كانت وضعيتها الاقتصادية والتعليمية إلى وقتا<br />

قريب تشابه أو تتطابق مع وضعية الدول العربية،‏ لكن السؤال<br />

الذي يطرح نفسه بقوة هو ما سبب هذا التدني الكبير في<br />

الإقبال على حماية الملكية الصناعية في الدول العربية،‏ والإجابة<br />

عليه تتطلب منا التعرض بالدراسة وبالتفصيل لمختلف الجوانب<br />

المرتبطة ذا اال،‏ فأولا يجب دراسة العوامل التي أدت لقلة<br />

إقبال العرب على حماية اختراعام والتي يفترض أا تنحصر<br />

في قلة الإبداعات التكنولوجية في حد ذاا،‏ وهذا ما<br />

يستوجب تحديد العوامل المؤدية إلى هذه الوضعية،‏ وكذا يجب<br />

البحث عن أسباب عزوف الأجانب عن حماية اختراعام في<br />

الدول العربية،‏ وهل ذلك بسبب ضعف جاذبية الاقتصاديات<br />

العربية،‏ أو بسبب وجود خلل في منظومة حماية الملكية<br />

الصناعية فيها.‏<br />

108 طلب<br />

(INAPI)<br />

%48.52<br />

،%12.78 ثم 84<br />

(2000-1997)<br />

7<br />

%9.94<br />

152


براءة الاختراع مؤشر لتنافسية الاقتصاديات :<br />

الجزائر والدول العربية<br />

________________________________________________________________________________________<br />

الجداول والأشكال البيانية :<br />

إحصائيات طلبات براءة الاختراع المسجلة في الجزائر وبعض الدول الأخرى<br />

السنوات الجزائر المغرب مصر تونس<br />

جدول رقم : 01<br />

أجمالي أجنبي وطني أجمالي أجنبي وطني أجمالي أجن بي وطني أجمالي أجنبي وطني<br />

37 207 244 61 714 775 19 316 335 1 578 579 1975<br />

* * * 48 757 805 19 366 385 1 438 439 1976<br />

17 232 249 58 670 728 18 365 383 0 422 422 1977<br />

5 210 215 77 675 752 23 354 377 0 455 455 1978<br />

26 235 261 61 723 784 29 362 391 0 419 419 1979<br />

27 214 241 76 731 807 29 315 344 0 349 349 1980<br />

28 183 211 59 738 797 36 299 335 0 340 340 1981<br />

* * * 53 713 766 47 284 331 7 320 327 1982<br />

19 197 216 88 727 815 16 300 316 0 295 295 1983<br />

11 202 213 128 7<strong>04</strong> 832 28 294 322 4 341 345 1984<br />

14 202 216 168 671 839 35 255 290 2 276 278 1985<br />

29 138 167 142 667 809 29 225 254 6 252 258 1986<br />

25 121 146 170 596 766 72 234 306 7 227 234 1987<br />

21 116 137 190 474 664 83 238 321 5 201 206 1988<br />

24 120 144 186 462 648 60 2<strong>04</strong> 264 4 200 2<strong>04</strong> 1989<br />

27 133 160 278 511 789 61 268 329 6 229 235 1990<br />

27 103 130 308 479 787 55 301 356 6 170 176 1991<br />

22 98 120 301 517 818 57 321 378 10 164 174 1992<br />

44 99 143 328 503 831 42 256 298 8 138 146 1993<br />

41 103 144 308 528 836 107 253 360 27 118 145 1994<br />

31 115 146 408 693 1 101 89 292 381 28 134 162 1995<br />

46 128 174 5<strong>04</strong> 706 1 210 90 237 327 50 150 200 1996<br />

41 174 215 * * * 117 350 467 34 207 241 1997<br />

38 200 238 494 1 139 1 633 97 401 498 42 267 309 1998<br />

67 190 257 536 1 146 1 682 93 371 464 36 248 284 1999<br />

47 210 257 534 1 081 1 615 1<strong>04</strong> 145 249 32 127 159 2000<br />

22 156 178 464 923 1 387 116 217 333 51 94 145 2001<br />

45 58 103 627 788 1 415 130 398 528 43 291 334 2002<br />

35 120 155 * * * 120 363 483 30 296 326 2003<br />

816 4264 5080 6 655 19 036 25 691 1 821 8 584 10 405 440 الإجمالي 7 746 8 186<br />

30 158 188 246 705 952 63 296 359 15 267 282<br />

المتوسط 16,06 83,94 100 25,9 74,10 100 17,5 82,5 100 5,38 94,62 100 %<br />

*<br />

WIPO<br />

المصدر :<br />

المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية و موقع<br />

إحصائيات غير متوفرة.‏<br />

153


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

:<br />

الشكل رقم 2<br />

مقارنة إحصائيات الجزائر مع بعض الدول العربية<br />

70000<br />

60000<br />

عدد طلبات براءة الاختراع<br />

50000<br />

40000<br />

30000<br />

20000<br />

10000<br />

0<br />

أسرائيل مصر المغرب تونس الجزائر سوريا العراق السعودية ليبيا البحرين الأردن<br />

وطني<br />

14 1 87 379 2215 315 440 816 1821 6655 24236 أجنبي<br />

284 350 333 7162 1809 426 7746 5080 8584 19036 68872 المصدر:‏ أنطلاقا من معطيات الجدول السابق.‏<br />

:<br />

الشكل التوضيحي رقم 3<br />

توزيع حسب الدول لطلبات براءات الاختراع المودعة في الجزائر من طرف الأجانب<br />

الإحالات والمراجع<br />

المصدر:‏ أنطلاقا من معطيات الجدول السابق.‏<br />

:<br />

1 Lapointe Serge, "L’histoire des brevets", 2001, P4.<br />

2 Marx Bernard, "La propriété industrielle sources et ressources d’information", Paris: ADBS Nathan université, 2000, P14.<br />

3 Ghali sofiane,"Analyse de la compétitivité des entreprises tunisiennes : une approche par les brevets",P3.<br />

4 Djeflat Abdelkader, "La fonction veille technologique dans la dynamique de transfert de technologie : rôle, importance et<br />

perspectives", Alger : CERIST, juin 20<strong>04</strong>, P19.<br />

5 Dernis Héléne et autres,"Compter les brevets pour comparer les performances technologiques entre pays", OCDE, 2001, P148.<br />

6 تم تأسيس أول معهد جزائري مختص فقط في الملكية الصناعية والتوحيد الصناعي سنة 1973 بموجب الأمر رقم 73/62 المؤرخ في 21 نوفمبر 1973<br />

الصادر بالجريدة الرسمية رقم 1973، وقد انتقلت إليه صلاحيات واختصاصات المكتب الوطني للملكية الصناعية ماعدا ما تعلق بالسجل المركزي<br />

للتجارة،‏ وقسم فيما بعد المعهد إلى معهدين الأول تخصص فقط في الملكية الصناعية،‏ وحمل تسمية المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية(‏ (INAPI وهذا<br />

بموجب المرسوم التنفيذي رقم 98/68 المؤرخ في 21 فبراير 1998 الصادر بالجريدة الرسمية رقم 11 سنة 1998.<br />

5 سنة<br />

154


_______________________________________________________________________________________________<br />

المشروعات الخليجية المشتركة كأداة لجذب الأموال المهجرة<br />

<br />

عباس بلفاطمي - جامعة سطيف<br />

.I<br />

:<br />

ملخص تعرف دول مجلس التعاون الخليجي*‏ ظاهرة هروب<br />

الثروة المالية الوطنية باتجاه الدول الغربية،‏ وهذا في وقت تحتاج<br />

فيه اقتصادياته لتلك الأموال لتحريك عجلة النمو الاقتصادي<br />

وتحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي،‏ لذا ستحاول هذه الورقة<br />

البحث عن السبل الكفيلة بالعادة تدوير توطين تلك<br />

الموارد الضخمة من خلال اقتراح صيغة المشروعات الخليجية<br />

المشتركة.‏ .Gulf Joint Ventures<br />

(<br />

)<br />

:<br />

الكلمات المفتاح:‏ مجلس التعاون الخليجي،‏ الأموال لمهجرة،‏<br />

المشروعات الخليجية المشتركة.‏<br />

مقدمة لقد شهد العالم في بداية الألفية الثالثة تطورات<br />

خطيرة لعل أبرزها أحداث 2001 التي أفرزت<br />

تداعيات سلبية على كثير من اقتصاديات الدول النامية<br />

وبالخصوص الدول العربية،‏ إذ أصبحت هنالك مخاطر حقيقية<br />

دد الأموال والاستثمارات العربية المتوطنة بالدول المتقدمة<br />

على وجه الخصوص.‏ فهي عرضة لعمليات تجميد الحسابات<br />

الحجز.‏<br />

وفي ظل حاجة الاقتصاد الخليجي لتلك الأموال في بناء قاعدة<br />

إنتاجية قوية ومتنوعة،‏ أصبح البحث عن صيغ الاستثمارية<br />

الملائمة لاستقطاب الموارد الخليجية المهجرة أمرا في غاية<br />

الأهمية.‏<br />

وتعتبر المشروعات الخليجية المشتركة من الصيغ العملية الأكثر<br />

تلاءما وتوافقا مع الوضعية التي تفرضها المتغيرات الاقتصادية<br />

الداخلية والخارجية،‏ وهي مشروعات جديرة بالدراسة<br />

والتحليل.‏<br />

11 سبتمبر<br />

أهداف الدراسة:‏<br />

- التعرف على منشأ وتطور المشروعات الخليجية المشتركة.‏<br />

- التعرف على موانع وآفاق المشروعات الخليجية المشتركة.‏<br />

خطة الدراسة ومنهجيتها:‏<br />

تبدأ الدراسة بعد المقدمة بعرض خارطة الاستثمارات في دول<br />

مجلس التعاون،‏ وفي سبيل إعادة توطين الأموال الخليجية<br />

المهجرة يقترح الباحث صيغة المشروعات الخليجية المشتركة<br />

متناولا مفهومها،‏ واقعها،‏ تقويمها ومن ثم تحديد المعوقات التي<br />

واجهتها وكيف يمكن تذليلها،‏ ليصل الباحث في الأخير إلى<br />

تحديد االات التي يجب على المشروعات الخليجية المشتركة<br />

أن تستقطبها.‏ وتسير الدراسة وفق منهج وصفي تحليلي وهو<br />

منهج يعتمد على تجميع البيانات والمعلومات اللازمة عن<br />

الموضوع المراد دراسته وتنظيمها وتحليلها للوصول إلى نتائج<br />

يمكن تعميمها.‏<br />

خارطة الاستثمارات في دول مجلس التعاون الخليجي.‏<br />

لقد شهدت حركة الاستثمار الإجمالية في أقطار الس ارتفاعا<br />

ملحوظا،‏ فقد انتقلت من مليار دولار عام<br />

إلى مليار دولار 1998، وقد نالت<br />

العربية السعودية كمتوسط للسنوات الأربع<br />

و حصة الأسد من اجملي<br />

الاستثمارات بنسبة نظرا لمرونة وانفتاح سياستها<br />

تجاه الاستثمارات وكبر أسواقها،‏ بينما سجلت البحرين أدنى<br />

نسبة وهي %2.52 انظر الجدول رقم 01).<br />

،1985<br />

34.523<br />

1998<br />

53.09<br />

.<br />

54.089<br />

)<br />

(1)<br />

1995<br />

1985<br />

،1990<br />

ونشير أن التغيرات التي شهدا أسعار النفط في أواخر<br />

السبعينات أثرت على العوائد النفطية لدول الس،‏ مما انعكس<br />

ذلك على حركة الاستثمار في المنطقة.‏ ومما زاد من سوء<br />

التسيير وإدارة واستخدام العوائد المتاحة هو وجود بيئة طاردة<br />

للاستثمار،‏ الأمر الذي أدى بتلك العوائد بالتوجه نحو الخارج،‏<br />

وتشير البيانات أن الاستثمارات الخارجة من المنطقة قد بلغت<br />

نحو أربعة أضعاف الداخلة إليها عام 1990، ونحو سبعة<br />

أضعاف عام 1995<br />

إن هذه المفارقة بين الاستثمارات الداخلة والخارجة،‏ لا تمس<br />

منظمة الخليج فحسب بل الوطن العربي ككل،‏ فقد قدرت<br />

استثمارات الدول العربية الخارجة خلال الفترة<br />

حوالي مليار دولار،‏ في حين بلغت<br />

الاستثمارات الداخلية إليها نحو 12 مليار دولار فقط،‏ وبذلك<br />

تكون نسبة الأموال المستثمرة أو بالأحرى الموظفة خارج<br />

الوطن العربي إلى داخله هي نسبة<br />

–<br />

1973<br />

.<br />

(2)<br />

(1:56)<br />

670<br />

1995<br />

أما عن الاستثمارات البينية الخليجية فلم تبلغ سوى<br />

مليون دولار عام‎1990‎‏،‏ إذ لا تمثل سوى<br />

236<br />

و %0.001<br />

155


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

1990<br />

.<br />

(3)<br />

%0.002<br />

من الاستثمارات الخارجية في عامي<br />

و‎1995‎ على التوالي<br />

وتدلنا بيانات الأمانة العامة لس التعاون أن مجموع رؤوس<br />

أموال الشركات المساهمة المسموح لمواطني دول الس بتداولها<br />

وتملكها بلغت 28.8 مليار دولار عام 1998 أي حوالي<br />

من حجم الأموال المهاجرة إلى الخارج،‏ وقد سيطر<br />

قطاع الخدمات والصناعة على رؤوس أموال تلك الشركات،‏<br />

على الترتيب<br />

إذ بلغت أهميتها النسبية<br />

حسب إحصائيات 1998، هذا عن التوزيع القطاعي أما عن<br />

التوزيع الجغرافي فقد حازت السعودية على النصيب الأوفر،‏ إذ<br />

بلغ وزا النسبي حوالي %52<br />

.<br />

% 25.9<br />

(4)<br />

عام 1998<br />

35.3 و<br />

%4.3<br />

.II<br />

المشروعات الخليجية المشتركة كأداة لجلب الأموال<br />

المهاجرة.‏<br />

"<br />

Joint Venture<br />

"<br />

.<br />

(5)<br />

1. مفهوم المشروع المشترك:‏<br />

إن المشروع المشترك حسب الباحث العربي سميح برقاوي<br />

يشمل كل صور المشاركات التي تقام على أساس المشاركة<br />

التعاقدية التي لا ترقى إلى المرتبة المشاركة في رأس المال وتسعى<br />

إلى تثبيت علاقات تعاقدية مع الأطراف المعنية دف تحقيق<br />

أهداف اقتصادية ويرى بعض الباحثين أن المشروعات<br />

المشتركة تشمل كل صور التعاون الذي يستمر فترة من الزمن<br />

بين طرفين أو أكثر ينتمون إلى دول مختلفة في سبيل القيام<br />

بنشاط استثماري معين أيا كان الشكل التنظيمي لهذا التعاون<br />

(6)<br />

، وتساهم هذه المشروعات في إحداث درجة من التشابك<br />

العضوي الإنتاجي،‏ بين اقتصاديات عدد من الدول<br />

.<br />

(7)<br />

وبعد تحليلنا للعديد من تعاريف المشروعات المشتركة تمكنا من<br />

استخلاص التعريف التالي:‏ تمثل صيغة من صيغ الاستثمار<br />

كل<br />

المباشر،‏ وتقوم عن طريق إشراك طرفين أو أكثر رأس المال<br />

طرف يساهم بعامل أو أكثر من عوامل الإنتاج قدرات<br />

تكوين الثابت أو المتغير،‏ العمل...)‏ في إنشاء إنتاجية على شكل مشروعات دف إلى تحقيق منافع<br />

اقتصادية واجتماعية متبادلة لكل الأطراف.‏<br />

مكاسب ويمكن تلخيص ذلك في المخطط رقم<br />

)<br />

:<br />

(<br />

)<br />

.(01)<br />

(<br />

"<br />

)<br />

ولقد اهتم مجلس التعاون بإقامة المشروعات المشتركة عملا<br />

بنص المادة الثالثة عشر من الاتفاقية الاقتصادية الموحدة على<br />

أن تولي الدول الأعضاء في إطار العمليات التنسيقية أهمية<br />

خاصة لإنشاء ودعم المشروعات المشتركة فيما بينها في<br />

مجالات الصناعة والزراعة والخدمات برؤوس أموال عامة أو<br />

(8)<br />

خاصة أو مختلطة..."‏<br />

2. واقع المشروعات الخليجية المشتركة:‏<br />

تشير البيانات المتوفرة لدى الأمانة العامة بيانات حتى عام<br />

بأن عدد المشروعات المشتركة الخليجية بلغ حوالي<br />

405 مشروعا ومجموع رؤوس أموالها<br />

دولار.‏<br />

)<br />

27072.29 مليون<br />

:<br />

( 1995<br />

.3<br />

-<br />

أما بالنسبة من حيث التوزيع القطاعي لهذه المشروعات،‏ نجد<br />

أن قطاع المالية قد حظي بالنصيب الأكبر من حيث رؤوس<br />

الأموال المستثمرة والمقدرة ب:‏ 14737.59 مليون دولار،‏<br />

يليه قطاع الصناعة ب:‏ 9548.99 مليون دولار في حين لم<br />

تستحوذ قطاعات الزراعة والمقاولات والتجارة إلا على قدر<br />

يسير من حجم رؤوس أموال المشروعات المشتركة،‏ أما من<br />

حيث عدد المشروعات فقد تحصل قطاع التجارة على النصيب<br />

الأكبر ب 167 مشروعا،‏ ويتضح من خلال التوزيع الجغرافي<br />

للمشروعات الخليجية المشتركة تركزها في كل من دولة<br />

الإمارات،‏ البحرين ودولة الكويت،‏ وهذا ما يوضحه الجدول<br />

رقم ) 02 .(<br />

تقويم المشروعات الخليجية المشتركة القائمة:‏<br />

وحتى نسمو بالمشروعات الخليجية المشتركة في تحقيق إقلاع<br />

اقتصادي خليجي فعال يقوم بتعبئة الموارد المالية المتاحة داخليا<br />

وخارجيا يجب الوقوف وقفة تقويم على المشروعات القائمة<br />

وسنحاول إعطاء بعض الملاحظات الخاصة ا :<br />

أولا-‏ إذا نظرنا إلى عدد أموال المشروعات الخليجية المشتركة<br />

وحجمها،‏ سنقول أا ذات أهمية كبيرة في تحقيق التنمية<br />

الاقتصادية الخليجية،‏ إلا أن هذا الحكم غير صحيح،‏ فحجم<br />

رؤوس أموال تلك المشروعات يعتبر ضئيلا مقارنة<br />

بالاحتياجات الضخمة التي يتطلبها بناء اقتصاد خليجي قوي<br />

يتميز ببنية إنتاجية متنوعة من جهة،‏ وبالمقدرات المالية الضخمة<br />

التي تزخر ا دول الس من جهة أخرى والتي تعكسها<br />

المؤشرات التالية<br />

لقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي في دول الس للأعوام<br />

1997 ،1995 ،1990 ،1985 مقدار 155.70<br />

222.83 مليار<br />

(9 )<br />

.<br />

70.55<br />

.<br />

-<br />

مليار دولار،‏ 180.19 مليار دولار،‏<br />

دولار و‎256.06‎ مليار دولار على التوالي<br />

بلغت الإيرادات العامة لدول الس مليار<br />

دولار عام 1992، لترتفع إلى 100 مليار دولار عام<br />

( 10)<br />

1997<br />

ثانيا-‏ الأهمية النسبية الكبيرة التي يحظى ا قطاع المالية من<br />

رؤوس أموال المشروعات المشتركة،‏ إذ بلغت حوالي<br />

156


_______________________________________________________________________________________________<br />

المشروعات الخليجية المشتركة كأداة لجذب الأموال المهجرة<br />

)<br />

%54.43<br />

.4<br />

.1<br />

من إجمالي الأموال،‏ ونشير أن استثمارات قطاع<br />

المالية تدور حول العمليات.‏<br />

المعوقات التي واجهت المشروعات الخليجية المشتركة:‏<br />

من بين أهم المعوقات التي تؤثر على فاعلية المشروعات<br />

الخليجية المشتركة في إعادة انسياب وتدوير الموارد الخليجية<br />

المهاجرة إلى الخارج هو غياب المناخ الجاذب لتلك الموارد،‏<br />

وتتمثل جوانب هذا المناخ فيما يلي :<br />

ضعف المنظومة القانونية والتنظيمية:‏ كعدم استقرار<br />

القوانين الناظمة للاستثمار وعدم أخذها في الاعتبار التطورات<br />

العالمية الجديدة،‏ وغموض مواد تلك القوانين وشروحاا في<br />

حالات أخرى،‏ إضافة إلى تنفيذها بشكل جزئي ومتباطئ أو<br />

عدم تنفيذها على الإطلاق،‏ كما ساهمت التعقيدات الإدارية<br />

والتنظيمية والبيروقراطية وتعدد الهيئات المكلفة بعمليات<br />

الاستثمار في تأخر إنشاء العديد من المشروعات الخليجية<br />

المشتركة أو توسيع القائم منها.‏<br />

-2.1<br />

غياب الاستقرار السياسي:‏ بالرغم من أن بعض<br />

الدراسات تعتبر المخاطر السياسية ليست المؤثر الأول في اتجاه<br />

حركة الاستثمارات،‏ لكنها تحتل المرتبة الثانية بعد تأثير<br />

الاعتبارات الاقتصادية،‏ ومع ذلك يمكن القول أن عدم<br />

الاستقرار السياسي هو من أهم المؤثرات في تدفق وانسياب<br />

الاستثمارات فقد تسبب في عزوف الكثير من المستثمرين<br />

الأجانب و الخليجيين أنفسهم عن الاستثمار في بلدان مجلس<br />

التعاون،‏ فهذه الأخيرة تعاني من بعض المشاكل الحدودية كالتي<br />

بين قطر والبحرين،‏ وبين عمان والإمارات،‏ وبين إيران<br />

والإمارات التراع حول جزر أبو موسى،‏ طنب الصغرى<br />

وطنب الكبرى )، ويمكن القول أن النظام الإقليمي الخليجي<br />

بشكل عام يفتقر إلى الأمن والاستقرار وما التطورات في<br />

العراق مؤخرا وديدات الولايات المتحدة لكل من إيران<br />

وسوريا وقضية الشرق الأوسط الشائكة على ذلك.‏<br />

2001<br />

11<br />

كما ساهمت أحداث سبتمبر في زيادة تعفن<br />

الوضع السياسي والأمني في منطقة الخليج وما جاورها،‏ إذ<br />

أعلنت الولايات المتحدة حرا ضد الإرهاب وطالبت الدول<br />

العربية بما فيها الخليجية بالتعاون معها في ملاحقة عناصرها<br />

وتجفيف منابعها وتجميد حساباا البنكية،‏ مما أدى إلى حدوث<br />

انفجارات قوية بالمنطقة كان أخرها في الرياض.‏<br />

-3.1<br />

الاستقرار الاقتصادي الكلي:‏ يعتبر الاستقرار<br />

الاقتصادي عامل مهم في جذب الاستثمارات الوطنية أو<br />

الأجنبية،‏ وقد قام اقتصاديو المؤسسة العربية لضمان الاستثمار<br />

بوضع ثلاثة مؤشرات للدلالة على استقرار الوضع الاقتصادي<br />

في دولة ما من عدمه وهي<br />

مؤشر السياسة المالية معدلات النمو الاقتصادي والعجز<br />

الداخلي<br />

مؤشر السياسة النقدية ) معدل التضخم<br />

مؤشر سياسة التوازن الخارجي العجز الخارجي<br />

.(<br />

.(<br />

)<br />

:<br />

( 9)<br />

)<br />

.(<br />

•<br />

ثم يتم احتساب المؤشر المركب كمتوسط المؤشرات الثلاثة<br />

السابقة،‏ ويتم الحكم على التطورات في مناخ الاستثمار<br />

باستخدام قيمة المؤشر المركب على النحو التالي:‏<br />

عدم تحسن في مناخ الاستثمار.‏<br />

تحسن في مناخ الاستثمار.‏<br />

من تحسن كبير في مناخ الاستثمار.‏<br />

1999<br />

أقل من : 01<br />

من 01 إلى : 02<br />

02 إلى : 03<br />

(03)<br />

•<br />

•<br />

والجدول رقم يوضح المؤشر المركب لعام<br />

لدول مجلس التعاون.‏ ومن خلال المؤشر المركب المبين في<br />

الجدول السابق،‏ نستطيع أن نحكم على أن البحرين والسعودية<br />

وقطر قد عرفت تحسنا في مناخ الاستثمار،‏ في حين شهد هذا<br />

الأخير تدهورا في كل من الإمارات والكويت.‏<br />

-2<br />

محدودية السوق الخليجي:‏ تتميز أسواق جميع أقطار<br />

الس بصغرها النسبي باستثناء المملكة العربية السعودية،‏ مما<br />

يشكل تحديا أساسيا أمام إمكانيات التوسع في النشاطات<br />

الإنتاجية المشتركة،‏ فالعدد الإجمالي لسكان دول الس بلغ<br />

مليون نسمة سنة وهو أقل بكثير من<br />

سكان مصر لوحدها وأكثر من سكان الجزائر بقليل.‏ انظر<br />

الجدول رقم<br />

2000<br />

)<br />

.(4)<br />

31015.2<br />

-3<br />

قلة هياكل البنية التحتية Infrastructure المادية والمعنوية<br />

الضرورية لإنجاح العملية الاستثمارية،‏ وتشتمل هذه البنية على<br />

وسائل المواصلات برية،‏ بحرية،‏ جوية وسائل الاتصال،‏<br />

شركات المياه والكهرباء والطاقة ومراكز البحوث<br />

والدراسات...وهي تعتبر بمثابة أنشطة مكملة للنشاط الرئيسي<br />

للمستثمر.‏<br />

(<br />

4- تعاني المشروعات الخليجية المشتركة من ضعف دراسات<br />

الجدوى الاقتصادية<br />

الطريق أو الجسر الذي لا بد من عبوره بشكل سليم حتى<br />

يتسنى اتخاذ قرار الاستثمار الملائم أو المحقق للأهداف المرجوة،‏<br />

فموضوع دراسة الجدوى يشير إلى مجموعة المعلومات والمعرفة<br />

التي تم بدراسة وفحص وتقييم المشروعات وذلك لاقرارها<br />

( 10)<br />

ومن ثم خروجها إلى حيز التنفيذ<br />

Economic Feasibility Studies التي هي<br />

157


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

:<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

5- ضعف الأسواق المالية الخليجية:‏ بالرغم من الدور الهام<br />

الذي تلعبه سوق الأوراق المالية في تعبئة المدخرات المحلية<br />

وجذب الموارد الاستثمارية الأجنبية،‏ مما يسمح بتعزيز الطاقات<br />

الإنتاجية لبلد ما،‏ فالأسواق المالية الخليجية مازالت تعاني<br />

الكثير من النقائص،‏ إذ تتصف بصغر وضيق الحجم مقارنة<br />

بمثيلاا العالمية،‏ كما يعتبر عدد الشركات المدرجة أوراقها فيها<br />

قليلا مقارنة بالنواتج المحلية للدول الخليجية ) أنظر الجدول<br />

رقم )، 05 إضافة إلى ضيق مجالات الاستثمار عدم تنوع<br />

أدوات الاستثمار مما يسمح ببروز أسواق عشوائية غير<br />

منظمة لا تنشر أرقام تداولها خاصة ف كل من الإمارات<br />

المتحدة وقطر.‏ وهناك خاصية أخرى تتمثل في ضيق هامش<br />

السماح للمواطنين الأجانب بالاستثمار في الأسواق المالية<br />

الخليجية فمثلا تقدر نسبة تملك المستثمرين الأجانب لأسهم<br />

بعض الشركات البحرين ب فقط،‏ كما أن<br />

الحكومات الخليجية تملك نسبيا كبيرة من أسهم بعض<br />

الشركات ونادرا ما تطرحها في الأسواق.‏ ويضاف إلى كل ما<br />

سبق عدم تكامل ترابط الأسواق المالية الخليجية مما يؤدي<br />

إلى عرقلة انسياب رؤوس الأموال داخل منطقة الخليج.‏<br />

)<br />

%24<br />

(<br />

(<br />

)<br />

.5<br />

الإجراءات الكفيلة بتذليل معوقات المشروعات<br />

الخليجية المشتركة.‏<br />

-1<br />

من بين المشاكل التي تواجه الاستثمارات الخليجية<br />

المشتركة هو عدم معرفة الفرص المتاحة للاستثمار،‏ لذا يجب<br />

على دول الس نشاء جهاز مشترك خليجي يقوم بعملية<br />

الترويج للمشروعات الخليجية المشتركة وهذا لجذب<br />

المدخرات الخليجية من الخارج،‏ وحتى تكون عملية الترويج<br />

سهلة ولها صدى قوي،‏ يجب إقحام وسائل الإعلام المختلفة<br />

في هاته العملية نظرا لدورها المؤثر في إيجاد صورة توضيحية<br />

عن مجلات وأدوات الاستثمار في الدول الخليجية.‏<br />

2- إعادة النظر في دور القطاع الخاص:‏<br />

يلعب القطاع الخاص دورا بارزا في تحقيق التنمية الاقتصادية<br />

للدول وهذا نظرا لديناميكيته وحيويته وإنتاجيته العالية<br />

وجديته في العمل ومرونته وقدرته على السعي الدؤوب واتخاذ<br />

القرارات في الوقت المناسب،‏ لذا سارعت الكثير من دول<br />

العالم إلى تطبيق برامج التخصيص،‏ لكن على عكس من ذلك،‏<br />

فقد ظلت تلك البرامج تسير بوتيرة متباطئة بدول الس،‏<br />

وسيطر القطاع العام على مجريات الحياة الاقتصادية كما هو<br />

مبين في الجدول رقم<br />

.( 06 )<br />

إلا أن هذه السيطرة كانت لها مبرراا،‏ ففي بداية سنوات<br />

التنمية كان الاقتصاد الخليجي يعتمد أساسا على النفط<br />

المملوك للقطاع العام،‏ فتولت الحكومات إدارة دولة الرفاه من<br />

خلال توفير السلع والخدمات للمواطنين من تعليم وصحة<br />

أمن،‏ لذا سيطرت على كل النشطة الاقتصادية ووجد القطاع<br />

الخاص نفسه مهمشا وأضحت استثماراته ترتاد القطاعات<br />

المحدودة الربحية والجدوى.‏<br />

لكن الظروف الآن تغيرت أو بالأحرى الاتجاه الفكري<br />

الاقتصادي المعاصر،‏ مما حذى بالدول الخليجية بإعادة النظر في<br />

الدور الاقتصادي للقطاع العام الذي أصبح أكثر محدودية<br />

وتقف أمامه معوقات تمنعه من مواصلة أدواره السابقة <br />

ووضع برامج وإستراتيجيات وسياسات يكون للقطاع الخاص<br />

وزنا فيها ليواصل مسيرة التنمية بكفاءة،‏ إلا أن الخطوات<br />

المنجزة لحد الآن لا زالت هزيلة،‏ لذا نوصي بتكثيف الجهود<br />

لترقية وتطوير القطاع الخاص من خلال الإجراءات العملية<br />

التالية<br />

إصلاح وإعادة هيكلة وتخصيص الشركات العامة.‏<br />

العمل على تخفيف العراقيل والقيود أمام المستثمر الخاص<br />

وتقديم المساعدات له في سبيل إقامة مشروعات خليجية<br />

مشتركة مستوعبة للموارد الوطنية ومولدة للقيمة المضافة.‏<br />

إشراك القطاع الخاص في صياغة السياسات الاقتصادية<br />

واعداد الخطط التنموية.‏<br />

وضع مكاتب ووزارية تشرف على تنفيذ ومتابعة برامج<br />

التخصيص.‏<br />

-3<br />

إن تنشيط الاستثمار الخليجي وإعطائه ديناميكية أكبر<br />

تستوجب رفع القيود على المصاريف الخليجية التي ظلت لمدة<br />

طويلة تلعب دورا سلبيا في التقارب بين الاقتصاديات<br />

الخليجية،‏ كما أن عمليات الاندماج المصرفي الخليجي مطلوبة<br />

الآن أكثر من أي وقت مضى،‏ وهذا لتشكيل كيانات مصرفية<br />

قوية قادرة على المنافسة وعلى تمويل المشروعات الإنتاجية<br />

المشتركة.‏<br />

ويجب أن تندرج عمليات الاندماج ضمن استراتيجية واضحة<br />

المعالم دف إلى تكامل الإمكانيات ورفع كفاءة استخدام<br />

الموارد المتاحة.‏ كما يجب السماح للمصارف الخليجية بفتح<br />

فروع لها في دول الس ليتم انفتاح السوق وهذا من خلال<br />

تعديل القوانين المنظمة للبنوك.‏<br />

4- تحسين المناخ الاستثماري:‏<br />

حتى يتم تحقيق الاستقرار السياسي يجب على الدول الخليجية<br />

التي لها مشاكل حدودية أن تلجأ إلى التحكيم والحلول الودية<br />

والطرق الدبلوماسية،‏ وأن لا تفكر إطلاقا في الطرق غير<br />

158


_______________________________________________________________________________________________<br />

المشروعات الخليجية المشتركة كأداة لجذب الأموال المهجرة<br />

الحضارية،،‏ وللأسف فقد أدى التراع الذي نشب بين البحرين .III<br />

وقطر إلى حدوث اشتباكات مسلحة بينهما.‏<br />

أما قانونيا،‏ فيجب توفير منظومة تشريعية تتسم بالمرونة وهذا<br />

من خلال تسهيل إجراءات منح التراخيص الخاصة بإنشاء<br />

المشروعات المشتركة وإيجاد حلول جذرية لمشكل العقار<br />

الصناعي كما يجب توضيح وتطوير القوانين تماشيا مع<br />

المتغيرات العالمية الجديدة،‏ وأن تعمل دول الس على توفير<br />

مساعدات حكومية لهم ضمانا لاستثمارام ضد المخاطر<br />

الاقتصادية خاصة تقلبات أسعار الصرف أو غير<br />

الاقتصادية التجميد،‏ المصادرة...‏ ).<br />

(<br />

)<br />

)<br />

)<br />

-5<br />

•<br />

•<br />

•<br />

تطوير أسواق المال الخليجية:‏ لقد باتت عملية تطوير<br />

أسواق الأوراق المالية الخليجية ضرورة قصوى وملحة ودعامة<br />

أساسية لعملية التنمية الاقتصادية في أي بلد من البلدان<br />

الخليجية كما تعتبر تحديا هاما لابد من التصدي له بفاعلية.‏<br />

إن سوقا مالية خليجية متكاملة ومترابطة ستكون قادرة على<br />

تحقيق هذا الهدف بسهولة إذا توفرت الشروط اللازمة لذلك :<br />

(<br />

Common Market<br />

•<br />

•<br />

حماية الأسواق المالية الخليجية من الممارسات المالية المضرة<br />

ذات الترعة التجارية كالمضاربات في البورصات،‏<br />

وضرورة إخضاع المعاملات لقانون العرض والطلب.‏<br />

تنوع البنية الإنتاجية والاقتصادية الخليجية.‏<br />

تحقيق التنسيق أو توحيد بين القوانين الاقتصادية<br />

الخليجية.‏<br />

العمل على جعل حركة رؤوس الأموال الخليجية أكثر<br />

حرية وانسيابا،‏ لذا يجب على دول الس الإسراع في<br />

إقامة المرحلة الثالثة للتكامل الاقتصادي الإقليمي والمتمثلة<br />

التي ستسمح<br />

في السوق المشتركة<br />

بحرية عوامل الإنتاج داخل دول الس.‏<br />

ضرورة ضمان الشفافية والإفصاح في تقرير النتائج المالية<br />

للشركات،‏ وانتظام صدور هذه التقارير وحداثة البيانات<br />

التي تحتويها بحيث يكون الجمهور على دراية كافية<br />

ومنتظمة بأداء الشركات،‏ كذلك العمل على إنشاء<br />

أجهزة دف إلى إحكام الرقابة والإشراف على أسواق<br />

مجلس التعاون وتطوير وسائلها الرقابية.‏<br />

6- العمل على إعطاء الجوانب الثقافية دورها في اختيار مكان<br />

الاستثمار،‏ فالأحرى على المستثمر العربي أو الخليجي أن<br />

يوظف أمواله ومدخراته في البيئة العربية ذات الحرارة<br />

الاستثمارية،‏ أين يتحقق التجانس اللغوي والديني وتناسق<br />

التركيبة الاجتماعية.‏<br />

مجالات إقامة المشروعات الخليجية المشتركة<br />

:<br />

:<br />

-1<br />

الصناعات الأمامية النفطية والبتر وكيماوية إن<br />

االات التي يجب أن تعطى لها الأولوية في سلم اختيارات<br />

المشروعات المشتركة المستقبلية هي االات التي تحقق فيها<br />

‏(أنظر<br />

دول الس ميزات نسبية<br />

الجدول رقم وتتمثل أساسا في الصناعات البتر وكيمائية(‏<br />

منتجات البلاستيك،‏ الأسمدة،‏ منتجات المطاط والدهانات،‏<br />

والنايلون وخيوط البوليستير والمنظفات...)‏ إذ ستستفيد هذه<br />

الصناعات من توفر منتجات أولية ورخيصة نسبيا ووجود<br />

موارد الطاقة المطلوبة من جهة وتقلص تبعية القطاع<br />

الاستخراجي النفط من جهة أخرى.‏<br />

Comparative Advantages<br />

(<br />

(07<br />

)<br />

كذلك يبين الجدول رقم 08 مدى تمتع دول الس أخذت<br />

السعودية كنموذج بالميزة النسبية لبعض البتروكيماويات<br />

الأساسية مقارنة ببعض الدول المتقدمة.‏<br />

)<br />

(<br />

:<br />

-2<br />

القطاع الثاني الذي يجب أن تتجه إليه المشروعات<br />

المشتركة الخليجية هو البنى الارتكازية المادية كمطارات<br />

والموانئ والطرق السريعة والجسور والسكك الحديدية<br />

والمعنوية كالتعليم والصحة ومراكز التدريب ومعاهد<br />

الدراسات والأبحاث...وهذا كون البنية التحتية تمثل<br />

استثمارات قاعدية أولية تعمل على تسهيل وتطوير<br />

الاستثمارات الافتتاحية الأخرى من جهة ونظرا لارتفاع<br />

تكاليف استثماراا من جهة أخرى،‏ إذ لا تستطيع المشروعات<br />

الفردية إنجازها بمفردها فهي تحتاج إلى تكاثف جهود العديد<br />

من الأطراف في القيام ا من قطاع عام وخاص مما سيمكن<br />

من إعادة توطين الأموال الخليجية المستثمرة في الخارج،‏ ولا<br />

يجب على أصحاب هذه الأموال أن يؤثر عليهم عامل الربح<br />

التجاري نظرا لكون استثمارات البنية التحتية هي استثمارات<br />

ضخمة ذات فترة تفريغ طويلة.‏<br />

-3<br />

مشروعات الأمن الغذائي:‏ يجب أن يحظى هذا اال<br />

بنصيب مهم من حجم المشروعات الخليجية المشتركة،‏ فالواقع<br />

يكشف لنا أن الأمن الغذائي في دول الس يتوقف أساسا<br />

على التغيرات التي تطرأ على تجارة المنتجات الزراعية الغذائية<br />

في الأسواق الدولية،‏ مما يضعف مقدرا على التحكم في<br />

العوامل الخارجية المؤثرة على أمنها الغذائي،‏ هذه الوضعية<br />

يمكن إرجاعها إلى هامشية القطاع الزراعي في تكوين الناتج<br />

المحلي الإجمالي كما يوضحه الجدول رقم ) 09).<br />

خاتمة لقد أدى نمط التنمية القديم في دول الس إلى هروب<br />

الأموال المحلية إلى الخارج،‏ وهذا على حساب الاستثمارات<br />

159


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

2001<br />

البينية الخليجية،‏ إلا أنه بعد أحداث سبتمبر 11<br />

أصبحت تلك الأموال عرضة لعمليات التجميد والمصادرة<br />

والتراجعات المستمرة في أسعار الفائدة على الودائع المصرفية،‏<br />

فأصبح القلق يساور رجال الأعمال والمسؤولين الخليجيين،‏<br />

وقد اقترحنا من خلال هذه الورقة صيغة استثمارية تتمثل في<br />

إقامة مشروعات خليجية مشتركة لعلها تساهم في تعبئة<br />

المدخرات المحلية وإعادة توطين الموارد الخليجية المهاجرة ،<br />

ولقد أقامت دول الس عدد من المشرعات،‏ إلا إا لم تكن<br />

ذات فاعلية،‏ إذ لم تستحوذ على رؤوس أموال كبيرة إذا ما<br />

قورنت بمؤشرات الناتج المحلي الإجمالي وحجم الإيرادات<br />

الخليجية،‏ وقد يعود ذلك إلى العديد من المعوقات كعدم<br />

جاذبية المناخ الاستثماري الخليجي وغياب الترابط بين<br />

الأسواق المالية الخليجية وعدم وجود بنية تحتية قوية.‏<br />

قائمة الجداول والأشكال البيانية<br />

وقد وضعنا في الأخير العديد من الإجراءات ربما تساهم في<br />

معالجة الخلل الذي تعاني منه المشروعات الخليجية المشتركة،‏<br />

من بينها إعادة النظر في الدور الاقتصادي للقطاع الخاص،‏<br />

والعمل على الربط بين أسواق الأوراق المالية بدول الخليج<br />

ويئة البيئة الاستثمارية بمختلف جوانبها.‏<br />

ونرى أن االات التي يجب أن تتوجه إليها المشرعات الخليجية<br />

المشتركة هي الصناعات البتر وكيماوية وقطاع البنية التحتية<br />

ومشاريع الأمن الغذائي.‏<br />

:<br />

القطر<br />

السنوات<br />

جدول رقم<br />

- (01)<br />

1985<br />

تطور الاستثمارات في دول الس التعاون للسنوات 1998. 1995، 1990، 1985،<br />

الوحدة:‏ مليون دولار.‏<br />

1998<br />

27<strong>04</strong>0.5<br />

49.9<br />

1995<br />

26424.5<br />

53.9<br />

1990<br />

17325<br />

56.09<br />

18136.4<br />

52.5<br />

السعودية<br />

%<br />

متوسط السنوات الأربع<br />

22231.6<br />

53.09<br />

3939.85<br />

9.76<br />

1013.3<br />

2.52<br />

2306.2<br />

5.12<br />

2519.62<br />

6.21<br />

10095.27<br />

23.44<br />

4067.3<br />

7.51<br />

1089.9<br />

2.01<br />

4003<br />

7.4<br />

3905.2<br />

7.2<br />

13983.7<br />

25.85<br />

4011.7<br />

8.19<br />

889.1<br />

1.81<br />

2854.4<br />

5.83<br />

2067.6<br />

4.22<br />

12709.1<br />

25.96<br />

3214.4<br />

10.41<br />

802.4<br />

2.59<br />

1269.1<br />

4.10<br />

1376.3<br />

5.45<br />

6897.3<br />

22.3<br />

4466<br />

12.93<br />

1271.8<br />

3.68<br />

1098.3<br />

3.18<br />

2729.4<br />

7.99<br />

6791<br />

19.67<br />

الكويت<br />

%<br />

البحرين<br />

%<br />

قطر<br />

%<br />

عمان<br />

%<br />

الإمارات<br />

%<br />

مجلس التعاون<br />

42113.57<br />

54089.6<br />

100<br />

100<br />

( 1999 ،1996 ،1991 ،1986 )<br />

48956.4<br />

100<br />

30884.5<br />

100<br />

34523.8<br />

100<br />

%<br />

المصدر:‏ مجلس التعاون الخليجي،‏ الأمانة العامة،‏ النشرة الاقتصادية،‏ أعداد مختلفة<br />

المخطط رقم<br />

(01)<br />

الرياض.‏<br />

160


_______________________________________________________________________________________________<br />

المشروعات الخليجية المشتركة كأداة لجذب الأموال المهجرة<br />

الجدول رقم<br />

- (02)<br />

المشروعات المشتركة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية<br />

الوحدة:‏ مليون دولار<br />

المصدر:‏ مجلس التعاون لدول الخليج العربية،‏ الأمانة العامة،‏ دليل المشاريع الخليجية المشتركة،(‏<br />

الرياض :<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

ملاحظات:‏<br />

بيانات الإمارات حسب ما هو متوفر في عام:‏ 1989.<br />

بيانات البحرين حسب ما هو متوفر في عام:‏ 1989.<br />

بيانات المملكة محدثة بتاريخ:‏ 06 سبتمبر 1994 حسب خطاب وزارة التجارة رقم:‏ 222/3000/9/1718.<br />

بيانات عمان محدثة بتاريخ:‏ <strong>04</strong> نوفمبر 1995 حسب خطاب وزارة التجارة والصناعة.‏<br />

بيانات قطر محدثة بتاريخ:‏ 26 أكتوبر 1994 حسب خطاب وزارة المالية والاقتصاد والتجارة.‏<br />

بيانات الكويت محدثة بتاريخ <strong>04</strong> أكتوبر 1994 حسب خطاب وزارة التجارة والصناعة.‏<br />

الأمانة العامة )، 1997 ص‎12‎‏.‏<br />

جدول رقم<br />

- (03)<br />

البلد<br />

المؤشر المركب لعام 1999 لدول مجلس التعاون الخليجي.‏<br />

درجة مؤشر السياسة المالية درجة مؤشر السياسة النقدية درجة مؤشر التوازن الخارجي<br />

المؤشر المركب<br />

0<br />

0<br />

1<br />

1-<br />

الإمارات<br />

1<br />

3<br />

0<br />

0<br />

البحرين<br />

2<br />

3<br />

0<br />

2<br />

السعودية<br />

2<br />

3<br />

0<br />

3<br />

قطر<br />

161


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

0<br />

3<br />

0<br />

2-<br />

الكويت<br />

-<br />

-<br />

0<br />

1-<br />

عمان<br />

المصدر:‏ د.بقة الشريف،"‏ حركية الاستثمار الأجنبي المباشر واحتياجات التنمية العربية "، ورقة مقدمة إلى المؤتمر العلمي للجمعية العربية للبحوث<br />

الاقتصادية،‏ بيروت،‏ – 28 29 جوان 2002، ص‎09‎‏.‏<br />

- (<strong>04</strong>)<br />

جدول رقم تقديرات سكان دول الخليج<br />

الوحدة:‏ مليون نسمة.‏<br />

السنوات<br />

حجم السكان<br />

المصدر:‏ مجلس التعاون الخليجي،‏ الأمانة العامة،‏ النشرة الاقتصادية<br />

2000<br />

1998<br />

1996<br />

31015.2 29186.1 27000<br />

) 2001 ‏)جدول رقم ،28 ص .39<br />

1994<br />

25105<br />

1992<br />

22896<br />

1990<br />

22106<br />

جدول رقم<br />

الدولة عدد الشركات المدرجة<br />

الإمارات<br />

البحرين<br />

السعودية<br />

عمان<br />

قطر<br />

الكويت<br />

- (05)<br />

المتغيرات الرئيسية لسوق الأسهم بدول الس في اية 1997.<br />

حجم السوق ‏(مليار$)‏ النسبة من الناتج المحلي الإجمالي<br />

(%)<br />

/<br />

/<br />

/<br />

141.85<br />

7.82<br />

40<br />

40.65<br />

59.38<br />

71<br />

89.45<br />

7.31<br />

119<br />

/<br />

/<br />

/<br />

75.54<br />

27.24<br />

74<br />

"<br />

المصدر:‏ د.‏ رمضان علي الشراح وعبد االله سعد الهاجري استشرف مستقبل أسواق الأوراق المالية في دول الس في ضوء نشأا وتطورها<br />

مقدمة إلى مؤتمر اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي:‏ فرص القرن الحادي والعشرين،‏ الذي نظمته كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك فيصل،‏<br />

"، ورقة<br />

الاحساء،‏ – 13 15 فبراير ،2001 ص‎176-169‎‏.‏<br />

جدول رقم<br />

الدولة<br />

الإمارات<br />

البحرين<br />

السعودية<br />

عمان<br />

قطر<br />

الكويت<br />

المصدر:‏ دراسة بعنوان<br />

- (06)<br />

نصيب كل من القطاع العام والخاص بدول الس لعام ) 2000 كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي<br />

القطاع الخاص<br />

القطاع العام<br />

.(<br />

65<br />

39<br />

46<br />

39<br />

37<br />

45<br />

35<br />

61<br />

54<br />

61<br />

63<br />

55<br />

"<br />

التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون وتوحيد عملتها في ضوء ما تواجهه من تحديات<br />

"<br />

www.planning.gov.sa<br />

متوفرة على الموقع:‏<br />

162


_______________________________________________________________________________________________<br />

المشروعات الخليجية المشتركة كأداة لجذب الأموال المهجرة<br />

جدول رقم(‏‎07‎‏)‏ - مؤشر الميزة النسبية المتاحة:‏ RCA<br />

الدولة<br />

القطاع<br />

الفلاحة<br />

التعدين<br />

المنسوجات<br />

الصناعة الكيمائية<br />

صناعات أخرى<br />

( Revealed Comparative Advantage )<br />

قطر<br />

1990<br />

عمان<br />

1990<br />

الكويت<br />

1989<br />

البحرين<br />

1990<br />

لدول الس لسنة 1990.<br />

الإمارات<br />

1990<br />

0.42<br />

10.9<br />

0.50<br />

0.14<br />

0.36<br />

السعودية<br />

1990<br />

0.13<br />

10.8<br />

0.03<br />

-<br />

0.<strong>04</strong><br />

0.02<br />

10.9<br />

0.03<br />

0.02<br />

0.<strong>04</strong><br />

1.92<br />

6.57<br />

0.44<br />

0.30<br />

0.48<br />

0.34<br />

8.25<br />

0.45<br />

0.85<br />

0.11<br />

0.02<br />

10.6<br />

0.03<br />

0.29<br />

-<br />

Source: Fatima al-shamsi, samir elshihal,”Gulf cooperation council as customs union, is it feasile ?. department<br />

of economic college of business and economic, university of UAE, p. 143.<br />

- (08)<br />

1<br />

تحقق قصور نسبي⇒‏‎01‎ < RCA - تحقق ميزة نسبية⇒‏‎01‎ > RCA<br />

جدول رقم جدول بالتكليف المقارنة لبعض البتروكيماويات الأساسية.‏<br />

الوحدة:سنت أمريكي/كلغ<br />

السعودية الو.م.أ ألمانيا اليابان<br />

نوع المنتج وطريقة الإنتاج<br />

م<br />

إنتاج الايثلين<br />

إنتاج 25000 طن سنويا بكامل الطاقة<br />

إنتاج 50000 طن سنويا بكامل الطاقة<br />

اثيلين جلايكول<br />

إنتاج 90000 طن سنويا بكامل الطاقة<br />

إنتاج 180000 طن سنويا بكامل الطاقة<br />

إنتاج 360000 طن سنويا بكامل الطاقة<br />

المثانول<br />

إنتاج 410000 طن سنويا بكامل الطاقة<br />

إنتاج 820000 طن سنويا بكامل الطاقة<br />

إنتاج 1640000 طن سنويا بكامل الطاقة<br />

البولي ايثيلين مرتفع الكثافة<br />

إنتاج 70000 طن سنويا بكامل الطاقة<br />

إنتاج 135000 طن سنويا بكامل الطاقة<br />

إنتاج 270000 طن سنويا بكامل الطاقة<br />

البولي ايثيلين منخفض الكثافة<br />

إنتاج 160000 طن سنويا بكامل الطاقة<br />

إنتاج 320000 طن سنويا بكامل الطاقة<br />

إنتاج 640000 طن سنويا بكامل الطاقة<br />

المصدر:‏ عبد العزيز محمد الخاطر،‏ المزايا النسبية لصناعة البتروكيماويات في دول الس التعاون لدول الخليج العربية "، التعاون،‏ السنة 13، العدد<br />

59.52<br />

55.08<br />

70.44<br />

61.37<br />

56.16<br />

23.86<br />

21.88<br />

21.85<br />

91.13<br />

82.71<br />

77.43<br />

67.77<br />

78.61<br />

71.69<br />

38.26<br />

35.<strong>04</strong><br />

66.39<br />

58.30<br />

53.75<br />

19.43<br />

17.56<br />

17.15<br />

75.14<br />

67.52<br />

62.80<br />

60.93<br />

58.<strong>04</strong><br />

56.34<br />

37.23<br />

34.57<br />

37.73<br />

28.37<br />

23.20<br />

17.07<br />

15.56<br />

15.13<br />

78.35<br />

72.38<br />

68.59<br />

66.45<br />

64.17<br />

62.32<br />

24.03<br />

20.78<br />

49.91<br />

41.82<br />

37.15<br />

12.37<br />

10.61<br />

10.19<br />

49.1<br />

41.96<br />

37.45<br />

40.71<br />

37.28<br />

35.09<br />

) 48 سبتمبر ،( 1998 ص‎130‎‏.‏<br />

"<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

جدول رقم<br />

الإمارات<br />

- (09 )<br />

القطر<br />

نسبة القطاع<br />

الزراعي من<br />

الناتج المحلي*‏<br />

الأهمية النسبية للقطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي 1990- 1998.<br />

البحرين السعودية عمان قطر الكويت<br />

دول الس<br />

4.88<br />

0.47 0.76 2.82 7.02 0.97 3.42<br />

المصدر:‏ صندوق النقد العربي<br />

،[ وآخرون ]<br />

:*<br />

التقرير الاقتصادي العربي الموحد،‏<br />

قام الباحث باحتساا.‏<br />

أيلول 1999، ص 215.<br />

163


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

الهوامش والإحالات<br />

"<br />

:<br />

(*)<br />

(1)<br />

تأسس عام 1981، ويضم كل من:‏ العربية السعودية الإمارات،‏ قطر،‏ البحرين،‏ عمان والكويت.‏<br />

د.‏ علي مجيد الحمادي،‏ النتائج المرتقبة للعولمة على اتجاهات الاستثمار في اقتصاديات مجلس التعاون الخليجي ورقة مقدمة إلى مؤتمر اقتصاديات<br />

مجلس التعاون:‏ فرص القرض الحادي والعشرين الذي نظمته كلية العلوم الإدارية،‏ جامعة الملك فيصل،‏ الاحساء،‏ – 13 15 فبراير 2001، ص 323.<br />

حسن علي خريوش وباسم الحموري،‏ الاستثمارات العربية في الخارج المحددات والحلول بحوث اقتصادية عربية،‏ العدد<br />

2000) 19 ‏)،ص<br />

"<br />

" ،(<br />

)<br />

"<br />

(2)<br />

.07<br />

(3)<br />

(4)<br />

(5)<br />

(6)<br />

(7)<br />

(8)<br />

د.‏ الحمادي،‏ المصدر نفسه.‏<br />

مجلس التعاون الخليجي،‏ الأمانة العامة،‏ النشرة الاقتصادية ) 1999)، الرياض.‏<br />

د.‏ سميح مسعود برقاوي،‏ المشروعات العربية المشتركة:‏ الواقع والآفاق ) مركز دراسات الوحدة العربية:‏<br />

مجلس التعاون الخليجي،‏ الأمانة العامة،‏ الاتفاقية الاقتصادية الموحدة،‏ 1981.<br />

التقرير الاقتصادي العربي،‏ سبتمبر 1998.<br />

المصدر نفسه.‏<br />

المصدر نفسه،‏ ص‎17‎‏.‏<br />

المحددات والحلول الاستثمارات العربية في الخارج (9) حريوش والحموري،‏ القاهرة:‏ دار النهضة العربية،‏ )، 1999 ص‎16‎‏.‏<br />

د.‏ حسين مصطفي هلالي،‏ الجدوى الاقتصادية للمشروعات الاستثمارية،‏ ط‎2‎ قائمة الجداول:‏<br />

الرياض.‏<br />

مجلس التعاون الخليجي،‏ الأمانة العامة،‏ النشرة الاقتصادية،‏ أعداد مختلفة<br />

الرياض:‏ الأمانة العامة،‏ 1997).<br />

مجلس التعاون الخليجي،‏ الأمانة العامة،‏ دليل المشروعات الخليجية المشتركة،‏ ورقة مقدمة إلى المؤتمر العلمي للجمعية للبحوث الاقتصادية،‏<br />

حركية الاستثمار الأجنبي المباشر واحتياجات التنمية العربية الشريف بقة،‏ -28<br />

بيروت،‏ )، 1983 ص‎18‎‏.‏<br />

"<br />

)<br />

" ،(<br />

) ،1986،1991 ‎1996‎و‎1999‎‏)‏<br />

)<br />

"<br />

)<br />

"<br />

"<br />

(10)<br />

(1)<br />

(2)<br />

" (3)<br />

29 جوان .2002<br />

(4)<br />

د.‏ رمضان الشراح وعبد االله سعد الهاجري،‏ استشراف مستقبل أسواق الأوراق المالية في دول الس في ظل نشأا وتطورها،‏ ورقة مقدمة إلى<br />

مؤتمر اقتصاديات دول مجلس التعاون:‏ القرن الحادي والعشرين.‏<br />

دراسة بعنوان التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون وتوحيد عملتها في ضوء ما تواجهه من تحديات،‏ متوفرة على الموقع:‏<br />

"<br />

(5)<br />

www.planning.gov.sa<br />

Fatima al-shamsi and samir elshihi," Gulf Cooperation Council as customs union, is it feasible ?. department of<br />

economic college of business and economic,university of UAE.<br />

."<br />

(7)<br />

عبد العزيز محمد الخاطر،"‏ المزايا النسبية لصناعة البتروكيماويات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية،‏<br />

سبتمبر .( 1998<br />

(8) صندوق النقد العربي ] وآخرون ]، التقرير الاقتصادي العربي الموحد،‏ أيلول 1999.<br />

مجلة التعاون،‏ السنة<br />

،13 العدد ) 48<br />

164


LA QUESTION DU JURY CRIMINEL<br />

(Etude comparée France - Algérie)<br />

La question du jury criminel<br />

Dr Mohamed KORICHI - Université de <strong>Ouargla</strong><br />

mohamed.korichi@online.fr<br />

Résumé : Le jury allait devenir dans le<br />

secteur juridique la représentation d'un<br />

postulat philosophique. C'est sans doute la<br />

raison pour laquelle, il n'a cessé d'animer<br />

de grands débats en sa faveur et à son<br />

encontre. Il a, en effet, suscité des<br />

controverses, sur la question de savoir,<br />

notamment, si les jurés ont au-delà de leur<br />

légitimité pour l'accès à la fonction de<br />

juger, les réelles aptitudes et compétences<br />

requises pour l'exercer.<br />

Introduction<br />

Expression d’une nouvelle souveraineté<br />

liée au droit de vote, « le jury en sa<br />

signification profonde indique que la<br />

source de toute justice est véritablement le<br />

peuple » [01] .En France, cette institution<br />

remonte à la Constitution française du 3<br />

septembre 1791. En revanche, elle n’ a<br />

été instaurée en Algérie que par le décret<br />

français du 24 octobre 1870. [02]<br />

Afin de cerner au mieux le sujet qui<br />

nous préoccupe, nous examinerons<br />

successivement la question relative à la<br />

conception politique et sociale du jury (I),<br />

puis, celle qui se rapporte aux conditions<br />

d’aptitude à cette mission. (II).<br />

I - Juré : l'attribut de la démocratie<br />

Le jury criminel est conçu, au<br />

moins en théorie sinon en pratique,<br />

comme étant un droit essentiel du citoyen<br />

(A). Mais, le jury est-il l'application<br />

judiciaire de la souveraineté nationale, sur<br />

laquelle s'appuient implicitement le droit<br />

public français et algérien ? Certes il est<br />

enraciné dans notre histoire et manifeste<br />

de façon symbolique le fondement<br />

républicain de la Collectivité nationale. Si<br />

cette représentation est<br />

constitutionnellement établie en droit<br />

algérien, elle demeure incertaine en droit<br />

français (B).<br />

A- La conception politique et sociale du jury<br />

criminel<br />

«Je regarde, disait Robespierre, comme<br />

incontestable que les jurés sont la base la plus<br />

essentielle de la liberté : sans cette institution, je<br />

ne puis croire que je suis libre, quelle que soit<br />

votre constitution». En effet, les partisans du jury<br />

assimilent très souvent la participation des<br />

citoyens au jugement des crimes au caractère<br />

démocratique de l'Etat. C'est grâce aux idées<br />

révolutionnaires que le jury s'est implanté dans<br />

la procédure pénale française comme l’affirme<br />

M.Esmein dans son ouvrage sur l’« Histoire de<br />

la procédure criminelle». Il s'agit d'«un des<br />

grands bienfaits dont il faut être réellement<br />

reconnaissant à l'Assemblée Constituante» [03].<br />

Faustin Hélie, non moins enthousiaste<br />

déclare dans son traité d'instruction criminelle,<br />

«pourquoi cette grande institution du jury a-t-elle<br />

paru, en 1789-91, constituer le plus sûr<br />

instrument de la justice pénale? Pourquoi depuis<br />

cette époque a-t-elle résisté à tant d'efforts<br />

déployés pour la renverser […], ce n'est<br />

seulement parce qu'elle assure la vérité des<br />

jugements criminels, c'est surtout parc qu'elle<br />

donne à la liberté civile son plus énergique<br />

appui […], il est une garantie puissante pour<br />

sauvegarder ces deux puissants intérêts du<br />

pouvoir et de liberté et cette garantie ne peut<br />

être que le jury.».<br />

M. Henri Donnedieu de Vabres ne dit pas<br />

autre chose, lorsqu'il déclare :«Il serait vain, à<br />

l'heure actuelle de réclamer la suppression du<br />

jury, qui apparaît à tort ou à raison, comme une<br />

conquête de la démocratie.» [<strong>04</strong>].<br />

M. Garçon poursuit la démonstration :<br />

«Le jury constitue le meilleur garant des libertés<br />

publiques. C'est devant lui qu'on doit traduire<br />

tous les procès d'opinion ou de mœurs. Un<br />

gouvernement a toujours tendance à se<br />

1


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

débarrasser de ses adversaires et à<br />

considérer comme subversive toute<br />

opinion qui contrarie ses desseins. Le jury<br />

ne permet que difficilement la perpétration<br />

des machinations politiques. Réclamant<br />

avec vigueur le retour à la restauration de<br />

la « séparation du fait et du droit », l’auteur<br />

conclut : « l'une des solutions qui<br />

consisterait à supprimer purement et<br />

simplement le jury serait certainement<br />

celle d'un Etat totalitaire ».<br />

M. Casamayor présente pour sa<br />

part une vision «sociale» du jury et<br />

s'attache à en faire un symbole de<br />

solidarité. Selon lui, «quel meilleur<br />

catalyseur de solidarité […] que la tête<br />

d'un homme en jeu parmi d'autres<br />

hommes? En les associant au procès<br />

criminel, le législateur responsabilise les<br />

citoyens à deux niveaux : d'une part<br />

l’accusé comparait devant des jurés qui<br />

ont en charge de le juger, et d'autre part<br />

ces derniers comparaissent devant le<br />

public qui les juge sur leur attention et sur<br />

leur verdict. La légitimité d'un jugement<br />

populaire est forte puisque la cour<br />

d'assises est l'image d'une justice libre et<br />

sereine où des jurés décident d'une cause<br />

où ils n'ont aucun intérêt personnel et<br />

particulier ». [05] Quelle meilleure<br />

illustration de cette «politisation» que le<br />

rapport du Haut comité consultatif de<br />

1996, qualifie de tradition républicaine? Le<br />

rapport de M. Deniau fait justement<br />

remarquer qu'il est important pour l'accusé<br />

de comprendre qu'il n'est pas jugé par une<br />

institution lointaine mais par la société à la<br />

quelle il appartient.<br />

En somme, le jury remplit une<br />

fonction d'intégration républicaine, élément<br />

qui n'avait pas échappé à Casamayor,<br />

puisqu'il déclarait à l'occasion d'un procès<br />

d'assises que les droits et les devoirs du<br />

citoyen se fondent dans le même creuset.<br />

C'est là que se réalise la synthèse de<br />

toute la démocratie.».<br />

B- A la recherche d’un fondement<br />

légal à la représentation du jury<br />

Le droit français, comme le droit<br />

algérien, donne à la représentation un<br />

fondement unique : le représenté n'est<br />

engagé que par un acte dont les termes<br />

ont été définis par la seule volonté du<br />

mandataire, c'est pour l'avoir initialement voulu<br />

en confiant à celui-ci le pouvoir de le<br />

représenter. Ainsi, toute idée de contrainte<br />

disparaît-elle : tout entière construite sur cette<br />

volonté fictive, la théorie juridique de la<br />

représentation efface la volonté du représentant,<br />

conçu comme simple exécutant, magnifie la<br />

volonté réelle ou présumée du représenté, bref,<br />

elle gomme les rapports de pouvoir, les conflits<br />

éventuels, pouvant opposer le représenté au<br />

représentant.<br />

Suivant cette analyse, les juristes se<br />

demandent depuis longtemps si le jury est<br />

l'application judiciaire de la théorie de la<br />

souveraineté nationale et du régime<br />

représentatif inauguré en 1789. C'est la théorie,<br />

sur laquelle s'appuie le droit public français et<br />

algérien. [06] : Pour les uns, le souverain ne<br />

peut être que selon la formule de<br />

J.J.Rousseau, « le peuple en corps »_ce qui<br />

suppose la reconnaissance des différences et<br />

le caractère divisible du peuple souverain dont<br />

la volonté collective sera dégagée par la<br />

procédure majoritaire.<br />

En revanche, d’autres voient que le<br />

souverain ne peut être que la Nation, entité<br />

juridique abstraite, indivisible qui se trouve en<br />

elle-même instituée propriétaire du droit de se<br />

gouverner et qui, selon la formule de<br />

Sieyès, « existe avant tout, elle à l’origine de<br />

tout .Sa volonté est toujours légale, elle est la loi<br />

elle-même ». A la souveraineté « populaire »,l’<br />

Assemblée Constituante préféra la souveraineté<br />

nationale :la souveraineté réside dans la Nation<br />

,entité juridique collective et indivisible ,qui<br />

existe au-dessus des individus et qui les<br />

dépasse.<br />

Ce choix n’est alors pas sans incidence<br />

sur l’exercice de la souveraineté .Peut-on dire<br />

que la Nation « peut » déléguer sa<br />

souveraineté ? Mme F.Lombard exprime dans<br />

son ouvrage<br />

(« Les jurés-Justice<br />

représentative et représentation de la<br />

justice,p.8 ») qu’ « elle y est obligée , dans la<br />

mesure où cette entité juridique abstraite doit<br />

nécessairement, pour exister et pour s’exprimer,<br />

passer par l’intermédiaire de représentants »<br />

[07]. En ce sens ,la souveraineté nationale<br />

postule un régime représentatif, c’est à dire un<br />

régime fondé sur une délégation de<br />

souveraineté à ceux qui représenteront la<br />

Nation, qui auront le pouvoir de vouloir, non<br />

2


La question du jury criminel<br />

pour ceux qui les auront désignés, mais<br />

pour la Nation .<br />

Cette théorie renvoie à une vision<br />

mythique de la Nation comme bloc<br />

indivisible et unanime .Comme l’observe<br />

P.Rosanvallon: « Ainsi hypostasiée, la<br />

Nation finit par prendre une figure bien<br />

abstraite, tant est forte la pensée de son<br />

unité et exigeant le refus de la concevoir<br />

comme une simple addition de<br />

particularités .Conçue de cette matière<br />

abstraite la Nation devient<br />

irreprésentable ».<br />

C’est poser le problème de ce que<br />

certains nomment une aporie de la<br />

représentation :le raisonnement juridique<br />

finit par créer ce qu’il énonce :un système<br />

de représentation dans lequel c’est<br />

finalement, le représentant qui crée le<br />

représenté dans la mesure où la Nation<br />

n’a ni existence , ni volonté tant qu’elle n’a<br />

pas de représentants .<br />

Le sociologue P.Bourdieu voit que<br />

cette théorie juridique est une<br />

« illusion » : « C’est parce que le<br />

représentant existe, par ce qu’il<br />

représente, que le groupe représenté<br />

,symbolisé ,existe et qu’il fait exister en<br />

retour son représentant comme<br />

représentant d’un groupe » [08].<br />

K .Marx voit dans cette<br />

construction juridique un exemple de<br />

fétichisme : l’entité juridique abstraite,<br />

fictive tend à être prise pour la réalité<br />

même ; la norme constitutionnelle tend à<br />

faire advenir ce qu’elle prescrit et ce<br />

passage par la forme juridique en<br />

constitue la garantie suprême[09] .<br />

La représentation qui est faite du<br />

jury par de nombreux juristes repose sur la<br />

même démarche. D’après Mme F.<br />

Lombard, « le jury est la figure judiciaire<br />

de la Nation dont les jurés sont les<br />

représentants ; les jurés ne sont pas les<br />

mandataires de ceux qui les ont désignés<br />

».Ils « incarnent » une entité qui les<br />

précède, le jury, lequel n’a pourtant<br />

d’existence que par eux ». [10]<br />

Seulement, en recourant à ces fictions<br />

d’un être collectif, qu’il soit Nation ou jury,<br />

s’exprimant par l’intermédiaire de<br />

représentants privés de volontés singulières, le<br />

droit obscurcit ce qu’il faudrait précisément<br />

mettre à jour, en faisant de la représentation une<br />

espèce de concept écran qui interdit la<br />

connaissance des processus sociaux,<br />

historiques et symboliques qui ont rendu<br />

possibles l’émergence et le développement des<br />

institutions représentatives.<br />

Mais, comment éclairer cette zone<br />

d’ombre que constitue le passage occulté par le<br />

droit qui va du représentant au représenté ?<br />

Bref, en mettant le juridique à l’épreuve du<br />

sociologique, en usant d’une approche<br />

renouvelée du concept de représentation.<br />

Partons d’un constat : le jury fonctionne à la<br />

représentation. .Mais celle-ci désigne tout à la<br />

fois un processus institutionnel et une activité de<br />

symbolisation : s‘il s’agit du premier, la<br />

représentation peut être conçue comme une<br />

technique de médiation, un mode d’articulation<br />

entre l’Etat et la société, entre gouvernants et<br />

gouvernés. Ceci renvoie en général à la<br />

problématique du contrat. Quant au deuxième,<br />

la représentation peut être également<br />

considérée comme un processus dialectique.<br />

Nous indiquons d’ailleurs que certains<br />

auteurs tels que Mme Catherine Violas-Bauer<br />

estiment que, le législateur français de 1978<br />

s’est trompé entre représentation et<br />

représentativité. [11] Ainsi à l’occasion des<br />

propositions de réforme sur le recrutement des<br />

jurés suggérées par une Commission instituée<br />

par le Garde des Sceaux de l’époque<br />

M.Lecanuet,il fut mis en évidence une absence<br />

de représentativité du jury par rapport à la<br />

population des départements. Cette étude avait<br />

été effectuée sur la composition réelle des cours<br />

d’assises, par rapport à la population capable<br />

d’être juré dans des départements donnés.<br />

Dans certains d’entre eux, des causes furent<br />

renvoyées à l’absence de représentativité des<br />

listes dès l’origine, c’est à dire des listes<br />

préparatoires, sans que les étapes suivantes ne<br />

puissent y changer quelque chose.<br />

En effet, dès le début alors que<br />

l’établissement des listes s’opérait sous l’autorité<br />

d’un magistrat, il s’avérait en fait que le<br />

recrutement des jurés était quasiment<br />

abandonné aux mains des maires ou du<br />

personnel de mairie. De cette constatation fut<br />

déduite l’absence du caractère démocratique du<br />

jury. D’où la nécessité d’une réforme .La<br />

confusion est alors consommée, la<br />

3


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

représentativité est confondue avec la<br />

démocratie.<br />

En vue de remédier à cette<br />

situation, le tirage au sort sur les listes<br />

électorales est choisi par le législateur. Le<br />

maire ne retrouve pas dans cette loi la<br />

même possibilité d’action que dans la loi<br />

antérieure. Désormais tirant au sort<br />

publiquement les noms, il lui incombe<br />

seulement d’informer la commission<br />

départementale des causes d’incapacité<br />

comprise en termes larges, et définie<br />

strictement par le code. Il a<br />

essentiellement une fonction de recueil<br />

d’information auprès des personnes<br />

concernées, ainsi que d’explication des<br />

devoirs en vue d’un éventuel retrait de leur<br />

nom sur la liste. La commission instituée<br />

par cette loi, est-elle même nouvelle, se<br />

situant non plus à l’échelle de<br />

l’arrondissement, mais au niveau du<br />

département.<br />

Pour certains juristes, ce<br />

système de recrutement choisi, basé<br />

certes sur davantage d’égalité d’accès<br />

entre les citoyens, n’en est pas pour<br />

autant un modèle de représentativité. Le<br />

tirage au sort par hypothèse aléatoire<br />

quant au choix des personnes sur lequel il<br />

se porte, ne garantit aucunement une<br />

juste, et fidèle représentation de la société<br />

telle qu’elle est socialement structurée à<br />

un moment donné. En outre, si tel était le<br />

cas, il faudrait que ce système soit à<br />

même de pouvoir corriger constamment<br />

les modifications et évolutions inévitables<br />

des différentes catégories concernées.<br />

L’étude de Mme F.Lombard a<br />

conclu qu’il s’agit , ni plus ni moins que<br />

d’un nouveau mode de représentation,<br />

concourant à l’application dans le domaine<br />

judiciaire de principes identiques à ceux<br />

qui ont participé à la construction de l’Etat<br />

tel que nous le concevons encore. Or, le<br />

législateur français, a confondu la<br />

légitimité d’exercice d’une fonction avec<br />

ses modalités d’exercice. Plus encore,<br />

affirme l’auteur : « Si, au cours du temps, il<br />

y a bien une légitimité , inaugurée par la<br />

Révolution, qui ne change pas, en<br />

revanche son exercice selon l’époque, a<br />

autorisé la pluralité des contenus, au<br />

travers de multiples techniques de choix et<br />

de diverses théories de la représentation ». [12]<br />

La représentation démocratique s’agissant du<br />

jury suppose toujours selon l’auteur un choix<br />

entre deux hypothèses, soit laisser les citoyens<br />

élire leurs représentants, c’est à dire les jurés,<br />

soit abandonner cette désignation « au choix<br />

aveugle du tirage au sort ».<br />

Il est à noter également qu’en droit<br />

français, le jury populaire n’est pas un principe à<br />

valeur constitutionnelle. En revanche, il<br />

constitue en droit algérien un des droits<br />

fondamentaux reconnus par les lois. L’article<br />

168 de la Constitution algérienne de 1989 le<br />

prévoit expressément. M.René Faberon a déjà<br />

écrit : « Il représente le peuple, l’organe naturel<br />

des sentiments de générosité, de pardon et<br />

d’humanité » [13].<br />

En France, dans le cadre de la réforme<br />

de la procédure criminelle, le Haut Comité<br />

consultatif de 1996 [14] associe le jury à un<br />

élément de citoyenneté très symbolique.<br />

M.Lesclous et Mme Marsat dans leur article<br />

(« Rapport du Haut comité consultatif sur la<br />

procédure de jugement en matière<br />

criminelle »,Rev.Int.D.P.,p.3.), ont également<br />

écrit : « Il remplit donc une fonction d’intégration<br />

républicaine , tout en resserrant les liens du<br />

peuple avec sa justice ». Le Haut Comité<br />

conteste cependant sur le plan juridique<br />

l’assimilation entre jury et représentation du<br />

peuple .De quels arguments les membres de<br />

celui-ci font-ils état pour étayer leur thèse ?<br />

D’abord ils invoquent l’article 3 de la Constitution<br />

française de 1958, aux termes duquel la<br />

souveraineté nationale appartient au peuple qui<br />

l’exerce par ses représentants et par voie du<br />

référendum. Les jurés, faute de mandat de<br />

représentation dont seules disposent les<br />

autorités législatives et faute d’un mode de<br />

nomination par l’élection, ne sauraient tirer leur<br />

légitimité de la souveraineté nationale. Mais, on<br />

peut se demander si l’article qui pose le<br />

principe du « gouvernement par le peuple et<br />

pour le peuple » n’a pas de quoi nuancer la<br />

portée de l’article 3 précité.<br />

Le Haut Comité a recours à un autre<br />

argument découlant de la jurisprudence du<br />

Conseil constitutionnel français, selon laquelle le<br />

jugement par jury ne figure ni dans la<br />

Déclaration des droits de l’Homme, ni dans<br />

aucun préambule de la Constitution. La question<br />

se pose également, dès la Constitution de 1791<br />

et en 1793, de savoir qui traite des activités<br />

4


La question du jury criminel<br />

judiciaires sous l’intitulé de « pouvoir »<br />

(quoiqu’en le subordonnant à l’exécutif et<br />

au législatif, ) et qui affirme que tous les<br />

pouvoirs émanent de la Nation. N’est-ce<br />

pas admettre implicitement que le jury est<br />

dans ce cas ?<br />

Certains auteur comme Marcel<br />

David estiment que la bonne manière de<br />

répondre à la question des fondements du<br />

jury populaire est de l’envisager durant sa<br />

phase initiale, c’est à dire sous l’angle du<br />

mode de désignation des jurés par voie<br />

de tirage au sort conformément aux<br />

dispositions de la loi de 1978, le jury<br />

populaire a bien pour fondement la<br />

souveraineté comme autorité suprême,<br />

tout en constituant un des attributs<br />

légitimes de celui-ci. En revanche, dès lors<br />

que les jurés sont en mesure d’exercer<br />

leur activité juridictionnelle le fondement<br />

de celle-ci réside dans la symbiose entre<br />

la citoyenneté démocratique et le civisme<br />

républicain. C’est de la citoyenneté que<br />

les jurés sont habilités à se prévaloir : «<br />

Ce qui implique pour chaque citoyen et<br />

chaque citoyenne tirés au sort le droit<br />

d’exercer leur fonction selon des modalités<br />

qui leur permettent d’en user effectivement<br />

et qui, de plus, leur laissent en principe le<br />

droit éventuel d’y renoncer. Ainsi, c’est au<br />

nom du civisme, donc de l’éthique qui ne<br />

se réduit pas à un simple devoir moral,<br />

que le juré est tenu de fournir une raison<br />

valable pour l’obtention d’une dispense,<br />

impliquant renonciation, de sa part, à<br />

assumer la fonction, et ce à peine d’une<br />

amende dans le cas contraire ». [15]<br />

Quant à l’argument décisif, déjà<br />

invoqué, auquel a recours le Haut Comité<br />

et qui l’amène à considérer la cause<br />

juridiquement entendue, est tiré du mode<br />

de nomination des jurés : ceux-ci n’étant<br />

pas élus mais tirés au sort ne sauraient<br />

faire figure de représentants. L’auteur a<br />

remarqué à l’encontre de cette assertion,<br />

que le fait pour les jurés d’être élus ne leur<br />

confère pas en1791 et en 1793, la qualité<br />

de représentants. Il ajoute encore : « Bien<br />

que pour la mise en œuvre suprafonctionnelle<br />

du pouvoir législatif l’élection<br />

s’impose, celle-ci n’est pas le seul mode<br />

de nomination qui, eu égard aux instances<br />

dotées de la souveraineté fonctionnelle,<br />

trouve grâce auprès de la démocratie<br />

.C’est bien ainsi que l’entend la gauche radicale<br />

durant la Troisième République ; elle estime<br />

même que le tirage au sort, dès lors qu’il est<br />

effectué sur la base du suffrage universel, offre<br />

plus de garanties de respect des principes<br />

démocratiques d’égalité et de non-politisation<br />

partisane que l’élection, du moins pour ce qui<br />

concerne le jugement par jury .Est-il même si<br />

sur qu’à n’être pas à proprement parler des<br />

représentants, à l’instar des députés élus, les<br />

jurés affaiblissent leur représentativité ?<br />

N’évitent-ils pas de la sorte de prêter le flan aux<br />

objections, pas toutes dénuées de justesse, qui<br />

assaillent les députés nantis d’un mandat<br />

représentatif de type classique hérité de la<br />

Révolution ? ».<br />

Reposant sur la théorie du contrat social<br />

de J.J.ROUSSEAU, nous estimons que la<br />

légitimité de ces représentants trouve son appui<br />

dans le mandat de l’élu populaire : les gens<br />

délèguent une partie de leurs libertés aux élus<br />

populaires pour désigner parmi eux, des<br />

personnes qui les représentent auprès de<br />

l’autorité judiciaire. M. Bruno. Waechter a déjà<br />

écrit : « Le jury criminel scelle le contrat social<br />

dont il est le ferment, il est un mobile de liberté<br />

dont celui-ci est protecteur et qui joue au profit<br />

des diverses acteurs au procès » [16].<br />

Il nous semble d’ailleurs que le tirage<br />

au sort est le seul mode possible pour nommer<br />

les jurés, et assurer le respect du principe<br />

d’égalité de tous devant la loi .Nous dirons<br />

encore que la désignation par élection ne<br />

fonctionnerait pas bien avec la cour d’assises où<br />

la tache des jurés ne dure pas longtemps,<br />

contrairement à celle des députés. Toutefois,<br />

pour renforcer cette représentation nous<br />

préférons qu’en droit français, comme en droit<br />

algérien, la commission départementale chargée<br />

d’établir les listes des jurés qui, mériterait mieux<br />

le nom de Commission populaire, soit<br />

présidée par un maire élu parmi par les maires<br />

des communes du ressort de la cour d’assises<br />

d’appel, ou son adjoint en cas d’absence ou<br />

d’empêchement. Nous voudrions par cette<br />

proposition voir la concrétisation de la théorie de<br />

la séparation et la collaboration des pouvoirs de<br />

Montesquieu : la présence des représentants de<br />

l’autorité judiciaire dans cette commission<br />

présidée par le représentant des représentants<br />

du peuple, ne serait qu’un contrôle mutuel, car<br />

la présence des jurés dans une cour d’assises<br />

serait l’autre face de ce contrôle. Le mandat du<br />

président qui serait désormais membre de cette<br />

5


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

commission, serait de cinq ans. Son<br />

élection se déroulerait en même temps<br />

que les élections municipales.<br />

Nous nous interrogeons à ce<br />

propos sur l’autorité chargée d’indemniser<br />

les jurés. Pour quelle raison ces derniers<br />

sont indemnisés par l’autorité judiciaire ?<br />

En réalité, la mission du juré est une<br />

collaboration de deux institutions :<br />

l’autorité locale, en considérant que le juré<br />

est le représentant du peuple ; l’autorité<br />

judiciaire, en considérant que le juré est<br />

un juge temporaire. Par conséquent, les<br />

charges de cette mission seraient<br />

désormais assurées par les deux<br />

institutions. Sur le plan pratique, les<br />

modalités de cette contribution<br />

financière seraient fixées lors de l’élection<br />

du représentant des maires des<br />

communes du ressort territorial de chaque<br />

cour d’assises.<br />

II- Réflexions sur l’aptitude du<br />

missionnaire populaire<br />

Le droit français, comme le droit<br />

algérien, fixe les règles principales de<br />

l’aptitude requise pour exercer la mission<br />

de juré ( En France, depuis la loi du 15<br />

juin 2000, 9 jurés si la cour d’assises<br />

statue en premier ressort et 12 jurés si elle<br />

statue en appel. En revanche, en Algérie,<br />

2 jurés depuis l’ordonnance du 25 février<br />

1995).<br />

Bien qu’ elles ne soient pas tout à<br />

fait identiques dans les deux droits, les<br />

conditions d’aptitude à la mission de juré<br />

sont cependant déterminées en général<br />

par deux critères : l’un lié à la capacité<br />

politique et civique, l’autre lié à la capacité<br />

intellectuelle ( art.255,C.P.P.F. ; art.<br />

261,C.P.P.A.).De même, les deux<br />

législateurs font en outre référence aux<br />

textes relatifs aux causes d’incapacité (<br />

art.256,C.P.P.F. ;art.262,C.P.P.A.) et<br />

d’incompatibilité ( art.257,C.P.P.F. ;<br />

art.263,C.P.P.A.), qui constituent des<br />

mesures restreignant le droit pour certains<br />

individus d’être juré<br />

Nous nous limitons à l’étude de la<br />

capacité intellectuelle qui touche<br />

principalement à deux questions : la<br />

première concerne l’âge du juré (A) et la<br />

deuxième concerne les connaissances de ce<br />

missionnaire (B).<br />

A- A la recherche d’un âge raisonnable du<br />

juré<br />

En France, le code de procédure pénale<br />

exige l’âge de vingt trois ans pour remplir les<br />

conditions d’aptitude aux fonctions de juré<br />

(art.255, C.P.P.F., en sa rédaction issue de la loi<br />

du 29 décembre1972).<br />

En revanche, en Algérie, le législateur<br />

exige l’âge de trente ans révolus pour pouvoir<br />

exercer ces fonctions (art.261, C.P.P.A.) [17].<br />

Originairement, l’âge de trente ans est considéré<br />

comme celui auquel dans la majorité des cas,<br />

l’esprit a acquis l’expérience de la vie suffisante<br />

pour apprécier sainement les mobiles et la<br />

portée d’un acte, et a perdu cette impulsivité et<br />

ce jugement entier qui sont les propres de la<br />

jeunesse.<br />

Signalons également que la loi française<br />

comme la loi algérienne, n’impose pas de limite<br />

d’âge supérieure. Néanmoins, l’article 258,<br />

C.P.P.F., dispose que les personnes âgées de<br />

plus de soixante-dix ans peuvent, sur leur<br />

demande, être dispensées des fonctions de juré.<br />

Une telle disposition n’existe pas en droit<br />

algérien.<br />

Nous rappelons d’ailleurs qu’en France,<br />

depuis le Code de brumaire de 1810, toutes les<br />

lois relatives au recrutement fixaient l’âge requis<br />

à trente ans révolus, mais l’article 3 issu de la loi<br />

du 29 décembre 1972, a abaissé cet âge requis<br />

à vingt trois ans. Dans tous les cas, cette<br />

obligation s’imposait à peine de nullité.<br />

Or, un projet de loi établi par la<br />

commission de réforme à l’origine de la loi du 28<br />

juillet 1978, prévoyait que les individus désignés<br />

par le sort âgés entre dix-huit ans et vingt-trois<br />

ans devraient être éliminés de la liste<br />

préparatoire . Cette proposition ne trouvant pas<br />

d’écho au Parlement fut supprimée. Dans un<br />

souci d’égalité de traitement, la commission<br />

avait proposé cette solution :elle estima que<br />

puisque les magistrats professionnels ne<br />

peuvent siéger avant d’avoir atteint vingt-trois<br />

ans, il devrait en être de même pour les juges<br />

occasionnels. En cela, la loi de 1978 ne modifia<br />

pas la règle préalablement fixée par la loi de<br />

1972, ayant abaissé l’âge de trente à vingt-trois<br />

ans.<br />

6


La question du jury criminel<br />

Cette réforme n’était pas<br />

satisfaisante pour certains juristes. M.<br />

Versini par exemple, ancien président de<br />

cour d’assises fustige dans son<br />

ouvrage « Avez-vous une intime<br />

conviction », cette loi qui abaisse l’âge à<br />

vingt-trois ans, tant l’expérience et la<br />

maturité sont importantes pour juger<br />

équitablement les autres. L’auteur<br />

dénonce de même vivement le système<br />

du tirage au sort institué par cette loi, qui<br />

place sur un même pied d’égalité « l’idiot<br />

du village et le professeur du Collège de<br />

France ». C’est donc, selon lui, « se<br />

moquer de la justice que d’y admettre tout<br />

le monde, c’est à dire n’importe qui ».[18]<br />

Notons, par ailleurs que, le projet<br />

de loi français n° 2938 de juin 1996<br />

portant réforme de procédure criminelle<br />

ramenait de vingt-trois à dix-huit ans l’âge<br />

minimum requis pour exercer les<br />

fonctions de juré. Cette modification fut<br />

l’une des dispositions les plus débattues à<br />

l’Assemblée nationale française.<br />

M. Jacques. Toubon a justifié cette<br />

modification par le souci d’associer la<br />

jeunesse à une justice qu’elle ne<br />

comprend pas toujours et dont elle se sent<br />

parfois ignorée. Il a par ailleurs considéré<br />

qu’ « il n’ y avait aucune raison de<br />

conserver des âges différents pour la<br />

majorité civique ou civile et pour la<br />

participation à un jury criminel » [19].<br />

D’autres tels que Mme<br />

Frédérique.Bredin et MM Jean-<br />

Pièrre.Philibert, Patrick. Devedjian ont<br />

partagé le même point de vue. Ils ont<br />

considéré que la citoyenneté ne pouvait se<br />

diviser et que des personnes disposant du<br />

droit de vote devaient, quel que soit leur<br />

âge, pouvoir exercer les fonctions de juré.<br />

La Commission des Lois de<br />

l’Assemblée nationale n’avait pas été<br />

convaincue par ces argumentations et<br />

avait adopté un amendement tendant au<br />

maintien du droit actuel. Selon son<br />

rapporteur Pascal. Clément, il peut<br />

« paraître paradoxal, à un moment ou une<br />

majorité se dessine en faveur d’une<br />

expérience minimum préalable à l’exercice<br />

des fonctions de juge d’instruction,<br />

d’abaisser ainsi l’âge des jurés : ceux-ci<br />

remplissent des fonctions juridictionnelles qui<br />

exigent une certaine maturité que n’ont pas<br />

forcément tous les citoyens de dix-huit ans. En<br />

outre, comme l’ont souligné différentes<br />

personnes auditionnées par la commission,<br />

cette diminution de l’âge minimum requis rompt<br />

le parallélisme établi avec les magistrats qui, en<br />

raison des diplômes exigés et de la durée de la<br />

scolarité à l’Ecole nationale de la magistrature,<br />

auront, eux, largement plus de dix huit ans […].<br />

Les fonctions de juré demandent en outre une<br />

maturité que n’ont pas forcément des jeunes<br />

gens entre dix-huit et vingt-trois ans qui,<br />

souvent, ne sont pas encore entrés dans la vie<br />

professionnelle ; le maintien de l’âge minimum<br />

actuel protège les jeunes adultes de la réalité<br />

souvent sordide évoquée au cours des débats<br />

des cours d’assises. »[20]. Cette Commission<br />

s’appuyait dans sa décision sur les résultats des<br />

études sociologiques de M.Christian.Bonnet,<br />

établissant que les individus deviendraient<br />

aujourd’hui de plus en plus vite adolescents et<br />

adultes de plus en plus tard.<br />

Il nous semble que le mieux est de<br />

recourir à l’âge de la majorité civile : car, à cet<br />

âge, on est capable de tous les actes de la vie<br />

civile (art.488, C.Civ.F. ;art.40, C.Civ.A.). La<br />

représentation du juré populaire n’est qu’une<br />

application générale de ces textes : le juré en<br />

tant que mandataire par ricochet doit remplir les<br />

conditions générales pour accomplir un acte<br />

juridique. Et en premier lieu avoir l’âge de la<br />

majorité civile, à savoir, dix-huit ans en droit<br />

français et dix-neuf ans en droit algérien. Cette<br />

majorité, donne-t-elle la capacité de juger ?<br />

« Juger, disait, Casamayor, peser des intérêts et<br />

des valeurs en conflit ». Si, le législateur<br />

français comme le législateur algérien, rend, ces<br />

personnes pénalement responsables à l’âge de<br />

dix-huit ans, c’est qu’il suppose qu’elles sont<br />

capables de distinguer entre le mal et le bien,<br />

l’interdit et le non interdit. Et donc, ils pourraient<br />

juger. A ce propos, nous signalons qu’en<br />

France, le maire de Strasbourg est une<br />

personne âgée de vingt-et-un ans. S’il est<br />

capable de résoudre les problèmes d’une<br />

métropole, à fortiori, il est apte à participer à un<br />

jury criminel.<br />

D’ailleurs, si on désigne un jury<br />

composé de personnes entre dix-huit et<br />

soixante-dix ans, c’est afin que le peuple soit<br />

représenté dans la diversité de ses opinions<br />

sociales car, le choix des jurés se fait par un<br />

tirage au sort qui est le « plus neutre des modes<br />

de désignation » Il permet probablement un<br />

7


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

meilleur équilibre, entre indulgence et<br />

sévérité grâce à la diversité des<br />

personnes et des âges.<br />

B- vers un jury quasi-professionnel<br />

Le législateur français, comme le<br />

législateur algérien, exige également que<br />

le juré sache lire et écrire (art.255,<br />

C.P.P.F. ; art.261, C.P.P.A.). Le critère est<br />

celui de l’alphabétisation. La personne<br />

illettrée est donc inapte à remplir une telle<br />

mission.<br />

Cette condition a été également<br />

affirmée par la jurisprudence. La cour<br />

suprême algérienne dans un arrêt du 20<br />

février 1968(Annuaire de la justice 1968,<br />

p.58) a cassé un jugement rendu par un<br />

tribunal criminel qui a admis en son sein,<br />

contrairement à l’article 261, C.P.P.A., un<br />

assesseur juré illettré car le jury doit<br />

participer activement et en pleine<br />

connaissance de cause aux débats qui se<br />

déroulent devant lui et être à même d’agir<br />

avec discernement, soit pour punir, soit<br />

pour excuser, soit pour acquitter.<br />

M. Nouguier voyait que cette cause<br />

d’inaptitude s’appuie sur une justification<br />

légitime : « Quant à l’impuissance de ceux<br />

qui ne savent ni lire ni écrire en français,<br />

elle était notoire avant la loi (entendu celle<br />

de 4 juin 1853), quoiqu’elle n’eut point été<br />

déclarée par la jurisprudence.<br />

L’expérience avait bien souvent démontré,<br />

dans le cours des débats, spécialement<br />

pour les affaires de faux, les fâcheux<br />

effets pouvant résulter d’une pareille<br />

ignorance. L’abus, lors du vote, des billets<br />

illisibles ou des billets blancs, amenant<br />

parfois des acquittements étranges, avait<br />

rendu ces effets plus fâcheux encore. Il y<br />

avait en outre, peu de convenance et de<br />

dignité à admettre, lorsque la loi ordonne<br />

la remise aux jurés, au moment où va<br />

s’ouvrir sa délibération, d’une partie<br />

notable des pièces de l’affaire, que les<br />

pièces pussent être une lettre morte pour<br />

certains d’entre eux » [20].<br />

Le point de vue de Tarde n’est pas<br />

différent. Il nous a rapporté : « Je tiens du<br />

chef d’un jury ce renseignement que, dans<br />

une affaire très grave, sur sept oui l’un<br />

était écrit voui, on crut devoir voter de<br />

nouveau : il n’y eut alors que six oui, l’auteur du<br />

voui ayant écrit non parce que l’orthographe de<br />

non mais point celle de oui lui était<br />

connue…etc.» [21].<br />

M. Donnedieu de vabres, dans son traité<br />

(Traité élémentaire du droit criminel et de<br />

législation pénale comparée, p.709), prétendait<br />

également que les jurés sont souvent «<br />

incapables d’attacher aux débats la somme<br />

d’attention nécessaire ».<br />

Quant à André Gide, il nous fait part de<br />

son étonnement ayant lui même à plusieurs<br />

reprises exercé les fonctions de juré : « Ce<br />

n’est pas que pour être bon juré une grande<br />

instruction soit nécessaire, et je sais certains<br />

paysans dont les jugements sont plus sains que<br />

ceux de nombre d’intellectuels ; mais je<br />

m’étonne néanmoins que les gens<br />

complètement déshabitués de tout travail de tête<br />

soient capables de prêter l’attention soutenue<br />

qu’on réclame ici des heures durant. L’un d’eux<br />

ne me cachait pas sa fatigue ; il se fit récuser<br />

aux dernières séances : « sûrement je serais<br />

devenu fou », disait-il. C’était un des meilleurs. »<br />

[21].<br />

L’avis de M. Cruppi n’était pas<br />

différant : « A suivre époque par époque ces<br />

définitions on voit que chacune d’elles reflète la<br />

philosophie du jour, et demande au juré les<br />

facultés et les méthodes que chaque<br />

jurisconsulte a dû reconnaître à son philosophe<br />

préféré. » [23].<br />

De même, M. Forgues en réponse à une<br />

question posée lors d ‘une séance consacrée à<br />

la question « Faut-il supprimer le jury ? » ; « Le<br />

mal est plus grave au point d’être incurable et ce<br />

n’est pas pour des raisons d’indocilité du<br />

président et des assesseurs qu’il acquitte, mais<br />

parce qu’il lui-même inapte à ces fonctions[…],<br />

et que cette équipe de hasard ne peut<br />

théoriquement donner aucune garantie<br />

d’intellectualité moyenne, alors que c’est<br />

précisément à elle incombe le soin de juger des<br />

affaires de jour en jour plus délicates. » [24].<br />

Le point de vue de M. Jean. Graven,<br />

n’est pas moins sévère. Lors de son intervention<br />

aux IIIè journées d’Etudes juridiques Jean.<br />

Dabin (Louvain 19 et 20 mai 1967), il disait<br />

: « Un jury est incapable de déceler les causes<br />

profondes et le métabolisme d’un délit, et il<br />

8


La question du jury criminel<br />

convient de le remplacer par des vrais<br />

juges pénaux. ».<br />

M. <strong>El</strong>-Kailani estime qu’il n ‘y a pas<br />

de raison de choisir des juges non<br />

qualifiés au motif qu’ils sont du peuple, les<br />

juges professionnels sont également du<br />

peuple. En outre, ils sont souvent, cause<br />

de leur ignorance, influencés par<br />

l’éloquence des avocats [25].<br />

Mme. Violas-Bauer a conclu dans<br />

sa thèse, « La question du jury de la cour<br />

d‘assises, p.185 », qu’il faut « adjoindre à<br />

côté de ces personnes novices, des<br />

citoyens exerçant des professions en<br />

relation avec les sciences humaines, telle<br />

qu’un psychologue par exemple, ou<br />

d’autres plus spécialisés dans le secteur<br />

juridique, permettrait d’aboutir à un collège<br />

des personnes ayant des techniques de<br />

raisonnement suffisamment différentes.<br />

Cette composition permettrait d’apporter<br />

au jugement de l ‘affaire un éclairage tout<br />

à fait intéressant. De surcroît, aptitudes<br />

professionnelles et personnelles<br />

permettraient une meilleure appréhension<br />

de l’affaire, de l’accusé ainsi que des<br />

conséquences les mieux adaptées. ».<br />

L’auteur nous a donné également un<br />

exemple concernant la cour d’assises des<br />

mineurs : « la cour d’assises des mineurs<br />

ne propose-elle pas pour cette juridiction,<br />

d’associer au magistrat instructeur deux<br />

autres magistrats spécialisés, c’est à dire<br />

les deux du tribunal pour enfant et deux<br />

assesseurs laïcs supplémentaires tirés au<br />

sort pour l’affaire sur des listes de<br />

personnes appartenant à des catégories<br />

socio-professionnelles déterminées :<br />

médecins, psychologues, éducateurs,<br />

assistants sociaux, membres de<br />

l’enseignement. Pour quelle raison cette<br />

composition envisageable pour les<br />

mineurs ne le serait-elle pas a fortiori pour<br />

les majeurs ? L’aspect psychologique<br />

n’est pas plus à négliger lorsqu’il s’agit de<br />

l’une ou l’autre de ces catégories. ».<br />

Nous rappelons d’ailleurs,<br />

qu’hormis une certaine connaissance de la<br />

langue officielle, la loi française comme la<br />

loi algérienne n’exige aucune aptitude<br />

particulière. C’est ce que certains auteurs<br />

contestent : « On pourrait à notre époque<br />

où l’instruction est obligatoire et<br />

9<br />

généralisée se montrer un peu sévère et exiger<br />

au moins, le certificat d’études primaires » C’est<br />

aussi en fonction de cette idée que certains<br />

législateurs en Europe tel que le législateur<br />

italien décide que les jurés devaient être munis<br />

d’un titre d’études secondaires. Mais il s’agit il<br />

est vrai de la condition d’aptitude pour exercer<br />

les « fonctions » de juré au stade de la cour<br />

d‘assises ». [26] De même, le projet de loi<br />

français n° 2938 portant réforme de procédure<br />

criminelle n’a pas apporté des innovations<br />

concernant cette question.<br />

A vrai dire, notre avis sur ce point est<br />

moyen, il prend en considération deux ordres. le<br />

premier concerne la nécessité de garder l’esprit<br />

de l’institution de jury. Le second relatif à<br />

l’exigence d’avoir des connaissances juridiques<br />

pour pouvoir trancher des questions de droit : il<br />

faut reconnaître d’abord que la participation des<br />

citoyens à l’administration de la justice<br />

répressive, est un fait historique qu’on rencontre<br />

d’assez bonne heure dans les anciennes<br />

civilisations. Mais le principe corrélatif de<br />

l’incompétence des citoyens pour juger toute<br />

une partie du procès criminel, à savoir les<br />

questions de droit, n’a pu apparaître qu’avec le<br />

développement d’une civilisation qui a<br />

transformé la répression, de simple fait,<br />

instinctif, souvent arbitraire, en un véritable<br />

phénomène juridique ; les questions posés au<br />

procès se sont alors dissociées et distinguées.<br />

Le juge primitif devait apprécier souverainement,<br />

dans chaque espèce, si le fait qui lui était<br />

soumis méritait une peine, si son agent devait<br />

être puni, et de quelle peine il pouvait être<br />

frappé ; l’ensemble du problème restait une pure<br />

question de fait, d’opportunité ; il consistait dès<br />

lors en un examen qui n’exigeait aucune lumière<br />

d’ordre technique et professionnel ; seulement<br />

l’identité de situation sociale du juge et du<br />

criminel suffisait à assurer à l’individu poursuivi<br />

la garantie essentielle qu’il n’y avait guère<br />

d’abus à redouter d’un juge appelé peut-être<br />

demain à être jugé dans les mêmes conditions<br />

qui marquaient sa judicature temporaire [27].<br />

Mais dès lors que la répression a perdu<br />

son caractère arbitraire, dès lors qu’elle n’a pas<br />

pu être fondée seulement sur la coutume ou sur<br />

la loi, se sont posés des questions nouvelles,<br />

des questions de droit : il ne s’est plus agi<br />

seulement de savoir si tel fait avait été commis<br />

par tel individu (question de culpabilité) ; il s’est<br />

agi de savoir si le fait imputé était bien un fait<br />

punissable, et quel nom il portait dans la<br />

catégorie des faits punissables (question de


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

qualification) ; il s’est agi, ensuite et<br />

surtout, de savoir quelle peine appliquer<br />

au fait punissable étant donné sa<br />

qualification, chaque incrimination et<br />

chaque qualification comportant telle<br />

sanction et non une autre ; et les deux<br />

dernières questions, qualification et<br />

application de la peine, sont des questions<br />

de droit [28] ; elles exigent des<br />

connaissances techniques et<br />

professionnelle, la science de la coutume,<br />

de la loi, que ne peuvent avoir de simples<br />

citoyens car, « le peuple n’est pas<br />

jurisconsulte , disait Montesquieu ». [27]<br />

Par conséquent, nous proposons<br />

qu’en droit français comme en droit<br />

algérien, les futurs jurés siégeant à la cour<br />

d’assises, demeurent des simples citoyens<br />

tirés au sort. Toutefois, ils devraient suivre<br />

une courte formation avant l’ouverture<br />

de la session de 78 heures. Celle-ci<br />

comporterait seulement l’enseignement du<br />

droit pénal spécial et uniquement des<br />

exemples sur les affaires inscrites au rôle<br />

de la session : il s’agirait d’expliquer aux<br />

jurés les éléments constitutifs du viol ou<br />

du vol ainsi que leurs circonstances<br />

aggravantes. La formation serait assurée<br />

par des avocats stagiaires qui ne seraient<br />

pas parties aux affaires inscrites au rôle<br />

de la session, le cas échéant en France,<br />

par les <strong>El</strong>èves avocats en coordination<br />

avec les C.R.F.P.A. Nous estimons<br />

d’ailleurs, que notre proposition<br />

participerait à ce que nous<br />

appelions l’auto-professionnalisation du<br />

peuple, c’est à dire le peuple, serait, à<br />

travers le temps, et, grâce à ses<br />

représentants, capable de résoudre des<br />

questions de droit.<br />

Ainsi Raymond. Lindon a -t-il pu<br />

écrire après une longue expérience<br />

d’avocat général, tout le bien qu’il pensait<br />

des jurés en ces termes : « Sans doute, la<br />

composition des jurés doit-elle, d’un point<br />

de vue démocratique, être améliorée, mais<br />

il n’en demeure pas moins que les jurés<br />

sont pour moi des gens admirables. Je<br />

les ai vus à l’œuvre et je demeure<br />

émerveillé de la sérénité et de l’attention<br />

avec lesquelles ils suivent les débats et<br />

écoutent l’accusé, les témoins, le<br />

ministère public, l’avocat, de la conscience<br />

avec laquelle ils veulent trouver la vérité,<br />

tenir compte de tous les éléments humains, se<br />

dépouiller même, dans la mesure du possible,<br />

des préjugés qu’ils peuvent avoir.[…]. Remplir<br />

les fonctions de juré, c’est accomplir le plus<br />

beau devoir civique qui existe dans notre régime<br />

politique, et je l’ai toujours vu faire d’une façon<br />

qui me fait tenir la Cour d’Assises en haute<br />

estime » [29].<br />

M. Jean-Yves Le Borgne, avocat, ancien<br />

directeur de l’Institut de droit pénal du barreau<br />

de Paris conclut de même: « Je suis désolé de<br />

dire devant un tel aréopage que la légitimité du<br />

juge-pas de base polémique, nous avons tous le<br />

respect qu’il convient et la considération méritée<br />

pour le corps des magistrats-est une fiction dont<br />

on se plaît à se demander sur quoi elle repose.<br />

Ontologiquement,<br />

historiquement,<br />

philosophiquement, quel est le fondement de la<br />

légitimité du juge ? Jadis, il était celui qui<br />

possédait la délégation du roi. Aujourd’hui la<br />

preuve que rendre la justice au nom du peuple<br />

est un mythe tient dans la réalité : il est des<br />

jugement de peu d’importance rendus « au nom<br />

du peuple français » et, des jugements<br />

fondamentaux rendus « par le peuple français »,<br />

c’est-à-dire le jury populaire ». L’auteur<br />

poursuit : « Si l’on supprime le jury, on arrache à<br />

la justice son âme. Certes, ce qui est source de<br />

vérité est aussi l’occasion d’erreurs et cela nous<br />

pose problème, mais il faut conserver l’âme de<br />

la justice avec une possibilité de contrôler de<br />

ses erreurs » [30].<br />

Me Huguette André-Coret, Avocate,<br />

ancienne présidente de la Conférence des<br />

Bâtonniers soutient la même conclusion : « Je<br />

puis me référer à mon expérience d’avocate<br />

auprès d’une juridiction d’une grande ville<br />

nouvelle de la Région parisienne. Les jurés,<br />

dans leur grande majorité, sont des personnes<br />

consciencieuses. <strong>El</strong>les sont convaincues d’être<br />

elles-mêmes des juges. Je reprends à cette<br />

occasion les propos de M. Jean-Yves<br />

Leborgne : je crois qu’il ne faut pas se priver de<br />

la sacralisation du juré. » [31].<br />

Rappelons à ce propos, que l’étude du<br />

Groupe de recherche et d’information sur la<br />

fonction de juré de Lyon a démontré que le<br />

contact avec la cour d’assises était<br />

impressionnant pour la plupart des jurés (87 %)<br />

par le cérémonial [32]. C’est pourquoi nous<br />

souhaitons que notre proposition soit étayée par<br />

une autre formalité qui participerait d’une part, à<br />

l’atténuation des pressions que les jurés<br />

10


La question du jury criminel<br />

peuvent subir par le « prestige des<br />

robes noires et rouges », et de donner aux<br />

jurés le respect qu’ils méritent en tant que<br />

des « juges d’un jour », d’autre part.<br />

En effet, nous voudrions qu’en<br />

France, le futur juré, siégeant à la cour<br />

d’assises porte une écharpe tricolore<br />

identique à celle que porte le maire<br />

français pendant l’exercice de ses<br />

fonctions. Toutefois, elle porterait ainsi un petit<br />

« flambeau » qui symbolise la liberté, et la date<br />

de l’instauration du jury populaire en France :<br />

« 1789-1791 ». De même, le futur juré algérien<br />

devrait également porter une écharpe tricolore<br />

qui porterait le Drapeau Algérien, ainsi que un<br />

petit « flambeau » mentionnant la date de<br />

’indépendance de l’Algérie ainsi la date de<br />

l’instauration du premier jury dans ce<br />

pays: « 1870-1962 ».<br />

Références bibliographiques<br />

[01] VOUIN (R.)., «La cour d'assises de 1808 à 1958.», in , Mélanges Hugueney, Sirey, 1964, p.225<br />

[02] MARTINAGE (Renée.)., « Le jury dans l'Empire colonial », in, «Les destinées du jury criminel »,<br />

Ester ,Lille,1990,p.188.<br />

[03] VIOLAS - BAUER (Catherine.)., La question du jury de la cour d’assises, thèse Paris I,1996,p.67.<br />

[<strong>04</strong>]DONNEDIEU DE VABRES (Henri.), Traité élémentaire de droit criminel et législation pénale comparée,<br />

3 ème édition, Sirey, Paris,1947, p. 710.<br />

[05] CASAMAYOR, La justice, l'Homme et la liberté, Arthaud, 1965, p.39<br />

[06] BOUCHIÎR (Saïd.). La théorie de l’Etat, O.P.U., Alger, 1993, p. 30 ; LOMBARD (Françoise.)., Les<br />

jurés -Justice représentative et représentations de la justice, L’Harmattan,Paris,1993,p7.<br />

[07] LOMBARD (Françoise.).,op.cit.,p.8.<br />

[08] BOURDIEU (Pierre.)., « La délégation et le fétichisme politique », in BOURDIEU ( Pierre.)., Choses<br />

dites , Les éditions de Minuit , 1987,p.186.<br />

[09] MARX (K.)., L’idéologie allemande, Ed. Sociales, Paris, 1975.<br />

[10] LOMBARD (Françoise.).,op.cit .,p.9.<br />

[11] VIOLAS-BAUER( Catherine.) ,op. cit., p.70.<br />

[12] LOMBARD (Françoise.).,« Les citoyens- juges - la réforme de la cour d’assises »,Rev.Sc.Crim.,1996,<br />

p.775 ; Les jurés-Justice représentative et représentations de la justice,op.cit.p.294.<br />

[13] Annuaire de la justice-Ministère de la justice algérien, 1965, p.17<br />

[14] Sur les travaux de ce comité, voir, MIGNON- GARDET (Marie.)., « Le rapport du Haut<br />

comité consultatif sur la réforme de la procédure criminelle : un sens d'équilibre», Petites. Aff., n° 58, 13<br />

mai 1996, p. 4.<br />

[15] DAVID (Marcel. )., « Souveraineté, citoyenneté, civisme : quelle légitimité pour le jury »,<br />

in, « La cour d’assises », La Documentation française, Paris, 2001,p.131.<br />

[16] WAECHTER (Bruno.). « Le jury criminel à l’épreuve de la souveraineté populaire »,<br />

Petites.Aff.,n°43, avril 1996,p.8.<br />

[17] C’est au jour du tirage au sort du jury de jugement qu’il convient de se placer pour apprécier<br />

l’âge d’un juré :C.S.A.,Crim.30-12-1975,Po.n°12567 ;C.C.F.,Crim-26-07-1966, Bull.Crim.,n°213.<br />

[18] VERSINI., Avez-vous une intime conviction, Brèséd.,1990.<br />

11


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

[19] GIRAULT (Jean-Marie.), Rapport n ° 275 (96-97), fait au nom de la Commission des Lois, déposé au<br />

Sénat le 20 mars 1997, p.71-72.<br />

[20] NOUGUIER (Charles.)., La cour d’assises, Traite pratique, 5 Vol., Éd. Cosse., 1889,p.485.<br />

[21] TARDE (Gabrièl.).,La philosophie pénale, Masson, Paris 1892 ,p.443.<br />

[21] VIOLAS-BAUER (Catherine.).,op.cit., p.178.<br />

[23] CRUPPI (Jean.).,La cour d’assises, Calmann -Levy, Paris, 1898.,p.261.<br />

[24] FOGUES (Emile.)., « Faut-il supprimer le jury ? », Rev.Pén.D.P.,1929, p.262.<br />

[25] <strong>El</strong>-kAILANI (Farouk.). («Isticlale <strong>El</strong>-Cadâ », « L’indépendance de l’autorité judiciaire », 1 ère éd., « Dar <strong>El</strong>-<br />

Nahda <strong>El</strong>-Arabia », Le Caire, 197, p.30.<br />

[26] BOUZAT (P.), PINATEL (J.)., Traite de droit pénal et de criminologie, T.II, 2 e éd, Dalloz, Paris,<br />

1970,p.1093<br />

[27] GARRAUD., Traité d’instruction criminelle et de procédure pénale, t.IV., 3 e éd, Sirey, Paris, 1926,p.2..<br />

[28] DONNEDIEU DE VABRES (Henri.)., Traité élémentaire de droit criminel et de législation pénale<br />

comparée, op.cit.,p.708.<br />

[29] LINDON (Raymond.)., « Justice : un magistrat dépose… »,P.U.F. ,Paris, 1975.<br />

[30] LE BORGNE (Jean-Yves. ). , « Si l ’on supprime le jury , on arrache à la justice son<br />

âme »,Annonce de la seine, n° 25, 28 mars 1996,p.5.<br />

[31] ANDRE-CORET (Huguette.)., « Ne pas se priver de la sacralisation du juré », Annonce de la Seine.,n°<br />

26,1 er avril 1996,p.8.<br />

[32] Voir, l’analyse du psychologue Didier Weber dans son article, (« L’angoisse d’être juré », Gaz.Pal.,<br />

1992, Doc., p.493.).<br />

12


Problématique des zones steppiques Algériennes et perspectives d’avenir<br />

Problématique des zones steppiques Algériennes et<br />

perspectives d’avenir<br />

Bouzid NEDJIMI - Centre Universitaire de Djelfa.<br />

bnedjimi@yahoo.fr<br />

Mokhtar HOMIDA Centre Universitaire de Djelfa.<br />

Résumé : Depuis plusieurs décennies les<br />

ressources naturelles de l’espace steppique (sol, eau,<br />

végétation,...) ont subis de sévères dégradations dues<br />

aux effets combinés d’une pression humaine et<br />

animale croissante et d’une sécheresse aggravante<br />

sur ces écosystèmes.<br />

Ces dégradations sont accentuées par le contexte<br />

d’affaiblissement de la gestion traditionnelle des<br />

territoirs provoquées par les changements socioéconomiques<br />

et politiques, et l’absence de mesures<br />

appropriées de la part de l’Etat et ses services<br />

techniques pour substituer aux anciennes règles de<br />

gestion du patrimoine pastoral et écologique, de<br />

nouvelles règles pour assurer la sauvegarde et le<br />

développement durable des ressources naturelles.<br />

Aussi et malgré les efforts considérables consentis<br />

par l’Etat dans les zones pastorales et agropastorales,<br />

la situation reste préoccupante et la<br />

concrétisation des objectifs est toujours confrontée à<br />

d’importantes contraintes notamment ecologiques et<br />

socio-économiques.<br />

Cette déstructuration a conduit à de multiples<br />

contraintes dans les systèmes traditionnels<br />

d’organisation et a entrainée une démobilisation des<br />

populations agro-pastorales qui jusque-là assuraient<br />

la sauvegarde de cette ressource.<br />

الملخص:‏ منذ عدة عقود تعرضت الموارد الطبيعية ‏(الماء،‏ التربة<br />

والنبات)‏ في المناطق السهبية إلى استغلال و تخريب حادين بفعل<br />

الإنسان،‏ الحيوان وكذلك الجفاف المؤثر على الدورة الطبيعية.‏<br />

هذه التدهورات ازدادت حدتها بضعف التسيير التقليدي للمحيط الناتج<br />

عن التحولات الاجتماعية،‏ الاقتصادية و السياسية إضافة إلى غياب<br />

التدابير المناسبة من طرف الدولة و مصالحها التقنية،‏ لكي تحل محل<br />

القواعد التقليدية لتسيير الموارد الرعوية و البيئية،‏ قواعد جديدة<br />

لضمان الحماية و التطوير الدائم للموارد الطبيعية.‏<br />

كذلك رغم المجهودات المعتبرة المبذولة من طرف الدولة في<br />

المناطق الرعوية و الفلاحية-‏ الرعوية،‏ فإن الوضعية تبقى مثيرة<br />

للاهتمام و تجسيد الأهداف يبقى دائما ً مرهون بالاعتراضات الجدية،‏<br />

خاصة منها الطبيعية الاجتماعية و الاقتصادية.‏ هذه التدهورات أدت<br />

إلى عدة عراقيل في أجهزة الأنظمة التقليدية وبالتالي نتج عن ذلك<br />

ركود لتنقل سكان هته المناطق الذين كانوا إلى حد الساعة مسؤولون<br />

عن حماية هذه الثروة.‏<br />

1. Introduction<br />

On désigne généralement par parcours, des<br />

pâturages formés par une végétation<br />

spontanée et exploitée de manière extensive<br />

en vue de l’alimentation d’un cheptel, dans<br />

notre cas, essentiellement ovin (1). Suite à la<br />

croissement démographique et à la<br />

sédentarisation d’une partie croissante de la<br />

population steppique, on assiste<br />

actuellement à une extension rapide de<br />

l’agriculture au détriment des meilleures<br />

zones pastorales dont la végétation naturelle<br />

est détruite par des moyens mécaniques de<br />

Abstract : For several decades the natural resources<br />

of steppe region (soil, water, vegetation…) have<br />

undergone severe degradations due to the combined<br />

effects of a human and animal pressure increasing and of<br />

a worsening dryness on the ecosystems.<br />

These degradations are accentuated by the context of<br />

weakening of the traditional management of the<br />

territories caused by the socio-economic and political<br />

changes, and the absence of suitable measurements of<br />

the State and its technical departments to substitute for<br />

the old rules of management of the pastoral and<br />

ecological inheritance, of new rules to ensure the<br />

safeguard and the durable development of the natural<br />

resources.<br />

In addition, the considerable efforts authorized by the<br />

State in the pastorals and agro-pastorals zones, the<br />

situation remains alarming and the concretisation of the<br />

objectives is always confronted with significant in<br />

particular ecologic and socio-economic constraints.<br />

This destructuration led to multiple constraints in the<br />

traditional systems of organization and led a<br />

demobilization of the agro-pastorals populations which<br />

up to that point ensured the safeguard of this resource.<br />

plus en plus puissants. Cette destruction est<br />

également aggravée par l’accroissement de la<br />

pression animale sur les surfaces pastorales et<br />

par le prélèvement des produits ligneux destiné<br />

à la satisfaction des besoins en combustibles<br />

(2).<br />

Ces différents phénomènes ont contribué à<br />

accroître la fragilité des écosystèmes, à réduire<br />

leur capacité de régénération et à diminuer leur<br />

potentiel de production. Dans les zones les plus<br />

vulnérables, la surexploitation des ressources<br />

naturelles renouvelable a eu pour effet de<br />

favoriser différents processus de dégradation<br />

conduisant à une progression rapide de la<br />

désertification (3), dont le problème majeur au<br />

quel l’élevage fait face dans ces zones est la<br />

rareté et l’irrégularité des ressources<br />

alimentaires. La production animale des<br />

ruminants dans les zones arides se caractérise<br />

par des crises périodiques dues à des disettes<br />

résultant de la sécheresse.<br />

Au jourd’hui, la situation dans les zones<br />

pastorale et agro-pastorale reste préoccupante<br />

et la concrétisation des objectifs est toujours<br />

confrontée à d’importantes contraintes<br />

notamment<br />

• Le caractère souvent trop sectoriel des<br />

actions de développement entreprises et la<br />

place insuffisante accordée à l’approche<br />

globale et intégrée.<br />

• La faible prise en compte des données<br />

écologique et socio-économique dans de<br />

13


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

nombreux projets et l’absence d’une<br />

politique d’aménagement du territoire et<br />

de gestion des ressources naturelles.<br />

• La faible participation des populations<br />

aux programmes entrepris, aussi bien au<br />

niveau de l’identification et de la<br />

formulation des projets qu’au niveau de<br />

leur mise en oeuvre et de leur évaluation.<br />

• La faiblesse des moyens et services<br />

techniques et administratifs concernés et<br />

leur manque de coordination.<br />

• La contribution insuffisante et parfois<br />

absente des institutions de recherche, de<br />

formation et vulgarisation aux<br />

programmes de développement.<br />

Compte tenu de l’état de dégradation<br />

des parcours et de la forte pression humaine<br />

et animale qui s’exerce sur ces écosystèmes<br />

naturels, la reconstitution du couvert ne peut<br />

plus être assurée dans la plus part des cas<br />

par les mécanismes naturels de régénération<br />

et nécessite le recours à des techniques<br />

d’aménagement et de gestion des terres. Ces<br />

techniques se basent sur l’utilisation<br />

judicieuse des eaux de pluie et la plantation<br />

d’espèces ligneuses adaptées à ces régions,<br />

contribuant aussi bien à l’accroissement de<br />

la production qu’à la protection des sols<br />

contre l’érosion (4).<br />

2. Présentation des zones steppiques<br />

La steppe Algérienne est située entre les<br />

isohyètes 400mm au nord et 100mm au sud.<br />

<strong>El</strong>le s’étant sur une superficie de 20 millions<br />

d’hectares (5), entre la limite sud de l’Atlas<br />

Tellien au nord et celle des piémonts sud de<br />

l’Atlas Saharien au Sud, répartie<br />

administrativement à travers 08 wilayas<br />

steppiques et 11 wilayas agro-pastorales<br />

totalisant 354 communes. Le climat varie du<br />

semi-aride inférieur frais au nord à l’aride<br />

inférieur tempéré au sud (6).<br />

La plus part des sols steppiques sont<br />

caractérisés par la présence d’accumulation<br />

calcaire réduisant la profondeur de sol utile ;<br />

ils sont généralement pauvres en matière<br />

organique et sensibles à la dégradation. Les<br />

bons sols dont la superficie est limitée, se<br />

situent au niveau des dépressions (sols<br />

d’apport alluvial) soit linéaire et constituées<br />

par les lits d’oueds soit fermées et appelées<br />

Dayas (7). La végétation steppique est<br />

représentée par quatre (<strong>04</strong>) grands types de<br />

formations (8) :<br />

Les parcours à graminées :<br />

• Stipa tenacessima (l’Alfa).<br />

• Lygeum spartum (Sparte).<br />

• Aristida pungens (Drinn).<br />

Les parcours à chamaephytes :<br />

• Artimisia herba alba (Armoise blanche).<br />

• Artimisia compestris (Armoise champêtre).<br />

• Arthrophytum scoparium (Remth).<br />

• Thymelaea microphylla (Methnane).<br />

Les parcours à espèces crassulescentes :<br />

• Atriplex halimus.<br />

• Salsola vermiculata.<br />

• Suaeda fructiocosa.<br />

Les parcours dégradés et post culturales :<br />

• Noaea micronata.<br />

• Piganum harmala.<br />

• Asatragalus armatus.<br />

3. Quelques données socio-économiques<br />

Il est généralement admis que<br />

traditionnellement l’activité dominante dans la<br />

steppe était le nomadisme. Ce mode de vie est<br />

basé sur la transhumance vers le Nord et vers le<br />

sud. Cette transhumance était dictée par un<br />

besoin en fourrage dans des zones favorables<br />

(parcours présahariens en hiver, zones<br />

céréalières en été), réglementée par des<br />

ententes tacites entre tribus. Les revenus étaient<br />

tirés essentiellement de l’élevage.<br />

Aujourd’hui la situation a évolué dans les sens<br />

d’une tendance à la sédentarisation et à la<br />

disparition progressive du nomadisme.<br />

3.1. Transhumance d’hiver et d’été (Achaba-<br />

Azzaba)<br />

Le nomadisme et notamment la transhumance<br />

(Achaba-Azzaba) constitue la principale<br />

activité pastorale qui découle des facteurs<br />

historiques économiques et sociaux. C’est une<br />

forme d’adaptation à un milieu contraignant où<br />

l’offre fourragère est marquée par une<br />

discontinuité dans le temps et dans l’espace.<br />

Ces déplacements, s’effectuant en été vers les<br />

zones telliennes (Achaba) et en hivers vers les<br />

parcours présahariens (Azzaba), allègent la<br />

charge sur les parcours steppiques leur<br />

permettant ainsi de se régénérer.<br />

En complémentarité avec les parcours<br />

steppiques, les parcours présahariens, qui<br />

couvrent une superficie estimée à environ 16<br />

millions d’ha (9), sont exploités par les<br />

éleveurs en hivers parce qu’en cette saison,<br />

l’offre fourragère des parcours steppiques est<br />

faible et la température est très basse.<br />

Ces parcours qui recèlent de grandes<br />

potentialités sont caractérisés par un hiver doux<br />

14


Problématique des zones steppiques Algériennes et perspectives d’avenir<br />

et une végétation palatable pour le cheptel.<br />

Cette végétation se compose de plantes<br />

pérennes (Retama retam, Aristida sp,<br />

Arthrophytum sp…), d’annuelles et<br />

d’associations diverses.<br />

Cette forme de l’élevage extensif était<br />

menée depuis longtemps sans grande<br />

difficulté, grâce aux équilibres écologiques<br />

et socio-économiques.<br />

Ce pendant ces équilibres sont remis en<br />

cause en raison notamment de la diminution<br />

de la superficie des parcours et de la chute<br />

de leurs rendements à la suite des<br />

sécheresses répétitives et de la croissement<br />

continu des effectifs ovin d’une part de<br />

l’extension de la céréaliculture au dépens<br />

des meilleurs parcours d’autre part,<br />

réduisant ainsi les ressources alimentaires du<br />

cheptel.<br />

Le mouvement (Achaba) était relativement<br />

facile à organiser du fait d’une grande partie<br />

des zones d’accueil était constitue<br />

essentiellement par les grandes exploitations<br />

du secteur public que l’administration<br />

instruisait pour le libre accès aux champs<br />

sans contrepartie.<br />

Cette pratique a cependant été limitée depuis<br />

la réorganisation de la gestion des terres<br />

agricoles du domaine public qui s’est traduit<br />

par la multiplication de petites exploitations<br />

autonomes (9).<br />

4. Les facteurs de dégradation des<br />

écosystèmes steppiques<br />

Depuis une trentaine d’années, l’écosystème<br />

steppique à été complètement bouleversé,<br />

tant dans sa structure que dans son<br />

fonctionnement à travers sa productivité<br />

primaire. On assiste à un ensablement<br />

progressif allant du voile éolien dans<br />

certaines zones à la formation de véritables<br />

dunes dans d’autres.<br />

La réduction du couvert végétale et le<br />

changement de la composition floristique<br />

sont les éléments qui caractérisent<br />

l’évolution régressive de la steppe.<br />

4.1. Facteurs physiques<br />

4.1.1. Sécheresse<br />

En générale la pluviométrie moyenne<br />

annuelle est faible (100 à 400mm) et sa<br />

répartition est irrégulière dans le temps et<br />

dans l’espace.Les pluies se caractérisent par<br />

leur brutalité (averse) et leur aspects orageux<br />

(6).<br />

Les dernières décennies ont connu une<br />

diminution notable de la pluviométrie<br />

annuelle, avec parfois plusieurs années<br />

consécutives de sécheresse persistante.<br />

De longues observations sur le terrain ont<br />

démontré qu’une aridité croissante provoque<br />

une détérioration des caractéristiques du sol<br />

donnant lieu à un processus de désertification<br />

observé notamment dans le sud oranais et le<br />

sud algérois.<br />

4.1.2. Erosion éolienne<br />

L’action de l’érosion par le vent accentue le<br />

processus de désertification, elle varie en<br />

fonction du couvert végétale. Ce type d’érosion<br />

provoque une perte de sol de 100 à 250<br />

tonnes/ha/an dans les steppes défrichées (6).<br />

4.2. Facteurs anthropiques (humains)<br />

4.2.1. Le surpâturage<br />

Le surpâturage est définit comme étant un<br />

prélèvement d’une quantité de végétal<br />

supérieur à la production annuelle des parcours<br />

(6).La majeur partie de la population steppique<br />

tire ses revenus à travers la pratique de<br />

l’élevage d’un cheptel principalement ovin<br />

(10).L’exploitation permanente des pâturages<br />

naturels, utilisant une charge animale nettement<br />

supérieurs au potentiel de production des<br />

parcours, à pour effet de réduire leur capacité<br />

de régénération naturelle.<br />

Cette sur exploitation est aggravé par<br />

l’utilisation des moyens de transport puissants<br />

et rapides qui permettent la concentration<br />

d’effectifs importants du cheptel au niveau des<br />

zones fraîchement arrosée sans laisser pour cela<br />

le temps nécessaire à la végétation de se<br />

développer (piétinements, surcharge, plantes<br />

n’arrivant pas à boucles leurs cycles…).<br />

Depuis 1975, l’effectif du troupeau ovin au<br />

niveau des zones steppiques à pratiquement<br />

dépassé le double en l’espace de 20 ans, allant<br />

de 8500.000 têtes en 1978 à plus de 15 millions<br />

de têtes en 1999, ce qui respecte 83% du<br />

cheptel national (11).<br />

En absence d’un couvert broussailleux<br />

suffisant, la disponibilité en fourrage dépend<br />

seulement des plantes herbacées annuelles,<br />

elles-mêmes tributaire des précipitations,<br />

habituellement irrégulières.<br />

Cette croissance du cheptel n’a été possible que<br />

par une alimentation de plus en plus basée sur<br />

les concentrés, ceux ci représentent<br />

actuellement plus de 50% de la ration des ovins<br />

dans l’ensemble de la région (6).<br />

Sur les 20 millions d’hectares de parcours<br />

steppique on compte 15 millions de parcours<br />

palatables (12) qui se répartissent en fonction<br />

de leur état de dégradation comme suit :<br />

15


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

La croissance exponentielle du troupeau<br />

steppique est due à plusieurs phénomènes<br />

dont :<br />

• La croissance démographique, la forte<br />

augmentation du prix de la viande ovine<br />

(prix de détail du kg est passé de 50 DA<br />

en 1977, à plus de 600 DA en 20<strong>04</strong>).<br />

• La distribution à bas prix d’orge et<br />

d’aliment concentré aux éleveurs et<br />

l’utilisation une vingtaine d’années de<br />

moyens mécaniques de transport du<br />

troupeau et de citernes d’eau.<br />

L’offre fourragère des parcours ; estimée à<br />

01 milliards d’UF (soit équivalent de 10<br />

millions de quintaux d’orge) ne peut<br />

satisfaire que 15% des besoins alimentaire<br />

de cheptel ovin existant. Le déficit est<br />

comblé par l’importation de concentré et<br />

d’aliment de bétail, selon le Ministère de<br />

l’Agriculture (11), ces importations<br />

dépassent 200 millions de dollars chaque<br />

année.<br />

4.2.2. Défrichement et extension de la<br />

céréaliculture<br />

Au cours des années 70, l’extension de la<br />

céréaliculture fut caractérisée par la<br />

généralisation de l’utilisation du tracteur à<br />

disques pour le labour des sols à texture<br />

grossière fragile. Les labours par ces<br />

derniers constituent en un simple grattage de<br />

la couche superficielle accompagné de la<br />

destruction quasi totale des espèces<br />

pérennes. Ces techniques de labour ont aussi<br />

une action érosive, détruisant l’horizon<br />

superficiel et stérilisant le sol, le plus<br />

souvent de manière irréversible.<br />

Compte tenu des terres laissées en jachère,<br />

la superficie labourée en milieu steppique<br />

est estimée à plus de 2 millions<br />

d’hectares(5), la plus grande partie de ces<br />

terres se situe sur des sols fragiles en dehors<br />

des terres favorables des fonds d’oueds ou<br />

de Dayates.<br />

Cette culture épisodique détruit les plantes<br />

vivaces qui sont remplacées par des espèces<br />

annuelles incapables de retenir le sol. Le<br />

Houerou (6) estime que le degré de<br />

recouvrement des pérennes de la végétation<br />

steppique à diminue d’environ 25% en<br />

moyenne à moins de 5%.<br />

4.2.3. Eradication des espèces ligneuses<br />

comme combustibles<br />

Les besoins en combustible pour la cuisson<br />

des aliments et le chauffage, amènent les<br />

habitants de la steppe à déraciner les espèces<br />

ligneuses, même parfois de petite taille<br />

(Armoise). D’après Le Houerou (6) la<br />

consommation moyenne de bois de feu est de<br />

1.5kg de matière sèche par personne et par jour.<br />

5. Les politiques d’organisation de la steppe<br />

L’extension de la céréaliculture et la<br />

surexploitation des parcours sont les résultats<br />

de l’échec des déférentes politiques menées en<br />

milieu steppiques depuis l’indépendance. Ces<br />

politiques ont toujours ignoré l’organisation<br />

traditionnelle des éleveurs ainsi que leurs<br />

préoccupations.<br />

Au lendemain de l’indépendance le statut<br />

juridique des terres de la steppe était issu de<br />

l’application de la loi du 22 avril 1863 (Sénatus<br />

Consulte) (5), qui à partager le territoire<br />

steppique en :<br />

• Terres publique de statut domanial et<br />

communal regroupant les terres forestières,<br />

alfatières et les superficies de parcours. Les<br />

droits de l’exploitation sur ces terres sont<br />

précaires et révocables.<br />

• Terres «Arch», propriétés collectives des<br />

tribus.<br />

Les tentatives d’organisation des éleveurs et de<br />

parcours sont nombreuses et très peu ont donné<br />

des résultats positifs allant dans le sens de<br />

l’amélioration des parcours.<br />

En 1975, fut promulguée, au titre de la<br />

troisième phase de la révolution agraire<br />

l’ordonnance du 17/06/1975, portant le code<br />

pastoral. Celle-ci stipule que les terres de<br />

parcours situées dans les zones steppiques et de<br />

statut communal, domanial et « Arch », sont<br />

propriété de l’Etat, à l’exception des terres<br />

ayant l’objet d’une mise en valeur constante.<br />

L’application de la troisième phase de la<br />

révolution agraire à travers la mise en œuvre du<br />

code pastoral, a pratiquement été réduite au<br />

versement de l’ensemble des terres publiques et<br />

Arch au fond national de la révolution<br />

agraire(FNRA). Ces terres, en l’absence de<br />

règles de gestion, sont exploitées en fonction<br />

des capacités de chacun sans se soucier de la<br />

préservation des ressources naturelles.<br />

En 1981 fut créé par décret, le Haut<br />

Commissariat au Développement de la steppe<br />

(HCDS), chargé de mettre en place une<br />

politique de développent intégré de la steppe,<br />

en tenant compte de tous les aspects<br />

économiques et sociaux.<br />

Le HCDS lança plusieurs actions<br />

d’amélioration des parcours steppiques : mise<br />

en défens, plantations fourragères,<br />

ensemencements. Compte tenu de l’absence de<br />

participation des agro-éleveurs et du nonrèglement<br />

du problème foncier, ces actions<br />

16


Problématique des zones steppiques Algériennes et perspectives d’avenir<br />

n’ont aucun effet positif sur la régénération<br />

des parcours. Au contraire la dégradation<br />

des parcours s’est aggravée depuis.<br />

En 1992, le HCDS met en œuvre une<br />

nouvelle méthode de réalisation des projets<br />

de développement (notamment ceux relatifs<br />

aux plantations fourragères), basée sur la<br />

participation des membres de familles<br />

d’agro-pasteurs, soit au niveau des<br />

périmètres communaux dont la gestion, une<br />

fois le projet réalisé sera confié à la<br />

commune, soit au niveau des terrains<br />

propriété d’agro-pasteurs, le HCDS assurant<br />

l’appui matériel et technique. L’impact de<br />

cette nouvelle approche participative sur<br />

l’amélioration des ressources pastorales<br />

reste conditionné par le règlement du<br />

problème foncier et la participation active<br />

des communautés d’éleveurs à l’élaboration<br />

et la réalisation des projets et à la gestion<br />

des périmètres aménagés.<br />

Conclusion<br />

L’aménagement et le développement de la<br />

Steppe restent complexes et difficilement<br />

maîtrisables actuellement quant aux choix<br />

des options à prendre et aux nombreux<br />

paramètres interdépendants à appréhender<br />

aussi bien dans l’approche sectorielle<br />

qu’intersectorielle et ou intégré.<br />

S’il est vrai aujourd’hui, que presque tous<br />

les problèmes posés au niveau de cet espace<br />

sont connus et admis de tous, il n’en<br />

demeure pas moins que le cadre dans lequel<br />

doivent s’inscrire les solutions est à<br />

rechercher tant sur les plans juridique,<br />

réglementaire, institutionnel, socio-culturel<br />

et technico-économique...<br />

Aussi la connaissance approfondie des<br />

différents volets constituants le milieu<br />

stepppique (écologique, sociologique,<br />

économique, culturel...) par des études<br />

rigoureuses, détaillées et surtout applicables<br />

aux diversités et spécificités de cette région<br />

sont nécessaires pour élaborer « la base de<br />

données » à partir de laquelle non seulement<br />

tous les aspects de la problématique seront<br />

cernés mais aussi, permettre la projection<br />

des stratégies à moyen et long terme dans un<br />

contexte planifié.<br />

Ceci étant, les programmes qui permettent<br />

d’une part la protection des infrastructures<br />

en place (fixation de dunes, plantations,<br />

mises en défens...) et d’autre part, le<br />

désenclavement de l’espace pastoral par<br />

l’ouverture de pistes, la création de points<br />

d’eau au bénéfice des populations, doivent être<br />

menées dans un cadre coordonné.<br />

Néanmoins, les programmes à entreprendre<br />

doivent s’inscrire dans un cadre plus large<br />

(sous-région, région) pour des besoins de<br />

planification, essentiels à une meilleure<br />

rationalisation des investissents en concertation<br />

avec les agro-pasteurs.<br />

Aussi, il est clair, que la réussite des<br />

programmes de développement de l’espace<br />

pastoral dépend étroitement de :<br />

• L’élaboration d'une loi pastorale.<br />

• La participation effective des populations<br />

pastorales non seulement dans l’exécution<br />

mais surtout dans la conception des<br />

programmes de développement.<br />

• Les études d’aménagement intégré des<br />

zones à vocation pastorale et agropastorales.<br />

• La cohérence et la coordination entre les<br />

intervenants dans ces espaces.<br />

Ces aspects sont fondamentaux car aucune<br />

solution technique ne peut être viable si elle<br />

n’est pas adaptée à la logique des agroéleveurs.<br />

Les programmes de développement de la<br />

Steppe élaborés à ce jour et la valorisation de<br />

ses potentialités ont certes permis, l’exécution<br />

et la réussite de plusieurs projets mais, ils ont<br />

aussi connu de nombreuses contraintes, nées<br />

essentiellement de l’inadéquation entre les<br />

objectifs et les moyens à mettre en oeuvre,<br />

l’omission d’intégrer l’agro-pasteur dans les<br />

modèles définis et des études limitées sans<br />

vision globale pour un large développement.<br />

Au vu de cette situation, le champ de<br />

développement doit être traduit à un niveau<br />

plus large en terme de participation active des<br />

populations où les régions steppiques divisée<br />

en sous régions géo-climatiques seront inscrites<br />

comme cadre essentiel d’investigation avec un<br />

renforcement de l’outil de planification.<br />

17


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

Références bibliographiques<br />

1-Benrebiha A. et Bouabdellah E., 1992-Note sur l’etat des parcours steppiques en Algérie.<br />

Séminaire international du réseau PARCOURS, INES d’Agronomie de CHLEF-Algérie,Num. spéc.<br />

pp. 25-32.<br />

2- Floret C., LE Floc'h E. & Pontanier R. 1992 - Perturbation anthropique et aridification en zone<br />

présaharienne in : l'aridité une contrainte de développement, caractérisation, réponses biologiques et<br />

stratégie de sociétés. Eds LE Floc'h E., Grouzis M., Cornet A. & Bille J.C., Ed. OROSTOM-<br />

Paris, pp. 449-463.<br />

3- Nefzaoui A. & Chermiti A. 1991 - Place et rôles des arbustes fourragers dans les parcours de<br />

zones arides et semi-arides de la Tunisie. Options méditerranéennes. CIHEAM .Montpellier. Série<br />

séminaires n° 16 : 119-125.<br />

4- Dutuit P., Pourrat Y. & Dodeman V.L. 1991 - Stratégie d'implantation d'un système d'espèces<br />

adaptées aux conditions d'aridité du pourtour méditerranéen. Rev. L'amélioration des plants pour<br />

l'adaptation aux milieux arides. Ed. AUPELF-UREF. Paris,<br />

pp. 65-73.<br />

5- Ministère de l'Agriculture 1998- Plan national d'action pour l'environnement. Rapport de<br />

synthèse. 15p.<br />

6- LE Houerou H.N. 1995 - Bioclimatologie et biogéographie des steppes aride du Nord de<br />

l'Afrique- Diversité biologique, développement durable et désertisation. Options méditerranéennes.<br />

CIHEAM. Montpellier Série B : Etudes et recherches n° 10-397p.<br />

7- Pouget M. 1980 - Les relations Sol-Végétation dans les steppes sud-Algéroises, travaux et<br />

documents de l' OROSTOM. Paris, 555p.<br />

8- Djebaili S. 1984 - Steppe Algérienne Phytosociologie et écologie. O.P.U. Alger, 177p.<br />

9- Ministère de l'Agriculture, 1999- Instruction interministérielle relative à l’organisation de la<br />

transhumance d’été (Achaba-Azzaba). n° 301, 6p.<br />

10- Soto G. 1997- Atriplex nummularia, espèce pionnière contre la désertification. FAO. XI<br />

congres Forestier Mondial. 13-22 Oct. 1997. Antalya- Turquie, Vol.2, thème 10, 2p.<br />

11- Ministère de l'Agriculture 2000 - L'Agriculture par les chiffres. 15p.<br />

12- H.C.D.S. (Haut Commissariat au Développement de la Steppe) 2001- Problématique des<br />

zones steppiques et perspectives de développement Rap. Synth. 10 p.<br />

18


Problématique des zones steppiques Algériennes et perspectives d’avenir<br />

Tableau 1. Effectif du cheptel national<br />

Espèces<br />

1990 1995 1999<br />

Production Production Production<br />

Bovins<br />

1 392 700<br />

1 266 620<br />

1650 000<br />

Ovins<br />

17 697 270 17 301 560 18 200 000<br />

Caprins<br />

2 471 950<br />

2 779 790<br />

3 400 000<br />

Camelins<br />

122 450<br />

126 350<br />

220 000<br />

Source : Ministère de l’Agriculture, 2000(11)<br />

14%<br />

1%<br />

7%<br />

Bovins<br />

Ovins<br />

Caprins<br />

Camelins<br />

78%<br />

Graphe1. Effectif national du cheptel<br />

Tableau 2. Etat de dégradation des parcours steppiques<br />

Etat de dégradation superficie Pourcentage Production<br />

annuelle<br />

-Parcours en bon état<br />

-Parcours moyennement dégradés<br />

-Parcours dégradés<br />

03 millions d’ha 20% 120 UF/ha<br />

5.5 millions d’ha 36.7% 70 UF/ha<br />

6.5 millions d’ha 43.3% moins de 30UF/ha<br />

Source : HCDS, 2001(12) 1 UF équivalent à 1Kg d’orge.<br />

Tableau 3. Evolution des importations d’aliment de bétail entre 1990 et 1999<br />

Unité : 1000 $ US<br />

Produits 1990 1995 1999<br />

Céréales de semence<br />

et aliment de bétail<br />

2<strong>04</strong> 591 161 209 209 646<br />

Source : Ministère de l’Agriculture, 2000(11)<br />

250 000<br />

importations en1000 $<br />

200 000<br />

150 000<br />

100 000<br />

50 000<br />

0<br />

1990 1995 1999<br />

années<br />

Graphe2. Evolution des importations des céréales de semence et aliment de bétail<br />

entre 1990 et 1999<br />

19


________________________________________________________ Savoir faire local dans l’Agriculture oasienne : déperdition ou reconduction<br />

Savoir faire local dans l’Agriculture oasienne<br />

déperdition ou reconduction<br />

BOUAMMAR Boualem - Université de <strong>Ouargla</strong><br />

IDDER Med Azzedine - Université de <strong>Ouargla</strong><br />

Résumé : Deux systèmes agricoles, selon la<br />

dimension temporelle (ancien et nouveau<br />

système) se côtoient et sont en étroite<br />

relation. Le savoir faire local, principalement<br />

en termes de pratiques culturales du palmier<br />

dattier et dont les anciennes palmeraies<br />

constituent le principal réservoir, est certes<br />

menacé, mais continue d’être le pourvoyeur<br />

de « techniques » et d’innovation paysanne<br />

pour les nouvelles palmeraies des périmètres<br />

agricoles de mise en valeur.<br />

Les pratiques culturales utilisées dans les<br />

nouvelles plantations de palmier ne<br />

constituent pratiquement qu’une simple<br />

reconduction des pratiques de l’ancien<br />

système agricole même si l’on qualifie (à tort<br />

d’ailleurs) celui-ci de moderne.<br />

Certains métiers sont réellement menacés de<br />

disparition (grimpeurs et artisans) en raison<br />

des mutations socio-économiques connues par<br />

les anciennes oasis et en raison de nouvelles<br />

fonctions (purement économiques) auxquelles<br />

elles semblent être dorénavant destinées. La<br />

logique productiviste semble en effet prendre<br />

le dessus sur les rôles écologique et social qui<br />

était assignés à ces oasis.<br />

Mots clés : savoir faire local,<br />

phoeniciculture, système agricole, techniques<br />

de production , pratiques agricoles.<br />

I. Introduction :<br />

Il est de coutume, quand on s’intéresse à<br />

l’agriculture oasienne, de parler de secteur<br />

moderne et de secteur traditionnel avec tous<br />

les préjugés que cela suppose.<br />

Pour notre part et en matière d’approche, nous<br />

éviterons de nous enfermer dans le cliché<br />

dualiste, moderne –traditionnel où l’on<br />

assimile le système agricole ancien à un<br />

système archaïque, dépassé, « sclérosé », et<br />

le nouveau système à un système moderne<br />

évolué, performant et en pleine mutation.<br />

Cette approche, suppose que ces deux<br />

systèmes sont soumis à la même logique et<br />

évoluent donc dans le même environnement.<br />

<strong>El</strong>le suppose aussi une supériorité en terme de<br />

performance économique et que par<br />

conséquent l’ancien système est condamné à<br />

évoluer vers les nouvelles règles de<br />

l’environnement économique et social.<br />

Sous cet angle, pour survivre aux lois du<br />

marché, une palmeraie (ou exploitation<br />

agricole oasienne) est condamnée à subir une<br />

mécanisation, une fertilisation minérale, une<br />

meilleure productivité, en bref, une plus<br />

grande intégration au marché par une plus<br />

grande utilisation d’intrants et un plus grand<br />

écoulement de la production sur le marché.<br />

Un cinglant démenti nous est apporté<br />

aujourd’hui par les limites de l’agriculture<br />

productiviste et des organismes<br />

génétiquement modifiés, et l’émergence de<br />

l’agriculture biologique.<br />

La nouvelle exploitation agricole oasienne<br />

évolue dans un environnement capitaliste où<br />

le marché est un élément déterminant et où<br />

elle constitue un capital de production et donc<br />

une source de revenu.<br />

Quand à l’exploitation ancienne, elle répond à<br />

plusieurs fonctions dans la mesure où elle<br />

constitue une source d’approvisionnement en<br />

produits agricoles, une source<br />

« d’adoucissement » du climat et un lieu de<br />

détente où de villégiature pour les Ksouriens.<br />

<strong>El</strong>le répond donc à une fonction écologique<br />

importante et permet l’implantation de centres<br />

de vie et constitue un lieu de repos dans un<br />

climat très austère.<br />

C’est dans ce cadre que nous avons posé deux<br />

question qui s’imposent à notre sens : Les<br />

pratiques culturales des anciennes palmeraies<br />

sont-elles reproduites dans les nouvelles<br />

palmeraies ? Y a-t-il déperdition du savoir<br />

faire local ?<br />

Sur cet aspect nous nous sommes reposés sur<br />

deux hypothèses qui constituent des réponses<br />

affirmatives à ces deux questions, ce qui est<br />

généralement admis mais non prouvé à<br />

l’heure actuelle.<br />

Tout d’abord, nous tenons à rappeler les<br />

contours des notions de techniques culturales<br />

et de pratiques culturales. Une pratique est<br />

une façon dont un opérateur met en œuvre<br />

une opération technique alors que les<br />

techniques culturales peuvent être décrites<br />

indépendamment de l’agriculteur ou de<br />

l’éleveur qui les met en œuvre, il n’en est pas<br />

de même pour les pratiques culturales.<br />

II. Matériel et méthodes :<br />

Le travail de recherche s’est déroulé dans la<br />

cuvette de <strong>Ouargla</strong> où nous avons procédé à<br />

un zonage pour dégager les zones homogènes<br />

21


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

sur le plan de la date de création des<br />

palmeraies (ancienne et nouvelle palmeraie).<br />

Ainsi, nous avons effectué 122 enquêtes dans<br />

les palmeraies d’EL kseur, Ngoussa et<br />

Rouissat qui sont relativement anciennes et<br />

dans les palmeraies de Hassi Ben Abdellah et<br />

Mkhadma qui sont des palmeraies de création<br />

récente.<br />

Au vu du nombre important des exploitations<br />

agricoles anciennes par rapport aux nouvelles<br />

exploitations (un total de 10 033 exploitations<br />

dont 8 649 anciennes, soit 86%) nous avons<br />

pris 112 anciennes et 10 exploitations<br />

nouvelles.<br />

Sur le plan méthodologique nous nous<br />

sommes basés sur un questionnaire qui retrace<br />

les pratiques et techniques pratiquées par les<br />

agriculteurs et des observations sur terrain qui<br />

nous renseignent sur l’état des exploitations.<br />

Notre démarche consiste donc à faire un état<br />

des lieux sur le plan de la conduite du palmier<br />

dattier et de faire ressortir les principales<br />

contraintes dans les anciennes et les nouvelles<br />

palmeraies et ensuite de faire une analyse<br />

comparative.<br />

III. Résultats et discussions:<br />

Nous nous limiterons à mettre en évidence les<br />

résultats les plus significatifs qui s’inscrivent<br />

dans notre problématique de départ.<br />

Ainsi, sur le plan de la structure des<br />

exploitations phoenicicoles, nous avons relevé<br />

les principales distinctions qui relèvent de la<br />

nature de l’exploitation et de sa finalité (voir<br />

tableau 1 en annexes).<br />

Le principal trait qui caractérise les anciennes<br />

palmeraies reste indéniablement le<br />

morcellement (du principalement à l’héritage<br />

et à l’attachement que porte les agriculteurs à<br />

leurs exploitations).<br />

Les nouvelles exploitations sont le fruit d’une<br />

appropriation illicite ou par le biais d’une<br />

attribution des pouvoirs publics dans le cadre<br />

de mise en valeur des périmètres de mise en<br />

valeur (généralement divisés en lots<br />

identiques).<br />

Il faudrait souligner que le sens donné par<br />

organisation d’une palmeraie diffère selon le<br />

contexte où l’on se situe. Si pour<br />

l’exploitation nouvelle, l’organisation de la<br />

plantation répond à un souci de facilité<br />

d’introduction de la mécanisation,<br />

d’augmentation des rendements et<br />

d’amélioration de la qualité des dattes, il n’en<br />

est pas de même pour l’ancienne exploitation<br />

où la densité et l’organisation répond aussi à<br />

un critère écologique (microclimat plus<br />

clément et la palmeraie est aussi assimilée à<br />

un jardin où une forêt) et économique dans le<br />

sens où cela permet de mieux diversifier les<br />

cultures sous-jacentes (voir tableau 2 en<br />

annexes).<br />

Le principal enseignement à en tirer est que<br />

les principales différences ne relèvent pas<br />

d’une introduction de techniques nouvelles<br />

crées en dehors des exploitations (ou<br />

exogènes) mais relèvent surtout de la finalité<br />

de l’exploitation qui a ses propres exigences.<br />

Le deuxième enseignement est que l’on est<br />

encore loin d’un changement radical en<br />

matière de pratiques culturales même si l’on<br />

note des différences qui relèvent beaucoup<br />

plus de la structure de l’exploitation.<br />

Par ailleurs certaines pratiques autrefois plus<br />

généralisées, sont peu pratiquées en raison de<br />

manque de main d’œuvre qualifiée<br />

(ensachage par le lif, pollinisation non<br />

généralisée, lutte contre les déprédateurs par<br />

des moyens locaux tels que la cendre, le<br />

sel…). Ce phénomène est le résultat du<br />

vieillissement de la main d’œuvre et d’un<br />

exode agricole principalement dans les<br />

anciennes palmeraies.<br />

Conclusion :<br />

L’ancien système de production phoenicicole<br />

demeure un réservoir de savoir faire et la<br />

source la plus importante d’innovations<br />

paysannes dans la région de <strong>Ouargla</strong>. Les<br />

pratiques culturales utilisées dans les<br />

nouvelles plantations de palmier ne<br />

constituent pratiquement qu’une simple<br />

reconduction des pratiques de l’ancien<br />

système même si l’on qualifie (à tort<br />

d’ailleurs) celui-ci de moderne,.<br />

La déperdition, somme toute relative, du<br />

savoir-faire local est le résultat de mutations<br />

économiques (exode agricole, cherté de la<br />

main d’œuvre et des intrants) et<br />

socioculturelles. En effet, le vieillissement de<br />

la main d’œuvre conjugué à une<br />

dévalorisation de la palmeraie en tant qu’unité<br />

de production agricole ont engendré une<br />

rareté de plus en plus marquée de certains<br />

métiers traditionnels de production de la datte<br />

tel que le grimpeur et le dépérissement de<br />

certains métiers de transformation des<br />

produits et sous-produits du palmier dattier.<br />

Certains métiers sont donc réellement<br />

menacés de disparition en raison des<br />

mutations socio-économiques connues par les<br />

anciennes oasis et en raison de nouvelles<br />

fonctions (purement économiques) auxquelles<br />

elles semblent être dorénavant destinées. La<br />

logique productiviste semble en effet prendre<br />

le dessus sur les rôles écologique et social qui<br />

était assignés à ces oasis.<br />

22


________________________________________________________ Savoir faire local dans l’Agriculture oasienne : déperdition ou reconduction<br />

Références bibliographiques<br />

CAPILLON A. MANICHON H. 1991 Guide d’étude de l’exploitation agricole à l’usage des agronomes.<br />

INA, Paris Grignon<br />

COTE M. 1992 Espoir et menace sur le Sahara ; les formes récentes de mise en valeur<br />

agricole. Univesité Euro-arabe itinérante. 8 ème session . Ghardaia du 11 au 20 avril 1992.<br />

DORE T. - SEBILLOTE M. 1987 Manuel didactique pour la construction de typologie fondées sur<br />

l’analyse du fonctionnement et de l’histoire des exploitations agricoles. Rapport d’étude, INA Paris<br />

Grignon, Chaire d’Agronomie, Décembre 1987.<br />

DUBOST D. 1992 Aridité, agriculture et développement ; le cas des oasis algériennes. Revue<br />

Sécheresse, N°2, volume 3, juin 1992.pp 85-96.<br />

DUFUMIER M. cité par ICRA. Recherche agricole orientée vers le développement. Waginingin, 1994, p<br />

53.<br />

GROUPE DE TRAVAIL ET DE COOPERATION FRANÇAISE. Les interventions en milieu rural :<br />

Principes et approches méthodologiques. Ministère de la coopération du développement, Paris, avril 1989,<br />

198p.<br />

Annexes<br />

Tableau 1 : Structure des anciennes et nouvelles exploitations phoenicicoles<br />

Structure Palmeraie ancienne Palmeraie nouvelle<br />

Superficie réduite (morcellement et parcellisation) Plus importante<br />

Densité <strong>El</strong>evée (500 à 600 pieds /ha) Densité acceptable (100 à 150<br />

pieds /ha)<br />

Variétés Diversité variétale importante Monovariété ( Deglet nour)<br />

ou Deglet nour + ghars<br />

organisation<br />

Irrigués organisées ou non organisés et Irriguée et organisés<br />

parfois non irrigués (bour ou palmeraies du<br />

chott<br />

Cultures sous -jacentes variées<br />

Moins variées<br />

Situation Près des agglomérations Loin de toute agglomération<br />

Destination de la Une partie non négligeable est L’essentiel de la production<br />

production<br />

autoconsommée<br />

est destinée au marché<br />

Tableau 2 Présentation des différentes pratiques et techniques culturales<br />

Pratiques Palmeraie ancienne Palmeraie nouvelle<br />

La multiplication Se fait par deux méthodes (par rejet et Se fait seulement par rejet<br />

par graine)<br />

Le choix des variétés Essentiellement en fonction de leur Le critère de choix est un<br />

appréciation et leur conservation critère marchand<br />

Le choix des rejets Le premier critère est la largeur du Le critère essentiel est le poids<br />

et leurs origine cornaf mesuré avec le pouce du rejet<br />

La plantation Préparer le trou de plantation, mettre Même procédé, en ajoutant<br />

du fumier et irriguer pendant 1 mois parfois des engrais minéraux<br />

Irrigation<br />

Se fait par planches, cuvette et par Irrigation par planche<br />

billon<br />

La protection Les produits utilisés sont le gypse, les Essentiellement le souffre et la<br />

cendres, les sels<br />

chaux<br />

La conservation Se fait dans les maisons pour une Se fait dans les palmeraies<br />

longue durée dans des sacs et dans des pour un temps court juste le<br />

casiers<br />

temps de la vente<br />

L’entretien<br />

L’entretien, le désherbage, les travaux La toilette se fait à la main<br />

du sol se font à la main avec des outils mais le désherbage se fait<br />

très simples<br />

souvent avec des herbicides<br />

23


Le Marketing au sein de l'entreprise – un processus chronologique<br />

Le marketing au sein de l’entreprise<br />

Un processus chronologique.<br />

TARI Mohamed Larbi - Université de Biskra<br />

Résumé : En Europe comme aux états – unis,<br />

nous observons depuis des années une<br />

évolution des organismes industriels et<br />

financiers face aux concepts modernes du<br />

management . Il est parallèlement aisé de<br />

s’apercevoir que l’accroissement de la<br />

compétitivité pour certains de ces organismes<br />

s’accompagne souvent d’un intérêt accru<br />

envers l’aspect marketing de leur gestion .<br />

Cependant, en Algérie et jusqu’à un passé très<br />

récent , les Entreprises Algériennes n’avaient<br />

aucune maîtrise sur leurs instruments de<br />

gestion et à la limite n’en éprouvaient pas la<br />

nécessité vu que la sanction du marché était<br />

absente . Evoluant dans un climat protège ,<br />

l’entreprise s’est surtout consacrée à satisfaire<br />

les exigences de sa tutelle et de la<br />

planification, et offrait des produits sans<br />

s’intéresser à son marché et à sa situation<br />

financière .<br />

Désormais, la soumission de l’entreprise<br />

publique économique (EPE) aux normes du<br />

marché et partant aux règles du droit<br />

commercial entraîne des changement dans ses<br />

relations avec ses différents marchés .<br />

L’objectif du présent article réside dans<br />

l’importance des problèmes qu’un tel sujet<br />

soulève dans une conjoncture économique<br />

difficile .<br />

Mots clés : Marketing, Marketing – Mix,<br />

Banque, client, satisfaction.<br />

الإهتمام البالغ للمنظمات الصناعية والمالية الأمريكية<br />

والأوروبية على حد سواء بالمفاهيم الحديثة لتسيير منشآا ، هو ما<br />

يمكن ملاحظته وتسجيله منذ سنوات خلت.‏ وبالموازاة مع ذلك ، فإنه<br />

من السهل إدراك حقيقة مفادها أن حدة التنافس بين هذه المؤسسات<br />

هي من أهم العوامل التي أجبرا على إدماج التسويق في تسيير شؤوا.‏<br />

وإلى ماضي قريب،‏ كانت المؤسسات الجزائرية لا تتمتع بالإطار<br />

المؤسساتي ولا بالخبرة والإحترافية المطلوبة لممارسة الوظائف المنوطة ا ،<br />

إن عدم التحكم في أدوات التسيير وغياب قوانين السوق جعل مهمة<br />

مختلف القطاعات تكمن في تحقيق الأهداف الإقتصادية والإجتماعية<br />

المحددة من طرف هيئات التخطيط والسلطات المالية ، وهكذا فإن<br />

التخطيط المالي حصر دور المؤسسات الجزائرية وحولها إلى مجرد أداة في<br />

خدمة الهيئات السياسية دون الإهتمام إلى المعطيات السوقية الفعلية<br />

ووضعيتها المالية.‏<br />

الملخص :<br />

أما اليوم ، فالمنعطف الذي تمر به الجزائر نتيجة التحول إلى اقتصاد<br />

السوق وتحرير المؤسسة الاقتصادية العمومية وخضوعها إلى قوانين<br />

السوق ، وضعها أمام تحديات صعبة ، فرضت عليها إجراء تغيرات<br />

وتعديلات داخلية كنتيجة حتمية لضغوطات المحيط الخارجي التي كانت<br />

في مأمن منها ، مما سوف يستدعي من المؤسسة مراجعة دقيقة وعميقة<br />

لمختلف علاقاا بالسوق.‏<br />

إن الغرض الرئيسي من هذا المقال يكمن في أهمية المشاكل والعراقيل<br />

التي يتطرق إليها ويعرضها موضوع التسويق ، خاصة في ظل الظروف<br />

الاقتصادية الراهنة التي تعيشها المؤسسات الجزائرية .<br />

الكلمات المفتاحية :<br />

التسويق،‏ المزيج التسويقي،‏ البنك،‏ العميل،‏ الرضى.‏<br />

1/ Introduction :<br />

Dans l’esprit de la plupart des gens, le mot<br />

« Marketing » correspond encore à une idée<br />

vague et approximative. Pour certains, faire<br />

du marketing, c’est procéder à des études de<br />

marché , pour d’autres surtout, cela consiste à<br />

réaliser de la publicité. D’ailleurs , pour un<br />

non spécialiste , la fonction de directeur de<br />

marketing et celle de directeur commercial<br />

signifient exactement une même activité, et<br />

s’étonne même de voir cohabiter des<br />

responsables pour chaque structure évoquée,<br />

comme c’est le cas de beaucoup d’entreprises<br />

.<br />

Une autre constatation est à faire<br />

concernant la connotation subjective attribuée<br />

largement au terme « marketing », qui impute<br />

à ce dernier une certaine tendance à vouloir<br />

orienter les individus voir la société vers un<br />

type ou un modèle de consommation donné et<br />

préalablement déterminé. Celle – ci apparaît<br />

clairement aussi bien dans ses objectifs que<br />

dans les méthodes utilisées. A cet effet l’idée<br />

même du marketing devient dangereuse et ses<br />

méthodes abusives , c’est ainsi que le monde<br />

assiste à la naissance d’un mouvement de<br />

défense des consommateurs dans les années<br />

soixante , d’abord aux Etats-unis ensuite à<br />

travers les autres continents ou l’échange est<br />

libéral .<br />

2/ Position du Problème :<br />

Le marketing représente une fonction ou<br />

une activité distincte dans la gestion des<br />

affaires , une logique de management basée<br />

sur une démarche méthodique et sur des<br />

techniques variées et rigoureuses , un état<br />

d’esprit ou même une philosophie .<br />

Cette variété de points de vues montre<br />

l’utilité de s’interroger sur le contenu du<br />

concept . pour une bonne assimilation du<br />

problème , nous analyserons d’abord les<br />

25


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

conditions d’apparition et l’évolution du<br />

marketing pour étudier ensuite sa signification<br />

.<br />

Notre article s’inscrit dans le cadre de toutes<br />

ces préoccupations .<br />

Pour cela , nous émettons l’hypothèse<br />

fondamentale suivante :<br />

Le marketing est une philosophie à<br />

l’échelle de l’entreprise selon laquelle<br />

l’intérêt de celle – ci passe nécessairement<br />

par celui de ses clients .<br />

Il est également important de signaler que<br />

l’article à pour objectif d’apporter des<br />

clarifications et des réponses à toutes les<br />

questions qui se rapportent à la définition de<br />

ce concept .<br />

Aussi , il s’avère important de rappeler<br />

qu’a travers cet article nous poursuivons un<br />

ensemble d’objectifs :<br />

- Montrer l’importance du marketing<br />

dans le développement de l’entreprise<br />

Algérienne .<br />

- Montrer que le marketing n’est pas<br />

une solution conjoncturelle mais une<br />

approche scientifique des problèmes, centrée<br />

sur l’analyse et la satisfaction des besoins de<br />

la clientèle.<br />

3/ Analyses et commentaires :<br />

Certains auteurs estiment qu’il est<br />

hasardeux d’avancer une date quelconque à<br />

l’émergence et au développement de ce qu’ils<br />

considèrent comme étant plutôt un processus<br />

qui va évoluer à travers le temps.<br />

Cependant plusieurs historiens et spécialistes<br />

éminents en la matière s’accordent à affirmer<br />

que le terme « marketing » a vu le jour<br />

exactement en 1905, date à laquelle il a été<br />

proposé pour la première fois dans le cadre<br />

d’un cours d’enseignement à l’université de<br />

PENNSYLVANIE aux Etats-Unis par un<br />

économiste, RALPH STARR BUTLER (1) .<br />

Ce nouveau terme fut proposé par son auteur<br />

dans l’objectif de rejeter l’approche<br />

économique classique de l’offre et de la<br />

demande . A cette époque, la théorie<br />

économique dominante affirmait que la<br />

demande est fonction des facteurs objectifs<br />

mesurables et quantifiables, à savoir le facteur<br />

revenu du consommateur et le facteur prix du<br />

produit. Certains économistes décident de<br />

rejeter cette affirmation et entrent en<br />

contradiction avec leurs confrères en prenant<br />

comme hypothèse centrale dans l’analyse de<br />

la satisfaction des besoins, que la demande est<br />

l’expression, non pas de la possibilité<br />

matérielle d’achat , mais plutôt le fait du<br />

« désir » d’acheter . A leurs yeux donc<br />

l’analyse traditionnelle s’avère obsolète et<br />

insuffisante à expliquer le comportement<br />

d’achat, à une époque ou le niveau de<br />

développement économique venait engendrer<br />

une société d’abondance caractérisée par<br />

l’existence sur le marché d’une importante<br />

concurrence, élargissant ainsi le choix des<br />

individus à se porter sur différents produits,<br />

techniquement et qualitativement au point .<br />

Pour ces économistes, et à leur tête BUTLER,<br />

l’offre ne crée pas la demande . Cette scission<br />

entre économistes américains tient en réalité<br />

de deux raisons complémentaires .<br />

La première raison relève de la préoccupation,<br />

non pas des problèmes techniques, internes<br />

aux usines et aux fabriques , inhérents à la<br />

production, mais de chercher à comprendre et<br />

à expliquer ce qui advient du produit lorsqu’il<br />

sort de l’usine, tout au long du processus de<br />

distribution, à travers l’étude de la structure<br />

de l’appareil commercial , des coûts<br />

engendrés à chaque étape, ainsi que des<br />

problèmes nés du transport, du stockage,<br />

etc…<br />

La raison à cela est à rechercher dans la<br />

volonté d’intégrer les variables qualitatives et<br />

psychologiques dans l’explication du<br />

comportement du consommateur, en se basant<br />

sur les résultats des recherches effectuées par<br />

les psychologues et les spécialistes du<br />

comportement social.<br />

3-1 Evolution du marketing :<br />

A sa naissance donc, le terme marketing fait<br />

explicitement allusion à ceux de « vente » et<br />

de « distribution », c’est à dire à la fonction<br />

relais ou transfert entre la production et la<br />

consommation, qui correspondait à l’époque à<br />

un champ d’investigation encore non étudié<br />

par la théorie économique. D’ailleurs, la<br />

célèbre « Américain Marketing Association »<br />

allait conserver pendant des décennies plus<br />

tard une acceptation limitative du marketing<br />

en présentant ce dernier comme l’ensemble<br />

des activités commerciales destinées à faire<br />

passer les biens et les services du producteur<br />

au consommateur ou à l’utilisateur.<br />

L’ensemble des ouvrages consacrés<br />

également au marketing tout au long de la<br />

période comprise entre 1910 et 1950, traitent<br />

d’une manière analogue le marketing, c’est à<br />

dire selon une « optique vente », ces ouvrages<br />

se complètent tous à proposer aux praticiens<br />

des conseils sur la meilleure manière de<br />

vendre ou d’écouler des biens et des services .<br />

Il faut attendre jusqu’en 1950, après la<br />

deuxième guerre mondiale, pour constater un<br />

changement d’optique de l’approche<br />

marketing, coïncidant avec la suprématie<br />

politico-économique des Etats-Unis ainsi<br />

qu’avec la mise en œuvre du plan<br />

26


Le Marketing au sein de l'entreprise – un processus chronologique<br />

MARSCHALL de redressement de l’Europe,<br />

dévastée par la guerre .<br />

A cette époque, en même temps que s’opère<br />

la conceptualisation de l’approche marketing<br />

moderne où l’accent va dorénavant être mis<br />

sur les analyses qualitatives du consommateur<br />

et de ses besoins et désirs, le concept de<br />

marketing va être introduit à travers les pays<br />

d’Europe Occidentale et se développer sous<br />

l’impulsion des hommes d’affaires américains<br />

et des filiales d’entreprises anglo-saxonnes.<br />

C’est à partir de cette date que de nouvelles<br />

fonctions vont être intégrées au marketing, et<br />

que le passage s’opère d’une « optique<br />

vente » vers « une optique satisfaction des<br />

besoins » . Le marketing doit assurer non<br />

seulement le transfert des biens et services du<br />

producteur au consommateur, mais également<br />

et surtout, devenir la fonction de détection et<br />

de satisfaction des besoins des<br />

consommateurs selon des objectifs déterminés<br />

à l’avance.<br />

Afin de mieux comprendre l’itinéraire qui a<br />

permis d’arriver à cette situation , nous<br />

devrons identifier les étapes successives (2) de<br />

l’évolution de l’activité économique ainsi que<br />

les facteurs qui les déterminent, tout en<br />

faisant remarquer que chaque étape de<br />

l’évolution économique va engendrer un type<br />

d’orientation ou d’optique propre à elle .<br />

Trois phases distinctes sont à considérer dans<br />

ce processus à travers lesquelles la<br />

progression qualitative du marketing et de ses<br />

techniques se trouve déterminée<br />

fondamentalement par une série de trois<br />

critères de développement, à savoir :<br />

1- Le niveau de développement<br />

technique de production ;<br />

2- Les formes de l’échange commercial<br />

et des transactions ;<br />

3- Les moyens et les formes de<br />

communication entre les partenaires .<br />

3-1-1 Une approche de production :<br />

L’histoire a montré dans la plupart des pays<br />

(Etats-Unis vers 1900, Europe après la<br />

seconde guerre mondiale notamment, pays du<br />

tiers monde après leur indépendance,…)<br />

qu’au départ, toute économie se trouve<br />

confrontée au problème du déséquilibre entre<br />

l’offre et la demande, à cause de<br />

l’insuffisance de la première à satisfaire le<br />

marché des demandeurs, d’où docilité de la<br />

demande vis-à-vis de produits insuffisants,<br />

voire rares quelquefois . C’est l’époque où le<br />

producteur (offreur) est roi, assuré de voir son<br />

produit s’écouler sans difficulté . Dans cette<br />

phase, il apparaît clairement sue la primauté<br />

est accordée à la production et aux problèmes<br />

techniques internes à l’entreprise, et que tout<br />

effort commercial reste encore accessoire , le<br />

marketing n’a pas de raison d’être . Si nous<br />

devons considérer le monde des institutions<br />

bancaires, la constatation à faire à propos de<br />

cette phase se résume à dire que l’activité ou<br />

la préoccupation essentielle est la collecte de<br />

l’épargne des particuliers ou des fonds<br />

provenant des entreprises. En terme de<br />

moyens d’action , la banque s’appuie sur un<br />

réseau de faible densité ainsi que sur une<br />

variété (gamme) réduite de produits (compteschèques<br />

ou bons).<br />

Cette approche suppose que « le<br />

consommateur choisit les produits en fonction<br />

de leur disponibilité et accessibilité et que ,<br />

par conséquent, la tâche prioritaire du<br />

gestionnaire est d’accroître la capacité de<br />

production et d’améliorer l’efficacité de la<br />

distribution » (3) .<br />

Cette approche est valable dans deux cas de<br />

figures :<br />

1- La demande excède l’offre .<br />

2- Le coût du produit est élevé et doit<br />

être abaissé pour élargir le marché .<br />

Cette approche est la plus traditionnellement<br />

utilisée par les entreprises .<br />

Ce type d’activités , fondées sur les impératifs<br />

de production n’était pas d’ailleurs inadéquat .<br />

Il était particulièrement bien adapté à une<br />

situation économique où la demande est<br />

généralement supérieure à l’offre . Dans ce<br />

cas, que l’on décrit en anglais par le terme de<br />

Seller’s Market, c’est à dire ou le vendeur n’a<br />

pas de mal à écouler sa production, et où il<br />

dicte ses conditions, les exigences du<br />

consommateur restent en second plan.<br />

En Algérie, par exemple, les besoins des<br />

consommateurs étaient saisis surtout en<br />

termes quantitatifs. Les différents projets ne<br />

recouvrent généralement que l’idée de<br />

fabriquer un produit bien défini<br />

techniquement . La dimension qualitative de<br />

l’étude de marché est souvent ignorée . En<br />

fait, opérant dans un marché de vendeurs<br />

(Seller’s Market), l’Entreprise publique<br />

économique se soucie d’abord de produire, de<br />

fournir une offre quantitativement suffisante .<br />

Les exigences des consommateurs (style,<br />

qualité…) sont généralement considérées<br />

comme secondaires .<br />

L’existence de pénuries relatives ou absolues<br />

(selon les produits et/ou services) sur le<br />

marché national est, nous semble-t-il,<br />

partiellement explicative du refus de<br />

l’Entreprise Publique Economique d’adopter<br />

une stratégie marketing plus différentiée . Les<br />

produits offerts à la vente sont dans<br />

l’ensemble standardisés . Autrement dit,<br />

« chaque entreprise propose les mêmes<br />

27


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

produits aux mêmes conditions, au même<br />

prix… faisant ainsi fi des particularités de tel<br />

ou tel segment de son marché » (4) . Des<br />

situations constatées et vérifiées, notamment<br />

dans le domaine bancaire (cas des banques<br />

commerciales Algériennes).<br />

On observe, d’autre part, qu’au sein des<br />

Entreprises publiques Economiques, la<br />

fonction de production est toujours<br />

prééminente . Dans un tel contexte , la<br />

relation entreprise / clients peut se résumer<br />

ainsi :<br />

FABRICATION<br />

DU PRODUIT<br />

VENTE AUX<br />

CLIENTS<br />

Le point de départ est le produit . une fois ce<br />

dernier prêt (fini), l’entreprise tente alors de<br />

l’écouler sur le marché . La fonction<br />

commerciale se limite à un simple rôle de<br />

distribution . cette approche de la gestion<br />

commence, au fur et à mesure que l’offre<br />

s’élargit et se diversifie, à poser des<br />

problèmes d’écoulement aux Entreprise<br />

Publique Economiques . En effet , la docilité<br />

du marché n’est plus garantie . L’offre ne crée<br />

donc pas toujours sa propre demande . Aussi<br />

l’Entreprise Publique Economique, pour<br />

continuer à écouler sa production, cherche à<br />

utiliser certaines techniques de stimulation de<br />

la demande telle que la publicité …<br />

Il nous semble que la réussite technique d’un<br />

produit ne constitue pas nécessairement une<br />

grande garantie de sa réussite commerciale. Il<br />

faut, en plus d’une stratégie de segmentation<br />

adéquate, différencier les produits par rapport<br />

à ceux de la concurrence.<br />

Le produit doit être personnalisé notamment<br />

par sa qualité, son nom, sa forme, son prix,<br />

son canal de distribution, sa présentation<br />

esthétique, sa publicité….<br />

Il faut que le gestionnaire prenne en charge<br />

tous les éléments qui concourent à<br />

l’identification et la valorisation des produits<br />

et/ ou service aux yeux de ses clients.<br />

A titre d’exemple, notons qu’un bon<br />

conditionnement, en plus des fonctions de<br />

protection et de conservation, peut stimuler la<br />

vente d’un produit grâce à ses fonctions<br />

esthétiques et de communication. Le<br />

conditionnement peut donc jouer le rôle d’un<br />

« vendeur silencieux ». Ceci est surtout vrai<br />

pour les grandes surfaces ou le client prend<br />

généralement ses décisions d’achat sans<br />

l’influence directe du vendeur .<br />

L’entreprise publique Economique doit tenter<br />

de prendre en charge l’hétérogénéité de la<br />

demande et fabriquer des produits qui<br />

répondent le mieux aux spécificités de chaque<br />

segment de son marché. En effet, la<br />

distribution des revenus, les modes de<br />

consommation, les valeurs<br />

culturelles…peuvent varier d’une région à<br />

une autre voire parfois au sein d’une même<br />

région. Par exemple les habitudes culinaires ,<br />

les symboles de couleurs …, ne sont pas<br />

toujours les mêmes à travers tout le pays. Les<br />

Entreprises publiques Economiques doivent<br />

essayer « d’exploiter »ces différences entre<br />

segments et leur profit. Pour ce faire, il est<br />

indispensable que les gestionnaires aillent au<br />

delà de simples analyses quantitatives, leur<br />

plan de production ne peut être élaboré sur la<br />

base des seules données quantitatives .Une<br />

entreprise comme l’ex. DISTRITEX, par<br />

exemple, élaborait son programme<br />

commercial avec les entreprises de production<br />

sur la base des seules informations statistiques<br />

communiquées par les divers directions<br />

régionales et relatives seulement aux besoins<br />

exprimés en terme quantitatifs.<br />

C’est à partir de ce programme qu’était arrêté<br />

le plan de production nationale .Ce dernier<br />

était ensuite réparti entres les différentes<br />

unités de production compte tenu de leur<br />

spécialisation et de leur capacité de<br />

production. Cela s’est traduit par d’énormes<br />

stocks d’invendus car les produits proposés à<br />

la vente ne correspondaient pas toujours aux<br />

préférences et goûts des consommateurs.<br />

3-1-2 APPROCHE DE VENTE :<br />

Durant cette phase, l’amélioration du<br />

potentiel de production va permettre de<br />

réaliser en quelque sorte l’équilibre entre la<br />

production en terme d’offre et la<br />

consommation en terme de demande ; en se<br />

diversifiant et en s’amplifiant sous la pression<br />

accrue de la concurrence naissante sur le<br />

marché de la distribution, l’offre s’oriente de<br />

plus en plus vers « l’amélioration des moyens<br />

et méthodes de vente afin de stimuler la<br />

demande des produits proposés » (5) , C’est<br />

ainsi que des efforts sont déployés dans le<br />

sens de développer et d’améliorer l’efficacité<br />

des réseaux de vente. La publicité va se<br />

substituer à la traditionnelle réclame, en<br />

même temps que certaines actions<br />

commerciales voient le jour sous forme de<br />

rabais, de promotion de vente. etc….<br />

Cependant, si la lutte (compétition) entre<br />

offreurs (concurrents) va s’intensifier autour<br />

des circuits de distribution, il faut tout de<br />

même noter que cette bataille se fait à partir<br />

des produits existants que les concurrents<br />

essaient de vendre à un marché de<br />

consommateurs à persuader seulement.<br />

Si l’optique production, évoquée en phase<br />

initiale, se définit comme étant « une<br />

orientation de gestion qui présuppose une<br />

réponse positive du consommateur envers le<br />

produit proposé, et qu’il est superflu de<br />

28


Le Marketing au sein de l'entreprise – un processus chronologique<br />

concentrer des efforts marketing importants<br />

pour obtenir un chiffre d’affaires et des<br />

bénéfices satisfaisants .(6) , l’optique vente<br />

quant à elle est à définir en tant qu’orientation<br />

de gestion qui suppose que le consommateur<br />

achètera de lui-même suffisamment de<br />

produits pour peu que l’entreprise consacre<br />

certains efforts à stimuler son intérêt pour le<br />

produit.<br />

Si l’analogie est à faire avec le secteur<br />

bancaire contenant cette phase, il faut<br />

remarquer que les efforts déployés dans la<br />

liberté de multiplier le nombre de points de<br />

vente et de guichets a permis d’améliorer le<br />

volume de la collecte chez la clientèle<br />

paticuliére notamment en se rapprochant<br />

d’elle.<br />

Donc, cette phase intermédiaire (Approche<br />

vente), nous laisse présupposer que le<br />

consommateur b’achètera pas lui même<br />

suffisamment à l’entreprise à moins que<br />

celles-ci ne consacre beaucoup d’efforts à<br />

stimuler son intérêt pour le produit.<br />

Trois hypothèses sont induites par cette<br />

approche :<br />

1. Le consommateur a naturellement<br />

tendance à restreindre ses achats à ce qui lui<br />

semble essentiel.<br />

2. Il peut être poussé à acheter<br />

davantage sous l’effet de divers procédés de<br />

stimulation des ventes.<br />

3. L’entreprise doit veiller<br />

essentiellement à attirer et à conserver sa<br />

clientèle.<br />

Produire ne peut constituer une fin en soi. Il<br />

faut aussi réussir à vendes. En effet, avec la<br />

prolifération relative de produits, l’approche<br />

de production tout comme l’optique vente ne<br />

peut apporter de solutions définitives à<br />

certaines .Entreprises publiques<br />

Economiques. Ces dernières doivent essayer<br />

de récupérer le consommateur Algérien face à<br />

une concurrence étrangère plus agressive.<br />

Cependant, pour être crédibles, les Entreprises<br />

publiques Economiques doivent répondre aux<br />

besoins spécifiques de leurs clients. <strong>El</strong>les ne<br />

peuvent plus se limiter aux seules analyses<br />

des phénomènes endogènes. La<br />

compréhension et la maîtrise des facteurs<br />

exogènes est aussi importante. Il est donc<br />

nécessaire qu’elles passent de l’approche de<br />

production ou de l’approche vente (pour<br />

certaines d’entre elles)à une approche<br />

marketing plus orientée vers le marché.<br />

De ce qui précède, trois constatations sont à<br />

mettre en exergue (7) :<br />

1. Dans l’approche de production tout<br />

comme dans l’optique vente, le point de<br />

départ est toujours le produit. Autrement dit,<br />

il y a un prima de la fonction de production<br />

sur les autres fonctions de l’entreprise.<br />

2. Certaines entreprises ont recours<br />

aux ventes concomitantes pour se débarrasser<br />

de leurs produits invendus .En cas de refus de<br />

la part de l’acheteur, ces commandes risquent<br />

de ne pas être satisfaites. Cette pratique est, à<br />

notre avis , anticommerciale.<br />

3. Il ne sert à rien de dire aux<br />

consommateurs « acheter Algérien » quand<br />

les produits offerts à la vente ne remplissent<br />

même pas les critères techniques et<br />

esthétiques élémentaires.<br />

3-1-3 APPROCHE MARKETING<br />

Cette dernière phase apparaît avec<br />

l’essoufflement de la pression commerciale et<br />

de la vente forcée. Une conception nouvelle<br />

de la gestion va permettre de renverser<br />

l’orientation et la logique jusque-là<br />

prééminentes mais qui deviennent inopérantes<br />

et inefficaces à résoudre les problèmes de<br />

part de marché et donc de rentabilité, à<br />

l’heure où l’offre de produits redevient<br />

excédentaire par rapport à une demande de<br />

plus en plus exigeante, aiguisée en cela par les<br />

formidables progrès technologiques et le<br />

niveau de vie, doublés de l’émergence du<br />

mouvement consumériste.<br />

On assiste à l’éclosion de nouveaux besoins et<br />

désirs que l’optique précédente ne parvient<br />

plus à repérer .Le marketing vient de naître<br />

grâce à une proposition nouvelles, celle qui<br />

consiste à solliciter d’abord le point de vue du<br />

consommateur afin de déceler avec précision<br />

ses besoins et d’y répondre dans un deuxième<br />

temps par une offre conforme et appropriée.<br />

Vu sous cet angle, le marketing constitue une<br />

réponse à l’évolution du niveau de vie et du<br />

même coup une parade à la pression<br />

concurrentielle, en se présentant comme un<br />

ensemble de techniques élaborées et d’outils<br />

efficaces permettant une connaissance , une<br />

anticipation de la demande ainsi que<br />

constituant un moyen d’agir sur le marché et<br />

de s’y adapter. Selon KOTLER, « L’optique<br />

marketing considère que la tache primordiale<br />

de l’entreprise est de déterminer les besoins<br />

(désirs) des marchés visés, et de s’adapter, en<br />

vue de produire les satisfactions désirées de<br />

façon plus efficace que la concurrence » (8) .Le<br />

client est devenu roi depuis que les entreprises<br />

ont commencé à proclamer haut et fort sa<br />

souveraineté sur le produit.<br />

Dés lors, l’optique marché qui vient<br />

supplanter la vision traditionnelle des<br />

managers, va apparaître plus globale et<br />

systématique, du fait que, non seulement elle<br />

englobe toutes les actions commerciales<br />

habituelles en les intégrant en tant que<br />

variables associées aux activités de<br />

29


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

l’entreprise mais qu’elle les complète et les<br />

enrichit en devenant une fonction d’écoute,<br />

d’observation, d’analyse de l’environnement<br />

et de préparation des décisions stratégiques<br />

les plus adaptées à ce dernier .Le recours aux<br />

méthodes scientifiques tant quantitatives que<br />

qualitatives introduit une plus grande rigueur<br />

dans la gestion en faisant table rase de<br />

l’intuition, du flair et de là peu prés.<br />

L’apparition du marketing témoigne, selon<br />

l’économiste contemporain JOHN<br />

KENNETH GALBRAITH , d’une nouvelle<br />

ère d’opulence que vivent les sociétés<br />

avancées et où tous les individus participent à<br />

la décision. Il explique d’ailleurs le<br />

phénomène d’émergence du marketing<br />

comme étant un processus qui respect une<br />

filière tout à fait normale de nos jours, en<br />

inversant l’ancienne filière d’après le schéma<br />

suivant :<br />

Ancienne filière :<br />

1. Conception du produit ;<br />

2. Recherche des débouches possibles ;<br />

3. Production ;<br />

4. Commercialisation.<br />

Filière normale :<br />

1. Marketing prospectif ;<br />

2. Conception du produit ;<br />

3. Production ;<br />

4. Marketing opérationnel.<br />

De ce fait, dans l’approche marketing, la<br />

conception du produit n’est plus faite sur la<br />

base des seuls critères techniques.<br />

L ‘Entreprise publique Economique doit<br />

penser d’abord en termes de clients et non de<br />

produits. La relation (Entreprise publique<br />

Economique / Client) est donc inversée.<br />

Identification des<br />

clients<br />

Adaptation du produit<br />

aux besoins des clients<br />

L’Entreprise Publique Economique<br />

commence par identifier ses clients potentiels<br />

puis tenter d’adapter ses produits en fonction<br />

de leurs goûts et préférences .En fait ,<br />

l’objectif de l’approche marketing est de<br />

tenter de créer une certaine harmonie dans le<br />

couple client-produit (ou service) de façon à<br />

rendre la vente superflue. L’approche<br />

marketing ne consister pas à chercher<br />

seulement à vendre de ce que l’on a produit,<br />

mais à anticiper également les besoins de<br />

ceux à qui l’on pourrait vendre, et à préparer<br />

un produit ou un service directement adapté à<br />

ces besoins.<br />

Selon Théodore LEVITT, « la vente se<br />

concentre sur les besoins du vendeur ; le<br />

marketing sur le besoin de l’acheteur .La<br />

vente se préoccupe du besoin du vendeur de<br />

convertir son produit en argent liquide, le<br />

marketing a l’idée de satisfaction des désirs<br />

du client à l(aide du produit, et de tout ce qui<br />

est associé à sa création, sa distribution et<br />

finalement sa consommation » (9) .<br />

De plus, contrairement à la vente qui n’est<br />

que le dernier maillon de la chaîne (elle ne<br />

commence qu’une fois que le produit est prêt<br />

dans le magasin du producteur), le marketing<br />

englobe toutes les fonctions de l’entreprise.<br />

L’approche marketing nécessite des<br />

changements non seulement au sein de<br />

l’entreprise (nouvelle mentalité dans la<br />

gestion , vision plus globale de l’EPE ) mais<br />

aussi dans son environnement (entendu au<br />

sens large).<br />

Le tableau suivant résume, nous semble-t-il ,<br />

assez bien les différences essentielles entre<br />

l’approche de production (phase initiale) et<br />

l’approche marketing (phase actuelle).<br />

Tableau n°1<br />

3-2 Extension du domaine d’action du<br />

marketing.<br />

En même temps que se perfectionnent ses<br />

outils d’action, on assiste à un élargissement<br />

progressif du champ d’application du<br />

marketing, en témoignant le foisonnement et<br />

la diversité des concepts dérivés tels que<br />

marketing industriel, marketing politique,<br />

marketing social, etc.…, En effet, centré au<br />

des années cinquante sur la<br />

commercialisation des biens de grande con<br />

sommation, le concept marketing s’est<br />

progressivement introduit dans le domaine<br />

des industriels, dans celui des services, dans<br />

les organisations à vocation non lucrative et<br />

les entreprises du secteur public pour être<br />

utilisé également dans le champ du social, du<br />

culturel et du politique. Cette évolution de la<br />

logique marketing vers de nouveaux<br />

problèmes s’accompagne aussi d’un<br />

élargissement de ses objectifs et de ses<br />

méthodes, ce qui aboutit à des applications<br />

spécifiques. Ces applications s’effectuent<br />

dans les domaines suivants :<br />

a / Dans le domaine des biens d’équipement<br />

industriels :<br />

l’application se fait ici sous l’applications «<br />

marketing industriel » qui ne représente en<br />

fait qu’une branche du marketing.<br />

b / Dans les organismes à but non lucratif :<br />

Les applications vont s’opérer à ce niveau<br />

sous la forme de plusieurs variantes :<br />

- « Le marketing social » ayant pour<br />

rôle de modifier les comportements des<br />

individus et des groupes dans un sens éducatif<br />

.<br />

30


Le Marketing au sein de l'entreprise – un processus chronologique<br />

- « Le marketing politique » où le<br />

produit est un individu accompagne d’un<br />

programme face à un marché d’électeurs.<br />

c / Dans le domaine du commerce<br />

international ou le « marketing » international<br />

doit aider à agir dans le cadre d’un<br />

environnement plus complexe, composé de<br />

pays, de cultures différentes, etc.…<br />

d / Dans le domaine des services enfin, où là<br />

encore la diversité des types de services est<br />

une occasion de procéder à des applications<br />

différentes et très spécifique selon le type<br />

d’activité en question.<br />

En effet, le « marketing des services »<br />

embrasse plusieurs activités, où chacune<br />

présente des caractéristiques intrinsèques et<br />

propres à elle . C’est ainsi que l’on parle de<br />

« marketing des assurances » , de « marketing<br />

de tourisme et de l’hôtellerie » , etc.….<br />

Le marketing bancaire et financier « apparaît<br />

évidemment comme une branche du<br />

marketing des services », tout en présentant<br />

ses propres spécificités .<br />

Ce qu’il faut remarquer à ce niveau, c’est le<br />

fait que les services en général présentent les<br />

particularités communes suivantes :<br />

1. Ils sont immatériels et donc<br />

intangibles contrairement aux produits<br />

matériels proprement dit. Il ne peuvent par<br />

conséquent être stockés, emballés ou<br />

transportés. Toutes les activités de service<br />

semblent caractérisées par le rôle important<br />

tenu par les relations humaines directes entre<br />

le personnel de l’entreprise et ses clients.<br />

L’appréciation immédiate du service apparaît<br />

par conséquent comme étant le fait du simple<br />

contact personnel.<br />

2. Ils ne sont pas uniformes, car les<br />

attentes de tel consommateur différent de<br />

celles d’un autre consommateur . Ils sont<br />

donc perçus différemment d’un individu à<br />

l’autre , du fait que le consommateur a luimême<br />

une influence sur la qualité du service.<br />

3. Ils sont périssable, du fait que leur<br />

non-consommation au moment voulu entraîne<br />

un manque à gagner pour l’offreur de services<br />

ou la perte d’une occasion de voir utiliser tel<br />

service, telle une place vide dans un avion en<br />

voyage, ou une table de restaurant inoccupée<br />

à midi par exemple.<br />

Cependant qu’il s’agit de l ‘offre de produits<br />

matériels ou de produits immatériels, c’est à<br />

dire de service, la question qui se pose à nous<br />

est de savoir qu’elle sont les raisons qui<br />

poussent une entreprise à recourir à la<br />

démarche marketing.<br />

D’après certains spécialistes, dont PHILIP<br />

KOTLER, il qu’une série de cinq facteurs<br />

soient à l’origine du rôle catalyseur du<br />

marketing :<br />

1. La baisse du chiffre d’affaires<br />

apparaît comme l’élément le plus courant ;<br />

2. Le ralentissement de la croissance à<br />

un moment donné du développement de<br />

l’entreprise ;<br />

3. Le caractère évolutif du marché lié à<br />

l’évolution des styles de vie des<br />

consommateurs ;<br />

4. L’ agressivité des concurrents ainsi<br />

que leur nombre ;<br />

5. Les risques d’inflation des budgets<br />

commerciaux que seul le marketing en tant<br />

que système de contrôle permet de<br />

restructurer<br />

3-3 QU’EST CE QUE LE MARKETING ?<br />

Nous avons jusque- là évoqué les conditions<br />

d’émergence, de développement et<br />

d’extension du marketing. Nous allons étudier<br />

dans ce qui suit la signification, la portée et<br />

les limites du marketing en général, et du<br />

marketing bancaire et financier en particulier.<br />

3-3-1 Définitions du marketing<br />

Il n’y a pas une définition unique du<br />

marketing qui soit universellement acceptée.<br />

Il en existe plusieurs. En fait, chaque<br />

définition rend compte du niveau de<br />

développement (au sens large) de la société<br />

où il est appliqué ainsi de l’étendue et de la<br />

sophistication de cette discipline :<br />

« Marketing » , le terme lui – même est<br />

composé de deux éléments : « Market » et<br />

« ing » , le premier élément signifie marché ,<br />

et le second est un suffixe actif porteur d’une<br />

idée d’action , d’activité , de dynamisme et<br />

d’attention que toute entreprise porte au<br />

marché, pour en saisir les caractéristiques et<br />

être à même de le conquérir ou de s’y adapter<br />

par la suite.<br />

En fait, le mot « marketing » est assez récent.<br />

Il n’existait pas au début du 20 ème siècle. Il est<br />

postérieur à la première révolution<br />

industrielle. Il a été forgé aux Etats- Unis vers<br />

1910. les premiers théoriciens du marketing<br />

ont été des économistes américains refusant<br />

les principes de base de leur domaine et qui<br />

s’insurgent contre la phrase de JEAN<br />

BAPTISTE SAY , selon laquelle « l’offre<br />

crée la demande ». Ils s’intéressent d’abord à<br />

la façon dont un produit est perçu par le<br />

consommateur et aux composantes<br />

psychologiques de l’acte d’achat.<br />

Le marketing est donc né d’un double désir :<br />

de décrire l’appareil commerciale ; désir aussi<br />

31


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

de se répartir de l’analyse économique de la<br />

demande et d’intégrer des variables<br />

qualitatives et étrangères aux principes de la<br />

rationalité économique, et qui tiennent<br />

compte des premiers résultats de recherches<br />

appartenant aux sciences psychologiques et<br />

aux sciences du comportement social.<br />

Il existe de nombreuses définitions du<br />

marketing, chacune étant porteuse d’un point<br />

de vue et d’une conception déterminée.<br />

L’intérêt d’une définition, c’est le fait qu’elle<br />

permet de saisir les limites d’un domaine et<br />

de suggérer une fourchette d’activités lui<br />

correspondant .Il nous semble utile d’en<br />

présenter quelques- unes dans le souci de<br />

nous permettre de faire une étude comparative<br />

et d’apporter notre point de vue. Nous<br />

noterons cependant qu’il y a des définitions<br />

restrictives et d’autres extensives. Dans le<br />

sens restrictif, le marketing a sa raison d’être<br />

lorsqu’il y a vente d’un produit ou d’un<br />

service , autrement dit lorsqu’une entreprise<br />

présente une offre satisfaisant les besoins des<br />

individus et que ces derniers sont susceptibles<br />

d’accepter. Dans le sens extensif, le<br />

marketing est synonyme de toute tentative<br />

d’étude et de satisfaction des individus,<br />

conception donc plus large pouvant être<br />

appliquée même à des activités sans but<br />

lucratif.<br />

YVES CHIROUZE présente le marketing en<br />

tant qu’ « état d’esprit et des techniques<br />

permettant à une entreprise de conquérir des<br />

marchés voire de les créer , de les conserver<br />

et de les développer » (10)<br />

L’Etat d’esprit ou attitude marketing signifie<br />

une aptitude mentale à se placer<br />

systématiquement du point de vue du<br />

consommateur ainsi que d’analyser en<br />

permanence les besoins, désirs et motivations<br />

de la clientèle dans le but de s’y adapter plus<br />

efficacement que la concurrence. En effet,<br />

pour cet auteur, l’optique marketing équivaut<br />

à une logique du besoin, qui consiste à<br />

proposer au consommateur le produit qui le<br />

satisfait le mieux, à la place et à l’instant, de<br />

la manière et au prix qui lui conviennent.<br />

Pour les auteurs G.MARION & D.MICHEL<br />

également, « LE MARKETING est une<br />

logique et une démarche » (11) .<br />

Cette logique puise sa source à l’extérieur de<br />

l’entreprise et s’articule sur une démarche<br />

méthodique propre à trouver un équilibre<br />

entre les objectifs de l’entreprise et les<br />

contraintes du marché. Cette démarche<br />

s’articule autour d’un ensemble d’outils<br />

permettant de connaître le marché et le<br />

comprendre ainsi que de formaliser sa<br />

structuration.<br />

La proposition de PHILIP KOTLER définit<br />

quant à elle le marketing comme « l’analyse,<br />

l’organisation, le planning et le contrôle des<br />

activités, des stratégie et des ressources d’une<br />

entreprise qui ont une influence direct sur le<br />

consommateur en vue de satisfaire les désirs<br />

et les besoins de groupe de clients<br />

sélectionnés de façon rentable » (12) .<br />

Le premier avantage de cette définition est<br />

l’insistance sur le fait que l’idée de marketing<br />

est de considérer la production non pas<br />

comme une fin en soi, mais comme un simple<br />

moyen au service de la satisfaction des<br />

besoins du consommateur. Ce qui doit inciter<br />

les banques à changer radicalement d’état<br />

d’esprit, car elles ne peuvent continuer<br />

indéfiniment à proposer au consommateur un<br />

produit ou un service financier défini, sans le<br />

solliciter, par les structures techniques<br />

internes, et lui dire « c’est à prendre ou à<br />

laisser ». En effet, il peut se tourner vers<br />

l’offre d’une autre banque dans le cas ou le<br />

produit ou le service proposé n’est pas à sa<br />

convenance. L’optique marketing enseigne<br />

que le consommateur financier, qu’il soit un<br />

particulier ou une entreprise, ressent un<br />

besoin et un désir qui doit prévaloir sur le<br />

point de vue du technicien bancaire qui, lui,<br />

conçoit les produits et les services sous<br />

l’angle purement technique .<br />

Le second avantage de cette définition repose<br />

sur l’idée de déterminer des groupes de<br />

clientèle sélectionnés, c’est à dire abordés en<br />

termes de segments homogènes de clients,<br />

cette sélection ou segmentation permet à la<br />

banque de connaître et d’identifier avec un<br />

minimum de marge d’erreur la composante<br />

des marchés actuels et futurs, en fonction de<br />

groupes déterminés de clients présentant des<br />

goûts des besoins et des attitudes similaires.<br />

Cette identification est une condition<br />

incontournable pour détecter l’apparition<br />

éventuelle d’une nouvelle clientèle qui serait<br />

différente du client moyen habituel par<br />

exemple, ce qui permettra de prévoir cet<br />

aspect dans l’élaboration de la politique de<br />

marketing.<br />

Le troisième avantage de cette définition est<br />

qu’elle ne passe pas outre à la question de la<br />

rentabilité escomptée des activités proposées.<br />

Le dernier avantage qui ressort de l’idée de<br />

l’auteur est l’accent mis sur la nécessité d’un<br />

système de management rationnel et d’un<br />

pouvoir décisionnel rigoureux, sur la base<br />

d’établissement de plans de marketing où les<br />

choix doivent être précis et les objectifs<br />

chiffrés, ainsi que sur la mise en œuvre de<br />

stratégies d’actions reposant sur des moyens<br />

efficaces en cohérence avec les ressources<br />

dont dispose l’entreprise.<br />

32


Le Marketing au sein de l'entreprise – un processus chronologique<br />

Nous voyons à travers cette définition<br />

comment le marketing en tant que logique,<br />

démarche et état d’esprit, devient au plan<br />

opérationnel un « marketing- management ».<br />

Voici maintenant d’autres d’définitions pour<br />

une réflexion.<br />

• « Le marketing est une méthode<br />

permettant de détecter et de satisfaire les<br />

besoins des consommateurs d’une manière<br />

rentable ». (M. CHEVALIER & R.<br />

FENWICK).<br />

• « Le marketing est une philosophie de<br />

la direction qui a trait à la mobilité,<br />

l’utilisation et le contrôle de l’effort global<br />

des firmes dans le but d’aider les<br />

consommateurs à résoudre leurs problèmes<br />

spécifiques d’une manière qui soit compatible<br />

avec l’amélioration planifiée de la position de<br />

l’entreprise en termes de profit » (ROBERT<br />

KING) (13) .<br />

• « Le marketing est la mise en œuvre de<br />

toutes les activités nécessaires pour<br />

concevoir, promouvoir et distribuer des<br />

produits en rapport avec la demande présente<br />

ou future des clients potentiels et la capacité<br />

de production de l’entreprise ». (Bureau<br />

International du Travail . B.I.T ).<br />

• « Le marketing est un ensemble de<br />

responsabilité et de taches qui ont pour<br />

objectif d’organiser la communication et<br />

l’échange entre une institution et le public<br />

auquel cette institution s’adresse » (R.<br />

PEETERS & J.J LAMBIN ) (14) .<br />

• THEODORE LEVIT, définit le<br />

marketing comme « une méthode globale de<br />

conception de la direction d’une entreprise et<br />

son orientation vers le profit » (15) .<br />

• Pour P. KOTLER : « Le marketing est<br />

une activité humaine orientée vers la<br />

satisfaction des besoins et des désirs, au<br />

moyen de l’échange » (16) .<br />

• Aussi , P. KOTLER définit le<br />

marketing social, comme étant, «<br />

L’élaboration, la mise en œuvre et le contrôle<br />

de programme destinés à influencer la<br />

pénétration de concepts sociaux, et qui<br />

suppose l’utilisation de techniques de<br />

planification de produit, de prix, de<br />

communication, de distribution et d’études de<br />

marché ou de comportement » (17) .<br />

On remarque que, certaines de ces définitions<br />

sont restrictives ; d’autres par contre, sont<br />

plus extensives. En d’autres termes elles ne se<br />

limitent pas aux institutions commerciales.<br />

<strong>El</strong>les investissent aussi le domaine social<br />

(Institution à but non lucratif).<br />

4/ CONCLUSION<br />

La notion de marketing implique la<br />

reconnaissance que la production n’est plus<br />

une fin en soi mais un moyen au service de la<br />

satisfaction des besoins des consommateurs .<br />

Cette notion doit servir de base à un<br />

changement d’esprit radical dans les EPE et<br />

les banques .<br />

Ces dernières ne pourront plus longtemps<br />

offrir au consommateur (client financier) un<br />

produit ou un service financier défini par leur<br />

département technique .<br />

Cette importance accordée au client, à ses<br />

goûts et besoins , constitue un des fondements<br />

principaux du concept marketing . C’est cette<br />

conception même qui rend antinomique la<br />

notion de commerce et celle de marketing, du<br />

fait que , dans la première, les différentes<br />

techniques d’analyse et de conquête des<br />

marchés sont utilisées dans le but de mieux<br />

écouler un produit dont les caractéristiques<br />

ont déjà été préétablies par l’entreprise, sans<br />

se référer au client, en fonction de ses propres<br />

besoins et du goût de ses techniciens . Dans la<br />

seconde , par contre , des outils comparables<br />

sont utilisés mais dans un but différent .<br />

L’objectif n’est plus de produire pour<br />

satisfaire la banque et d’écouler ensuite ses<br />

produits et ses services financiers, mais de<br />

mobiliser ses techniques dans le but essentiel<br />

de satisfaire les goûts et les besoins du client .<br />

Le nouvel objectif n’est bien entendu pas<br />

déterminé par pure philanthropie mais parce<br />

que l’entreprise concernée a été amenée à<br />

admettre qu’il existe dans son environnement<br />

une telle structure de l’offre et de la demande,<br />

qu’une orientation vers le client, qu’il soit une<br />

entreprise ou un particulier , est devenue une<br />

condition indispensable à son développement.<br />

C’est ainsi que dans une optique marketing<br />

les goûts et besoins du client (consommateur<br />

financier), qu’il s’agisse d’un particulier ou<br />

d’une entreprise, vont prévaloir sur ceux des<br />

techniciens de la banque .<br />

Et qu’a cet égard , il convient d’admettre que<br />

le marketing est une fonction fondée sur une<br />

philosophie selon laquelle l’intérêt de l’EPE<br />

doit passer nécessairement par celui de ses<br />

clients. L’entreprise doit avoir une<br />

connaissance aussi large que possible du<br />

marché dans lequel elle se meut et évolué .<br />

33


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

Tableau n°1 : Comparaison entre l’approche production et l’approche marketing .<br />

AVOIR L’ESPRIT PRODUCTION<br />

C’est<br />

AVOIR L’ESPRIT MARKETING<br />

C’est<br />

PENSER PRODUCTION<br />

PENSER MARCHE STABLE<br />

PENSER CONSOMMATEUR<br />

PENSER NOUVEAUX MARCHES<br />

PENSER MARCHE GLOBAL<br />

PENSER « SEGMENTS » DE MARCHE<br />

PENSER CLIENTS DEJA CONNUS PENSER « PROSPECTS »<br />

PENSER QUE LE CLIENT CHOISIT DES<br />

CARACTERISTIQUES TECHNIQUES D’UN<br />

PRODUIT ET UN PRIX<br />

PENSER BESOINS STABLES<br />

CHERCHER A VENDRE CE QUI EST<br />

PRODUIT<br />

PENSER QUE LES PRODUITS EXISTANTS SONT<br />

LA RAISON D’ETRE DE L’ENTREPRISE<br />

PENSER A LA DIFFERENCIATION DES<br />

PRODUCTEURS ET LA DISTRIBUTION DU<br />

PRODUIT<br />

PENSER EVOLUTION DES BESOINS<br />

PENSER A PRODUIRE CE QUI SE VEND<br />

POUSSER A L’INNOVATION ET A LA CREATION<br />

DE NOUVEAUX PRODUITS<br />

Source : Marketing hand book ,New York The Ronald press company, 1956. PP,3,4 « la stratégie Marketing »<br />

M.CHEVALIER & R. FENWICK- PUF 1975.<br />

Références :<br />

(1) : M. chevalier et r. Fennwick, la stratégie Marketing, PUF, Paris 1975. G.Marion, Revue Direction et Gestion, N° 01, Paris, 1984.<br />

(2) : P.Baux, la Mercatiques, Paris , 1976.<br />

(3) : Bahamed Abderrezak, Séminaire sur"Le marketing et l’exploitation , "organisé par Prospèco-Conseil, Hôtel <strong>El</strong> - Aurassi, Alger,<br />

P4, 1990.<br />

(4) : Idem.<br />

(5) : Mohamed Seghir Djelti, comprendre le Marketing, Berti Editions, 1989, P15.<br />

(6) : Philip Kotler, Marketing- Management, Publi- Union, Paris 1989.<br />

(7) : Bahamed Abderrezak, Séminaire sur"Le marketing et l’exploitation, "organisé par Prospéco-Conseil, Hôtel <strong>El</strong> - Aurassi, Alger,<br />

P7, 1990.<br />

(8) : Philip Kotler, Marketing- Management, Publi- Union, Paris 1989.<br />

(9) : T. Levitt, Marketing myopia, Harvard business review, Juillet- AÔut 1960, PP45-56, in Marketing Management.<br />

(10) : Yves Chirouze, Le Marketing, tome1, O.P.U, Alger, 1990.<br />

(11) : G. Marion et Dubois.M, Marketing : Mode d’emploi, les éditions d’organisation. Paris, 1986.<br />

(12) : Philip Kotler, Marketing- Management, Publi- Union, Paris 1989.<br />

(13) : Robert King, The Marketing concept, in George Schwartz, science in Marketing, New York, John Wiley, P 85, 1965.<br />

(14) : J.J Lambin et R. Peters, La gestion Marketing des entreprises, PUF , P4, Paris, 1987.<br />

(15) : Théodore Levitt, Innovation , Editions d’organisations, Paris. 1969.<br />

(16) : Philip Kotler, Marketing- Management, Analyse Planification et contrôle , Publi- Union, Paris, 1977, 3eme Edition. P 15.<br />

(17) : Philip Kotler, Marketing- Management, op. cit. P 880. L’origine de cette conception est en fait due a SIDNEY LEVY et<br />

PHILIP KOTLER, journal of Marketing, Janvier 1969, PP10-15.<br />

34


La problématique du rapport salarial dans l’entreprise algérienne<br />

La problématique du rapport salarial dans l’entreprise<br />

algérienne : une approche institutionnaliste<br />

Samir BELLAL - Université de <strong>Ouargla</strong>.<br />

Depuis quelques années, des réformes<br />

structurelles de type libéral s’opèrent en<br />

Algérie. Au centre de celles-ci, le rapport<br />

salarial occupe une place prépondérante. Le<br />

présent article dresse, brièvement,, un état des<br />

lieux.<br />

Par-delà les particularités du contexte<br />

historique de l’économie algérienne, le<br />

rapport salarial apparaît naturellement au<br />

centre de la problématique de l’efficience<br />

économique de l’économie en général, et de<br />

l’entreprise en particulier.<br />

Le rapport salarial est déterminant en ce sens<br />

que c’est lui, à travers la configuration du<br />

rapport capital/travail, qui préside<br />

fondamentalement à la formation du salaire<br />

et de la productivité, éléments clés dans la<br />

vie de toute entreprise.<br />

La présente communication a pour but de<br />

proposer, brièvement, quelques éléments de<br />

réflexion sur l’évolution de la configuration<br />

du rapport salarial dans l’entreprise algérienne<br />

(publique et privée) durant ces dernières<br />

années.<br />

Notre exposé s’articulera autour de trois<br />

points.<br />

1. <strong>El</strong>éments sur la genèse du rapport<br />

salarial en Algérie : le fordisme en question<br />

Les années 70 sont marquées en Algérie par<br />

la tentative d’implantation d’un procès de<br />

travail fordiste, tentative favorisée par une<br />

conjoncture externe caractérisée par<br />

l’essoufflement du paradigme productif<br />

fordien et le déclassement des industries<br />

grosses consommatrices d’énergie.<br />

La tentative fut un échec.<br />

* A la faveur de l’industrialisation accélérée,<br />

« une configuration dotative surfordisée » se<br />

serait, selon la thèse de C. Palloix, implantée<br />

dans le paysage industriel national (C.Palloix,<br />

1980). Ainsi, un salariat industriel s’est<br />

formé en un laps de temps record (de 100<br />

000 postes en 1966, on est passé à 342 000<br />

postes en 1977, soit une multiplication par 3.4<br />

en 10 ans, alors qu’en même temps, la<br />

population active est passée de 2 450 000 à 3<br />

740 000, soit une multiplication par 1.5<br />

seulement).<br />

* Le procès de travail fordiste est importé.<br />

Ceci a conduit à une bipolarisation dans la<br />

structure, par catégories, de travailleurs : On<br />

retrouve, d’un côté, les cadres, assumant les<br />

fonctions de contrôle (et non de conception,<br />

puisque les équipements sont importés), et de<br />

l’autre, les manœuvres et les ouvriers<br />

spécialisés.<br />

* Pourquoi on ne peut pas parler de procès<br />

fordiste ? Le qualificatif de fordiste<br />

s’applique au procès de travail entendu<br />

comme combinaison technique. Il englobe<br />

aussi de nombreux autres éléments<br />

concourant au relèvement de la productivité<br />

du travail, le versements de salaires élevés, …<br />

De ce point de vue, il semble que l’on ne<br />

puisse parler de procès de travail fordiste en<br />

Algérie, pour plusieurs raisons :<br />

- La faiblesse du revenu salarial industriel en<br />

Algérie au cours de la décennie 70. A titre<br />

d’illustration, entre 1966 et 1976, le taux<br />

d’accroissement des revenus salariaux était de<br />

2% / an selon une enquête de l’AARDES 1 ).<br />

- Le régime fordiste pose le problème de la<br />

répartition du surproduit entre la FBCF<br />

(Formation Brute de Capital Fixe) et la masse<br />

salariale. Or, en Algérie, l’essentiel du<br />

surproduit est d’origine extérieure à<br />

l’industrie hors hydrocarbures, ce qui pose le<br />

problème de la nature véritable du rapport<br />

salarial dans l’industrie 2 .<br />

- D’un point de vue technique, l’implantation<br />

d’un procès de travail de type fordiste n’a pas<br />

les effets escomptés en matière de<br />

productivité. L’évolution de la productivité<br />

dans le secteur industriel public (hors<br />

hydrocarbures) a été négative sur toute la<br />

période 67-82 (A.Bouzidi, 1986).<br />

La thèse selon laquelle l’industrialisation en<br />

Algérie a consisté à implanter un procès de<br />

travail fordiste est, pour toutes les raisons<br />

évoquées, discutable. Si le type de<br />

technologies importées et l’organisation de<br />

la production que ces technologies<br />

induisent favorisent l’adoption du procès de<br />

travail de type fordiste, celui-ci est demeuré<br />

extérieur à la société civile et la société<br />

salariale, qui n’ont intégré ni les<br />

comportements sociologiques, ni les<br />

contraintes techniques qu’appelle de toute<br />

nécessité un tel procès (A.Amarouche, 20<strong>04</strong>).<br />

35


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

La question est alors de savoir pourquoi cette<br />

intégration n’a pas eu lieu . Beaucoup de<br />

travaux ont été consacrés à cette question.<br />

Nous pouvons citer, en particulier, la thèse de<br />

L. Talha qui, s’appuyant sur les travaux de C.<br />

Ominami, R. Boyer, M. Lanzarotti et d’autres<br />

auteurs de la théorie de la régulation, soutient<br />

l’idée que la transposition, aux pays en voie<br />

de développement, du fordisme devient<br />

totalement inopérante car c’est l’extraversion<br />

qui prédomine (L.Talha, 1999).<br />

L’extraversion de la branche hydrocarbure et<br />

son caractère enclavé ont pour effet de<br />

déformer la « hiérarchie des formes<br />

structurelles » pour les subordonner à<br />

l’international, modifiant du même coup la<br />

nature du rapport salarial au point que le<br />

régime d’accumulation s’émancipe du<br />

fordisme.<br />

La perversion des rapports de travail a pour<br />

résultat une inefficacité avérée du système<br />

productif. Quelles en sont les causes ? Il nous<br />

semble qu’il faille à ce stade aborder la<br />

question en mettant en avant une multitude<br />

de facteurs relevant aussi bien de<br />

l’économique, du social, du politique, …bref,<br />

de l’institutionnel.<br />

2. Les déterminants politiques du rapport<br />

salarial<br />

« Rien n’est plus éloigné des rapports de<br />

travail de type fordiste que l’idéologie<br />

populiste », écrit, à juste titre, A. Amarouche<br />

dans sa thèse consacrée à l’analyse de<br />

l’expérience de libéralisation en Algérie<br />

(A.Amarouche, 20<strong>04</strong>).<br />

Il n’est pas dans notre propos de revenir sur<br />

l’histoire de la trajectoire politico-idéologique<br />

du pays. Le fait est que, sur un plan<br />

économique, celle-ci est marquée par une<br />

constante : le populisme. Ce dernier véhicule<br />

une conception de l’économie dans laquelle la<br />

notion de conflit n’existe pas.<br />

Or, le rapport salarial est une institution qui<br />

naît du conflit. La configuration qu’il prend,<br />

dans un pays et en une époque donnés,<br />

exprime le règlement du conflit, en même<br />

temps qu’il en normalise les termes.<br />

En Algérie, l’idéologie populiste a produit<br />

ce que L. Addi a appelé « le compromis<br />

tacite global régulateur », compromis<br />

consistant en un échange: discipline<br />

relâchée à l’intérieur de l’usine, contrôle<br />

politique à l’extérieur (L.Addi, 1991).<br />

Ainsi, le relâchement de la discipline à<br />

l’intérieur de l’usine est compensé par un<br />

autoritarisme politique dans la société. Le<br />

conflit inhérent au fordisme -entre le capital et<br />

le travail- est éludé tant que la rente<br />

pétrolière permettait de faire face aux<br />

déséquilibres et déficits des entreprises<br />

publiques.<br />

L’idéologie populiste, dont la principale<br />

caractéristique est son refus de voir la société<br />

à travers les intérêts économiques qui la<br />

divisent, finit par conforter son emprise sur<br />

la société industrielle, emprise menée à son<br />

apogée avec l’adoption du Statut Général du<br />

Travailleur (SGT). Ce dernier, qui a pour<br />

ambition de codifier les relations de travail et<br />

de définir les principes devant régir les<br />

rémunérations des travailleurs, quelles que<br />

soient leurs fonctions, ne laisse aucune marge<br />

de manœuvre aux négociations salariales<br />

entre employeurs et employés…<br />

3. Le rapport salarial dans la réforme<br />

économique<br />

Dans le long cheminement des réformes,<br />

« l’autonomie des entreprises » apparaît<br />

comme la première véritable tentative de<br />

réformer le secteur des entreprises publiques.<br />

Ses résultats, médiocres et surtout<br />

inéluctables, ont ouvert la voie, après moult<br />

tâtonnements, à la privatisation. La réforme<br />

des rapports de travail est au centre de ce<br />

cheminement.<br />

Autonomie et rapports de travail<br />

Théoriquement, la réforme de 1988 place les<br />

entreprises publiques autonomes dans<br />

l’obligation de créer un surplus à même de<br />

permettre le financement de leur activité<br />

(exploitation et investissement). Par-delà les<br />

débats portant sur le contenu et les<br />

conditions ayant marqué la mise en œuvre de<br />

la réforme, force est de constater que son<br />

bilan est loin de correspondre aux objectifs<br />

qui lui étaient au départ assignés.<br />

D’aucuns soutiennent que les changements<br />

introduits dans le mode d’organisation et de<br />

gestion du secteur public n’étaient pas de<br />

nature à permettre au système productif 3 de<br />

produire un surplus accumulable. La raison<br />

en est simple: la réforme ne s’est attaquée au<br />

cœur du problème - à savoir l’instauration<br />

d’un type nouveau de rapport de travail - que<br />

de façon formelle (A.Amarouche, 20<strong>04</strong>). Les<br />

changements dans l’arrangement<br />

organisationnel au sein de l’entreprise ne<br />

correspond pas, en réalité, à l’émergence<br />

d’un nouveau arrangement institutionnel,<br />

notamment en matière de propriété 4 .<br />

36


La problématique du rapport salarial dans l’entreprise algérienne<br />

En effet, selon un schéma classique, il<br />

convient de rappeler que la valorisation des<br />

actifs des entreprises (puisque c’est de cela<br />

essentiellement qu’il s’agit au niveau du<br />

secteur public) s’opère dans un arrangement<br />

organisationnel ( procès de production,<br />

organisation du travail, relations internes et<br />

externes, dispositifs contractuels, autorité et<br />

hiérarchie…) dont l’efficience, mesurée<br />

généralement en termes comptables<br />

(Excédent Brute d’Exploitation, chiffre<br />

d’affaire, cash flows, …), est commandée par<br />

l’arrangement institutionnel (droit de<br />

propriété, structure juridique, règles de<br />

fonctionnement…). L’articulation entre<br />

« arrangement organisationnel » et<br />

« arrangement institutionnel » s’inscrit dans<br />

une dynamique conflictuelle et instable que<br />

l’environnement institutionnel encadre,<br />

stimule et régule 5 .<br />

De ce point de vue, l’échec de « l’autonomie<br />

des entreprises » s’expliquerait par l’absence<br />

d’articulation entre les deux types<br />

d’arrangements. Pour qu’une telle réforme ait<br />

pu aboutir, il eut fallu conférer une légitimité<br />

à la commande de l’arrangement<br />

institutionnel sur l’arrangement<br />

organisationnel, légitimité qui s’exerce<br />

notamment par les droits de propriété.<br />

Ceci nous amène à aborder la question de la<br />

privatisation.<br />

Privatisation et rapport salarial<br />

Dans la nombreuse littérature qui lui est<br />

consacrée, la privatisation est généralement<br />

abordée dans son aspect technique ou<br />

juridique. Nous ne reviendrons pas sur cet<br />

aspect.<br />

La privatisation, opération qui consiste à<br />

céder au secteur privé les actifs appartenant<br />

jusqu'alors au secteur public, peut être<br />

appréhendée en termes d’articulation entre<br />

les deux niveaux évoqués précédemment:<br />

l’arrangement institutionnel (A.I) et<br />

l’arrangement organisationnel (A.O). Cette<br />

articulation, qui se décline sur le système<br />

productif en général et sur l’entreprise, définit<br />

un type de valorisation des actifs en fonction<br />

de l’efficience commandée par le premier au<br />

second. Il convient de noter que l’efficience<br />

recherchée ici ne se résume pas<br />

nécessairement à l’optimum néoclassique<br />

(l’optimum de Pareto).<br />

Au regard du contenu des réformes ayant<br />

porté sur le mode d’organisation et de gestion<br />

des entreprises publiques et au vu des<br />

changements qui se sont produits dans<br />

l’environnement institutionnel, la<br />

privatisation apparaît comme une façon (la<br />

seule, serait-on tenté de dire) d’adapter<br />

l’arrangement institutionnel (droits de<br />

propriété notamment) de manière à ce qu’il<br />

soit à même de commander, effectivement,<br />

une nouvelle efficience économique à<br />

l’arrangement organisationnel.<br />

Certains faits observés sont très significatifs à<br />

cet égard.<br />

En effet, « l’autonomie » du secteur public<br />

n’a pas empêché que dans les faits, les<br />

pratiques de laisser-aller, de gaspillage et de<br />

non gestion pullulent dans ce secteur. Dans la<br />

majorité des cas, l’autonomie de gestion a<br />

donné lieu à une autonomisation des salaires<br />

des cadres dirigeants par rapport à la<br />

productivité.<br />

A contrario, la cession de certaines entreprises<br />

publiques donnera lieu à des situations où les<br />

collectifs de salariés font montre de<br />

mobilisation sans précédent et d’attachement<br />

certain à leurs entreprises, désormais<br />

privatisées 6 .<br />

Soulignons enfin, en guise de conclusion, que<br />

la question du rapport salarial, centrale dans<br />

les économies de marché, doit être inscrite<br />

dans la problématique plus générale du rôle<br />

de l’ensemble des institutions économiques<br />

(du moins les principales d’entre elles),<br />

structurées en une hiérarchie spécifique à un<br />

pays et une époque données, dans<br />

l’émergence et la pérennité d’un régime<br />

d’accumulation. La Théorie de la régulation,<br />

qui distingue cinq grandes institutions 7 ,<br />

présente, à cet égard, un intérêt particulier. En<br />

insistant sur le principe de la hiérarchie 8 et de<br />

la complémentarité 9 nécessaires entre les<br />

institutions, elle permet d’éviter les<br />

transpositions mécaniques et d’appréhender<br />

ainsi les spécificités des économies en voie<br />

de développement sans difficulté majeure.<br />

37


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2006 / <strong>04</strong><br />

Références & Bibliographie :<br />

1 Agence Algérienne de Recherche Démographiques, Economiques et Sociales.<br />

2 C. Palloix note à ce propos que dans les secteurs vitaux de l’économie algérienne, c'est-à-dire les secteurs liés à la<br />

valorisation interne des hydrocarbures, « la configuration du travailleur collectif est conforme à celle des pays<br />

capitalistes dits industrialisés », autrement dit, cette configuration est de type fordiste.<br />

3 Si tant est qu’on puisse parler de système productif.<br />

4 Il convient cependant de noter que du point de vue juridique, la nouvelle législation du travail (notamment la loi n° 90-<br />

11 du 12 avril 1990, modifiée par la loi n° 91-29 du 21 décembre 1991, relative aux relations de travail) constitue, à<br />

travers l’institution du principe de contrat, une rupture complète avec les dispositifs antérieurs (SGT, GSE)<br />

5 Par environnement institutionnel, il faut entendre l’ensemble du dispositif légal, politique, judiciaire et culturel qui<br />

encadre, impulse, stimule et autorise les actions globales ou individuelles (C.Palloix, 2002). La configuration du<br />

système salarial dans la mise en œuvre des arrangements (institutionnel et organisationnel) fait partie intégrante de cet<br />

environnement.<br />

6 Nous pensons notamment au cas du complexe sidérurgique d’<strong>El</strong>-Hadjar qui, donné pour mort après des années de<br />

difficultés, a réussi, suite à l’entrée d’un partenaire indien, a redresser durablement sa situation.<br />

7 Il s’agit du rapport salarial, la monnaie, le régime de concurrence, le mode d’insertion internationale de l’économie<br />

nationale, et l’Etat (à travers le budget).<br />

8 On dit qu’il y a hiérarchie lorsque la transformation d’un arrangement institutionnel particulier peut piloter la<br />

transformation des autres arrangements … en imposant ainsi des transformations à l’ensemble des institutions.<br />

9 Par principe de complémentarité, il faut entendre le fait que chaque arrangement institutionnel dans un domaine est<br />

renforcé dans son existence ou son fonctionnement par d’autres arrangements institutionnels.<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

Addi Lahouari (1991), L’impasse du populisme , ENAL , Alger.<br />

Amarouche Ahcène (20<strong>04</strong>), Libéralisation économique et problèmes de la transition en Algérie – Essai sur les<br />

limites d’un système d’économie à base de rente, Thèse de Doctorat soutenue à l’Université Lyon 2.<br />

Bouzidi Abdelmajid (1986), « L’industrie publique en Algérie, quelques observations », in Emploi et productivité<br />

en Algérie, Revue du ceneap, n°7.<br />

Palloix Christian, Kichou Lyazid (2002), « L’Algérie et l’optique de Barcelone : Changement Institutionnel et<br />

Inerties Conflictuelles », Colloque Economie Méditerranée Monde Arabe, Sousse, 20-21 Septembre 2002.<br />

Palloix Christian (1980), « Essai sur la formation de la classe ouvrière algérienne, 1963- 1978 », Revue du Tiers-<br />

Monde, n°83.<br />

Talha Larbi (1999), « La hiérarchie des formes structurelles et la dynamique du changement : pour une approche<br />

régulationniste du développement » in La mondialisation, l’ajustement structurel et le développement à la lumière<br />

de la pensée de Fayçal Yachir. Colloque organisé par le Cread, Sétif.<br />

38

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!